درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٣٢
الجزء ١ الجزء ٢

١٦٦ ـ (لكِنِ) : يدلّ على مستدرك ، نحو قولهم : لن نشهد (١) لك بالنّبوّة (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) [الإسراء : ٩٣].

وشهادة الله هو هذا القرآن المعجز ، وما ذكر في التّوراة والإنجيل والزّبور من نعته ، وما ألهم أولياءه من التّصديق له (٢).

(أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) : أي : أنزله وهو عالم غير ساه ولا مخطئ.

وشهادة الملائكة إيمانهم به. وإنّما أخبر لتشريف النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

١٦٧ ـ (وَصَدُّوا) : «صرفوا النّاس» (٤).

١٦٨ ـ (وَظَلَمُوا) : ما ضمّوه إلى كفرهم من سائر الخصال المذمومة.

(لِيَغْفِرَ لَهُمْ) : كفرهم (٥).

(وَلا لِيَهْدِيَهُمْ) : التّوفيق ، لظلمهم في كفرهم (٦).

(طَرِيقاً) : سبيلا.

١٦٩ ـ (طَرِيقَ جَهَنَّمَ) : هو الكفر (٧).

(خالِدِينَ) : نصب على الحال للمهديّين إلى النّار (٨).

١٧٠ ـ (خَيْراً) : نصب على القطع عند الكوفيّين (٩) ، وعلى المحلّ عند البصريّين ؛ فكأنّك قلت : ائت خيرا (١٠).

١٧١ ـ (لا تَغْلُوا) : لا تجاوزوا الحدّ (١١). و (الغالي) : الفاحش.

وغلوّهم في دينهم : الإفراط (١٢) في أمر المسيح عليه‌السلام (١٣).

__________________

(١) في ع : يشهد. وينظر : التفسير الكبير ١١ / ١١١ ، والبحر المحيط ٣ / ٤١٥.

(٢) ساقطة من ب. وينظر : التفسير الكبير ١١ / ١١١.

(٣) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ١١٢.

(٤) تفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٧٠.

(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٧٠ ، وزاد المسير ٢ / ٢٢٤ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٢٠.

(٦) ساقطة من ع. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٧٠.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٤٣ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٧٠.

(٨) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٧٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤١١ ، والمجيد ٤٩٧ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٤٤.

(١٠) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٣٤ ـ ١٣٥ ، وإعراب القرآن ١ / ٥٠٨ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢١٣.

(١١) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٤ ، وتفسير الطبري ٦ / ٤٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٣٥.

(١٢) في ب : إفراط.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٤٦ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٤٧ ، وزاد المسير ٢ / ٢٢٥.

٥٤١

(وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) : أب وأمّ وابن ، أو روح ونفس وعلم.

(إِنَّمَا اللهُ) : إنّما هو خالق الأشياء كلّها.

(سُبْحانَهُ) : تنزيها عن السّوء (١).

١٧٢ ـ (لَنْ يَسْتَنْكِفَ) : لن يأنف أولاء (٢) ، ردّ على المخاطبين الذين يدعون لعيسى لنظم الكلام ، ثمّ ردّ على من يشاكلهم كمن قال للأمير : لا تقاومني (٩١ و) أنت ولا وزيرك ولا أتباعك.

١٧٤ ـ المراد بالبرهان القرآن (٣) ، وكذلك بالنّور المبين (٤).

١٧٥ ـ (وَاعْتَصَمُوا) : بالله ، أو بالقرآن (٥).

(فِي رَحْمَةٍ) : نعمة ، وهي الجنّة (٦).

(وَفَضْلٍ) : نعمة زائدة على الموعود (٧).

١٧٦ ـ (يَسْتَفْتُونَكَ) : نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، سأل ما يرث من أخته وما ترث منه أخته (٨).

(إِنِ امْرُؤٌ) : مرتفع بإسناد الفعل إليه (٩).

(هَلَكَ) : في محلّ الجزم (١٠).

(أَنْ تَضِلُّوا) : «لئلّا تضلّوا» (١١) ، حذف للاكتفاء ، وعند البصريّين (١٢) : «كراهة أن تضلّوا». والله أعلم.

__________________

(١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٧٣ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٠٣.

(٢) ينظر : العمدة في غريب القرآن ١١٥ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٢٦.

(٣) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٠٣ ، والكشاف ١ / ٥٩٨ ، وزاد المسير ٢ / ٢٢٧.

(٤) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٥٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٣٦ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٢٤٢.

(٥) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ٢٧ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٢١.

(٦) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٧٥ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٠٣ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٢٠.

(٧) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ١٢٠.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٥٥ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٧٧ ، والكشاف ١ / ٥٩٨.

(٩) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٣٦.

(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٩٦.

(١١) معاني القرآن للفراء ١ / ٢٩٧ ، وتفسير غريب القرآن ١٣٧ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤.

(١٢) بعدها في ع : بين ، وهي مقحمة. وقول البصريين في معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٣٧ ، وإعراب القرآن ١ / ٥١١ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٢١.

٥٤٢

سورة المائدة

مدنيّة إلّا قوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة : ٣] فإنّها نزلت بعرفات ، وحكمها مدنيّة (١). وهي مئة واثنتان وعشرون آية حجازي شامي (٢).

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) : المواثيق الشّرعيّة التي يكون عقدها طاعة ، عن ابن عبّاس (٣) ، والحال تدلّ عليه. وإنّما ابتدأ بهذا الأمر لما أعقبه من الأوامر والنّواهي ، وهي عقود وعهود كلّها.

(أُحِلَّتْ لَكُمْ) : اتّصالها بما قبلها من حيث التّمسّك بعقد الإحرام في اجتناب الصّيد.

(بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) : الإبل والبقر والغنم (٤).

(البهيمة) : كلّ دابّة أبهمت عن العقل والتّمييز واستبهمت عن الكلام (٥) ، وجمعه بهائم.

و (الأنعام) : جمع النّعم ، وهو (٦) جمع لا واحد له من لفظه. ويقع ههنا على البقر الوحشيّة والظّباء والوعول لقوله : (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ)(٧).

(إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) : استثناء من بهيمة الأنعام (٨). والمراد به الميتة ونحوها (٩).

(غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ)(١٠) : استثناء من حال المخاطبين ، تقديره : غير محلّين للصّيد (١١).

والواو في (وَأَنْتُمْ) للحال أيضا (١٢).

و (الصّيد) (١٣) : اسم لما يصطاد ، والمراد ههنا نعم الصّيد ، أو كلّ ما يحلّ من الصّيد في غير

__________________

(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤١٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ٥ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٠.

(٢) ساقطة من ب. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤١٣ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٥٧.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٦٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤١٤ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٣٢.

(٤) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٣٨ ، وتفسير الطبري ٦ / ٦٧ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٢٤٨.

(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤١ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤١٥.

(٦) في ك وع : وهي. وينظر : لسان العرب ١٢ / ٥٨٥ (نعم).

(٧) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٩٨ ، وتفسير الطبري ٦ / ٦٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤٠.

(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤١ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢١٧ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٨٢.

(٩) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٨١ ، وتفسير الطبري ٦ / ٦٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤١.

(١٠) (إلا ما يتلى ... الصيد) ليس في ع.

