مختصر نهج البيان - المقدمة

مختصر نهج البيان - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٤

١
٢

٣
٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله مصطفي المرسلين ، ومفضّلهم على الخلائق أجمعين ، وباعثهم بالآيات الظاهرة والمعجزات الباهرة ، وناصرهم على المتمرّدين وأعداء الدّين. وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ الأمين ، وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين.

وبعد : فهذا كتاب «مختصر (١) نهج البيان عن كشف معاني القرآن» ، قد اشتمل على كشف الخفيّ منها وأعرب مع الإيجاز بالإيضاح عنها ، مع زيادة تبيين شاف وتوضيح كاف لمعاني كلمات أغفلها منشئ الكتاب ـ عليه رحمة الملك الوهّاب ـ معتمدا على أنّها مكشوفة السّرائر معلومة المعاني من الظّواهر. وقد أعرضت فيه عن أسماء المفسّرين واقتصرت على قيل وقيل للمعتبرين ، قاصدا بذلك أن يحفظ فيروى وينشر فلا يطوى ويعظم به الثواب وذكر المستطاب. وهو ـ بحمد الله ـ على صغره مشتمل على تفاسير لم توجد في مبسوط غيره.

والله وليّ التوفيق والإرشاد إلى التحقيق. وهو حسبي ونعم الوكيل.

__________________

(١) ـ م ، د : «فهذا مختصر كتاب».

٥

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله. وسلامه على عباده الّذين اصطفى ؛ سيّدنا محمّد وآله خير الورى. ولعنة الله على أعدائهم شرّ من على الثّرى.

وبعد : فمن منن الله ونعمه علينا أن وفّقنا لتحقيق معارف كتاب الله وعترة نبيّه اللّذين لن يفترقا أبدا حتّى يردا عليه الحوض.

ومن توفيقه وإفضاله ـ سبحانه وتعالى ـ أن اطّلعنا على التفسير المسمّى ب «نهج البيان عن كشف معاني القرآن» الّذي ألّفه الشيخ الجليل الشيعيّ محمّد ابن الحسن الشيبانيّ في القرن السّابع وأهداه للخزانة الإماميّة المستنصريّة.

هذا التفسير القيّم يعدّ من تراث الشّيعة ومصادر التفسير الثمين «البرهان في تفسير القرآن» للسيّد هاشم البحرانيّ المتوفّى سنة ١١٠٧ ه‍. وقد جاء فيه غير مرّة هكذا : «قال الشيبانيّ في نهج البيان» أو «عن الشيبانيّ في نهج البيان». ولذلك قد قمنا بتحقيقه وأشرنا إلى مصادر الأحاديث والأقوال الّتي وردت فيها.

ثمّ اطّلعنا أيضا على مختصر نهج البيان الّذي ألّفه محمّد بن عليّ النقيّ الشيبانيّ وقمنا بتحقيقه وإثبات نصّه الصحيح.

١. مختصر نهج البيان :

قال محمّد بن عليّ النقيّ الشيبانيّ في تعريف هذا الكتاب :

قد اشتمل على كشف الخفيّ منها وأعرب مع الإيجاز بالإيضاح عنها ، مع زيادة تبيين شاف وتوضيح كاف لمعاني كلمات أغفلها منشئ الكتاب ـ عليه رحمة الملك الوهّاب ـ معتمدا على أنّها مكشوفة السّرائر معلومة المعاني من الظّواهر. وقد أعرضت فيه عن أسماء المفسّرين واقتصرت على «قيل» و «قال» للمعتبرين قاصدا بذلك أن يحفظ فيروى وينشر فلا يطوى ويعظم به الثواب وذكر المستطاب وهو ـ بحمد الله ـ على صغره مشتمل على تفاسير لم توجد في مبسوط غيره.

