بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بالليل والنهار ، الامر بعد الامروالشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة.(١)

١٣٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال : سمعته يقول : إن عندنا الصحف الاولى : صحف إبراهيم وموسى ، فقال له ضريس : أليست هي الالواح؟ فقال : بلى ، قال ضريس : إن هذا لهو العلم ، فقال : ليس هذا العلم إنما هذه الاثرة إن العلم مايحدث بالليل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة.(٢)

بيان : قال الفيروز آبادي : الاثر محركة : بقية الشئ ، ونقل الحديث وروايته ، كالاثارة ، والاثرة بالضم : المكرمة المتوارثة ، والبقية من العلم يؤثر كالاثرة والاثارة.

وقال البيضاوي في قوله « أو أثارة من علم » (٣) : أي بقية من علم بقيت عليكم من علوم الاولين ، وقرئ إثارة بالكسر ، أي مناظرة ، وأثرة أي شئ اوثرتم به ، وأثرة بالحركات الثلاث في الهمزة وسكون الثاء فالمفتوحة للمرة من مصدر أثر الحديث : إذا رواه ، والمكسورة بمعنى : الاثرة ، والمضمومة : اسم ما يؤثر.(٤)

١٣٩ ـ ير : عبدالله بن محمد عن محمد بن الوليد أو عمن رواه عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن عندنا صحيفة فيه أرش الخدش ، قال : قلت : هذا هو العلم ، قال : إن هذا ليس بالعلم إنما هو اثرة ، إنما العلم الذي يحدث في كل يوم وليلة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن علي بن أبي طالب عليه‌السلام.(٥)

١٤٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال : حدثني العلا بن سيابة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنا لنعلم ما في الليل والنهار.(٦)

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٩٤.

(٣) الاحقاف : ٤.

(٤) انوار التنزيل :

(٥ و ٦) بصائر الدرجات : ٩٤.

٦١

١٤١ ـ ير : أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران عن الجارث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الارض لا تترك بغير عالم ، قلت : الذي يعلم عالمكم ما هو؟ قال : وراثة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن علي بن أبي طالب علم يستغنى به عن الناس ولا يستغني الناس عنه ، قلت : وحكمة يقذف في صدره أو ينكت في اذنه؟ قال : ذاك وذاك.(١)

١٤٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن الحارث النضري قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أخبرني عن علم عالمكم أحكمة تقذف في صدره أو وراثة من رسول الله (ص) أو نكت ينكت في اذنه؟ فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : ذاك وذاك. ثم قال : وراثة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن علي بن أبي طالب عليه‌السلام علم يستغنى به عن الناس ولا يستغني الناس عنه(٢)

١٤٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن الحارث بن المغيرة قال : قلت : أخبرني عن علم عالمكم ، قال : وراثة من رسول الله (ص) ومن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قلت : إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبهم وينكت في آذانهم ، قال : ذاك وذاك.(٣)

١٤٤ ـ ير : أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عمن رواه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : الارض لا تترك إلا بعالم يعلم الحلال والحرام يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إليهم ، قلت : جعلت فداك ماذا؟ قال : وراثة من رسول الله ومن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، قلت : أحكمة تلقى في صدره أو شئ ينقر في اذنه؟ قال : أو ذاك.(٤)

بيان : أي إما وراثة أو ذاك كما مر ، ويحتمل أن يكون « أو » بمعنى « بل » أي بل هو وراثة فيكون تقية من غلاة الشيعة وضعفائهم ، أو يكون الالف للاستفهام أي أو يكون ذلك؟ إنكارا للمصلحة ، والاول أظهر كما مر في الروايات الاخر ، و

__________________

(١ ـ ٣) بصائر الدرجات : ٩٣.

(٤) بصائر الدرجات : ٩٤ و ٩٥.

٦٢

يحتمل أن يكون « ذاك » أولا سقط من الرواة.

١٤٥ ـ ير : محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : فلما قضى محمد (ص) نبوته واستكملت أيامه أوحى الله إليه : يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الانبيآء(١).

١٤٦ ـ فر : علي بن محمد الزهري عن القاسم بن إسماعيل الانباري عن حفص بن عاصم ونصر بن مزاحم وعبدالله بن المغيرة عن محمد بن مروان السدي عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس(٢) قال : خرج أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه‌السلام ونحن قعود في المسجد ، بعد رجوعه من صفين وقبل يوم النهروان ، فقعد علي عليه‌السلام واحتوشناه(٣).

