درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٣٢
الجزء ١ الجزء ٢

٩ ـ ولو جعلنا الرّسول (مَلَكاً لَجَعَلْناهُ) في صورة البشر (١) ، ولجعلنا الأمر ملتبسا للامتحان والابتلاء وترجية الثّواب والعقاب.

١٠ ـ (فَحاقَ) : قال الأزهريّ : " الحيق : ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله" (٢).

(ما كانُوا) : أي : وبال ما كانوا (بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : من الأقوال والأفعال.

١٢ ـ (قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : لم يقدروا (٣) أن يطلقوا إضافة الملك إلى آلهتهم (٤) ، وكرهوا التّسليم للسّائل صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمر الله أن يأتي بجواب سؤال بعينه ، وفائدته (٥) الإفحام.

(كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ) : ضمن ووعد (٦).

(الرَّحْمَةَ) : الإمهال (٧) بعد الدّعوة إن شاء الله.

(لَيَجْمَعَنَّكُمْ) : أي : والله ليجمعنّكم (٨).

(الَّذِينَ خَسِرُوا) : مبتدأ في معنى الشّرط ، ولذلك (٩) أجاب بالفاء.

١٣ ـ (وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : اقتصار على أحد طرفي الكلام (١٠) ، كقوله : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النّحل : ٨١](١١). والمراد بالسّكون وجود الشيء في حيثيته (١٢). (١٠٣ و)

اللّيل والنّهار (١٣) : المراد بهما حالتا القرار والتّقلّب ، والجوهر في هاتين الحالتين السّماء فما فوقها والأرض فما تحتها.

__________________

(١) ينظر : تفسير مجاهد ١ / ٢١٢ ، وتفسير القرآن ٢ / ٢٠٣ ، وتفسير غريب القرآن ١٥١.

(٢) التبيان في تفسير القرآن ٤ / ٨٥ ، ومجمع البيان ٤ / ١٣ ، وزاد المسير ٣ / ٨.

(٣) في ب : تقدروا ، وبعدها : تطلقوا ، بدل (يطلقوا).

(٤) في الأصل وع وب : آلهتكم ، وفي ك : إلهكم ، والسياق يقتضي ما أثبت.

(٥) النسخ الثلاث : وفائدة. وينظر : التفسير الكبير ١٢ / ١٦٤ ـ ١٦٥.

(٦) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ٣٩٥ ، والبحر المحيط ٤ / ٨٦.

(٧) في ب : الأمثال ، وهو تحريف. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣١ ـ ٢٣٢ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٠٤ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٠٣.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٠٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٢ ، والوجيز ١ / ٣٤٦.

(٩) في ب : ولذا. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٢ ، وإعراب القرآن ٢ / ٥٨ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٣٩٦.

(١٠) يعني أنّ المراد : ما سكن وما تحرّك.

(١١) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٨٧ ، ومجمع البيان ٤ / ١٧ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٦٨.

(١٢) في الأصل وك وب : حيثته. وينظر : التفسير الكبير ١٢ / ١٦٧ ـ ١٦٨.

(١٣) (اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ساقطة من ك وب ، وفي ع : والمراد بهما الليل والنهار حالة ، بدل (الليل والنهار المراد بهما حالتا).

٦٠١

١٤ ـ (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ) : جواب كلام الكفّار في معنى الدّعوة إلى (١) الشّرك.

(فاطِرِ) : نعت لله (٢). و (الفطر) : الخلق (٣) ، وقيل (٤) : الفتق بعد الرّتق.

قال : (وَهُوَ يُطْعِمُ) : لاستحقاق الطّاعة بالإطعام ، (وَلا يُطْعَمُ) : لنفي الحاجة (٥).

(أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) : في زمانه (٦).

(وَلا تَكُونَنَّ) : نهي على قوله : (قُلْ) لا على قوله : (أَنْ أَكُونَ)(٧).

١٧ ـ (وَإِنْ يَمْسَسْكَ) : مسّك الشّيء بالشّيء إمساكه (٨) إيّاه.

و (الكشف) : نقيض التّغطية (٩).

١٨ ـ (وَهُوَ الْقاهِرُ) : القهر : التّسخير وصرف الشّيء عن طبيعته (١٠).

١٩ ـ (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ) : فائدة السّؤال الإفحام ، أو تفخيم الأمر في نفوس المخاطبين.

وفي الآية دلالة على جواز إطلاق اسم الشّيء على الله (١١).

وإنّما لم يقل : شهيد لي ولكم (١٢) ؛ لأنّ الشّهادة لم تكن لهم ، وإنّما لم يقل : عليّ وعليكم ؛ لأنّ الشّهادة لم تكن عليه.

(وَمَنْ بَلَغَ) : دلالة أنّ النّاس كلّهم مخاطبون بالقرآن على شرط العقل والسّماع (١٣).

(أَإِنَّكُمْ) : استفهام بمعنى التّقريع واللّوم ، والسّؤال ب (أئنّ) للتّقريع (١٤).

٢٣ ـ (فِتْنَتُهُمْ) : وهذه الفتنة أشدّ فتنة تصيبهم لجهلهم (١٥) بعد الخسار والتجائهم إلى

__________________

(١) (الدعوة إلى) ساقطة من ب. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، وزاد المسير ٣ / ١٠.

(٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٢٨ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٣ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ٨٨.

(٣) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٣٤ ، والعمدة في غريب القرآن ١٢٥ ، والبحر المحيط ٤ / ٨٩.

(٤) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ٨٨.

(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ٨٨ ، ومجمع البيان ٤ / ١٨.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢١٢ ، ومجمع البيان ٤ / ١٩.

(٧) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٢٠.

(٨) كذا في نسخ التحقيق ، ولعل الصواب : إمساسك. وينظر : لسان العرب ٦ / ٢١٧ (مسس).

(٩) ينظر : لسان العرب ٩ / ٣٠٠ (كشف).

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢١٤ ، والوجيز ١ / ٣٤٧ ، وزاد المسير ٣ / ١١.

(١١) ينظر : الكشاف ٢ / ١٠ ـ ١١ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٧٦ ـ ١٧٨ ، والبحر المحيط ٤ / ٩٤ ـ ٩٥.

(١٢) في ع : ولهم ، وفي ب : ولكن ، وكلاهما تحريف.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

(١٤) في ب : للتصريع. وينظر : تفسير القرطبي ٦ / ٣٩٩ ـ ٤٠٠ ، والبحر المحيط ٤ / ٩٦ ، والدر المصون ٤ / ٥٦٨.

(١٥) في ب : بجهلهم.

٦٠٢

الإنكار والجحد بين يدي (١) الجبّار في دار القرار عند معاينة النّار (٢).

٢٤ ـ (انْظُرْ) : أمر تعجيب (٣).

(وَضَلَّ) : غاب وفات (٤).

و (ما كانُوا) : هي دعاواهم الكاذبة في الدّنيا (٥).

٢٥ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) : قيل : إنّ أبا سفيان والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة وأميّة وأبيّ ابني (٦) خلف استمعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ قالوا للنضر : أتعرف ما هذا؟ قال : لا إلّا أنّي أراه يحرّك لسانه (٧).

(أَكِنَّةً)(٨) : جمع كنان ، وهو الستر (٩).

(وَقْراً) :" ثقلا" (١٠). والمراد به الخذلان.

و (حَتَّى) : غاية لاستماعهم ، أي : غايته (١١) الجدال والإنكار دون الإقبال والإقرار (١٢).

(أَساطِيرُ) : واحدتها أسطورة ، وقيل : إسطارة (١٣) ، وقيل : لا واحد لها ، وهي ما سطّره الأوّلون وكتبوه في كتبهم من الأسمار (١٤) والأباطيل.

