فكم من مؤمل مالا يبلغه ، وبان مالا يسكنه وجامع ما سوف يتركه ، ولعله من باطل جمعه ، ومن حق منعه. أصابه حراما واحتمل به آثاما ، فباء بوزره ، وقدم على ربه آسفا لاهفا ، قد خسر الدنيا والاخرة ، ذلك هو الخسران المبين.
٨٩ ـ وقال عليهالسلام : (١) المنية ولا الدنية؟ والتقلل ولا التوسل (٢) ومن لم يعط قاعدا لم يعط قائما ، والدهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، فإذا كان لك فلا تبطر ، وإذا كان عليك فاصبر.
٩٠ ـ وقال عليهالسلام : (٣) مسكين ابن آدم : مكتوم الاجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقة ، وتقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة (٤).
٩١ ـ كنز الكراجكى : (٥) وروي أن أميرالمؤمنين عليهالسلام مر على المدائن فلما رأى آثار كسرى وقرب خرابها قال رجل ممن معه :
جرت الرياح على رسوم ديارهم |
|
فكأنهم كانوا على ميعاد |
فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام : أفلا قلتم «كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم ٨ ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين» (٦).
٩٢ ـ من كتاب مطالب السؤول (٧) لكمال الدين محمد بن طلحة : من
____________________
(١) النهج أبواب الحكم تحت رقم ٣٩٦.
(٢) المنية : الموت. والدنية : التذلل والنفاق. والتقليل : الاكتفاء بالقليل.
يعنى الشريف يرضى بالقليل ولا يتوسل إلى الناس أو الدنيا.
(٣) النهج أبواب الحكم تحت رقم ٤١٩.
(٤) البقة : حيوان عدسى مفرطح ، خبيث الرائحة ، لذاع. وشرق بريقه غص.
والعرقة واحدة العرق.
(٥) المصدر ص ١٤٥.
(٦) الدخان : ٢٥ إلى ٢٩.
(٧) المصدر ص ٦١.