وأول بعض الشارحين بتباين أجزاء المركب لو لا التركيب والتأليف ، أو بالفواصل التي كانت بين السموات لو لا أن الصانع خلقها اكرا (١) متماسة. وإنما اضطره إلى ذلك الاعتقاد بقواعد الفلاسفة وتقليدهم.
و « ملاحمة الصدوع » إلصاق الاجزاء ذوات الصدوع بعضها ببعض ، وإضافة الصدوع إلى الانفراج من إضافة الخاص إلى العام. و « وشج » بالتشديد أي شبك والضمير في « بينها » راجع إلى ما يرجع إليه الضمائر السابقة.
وقال ابن ميثم : المراد بأزواجها نفوسها التي هي الملائكة السماوية بمعنى قرائنها وكل قرين زوج ، أي ربط مابينها وبين نفوسها بقبول كل جرم سماوي لنفسها التي لا يقبلها غيره.
وأقول : القول بكون السماوات حيوانات ذوات نفوس مخالف للمشهور بين أهل الاسلام ، بل نقل السيد المرتضى رضياللهعنه إجماع المسلمين على أن الافلاك لاشعورلها ولا إرادة ، بل هي أجسام جمادية يحركها خالقها (٢). ويمكن أن يراد
____________________
(١) الاكر بضم الهمزة وفتح الكاف جمع « كرة » وهى كل جسم مستدير.
(٢) البحث عن الافلاك وماهيتها بحث هيوى اختلف فيه اقوال قدماء الهويين من يونان والمتأخرين من علماء اروبة : وفيه فرضية مشهوة من بطلميوس وهومن أقدم فلكيى يونان وهى ان الافلاك كرات يحتوى بعضها على بعض منها كلية ومنها جزئية وان الافلاك الكلية تسعة وزعم أن لها احكاما يختص بها من بين الاجسام ، منها استحالة الخرق والالتئام ، واحكام اخرى لا يسع ذكرها المقام وقد ابطلها علماء الهيئة الحديثة ، وهدموا اساسها ، ونقضوا حدودها ، و خرقوا كليها وجزئيها وكيف كان فالبحت عن هذه المسألة شأن العالم الهيوى. لا الفقيه والاصولى والمحدث والمنطقى ، وليس الاعتقاد بوجود هذه الافلاك او عدمها من اصول الدين او فروعه ، ولا مما ورد في كتاب الله اوسنة رسوله ، اللهم الا ما ذكر في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة من السماوات والارض والكواكب والنجوم وان كل كوكب يسبح في فلك إلى غير ذلك لكن لا يجد المتتبع الخبير من كتاب الله آية ولا مما صدر عن معادن علم الله رواية تدل على اثبات الافلاك البطلميوسية وتصديق ما يستلزمه تلك الفرضية ان لم يجد ما يكذبها ويبطلها! ودعوى الاجماع من المسلمين في مثل المسأله كما ترى ، وان فرض اجماع المسلمين في زمان اوفى جميع الازمنة