٢٦ ـ (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) : والمراد بالنّهي ذبّ أبي طالب عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواية عن ابن عبّاس (١٥). و (النّأي) : تباعده عن القرآن وموجباته ، أخبر الله عن تناقض أمره وعجب فعله ، إلى هذا ذهب مجاهد وقتادة وابن زيد والحسن (١٦). وروي عن ابن عبّاس : المراد بالنّهي صدّهم

__________________

(١) في الأصل : يد.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٩٠.

(٣) في ك : تعجب. وينظر : مجمع البيان ٤ / ٢٧.

(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ١٣ ، والبحر المحيط ٤ / ١٠١.

(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٠٠.

(٦) في ب : بن.

(٧) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٩٠ ـ ٩١ ، والكشاف ٢ / ١٣ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٨٥ ـ ١٨٦.

(٨) في ع : لكنه ، وهو خطأ.

(٩) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٦ ، ومجمع البيان ٤ / ٢٨ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٨٦.

(١٠) غريب القرآن وتفسيره ١٣٤ ، والعمدة في غريب القرآن ١٢٦.

(١١) في ب : غاية.

(١٢) ينظر : الكشاف ٢ / ١٤ ، والبحر المحيط ٤ / ١٠٢ ـ ١٠٣.

(١٣) في ك : أساطرة.

(١٤) في ب : الأسماء. وينظر : زاد المسير ٣ / ١٦ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٨٨ ، ولسان العرب ٤ / ٣٦٣ (سطر).

(١٥) ينظر : تفسير سفيان الثوري ١٠٦ ـ ١٠٧ ، وتفسير القرآن ٢ / ٢٠٦ ، وتفسير الطبري ٧ / ٢٢٨.

(١٦) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، ومجمع البيان ٤ / ٣١ ، وزاد المسير ٣ / ١٧.

٦٠٣

وتنفيرهم النّاس عن الإسلام ، والنّأي (١) تباعدهم بأنفسهم. و (النّأي) : البعد (٢).

٢٧ ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا) :" حبسوا" (٣). وجواب (لو) محذوف (٤).

٢٨ ـ (بَلْ) : ردّ لحقيقة تمنّيهم بما اضطرّهم إلى ذلك ، وهو ظهور ما كتموه وجحدوه من الشّرك وغيره بشهادة سمعهم وأبصارهم وجلودهم وأيديهم وأرجلهم (٥).

(وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا) : إخبار عن غاية الموهوم المتصوّر (٦) من حالهم المعلّقة بشرط الإعادة ولا إعادة.

٢٩ ـ (إِنْ هِيَ) :" كناية عن الحياة" (٧).

٣٠ ـ (عَلى رَبِّهِمْ) :" على سؤال ربّهم" (٨).

و (هذا) : إشارة إلى البعث وأمور الآخرة (٩).

٣١ ـ (حَتَّى) : غاية التّكذيب (١٠).

(بَغْتَةً) :" فجأة" (١١) ، وهو وقوع عن (١٢) الموهوم.

نداء الحسرة مجاز كنداء الويل (١٠٣ ظ) والتمني (١٣).

و (التّفريط) : العجز والتّضييع (١٤).

(فِيها) : في (١٥) الآيات.

__________________

(١) (تباعده عن القرآن ... والنأي) ليس في ك. وينظر : زاد المسير ٣ / ١٧ ، والبحر المحيط ٤ / ١٠٤.

(٢) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٣٥ ، وتفسير غريب القرآن ١٥٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٨.

(٣) تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢١٥ ، والوجيز ١ / ٣٤٩ ، وزاد المسير ٣ / ١٨.

(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ١٥ ، ومجمع البيان ٤ / ٣٤ ، وزاد المسير ٣ / ١٨.

(٥) ساقطة من ك. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١١١ ، والوجيز ١ / ٣٤٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩٢.

(٦) في ع : والمتصور. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٤٠ ، والبحر المحيط ٤ / ١٠٨.

(٧) التبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٨٩.

(٨) البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٣١٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٨٩ ، والدر المصون ٤ / ٥٩٤.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٣٤ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢١٨ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩٢.

(١٠) ينظر : الكشاف ٢ / ١٦ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٩٨ ، والبحر المحيط ٤ / ١١٠.

(١١) غريب القرآن وتفسيره ١٣٦ ، وتفسير غريب القرآن ١٥٣ ، وتفسير الطبري ٧ / ٢٣٥.

(١٢) ساقطة من ك.

(١٣) يريد قوله في الآية نفسها : (يا حَسْرَتَنا). وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٤١ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٩٠ ، والمجيد ٤٢ (تحقيق : د. إبراهيم الدليمي).

(١٤) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٣٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١١٥ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٩٨.

(١٥) ساقطة من ك. ولم أقف في مصادر التخريج على قائل بعود الضمير إلى الآيات ، ينظر : زاد المسير ٣ / ٢٠ ، والتفسير الكبير ١٢ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ، والبحر المحيط ٤ / ١١١.

٦٠٤

(أَوْزارَهُمْ) : جمع وزر ، وهو الثقل المثقل للظّهر ، وقد وزر إذا أكمل الثقل فهو وازر (١).

و (ما) : صلة (٢) ، وقيل (٣) : تقدير اسم نكرة.

٣٢ ـ (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) : أي : الحياة المقصورة على الاشتغال بالمنافع العاجلة لا حياة من يكسب الآخرة بإذن الله (٤).

و (اللهو) : أشدّ من اللّعب ، وهو ما يلهيك عمّا يعنيك ، تقول : لهوت إذا (٥) لعبت ، ولهيت إذا غفلت (٦).

وإنّما خصّ بأنّ الآخرة للمتّقين خير من الدّنيا ؛ لأنّ الأطفال والمجانين تبع للمتّقين غير منفردين بالحكم.

٣٤ ـ (حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا) : غاية الصّبر (٧).

و (الإيذاء) (٨) : الإصابة بالمكروه من قول أو فعل (٩).

وممّا لا يبدل قوله : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢)) [الصّافّات : ١٧١ ـ ١٧٢] ، وفيه تسلية للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١٠).

٣٥ ـ (كَبُرَ عَلَيْكَ) :" عظم عليك" (١١).

(إِعْراضُهُمْ) : أي : شأن كفرهم (١٢).

وهذا شرط ، وجوابه : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ) مع جزاء مضمر ، أي : فافعل (١٣).

(نَفَقاً) :" سربا" (١٤).

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٤١٦ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٤١٣.

(٢) على أنّ ساء بمعنى بئس ، ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٥٧ ، والمجيد ٣٢٥ (تحقيق : د. عبد الرزاق الأحبابي).

(٣) ينظر : الكشاف ٢ / ١٧ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٣١٩ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٩٠.

(٤) ينظر : مجمع البيان ٤ / ٤٠ ـ ٤١ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٤١٤ ـ ٤١٥.

(٥) (لهوت إذا) ساقطة من ب.

(٦) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ٤١٤ ، والبحر المحيط ٤ / ١١٣.

(٧) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١١٧.

(٨) في ع وب : والأيد. والمراد قوله في الآية نفسها : (وَأُوذُوا).

(٩) ينظر : لسان العرب ١٤ / ٢٧ (أذي).

(١٠) ينظر : الكشاف ٢ / ١٩ ، والتفسير الكبير ١٢ / ٢٠٦ ، والبحر المحيط ٤ / ١١٧.

(١١) (عظم عليك) ساقطة من ك. وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٤٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٤٣ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٣.

(١٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٢٣ ، وزاد المسير ٣ / ٢٤.

(١٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ، وللأخفش ٢ / ٤٨٨ ، والمجيد ٥٠ (تحقيق : د. إبراهيم الدليمي).

(١٤) تفسير الطبري ٧ / ٢٤٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٤ ، والوجيز ١ / ٣٥١.

٦٠٥

(سُلَّماً) : مرقاة (١).

وفي هذا تعجيز للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي اليأس إحدى الرّاحتين ، أي : ليس بيدك شيء من الآيات الملجئة المضطرّة فإنّما أنت رحمة.

