بركتها من الزرع
والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم
______________________________________________________
وفي الحديث : خمس
بخمس ، ما نقض العهد قوم إلا سلط الله عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله
إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهر فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ، ولا طففوا الكيل
إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر.
وقال
« عَلَى
النَّاسِ » أي منهم « يَسْتَوْفُونَ »
أي يأخذون حقوقهم وافية
« وَإِذا
كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ » أي كالوا للناس ووزنوا لهم ، والمراد بالنقص نقص ريع الأرض
من الثمرات والحبوب ، كما قال سبحانه : « وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ
فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ »
.
« منعت الأرض » على بناء المعلوم ، فيكون المفعول الأول محذوفا أي منعت
الأرض الناس « بركتها » أو المجهول فيكون الفاعل هو الله تعالى ، والجور نقيض العدل.
وهذه الفقرة تحتمل
وجهين : الأول أن الجور في الحكم وترك العدل هو معاونة للظالم على المظلوم ، فلا
يكون على سياق سائر الفقرات ، وكان النكتة فيه أن سوء أثره وهو الاختلال في نظام
العالم لما كان ظاهرا اكتفي بتوضيح أصل الفعل وإظهار قبحه.
الثاني : أن يكون
المراد أنه تعالى بسبب هذا الفعل يمنع اللطف عنهم ، فيتعاونون على الظلم والعدوان
حتى يصل ضرره إلى الحاكم والظالم أيضا كما قال عليهالسلام في الخبر السابق : جعل الله بأسهم بينهم ، والظاهر أن
المراد بالعهد المعاهدة مع الكفار كما عرفت.
ويحتمل التعميم ، وكون
قطع الأرحام سببا لجعل الأموال في أيدي الأشرار مجرب ، وله أسباب باطنة وظاهرة ، فعمدة
الباطنة قطع لطف الله تعالى
__________________