س) : ما معنى « ترك الأولىٰ » ؟
ج) : إعلم أنّ هناك اموراً مباحة لجميع النّاس بما فيهم المعصومين عليهالسلام ، لكنّها قد لا تناسب شأنهم دائماً أو أحياناً فالإتيان بها قبيح لهم لأنها من قبيل « حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين » (١) ، مثلاً لو أنك رأيت عالماً خرج في الشّارع دون عمامة ورداء ، أو رأيته يأكل في الطريق أو يمشي بعمامته في بعض الأسواق ، أو يهرول على بعض الشواطىء ، أو وجدته جالساً على قارعة الطريق دون سبب معقول ، لأنكرتَ عليه فعلته هذه رغم أنّه لم يقترف حراماً ولا مكروهاً ، وذلك لأنّه أتى بما لا يليق بشأنه ومقامه العلميّ ، وإن كان ما أتى به مباحاً ، بل قد يسقط من عينك بسبب ذلك العمل المباح ، إذا تبيّن هذا فانتقل بذهنك وخيالك إلى المعصوم عليهالسلام لو صدر منه شيء من ذلك ، ألا تراه أشدّ قبحاً ، ولهذا فالمعصوم عليهالسلام منهيٌّ عن « ترك الأولى » ، وسمّي بالأولى ، لأنّ المعصوم أولى بتركه ، أو لأن الأولويّة تقتضي تركه والاجتناب عنه لما قد تحمله من مفاسد نفسية أو اجتماعيّة ، ومن هذا المنطلق قال مولانا اميرالمؤمنين علي بن
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١١ / ٢٥٦ ، تفسير الصافي ج ١ / ٤٤٦ ، الشفاء ( قاضي عياض ج ٢ / ١٧٠.