(وَلَوْ شاءَ اللهُ) : تنبيه على أنّه شاء أن لا يجمعهم. وإنّما نبّه عليه (٢) تسلية للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

و (الجهل) : أن يتكلّف (٣) إيجاد ما علم أنّ الله تعالى لم يشأه.

٣٦ ـ (الَّذِينَ يَسْمَعُونَ) : هم (٤) الموفّقون لاستماع الحقّ (٥).

والواو للاستئناف ، (وَالْمَوْتى) : الكفّار (٦) ، شبّههم بالموتى لعدم روح الإيمان.

وذكر المبعث للتّهديد (٧).

٣٧ ـ (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ) : أخبر عن اقتراحهم آية (٨) ملجئة وأنّها مقدورة له ، ولكن لا يعلمون وجه الحكمة في الإمهال إلى تتمّة الآجال وإيمان لمن قدّر من النّساء والرّجال (٩).

٣٨ ـ (وَما مِنْ دَابَّةٍ) : اتّصالها بما قبلها من حيث التّنبيه على كمال القدرة (١٠).

وجناح الطّير (١١) بمكان الأيدي. وذكر الجناحين للتّأكيد (١٢) كقوله : (إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) [النّحل : ٥١] ، و (فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ) [يوسف : ٧٧].

والمماثلة بالحاجة إلى الصّانع ، وبالدّلالة (١٣) على حدوث ذواتها ، وبالشّهادة لله بالوحدانيّة ، عن السدّي ، وبالتّسبيح لله ، عن عطاء (١٤) ، وبأنّها أصناف مصنّفة تعرف بأسمائها ، عن مجاهد (١٥).

__________________

(١) ينظر : زاد المسير ٢ / ٢٥ ، والبحر المحيط ٤ / ١١٨.

(٢) في ع : على. وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٢٣ ـ ١٢٤.

(٣) في ع : تتكلف. وينظر : الوجيز ١ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩٤ ، والبحر المحيط ٤ / ١٢٠ ـ ١٢١.

(٤) في ك : هو.

(٥) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٩٥ ، والقرطبي ٦ / ٤١٨.

(٦) ينظر : تفسير مجاهد ١ / ٢١٤ ، والطبري ٧ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٢١.

(٧) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٦.

(٨) في الأصل وك وب : أنه.

(٩) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٢٦ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٦ ـ ٤٧.

(١٠) ينظر : الكشاف ٢ / ٢١.

(١١) في الآية نفسها : (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ). وينظر : مجمع البيان ٤ / ٤٨.

(١٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٤٥ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٢٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٧.

(١٣) في ع : بالدلالة. وينظر : مجمع البيان ٤ / ٤٨ ـ ٤٩.

(١٤) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٩٥ ، وزاد المسير ٣ / ٢٦.

(١٥) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٤٧ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٢٢ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩٥.

٦٠٦

(ما فَرَّطْنا) : ما ضيّعنا وقصّرنا (١).

(فِي الْكِتابِ) : القرآن ، (مِنْ شَيْءٍ) : يحتاج إلى علمه إلّا ذكرناه مفسّرا أو مجملا (٢). وقيل (٣) : الكتاب : اللّوح المحفوظ ، أو القضاء الذي قضاه الله على خلقه.

و (الحشر) : الموت ، عن عليّ وابن عبّاس (٤). وقيل (٥) : الحشر : البعث لاقتصاص بعضها من بعض ، عن أبي هريرة عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (تقتصّ الشّاة الجمّاء من القرناء) (٦) ، وقيل : إنّ الله يجازيها حقيقة المجازاة على مقدار ما ألهمها من قبح الأفعال وحسنها.

ثمّ اختلفوا في حال الحيوانات ، قيل (٧) : تصير ترابا بعد الاقتصاص ، وقيل (٨) : ما يستأنس به الإنس أدخل الجنّة لينتفع بها أهلها وسائرها يجعل كافورا ومسكا في الجنّة. وقيل : يعوّض هذه الحيوانات عن آلامها الدّنياويّة عوضا متناهيا ، وقيل : عوضا غير متناه (٩). وكلّ (١٠) هذا تحكّم على الله تعالى لا يثبت إلّا بالوحي (١٠٤ و) أو بالأخبار المتواترة.

٤٠ ـ (أَرَأَيْتَكُمْ) : سؤال إفحام.

و (السَّاعَةُ) : اسم من أسماء القيامة (١١) كالآزفة ، وهي اسم لجزء (١٢) من أربعة وعشرين من الملوان (١٣) ، واسم لكلّ مدّة قريبة.

٤١ ـ (بَلْ) : للإثبات بعد النّفي (١٤). وإنّما يدعون الله ويستنجدونه إلى كشف ما أصابهم لما في جبلة (١٥) المخلوق من الفزع إلى الخالق عند الضّرورة.

٤٢ ـ (فَأَخَذْناهُمْ) : أخذ الله إيّاهم (بِالْبَأْساءِ) كأخذه (١٦) آل فرعون بالطّوفان

__________________

(١) في ب : ما قصرنا. وينظر : تفسير غريب القرآن ١٥٣ ، وتفسير الطبري ٧ / ٢٤٧.

(٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، وزاد المسير ٣ / ٢٦.

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٢٨ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩٥.

(٤) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، والبغوي ٢ / ٩٥ ، وزاد المسير ٣ / ٢٦.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٤٨.

(٦) ينظر : الأدب المفرد ٧٤ ، وصحيح ابن حبان ١٦ / ٣٦٣ ، والمعجم الأوسط ٥ / ٣٣٥.

(٧) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٣٢ ، وتفسير القرآن ٢ / ٢٠٦ ، وتفسير الطبري ٧ / ٢٤٧.

(٨) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ٤٢٠.

(٩) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٢٩ ـ ١٣٠ ، والتفسير الكبير ١٢ / ٢١٩ ، والبحر المحيط ٤ / ١٢٧.

(١٠) في ك : فكل.

(١١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٣٤ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩٦.

(١٢) في ب : لجزور ، وهو خطأ.

(١٣) الليل والنهار ، ينظر : غريب الحديث لابن قتيبة ٢ / ٨٠ ، وللحربي ١ / ٣٤١ ، والصحاح ٦ / ٢٤٩٧ (ملا).

(١٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٤٧ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٣٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٣٥.

(١٥) " حبلة الشّيء : طبيعته وأصله وما بني عليه" ، لسان العرب ١١ / ٩٨ (جبل).

(١٦) في ع : كأخذ.

٦٠٧

وأخواته ، وأخذ أهل نينوى.

٤٣ ـ لمّا عاينوا من البأس (١)(تَضَرَّعُوا) : أي : الأنبياء عليهم‌السلام ، وهم لم يفعلوا إلّا الفزع إلى الخالق جبلة ، وأمّا فرعون وقومه فإنّهم كانوا يخادعون موسى عليه‌السلام ولا يتضرّعون حقيقة. والمراد بالحثّ المستقبلون وإن كان اللّفظ في الماضين.

٤٤ ـ (فَتَحْنا عَلَيْهِمْ) : وهذا فتح على سبيل الاستدراج (٢) ، كقوله : (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا) [الأعراف : ٩٥]. وإنّما (٣) يفعل ذلك بهم على وجه المكر والعقوبة ليزدادوا إثما (٤).

و (المبلس) (٥) : الحزين ، والإبلاس : الاكتئاب (٦).

٤٥ ـ (دابِرُ الْقَوْمِ) : آخرهم (٧) ، وقيل (٨) : أصلهم.

ذكر دابر القوم عبارة عن (٩) الاستئصال ، وذكر الحمد نصرة المؤمنين.

٤٦ ـ (مَنْ إِلهٌ) : فحوى الكلام يدلّ على أنّه جواب الشّرط وليس بمبتدأ (١٠).

والهاء (١١) عائدة إلى المأخوذ أو الإحساس (١٢).

