درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٣٢
الجزء ١ الجزء ٢

[الذّاريات : ٥٦] ، وتقول المرأة لابنها : لم ألدك إلّا لتكبر فتبرّ بي (١).

(بِإِذْنِ اللهِ) : بأمره وحكمه (٢).

(وَلَوْ) : تدخل على الأفعال ، وإنّما وليتها ههنا (أنّ) المشدّدة ؛ لأنّها تنوب عن الاسم والخبر ، تقول : ظننت أنّك عالم ، أي : ظننتك عالما (٣).

والكناية في (هم) (٤) راجعة إلى المنافقين وإلى أوليائهم.

و (إِذْ ظَلَمُوا) : ظرف ، والعامل فيه (جاؤُكَ) ، أي : أتوك تائبين (٥).

(فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) : «لذنوبهم» (٦).

(لَوَجَدُوا اللهَ) : أي : لأقبل الله عليهم (٨٢ و) بالتّوبة والرّحمة (٧).

٦٥ ـ (فَلا وَرَبِّكَ) : نزلت في شأن (٨) خصم الزّبير بن العوّام من الأنصار ، كانت بينهما خصومة في شرج (٩) من شراج المدينة ، فاختصما إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا زبير اسق أرضك ثمّ أرسل إلى جارك ، وأوصاه بالمعروف ، فلم يرض الخصم بذلك وقال : أن كان ابن عمّتك يا رسول الله؟ فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمر الزّبير باستيفاء حقّه واستيعابه غاية الاستيعاب على سبيل المضايقة ، وقال للزّبير : أمسك الماء حتى يبلغ الجدر ، فأنزل الله الآية (١٠).

(فلا) : نفي لكلام الخصم ، أي : ليس كما يزعم ، ثمّ ابتدأ القسم وهذا كقوله (١١) : (فَلا أُقْسِمُ) [الواقعة : ٧٥] ، ولو أنّه لتأكيد النّفي المتأخّر عن القسم على سبيل التّكرار ، كما تقول : لا والله لا أفعل كذا ، (وربّك) : قسم (١٢).

__________________

(١) (فتبر بي) ساقطة من ب.

(٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٥٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٤٣ ، وزاد المسير ٢ / ١٤٨.

(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٧١ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤.

(٤) في ع وب : منهم ، بدل (في هم) ، والمراد قوله في الآية نفسها : (أَنَّهُمْ). وينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢١٧.

(٥) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٦٩ ، والمجيد ٣٨٦ (تحقيق : د. عطية أحمد) ، والدر المصون ٤ / ١٨.

(٦) تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٥٧ ، ومجمع البيان ٣ / ١١٩.

(٧) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ١٦٢ ـ ١٦٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٢٩٦.

(٨) ساقطة من ع.

(٩) في ك وع : شرح. والشّرج : «مسيل الماء من الحرار إلى السّهولة والجمع أشراج وشراج وشروج» ، لسان العرب ٢ / ٣٠٧ (شرج) ، وفتح الباري ٥ / ٣٦.

(١٠) ينظر : صحيح البخاري ٣ / ١٧١ و ٥ / ١٨٠ ـ ١٨١ ، ومسلم ٧ / ٩١ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٤٨.

(١١) النسخ الثلاث : قوله.

(١٢) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢١٧ ، والبغوي ١ / ٤٤٩ ، والقرطبي ٥ / ٢٦٦.

٥٠١

(لا يُؤْمِنُونَ) : لا يكونون مخلصين في الإيمان (١).

(حَتَّى) : إلى أن يتحاكموا إليك ويرجعوا إلى قولك في ما التبس واختلط منهم من الأمر (٢).

سمّي (الشّجر) شجرا لاختلاف أغصانه وفروعه (٣).

(ثُمَّ لا يَجِدُوا) : «معطوف على (يُحَكِّمُوكَ)» (٤).

و (الحرج) (٥) : الضيق (٦) ، ولذلك سمّي موضع الشّجر الملتفّ حرجا (٧).

(وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) : ويفوّضوا الأمر إليك تفويضا (٨).

