.................................................................................................
______________________________________________________
الخلق ، وللناس فيها مسالك :
الأول : طريقة المحدثين والمتورعين فإنهم يقولون نؤمن بظاهرها ولا نخوض فيها ولا نطرق فيها التوجيه والتأويل.
والثاني : حملها على الاستعارة والمجاز والتمثيل.
والثالث : حملها على أخذ الميثاق في عالم التكليف بعد إكمال العقل بالبرهان والدليل.
فلنذكر هنا بعض ما ذكره أصحابنا والمخالفون في ذلك.
فمنها : ما ذكره الشيخ المفيد (ره) في جواب المسائل السروية حيث سئل :
ما قوله أدام الله تأييده في معنى الأخبار المروية عن الأئمة الهادية عليهالسلام في الأشباح وخلق الله تعالى الأرواح قبل خلق آدم عليهالسلام بألفي عام وإخراج الذرية من صلبه على صور الذر ، ومعنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف؟
الجواب وبالله التوفيق أن الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها وتتباين معانيها ، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة وصنفوا فيها كتبا لغوا فيها وهزوا فيما أثبتوه منه في معانيها ، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحق وتخرصوا الباطل بإضافتها إليهم ، من جملتها كتاب سموه كتاب الأشباح والأظلة نسبوه في تأليفه إلى محمد بن سنان ولسنا نعلم صحة ما ذكروه في هذا الباب عنه وإن كان صحيحا ، فإن ابن سنان قد طعن عليه وهو متهم بالغلو ، فإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضلال لضال عن الحق ، وإن كذبوا فقد تحملوا أوزار ذلك ، والصحيح من حديث الأشباح الرواية التي جاءت عن الثقات بأن آدم عليهالسلام رأى على العرش أشباحا يلمع نورها ، فسأل الله تعالى عنها فأوحى إليه أنها أشباح رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم ، وأعلمه أنه لو لا الأشباح