الباب الأوّل
في الاجتهاد
الاجتهاد في اللغة
: تحمّل الجهد ، وهو المشقّة.
وفي الاصطلاح قيل
: « استفراغ الوسع في طلب الظنّ بشيء من الأحكام الشرعيّة بحيث ينتفي عنه اللوم
بالتقصير » .
ويقاربه ما قيل :
« إنّه استفراغ الجهد في درك الأحكام الشرعيّة » .
والمراد باستفراغ
الوسع بذل تمام المجهود بحيث يحسّ من نفسه العجز عن المزيد عليه.
وينتقضان طردا
باستفراغ العاجز عن الاستنباط ، وبالاستفراغ في الشرعيّات الأصليّة.
وقيل : « هو
استفراغ الفقيه الوسع في تحصيل الظنّ بحكم شرعي » .
والمراد بـ «
الفقيه » من مارس الفنّ ، وقد عرّف فيما تقدّم ، فيخرج استفراغ غير الفقيه وسعه.
واحترز « بتحصيل
الظنّ » عن القطعيّات ؛ إذ لا اجتهاد فيها.
و « بحكم شرعي »
عن الحسّيّات والعقليّات.
وأنت تعلم أنّه
يخرج منه القطعيّات النظريّة مع تأتّي الاجتهاد فيها ، ويدخل فيه الشرعيّات
الأصليّة مع عدم تأتّيه فيها.
__________________