ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) (١) وهي كُلّها وعود وبشارات إلهيّة بظهور الإمام المنتظر عجل الله ـ تعالى ـ فرجه الشريف.
ولهذا فقد أجمع المسلمون ، وأطبقتْ جميع فرقهم على خروج المهدي المنتظر في آخر الزَّمان ، وامتلأت كتبهم بأحاديث المهدي عجّل الله فرجه الشريف وبشارة النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم به وبظهوره وظهور دولته الكريمة حتى تجاوزت حدّ التواتر ولم تنلها يد الإحصاء والاستقصاء ، نسوق بعضاً يسيراً منها في هذه الوجيزة للاستشهاد والاستدلال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو لَمْ يَبْقَ من الدُّنيا إلا يومٌ واحدٌ لَطوَّلَ اللهُ ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أهل بيتي يُواطىءُ اسمه اسمي وكُنيتُهُ كُنيتي يملأُ الأرضَ عَدْلاً وقِسْطاً كما مُلِئَتْ ظُلماً وجَوْراً » (٢).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « المهديُّ من وُلْدي » (٣).
__________________
(١) سورة النور : ٥٥.
(٢) سنن أبي داود ج ٢ / ٣٠٩ ح ٤٢٨٢ ، المعجم الأوسط ( الطبراني ) ج ٢ / ٥٥ ، الجامع الصغير السيوطي ج ٢ / ٤٣٨ ح ٧٤٩٠.
(٣) الجامع الصغير السيوطي ج ٢ / ٦٧٢ ح ٩٢٤٥ ، كنز العمال ج ١٤ / ٢٦٤ ح ٣٨٦٦٦.