(١١) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٨٢ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤١٥ ، والمجيد ٥٠٨ ـ ٥٠٩ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(١٢) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٢١٧ ، والكشاف ١ / ٦٠١ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٥٩.

(١٣) في ك : والواو ، وهو سهو.

٥٤٣

حالة الإحرام وإلّا لما كان لتقييد الوصف بالإحرام فائدة (١).

(حُرُمٌ) : جمع حرام (٢) ، قال الله تعالى : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ) [البقرة : ١٩٤] ، وقال : (أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [التّوبة : ٣٦].

(ما يُرِيدُ) : تكون الإرادة بمعنى المشيئة فيدلّ على أنّه ليس تحت حكم ولكنّه منصرف على قضيّة مشيئته (٣) ، أو بمعنى المحبّة فيدلّ على أنّ الأحكام الشّرعيّة كلّها محبوبة مرضيّة محمودة.

٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : نزلت في شريح بن ضبيعة بن شرحبيل ، أتى المدينة وقال لرسول الله : إلى ما تدعو إليه؟ قال : إلى (٤) شهادة أن لا إله إلّا الله وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة ، قال : إنّ ما تدعو إليه حسن ولكنّ لي أمراء لا أقطع الأمر دونهم ، فقال : لقد دخل هذا بوجه كافر وخرج بعقبى (٥) غادر وما هو بمسلم ، فمرّ (٦) على سرح المدينة فاستاقها ، فلمّا كان العام المقبل خرج هذا الرّجل حاجّا في حجّاج بكر بن وائل ، فاستأذن المسلمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في التّعرّض لهم فأنزل ، وعن السدّي وابن جريج أنّ اسم الرّجل حطم (٧).

(شَعائِرَ اللهِ) : غير المعطوف عليه كالمواقيت الذي لا يجوز مجاوزتها بغير إحرام ، وكالحرم لا يجوز القتال فيه (٨).

(الشَّهْرَ الْحَرامَ) : رجب ، وعن عكرمة ذو القعدة (٩). (٩١ ظ)

(وَلَا الْقَلائِدَ)(١٠) : قال ابن عبّاس : حرّم الله الهدايا (١١) المقلّدة وغير المقلّدة (١٢). وقيل : كان المشركون يقلّدون الإبل بلحاء الشّجر تشبيها بالهدايا لئلّا يتعرّض لها ، فأمر الله باجتنابها كالهدايا (١٣). وقيل : نهى الله عن إمساك القلائد بعد نحر البدن فإنّ سبيلها الصّدقة وهي من

__________________

(١) ينظر : إرشاد العقل السليم ٣ / ٢ ـ ٣.

(٢) في ع : إحرام. وينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٥ ، وتفسير غريب القرآن ١٣٨ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٢٤٩.

(٣) في ع : مشبه ، وفي ب : مشيه. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ١٢.

(٤) ليس في ك.

(٥) في ع وب : بعقبي.

(٦) النسخ الثلاث : يمر.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٧٨ ـ ٧٩ ، وأسباب نزول الآيات ١٢٥ ـ ١٢٦ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣١ ـ ٢٣٢.

(٨) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤١٨ ـ ٤١٩ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٢.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٧٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤١٩ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٣.

(١٠) في ك : والقلائد.

(١١) ساقطة من ك.

(١٢) (وغير المقلدة) ساقطة من ب. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ٧٥ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٣٥.

(١٣) ينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، وتفسير غريب القرآن ١٣٩ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٣.

٥٤٤

صوف (١). قالت عائشة : كنت أفتل (٢) قلائد بدن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في بيته يصنع ما يصنع الحلال.

(يَبْتَغُونَ) : حال الآمّين البيت الحرام (٣).

وإنّما نصب (الْبَيْتَ) لوقوع الفعل عليه (٤).

(فَضْلاً) : رزقا ونعمة (٥).

(وَرِضْواناً) : على سبيل الظّنّ ، كقولهم (٦) : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) [الزّمر : ٣].

(وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) : إباحة (٧).

(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) : لا يحملنّكم ولا يستعملنكم (٨).

و (الاعتداء) : أخذ البريء بالجاني ؛ لأنّ الصّدّ كان من جهة قريش ، وهم كانوا يستحلّون حجّاج بكر بن وائل ، وقد قال : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) [الأنعام : ١٦٤].

(تَعْتَدُوا) : في محلّ النّصب ب (أن) ، يدلّ عليه سقوط النّون.

(وَتَعاوَنُوا) : في محلّ الجزم على سبيل الأمر بدليل سقوط النّون (٩).

٣ ـ (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ) : الآية ، لا بدّ من كون هذه المحرّمات محرّمة قبل نزول الآية ، فإنّها نزلت بعرفات عام حجّة الوداع ، وفائدة ذكرها التّأكيد إذ (وَاخْشَوْنِ) رأس آية تامّة حتى يكون النّازل يوم عرفة قوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ [دِينَكُمْ] (١٠)).

روي أنّ يهوديّا قال للفاروق : لو نزل علينا مثل هذه الآية يوما لاتّخذناه عيدا ، فقال : إنّها نزلت يوم الجمعة وهو عيدنا ويوم عرفة وهو عيدنا (١١).

__________________

(١) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ٤١.

(٢) في الأصل وك وع : أقبل ، وهو تحريف. وينظر : صحيح البخاري ٢ / ٦٠٨ ، وشرح معاني الآثار ٢ / ٢٦٥ ، والتمهيد ١٧ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.

(٣) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٨٣ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤١٦.

(٤) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٨٣.

(٥) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٧.

(٦) في ك : كقوله. وينظر : تفسير البغوي ٢ / ٧ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٣٠.

(٧) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٣٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤٣ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٢٥٢.

(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٩٩ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٢٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤٣.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٠٠.

(١٠) من ع.

(١١) في ب : عندنا ، وهو تصحيف. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٠٩ ـ ١١١ ، والبغوي ٢ / ١٠.

٥٤٥

واستخرج بعض المنجّمين أنّه يوم دخول الشّمس في برج الحمل ، قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق [الله](١) السّموات والأرض) ، فكأنّ هذا المستخرج يقول : قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذا حجّة على جميع الفلاسفة حيث إنّه علم ولم يكن منجّما ولا صاحب منجّم.

ثمّ بيّن الله للمؤمنين محافظة حساب القمر دون الشّمس ؛ لأنّه أحوط لأوقات العبادة.

وروي أنّ اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية كان قد اتفق عيد (٢) اليهود والنّصارى والمجوس.

(وَالْمُنْخَنِقَةُ) : التي ماتت بالمنع عن التّنفّس (٣).

(وَالْمَوْقُوذَةُ) : التي وقذت بالعصا وضربت حتى ماتت (٤).

(وَالْمُتَرَدِّيَةُ)(٥) : التي مات بالتّردّي من أعلى إلى أسفل.

(وَالنَّطِيحَةُ) : التي نطحتها صاحبتها فقتلتها (٦).

وذكر الأربع ليبيّن أنّ سبب الموت إذا كان ظاهرا لم يقم مقام الذّكاة (٧) بخلاف السّمك.

(وَما أَكَلَ) : افترس (٨)(السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) : ذبحتم (٩) ، و (التّذكية) : التّطهير (١٠) ، وفي الحديث : (ذكاة الأرض يبسها) (١١).

