منها دون الاعتراف بالخالق العظيم ، لأنها آيات باهرات تحكي عظمة الخالق ، بل تصرخ بأعلى الصّوت عن وجود يدٍ غيبية حكيمة عليمة تصنع وترعى ذلك.
هذا قطرة من بحر أسرار عالم المادة والطّبيعة ، وقيد شعرة من عالم النبات والحيوان المحيّر للعقول ، فكيف لو تأمّلت في خلق الإنسان ببُعديه المادّي الجسدي ، والمعنوي الرُّوحي ، فالتأمُّل في أبسط تركيبة من جسد الإنسان يكفي للإقرار بوجوده ـ تعالى ـ ووحدانيّته ، فعلى سبيل المثال : جعل الأسنان على ثلاثة أقسام ، الثّنايا في الأمام ، والأنياب بعدها ، ثم الطّواحن الصغرى ، ثم الطّواحن الكبرى ، لو غيّرنا مواضعها لوجدنا خللاً كبيراً في عملها ولعلّ قبحاً فاحشاً في منظر وجوهنا. وماذا لو كان الحاجبان تحت العينين لا فوقهما ، أو كانت فتحة الأنف إلى الأعلى دون الأسفل ؟
عمارة الأرض وعمرانها من حرثها وزرعها حتى إقامة أضخم المباني وإنشاء ناطحات السّحاب عليها وأدقّ الصنائع وأظرفها ، كلّ ذلك متوقّف على رؤوس الأصابع والظّفر الذي عليها.
والعجب كلّ العجب في أنّ الغذاء الذي
عُدّ لتكوين مادّة الظّفر بصلابتها هو نفسه الّذي تخرج منه مادّة رقيقة شفّافة للعين