فقال له رجل : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أصحابك ، فقال : سل ، وذكر قصة طويلة ، وقال : إني سمعت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول في كلام له طويل : إن الله أمرني بحب أربعة رجال من أصحابي ، وأمرني أن احبهم ، والجنة تشتاق إليهم ، فقيل : من هم يا رسول الله؟ فقال : علي بن أبي طالب ، ثم سكت فقالوا : من هم يا رسول الله؟ فقال : علي ، ثم سكت فقالوا : من هم يا رسول الله؟ فقال : علي وثلاثة معه وهو إمامهم وقائدهم ودليلهم وهاديهم لا ينثنون(٤) ولا يضلون ولا يرجعون ولا يطول عليهم الامد فتقسو قلوبهم : سلمان وأبوذر والمقداد.

فذكر قصة طويلة ، ثم قال : ادعوا لي عليا ، فأكب علي فأسر(٥) إلي ألف

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٨.

(٢) في نسخة : [ سليمان بن قيس ] والصحيح ما في المتن.

(٣) اى جلسنا حوله واحدقنا به.

(٤) اى لا يرتدون.

(٥) في نسخة : واسر.

٦٣

باب يفتح كل باب الف باب ، ثم أقبل إلينا أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني لاعلم بالتوراة من أهل التوراة وإني لاعلم بالانجيل من أهل الانجيل وإني لاعلم بالقرآن من أهل القرآن ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من فئة تبلغ مائة رجل إلى يوم القيامة إلا وأنا عارف بقائدها وسائقها.

وسلوني عن القرآن فإن في القرآن بيان كل شئ فيه علم الاولين والآخرين وإن القرآن لم يدع لقائل مقالا ، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، ليس بواحد ، رسول الله (ص) منهم ، أعلمه الله إياه فعلمنيه رسول الله (ص) ثم لا تزال في عقبنا إلى يوم القيامة.

ثم قرأ أمير المؤمنين « بقية مما ترك آل موسى وآل هرون(١) » وأنا من رسول الله بمنزلة هارون من موسى والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة(٢).

١٤٧ ـ فر : علي بن أحمد بن عتاب معنعنا عن أبي جعفر عن أبيه عليه‌السلام قال : ما بعث الله نبيا إلا أعطاه من العلم بعضه ما خلا النبي (ص) فانه أعطاه من العلم كله فقال : « تبيانا لكل شئ » (٣) وقال : « كتبنا له في الالواح من كل شئ(٤) » وقال : « الذي عنده علم من الكتاب » (٥) ولم يخبر أن عنده علم الكتاب ، ومن لا يقع من الله على الجميع وقال لمحمد (ص) : « أورثنا الكتاب الذين اصطفيناه من عبادنا » (٦) فهذا الكل ونحن المصطفون.

__________________

(١) البقرة : ٢٤٨.

(٢) تفسير فرات : ٩.

(٣) النحل : ٨٩.

(٤) الاعراف : ١٤٥.

(٥) النمل : ٤٠.

(٦) فاطر : ٣٢.

٦٤

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما سأل ربه « رب زدني علما(١) » فهي الزيادة التي عندنا من العلم الذي لم يكن عند أحد من أوصيآء الانبياء ولا ذرية الانبيآء غيرنا ، فبهذا العلم علمنا البلايا والمنايا وفصل الخطاب(٢).

١٤٧ ـ ومن كتاب سليم بن قيس في حديث طويل : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : يا طلحة إن كل آية أنزلها الله على محمد (ص) عندي باملاء رسول الله (ص) وخطي بيدي ، وتأويل كل آية أنزلها الله على محمد (ص) وكل حلال وحرام أو حد أو حكم تحتاج إليه الامة إلى يوم القيامة عندي مكتوب باملاء رسول الله (ص) وخطي بيدي حتى أرش الخدش.

قال طلحة : كل شئ من صغير أو كبير أو خاص أو عام أو كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو مكتوب عندك؟ قال : نعم وسوى ذلك أن رسول الله (ص) أسر إلي في مرضه مفتاح ألف باب في العلم يفتح كل باب ألف باب ، ولوأن الامة بعد قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اتبعوني وأطاعوني لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم(٣) ، أقول : سيأتي تمامه في كتاب الفتن إن شاء الله.

١٤٨ ـ وروى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من كتاب نوادر الحكمة يرفعه إلى إبراهيم بن عبدالحميد عن أبيه عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام في قول الله « ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى(٤) » فقد ورثنا الله تعالى هذا القرآن ففيه مايسير به الجبال ويقطع به البلدان ويحيى به الموتى ، إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : « وما من غائبة في السمآء والارض إلا في كتاب مبين(٥) » وقال « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا(٦) »

__________________

(١) طه : ١١٦.