الاستثناء راجع إلى ما أكل السّبع (١٢) ، وقيل (١٣) : إلى المنخنقة فما بعدها.

وشرط الاستدراك أن تكون (١٤) حياتها واضطرابها أكثر من حياة المذبوح (١٥).

__________________

(١) من مصادر التخريج ، وينظر : صحيح البخاري ٥ / ١٢٦ و ٢٠٤ ، و ٦ / ٢٣٥ و ٨ / ١٨٥ ، وصحيح مسلم ٥ / ١٠٧ ، والآحاد والمثاني ٣ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

(٢) في ع : عند ، وهو تصحيف.

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ١٨ ، وتفسير البغوي ٢ / ٨ ـ ٩.

(٤) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٩٢ ـ ٩٣ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٨ ـ ١٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩.

(٥) في الأصل وع : والمتردي ، وهو خطأ ، وبعدها في ب : (التي ماتت بالمنع ... والمتردية) مكررة. وينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٦ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٩.

(٦) في الأصل وع : فتقتلها ، وفي ك : فنقلتها. وينظر : تفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩.

(٧) في ب : الزكاة.

(٨) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٦ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٩.

(٩) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٧ ، والعمدة في غريب القرآن ١١٩.

(١٠) ينظر : لسان العرب ١٤ / ٢٨٨ (ذكا).

(١١) الدراية ١ / ٩٢ ، وكشف الخفاء ١ / ٥٠٢.

(١٢) ينظر : زاد المسير ٢ / ٢٣٦ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٣٤ ، والمجيد ٥١٩ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(١٣) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٨٣ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٦.

(١٤) في الأصل : يكون.

(١٥) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٩٦ ـ ٩٧ ، والبغوي ٢ / ٩ ، والقرطبي ٦ / ٥٠ ـ ٥١.

٥٤٦

و (النُّصُبِ) : ما نصب من الأوثان إلّا أنّه لا صورة له ، والصّنم مصوّر (١).

(وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ) : وذلك ما يتقامرون به ، كانوا يجتمعون عشرة (٩٢ و) ويشترون جزورا ويضربون بالأزلام وهي القداح ، واحدها زلم وزلم ، يطلبون القسمة فمنهم من ذهب باللّحم ومنهم من غرم الثّمن لما وضعوا من الرّسم ، وربّما كانوا يفعلون على وجه البرّ والصّلة بزعمهم ويصرفون ذلك إلى الفقراء مراءاة ومباهاة (٢) ، فحرّم الله ذلك على المسلمين.

(ذلِكُمْ) : إشارة إلى الاستقسام بالأزلام (٣).

(الْيَوْمَ) : اللام للمعهود ، وهو يوم عرفة (٤) ، وقيل (٥) : المراد به الآن.

(يَئِسَ) : قنط ، كانوا من قبل (٦) يطمعون في رجوع المؤمنين لما يشاهدون من النّسخ والتّبديل ، فلمّا قرن الله الشّرائع كلّها ونفى المشركين عن الحرم وأبطل النّسيء قنطوا ويئسوا.

و (الكامل) لا يحتمل الزّيادة بخلاف التّامّ (٧).

(وَرَضِيتُ)(٨) : الواو ليس للعطف على العامل في (الْيَوْمَ)؛ لأنّ الرّضا لم يختصّ بذلك اليوم.

(مَخْمَصَةٍ) : مجاعة (٩) ، والأخمص : الضّامر (١٠).

(مُتَجانِفٍ) : متمايل إلى الإثم (١١) ، كقوله : (غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) [البقرة : ١٧٣].

(فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : تقديره : فأكل غفر له (١٢). أو يدلّ على الرّخصة في بيان

__________________

(١) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٠٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٣٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩.

(٢) النسخ الثلاث : ومباه. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٠ ـ ٢١.

(٣) ينظر : الكشاف ١ / ٦٠٤ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٧٣ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٨.

(٤) ينظر : الكشاف ١ / ٦٠٥ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٨ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٤٠.

(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، والكشاف ١ / ٦٠٤ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٨.

(٦) في ب : قبله.

(٧) النسخ الأربع : التمام ، والسياق يقتضي ما أثبت.

(٨) في ب : ونصبت ، وهو خطأ.

(٩) ينظر : اللغات في القرآن ٢٣ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٢٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٤١.

(١٠) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٦٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٧ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٢٧.

(١١) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٤١ ، والعمدة في غريب القرآن ١٢٠ ، والكشاف ١ / ٦٠٥.

(١٢) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١١٦ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٣٧ ، وتفسير البغوي ٢ / ١١.

٥٤٧

المحرّمات عند الضّرورة (١) ، ولذلك قام مقام الجزاء.

٤ ـ (يَسْئَلُونَكَ) : نزلت في زيد الخيل الذي سمّاه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد الخير ، وفي عديّ بن حاتم الطّائيّ ، سألا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حكم الصّيد وما يحلّ منه (٢).

(الطَّيِّباتُ) : المذكّيات ، أو غير الخبائث من السّبع والحشرات (٣).

(وَما عَلَّمْتُمْ) : من الشرط ، والجواب (فَكُلُوا)(٤).

(الْجَوارِحِ) : الكواسب من الفهود والكلاب (٥).

و (التّكليب) : تعليم هذه الجوارح وإشلاؤها (٦). ونصب (مُكَلِّبِينَ) حال (٧).

(تُعَلِّمُونَهُنَّ) : حال أيضا لمضارعته الاسم (٨).

(أَمْسَكْنَ) : حبسن الصّيد على الصّائد (٩) ، ولا يأكلن منه بالتّعليم لا بالاتّفاق إلّا (١٠) الدّم المسفوح.

(وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) : على الصّيد حالة إرسال الجوارح (١١).

(وَاتَّقُوا اللهَ) : في ما أحلّ وحرّم (١٢).

ذكر سرعة الحساب لتأكيد الزّجر ، والتّحذير في معنى الجزاء (١٣). ومن نوقش في الحساب عذّب (١٤).

٥ ـ (وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) : «ذبائحهم» (١٥). واذكروا عليه اسم الله وحده (١٦).

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٦٣.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١١ ، وزاد المسير ٢ / ٢٤١ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٦٥.

(٣) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٢ ، والقرطبي ٦ / ٦٥.

(٤) ينظر : الكشاف ١ / ٦٠٦ ، والفريد ٢ / ١٤ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٤٥.

(٥) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٨٤ ، وتفسير الطبري ٦ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، والبغوي ٢ / ١٢.

(٦) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٢ ، وزاد المسير ٢ / ٢٤١ ـ ٢٤٢. والإشلاء : الدّعاء ، وأشليت الكلب على الصّيد : أغريته ، أو دعوته فأرسلته على الصّيد ، ينظر : لسان العرب ١٤ / ٤٤٣ (شلا).

(٧) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٠٢ ، وإعراب القرآن ٢ / ٨ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢١٩.

(٨) ينظر : الكشاف ١ / ٦٠٦ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٧٦ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٢٠.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٣٢.

(١٠) في ب : لا.

(١١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٣٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٤٢ ، وتفسير القرطبي ٦ / ٧٤.

(١٢) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٣٥ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٤٥.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٣٥ ، والقرطبي ٦ / ٧٥.