وإنّما ذكّرهم بمثل هذا لاقتضاء الطّاعة (١٣) والعبادة.

(نُصَرِّفُ الْآياتِ) : عن وجوهها إلى جهات مختلفة وعبارات شتّى (١٤).

(يَصْدِفُونَ) :" يعرضون" (١٥).

__________________

(١) في ع : اليأس ، وفي ب : البأساء.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٥٤ و ٢٥٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٣١ و ٢٣٣.

(٣) بعدها في ع : لم ، وهي مقحمة.

(٤) ساقطة من ع. وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٣٥.

(٥) في ب : والملبس.

(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٣٥ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٣٦ ، وزاد المسير ٣ / ٢٩.

(٧) غريب القرآن وتفسيره ١٣٧ ، وتفسير غريب القرآن ١٥٤ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٢٥.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٥٧ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٣٥ ، والتفسير الكبير ١٢ / ٢٢٦.

(٩) في ب : على.

(١٠) المصادر التي بين يدي مجمعة على أنه مبتدأ ، ينظر : مجمع البيان ٤ / ٥٧ ، والتفسير الكبير ١٢ / ٢٢٧ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٩٧.

(١١) في قوله : (يَأْتِيكُمْ بِهِ).

(١٢) في ع : والإحساس ، بدل (أو الإحساس). وينظر : تفسير البغوي ٢ / ٩٧ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٩٧ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٤٢٨.

(١٣) في ب : الاقتضاء والطاعة ، بدل (لاقتضاء الطاعة).

(١٤) ينظر : زاد المسير ٣ / ٣٠.

(١٥) اللغات في القرآن ٢٤ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٣٧ ، وتفسير غريب القرآن ١٥٤.

٦٠٨

٤٨ ـ (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ) : في الآية دلالة أنّ الأنبياء أتوا بعد الإعجاز من الآيات وهي (١) البشارة والإنذار دون الإتيان بالآيات الملجئة إذ ذاك إهلاك ، والإهلاك إلى الله تعالى ، ودون الإتيان بكلّ ما تقترحه الأمم (٢) إذ ذاك شيء لا نهاية له ووجود ما لا نهاية له محال.

٥٠ ـ (خَزائِنُ) : جمع خزينة ، والخزينة : الأموال المخزونة المستورة عن أعين النّاس ، والخزانة بكسر الخاء لموضع المخزون ولصناعة الخازن ، وبفتح الخاء المصدر (٣).

وأراد ههنا غوامض مقدوراته ونعمه المستورة (٤).

(الْغَيْبَ) : ما لم يطلعه الله عليه ولم يخبره عنه (٥).

وفي الآية أربع خصال من الأدب : ترك (٦) الصلف ، وترك الكبر ، وحسم التّهم والشّبه ، ووضع سنّة يستنّ بها بعد.

(الْأَعْمى) : الكافر الجاهل (٧) ، (وَالْبَصِيرُ) : المؤمن العالم (٨).

٥١ ـ (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ) : نزلت في شأن المؤمنين (٩).

(به) : بالقرآن والوحي (١٠).

(يَخافُونَ) : يعلمون ، قاله الحسن (١١).

وإنّما خصّ المؤمنين لانتفاعهم به (١٢) ، كقوله : (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ) [يس : ١١].

٥٢ ـ (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ) : نزلت في الموالي والفقراء مثل عمّار وبلال وصهيب وخبّاب وسالم وابن مسعود ، كان أبو جهل قال : يا محمّد لو طردت هؤلاء (١٣) لأتاك أشراف قومك. وعن السدّي أنّ الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن قالا : يا محمّد تأتيك وفود العرب ونحن

__________________

(١) النسخ الثلاث : هي.

(٢) في ب : الإثم ، وهو تحريف.

(٣) ينظر : لسان العرب ١٣ / ١٣٩ (خزن).

(٤) ينظر : مجمع البيان ٣ / ٥٩.

(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥٠.

(٦) النسخ الثلاث : بترك.

(٧) ساقطة من ب.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٦١ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٣٧ ، والوجيز ١ / ٣٥٥.

(٩) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ٤٣١.

(١٠) في ب : بالوحي. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥١ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٣٧ ، والوجيز ١ / ٣٥٥.

(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٣٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٣٧ ، ومجمع البيان ٤ / ٦٠.

(١٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٥١.

(١٣) ساقطة من ب. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٣٩.

٦٠٩

(١٠٤ ظ) نستحيى (١) أن نجلس معك وعندك هؤلاء فاطردهم عنك إذا حضرنا واجلس معهم إذا صرفنا ، فهمّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالإجابة وأظهر شيئا من ذلك ، فطلبا منه كتابا وعهدا فدعا عليّا ليكتب لهم الكتاب ، فأنزل الله ، فألقى الصّحيفة من يده (٢) وعانق هؤلاء الفقراء.

والطّرد في معنى التنفير والحشر (٣).

(يَدْعُونَ) : يعبدون ، لا يريدون بعبادتهم (٤) إلّا وجه الله. وجوابه (فَتَكُونَ)(٥).

(فَتَطْرُدَهُمْ) : جواب النّفي العارض بين النّهي وجوابه (٦) ، وذلك قوله : (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ، أي : ليس عليك إحصاء أحوالهم وبواطنهم وحفظها ولا عليهم إحصاء أحوالك وبواطنك وحفظها فتجد بذلك (٧) عليهم سبيلا فتطردهم ، وإنّما السّبب الجامع بينك وبينهم اتّصال البلاغ بالقبول فقط ، وقد بلّغت وقبلوا فلا سبيل لك عليهم في طردهم.

٥٣ ـ (أَهؤُلاءِ) : استفهام بمعنى الإنكار (٨).

(أَلَيْسَ) : ابتداء كلام من الله على وجه الإثبات فإنّه دخل على المنفيّ.

٥٤ ـ (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ) : نزلت في شأن من تقدّم ذكرهم ، وعنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا رآهم بدأهم (٩) بالسّلام ويقول : الحمد لله الذي جعل في أمّتي من أمرني أن أبدأهم بالسّلام (١٠).

(كَتَبَ) : وعد (١١) وأوجب في حكمه (الرَّحْمَةَ).

٥٥ ـ (وَكَذلِكَ) : الواو للاستئناف ، والإشارة إلى ما تقدّم (١٢).

(وَلِتَسْتَبِينَ) : الواو (١٣) للعطف على مضمر تقديره : لنفصّل (١٤) الآيات ولتستبين ، أو

__________________

(١) في ك وب : نستحي.

(٢) (من يده) ساقطة من ك. وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٦٣ ، والبغوي ٢ / ٩٩ ، ومجمع البيان ٤ / ٦٢.

(٣) ينظر : لسان العرب ٣ / ٢٦٧ (طرد).

(٤) ساقطة من ع. وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٦٩ ، والقرطبي ٦ / ٤٣٢.

(٥) ليس في ع. وينظر : معاني القرآن للأخفش ٢ / ٤٨٩ ، وتفسير الطبري ٧ / ٢٧٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥٢.

(٦) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥٢ ، وإعراب القرآن ٢ / ٦٨ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٥٣.

(٧) ساقطة من ب.

(٨) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٢٥٣ ، ومجمع البيان ٤ / ٦٣ ، وزاد المسير ٣ / ٣٤.

(٩) في ع : يبدؤهم.

(١٠) ينظر : زاد المسير ٣ / ٣٤ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٢ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٤٣٥.

(١١) في ع : واو. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥٤ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٢ ، والبحر المحيط ٤ / ١٤٤.

(١٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٥١ ، ومجمع البيان ٤ / ٦٧ ، والبحر المحيط ٤ / ١٤٤.

(١٣) النسخ الثلاث : والواو.

(١٤) في الأصل وع وب : لتفصل.

٦١٠

ليتوقّف (١) عليها ولتستبين.