(٢) تفسير فرات : ٤٧.

(٣) كتاب سليم : ١٠٩.

(٤) الرعد : ٣١.

(٥) النمل : ٧٥.

(٦) الفاطر : ٣٢.

٦٥

فنحن اصطفانا الله جل اسمه فورثنا هذا الكتاب الذي فيه كل شئ(١).

١٤٩ ـ ومما رواه من كتاب منهج التحقيق باسناده عن زيد بن شراحيل الانصاري قال : قال رسول الله (ص) لاصحابه : أخبروني بأفضلكم ، قالوا : أنت يا رسول الله ، قال : صدقتم أنا أفضلكم ، ولكن اخبركم بأفضل أفضلكم أقدمكم سلما وأكثركم علما وأعظمكم حلما علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، والله ما استودعت علما إلا وقد أودعته ولا علمت شيئا إلا وقد علمته ، ولا امرت بشئ إلا وقد أمرته ، ولا وكلت بشئ إلا وقد وكلته به ، ألا وإني قد جعلت أمر نسائى بيده ، وهو خليفتي عليكم بعدي فإن استشهدكم فاشهدوا له(٢).

٢

باب

*(انهم عليهم‌السلام محدثون مفهمون وانهم بمن)*

*(يشبهون ممن مضى ، والفرق بينهم وبين)*

*(الانبيآء عليهم‌السلام)*

١ ـ ما : المفيد عن علي بن محمد البزاز عن زكريا بن يحيى الكشحي عن عن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : الائمة علماء حلماء صادقون مفهمون محدثون(٣).

٢ ـ ير : ابن يزيد عن ابن بزيع عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله(٤).

٣ ـ ما : بالاسناد المتقدم عنه عليه‌السلام قال : سمعته يقول لنا أعين لا تشبه أعين الناس ، وفيها نور ليس للشيطان فيها نصيب(٥).

__________________

(١ و ٢) المحتضر : ١٣١.

(٣) امالى ابن الشيخ : ١٥٤.

(٤) بصائر الدرجات : ٩٣.

(٥) امالى ابن الشيخ : ١٥٤.

٦٦

٤ ـ ما : أبوالقاسم بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن معروف وابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن مختار عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان علي محدثا وكان سلمان محدثا : قال : قلت : فما آية المحدث؟ قال : يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكنت(١).

ير : أحمد بن محمد عن ابن معروف والاهوازي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن مختار مثله(٢).

٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عيينة قال : دخلت على علي بن الحسين عليهما‌السلام يوما فقال لي : يا حكم هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب يعرف بها صاحب قتله ويعلم بها الامور العظام التي كان يحدث بها الناس؟

قال الحكم : فقلت في نفسي : قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين أعلم بذلك تلك الامور العظام ، قال : فقلت : لا والله لا أعلم به أخبرني بها يا ابن رسول الله قال : هو والله قول الله : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي(٣) ولا محدث » فقلت : وكان علي بن أبي طالب محدثا؟ قال : نعم وكل إمام منا أهل البيت فهو محدث(٤).

بيان : قوله : ولا محدث ليس في القرآن وكان في مصحفهم عليهم‌السلام(٥).

٦ ـ ير : علي بن حسان عن موسى بن بكر عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من أهل بيتي اثنا عشر محدثا ، فقال له عبدالله بن زيد كان أخا علي

__________________

(١) امالى ابن الشيخ : ٢٦٠.

(٢) بصائر الدرجات : ٩٣.

(٣) الحج : ٥٢ وليس فيه : ولا محدث.

(٤) بصائر الدرجات : ٩٢.

(٥) والظاهر من الحكم بن عيينة حيث لم ينكر الاية ان هذه القراءة كانت مشهورة وهو يعلم ذلك وسيأتي ان قتادة ايضا كان يقرأهاكذلك.

٦٧

لامه : سبحان الله كان محدثا؟ كالمنكر لذلك(١) ، فأقبل عليه أبوجعفر عليه‌السلام فقال : أما والله إن ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك ، قال : فلما قال ذلك سكت الرجل ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : هي التى هلك فيها أبوالخطاب لم يدر تأويل المحدث والنبي(٢).

٧ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن محمد بن مسلم قال : ذكرت المحدث عند أبي عبدالله عليه‌السلام قال : فقال : إنه يسمع الصوت ولا يرى ، فقلت : أصلحك الله كيف يعلم أنه كلام الملك؟ قال : إنه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه ملك(٣)

بيان : السكينة : اطمينان القلب وعدم التزلزل والشك ، الوقار : الحالة التي بها يعلم أنه وحي.