(١٤) ينظر : صحيح البخاري ٥ / ١٣٩٤ ، ومسلم ٤ / ٢٢٠٤ ، وشرح سن ابن ماجه ١٧٦.

(١٥) تفسير مجاهد ١ / ١٨٦ ، وتفسير القرآن ١ / ١٨٦ ، والكشاف ١ / ٦٠٧.

(١٦) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٤٦ ـ ٤٤٧.

٥٤٨

وفائدة تحليل طعامنا لهم رفع الجناح عنّا في إطعامهم (١).

(وَالْمُحْصَناتُ) : العفائف غير الزّانيات (٢).

(أُجُورَهُنَّ) : مهورهنّ (٣).

(وَمَنْ يَكْفُرْ) : يجحد الإسلام وشرائعه (٤).

وحبوط عمله (٥) إنكاره الثّواب ورضاه بأن يجازى على الإسلام.

٦ ـ إنّما قال : (إِذا قُمْتُمْ) ليعلم أنّ الصّلاة هي المفتقرة إلى الوضوء دون القصد إليها ، وليعلم أنّه شرط في صحّة عبادة (٦) وليست بعبادة في نفسها.

إذا قمتم عن النّوم عن ابن عبّاس وابن زيد (٧) ، دلّت الحال على أنّهم كانوا محدثين. وممّن خصّ المحدثين بالخطاب ابن عبّاس وسعد بن أبي وقّاص وأبو موسى الأشعريّ وجابر بن عبد الله وابن عمر (٨). وصلّى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصّلوات كلّها يوم فتح مكّة بوضوء واحد ، فقال عمر : فعلت شيئا (٩) يا رسول الله عمدا ، فقال : لتبيين الشّرع (١٠). ويجوز ترك الفضيلة لبيان الشّرع كتأخير المغرب عند تعليم المواقيت.

و (الغسل) : إمرار الماء على أعضاء (١١) الوضوء ، فلو لا قوله : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً) لسقط الوجوب بالغسل (٩٢ ظ) بكلّ مائع.

و (إِلَى)(١٢) بمعنى (مع).

و (المرفق) (١٣) : اسم لجميع (١٤) الذّراع والعضد.

__________________

(١) ينظر : الكشاف ١ / ٦٠٨ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٤٧.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٤٢ ـ ١٤٤ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٣١ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٤.

(٣) تفسير الطبري ٦ / ١٤٠ و ١٤٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٣١ ، والوجيز ١ / ٣٠٩.

(٤) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ١٤ ، والكشاف ١ / ٦٠٨ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٤٨.

(٥) في ع : أعماله. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٤٧ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٣٢.

(٦) في ع وب : عبادته.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٥١ ـ ١٥٢ ، وإعراب القرآن ٢ / ٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٥.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٤٩ ـ ١٥١ ، وزاد المسير ٢ / ٢٤٦.

(٩) جاءت في ب بعد قوله : يا رسول الله.

(١٠) ينظر : مسند أحمد ٥ / ٣٥٨ ، والمنتقى من السنن المسندة ١٣ ، وصحيح ابن خزيمة ١ / ١٠.

(١١) في ك : الأعضاء. وينظر : التفسير الكبير ١١ / ١٥٦ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٤٣.

(١٢) في قوله : (إِلَى الْمَرافِقِ) ، وقوله : (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ). وينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٣٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٥.

(١٣) في ع : والمرافق.

(١٤) كذا في نسخ التحقيق ، ولعل الصواب : لمجتمع. وينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٤٣ ، والدر المصون ٤ / ٢٠٩.

٥٤٩

و (المسح) : إمساس الماء (١).

والباء (٢) للتّبعيض ، كقولك (٣) : أخذت بزمام النّاقة ، وقيل : للاستيعاب كقوله : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحجّ : ٢٩] ، وقد روي أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح على ناصيته (٤).

و (الأرجل) : الأقدام ، واحدها رجل (٥).

(فَاطَّهَّرُوا) : فاغتسلوا (٦).

(وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) : لابتداء الغاية ، وهو أن يرفع (٧) يديه للمسح من الصّعيد ، ويحتمل التّبعيض (٨).

٧ ـ (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) : إن أجريت الخطاب على العموم فالميثاق المذكور ما التزمناه عند الدّخول في الإسلام ، أو حين عقلنا الإسلام ، أو ما أخذ الله بقوله علينا قوله (٩) : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) قلنا : (بَلى) [الأعراف : ١٧٢](١٠). وقيل : الخطاب للمؤمنين من اليهود ، والميثاق ما أخذ الله عليهم في التّوراة (١١). وقيل : الخطاب لأصحاب الشّجرة أو لأصحاب العقبة ، والميثاق هي البيعة المأخوذة منهم (١٢).

(بِذاتِ الصُّدُورِ) : الضّمائر (١٣). سمّى العرض ههنا ذا جوهر ، والجوهر في سائر الموارد ذا عرض ، فقال سبحانه وتعالى : (حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ) [النّمل : ٦٠] ، و (ذاتِ قَرارٍ) [المؤمنون : ٥٠] ، و (ذاتِ الشَّوْكَةِ) [الأنفال : ٧] لاتّساع لفظ (ذا) وإطلاقه على جميع ما ينطلق عليه اسم الشّيء ، وهو إذا أضيف إلى شيء أعربه وخرج عن كونه مشارا إليه ، وهو عند الإضافة هو المضاف إليه في الحقيقة دون ما أضيف إليه.

__________________

(١) ينظر : التعريفات ٢٧٢ ، والتوقيف ٦٥٥.

(٢) في قوله : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ). وينظر في توجيه الباء : البحر المحيط ٣ / ٤٥١.

(٣) في ك : كقوله.

(٤) ينظر : سنن الترمذي ١ / ١٧١ ، وصحيح ابن حبان ٤ / ١٧٢ ، والمعجم الكبير ٢٠ / ٤٢٨.

(٥) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٤٣.

(٦) ينظر : الوجيز ١ / ٣١٠ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٧ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٦٥.

(٧) في ع : يدفع ، وبعدها : الصيد ، بدل (الصعيد).

(٨) ينظر : الدر المصون ٤ / ٢١٦.

(٩) ساقطة من ك.

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٩١ ـ ١٩٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٣٥ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٧٩.

(١١) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ١٧٩ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٠٨.

(١٢) ينظر : الكشاف ١ / ٦١٢ ، وزاد المسير ٢ / ٢٤٨ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٠٨ ـ ١٠٩.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٩٣ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٩٠.

٥٥٠

٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : نزلت في النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذهب إلى اليهود يستقرضهم شيئا في تحمّل الدّية ، فهمّوا بقتله فأنزل الله (١). وقيل (٢) : هي في صدّ قريش.

والعدل مع الكفّار أن لا يجازوا (٣) بالمثلة وقتل النّساء والصّبيان والمقابلة بالبهتان (٤).

(هُوَ) : عائد إلى القتل (٥). والتّفضيل وقع على غير العدل مما ذكرنا.

٩ ـ (وَعَدَ اللهُ) : المغفرة والأجر العظيم (٦). وإنّما ارتفع (٧) على الابتداء ، أو على أنّه خبر اللام ، ولم ينتصب ؛ لأنّه جاء محكيّا إذ الوعد كالقول.