٦٦ ـ (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ) : قيل : لمّا رجع الزّبير وخصمه حاطب بن أبي بلتعة من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ خصمه على المقداد ، وقيل : على ثابت بن قيس ، وعنده يهوديّ فقال : لمن كان القضاء؟ قال : لابن عمّته ، ولوّى شدقه ، ففطن اليهوديّ بذلك وقال (٩) : قاتل الله هؤلاء يزعمون أنّ محمّدا نبيّ (١٠) ثمّ يتّهمونه في حكمه ولا يرضون به ، فقال المقداد أو ثابت : والله لو أمرني محمّد أن أقتل نفسي لقتلت ، ولو أمرني أن أخرج من (١١) مالي لخرجت ، فأنزل الله [الآية](١٢).

(إِلَّا قَلِيلٌ) : هذا القليل عمّار وابن مسعود (١٣).

(ما يُوعَظُونَ بِهِ) : ما يؤمرون به من أمر (١٤).

وإنّما قال : (لَكانَ (١٥) خَيْراً لَهُمْ)؛ لأنّه مشقّة توجب (١٦) راحة دائمة ، فهو خير من لذّة

__________________

(١) ينظر : الوجيز ١ / ٢٧٢.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٤٩.

(٣) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ١٢٩ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٦٦.

(٤) التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٦٩ ، والمجيد ٣٨٧ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٥) في ع : والخروج ، والمراد قوله في الآية نفسها : (حَرَجاً).

(٦) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢١ ، وتفسير غريب القرآن ١٣٠ ، ومفردات ألفاظ القرآن ٢٢٦ (حرج).

(٧) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ١٦٤ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٦٩ ، ولسان العرب ٢ / ٢٣٤ (حرج).

(٨) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٤٩ ، والكشاف ١ / ٥٢٩.

(٩) في ع وب : فقال.

(١٠) في ك وب : نبيّا ، وهو خطأ.

(١١) في ك : عن.

(١٢) من ع. وينظر : الكشاف ١ / ٥٢٩ ـ ٥٣٠.

(١٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٥٨ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٤٩ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٣.

(١٤) في ب : أمرك. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٥٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٤٩ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٣.

(١٥) مكانها في ب : لو كان ، وهو خطأ.

(١٦) في ع وب : يوجب.

٥٠٢

عاجلة تؤدّي إلى العقاب (١).

(وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) : أي : أثبت ثباتا ، وهو في معنى قوله : (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) [القصص : ٦٠].

٦٩ ـ (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) : نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان شديد الحبّ لرسول الله ، قليل الصّبر عنه ، فقال : يا رسول الله إنّي أخاف أن لا ألقاك في الآخرة فإنّك ترفع إلى الرّفيق الأعلى (٢). وعن مقاتل : نزلت في عبد الله بن زيد الأنصاريّ صاحب الأذان (٣). وقيل (٤) : نزلت في جماعة من الصّحابة. وهي على العموم في الظاهر (٥).

و (الصّدّيق) : فعّيل من الصّدق ، وهي لأقصى غاية المبالغة في الوصف بالصّدق أو التّصديق. والصّدّيق (٦) المجمع عليه أبو بكر (٧).

(وَالشُّهَداءِ) : الأئمّة الذين يشهدون على قومهم ، أو المقتولون في سبيل الله ، وإنّما (٨) سمّوا شهداء ؛ لأنّهم يبعثون وأوداجهم تشخب دما يشهدون (٩) الأنبياء على مخالفتهم (١٠) ، أو لأنّهم يحضرون حظيرة القدس قبل يوم القيامة (١١). ويحتمل أنّ المراد بالشّهداء الأشهاد (٨٢ ظ) وبالشّهيد الشّاهد. وشاهد النّبيّ وزيره ومهيمنه ، وإنّما سمّي شاهدا لأنّه شهد ما يشهده النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من علم الغيب دون سائر النّاس ، وإمّا من طريق المشاركة مثل هارون عليه‌السلام ، وإمّا من طريق المتابعة مثل السّبعين.

وإنّما قدّم النّبي لأنّ اسم النّبيّ مختصّ بالدّاعي الموحى إليه ، فكان لاختصاصه أشرف.

والصّدّيق يستجمع معنى الشّهادة كلّها لصدقه ، ثمّ يزيد صدقا في سائر المعاني من استواء ظاهره وباطنه ، فلزيادته كان أشرف. والشّهيد أخصّ من الصّالح ؛ لأنّ كلّ مسلم صالح إذا حافظ الشّريعة سواء كان من أهل المشاهدة أو لم يكن.