أقول : قد مر في قصص ذي القرنين عن الاصبغ أنه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد ذكر قصته : وفيكم مثله.

٨ ـ ير : علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال : حدثنا الحكم بن عيينة عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال(٤) : إن علم علي عليه‌السلام في آية من القرآن قال : وكتمنا الآية ، قال : فكنا نجتمع فندارس(٥) القرآن فلا نعرف الآية ، قال : فدخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت : إن الحكم بن عيينة حدثنا عن علي بن الحسين عليه‌السلام أنه قال : علم علي عليه‌السلام في آية من القرآن وكتمنا الآية ، قال : اقرأ يا حمران فقرأت : « وما أرسلنا من قبلك من رسول(٦) ولا نبي ».

__________________

(١) اى قال ذلك كالمنكر له.

(٢) بصائر الدرجات : ٩٢.

(٣) بصائر الدرجات : ٩٣.

(٤) في المصدر : انه قال.

(٥) في المصدر : فنتدارس.

(٦) الحج : ٥٢.

٦٨

قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قلت : وكان علي عليه‌السلام محدثا؟ قال : نعم فجئت إلى أصحابنا فقلت : قد أصبت الذي كان الحكم يكتمنا ، قال : قلت : قال أبوجعفر : كان علي عليه‌السلام محدثا.

فقالوا لي : ما صنعت شيئا ، ألا سألته من يحدثه؟ قال : فبعد ذلك إني أتيت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت : أليس حدثتني أن عليا عليه‌السلام كان محدثا؟ قال : بلى ، قلت : من يحدثه؟ قال : ملك يحدثه ، قال : قلت : أقول : (١) إنه نبي أو رسول؟ قال : لا ، قال : بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذي القرنين(٢).

بيان : المراد بصاحب موسى إما يوشع كما صرح به في بعض الاخبار أو الخضر عليه‌السلام كما صرح به في بعضها فيدل على عدم نبوة واحد منهما ، ويمكن أن يكون المراد عدم نبوته في تلك الحال فلا ينافي نبوته بعد في الاول ، وقبل في الثاني ، ويحتمل أن يكون التشبيه في محض متابعة نبي آخر وسماع الوحي لكن التخصيص يأبى عن ذلك كما لا يخفي.

٩ ـ ير : عباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قا قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن أباك حدثني أن عليا والحسن والحسين عليهم‌السلام كانوا محدثين ، قال : فقال : كيف حدثك؟ قلت : حدثني أنه كان ينكت في آذانهم ، قال : صدق أبي(٣).

١٠ ـ ير : أبومحمد عن عمران عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت أنا والمغيرة بن سعيد جالسين في المسجد فأتانا الحكم بن عيينة فقال : لقد سمعت عن أبي جعفر عليه‌السلام حديثا ما سمعه أحد قط فسألناه فأبى أن يخبرنا به.

فدخلنا عليه فقلنا : إن الحكم بن عيينة أخبرنا أنه سمع منك ما لم يسمعه منك

__________________

(١) في نسخة : نقول.

(٢) بصائر الدرجات : ٩٣.

(٣) بصائر الدرجات : ٩٤.

٦٩

أحد قط فأبى أن يخبرنا به ، فقال : نعم وجدنا علم علي عليه‌السلام في آية من كتاب الله : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » (١) فقلنا : ليست هكذا هي فقال : في كتاب علي : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته ».

فقلت : وأي شئ المحدث؟ فقال : ينكت في اذنه فيسمع طنينا كطنين الطست أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست ، فقلت : إنه نبي؟ ثم قال : لا مثل الخضر ومثل ذي القرنين.(٢)

ختص : موسى بن جعفر البغدادي عن ابن أسباط مثله.(٣)

١١ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة النضري عن حمران قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : إن عليا عليه‌السلام كان محدثا ، فخرجت إلى أصحابي(٤) فقلت لهم : جئتكم بعجيبة ، قالوا : ما هي؟ قلت : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : كان علي عليه‌السلام محدثا.

قالوا : ما صنعت شيئا ، ألا سألته من يحدثه؟ فرجعت إليه فقلت له : إني حدثت أصحابي بما حدثتني قالوا : ما صنعت شيئا ، ألا سألته من يحدثه؟ فقال لي : يحدثه ملك ، قلت : فتقول : إنه نبي ، قال : فحرك يده هكذا ، ثم قال : أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى ، أو كذي القرنين ، أو ما بلغكم أنه قال : وفيكم مثله.(٥)

بيان : قوله هكذا أي حرك يده إلى فوق نفيا لقوله : إنه نبي. و « أو » هنا

__________________

(١) الحج : ٥٢.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٣) الاختصاص : ٢٨٧.