١٠ ـ (وَالَّذِينَ) : الواو للاستئناف.

(أُولئِكَ) : مبتدأ آخر مع خبره خبر للمبتدأ الأوّل (٨).

١١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : عن جابر أنّ العرب همّوا اغتيال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبعثوا إليه أعرابيّا ، ورسول الله نازل تحت شجرة علّق منها سلاحه ، وقد تفرّق عنه أصحابه مستظلّين تحت العضاة ، ففجأه الأعرابيّ شاهرا سيفه وقال : من يمنعك منّي؟ قال : الله ، وكرّر الأعرابيّ (٩) كلامه ثلاثا وكرّر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جوابه ثلاثا (١٠) ، فصرف الله المخذول عنه فرجع خائبا ، فأنزل (١١).

وعن ابن عبّاس أنّ اليهود صنعوا (١٢) طعاما ودعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يريدون به القتل (١٣) ، فأعلمه الله وصرف كيدهم ، ثمّ ذكر منّته على المؤمنين بذلك (١٤).

__________________

(١) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٩٤ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦١ ، وزاد المسير ٢ / ٢٤٩.

(٢) ينظر : زاد المسير ٢ / ٢٤٩ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٨٠.

(٣) النسخ الثلاث : يجاوزوا ، والواو مقحمة ، وبعدها في ك وع : وقيل ، بدل (وقتل) ، وهو تصحيف.

(٤) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ١٨٠ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٠٩ ـ ١١٠.

(٥) كذا في نسخ التحقيق ، والصواب : العدل. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٩٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦١ ، والوجيز ١ / ٣١١.

(٦) ينظر : زاد المسير ٢ / ٢٤٩.

(٧) يعني قوله : (مَغْفِرَةٌ). وينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٩٦ ، والمجيد ٥٣٠ ـ ٥٣١ (تحقيق : د. عطية أحمد) ، والدر المصون ٤ / ٢١٨ ـ ٢١٩.

(٨) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٢ ، والدر المصون ٤ / ٢١٩.

(٩) (شاهرا سيفه ... الأعرابي) ليس في ب.

(١٠) ساقطة من ع.

(١١) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٨٥ ، والكشاف ١ / ٦١٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٨٣.

(١٢) في ك : وضعوا.

(١٣) في ك وب : الفتك.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٠٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٤ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥٠.

٥٥١

وعن مجاهد والسدّي وأبي مالك وعكرمة أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان صالح اليهود من قريظة والنّضير على أن يقرضوه إذا استقرضهم فيما يحتاج إليهم من الدّيات ، ثمّ إنّ عمرو بن أميّة الضمري قتل قتيلين من الأسلميّين خطأ ، فذهب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم معه أبو بكر وعمر وعليّ إلى بني قريظة يستقرضهم شيئا في دية القتيلين فقالوا : مرحبا بأبي القاسم ، ثمّ قالوا : إخواننا بنو النّضير لا نقضي دونهم شيئا ، ترجع اليوم وتأتينا يوم كذا ، ثمّ تآمروا فيما بينهم وأجمعوا على الفتك (٩٣ و) به يوم الميعاد ، فلمّا أتاهم يوم الميعاد (١) أجلسوه مع أصحابه في صفة ، وخرجوا يرفعون الأسلحة وينتظرون كعب بن الأشرف وكان غائبا ، فلمّا كاد يتمّ كيدهم أطلع الله نبيّه على ذلك ، فخرج ولم يعلم أحد من (٢) أصحابه لئلّا يقابلوهم بالشّرّ ، ثمّ خرج (٣) واحد بعد واحد في أثره ، فأنزل الله الآية (٤).

وسبب اختلاف الرّواة في مثل هذه الآية غيبتهم عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقت النّزول ، ومشاهدتهم إيّاه يتلوها في حادثة مثل ما نزلت فيه وكانوا يظنّون أنّها نزلت في ابتداء.

(هَمَّ) : أراد وقصد (٥).

(أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) : أن يصيبوكم بمكروه ويبسطوا عليكم ، يقال : بسط يده سطوة (٦) ، ومنه قوله : (وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) [الأنعام : ٩٣] ، وقال هابيل لأخيه : (لَئِنْ بَسَطْتَ (٧) إِلَيَّ يَدَكَ) [المائدة : ٢٨].

١٢ ـ (النّقيب) : فوق العريف ، سمّي نقيبا لكونه بالمرصاد من قومه لا ينفذ لهم أمر دونه (٨) ، والنّقب : الطّريق (٩).

والنّقباء اثنا عشر الذين اختارهم موسى عليه‌السلام وبعثهم عيونا إلى العمالقة ، فنصح لله اثنان وخان [منهم](١٠) عشرة. وقيل (١١) : هم كفلاء الأسباط وضمناؤها ، كان لكلّ سبط كفيل

__________________

(١) (فلما أتاهم يوم الميعاد) ساقطة من ب ، وبعدها في ك وب : وأجلسوه ، بدل (أجلسوه).

(٢) ساقطة من ب.

(٣) في ك : فخرج ، بدل (ثم خرج).

(٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٣٧ ـ ٣٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٩.

(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٥.

(٦) ينظر : الكشاف ١ / ٦١٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٨٣.

(٧) في ب : بسط ، وهو خطأ.

(٨) في ب : ليردونه ، بدل (أمر دونه) ، وبعدها : والنقيب ، بدل (والنقيب) ، والياء مقحمة.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٠٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٥٧ ـ ١٥٩ ، ولسان العرب ١ / ٧٦٧ و ٧٦٩ (نقب).

(١٠) من ب. وينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٨٨ ـ ١٩٠ ، والطبري ٦ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٦.

(١١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٦ ، والوجيز ١ / ٣١١ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥١.

٥٥٢

وضمين. وقيل (١) : هم ملوك بني إسرائيل ، منهم من أوفى بالعهد ومنهم من نقض العهد.

(إِنِّي مَعَكُمْ) : بالموالاة قبل التّحريف والتّبديل ، والخطاب لبني إسرائيل (٢).

و (تعزير الرّسل) : موافقتهم ومظاهرتهم (٣) ، وقيل (٤) : تعظيمهم وتوقيرهم.

(لَأُكَفِّرَنَ)(٥) : جواب لقوله : (لَئِنْ).

١٣ ـ (وَنَسُوا) : تركوا (٦) ، وقيل : تغافلوا حتى خفي عليهم وذهب عنهم عمله.

(تَطَّلِعُ) : افتعال من الطّلوع ، وهو الوقوف على الشّيء (٧).

و (الخائنة) : الخائن ، دخلت الهاء للمبالغة (٨) ، وقيل (٩) : صفة للطّائفة ، وقيل (١٠) : مصدر كالعاقبة والكاذبة. وخيانتهم : مكرهم.

(إِلَّا قَلِيلاً) : عبد الله بن سلام وأصحابه (١١).

(فَاعْفُ) : اترك محاربتهم ما لم يظهروا عدوانهم (١٢). وقيل (١٣) : الآية منسوخة بقوله : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) ، الآية [الأنفال : ٥٨].

١٤ ـ (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) : دليل أنّهم التقبوا بهذا اللّقب مبتدعين من عند أنفسهم (١٤).

(فَأَغْرَيْنا) : هيجنا وسلّطنا (١٥).