(الإجرام) : ارتكاب الجريمة ، والجريمة : الجناية (٢).

٥٦ ـ (قَدْ ضَلَلْتُ (٣) إِذاً) : أي : إن اتّبعت أهواءكم ، أكّد جزاء الشّرط (٤).

٥٧ ـ (عَلى بَيِّنَةٍ) : بصيرة (٥) واستبانة من أمري.

(ما عِنْدِي) : نفي (٦).

(ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) : الآيات الملجئة ونزول العذاب (٧).

(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) : لا يرفع الاجتهاد في (٨) الشّريعة ؛ لأنّه من أحكام الله تعالى.

٥٨ ـ وفي قوله : (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي) دلالة أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يريد نزول العذاب بهم بعد ما ضاق بهم ذرعا ، ولكن لم يكن بيده (٩).

(بِالظَّالِمِينَ) : أي : بمن يثبت على كفره فيحق عليه العذاب بمقدار (١٠) استحقاقه.

٥٩ ـ (مَفاتِحُ) : خزائن ، واحدها : مفتح ، وآلة الفتح : مفتاح ، وجمعها مفاتيح بالياء (١١).

وعن مجاهد أنّ (البرّ) : القفار ، و (البحر) : كلّ قرية فيها ماء (١٢).

و (العلم) : علمه الأشياء على التّفصيل.

(السّقوط) : انحدار في الهواء (١٣).

(وَرَقَةٍ) : واحدة ورق الشّجر (١٤).

(إِلَّا يَعْلَمُها) : علم تقلّبها في الهواء كم مرّة (١٥) ، (وَلا حَبَّةٍ).

__________________

(١) في الأصل وك وب : ليتقف. وينظر : إعراب القرآن ٢ / ٧٠ ، وزاد المسير ٣ / ٣٦ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٤٣٧.

(٢) ينظر : لسان العرب ١٢ / ٩١ (جرم).

(٣) في ب : فضللت ، بدل (قد ضللت) ، وهو خطأ.

(٤) ينظر : مجمع البيان ٤ / ٦٨ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٧ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٤٣٧.

(٥) ساقطة من ع. وينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٠١.

(٦) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٥٣ ، ومجمع البيان ٤ / ٦٩.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥٦ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٣٣ ، وزاد المسير ٣ / ٣٧.

(٨) في ك وع : وفي.

(٩) ينظر : الكشاف ٢ / ٣٠ ، وزاد المسير ٣ / ٣٧ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٨.

(١٠) النسخ الثلاث : وبمقدار.

(١١) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٢٧٧ ، وزاد المسير ٣ / ٣٧ ، وتفسير القرطبي ٧ / ١. ومفتح بكسر الميم وفتحها.

(١٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٥٦ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٢ ، والبحر المحيط ٤ / ١٤٩.

(١٣) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١٤٨ ، والتوقيف ٤٠٨.

(١٤) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١٤٨.

(١٥) ينظر : مجمع البيان ٤ / ٧١ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٤ ، والبحر المحيط ٤ / ١٤٩.

٦١١

و (الرّطب) : الماء والرّيح ، و (اليابس) : النّار والتّراب. وقيل : الرّطب : ما ينمى ، واليابس : ما لا ينمى (١). والظّاهر الرّطب : ما فيه بلّة ، واليابس (٢) : ما فيه جفاف.

وفي الآية دلالة أنّ العالم كلّه معلوم مضبوط داخل في الإحصاء محدود ذو نهاية.

و (الكتاب) : اللّوح (٣).

٦٠ ـ (يَتَوَفَّاكُمْ) : وفاة النّوم قبض من غير سلب وقطع وإبطال خلقة بخلاف وفاة الموت (٤).

(ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ) : يوقظكم في النّهار (٥).

و (القضاء) : يحتمل أن يكون (٦) فعل الله تعالى على وجه الإلجاء ، ويحتمل (١٠٥ و) أفعال المخاطبين على سبيل الانطباع.

٦١ ـ (حَفَظَةً) : جمع حافظ ، وهم الملائكة يحفظون الأعمال والأنفاس (٧).

(أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) : أي : وقت الموت (٨) وأوانه.

(تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) :" أعوان ملك الموت" (٩) ، وقال الزّجّاج (١٠) : " هم هؤلاء الحفظة".

٦٢ ـ (إِلَى اللهِ) : أي : إلى حكمه من (١١) السّؤال والحساب وغير ذلك.

٦٣ ـ (تَضَرُّعاً) : التّضرّع : التّذلّل وإظهار الخشوع (١٢).

(لَئِنْ أَنْجانا) : حكاية الدّعاء.

٦٤ ـ (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ) : الآية مختصّة بالدّواهي ينجون منها.

(كَرْبٍ) : غمّ (١٣).

__________________

(١) (واليابس ما لا ينمى) ساقطة من ك.

(٢) (ما لا ينمى ... واليابس) ساقطة من ع. وينظر في هذه الأقوال : زاد المسير ٣ / ٣٨.

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٤٧ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٢ ، والكشاف ٢ / ٣١.

(٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٥.

(٥) ينظر : تفسير القرآن ٢ / ٢٠٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٥٤ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٢.

(٦) ساقطة من ب.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥٨ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٥٠ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٣.

(٨) (وقت الموت) ساقطة من ب. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٥٨.

(٩) تفسير سفيان الثوري ١٠٨ ، وتفسير القرآن ٢ / ٢٠٩ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٣٨.

(١٠) معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٥٨.

(١١) في ب : ومن ، والواو مقحمة. وينظر : الكشاف ٢ / ٣٢ ، والبحر المحيط ٤ / ١٥٣.

(١٢) ينظر : تفسير القرطبي ٧ / ٨.

(١٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٥٢ ، ومجمع البيان ٤ / ٧٧ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٨.

٦١٢

(ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (١)) : بعد النّجاة ، تثبتون على شرك كدتم تتركونه وزال عنكم بزوال القدرة ثمّ عاد بعودها (٢).

٦٥ ـ (أَوْ يَلْبِسَكُمْ) : يخلطكم (٣).

[(شِيَعاً)](٤) : ذوي أهواء مختلفة ، وشيعة (٥) الرّجل خاصّته وقبيلته. قال الحسن : المراد بالخطاب أهل الصّلاة (٦) ، وقيل (٧) : هم وغيرهم. وعنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه استعاذ من عذاب تحت وفوق لأمّته فاستجيب له فيهم ، ولم يجب إلى أن لا يلبسوا شيعا (٨) ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إذا وضع السّيف في (٩) أمّتي لم يرفع إلى يوم القيامة).

٦٦ ـ (وَكَذَّبَ بِهِ) : أي : بالقرآن أو الخبر أو التّصريف (١٠).

(وَهُوَ الْحَقُّ) : في تقدير (١١) الحال ؛ لأنّه جملة.

(لَسْتُ عَلَيْكُمْ (١٢) بِوَكِيلٍ) : أي : أمركم غير موكول إليّ.

٦٧ ـ (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) : لكلّ صدق موقع ووقت يحقّ فيه لا يتصوّر تأخيره وتقديمه (١٣).

٦٨ ـ (فَلا تَقْعُدْ) : للمسامرة والتّحدّث دون الدّعوة والإنذار.

(الذِّكْرى) : ما يرفع النّسيان (١٤).

٦٩ ـ وفي قوله : (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ (١٥)) دلالة أنّ المؤمنين دخلوا في النّهي بالآية

__________________

(١) في ك : تشكرون ، وهو خطأ.

(٢) ينظر : التفسير الكبير ١٣ / ٢١ ـ ٢٢.

(٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٣٨ ، والوجيز ١ / ٣٥٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٤.

(٤) من المصحف ، ويقتضيها السياق.

(٥) في ك : وشاعة. وينظر : مجمع البيان ٤ / ٧٧.

(٦) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٠٤ ، والقرطبي ٧ / ٩.

(٧) ينظر : تفسير القرطبي ٧ / ٩.