(٤) في نسخة من الكتاب ومصدره : إلى اصحابنا.

(٥) بصائر الدرجات : ٩٣ ، الاختصاص : ٢٨٦ و ٢٨٧.

٧٠

بمنى « بل » كما قيل في قوله « مائة ألف أو يزيدون » (١) أو المعنى : لا تقل انه نبي بل قل : محدث ، أو كصاحب سليمان ، أو المعنى أن تحديث الملك قد يكون لنبي وقد يكون لغيره كصاحب سليمان.

١٢ ـ ير : ابن معروف عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت بالمدينة فلما شدوا على دوابهم وقع في نفسي شئ من أمر المحدث فأتيت أبا جعفر عليه‌السلام فاستأذنت فقال : من هذا؟ قلت : زرارة ، قال : ادخل ، ثم قال : كان رسول الله (ص) يملي على علي عليه‌السلام فنام نومة ونعس نعسة فلما رجع نظر إلى الكتاب فمد يده قال : من أملى هذا عليك ، قال : أنت ، قال : لا بل جبرئيل.(٢)

١٣ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان عن عبدالله بن مسكان عن حجر بن زائدة عن حمران عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن فلانا حدثني أن أبا جعفر حدثه أن عليا والحسن عليهما‌السلام كانا محدثين ، قال : كيف حدثك؟ قلت : حدثني أنه كان ينكت في آذانهما ، قال : صدق.(٣)

١٤ ـ ير : ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن عبدالكريم عن ابن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إنا نقول : إن عليا عليه‌السلام كان ينكت في قلبه أو صدره أو في اذنه ، فقال : إن عليا عليه‌السلام كان محدثا ، قلت : فيكم مثله ، قال : إن عليا عليه‌السلام كان محدثا ، فلما أن كررت عليه قال : إن عليا عليه‌السلام كان يوم بني قريظة والنضير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه.(٤)

١٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : كان علي والله محدثا ، قال : قلت له : اشرح لي ذلك أصلحك الله , قال : يبعث الله ملكا يوقر(٥) في اذنه كيت وكيت(٦)

__________________

(١) الصافات : ١٤٧.

(٢ ـ ٤) بصائر الدرجات : ٩٣

(٥) في المصدر : ينقر.

(٦) في نسخة من الكتاب ومصدره : كيت وكيت.

٧١

وكيت.(١)

بيان : وقر في صدره أي سكن فيه وثبت من الوقار ، ذكره الجزري ، و في القاموس : كيت وكيت ويكسر آخرهما ، أي كذا وكذا ، والتاء فيهما هاء في الاصل.

١٦ ـ ير : عبدالله عن الخشاب عن ابن سماعة عن علي بن رباط عن ابن اذينة عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : الاثنى عشر الائمة من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله (ص) وولد علي ، فرسول الله وعلي عليهما‌السلام هما الولدان ، فقال عبدالرحمان بن زيد وأنكر(٢) ذلك وكان أخا لعلي بن الحسين لامه فضرب أبوجعفر عليه‌السلام فخذه فقال : أما ابن امك كان أحدهم.(٣)

١٧ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كان أبوجعفر عليه‌السلام محدثا.(٤)

١٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحجال أو غيره عن القاسم بن محمد عن زرارة قال : أرسل أبوجعفر عليه‌السلام إلى زرارة أعلم(٥) الحكم بن عيينة أن أوصيآء علي محدثون؟(٦)

١٩ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أحمد بن محمد الثقفي عن أحمد بن يونس الحجال عن أيوب بن حسن عن قتادة أنه كان يقرأ : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.(٧)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٩٣.

(٢) لعل الصحيح : [ فقال : عبدالرحمن بن زيد انكر ذلك ] والضمير في [ قال ] يرجع إلى زرارة.

(٣) بصائر الدرجات : ٩٢.

(٤) بصائر الدرجات : ٩٢ و ٩٣.

(٥) في نسخة : أعلتم.

(٦) بصائر الدرجات : ٩٣

(٧) بصائر الدرجات : ٩٣.

٧٢

٢٠ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي عبدالله البرقي عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة النضري عن حمران بن أعين قال : أخبرني أبوجعفر عليه‌السلام أن عليا كان محدثا ، فقال أصحابنا : ما صنعت شيئا ألا سألته من يحدثه؟ فقضى أني لقيت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت أخبرتني أن عليا كان محدثا؟ قال : بلى ، قلت : من كان يحدثه؟ قال : ملك.

