٢ ـ عنه ، عن أبيه ، عن عبد الله بن القاسم ، عن مدرك بن عبد الرحمن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الإسلام عريان فلباسه الحياء وزينته
______________________________________________________
هذا المنسوب ما اعتبره الشارع في نفس الأمر إسلاما لا غيره لزم كون الأيمان أعم من الإسلام ، ولزم ما تقدم من الاستهجان فيحصل من ذلك أن الإسلام إما مساو للإيمان أو أخص ، وأما عمومه فلم يظهر له من ذلك احتمال إلا على وجه بعيد ، فليتأمل.
الحديث الثاني : ضعيف بسنديه.
« الإسلام عريان » شبه عليهالسلام الإسلام برجل ، والحياء بلباسه ، فكما أن اللباس يستر العورات والقبائح الظاهرة ، فكذلك الحياء يستر القبائح والمساوي الباطنة ، ولا يبعد أن يكون المراد بالإسلام المسلم من حيث أنه مسلم أو يكون إسناد العري واللباس إليه على المجاز ، أي لباس صاحبه ، وكذا الفقرات الآتية تحتملها فتفطن.
« وزينته الوفاء » أي بعهود الله ورسوله وحججه وعهود الخلق وعودهم ، وقيل إيفاء كل ذي حق حقه وافيا ، « ومروءته العمل الصالح » المروءة بالضم مهموزا وقد يخفف الهمزة فليشد الواو الإنسانية ، أي العمل بمقتضاها ، قال في القاموس : مرؤ ككرم مروءة فهو مريء أي ذو مروءة وإنسانية ، وفي المصباح المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات يقال : مرؤ الإنسان فهو مريء مثل قرب فهو قريب ، أي صار ذا مروءة ، وقال الجوهري : وقد يشدد فيقال : مروة ، انتهى.
والحاصل أن العمل الصالح من لوازم الإسلام ومما يجعل الإسلام حقيقا بأن يسمى إسلاما كما أن المروة من لوازم الإنسان ومما يصير به الإنسان حقيقا بأن يسمى إنسانا أو المسلم من حيث أنه مسلم مروته العمل الصالح فلا يسمى مرأى حقيقة أو مسلما إلا به.