__________________

(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٤ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٦٨.

(٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٠ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٥ ـ ١٢٦.

(٣) ينظر : تفسير القرطبي ٥ / ٢٧١ ، والبحر المحيط ٣ / ٢٩٩.

(٤) ينظر : مصنف ابن أبي شيبة ٦ / ٣٢٤ ، وتفسير الطبري ٥ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦٠.

(٥) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ١٧٠.

(٦) ليس في ب.

(٧) ينظر : زاد المسير ٢ / ١٥٠ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٧٢ ـ ١٧٣ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٧٢ و ٢٧٣.

(٨) في ك : وإنهم.

(٩) في ك وب : وما يشهدون ، بدل (دما يشهدون) ، وبعدها في ب : من ، و (على قومهم ... يشهدون) ساقطة من ع.

(١٠) لعل الصواب : مخالفيهم.

(١١) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٢٤ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥٠ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٠.

٥٠٣

(وَحَسُنَ أُولئِكَ) : ما أحسن أولئك ، وأحسن بأولئك (١).

(رَفِيقاً) : مرافقة (٢).

٧٠ ـ (ذلِكَ) : يعني : إدخال الجنّة فضلا ؛ لأنّه بفضله جعلها موعودة ، فلو لا فضله (٣) ووعده لما كانت الجنّة مستحقّة ، ولكان يكفي المحسن أن لا يعاقب بعقوبة المفسد (٤).

(عَلِيماً) : أي : من عليم ، يعلم المطيع وغيره (٥).

٧١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : اتّصالها بما قبلها من حيث إنّه لمّا رغّبهم غاية التّرغيب أتبعه بما تكرهه النّفوس ليهون ذلك عليهم في مقابلة ما رغّبهم فيه (٦).

(حِذْرَكُمْ) : (الحذر) : السّلاح والعدّة (٧) ، وقيل : الحذر هو الحذر (٨).

(فَانْفِرُوا) : فأخرجوا النفر. والنّفور : الخروج في وجه العدوّ ، والنفور : التّباعد ، والنفار : التّجافي (٩).

(ثُباتٍ) : جمع ثبة ، وهي السّريّة والعصبة وجمعها : ثبات وثبون ، فالله تعالى يقول : اخرجوا سرايا أو جندا مجنّدا على حسب الإمكان وموافقة الحال (١٠).

٧٢ ـ (وَإِنَّ مِنْكُمْ) : نزلت في المنافقين المتثاقلين عن الخروج المتربّصين بالمؤمنين (١١).

(لَمَنْ) : اللام هي التي في قولك : إنّه ليفعل ، وإنّه لفاعل ، فلمّا قام الاسم مقام الخبر اكتسى بتلك اللام (١٢). واللام في (لَيُبَطِّئَنَ) لام القسم (١٣) ، فكأنّه قال : وإنّ منكم لمن والله

__________________

(١) ينظر : الكشاف ١ / ٥٣١ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٦ ـ ١٢٧.

(٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥١ ـ ٢٥٢.

(٣) (جعلها موعودة فلو لا فضله) ساقطة من ب.

(٤) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٠ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٧٥ ـ ١٧٦.

(٥) ينظر : مجمع البيان ٣ / ١٢٧.

(٦) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ١٧٦.

(٧) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦١ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥١.

(٨) في الأصل وع وب : والحذر ، بدل (هو الحذر). وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥٣ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥١ ، والكشاف ١ / ٥٣٢.

(٩) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥٣ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٧٧.

(١٠) في ع وب : للحال. وينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٢٧ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٧٥ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ١٣١.

(١١) ينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٦٥ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦١ ـ ٣٦٢ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٢.

(١٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٥.

(١٣) في ك : قسم.

٥٠٤

ليبطّئنّ (١) ، وهي تدخل على صلة المنقوصات والنّكرات.

وإنّما قال : (منكم) ؛ لأنّهم كانوا في الظاهر من جملة المؤمنين ، أو من أهل المدينة (٢).

و (البطء) : ضدّ السّرعة ، والإبطاء : ضدّ الإسراع (٣).

ولقوله : (ليبطّئنّ) وجهان : أحدهما : ليبطئن بالتّخفيف وإنّما شدّد للمبالغة ، والثاني : ليبطّئنّ غيره من الخروج كما أخبر عنهم بقوله : (وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ) [التّوبة : ٨١](٤).

