فالاستدل بها على وجوب الابتداء بالاصابع استدلال واه لاحتمالها كلا الامرين ونحن إنما عرفنا وجوب الابتداء بالمرفق من فعل أئمتنا عليهمالسلام.
على أن ابن هشام ذكر في طي ما ذكر من أغلاط المعربين : الحاديشعر قوله تعالى «فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق» فان المتبادر تعلق إلى باغسلوا وقد رده بعضهم بأن ما قبل الغاية لابد أن يتكرر قبل الوصول إليها تقول ضربته
____________________
٦ و ٧ ـ غسل الساعد من المرفق إلى الزند ثم غسل الكفين من الاصابع إلى الزند وعكسه.
٨ ـ رش اليدين إلى المرفق ثم دلكه هكذا : ذاهبا وجائيا ، ثم غمصه في الماء ليتحقق الغسل ويذهب بالدرن المانع.
ومن دقق النظر ، يمكن أن له يتصور أنحاء أخرى غير ما ذكرناه ، وهكذا في غسل الوجه وهوذات أبعاض ، ومسح الرأس والقدمين كما سيأتى الكلام فيه.
ولكن أحسن الوجوه اللائق بمقام الربوبية وأسهلها من حيث الطبع وأكملها من حيث النظافة والذهاب بالدرن الموافق لطبع الماء المطهر وجريانه ، هو الوجه الاول وهو الغسل : الاعلى فالاعلى ـ سواء كان غسل الوجه أو اليدين أو تمام البدن في الغسل ، بأن يرسل الماء في الوضوء إلى أعلى الوجه ويمريده ماسحا من الاعلى إلى الاسفل حتى يوافق غسله ومسحه طبع الماء من حيث نزوله وميله إلى الارض فيتوافقان معا ، وينفصل الغسالة من الذقن وينزل إلى الارض ، كما هو دأب جميع البشر في غسل الوجه ، المسلم وغيره.
ثم يرسل الماء إلى أعلى المرفق ويمسح بيده من الاعلى إلى الاسفل موافقا لجريان الماء وطبعه حتى يذهب بالدرن المانع ، وينفصل الغسالة من الاصابع ، وهذا هو النحو المتعارف المطبوع لكل أحد ، سوى أهل السنة من المخالفين ، خالفوا فطرتهم المجبولة قسرا لاجل فتوى فقائهم الجهال حيث توهموا أن «إلى» في الاية تفيد وجوب الابتداء من الاصابع والانتهاء إلى المرافق وليس كذلك ، لاعرفا كما بينه المؤلف العلامة قدسسره وهو على محله ، ولالغة كما ستعرفه من كلام ابن هشام.