قلت : فأقول : إنه نبي أو رسول؟ قال : لا بل قل : مثله مثل صاحب سليمان وصاحب موسى ، ومثله مثل ذي القرنين ، أما سمعت أن عليا عليه‌السلام سئل عن ذي القرنين أنبيا(١) كان؟ قال : لا ، ولكن كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح الله فنصحه فهذا مثله(٢).

٢١ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن الحارث عن حمران بن أعين قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : ألست حدثتني أن عليا عليه‌السلام كان محدثا؟ قال : بلى قلت : من يحدثه؟ قال : ملك يحدثه قال : قلت : فأقول : إنه نبي أو رسول؟ قال : لا بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثل ذي القرنين ، أما بلغك أن عليا عليه‌السلام سئل عن ذي القرنين فقالوا : كان نبيا؟ قال : لا بل كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه ، فهذا مثله.(٣)

ير : علي بن إسماعيل عن صفوان مثله.(٤)

٢٢ ـ ختص ، ير : محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد عن حمران قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : ما موضع العلماء؟ قال : مثل ذي القرنين و صاحب سليمان وصاحب داود.(٥)

بيان : لعل المراد بصاحب داود طالوت فانه يظهر من أخبارنا أنه كان عبدا مؤيدا.

__________________

(١) في نسخة ، [ أنبى كان ] اقول يوجد ذلك في المصدر.

(٢ ـ ٤) بصائر الدرجات : ١٠٧ و ١٠٨.

(٥) بصائر الدرجات : ١٠٧ ، الاختصاص : ٣٠٩.

٧٣

٢٣ ـ ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قال : قلت له : ما منزلتكم وبمن تشبهون ممن مضى؟ فقال : كصاحب موسى وذي القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين.(١)

٢٤ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما منزلتهم؟ أنبياء هم؟ قال : لا ولكنهم علماء كمنزلة ذي القرنين في علمه وكمنزله صاحب موسى وكمنزلة صاحب سليمان.(٢)

٢٥ ـ ير : ابن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث ، قال : الرسول الذي تأتيه الملائكة وتبلغه(٣) عن الله تبارك وتعالى ، والنبي الذي يرى في منامه فما رأى فهو كما رأى والمحدث الذي يسمع كلام الملائكة وينقر(٤) في اذنه وينكت في قلبه.(٥)

ختص : ابن عيسى عن أبيه ومحمد البرقى وابن معروف عن ابن عروة مثله.(٦)

٢٦ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد عن البزنطي عن ثعلبة عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « وكان رسولا نبيا » (٧) قلت : ما هو الرسول من النبي؟ قال : النبي هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرسول يعاين الملك ويكلمه ، قلت : قالامام ما منزلته؟ قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين ثم تلا : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ».(٨)

٢٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن فضال عن ابن بكير عن

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ١٠٧.

(٣) في نسخة : تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه.

(٤) في نسخة : ويوقر.

(٥) بصائر الدرجات : ١٠٨.

(٦) الاختصاص : ٣٢٨.

(٧) مريم : ٥٤.

(٨) بصائر الدرجات : ١٠٨ ، الاختصاص : ٣٢٨.

٧٤

رزارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث فقال : الرسول الذي يأتيه الملك فيحدثه ويكلمه كما يحدث أحدكم صاحبه ، والنبي الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم.

قال : قلت : وما علم أن الذي رأى في منامه أنه حق؟ قال بينه الله حتى يعلم أنه حق وينزل عليه ، وقد كان رسول الله (ص) نبيا ، والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى شيئا.(١)

بيان : قوله عليه‌السلام : وينزل عليه ، أي وقد ينزل عليه الوحي مع الملك بعد ذلك كما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أولا نبيا من حين ولادته ، بل حين كان آدم بين الماء والطين ثم صار رسولا بعد الاربعين.

٢٨ ـ ير : إبراهيم بن هاشم قال : أخبرنا إسماعيل بن مهران قال كتب الحسن بن عباس المعروفي(٢) إلى الرضا عليه‌السلام : جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والامام؟ قال : فكتب أو قال : الفرق بين الرسول والامام(٣) هو أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل(٤) فيراه ويسمع كلامه ، والنبي ينزل عليه جبرئيل وربما نبئ في منامه نحو رؤيا إبراهيم ، والنبي ربما يسمع الكلام وربما يرى الشخص ولم يسمع الكلام ، والامام هو الذي يسمع الكلام ولايرى الشخص(٥)

ختص : النهدي وابن هاشم عن ابن مهران مثله.(٦)

٢٩ ـ ير : محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الرسول فقال : الرسول الذي يعاين الملك يجيئه

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٨٠.

