وإنما إيفت عقولهم (١) باتباع الهوى والانهماك في التقليد ، وذكر الصدور للتأكيد « سلام عليكم » قيل متاركة لهم وتوديع ودعاء لهم بالسلامة عماهم فيه « لانبتغي الجاهلين » أي لانطلب صحبتهم ولا نريدها قوله « وينعه » أي نضجه يقال : ينع الثمر كمنع و ضرب ينعا وينعا وينوعا : حان قطافه قوله عليهالسلام : قال الله تعالى « فانها لاتعمى » ذكر الاية هنا بعد ذكرها سابقا للاستشهاد بأن الابصار والعمى يطلقان في ابصار الرؤوس وابصار القلوب.
قوله : « من تأمل الايات » أي آيات القرآن أو آياته في الانفاق والانفس « فزادهم هدى » قيل : أي زادهم الله بالتوفيق والالهام ، أو قول الرسول. « وآتيهم تقويهم » أي بين لهم مايتقون ، أو أعانهم على تقواهم ، أو أعطاهم جزاءهما.
٣٠ ـ كا : عن علي بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن آدم بن إسحاق ، عن عبدالرزاق بن مهران ، عن الحسين بن ميمون ، عن محمد بن سالم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن اناسا تكلموا في هذا القرآن بغير علم ، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول : « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومايعلم تأويله إلا الله » الاية (٢) فالمنسوخات من المتشابهات ، والمحكمات من الناسخات.
إن الله عزوجل بعث نوحا إلى قومه « أن اعبدوا الله واتقوه و أطيعون » (٣) ثم دعاهم إلى الله عزوجل وحده ، وأن يعبدوه ولايشركوا به شيئا ثم بعث الانبياء صلوات الله عليهم ـ على ذلك إلى أن بلغوا محمدا صلىاللهعليهوآله فدعاهم إلى أن يعبدوا الله ولايشركوا به شيئا ، وقال : « شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه كبر على المشركين ماتدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشاء ويهدي
____________________
(١) يقال : آف القوم وأوفوا وايفوا : دخلت عليهم آفة وهو مؤوف.
(٢) آل عمران : ٧. (٣) نوح : ٣.