كانوا من المعتزلة ـ!! ـ ولم يكونوا يدورون فى حلقات المتصوفة!!. والحديث فى النص عن باب المتشابه ، لا عن باب السيد البدوى!
وبعد ، فإننا لا نجهل أسلوب القاضى عبد الجبار ، وقد قلنا فيه « أما أسلوبه فهو يتحدث عن نفسه بدقة وعمق ، وهو وإن كان يقوم على القصد فى العبارة ، وعلى بعض الاستعمالات الخاصة فى بعض الأحيان ، فإنه لا مجال فيه للشرح والتعليق. وما قد يبدو غريبا على القارئ للوهلة الأولى ، ليس إلا أثرا من آثار الجدل ، والحاجة إلى تحميل العبارة أكثر ما يمكن من المعانى الفلسفية والكلامية الدقيقة » (١).
مقابلة النسختين وامور التحقيق الاخرى :
نعود إلى الحديث عن عملنا فى التحقيق : قمت بعد احضار النسخة الأخرى بمقابلة النص المحقق عن النسخة الأولى ، عليها. وأثبت فى صلب الكتاب النص المختار ، وكان غالبه عن النسخة الكاملة ، ووضعت الفروق فى الهامش ، كما أشرت فيه كذلك إلى ما كان من سقط عارض فى أى من النسختين. ورمزت للنسخة المصورة بدار الكتب بالحرف ( د ) وللنسخة الأخرى التى افتقدتها طويلا بالحرف ( ف ).
وفى مجال الأمور الأخرى المتصلة بالتحقيق : قمت بضبط النص القرآنى ، ولا أدرى لما ذا كثرت أخطاء الناسخ فى آيات التنزيل ، وبخاصة النسخة الناقصة ، ولعله كان يكمل الآيات من ذاكرته طلبا للسرعة ، فخانه الحفظ. وقد أتبعت كل آية برقمها من السورة ، واستغنيت بذلك ، وبوضع اسم السورة فى أعلى
__________________
(١) انظر رسالة ماجستير بمكتبة جامعة القاهرة بعنوان ( متشابه القرآن )