اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ » (١) وقال « وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ » (٢) وقال « فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ » (٣) فهذا ذكر درجات الإيمان
______________________________________________________
جهاد أو ارتفعوا في المجلس « يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ » بالنصر وحسن الذكر في الدنيا وإيوائهم غرف الجنان في الآخرة « وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » ويرفع العلماء منهم خاصة « دَرَجاتٍ » بما جمعوا من العلم ، وقد مر تفسيرهم بالأئمة عليهمالسلام.
« وقال » أي في سورة التوبة حيث قال : « ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ ، وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ » ذلك ، قيل : إشارة إلى ما دل عليه قوله : ما كان ، من النهي عن التخلف أو وجوب المتابعة لأنهم بسبب أنهم « لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ » أي شيء من العطش « وَلا نَصَبٌ » أي تعب « وَلا مَخْمَصَةٌ » أي مجاعة « فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ » أي لا يدرسون « مَوْطِئاً » أي مكانا « يَغِيظُ الْكُفَّارَ » أي يغضبهم وطيه « وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً » كالقتل والأسر والنهب « إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ » أي إلا استوجبوا الثواب وذلك مما يوجب المسابقة « إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ».
« وقال » أي في المزمل : « وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ » يمكن أن يكون عدم ذكر تتمة الكلام للاختصار ، فإن التتمة « هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً » أي من الذي تؤخرونه إلى الوصية عند الموت ، وخيرا ثاني مفعولي « تجدوه » وهو تأكيد أو فصل أو هو مبني على قراءة هو خير بالرفع كما قرأ في الشواذ ، فالكلام إلى قوله : عند الله ، تمام وقوله : هو ، مبتدأ وخير خبره وهي جملة أخرى مؤكدة للأولى.
« وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ » الذرة هي النملة الصغيرة ، أو الهباء المنبث في الجو
__________________
(١) سورة التوبة : ١٢٠.
(٢) سورة البقرة : ١١٠. والمزّمّل : ٢٠.
(٣) سورة الزلزلة : ٧ ـ ٨.