المساجد لانتظار الصلاة » .
ونحن
نسأل عن هذا الدافع الذي يدفع ابن مظعون ليطلب من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخصي نفسه أو أن
يترهب ! إنّه ليس له من دافع سوىٰ أنّه يرىٰ أنّ ممارسة الحياة الاجتماعية علىٰ طبيعتها إنّما يكون سبباً
لانصراف الانسان عن التوجه نحو العبودية لله سبحانه وتعالىٰ ! لكن أليس ذلك تطرّفاً في فهم العبودية لله ؟ كل ذلك يجري والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حيٌّ بينهم وهم يشهدون سيرته وهو أعظم الناس عبودية لربّه وأعظمهم معرفة به وقرباً إليه .
٢
ـ ونظير ذلك ما رواه الكليني عن الامام الصادق عليهالسلام
قال : «
.. إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
خرج من المدينة إلىٰ مكة في شهر رمضان ومعه الناس وفيهم المشاة ، فلما انتهىٰ إلىٰ كراع الغميم دعا بقدح من ماء فيما
بين الظهر والعصر ، فشرب وأفطر ، ثم أفطر الناس معه ، وثَمَّ أُناس علىٰ صومهم ، فسمّاهم العصاة ، وإنّما يؤخذ بآخر أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
»
.
فهل
في موقف هؤلاء العجيب ما يمكن تفسيره سوىٰ ظنّهم أنَّهم ببقائهم علىٰ صيامهم يتقربون أكثر إلىٰ الله ؟! وهم إنّما يخالفون
حكماً حكم به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم !
٣
ـ روىٰ جابر بن عبدالله : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في سفر فرأىٰ رجلاً عليه زحام قد ظُلِّل عليه ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «
ما هذا ؟ »
قالوا : صائم ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «
ليس من البرِّ الصيام في السفر » .
__________________