(٨) ينظر : المعجم الكبير ١١ / ٣٧٤ ، ومجمع الزوائد ١ / ١١٧ ، وفتح الباري ٨ / ٢٩٣.

(٩) في ك : على. والحديث في صحيح ابن حبان ١ / ٤٣١ ، والمستدرك ٤ / ٤٩٦ ، والسنن الواردة في الفتن ١ / ١٩٠.

(١٠) ينظر : زاد المسير ٣ / ٤٢ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٢٤.

(١١) في ب : تقدم. وينظر : الدر المصون ٤ / ٦٧٣.

(١٢) في ب : عليهم ، وهو تحريف.

(١٣) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٠٥ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٢٤.

(١٤) ينظر : تفسير سفيان الثوري ١٠٨.

(١٥) في ب : ينفقون ، وهو خطأ.

٦١٣

المتقدّمة. والظّاهر من هذه الآية أنّ القعود لم يكن منهيّا عنه لنفسه ، ولكن لمعنى (١) الاحتياط.

(وَلكِنْ ذِكْرى) : النّهي عظة (٢).

(لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) : عن مثل خوضهم.

٧٠ ـ (وَذَرِ) : أي : كفّ يدك عنهم ، إن كانت الآية منسوخة ، ونابذ ، إن لم تكن منسوخة (٣).

(تُبْسَلَ) : ترتهن" (٤).

(كُلَّ عَدْلٍ) : أي : أيّ عدل.

(الحميم) : الحارّ (٥).

٧١ ـ (أَنَدْعُوا) : استفهام بمعنى النّفي (٦).

(وَنُرَدُّ) : أي : يردّنا أحد (عَلى أَعْقابِنا) ، والله (٧) هادينا.

(اسْتَهْوَتْهُ) : دعته إلى أهوائها (٨) ، وقيل (٩) : زيّنت له متابعة هوى نفسه.

(حَيْرانَ) : في الأرض ، والحيرة (١٠) : الدهش.

قيل : التّشبيه وقع بعبد الرّحمن بن أبي بكر ، كان كافرا (١١) وكان أبواه يدعوانه إلى الإسلام.

(ائْتِنا) : حكاية الدّعاء ، وفي مصحف عبد الله : (بيّنا) (١٢) ، أي : دعاء بيّنا.

٧٣ ـ (بِالْحَقِ)(١٣) : بالفعل الحقّ غير الباطل (١٤). وهذه متّصلة بما بعدها.

__________________

(١) في ك وب : بمعنى.

(٢) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١٥٨.

(٣) ينظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس ٤١٨ ، ونواسخ القرآن ١٥٥ ، والبحر المحيط ٤ / ١٥٨.

(٤) معاني القرآن للفراء ١ / ٣٣٩ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٣٧ ، والعمدة في غريب القرآن ١٢٨.

(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٥٥ ، وتفسير الطبري ٧ / ٣٠٤ ، والقرطبي ٧ / ١٦.

(٦) لم أقف على قائل بأنّ الاستفهام بمعنى النفي ، وعدّه أبو البقاء العكبري بمعنى التوبيخ في التبيان في إعراب القرآن ١ / ٥٠٧ ، وعدّه أبو حيّان بمعنى الإنكار في البحر المحيط ٤ / ١٦١ ، وعدّه السمين الحلبي توبيخا وإنكارا في الدر المصون ٤ / ٦٨٣.

(٧) في ب : فالله.

(٨) ينظر : مجمع البيان ٤ / ٨٥.

(٩) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٦٢ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٤٦ ، وزاد المسير ٣ / ٤٦.

(١٠) في ب : والحياة.

(١١) في ب : كان. وينظر : تفسير غريب القرآن ١٥٥ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٦١ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٣٠.

(١٢) أي : إلى الهدى بيّنا ، ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٠٩ ، ومختصر في شواذ القراءات ٣٨ ، وتفسير القرطبي ٧ / ١٨.

(١٣) ليس في ب.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣١١.

٦١٤

(الصُّورِ) : القرن (١) ، وقيل (٢) : شيء كهيئة القرن والبوق ينفخ فيه إسرافيل لنداء الخلق ، وقيل : جمع (٣) صورة وهي الجسد ، والنّفخ نفخ الأرواح يوم البعث.

٧٤ ـ (آزَرَ) : لقب تارح (٤) ، وهو كالذّمّ والشّتم بلغتهم (٥) ، بدلا من قوله : (أبيه) (٦).

(الأصنام) : جمع صنم ، وهو التّمثال (٧) ، كانوا يصوّرون على صور ملوكهم وعلى صورة النّجوم السّيّارة بزعمهم (٨).

٧٥ ـ (وَكَذلِكَ نُرِي) : نذكر من (٩) قصّته ، أو كما أريناك ، أو على سبيل المجاز له ، أي : كما ذمّ الإشراك كذلك أريناه دلائل التّوحيد (١٠).

ولفظه للمستقبل ومعناه للماضي ، ويجوز (١١) مع عدم الإيهام.

و (الملكوت) : صيغة مبالغة من الملك (١٢). (١٠٥ ظ) وقيل (١٣) : المراد به نجوم السّماء والأرض والجبال والبحار ، قال الله تعالى : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف : ١٨٥]. عن السدّي ومجاهد أنّه فتحت له أبواب السّموات والأرض حتى نظر إلى العرش وإلى ما تحت الثّرى (١٤) ، قال السدّي (١٥) : رأى مكانه في الجنّة.

(وَلِيَكُونَ) : ليقف ، أو ليشاهد (١٦).

وجملة قصّة (١٧) إبراهيم ببابل أنّ نمرود بن كنعان بن حم ، وهو فريدون بلغة العجم ، لمّا

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٤٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٦٤ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٧.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٠٧ ، وزاد المسير ٣ / ٤٨.

(٣) ساقطة من ب. وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٤٠ ، ومجاز القرآن ١ / ١٩٦ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٧.

(٤) في ك : تارخ. وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٤٠ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٨ ، والروض الأنف ١ / ٣٥.

(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٤٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٦٥ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٠٨.

(٦) ينظر : معاني القرآن للأخفش ٢ / ٤٩٣ ، وإعراب القرآن ٢ / ٧٦ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٥٨.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣١٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٧٦ ، ومجمع البيان ٤ / ٨٩.

(٨) ينظر : التفسير الكبير ١٣ / ٣٥ ـ ٣٦.

(٩) ساقطة من ب.

(١٠) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١٧٠.

(١١) مكررة في ب. وينظر : زاد المسير ٣ / ٤٩ ، والمجيد ٩٨ (تحقيق : د. إبراهيم الدليمي).

(١٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٦٥ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٤٩ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٢٦.

(١٣) ينظر : تفسير القرآن ٢ / ٢١٢ ـ ٢١٣ ، وتفسير الطبري ٧ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، وزاد المسير ٣ / ٤٩.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣١٩ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٤٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٧٧.

(١٥) ساقطة من ب ، وبعدها في ع : وأي ، بدل (رأى). وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣١٩ ، وزاد المسير ٣ / ٤٩ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٢٤.

(١٦) ينظر : التفسير الكبير ١٣ / ٤٥.

(١٧) في ب : قضية.