(مُصِيبَةٌ) : نكبة (٥).

(قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً) : أي : شمت بالمؤمنين ، وعدّ تخلّفه عن موجب الأجر والشّهادة نعمة ، ولم يعلم أنّه خذلان وخسران ، وذلك لفساد اعتقاده وإنكاره الدّار الآخرة (٦).

٧٣ ـ (فَضْلٌ) : ظفر وغنيمة (٧).

وقوله : (كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) عارض ، والتّقدير : ليقولنّ يا ليتني (٨) ، ثمّ العارض يجوز أن يكون في موضعه ؛ لأنّ الحبيب يفرح بغنيمة الحبيب ولا يتمنّى مشاركته على سبيل المزاحمة. (٨٣ و) ويحتمل أنّه راجع إلى قوله (٩) : (قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ).

و (يا) : حرف نداء ، والتّقدير : يا قوم ليتني كنت معهم (١٠).

(فَأَفُوزَ) : نصب (١١) ؛ لأنّه جواب التّمنّي.

٧٤ ـ (الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) : المؤمنون ، والشّرى (١٢) بمعنى البيع.

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ٤٥٠ ، وتفسير الطبري ٥ / ٢٢٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٧٥.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥١ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٩ ـ ١٣٠ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٧٨.

(٣) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥٥ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٩.

(٤) ينظر : زاد المسير ٢ / ١٥٢ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣. وقراءة التخفيف عزيت إلى مجاهد في مختصر في شواذ القراءات ٢٧ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٧٦ ، والمجيد ٣٩٣ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٥) ساقطة من ع. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦٢.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٢٨.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٧٦ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٧٩ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٠٣.

(٨) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٢ ، والكشاف ١ / ٥٣٣ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٩ و ١٣٠.

(٩) في الآية السابقة.

(١٠) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٧٢ ، والمجيد ٣٩٦ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(١١) ساقطة من ب ، وبعدها في ع : جواز ، بدل (جواب). وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٦ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٢ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٥٩.

(١٢) في ب : والبشرى ، والباء مقحمة.

٥٠٥

ويحتمل أنّهم المنافقون ، فيكون الشّراء بمعنى الاشتراء ، والتفسير هو الأوّل (١).

وإنّما قال : (فَيُقْتَلْ (٢) أَوْ يَغْلِبْ) لينبّه على الثّواب والأجر العظيم في الوجهين ، إذ كلّ واحد منهما إحدى الحسنيين (٣).

٧٥ ـ (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) : أي : وفي سبيل (٤) المستضعفين ، وسبيلهم : نصرتهم. وهم قوم لم يقدروا على الهجرة وبقوا بمكّة مفتونين مستضعفين (٥).

(وَالْوِلْدانِ) : «جمع ولد» (٦).

و (الْقَرْيَةِ) : «مكّة» (٧) ، و (الظَّالِمِ) : صفة (أَهْلُها) ، ثمّ الصّفة (٨) والموصوف جملة صفة للقرية فلذلك انجرّ (الظّالم) (٩). وإنّما لم يقل : الظّالمين ؛ لأنّها صفة تشبه الفعل من حيث تقدّمت على الاسم ، فكأنّه (١٠) قيل : من هذه القرية التي ظلم أهلها (١١). و (أهلها) : ابتداء في اللّفظ (١٢) وفاعل في المعنى. قال الفرّاء : وفي مصحف [عبد الله](١٣) : (كانت ظالمة).

(وَاجْعَلْ) : وابعث ، قيل : استجاب الله دعاءهم فبعث الله نبيّه منتصرا لهم ومؤمّرا (١٤) عليهم عتاب بن أسيد لينتصف من الظالم للمظلوم (١٥).

٧٦ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا) : فيه تحريض للمؤمنين وتشجيع لهم (١٦).

و (الكيد) : ما يكره الخصم (١٧) من الحيلة. وإنّما قال : (ضَعِيفاً)؛ لأنّه يجمع أولياءه

__________________

(١) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥١ ، والكشاف ١ / ٥٣٣ ـ ٥٣٤ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٠٧.

(٢) في ك وب : ليقتل ، وبعدها في ب : لينبذن ، بدل (لينبه).

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦٣ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥١ ـ ٤٥٢ ، ومجمع البيان ٣ / ١٣١.

