سالم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سوء الحساب أن تحسب عليهم السيئات ، ولا تحسب لهم الحسنات ، وهو الاستقصاء.
وروى حماد عنه عليهالسلام أنه قال لرجل يافلان ، مالك ولاخيك؟ قال : جعلت فداك لي عليه شئ فاستقصيت منه حقي قال أبوعبدالله عليهالسلام أخبرني من قول الله «ويخافون سوء الحساب» أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا والله ولكن خافوا الاستقصاء والمداقة انتهى.
وأقول : قال تعالى بعد ذلك بآيات «والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار» فعلى هذا التفسير تلك الايات من أشد ما ورد في قطع الرحم.
ثم الظاهر أن هذا كان لتنبيه عبدالله وتذكيره بالاية ، ليرجع ويتوب وإلا فلم يكن ما فعله عليهالسلام بالنسبة إليه قطعا للرحم. بل كان عين الشفقة عليه ، لينزجر عما أراده من الفسق بل الكفر ، لانه كان يطلب البيعة منه عليهالسلام لولده الميشوم كما مر أو شئ آخر مثل ذلك وأي أمر كان إذا تضمن مخالفته ومنازعته عليهالسلام كان على حد الشرك بالله وأيضا مثله عليهالسلام لا يغفل عن هذه الامور حتى يتذكر بتلاوة القرآن فظهر أن ذكر ذلك على وجه المصلحة ، ليتذكر عبدالله عقوبة الله ويترك مخالفة إمامه شفقة عليه ، ولعل التورية في قوله «أقلقتني» القلق لعبد الله لا لنفسه عليهالسلام لكن فيه دلالة على حسن رعاية الرحم. وإن كان بهذه المثابة وكان فاسقا ضالا فتدبر.
٩١ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن سنان قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إن لي ابن عم أصله فيقطعني ، وأصله فيقطعني حتى لقد هممت لقطيعته إياي أن أقطعه ، قال : إنك إذا وصلته وقطعك ، وصلكما الله جميعا ، وإن قطعته وقطعك قطعكما الله (١).
ايضاح : قوله عليهالسلام «وصلكما الله» لعل ذلك لانه تصير صلته سببا لترك
____________________
(١) الكافى ج ٢ ص ١٥٥.