لكم من الممر عليها ، والوقوف بها ، فإما برحمة من الله فنجاة من هولها ، وعظم خطرها ، وفظاعة منظرها ، وشدة مختبرها ، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار (١).
٤ ـ ما : فيما كتب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى أهل مصر : عبادالله إن الموت ليس منه فوت ، فاحذروا قبل وقوعه ، وأعدواله عدته ، فانكم طرد الموت إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهوألزم لكم من ظلكم ، الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى خلفكم ، فأكثروا ذكر الموت عند ماتنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ، وكفى بالموت واعظا.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله كثيرا مايوصي أصحابه بذكر الموت ، فيقول : أكثروا ذكر الموت ، فانه هادم اللذات ، حايل بينكم وبين الشهوات (٢).
٥ ـ ما : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : الموت طالب ومطلوب ، لايعجزه المقيم ولايفوته الهارب ، فقدموا ولاتتكلوا ، فانه ليس عن الموت محيص ، إنكم إن لم تقتلوا تموتوا ، والذي نفس علي بيده لالف ضربة بالسيف على الرأس أهون من موت على فراش (٣).
٦ ـ ما : ومن كلامه عليهالسلام أيها الناس أصبحتم أغراضا ، تنتضل فيكم المنايا (٤) وأموالكم نهب للمصائب ، ماطعمتم في الدنيا من طعام فلكم فيه غصص وما شربتموه من شراب فلكم فيه شرق (٥) وأشهد بالله ماتنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلا بفراق اخرى تكرهونها ، أيها الناس وإنا خلقنا وإياكم
___________________
(١) أمالى الصدوق : ٢٩٨.
(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٧.
(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٢٠.
(٤) الاغراض جمع غرض ـ بالتحريك ـ وهوما ينصب هدفا للترامى ، ومعنى تنتضل فيه : أى تترامى اليه والمنايا جمع منية وهوالموت ووجه التشبيه ظاهر.
(٥) الشرق : انعقاد الماء ووقوفه في الحلق ، والغصص في مقابله وهوانعقاد اللقمة المأكولة ووقوفها في الحلق.