٦

٢. عملنا في التحقيق :

٢ ـ ١. بذلنا الجهد الممكن في الحصول على النسخ الّتي تعين على تحقيقه. وقد وقع لنا من ذلك ما يأتي :

* نسخة محفوظة بكلّيّة الإلهيّات في طهران برقم ١٨٩ كتبت سنة ٩٩٤ ه‍. وقد رمزنا لها بالحرف «ل».

* نسخة محفوظة بالمكتبة المركزيّة في جامعة طهران برقم ٨١٦ كتبت سنة ١١١٥ ه‍. وقد رمزنا لها بالحرف «م».

* نسخة محفوظة بمكتبة مدرسة آية الله النبوي ببلدة دزفول. وقد رمزنا لها بالحرف «د».

٢ ـ ٢. بعد استنساخ الكتاب ومقابلته مع نسخه ، اتّبعنا طريقة التلفيق بين النّسخ لإثبات نصّ صحيح للكتاب مشيرين في الهامش إلى الاختلافات اللّفظيّة. وفي موارد راجعنا هذا التفسير على نهج البيان لتصحيح بعض أغلاط النسخ ومبهماتها.

٢ ـ ٣. بما أنّ وضع التفسير على أساس السّور القرآنية دون مراعاة ترتيب داخليّ للآيات في موارد كثيرة ، بدا لنا أن نرتّب الآيات وتفسيرها في تلك الموارد إلّا فيما يقع به الخلط والاشتباه في تفسير الآيات.

وجدير بالذّكر أنّ بعض الأقوال الّتي وردت في هذا التفسير لا تعبّر عن آراء الشيعة وعلمائهم ، بل هي أقوال بعض المفسّرين الّذين لا اعتبار بهم ؛ مثل ما ورد في فضل كعب الأحبار. كما أنّ بعض ما ورد من الأقوال صدر عن أهل بيت النبوّة والرّسالة صلوات الله عليهم أجمعين وإن لم يصرّح بأسمائهم الشريفة. وقد أشرنا إلى مصادر تلك الأقوال في هوامش نهج البيان ، فمن أرادها فليراجعه.

وفي نهاية المطاف أقدّم شكري الجزيل إلى الإخوة الأعزّاء الّذين وآزروني في إنجاز هذا المشروع ، سائلا المولى الكريم أن يقبل منهم ومنّي هذا اليسير ويعمّ خيره للجميع. إنّه مجيب وبعباده رءوف رحيم.

اللهمّ وأحي بوليّك القرآن

حسين درگاهي

٢٨ جمادى الثاني ١٤١٧ ه

٧

والحمد لله ربّ العالمين. وصلّى الله على محمّد النبيّ وآله الطّاهرين. وافق الفراغ في كتابة مختصر نهج البيان عن كشف معاني القرآن بعصر اليوم الرابع والعشرين من شهر محرّم الحرام أحد أشهر سنة ٩٩٤ هجريّة ـ على مهاجرها وآله أفضل الصّلاة وأكمل التحيّة ـ على يد أقلّ عباد الله وأحوجهم إلى رحمته عبده الأصغر ومملوكه الأحقر الواثق الصّمد عليّ بن أحمد بن حسن بن أحمد بن حسين الحسينيّ ، عفا الله عنهم وعن المؤمنين بحسن إجابته. إنّه الموفّق للخيرات والمفرّج للكربات. وهو حسبي ونعم الوكيل (١).

__________________

(١) ـ خاتمة م هكذا : «تمّ الكتاب بعون الملك الوهّاب على يد فقير الله الغنيّ ، حسن بن عبد الله الجزائريّ عفي عنهما وعن المؤمنين جميعا. قد وقع الفراغ من كتابته ضحوية يوم الاثنين سابع والعشرين من شهر ربيع الثاني من السّنة الخامس عشرة والمائة والألف في المدرسة إبراهيميّة من محروسة الدورق ، أصلح الله بالهم. والحمد لله وحده. وصلّى الله على محمّد وآله.» * خاتمة د هكذا : «تمّ الكتاب بعون الملك الوهّاب ١٢٣١.»

٨

٩