__________________

(١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٤١ ، والكشاف ١ / ٦١٥.

(٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٤١ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٠.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٠٧ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٥٩ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٤١.

(٤) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٥٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢١.

(٥) في ك : لئن كفرن ، وفي ع : لأن كفرن ، وكلاهما خطأ. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٠٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٧ ، والمجيد ٥٣١ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٦) تفسير غريب القرآن ١٤٢ ، وتفسير الطبري ٦ / ٢١٢ ، والبغوي ٢ / ٢١.

(٧) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٥٨.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢١٤ ، والبغوي ٢ / ٢١ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٨٧.

(٩) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٨٢ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٢٧ ، والفريد ٢ / ٢٣ ـ ٢٤.

(١٠) ينظر : مجاز القرآن ١ / ١٥٩ ، وتفسير الطبري ٦ / ٢١٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٦٠.

(١١) ينظر : زاد المسير ٢ / ٢٥٣ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٨٧ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٢.

(١٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٤٣ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٢.

(١٣) ينظر : إعراب القرآن ٢ / ١١ ، ونواسخ القرآن ١٤٥ ـ ١٤٦ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٢.

(١٤) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٧١ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٢ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥٣.

(١٥) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٧٢ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥٣.

٥٥٣

(بَيْنَهُمُ) : بين فرق النّصارى ، افترقوا اثنتين وسبعين فرقة (١). وقيل (٢) : «بين اليهود والنّصارى». وأسباب المودّة والعداوة وغيرهما لا تنقطع إلّا يوم القيامة ، فيومئذ عمّيت عليهم الأنباء وكانت أفئدتهم هواء.

(وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ) : تهديد (٣).

(يَصْنَعُونَ) : يفعلون.

١٥ ـ (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) : ترك بيان ما بدّلوه من الفروع في شرائعهم ، لم نؤمر بها ولا نهينا عنه في شريعتنا. وقيل : عفوه عن كثير كان معلّقا بشرط الإسلام ، فإنّ الإسلام يهدم ما قبله.

(نُورٌ) : نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : الكتاب (٤).

١٦ ـ (رِضْوانَهُ) : نصب ب (اتَّبَعَ).

و (سُبُلَ السَّلامِ) بأنّه مفعول ثان للهداية (٥) ، والمفعول الأوّل (مَنِ اتَّبَعَ).

وذلك من ابتغى رضوان الله بمحافظة الواجبات العقليّة هداه الله بالوحي طريق السّلام ، وهي ما وعد الله عليه الجنّة من الفروع السّماعيّة مثل : (دارُ السَّلامِ) [الأنعام : ١٢٧].

والسّلام : اسم الله ، وقيل : السّلامة (٦) عن الآفات.

وإنّما ذكر (وَيُخْرِجُهُمْ (٩٣ ظ) مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) لينبّه على التّوفيق بعد الهداية ، ثمّ بيّن أنّ سبل (٧) السّلام تؤدّي إلى العدل والحقّ ، وذكر اللّفظين تأكيدا.

١٧ ـ (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ [ابْنُ مَرْيَمَ] (٨)) : دخل فيها كلّ نصرانيّ اعتقد أنّ المسيح أو شيء منه غير محدث ، أو ادّعى ثلاث أقنومات أو أقنومين (٩).

(قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً) : أي : لا يقدر أحد صرف مشيئة الله وإرادته (١٠) ، وقيل :

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٦١ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٢٨٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٢.

(٢) تفسير مجاهد ١ / ١٩٠ ، والطبري ٦ / ٢١٧ ، والبغوي ٢ / ٢٢.

(٣) ينظر : الوجيز ١ / ٣١٢ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٣.

(٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٤٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٧٥ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٨٩ ـ ١٩٠.

(٥) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٤٢٨ ، والمجيد ٥٣٧ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٦) في ب : السّلام. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٦١ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٢٨٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٧٥.

(٧) في ك وع : سبيل.

(٨) من ع.

(٩) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ١٩٠ ـ ١٩١.

(١٠) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٦٥.

٥٥٤

إنّ هلاك (١) المسيح وأمّه متصوّر.

(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : وإنّما خصّ لاستيعاب غاية جهات فوق وغاية جهات (٢) تحت ، (وَما بَيْنَهُما) : من الحيوان والنّبات وغيرهما.

(يَخْلُقُ ما يَشاءُ) : يدلّ على أنّه يخلق اختيارا واقتدارا من غير احتياج واضطرار (٣).

١٨ ـ (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) : إنّما ادّعوا (٤) البنوّة لما رأوا أنّ الله سبحانه وتعالى قال ليعقوب عليه‌السلام : ولدك بكر ولدي (٥) ، فإن صحّ فتأويله عندنا إضافة ملك كما يقول صاحب الماشية : نتاجي ورسلي ، وأمّا النّصارى لمتشابهات (٦) قول المسيح عليه‌السلام. ثمّ إنّ بعضهم قال : (وَلَدَ اللهُ) [الصّافّات : ١٥٢] ، وبعضهم قال : (اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) [البقرة : ١١٦] ، فكذّب الله الطّائفتين بكونهم بشرا مدبرين مقهورين.

ودعواهم المحبّة مبنيّة على دعواهم الأولى ، والتّعذيب بالذّنب لا ينافي المحبّة لجواز أن يكون إرادة للخير (٧) ، قال الله تعالى : (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النّور : ٢].

(مِمَّنْ خَلَقَ (٨)) : من جنس سائر النّاس.

١٩ ـ (يُبَيِّنُ لَكُمْ) : على وجه الحال (٩) ، تبيينا لكم ما لا يتبيّن بالعقل دون السّماع.

(عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) : على حين فترة ، يعني : مدّة ما بين عيسى ونبيّنا عليهما‌السلام (١٠).

ولد عيسى عليه‌السلام بالشّام في ولاية هوادش الإسرائيليّ وهو وال من تحت يد قيصر ، فخافته مريم فاحتملته إلى ناصرة فنشأ هناك ، وكان الزّمان زمان الطوائف بعد الإسكندر. وقيل : إنّ جرجيس كان بعد عيسى ، وكان تلميذ بعض الحواريّين. وقيل :

__________________

(١) في ب : إهلاك ، بدل (إن هلاك).

(٢) (فوق وغاية جهات) ساقطة من ب.

(٣) ساقطة من ك.

(٤) في ب : ادعى.

(٥) ينظر : أحكام القرآن ٢ / ٤٩٨ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥٥ ، وتفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٦.

(٦) في ك وع : بمتشابهات.

(٧) في ك وب : الخير.

(٨) في الأصل وع وب : يخلق ، وهو خطأ. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٥٢ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥٦.

(٩) ينظر : الكشاف ١ / ٦١٩ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٩٤ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٧.

(١٠) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٥٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٧.

٥٥٥

الفترة ما بين جرجيس ونبيّنا عليهما‌السلام ، وهذا (١) ليس بسديد ؛ لأنّ جرجيس لم يوصف بالرّسالة ، واختلف في نبوّته. وقيل (٢) : الفترة ما بين الثلاثة المرسلين الذين قصّتهم في سورة يس ونبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقيل (٣) : الفترة ما بين خالد بن سنان العبسيّ ونبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ولا يعلم كمية سني الفترة أحد (٤) حقيقة إلّا الله ، آمنّا بالله وبجميع أنبيائه ، أرسل نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فترة من الرّسل ، ختم به النّبوّة فلا نبيّ بعده.

(أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) : فإنّ الله تعالى حسم بإرسال الرّسل احتجاجا باطلا لو لم يرسل لما كانت للنّاس حجّة صحيحة (٥). والخطاب ههنا لأهل الكتاب ، ولا خلاف في وجوب الإيمان عليهم.

٢٠ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى) : العامل في (إذ) قوله : (قالُوا يا مُوسى) [المائدة : ٢٢] ، والعامل في (إِذْ)(٦) الثّانية ما في النّعمة من معنى الإنعام.

(فِيكُمْ أَنْبِياءَ) : موسى وهارون ومن (٧) بعدهما من الأسباط. (٩٤ و)

(وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) : باستيلاء يوسف على مصر ، ثمّ بردّهم (٨) إلى ما ترك آل فرعون من جنّات وعيون (٩).

(وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) : ابتلاء آل فرعون بأنواع من العذاب لأجلهم ، وفرق البحر ، وإنزال (١٠) التّوراة في الألواح إليهم ، ومناجاة السّبعين منهم ، والتّوبة عليهم حين اتّخذوا العجل (١١).

٢١ ـ (يا قَوْمِ ادْخُلُوا) : حين خرج بهم من مصر غازيا غير هارب ، وهي الخرجة الثّالثة

__________________

(١) في ب : وهكذا ، والكاف مقحمة.

(٢) (إن جرجيس كان ... وقيل) ساقطة من ك. وينظر : الكشاف ١ / ٦١٩ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٢٢ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٦٧.

(٣) ينظر : الكشاف ١ / ٦١٩ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٩٤ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٢٢.

(٤) في ب : واحد.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٢٨.

(٦) ليس في ب.

(٧) في الأصل وب : من. وينظر : زاد المسير ٢ / ٢٥٧.

(٨) في الأصل وع وب : يردهم ، وهو تصحيف.

(٩) ينظر : الكشاف ١ / ٦٢٠.

(١٠) في ب : وأنزل.

(١١) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٨٧ ، والوجيز ١ / ٣١٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٩٦.

٥٥٦

له (١) والثّانية لقومه.

(كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) : أوجب الله لكم ملكها ميراثا من أبيكم إبراهيم (٢).

٢٢ ـ وقالوا بعد ما رجعت العيون إليهم وهم اثنا عشر نقيبا من اثني عشر سبطا بعثهم موسى عليه‌السلام ليأتوه بأخبار (٣) الجبابرة وهم العمالقة ، وقيل : كانوا من ولد روم بن عيصو بن إسحق ، وأوصاهم ألّا يقولوا إذا رجعوا إلّا ما يزيدهم حرصا وإقداما ، فذهبوا وأقاموا بين (٤) الجبابرة أربعين يوما يتعرّفون مداخل الأمر ومخارجه ، فلقيهم رجل من العمالقة فجعلهم في كساه وذهب بهم إلى ملكهم فألقاهم بين يديه ، فتعجّب الملك منهم وحذّرهم وصرفهم إلى موسى عليه‌السلام ، وزوّدهم شيئا من ثمارهم ، قيل : أحمل أربعة منهم عنقودا واحدا من العنب وأربعة منهم نصف رمان ، فلمّا حصلوا في معسكر بني إسرائيل خالفوا موسى عليه‌السلام وذكروا من عظم أجسام القوم وشوكتهم (٥) ما هال بني إسرائيل إلّا رجلان يوشع بن نون وكالوب بن يوقنا فإنّهما ذكرا كثرة النّعمة وشدّة خوف العدوّ وما فيهم من الفشل والجبن ، فتمكّن الخوف في قلوب بني إسرائيل بقول العشرة ، وخرجوا عن أمر موسى عليه‌السلام وقالوا : (إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ (٦)) : أقوياء عظام الأجسام ، وقد يكون الجبّار بمعنى العاتي وبمعنى القاهر (٧). قيل : إنّهم كفروا بذلك القول ، وقيل : لم يكفروا ؛ لأنّهم لم (٨) يمتنعوا عن الدّخول أصلا ولكن جادلوه على سبيل المشاورة كما جادل المؤمنون نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أراد الخروج إلى بدر يدلّ عليه قوله (٩) : (فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها (١٠) فَإِنَّا داخِلُونَ).

٢٣ ـ (قالَ رَجُلانِ) : يوشع بن نون وكالوب بن يوقنا (١١).

(يَخافُونَ) : أي : يخافون الله في مخالفة أمره ، مثل موسى وهارون عليهما‌السلام (١٢).

__________________

(١) ساقطة من ب.

(٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٥٥.

(٣) في ك : بخبر.

(٤) بعدها في ب : يدي ، وهي مقحمة.

(٥) في ع : وشاكتهم ، وهو تحريف.

(٦) في ب : جبار ، وهو خطأ. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٣٦ ـ ٢٣٩ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٦٣.

(٨) ساقطة من ك ، وكذا قوله : (عن الدخول) الآتي.

(٩) ساقطة من ب.

(١٠) ليس في ك.

(١١) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٣٩ ، ومجمع البيان ٣ / ٣١١ ، وزاد المسير ٢ / ٢٦٠.

(١٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٨٦ ، والكشاف ١ / ٦٢٠ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٢٧.

٥٥٧

وقيل (١) : من الذين يخافون العمالقة لم يتشكّكوا في وعد الله. وقيل (٢) : الرّجلان رجلان من العمالقة آمنا بموسى في السّرّ ، وكانا يخبرانه بأخبار قومهما ويحرّضان بني إسرائيل عليهم ، وهذا من العمالقة كانوا يخافون بني إسرائيل.

٢٤ ـ (لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً) : نفي في المستقبل (٣) ، نظير (قطّ) في الماضي.

(فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ [فَقاتِلا] (٤)) : يدلّ على جهلهم وكفرهم (٥).

(قاعِدُونَ) : خبر (إِنَّا)؛ لأنّه رفع (٦).

٢٥ ـ (إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) : وإنّما استثنى أخاه دون الرّجلين المنعم عليهما ؛ لأنّ أخاه كان رسولا معصوما (٧).

(فَافْرُقْ)(٨) : في الأحكام العقباويّة. وقيل (٩) : أن يخرجه من بينهم ، فأجاب الله دعوته (٩٤ ظ) وأخرجه من بينهم ، ومكّنه من عوج بن عنق. وقيل (١٠) : لا تحبسنا في التّيه معهم ، ولذلك روي أنّه وأخاه كانا يقدران على الخروج ولكنّهما كانا يلزمان قومهما ؛ لأنّهما كانا مبعوثين إليهم (١١).

٢٦ ـ (قالَ) : الله تعالى : (فَإِنَّها) ، يعني (١٢) الأرض المقدّسة (مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ) : تحريم كينونة لا تحريم شرع (١٣).

(أَرْبَعِينَ سَنَةً) : نصب على الظّرف للتّحريم (١٤).

(يَتِيهُونَ) : يحارون ويضلّون (١٥) ، قال : أرض تيه ، وبلاد تيه.