(٢) في المصدر : الحسن بن العباس بن معروف.

(٣) الظاهر ان الصحيح : الفرق بين الرسول والنبى والامام.

(٤) في نسخة : ينزل عليه الوحى.

(٥) بصائر الدرجات : ١٠٨.

(٦) الاختصاص : ٣٢٨ و ٣٢٩.

٧٥

برسالة عن ربه فيكلمه كما يكلم أحدكم صاحبه ، والنبي لا يعاين ملكا إنما ينزل عليه الوحي ويرى في منامه ، قلت : ما علمه إذا رأى في منامه أن هذا حق؟ قال : يبينه الله حتى يعلم أن ذلك حق ، والمحدث يسمع الصوت ولا يرى شيئا.(١)

٣٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الاحول قال : سمعت زرارة يسأل أبا جعفر عليه‌السلام قال : أخبرني عن الرسول والنبي والمحدث ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه ويكلمه فهذا الرسول ، وأما النبي فانه يرى(٢) في منامه على نحو ما رأى إبراهيم ونحو ما كان(٣) رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة.

وكان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلا ، ومن الانبيآء من جمع له النبوة ويرى في منامه يأتيه الروح فيكلمه ويحدثه من غير أن يكون رآه في اليقظة ، وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه(٤).

بيان : في القاموس : رأيته قبلا ، محركة وبضمتين وكصرد وعنب وقبيلا كأمير : عيانا ومقابلة ، قوله : من جمع له النبوة ، أي مع الرسالة.

٣١ ـ ير : أحمد بن الحسن بن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم(٥) عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام في قوله : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قلت : جعلت فداك ليس هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث؟

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٠٨.

(٢) في نسخة : يؤتى.

(٣) في المصدر : ونحوه ما كان.

(٤) بصائر الدرجات : ١٠٨ و ١٠٩.

(٥) في المصدر : عن هارون بن مسلم.

٧٦

قال : الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه ، والنبي يرى في المنام وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد ، والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة ، قال : قلت : أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في المنام هو الحق وأنه من الملك؟ قال : يوقع علم ذلك حتى يعرفه.(١)

بيان : يوقع على بناء المجهول من التفعيل من توقيع الكتاب ، أي يثبت علم ذلك في قلبه لئلا يشك فيه ، أو يرمى علمه في قلبه ، أو يصقل قلبه وذهنه لقبول ذلك ، قال الفيروزآبادي : التوقيع : ما يوقع في الكتاب وتظني الشئ وتوهمه ورمي قريب لا تباعده ، وإقبال الصيقل على السيف بميقعته يحدده.

ورواه في الكافي عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن علي بن يعقوب إلى آخر الخبر وفيه : « قال : يوفق لذلك حتى يعرفه لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الانبيآء » (٢) وهو أظهر.

٣٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك و « وكان رسولا نبيا » من الرسول(٣) من النبي؟ قال : هو الذي يرى في منامه ويعاين الملك ، قلت : فيكون نبي غير رسول؟ قال : نعم هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين ، قلت : فالامام مامنزلته؟ قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين ، ثم تلا : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.(٤)

ختص : ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن ثعلبة مثله.(٥)

٣٣ ـ ير : أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة قال : سألت

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٠٩.

(٢) اصول الكافى ١ : ١٨٧.

(٣) في نسخة : ما الرسول.

(٤) بصائر الدرجات : ١٠٨.

(٥) الاختصاص : ٣٢٨.

٧٧

أبا عبدالله عليه‌السلام عن الرسول وعن النبي وعن المحدث ، فقال : الرسول الذي يعاين الملك يأتيه بالرسالة من ربه يقول : يأمرك كذا وكذا ، والرسول يكون نبيا مع الرسالة والنبي لا يعاين الملك ينزل عليه(١) النبأ على قلبه فيكون كالمغمى عليه فيرى في منامه.

قلت : فما علمه أن الذي رأى في منامه حق؟ قال : يبينه الله حتى يعلم أن ذلك حق ، ولا يعاين الملك ، والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى شاهدا.(٢)

٣٤ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن يسار(٣) عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة بن أعين قال : سألته عن قوله تعالى : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قال : الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه ويراه كما يرى أحدكم صاحبه ، وأما النبي فهو الذي يؤتى في منامه مثل رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يأتي محمدا ، ومنهم من تجمع له الرسالة وكان محمد (ص) (٤) وأما المحدث فهو الذي يسمع كلام الملك ولا يري ولا يأتيه في المنام.(٥)

ير ، ختص : إبراهيم بن محمد الثقفي مثله.(٦)

٣٥ ـ ير : أبومحمد عن عمران بن موسى عن ابن أسباط عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته » فقلت : وأي شئ المحدث؟ فقال : ينكت في اذنه فيسمع طنينا كطنين الطست ، أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع

__________________

(١) في نسخة : عليه الشئ.

