أنه قال : إن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها ، فلاتكتب عليه (١) والاحاديث الواردة في الكافي وغيره بهذا المضمون كثيرة.
قلت : لادلالة في تلك الاحاديث على ما ظننت من أن العزم على المعصية ليس معصية ، وإنمادلت على أن من عزم على معصية كشرب الخمر والزنا مثلا ولم يعملها لم يكتب عليه تلك المعصية التي عزم عليها ، وأين هذا عن المعنى الذي ظننته.
وقوله : « فهو غير مؤاخذبها » أي غير معاقب عليها لانها معفو عنها قوله « منها ما لو وجد امرأته » الخ عد بعضهم من هذه الصور مالوصلى في ثوب يظن أنه حرير أو مغصوب عالما بالحكم ، فظهر بعد الصلاة أنه ممزوج أو مباح ، * وفرع على ذلك التردد في بطلان صلاته ، والاولى عدم التردد في بطلانها ، نعم يتمشى صحتها عند القائل بعدم دلالة النهي في العبادة على الفساد.
___________________
لكونها في زمان منقطع محصور هو مدة العمر ، كذلك نيتها لانها تنقطع أيضا عند انقطاع العمر ، لدلالة الايات والروايات على ندامة العاصى عند الموت ، ومشاهدة أحوال الاخرة فينبغى أن يكون ناويها في النار ، بقدر كونها في الدنيا ، لامخلدا.
فأجيب أولا بأن هذه النية موجبة للخلود لدلالة الحديث عليه بلا معارض ، فوجب التسليم والقبول ، وثانيا بأن صاحبها في هذه الدنيا التى هى دار التكليف لم يفعل شيئا يوجب نجاته من النار ، وندامته بعد الموت لاتنفع لانقطاع زمان التكليف ، وثالثا أن سبب الخلود ليس ذات المعصية ونيتها من حيث هى ، بل هو المعصية ونيتها على فرض البقاء أبدا ، ولاريب في انها معصية أبدية موجبة للخلود ابدا انتهى.
وأقول : لايخفى مافى الجميع من الوهن والضعف وقدمر بعض القول منافيه في باب النية وقال الشهيد رحمهالله في القواعد : إلى آخر ماتراه في المتن تحت الرقم ١٤.
(١) والحديث لفظه هكذا :
(٢) عدة من أصحابنا ، عن أحمدبن أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن.