بعيدة كذلك عن الطريقة التى سلكها القاضى ، لأن أصحابها اقتصروا فيها على جمع بعض آيات الصفات وأخبارها فقط ، وتأويلها بما يعتقدون أنه الحق ، على نحو ما فعل ابن اللبان فى كتابه « متشابهات القرآن » والرازى فى « أساس التقديس » يضاف إلى ذلك كتابا « الإكليل فى المتشابه والتأويل » لابن تيمية. و « إلجام العوام عن علم الكلام » للغزالى ، اللذين درسا فيهما المتشابه دراسة موضوعية ، ولم يلتزما فى ذلك تأويل جميع آيات الصفات بطبيعة الحال.
٤ ـ نسختا الكتاب وعملنا فى التحقيق :
قمت بتحقيق الكتاب عن نسختين فريدتين :
أولاهما : نسخة قديمة بخط يمنى واضح ، ناقصة من أولها بمقدار ورقتين ـ صفحة العنوان وثلاث صفحات أخرى ـ كما يتضح ذلك من مقارنتها بالنسخة الأخرى. وعدد أوراقها ثلاث وسبعون ومائة ورقة ، ومتوسط الأسطر فى الصفحة الواحدة ثمانية وعشرون سطرا.
ولم يعن فيها الناسخ ـ على عادتهم فى الخط القديم ـ بعلامات الإعجام والإهمال ، على حسن خطه وكتابته عناوين السور بالمداد الأحمر.
وفى بعض أوراق النسخة تقطيع فى أطرافها ينتهى عند الكتابة تارة ، وينقص من أطرافها تارة أخرى ـ وبخاصة فى أوراق الكتاب الأخيرة ـ وفى بعض صفحات أخرى كتابات وتوقيعات بخط جد رديء كأنه عبث صبية يتدربون على الكتابة ويوقعون بأسمائهم توقيعات متشابكة لا تقرأ.