لاخير في طمع يدني إلى طبع |
|
وغفة من قوام العيش تكفيني |
قوله : « ولاتهنوا فتخرعوا » فالوهن الضعف « والخرع » والخراعة اللين ، ومنه سميت الشجرة الخروع للينها وقوله : « إن الموصين بنو سهوان » فالموصين جمع موسى وبنو سهوان ضربه مثلا أي لاتكوا ممن تقدم إليهم فسهوا وأعرضوا عن الوصية قال : إنه يضرب هذا المثل للرجل الموثوق به ومعناه إن الذين يحتاجون أن يوصفوا بحوائج إخوانهم هم الذين يسهون عنها لقلة عنايتهم ، وأنت غير غافل ولاساه عن حاجتي.
وقوله : « فارحبوا » أي وسعوا والرحب السعة والروح الراحة وقوله في الشعر « ورب غيل » فالغيل الساعد الممتلئ والمعصم موضع السوار من اليد.
ومن المعمرين زهير بن جناب بن عبدالله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن [عمران ابن] ألحاف بن قضاعة بن ملك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير.
قال أبوحاتم : عاش زهير بن جناب مائتي سنة وعشرين سنة وواقع مائتي وقعة وكان سيدا مطاعا شريفا في قومه ويقال : كانت فيه عشر خصال لم يجتمعن في غيره من أهل زمانه كان سيد قومه ، وشريفهم ، وخطيبهم ، وشاعرهم ، ووافدهم إلى الملوك وطبيبهم والطب في ذلك الزمان شرف وحازي قومه والحزاة الكهان وكان فارس قومه ، وله البيت فيهم والعدد منهم فأوصى بنيه فقال : يابني إني قد كبرت سني وبلغت حرسا من دهري فأحكمتني التجارب والامور تجربة واختبار ، فاحفظوا عني ما أقول وعوا إياكم والخور عند المصائب و التواكل عند النوائب ، فان ذلك داعية للغم وشماتة للعدو وسوء ظن بالرب و إياكم أن تكونوا بالاحداث مغترين ولها آمنين ومنها ساخرين فانه ما سخر قوم قط إلا ابتلوا ، ولكن توقعواها فانما الانسان في الدنيا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه ، ومجاوز موضعه ، وواقع عن يمينه وشماله ولابد أنه يصيبه.