إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مرآة العقول [ ج ٦ ]

18/288
*

قال نعم قال الزم بيتك يا بني فكان جابر يأتيه طرفي النهار وكان أهل المدينة يقولون وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين عليهما‌السلام فكان محمد بن علي يأتيه

______________________________________________________

قدره ورجوع الناس إليه « يأتيه طرفي النهار » أي للتعلم منه عليه‌السلام ، وإن كان ظاهرا لظن الناس أنه يأخذ الرواية عنه فيرجعوا إليه ويعرفوا فضائله وعلومه ومعجزاته.

وروى الصدوق (ره) في العلل بإسناده عن عمرو بن شمر قال : سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له : ولم سمي الباقر باقرا؟ قال : لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا ، ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر ، إذا لقيته فأقرئه مني السلام ، فلقيه جابر ابن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة ، فقال له : يا غلام من أنت؟ قال : أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال له جابر : يا بني أقبل ، فأقبل ثم قال له : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله ورب الكعبة ، ثم قال : يا بني رسول الله يقرئك السلام ، فقال : على رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض ، وعليك يا جابر بما بلغت السلام ، فقال له جابر : يا باقر يا باقر أنت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا.

ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه فربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيرد عليه ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع به إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر يا باقر أشهد بالله أنك قد أوتيت الحكم صبيا.

قوله : وا عجباه قيل : « وا » هنا ليس للندبة ، بل للنداء المحض موافقا لما ذهب إليه بعض النحاة « فلم يلبث أن مضى » هذا يدل على أن وفاة علي بن الحسين عليه‌السلام كان قبل وفاة جابر ، وهذا ينافي ما مر من تاريخي وفاتهما ، إذ وفاة علي بن