في حدّ ذاته ، فمثلاً
قوله ـ تعالى ـ : (
أَمْ
خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )
، أو قوله عليهالسلام
« بك عرفتك
، وأنت دللتني عليك ولولا أنت لم أدرِ ما أنت » ، أو قوله عليهالسلام « عرفت ربّي بربّي »
وغيرها من الآيات والأخبار إنّما هي صريحة واضحة في أنّها إرشادات وتنبيهات إلى حكم العقل أو الفطرة ، وأمّا أقوال وبراهين الفلاسفة الإلهيّين ، مثل « برهان الصّدّيقين » وهو كيفية معرفة الله ـ تعالى ـ باالله ، الذي يعدّ إشارة إلى قول المعصوم عليهالسلام
: « عرفتُ ربّي بربّي » أو « بك عرفتك » ، وهو يتضمّن هذه المعاني ، وكيف يعرف الإنسان ربّه بربّه ؟ وهكذا البراهين التي أقامها الفلاسفة الطبيعيّون مثل « برهان الحركة » أو « برهان المعرفة »أي معرفة النفس أو « برهان الحدوث » أو « برهان الإمكان » ، وما شابهها من البراهين إنما هي تنبيهات وإرشادات إلى حكم الفطرة والعقل ليس إلا.
والحاصل أنّ مَنْ تجلّت ذاته لمقدّسة ، ونوره
الأنور ، ووجوده الأقدس ، وعظمته وكبرياؤه في كل مخلوقاته ، لا يخفى
__________________