(٤) في ب : وسبيل ، بدل (وفي سبيل) ، وبعدها في ك : الله. وينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٢ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٢ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٧٩.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، والكشاف ١ / ٥٣٤ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٣.

(٦) تفسير الطبري ٥ / ٢٣١ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥٩ ، ومجمع البيان ٣ / ١٣١.

(٧) معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٧٧ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ١٣٤ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٢.

(٨) (ثم الصفة) ساقطة من ب.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٧ ، وللأخفش ١ / ٤٥٠ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٣.

(١٠) في ب : ولأنه.

(١١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٧٧ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٨٠.

(١٢) في ب : الظلم.

(١٣) من معاني القرآن ١ / ٢٧٧.

(١٤) مكانها في ب : وما مر.

(١٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥ ، والكشاف ١ / ٥٣٤ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٣.

(١٦) ينظر : الكشاف ١ / ٥٣٥ ، ومجمع البيان ٣ / ١٣٣.

(١٧) في ب : للخصم. وينظر : التفسير الكبير ١٠ / ١٨٤.

٥٠٦

بالغرور ولا يواليهم حقيقة الموالاة ، ثمّ يتبرّأ منهم سريعا وينكص على عقبيه (١).

٧٧ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ) : نزلت في عبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وطلحة بن عبيد الله والمقداد بن الأسود وقدامة بن مظعون ، كانوا يستأذنون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قتال قريش قبل الهجرة وقبل نزول آية السّيف ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لهم : (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ، فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) كرهه فريق منهم وهو طلحة بن عبيد الله وقال ما قال ، فأنزل الله الآية (٢). وقال مجاهد (٣) : نزلت في اليهود ، وذلك أنّ موسى عليه‌السلام كان يأمرهم بالصّبر ، إذ كان يصبر (٤) وهم يريدون القتال فلمّا كتب عليهم القتال وهم في التّيه قالوا : اذهب (أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا) [المائدة : ٢٤]. وقيل (٥) : نزلت في قوم منافقين. و (الكفّ) : الإمساك والحبس (٦).

(فَلَمَّا) : ظرف زمان ، والعامل [فيه](٧) فجاءة الفريق الخشية.

و (إِذا) : للتّوقيت إن (٨) اتّصلت بالفعل ، وإن اتّصلت بالاسم أفادت الفجاءة (٩).

(يَخْشَوْنَ) : في معنى الحال (١٠) ، وتقديره : فلمّا كتب عليهم القتال فجئ فريق منهم خاشين. والمراد بخشيتهم من النّاس الجبن دون الاعتقاد والجزم (١١).

(كَخَشْيَةِ اللهِ) : أي : مثل خشيتهم من الله (١٢).

(أَوْ أَشَدَّ) : أي : وأشدّ (١٣). وإنّما جاز الوصف بالخشية الممثلة دون الأشدّ ؛ لأنّ الأقلّ داخل في الأكثر ، وقيل : (أو) ههنا للإبهام (١٤) ، كأنّهم موصوفون بإحدى الخشيتين لا بعينها.

__________________

(١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦٥ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٢ ، والقرطبي ٥ / ٢٨٠.

(٢) ينظر : أسباب نزول الآيات ١١١ ـ ١١٢ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٣ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٤ ـ ١٨٥.

(٣) ينظر : تفسيره ١ / ١١٣.

(٤) في الأصل وك وب : يصر.

(٥) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ١٨٥ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٨١ ، وفتح القدير ١ / ٤٨٨.

(٦) ينظر : مجمع البيان ٣ / ١٣٤.

(٧) من ع. وينظر : الإيضاح في النحو ٢٥٠ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٠٩.

(٨) في ك : إذا.

(٩) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٧٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٠٩.

(١٠) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٧٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٠٩.

(١١) في الأصل وك وع : والحزم.

(١٢) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٣ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٦٠.

(١٣) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٣ ، ومجمع البيان ٣ / ١٣٥ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٤.

(١٤) في ك : للأوهام ، وفي ب : للإيهام ، وبعدها في ع : كانوا ، بدل (كأنهم). وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٦٢ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٦ ، والبحر المحيط ٣ / ٣١٠.

٥٠٧

وقوله : (لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ) إن كان إخبارا عن المؤمنين (٨٣ ظ) فهو سؤال بمعنى الاسترشاد ، وإلّا فهو بمعنى الإنكار (١).