٦١٥

استردّ الملك من الضّحّاك العاديّ واجتمع معه عشيرته كلّهم ، وهم بنو أرفخشد ، تكلف على النّجوم وأعجبه ذلك فاعتقده ، ثمّ سوّلت له نفسه دعوى الرّبوبيّة فادّعاها ، واصطنع لنفسه سبعة نفر من عشيرته سمّاهم الكوهيارين ، وفوّض إلى كلّ واحد منهم أمرا من أموره ، ورتّب المراتب فكان آزر بين الأصنام ، ثمّ إنّ أمر إبراهيم عليه‌السلام وفساد ملك نمرود بسببه [كان](١) شيئا موهوما مخوفا من جهة علم نبويّ كان قد بقي من نوح عليه‌السلام ، أو من جهة رؤيا رآها إبراهيم نمرودا له ، أو من جهة (٢) ما وضع الله ذلك على ألسنة الكهنة والعامّة على سبيل الإرجاف وفي تقادير المنجّمين ، فأمر نمرود بقتل الصّبيان ، وأمر بحبس النّساء عن أزواجهنّ ، وجعل نساء حضرته في حصن حصين ووكّل آزر عليهنّ ، وهو شيخ أمين عنده ، ولا مردّ لقضاء الله ، فكان من قضاء الله وقدره أن خرجت إليه امرأته (٣) ذات يوم من الحصن بطعام وقت الهاجرة ، فإذا نظر إليها آزر لم يملك نفسه أن واقعها فأعلقها ، ولمّا ظهر الحبل سقط في يده وخاف على نفسه ، ووعدته امرأته أن تخبره بوضع الحمل الثقيل إن كان غلاما ، فلمّا وضعت إبراهيم عليه‌السلام أشفقت عليه وأخفته في مفازة ، وقالت لآزر : إنّي ولدت ولدا ميّتا فدفنته ، فصدّقها ، وكانت تأتيه فتجده (٤) يمصّ إبهامه ، ولمّا بلغ سبع سنين أظهرته على آزر ، وقد (٥) ألقى الله عزوجل عليه محبة فلم يجد آزر من نفسه أن يسلمه للقتل. ثمّ ألهم (٦) الله عزوجل إبراهيم التّوحيد وذمّ الأصنام ، وكان (٧) يدعو أباه ، وهو يزجره ويهدّده بالملك وبالقتل ، ويظنّ أنّه يقول ذلك من غرّه (٨) وصباه حتى إذا كسر الأصنام وظهر أمره قال نمرود لآزر : ما الذي حملك على كفران نعمتي وكتمان أمر هذا الغلام؟ قال : أيّها الملك لا تعجل فإنّي إنّما فعلت ذلك نصيحة لك ونظرا لرعيّتك فإنّك تفني الرّعيّة خوفا من عدوّك ولا تعرفه ، وأنا ربّيت هذا الغلام وظهر (٩) أنّه عدوّك فاقتله ثمّ استرح وأرح النّاس ، ثمّ كان من أمر إبراهيم عليه‌السلام ما كان (١٠).

__________________

(١) يقتضيها السياق.

(٢) في ك : جملة. والعبارة قبلها مضطربة.

(٣) في ب : امرأة.

(٤) في الأصل : فيجده ، وهو تصحيف.

(٥) في ك : فقد.

(٦) في ب : ألهمه ، والهاء مقحمة.

(٧) النسخ الثلاث : فكان.

(٨) في ع : عزه ، وبعدها في ك وع : وصبا ، بدل (وصباه).

(٩) في ع : فظهر.

(١٠) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٠٨ ـ ١١٠ ، والقرطبي ٧ / ٢٤.

٦١٦

وأمّا هذه القصّة فقد اختلف فيها ، قيل : كانت في المفازة قبل (١) أن لقي أباه ، وهو إذ ذاك ابن سبع سنين (٢) ، وعن محمّد بن إسحق والكلبيّ أنّه كان ابن خمس عشرة سنة. وقيل : كانت (١٠٦ و) حين جادل نمرود.

وقد رأى زهرة أوّلا في آخر الشّهر فلمّا غاب طلع القمر ، ثمّ ضاء (٣) القمر بضوء الصّبح ، ثمّ طلعت الشّمس (٤).

٧٦ ـ (جَنَّ) : أي : أظلم (٥).

و (الكوكب) : النّور المجتمع في السّماء.

(هذا رَبِّي) : أي : أهذا ربّي؟ استفهام على وجه الإنكار ، كقول موسى عليه‌السلام : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ) [الشّعراء : ٢٢] ، أو تلك نعمة (٦)؟ وقيل : هذا ربّي بزعمهم ، قال الله تعالى : (أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [القصص : ٦٢](٧). وقيل : استدراج القوم ليطمئنّوا إليها بإظهار الموافقة فيرجعوا برجوعه ، ومثله يتصوّر في الشّرع كالتّقيّة (٨) ، وعن بعض الحواريّين نحو هذا (٩). وقيل : إنّه قول بظنّ ، والذي من مقدّمات اليقين ويترتّب اليقين عليه معفوّ عنه إذ هو من حيّز (١٠) الخواطر ، ولكنّ الظّنّ المذموم هو الظّنّ اللازم وبعد اليقين.

(ربّي) : خالقي وفاعلي ، وقيل : مدبري وسيّدي بإذن الخالق الفاعل القديم الأوّل (١١).

(أَفَلَ) :" غاب" (١٢).

وإنّما (قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) لأنّ الأفول يدلّ على اضطراب التّدبير ، أو يدلّ على الحدوث (١٣).

__________________

(١) في ك : قيل ، وهو تصحيف ، وبعدها في ع : ألقى ، بدل (لقي) ، و (كانت في المفازة قبل) ساقطة من ب.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٠٩.

(٣) النسخ الثلاث : ضاءت.

(٤) ساقطة من ع. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٨٢ ، والبحر المحيط ٤ / ١٧٣.

(٥) غريب القرآن وتفسيره ١٣٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٥٦ ، والتبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٨١.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٤٩ ـ ٥٠.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٦٦ ، وتفسير البغوي ٢ / ١١٠ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٤٩.

(٨) في ك : كالبقية ، وهو تصحيف.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٤١ ، وتفسير البغوي ٢ / ١١٠ ، وزاد المسير ٣ / ٥١.

(١٠) في الأصل وب : خير ، وفي ك : صغير. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٨٢ و ١٨٣.

(١١) ينظر : لسان العرب ١ / ٣٩٩ (ربب).

(١٢) غريب القرآن وتفسيره ١٣٨ ، والعمدة في غريب القرآن ١٢٨ ، والوجيز ١ / ٣٦٢.

(١٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٦٦ ، والكشاف ٢ / ٤٠ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٥٢ ـ ٥٦.

٦١٧

٧٧ ـ (الْقَمَرَ) : النّجم المختصّ بالإمحاق ، وهو أحد النّيّرين (١).

(بازِغاً) :" طالعا" (٢).

وقوله : (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي) يدلّ [على](٣) أنّه كان يعرف الله تعالى على قضيّة العقل حقّ معرفته ، ويعلم أنّ التّوفيق منه ، ولا حول ولا قوّة إلّا به ، وإن كانت الشّبه تخطر بباله فيتكلّم بها. ويدلّ أيضا أنّ غير المهديّ يكون ضالّا كافرا وإن لم تبلغه الدّعوة.

٧٨ ـ (هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ) : يدلّ على أنّه لا يعرف الشّمس وإلّا لقال : هذه ، ويدلّ على أنّ الكبرياء والعظمة من صفة الرّبوبيّة (٤) على الإجمال.

(يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) : يدلّ على أنّ الله تعالى تفضّل عليه وهداه وأزال عنه الشّبه جزاء لاجتهاده وإلّا لما كان للشّبه موضع.

٧٩ ـ (وَجَّهْتُ) : توجيه الوجه إلى الله هو الإقبال على مرضاته (٥).

(حَنِيفاً) : نصب على الحال.

٨٠ ـ (وَقَدْ هَدانِ) : الواو للحال (٦).

(وَلا أَخافُ) : كلام مستأنف جوابا لتخويف (٧) سبق منهم.

(شَيْئاً) : أي : خوفا يقضيه الله عليّ (٨).

(أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) : الذّكر الذي أذكّركم به من الآيات.

٨١ ـ (وَكَيْفَ أَخافُ) : استفهام دخل على شيئين بمعنى الإنكار (٩) : خوف إبراهيم وأمن المخاطبين.

