مع قيام الداعي إليهما وهو البغض لمن يتمكن من حيفه وظلمه.
الأربعون كونه لا يأثم فيمن يحب وهو سلب لرذيلة الفجور عنه باتباع الهوى فيمن يحب إما بإعطائه ما لا يستحق أو دفع ما يستحق عليه عنه كما يفعله قضاة السوء وأمراء الجور فالمتقي لا يأثم بشيء من ذلك مع قيام الداعي إليه وهو المحبة لمن يحبه بل يكون على فضيلة العدل في الكل على السواء.
الحادية والأربعون اعترافه بالحق قبل أن يشهد عليه وذلك لتحرزه في دينه من الكذب إذ الشهادة إنما يحتاج إليها مع إنكار الحق وذلك كذب.
الثانية والأربعون كونه لا يضيع أماناته ولا يفرط فيما استحفظه الله من دينه وكتابه وذلك لورعه ولزوم حدود الله.
الثالثة والأربعون ولا ينسى ما ذكر من آيات الله وعبره وأمثاله ولا يترك العمل بها وذلك لمداومة ملاحظتها وكثرة إخطارها بباله والعمل بها لعنايته المطلوبة منه.
الرابعة والأربعون ولا ينابز بالألقاب وذلك لملاحظته النهي في الذكر الحكيم « وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ » (١) ولسر ذلك النهي وهو كون ذلك مستلزما لإثارة الفتن والتباغض بين الناس والفرقة المضادة لمطلوب الشارع.
الخامسة والأربعون ولا يضار بالجار لملاحظة وصية الله تعالى به « وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ » (٢) ووصية رسول الله صلى الله عليه واله في المرفوع إليه أوصاني ربي بالجار حتى ظننت أنه يورثه ولغاية ذلك وهي الألفة والاتحاد في الدين.
السادسة والأربعون ولا يشمت بالمصائب وذلك لعلمه بأسرار القدر وملاحظته لأسباب المصائب وأنه في معرض أن تصيبه فيتصور أمثالها في نفسه فلا يفرح بنزولها على غيره.
السابعة والأربعون أنه لا يدخل في الباطل ولا يخرج عن الحق أي لا يدخل
__________________
(١) الحجرات : ١١.
(٢) النساء : ٣٦.