(لَوْ لا) : هلّا (أَخَّرْتَنا) : على وجه الطّلب ، وذلك أنّه لمّا لزمهم فرض الجهاد خافوا (٢) القتل ، وطلبوا التّأخير (إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) : للتّخلّص في الحال ، كما تقول (٣) للمطالب : خلّني ساعة.

وفي قوله : (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ) تزهيد (٤) لهم في الدنيا ، وقوله : (وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ترغيب في الآخرة (٥).

٧٨ ـ (أَيْنَما تَكُونُوا) : نزلت في المنافقين الذين قالوا لإخوانهم : (لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا) [آل عمران : ١٥٦](٦).

(وَلَوْ كُنْتُمْ) : تأكيد للشّرط (٧) ، وتقديره : أينما تكونوا ولو كنتم في بروج مشيّدة يدرككم الموت.

وواحد (البروج) : برج ، وهو القصر المرتفع سمّي برجا لظهوره ، قيل (٨) : ومنه سمّى الكواكب بروجا (٩).

و (تشييد) البنيان : تكرار الفعل في رفعه وإحكامه (١٠).

(وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ) : إخبار عن بعض المنافقين ، تشاءموا بالنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : نقص بقدومه غلّاتنا وغلت أسعارنا ، وهو قريب من قصّة آل فرعون ، (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ) ، الآية [الأعراف : ١٣١](١١).

__________________

(١) ينظر : مجمع البيان ٣ / ١٣٥ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٥ و ١٨٦.

(٢) في ع : وخافوا ، والواو مقحمة. وينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٣١٠.

(٣) في ك : يقال.

(٤) في ك : تهديد. وينظر : تلخيص البيان ٢٥.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٣٦ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٦ ـ ١٨٧.

(٦) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٣ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٥.

(٧) أي أنها بمعنى (إن) ، ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٧٤ ، والبحر المحيط ٣ / ٣١١. وينظر في مجيء (لو) بمعنى (إن) الشرطية : رصف المباني ٢٩١ ، والجنى الداني ٢٨٤.

(٨) في ك : وقيل.

(٩) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٦٣ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٦ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤.

(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٧ ، وتفسير الطبري ٥ / ٢٣٨.

(١١) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٤ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٨٨ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٨٤.

٥٠٨

و (الفقه) : إدراك العلم بالفهم ، فقه ، إذا فهم ، وفقه ، إذا صار فقيها (١).

٧٩ ـ (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ) : ليس بين الآيتين تضادّ ؛ لأنّه تعالى قال : ما أصابك من حسنة ، ولم يقل : ما أصابهم من حسنة فمن الله وما أصابهم من سيّئة فمن نفسك ، ولو كان قال هكذا لحملنا الأوّل على الحكاية والثّاني على الاستفهام بمعنى الإنكار. وهذه في معنى (٢) قوله : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ) [النّحل : ٥٣] ، (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [الشّورى : ٣٠] ، أي : النّعم مبتدأة (٣) من الله تعالى قبل الاستحقاق والاستيهال ، والحوادث إنّما يقضى (٤) بها لاستيهالنا إيّاها بكوننا محلّا لها ، ولاستيجابنا (٥) إيّاها بارتكاب الجرائم (٦).

وإنّما قال : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)؛ لأنّ [في](٧) قوله : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ) شهادة (٨).

٨٠ ـ (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ) : الإطاعة : الائتمار بأمر الآمر والانتهاء إلى قوله دون منة ، أو أنه في فعله. وليس يطيع الرّسول من ينكر نسخ القرآن بالسّنّة ، وإنّما كانت طاعته (٩) طاعة الله تعالى ؛ لأنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم ينطق عن الهوى.

(فَما أَرْسَلْناكَ) : أي : لم نبعثك جبّارا عليهم لتحفظهم عن التّولّي بالخبر ، قيل : وهذا منسوخ بآية السّيف ، لم نبعثك رقيبا عليهم لتحفظهم في السّرّ والعلانية (١٠).

٨١ ـ (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ) : نزلت في المنافقين (١١).

و (طاعة) : خبر مبتدأ محذوف (١٢).

(يبيّتون) : والتّبييت إذا وقع على المعاني هو التّفكير (١٣) باللّيل ، وإذا وقع على الذّوات فهو

__________________

(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٦٤ ، ومجمع البيان ٣ / ١٣٦ ، ولسان العرب ١٣ / ٥٢٢ (فقه).

