« تنزيه القرآن عن المطاعن » (١) الذى عرض فيه للآيات التى يتعلق بها الطاعنون ، سواء كان ذلك من وجوه اللغة ، أو الإعراب ، أو النظم ، أو المعانى.
وأبان ـ بأسلوب مختصر مبسط ـ عن خطئهم فى فهمها وتأويلها.
فالكتاب ، إذن ، ليس كتابا خاصا بالآيات المتشابهة التى يقع الطعن فيها بسبب ما يبدو من التناقض فى المعانى ، كما ظن بعضهم (٢) ، ولكنه أعم من ذلك ، يدل على ذلك النظر فى مسائل الكتاب ، التى لم يخصها القاضى بالآيات المتشابهة ، فالمسألة الأولى منه ـ مثلا ـ حول الابتداء باسم الله ، وجواب القاضى على قول المعترض : هلا قيل بالله الرحمن الرحيم ، لأن الاستعانة تقع بالله لا باسمه .. والثانية حول وجه ذكر هذه الأسماء الثلاثة دون غيرها « الله ، الرحمن ، الرحيم ». والثالثة جواب على سؤالهم عن قوله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) وقولهم : إن كان حمد نفسه فلا فائدة لنا فيه ، وإن أمرنا بذلك فقد كان يجب أن يقول : قولوا الحمد لله. والرابعة جواب على سؤالهم : لما ذا أعاد ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فى سورة الحمد ، وقد تقدمت؟ والخامسة حول قوله تعالى ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) والرد على قولهم إن يوم الدين ليس بموجود أصلا ، فكيف يملك المعدوم ، وما فائدة ذلك ... (٣) إلخ ، وكل ذلك ليس من المتشابه ، كما حدده القاضى رحمهالله.
ويدل على ذلك أيضا ، بنظرة واحدة كذلك ، ما أشار إليه القاضى فى
__________________
(١) أشار الحاكم إلى أن لقاضى كتابا آخر فى هذا المجال اسمه الأدلة. قال الحاكم ( وله كتب فى علوم القرآن : كالمحيط. والأدلة. والتنزيه. والمتشابه ). شرح العيون : ١ / ١٣٠ ظ.
(٢) انظر تراث الانسانية ، المجلد الاول ، ص : ٩٨٤. مقال الأستاذ سعد زائد. مجلة منبر الإسلام ، العدد ١٠ من السنة ٢٣ مقال الدكتور أحمد الحوفى.
(٣) تنزيه القرآن عن المطاعن ، ص : ٤ فما بعدها.