(أَنَّكُمْ) : أي : بأنّكم (١٠) ، أو لأنّكم. لمّا وقع الإفحام بالسّؤال أتى إبراهيم بالجواب

__________________

(١) المراد بالنّيّرين : الشمس والقمر ، ينظر : مواهب الجليل ٢ / ٥٨٥ ، وكشاف القناع ٢ / ٦٨.

(٢) غريب القرآن وتفسيره ١٣٩ ، وتفسير غريب القرآن ١٥٦ ، والعمدة في غريب القرآن ١٢٨.

(٣) من ك.

(٤) (يعرف الشمس ... الربوبية) ساقطة من ب.

(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٦٨.

(٦) ينظر : المجيد ١٠٤ (تحقيق : د. إبراهيم الدليمي) ، والدر المصون ٥ / ١٩.

(٧) في ب : جواب التخويف ، بدل (جوابا لتخويف). وينظر : تفسير البغوي ٢ / ١١١ ، والدر المصون ٥ / ١٩.

(٨) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٨٨ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٥٨ ـ ٥٩.

(٩) ينظر : تفسير القرطبي ٧ / ٣٠ ، والمجيد ١٠٥ (تحقيق : د. إبراهيم الدليمي) ، والبحر المحيط ٤ / ١٧٥.

(١٠) في ب : أنكم ، والباء ساقطة.

٦١٨

لسؤاله على (١) طريق البيان.

٨٢ ـ خلط الإيمان بالظلم بالبدع والأهواء والفسق (٢).

٨٣ ـ (وَتِلْكَ) : إشارة إلى محاجّته عليه‌السلام (٣).

٨٤ ـ نصب (إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) ب (وهبنا) ، (وَنُوحاً) ب (هَدَيْنا) ، وكذا سائر الأسماء (٤).

(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) : ذرّيّة نوح (٥).

وإنّما ذكر نوحا وهؤلاء ليبيّن أنّه سنّته تعالى مع كلّ محسن أوذي في سبيله قديما وحديثا.

٨٥ ـ (وَإِلْياسَ) : رجل من سبط يوشع بن نون (٦) بعثه الله إلى بعلبك وملكهم أحاب (٧) وامرأته أزبيل (٨) ، كان الملك إذا تغيّب استخلفها على ملكه ، وكانت بنت ملك صيد (٩) ، وكانت قتّالة للأنبياء ، هي التي قتلت زكريا ويحيى وغيرهما ، وتزوّجها سبعة من ملوك بني إسرائيل ، فلم يؤمن الملك هذا بإلياس ولا امرأته ، فسأل الله تعالى (١٠٦ ظ) أن يؤخّر مذاقه الموت ويرفعه إليه ، فاستجاب دعوته وألبسه ريشا يطير مع الملائكة.

٨٦ ـ (وَإِسْماعِيلَ) : إسماعيل (١٠) بن إبراهيم ، وقيل (١١) : أشمويل بن هلقانا.

(وَالْيَسَعَ) : رجل صحب إلياس عليه‌السلام وكان تلميذه ، فلمّا رفع إلياس نبّأه الله تعالى بمثل روح إلياس (١٢).

و (لوط) هو ابن هارون بن تارح. وهارون أخو (١٣) إبراهيم. درح هارون وآمن لوط بعمّه إبراهيم وهاجر معه ، ثمّ بعثه الله تعالى إلى المؤتفكات ، ثمّ رجع إلى إبراهيم فكان معه إلى أن مضى لسبيله. وقيل : إنّ أبا لوط من مدينة سدوم ، صاهر تارح وتزوّج بابنته وهي أخت إبراهيم

__________________

(١) في ك : عن.

(٢) المراد بالظلم : الشّرك ، عند أكثر المفسّرين ، ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٣١ ، والبغوي ٢ / ١١٢ ، والقرطبي ٧ / ٣٠.

(٣) ينظر : الكشاف ٢ / ٤٣ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٣٠ ، والبحر المحيط ٤ / ١٧٦.

(٤) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٢٥٩ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٣٢٩.

(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٤٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٨٠ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٥٩.

(٦) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٨١ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٣٢.

(٧) النسخ الثلاث : أجاب.

(٨) في ك : أربيل.

(٩) ساقطة من ب ، ولعل الصواب : صيدا.

(١٠) ليس في ع وب. وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٤٠ ، والبغوي ٢ / ١١٣ ، ومجمع البيان ٤ / ١٠٤.

(١١) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١٧٨.

(١٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٨١ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٣٣.

(١٣) (نبأه الله ... أخو) ليس في ب. وينظر : مجمع البيان ٤ / ١٠٤.

٦١٩

فولدت لوطا (١) ، ثمّ إنّ لوطا (٢) آمن بخاله إبراهيم وهاجر معه من بابل ، ثمّ لحق (٣) بأهل بيته بمدينة سدوم ، وهي ما بين الأردن إلى تخوم أرض العرب ، ثمّ كان من أمره (٤) ما كان.

٨٧ ـ وهدينا جماعة من آبائهم (٥).

(وَاجْتَبَيْناهُمْ) : معطوف على (هَدَيْنا)(٦) [الأنعام : ٨٤].

٨٩ ـ (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) : الهاء عائدة إلى (٧)(الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) ، أو إلى (٨) القصّة.

و (هؤلاء) : إشارة إلى كفّار مكّة وأمثالهم (٩).

(وَكَّلْنا) : قيّضنا وألزمنا (١٠).

(قَوْماً) ، أي : المؤمنين إلى يوم القيامة (١١) ، وعن ابن عبّاس وقتادة والضّحّاك والسدّي أنّهم أهل المدينة (١٢) ، وعن قتادة أيضا أنّهم الأنبياء الذين سبق ذكرهم (١٣) ، وعن أبي رجاء (١٤) أنّهم الملائكة.

٩٠ ـ (الاقتداء) : الائتمام (١٥) والاستنان.

ولزمنا شرائع من قبلنا بهذه الآية (١٦) ، وقيل (١٧) : وجب الاقتداء في الأصول دون الفروع.

و (هُوَ) : ضمير يعود إلى القرآن (١٨).

__________________

(١) ينظر : مجمع البيان ٤ / ١٠٤.

(٢) (ثم إن لوطا) ليس في ب.

(٣) في ب : لحقه ، والهاء مقحمة.

(٤) في ك وب : أبوه.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٤٢ ، ومجمع البيان ٤ / ١٠٤.

(٦) جعله أبو حيان معطوفا على (فضّلنا) في البحر المحيط ٤ / ١٧٩ ، وتابعه السمين الحلبي في الدر المصون ٥ / ٣٠.

(٧) ساقطة من ب.

(٨) في ع : أول في ، بدل (أو إلى). وينظر في عود الهاء : الكشاف ٢ / ٤٣ ، ومجمع البيان ٤ / ١٠٦ ، والبحر المحيط ٤ / ١٧٩.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٤٢ ، وتفسير الطبري ٧ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٥٥.

(١٠) ينظر : مجمع البيان ٤ / ١٠٦.

(١١) ينظر : الكشاف ٢ / ٤٣ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٦٨ ، والبحر المحيط ٤ / ١٧٩.

(١٢) وهو قول الفراء في معاني القرآن ١ / ٣٤٢ ، وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤.

(١٣) ينظر : تفسير القرآن ٢ / ٢١٣ ، وتفسير الطبري ٧ / ٣٤٥ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٨٣.

(١٤) في ب : رحال. وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٤٤ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٤٥٦ ، وتفسير البغوي ٢ / ١١٤.

(١٥) في ب : الاهتمام.

(١٦) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٨٣.

(١٧) ينظر : الكشاف ٢ / ٤٣ ، والبحر المحيط ٤ / ١٧٩ ـ ١٨٠.

(١٨) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٨٤ ، والوجيز ١ / ٣٦٤ ، والتفسير الكبير ١٣ / ٧٢.

٦٢٠