(٢) بصائر الدرجات : ١٠٩.

(٣) في نسخة : اسماعيل بن بشار.

(٤) في نسخة : [ وكان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ممن جمعت له النبوة والرسالة ] اقول : المصدر خال عن ذلك.

(٥) بصائر الدرجات : ١٠٩.

(٦) بصائر الدرجات : ١٠٩ ، الاختصاص : ٣٢٩.

٧٨

السلسلة على الطست ، فقلت : نبي؟ فقال : لا مثل الخضر ومثل ذي القرنين(١).

٣٦ ـ ير : محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : علم النبوة يدرج في جوارح الامام.(٢)

٣٧ ـ ير : علي بن إسماعيل عن صفوان عن الرضا عليه‌السلام قال : كان أبوجعفر عليه‌السلام محدثا.(٣)

٣٨ ـ ير : بهذا الاسناد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كان الحسن والحسين محدثين.(٤)

٣٩ ـ ير : عبدالله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن يسار عن علي بن جعفر الحضرمي عن سليم بن قيس الشامي أنه سمع عليا عليه‌السلام يقول : إني و أوصيائي من ولدي مهديون كلنا محدثون ، فقلت : يا أمير المؤمنين من هم؟ قال : الحسن والحسين ثم ابني علي بن الحسين عليهم الصلاة والسلام قال وعلي يومئذ رضيع ، ثم ثمانية من بعده واحدا بعد واحد وهم الذين أقسم الله بهم فقال : « ووالد وما ولد » (٥) أما الوالد فرسول الله ، وما ولد يعني هؤلاء الاوصيآء.

قلت : يا أمير المؤمنين أيجتمع إمامان؟ قال : لا إلا وأحدهما مصمت لا ينطق حتى يمضي الاول ، قال سليم الشامي : سألت محمد بن أبي بكر قلت : كان علي عليه‌السلام محدثا؟ قال : نعم ، قلت : وهل يحدث الملائكة إلا الانبيآء؟ قال : أما تقرأ « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قلت : فأمير المؤمنين محدث ، قال : نعم وفاطمة كانت محدثة ولم تكن نبية(٦).

ختص : الثقفي مثله(٧).

٤٠ ـ ير : ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن زرارة قال :

__________________

(١ ـ ٤) بصائر الدرجات : ١٠٩.

(٥) البلد : ٣.

(٦) بصائر الدرجات : ١٠٩.

(٧) الاختصاص : ٣٢٩.

٧٩

سألت أبا جعفر عليه‌السلام من الرسول من النبي من المحدث؟ قال : الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه قبلا فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذي يكلمه ، فهذا الرسول ، والنبي الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يأتي رسول الله (ص) من السبات إذا أتاه(١) جبرئيل ، هكذا النبي.

ومنهم من تجمع(٢) له الرسالة والنبوة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رسولا نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه ويراه ويأتيه في النوم ، والنبي الذي يسمع كلام الملك حتى يعاينه فيحدثه ، فأما المحدث فهو الذي يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام.(٣)

٤١ ـ كش : محمد بن مسعود عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر عن أبان بن عثمان عن الحارث ابن المغيرة قال : قال حمران بن أعين : إن الحكم بن عيينة يروي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام أن علم علي عليه‌السلام في آية ، نسأله فلا يخبرنا ، قال حمران : سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقال : إن عليا عليه‌السلام كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى ولم يكن نبيا ولا رسولا ثم قال : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قال : فعجب أبوجعفر عليه‌السلام.(٤)

بيان : لعل عجبه عليه‌السلام من جرأته على مثل هذا السؤال ، أو من عدم تفطنه بذلك.(٥)

٤٢ ـ كش : حمدويه عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن زرارة قال : قدمت المدينة وأنا شاب أمرد فدخلت سرادقا لابي جعفر عليه‌السلام بمنى فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه أحد ، ورأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم فعرفت برأيي أنه أبوجعفر عليه‌السلام فقصدت نحوه فسلمت عليه فرد السلام علي

__________________

(١) في المصدر : اذأتاه.

(٢) في المصدر : من يجتمع.

(٣) بصائر الدرجات : ١٠٩.

(٤) رجال الكشى : ١١٨.

(٥) وتقدمت أحاديث عن حمران بهذا المضمون وكانت خالية عن الجملة.

٨٠