والقمر المنير ، ووارث علوم الأنبياء ، الذي ينحدر عنه السّيل ولا يرقىٰ اليه الطير ، ومن نزل في حقه وشأنه أفضل الآيات ، والسُّور البيّنات ، منها قوله ـ تعالى ـ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ، و ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (٢) ، و ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) (٣) ، ومئات الآيات البيّنات الّتي تحدّثت عنه وعن فضائله بالكناية « والكناية أبلغ من التصريح ».
وكيف أخّروا الذي قدّمه الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال في حقّه وشأنه وفضله وكماله ما يفوق الإحصاء ، ولا تناله أيدي العاديّن ، ولا تبلغه عقول المسترشدين ، حتى ملأت فضائله العالم بأسره ، وملأت الخافقين ، وامتلأت بها كتب المخالفين والمعاندين قبل أن تنطق بها كتب مواليه ومحبّيه ، وتدوّنها أيدي شيعته ؟!
كيف تجرّؤا على ذلك وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أفقهكم عليٌّ ، (٤) أقضاكم عليٌّ (٥) أعلمكم علي » (٦) ، وقال أيضاً : « علي مني
__________________
(١)سورة المائدة : ٥٥.
(٢) سورة الرعد : ٤٣.
(٣) سورة الإنسان : ٨ ـ ٩.
(٤) لم أجده.