إلى اليتيم ، أو برّ الوالدين ، أو العدل في القضاء ، وما شابهها أفعال حسنة لا يجوز أن ينهى عنها الله ـ تعالى ـ ، وأنّ شرب المسكر ، أو الظلم ، أو قطع الرَّحم ، وما شابهها أفعال قبيحة لا يجوز أن ينهى عنها. وهو ـ تعالى ـ بطريقٍ أولى لا يظلم ولا يجازي الإحسان بالإساءة ، ولا يُدخل أولياءه النّار ، ولا يُدخل أعداءه الجنّة ، ولو فعل ـ والعياذ بالله ـ لم يكن عادلاً ، ولم يصحّ وصفه بالعدل ـ نستغفر الله ـ لأنها أفعال غير حكيمة وموصوفة بالقبح ، والأفعال موصوفة بالحُسْن والقُبْح الذاتيّين ، ولا يصدر منه ـ تعالى ـ إلا الحَسَن.
نعم هناك اُمور لا يستقلّ العقل في معرفة حُسْنها وقُبْحها ويعجز عن إدراك جهة الحُسْن والقُبْح فيها بل يحتاج إلى بيانٍ من الشّارع المقدَّس فما أمر به الشّارع المقدَّس كان حَسَناً وما نهى عنه كان قبيحاً ، أو قُل : ما أمر به انكشف لنا أنّه حَسَنٌ وإلا لم يأمر به ، وما نهى عنه انكشف لنا أنّه ، قبيح ، وإلا لم ينه عنه ، كأمره ـ تعالى ـ بالصَّلاة في الأوقات الخمسة ، وأمره بالخمس والزّكاة وكيفية خاصة للصَّلاة ، وهلمّ جرّا.
ولعلّ بعض ما يأمر الله ـ تعالى ـ به ، أو
ينهى عنه لا يكون موصوفاً بالحُسْن والقُبْح الذاتيين ، وذلك في الاُمور الاعتباريّة