وسنة وقال الله
لمحمد صلىاللهعليهوآله : «
إِنَّا
أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ »
ـ وأمر كل نبي بالأخذ بالسبيل والسنة وكان من السنة
والسبيل التي أمر
______________________________________________________
جَعَلْنا
مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً »
قال البيضاوي : شرعة شريعة وهي الطريقة إلى الماء ، شبه بها الدين لأنه طريق
إلى ما هو سبب الحياة الأبدية وقرأ بفتح الشين «
وَمِنْهاجاً
» وطريقا واضحا في الدين من نهج الأمر إذا وضح ، واستدل به
على أنا غير متعبدين بالشرائع المتقدمة ، انتهى.
وقال الراغب :
الشرع نهج الطريق الواضح ، يقال : شرعت له طريقا والشرع مصدر ، ثم جعل اسما للطريق
النهج فقيل له شرع وشرعة وشريعة وأستعير ذلك للطريقة الإلهية من الدين قال تعالى :
« لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً
وَمِنْهاجاً » فذلك إشارة إلى أمرين أحدهما : ما سخر تعالى عليه كل إنسان
من طريق يتحراه مما يعود إلى مصالح عباده وعمارة بلاده وذلك المشار إليه بقوله : «
وَرَفَعْنا
بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا ».
الثاني : ما قيض
له من الدين وأمره به ليتحراه اختيارا مما يختلف فيه الشرائع ويعترضه النسخ ، ودل
عليه قوله : « ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ
الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها » قال ابن عباس : الشرعة ما ورد به القرآن والمنهاج ما ورد به السنة وقوله :
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ، الآية ، فإشارة إلى الأصول التي تتساوى فيها
الملل ولا يصح عليها النسخ كمعرفة الله ونحو ذلك من نحو ما دل عليه قوله : ومن
يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
قال بعضهم : سميت
الشريعة تشبيها بشريعة الماء من حيث أن من شرع فيها على الحقيقة روي وتطهر قال :
وأعني بالري ما قال بعض الحكماء : كنت أشرب فلا أروى ، فلما عرفت الله رويت بلا
شرب ، وبالتطهير ما قال تعالى : « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ
لِيُذْهِبَ
__________________