إليه أمر المجرمين فيدعو إلى اجتناب أطوارهم ، وفي عيوب النفس وآفاتها فيدعو إلى الاقبال على إصلاحها ، وفي أسرار العبادة وغاياتها ، فيدعو إلى السعي في تكميلها ورفع النقص عنها ، وفي رفعة درجات الاخرة فيدعو إلى تحصيلها ، وفي مسائل الشريعة فيدعو إلى العمل بها في مواضعها ، وفي حسن الاخلاق الحسنة فيدعو إلى تحصيلها ، وفي قبح الاخلاق السيئة وسوء آثارها فيدعو إلى تجنبها وفي نقص أعماله ومعائبها فيدعو إلى السعي في إصلاحها وفي سيئاته ومايترتب عليها من العقوبات والبعد عن الله والحرمان عن السعادات فيدعوه إلى الانتهاء عنها و تدارك ما أتى به بالتوبة والندم ، وفي صفات الله وأفعاله من لطفه بعباده وإحسانه إليه بسوابغ النعماء وبسط الالاء والتكليف دون الطاقة ، والوعد لعمل قليل بثواب جزيل ، وتسخيره له مافي السماوات والارض ومابينهما إلى غير ذلك ، فيدعوه إلى البر والعمل به ، والرغبة في الطاعات والانتهاء عن السيئات ، وبالمقايسة إلى ماذكرنا يظهر آثار سائر التفكرات والله الموفق للخيرات.
أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب السكوت والكلام.
٦ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران عن يونس ، عمن رواه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان أكثر عبادة أبي ذر رحمة الله عليه التفكر والاعتبار (١).
٧ ـ مع (٢) ل : في خبر أبي ذر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه عزوجل ، وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيما صنع الله عزوجل إليه ، وساعة يخلوفيها بحظ نفسه من الحلال (٣).
١٠ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن ياسين
___________________
(١) الخصال ج ١ ص ٢٣.
(٢) معانى الاخبار : ٣٣٤.
(٣) الخصال ج ٢ ص ١٠٤ ، وبعده « فان هذه الساعة عون لتلك الساعات »