__________________

(١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٥٨ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٨٦ ، وزاد المسير ٢ / ٢٦٠.

(٢) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٨٦ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٥.

(٣) ينظر : الكشاف ١ / ٦٢١ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٧١.

(٤) من ب.

(٥) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ١٢٨ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٧١.

(٦) ينظر : إعراب القرآن ٢ / ١٥.

(٧) ينظر : الكشاف ١ / ٦٢٢.

(٨) في ك وع : ما فرق. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٨٩ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٢٨.

(٩) في ع وب : وقبل.

(١٠) في ك : وقال.

(١١) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ٢٠١ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٧٢.

(١٢) في ك : أي.

(١٣) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٥ ـ ٢٦ ، ومجمع البيان ٣ / ٣١٢ ، وتفسير القرطبي ٦ / ١٢٩.

(١٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣٠٥ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٢٣ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٨٩.

(١٥) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٥٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٩٠.

٥٥٨

(فَلا تَأْسَ) : فلا تحزن (١).

وإنّما سمّاهم (فاسقين) تصديقا لموسى عليه‌السلام ، وليكون أبلغ في تسليته (٢).

٢٧ ـ (ابْنَيْ آدَمَ) : قابيل وهابيل (٣). قال وهب : إنّ آدم كان يولد له في كلّ بطن ذكر (٤) وأنثى ، وكان الرّجل منهم يتزوّج أيّة أخته شاء إلّا توأمته ، فأبى قابيل أن تتزوّج (٥) توأمته أخاه هابيل وقال : أنا أحقّ بها ، فغضب آدم وقال : اذهبا وتحاكما إلى الله بالقربان فأيّكما قبل قربانه فهو أحقّ بها ، فقرّبا القربان (٦) بمنى فنزلت نار فرفعت قربان هابيل ولم ترفع قربان قابيل ، فازداد قابيل غيظا وحسدا فاغتال هابيل فرضخ رأسه بحجر وهو نائم ، واحتمل توأمته وذهب بها إلى واد من أودية اليمن في شرقيّ عدن ، فكمن فيه.

ووجد آدم هابيل قتيلا وقد نشفت (٧) الأرض دمه فلعن الأرض ، فمن أجل لعنته عليه‌السلام تنشف الأرض وأنبت الشّوك (٨).

وقيل : لمّا أراد آدم عليه‌السلام أن يخرج إلى حجّ بيت الله تعالى استحفظ السّماء أهله فأبت ، واستحفظ الأرض فأبت ، واستحفظ الجبال فأبين ، وقبلهم قابيل على أمانة الله تعالى ، ثمّ خان (٩) الأمانة فاغتال هابيل. ورأى آدم عليه‌السلام الشّجر قد اشتاكت والماء قد ملح والأرض قد تغيّرت عن بهجتها فأنكرها وأحسّ بشرّ ، فلمّا رجع إلى أهله لم يجد هابيل فعلم أنّه مقتول (١٠).

قال عمر لكعب : لأيّ (١١) ابني آدم نسل؟ قال : ليس لأحدهما نسل ، أمّا المقتول قد رد وأمّا القاتل فهلك نسله في الطّوفان ، فالنّاس من بني نوح ، ونوح من بني شيث ، وفي التّوراة أنّ شيث بدل من هابيل وخلف منه.

قيل : اسم توأمة قابيل إقليما ، واسم توأمة هابيل لبودا (١٢).

__________________

(١) ينظر : اللغات في القرآن ٢٣ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٣٠ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٢.

(٢) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٧٣.

(٣) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٩٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٩٢ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٨.

(٤) في الأصل وك وب : ذكرا.

(٥) في ع : يتزوج ، وفي ب : يزوج.

(٦) في الأصل وع : القران.

(٧) في ع : نشقت.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٧٠ ، والقرطبي ٦ / ١٣٩.

(٩) بعدها في الأصل وب : في ، وهي مقحمة. وينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٥٦ ـ ٢٥٧.

(١٠) ينظر : تفسير القرطبي ٦ / ١٣٩.

(١١) في ع : أي.

(١٢) في ب : أبودا ، وفي تفسير القرآن الكريم ٣ / ٦٢ : ليوذا. وينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٨ ، ومجمع البيان ٣ / ٣١٥.

٥٥٩

وكان قابيل صاحب حرث ، وقربانه شرّ (١) شيء من شرّ زرعه ، وهابيل كان راعي غنم ، وقربانه كان حملا سمينا ولبنا وزبدا (٢). وقيل : الكبش العظيم الذي فداه ابن إبراهيم عليهما‌السلام به هو ذلك الحمل (٣) الذي كان تقرّب (٤) به هابيل.

وعن الحسن والضّحّاك أنّ ابني آدم رجلان من بني إسرائيل نسبهما إلى أبيهما الأعلى كما نسبنا إليه وقال : (يا بَنِي آدَمَ) [الأعراف : ٢٦](٥).

(قالَ) قابيل : (لَأَقْتُلَنَّكَ) : وهو يدلّ على قسم مضمر ، (قالَ)(٦) هابيل : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ) من الذين يتّقون مخالفة الله تعالى في التّزويج (٧).

٢٨ ـ (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ) : قال هابيل (٨).

وإنّما لم يبسط إليه يده ؛ لأنّه توعّده بالقتل ولم يقاتله جهرا ، فأخبره بذلك ليستحيله بذلك (٩) ويدعوه إلى السّلم وينبّهه على عظم وبال القتل ، وقيل : إنّهم كانوا (٩٥ و) متعبّدين بترك الدّفع (١٠).

٢٩ ـ (بِإِثْمِي) : أي : بإثم قتلي (١١).

(وَإِثْمِكَ) : أي : وإثم ما ارتكبته وعصيان (١٢) في التّزويج.

والإثم ههنا وبال الفجور ، فلا إثم عليه : فلا وبال عليه (١٣).

٣٠ ـ (فَطَوَّعَتْ لَهُ) : أي : جعلت القتل (١٤) فعلا متأتّيا سهلا طوعا (١٥).

__________________

(١) ساقطة من ك وع.

(٢) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٨٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٩٣.

(٣) في ب : الجمل ، وهو تصحيف.

(٤) في ك وع : يقرب. وينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٩٢ ، والطبري ٦ / ٢٥٤ ، وزاد المسير ٢ / ٢٦٤.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ، وزاد المسير ٢ / ٢٦٣ ، والتفسير الكبير ١١ / ٢٠٤.

(٦) في الأصل وع وب : فقال.

(٧) في ب : التزوج. وينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٧٦.

(٨) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٦٣.

(٩) (ليستحيله بذلك) مكررة في ب ، وبعدها في ك وع : ويدعه ، وفي ب : ويدعيه ، بدل (ويدعوه).

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٩٤ ـ ٤٩٥ ، وزاد المسير ٢ / ٢٦٥.

(١١) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٨٧ ، وتفسير الطبري ٦ / ٢٦٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ٦٤.

(١٢) كذا في نسخ التحقيق ، ولعل الصواب : من عصيان.

(١٣) ينظر : الكشاف ١ / ٦٢٥.

(١٤) في ب : القتيل ، والياء مقحمة.

(١٥) ينظر : تلخيص البيان ٣٠ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٩ ، والقرطبي ٦ / ١٣٨.

٥٦٠