(٢) في ك : بمعنى ، بدل (في معنى).

(٣) في ب : المبتدأة.

(٤) في ك : تقضى.

(٥) في ع : ولاستباحتنا ، وفي ب : ولاستجابنا.

(٦) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥.

(٧) من ب.

(٨) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٥ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٧.

(٩) ساقطة من ب.

(١٠) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٥ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٨ ـ ١٥٩.

(١١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٧١ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٥ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٩.

(١٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٨ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٤ ، ومجمع البيان ٣ / ١٣٩.

(١٣) في ك وب : وهو التفكر ، بدل (هو التفكير). وينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٥ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٩٥.

٥٠٩

مكرها باللّيل ، قال الله تعالى : (إِذْ يُبَيِّتُونَ) [النّساء : ١٠٨] ، وقال : (لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ) [النّمل : ٤٩]. وهو واقع ههنا على غير قولهم ، وهي قريبة من قوله : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) [البقرة : ١٤].

(وَاللهُ يَكْتُبُ [ما يُبَيِّتُونَ] (١)) : في اللّوح المحفوظ (٢) ، وقيل (٣) : كتابة الحفظة.

(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) : أي : اله عنهم ولا يهمنّك أمرهم.

(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) : في ما يريدون بك وفي جميع أمورك.

٨٢ ـ (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) : (٨٤ و) المراد بالاستفهام حثّهم على التّدبّر (٤) ، والتّقدير : ليتدبّروا في القرآن.

و (التّدبّر) : هو التّأمّل في عواقب الأمور وأدبارها وتصرف الرّأي في مفهومها ومعقولها (٥). وكأنّ التّدبّر إبدال لهم عن تبييتهم الفاسد.

(وَلَوْ كانَ) : أي (٦) : القرآن (مِنْ عِنْدِ) : جنّي أو إنسيّ كما ظنّ بعضهم.

(اخْتِلافاً) : أخبارا غير موافقة للمخبر (٧) عنها في الإخبار عن (٨) الماضي والإخبار عمّا في ضمائرهم وعمّا سيكون ، كما يجدونه في كتب النّسّاب والمؤرّخين ، وفي أحكام الكهنة والمنجّمين. وقيل : لوجدوا فيه تناقضا كثيرا كما يجدونه في كلام كلّ مطنب متفنّن وضّاع قد اختلفت به الأحوال مع مباينة أجناس المخاطبين. والكلام المختلف هو المتناقض الذي لا يمكن توفيقه دون ما اختلف فيه ، فإنّ الكتب المنزلة كلّها مختلف فيها (٩).

٨٣ ـ (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ) : جاء في سفهاء المؤمنين والمنافقين والغاغة (١٠) منهم ، وإنّما رتبه على التي تقدّمت وهي في ذوي الرّأي من المنافقين ؛ لأنّ بعضهم كان من بعض.

__________________

(١) من ك.

(٢) ساقطة من ك وب. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٦٩ ، ومجمع البيان ٣ / ١٤٠.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٤٤ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٩ ، والبحر المحيط ٣ / ٣١٧.

(٤) في ك : التدبير. وينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٤.

(٥) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧٠ ـ ٢٧١ ، والبحر المحيط ٣ / ٣١٥.

(٦) ساقطة من ب.

(٧) في ع : للخبر.

(٨) في ب : وعن ، والواو مقحمة.

(٩) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧١ ، ومجمع البيان ٣ / ١٤١ ـ ١٤٢ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٩٠.

(١٠) الغاغة من النّاس : «الكثير المختلطون» ، لسان العرب ١٥ / ١٤٢ (غوى).

٥١٠

وقوله (١) : (أمر) : أي : نبأ وخبر ، (من الأمن) : من الأعداء ، (أَوِ الْخَوْفِ) : منهم.

(أَذاعُوا بِهِ)(٢) : «أفشوه».

(أولو الأمر) : أمراء السّرايا (٣) ، وقيل (٤) : أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم ، وقيل (٥) : أولو العلم والبصارة.

(يَسْتَنْبِطُونَهُ) : يستخرجونه ، وإنباط الماء : استخراجه ، وسمّي الأنباط أنباطا (٦) لعلمهم باستخراج المياه.

و (القليل) : مستثنى من المذيعين ، وقيل : من معلوم المستنبطين ، وقيل : من المستنبطين (٧).

(فضل الله ورحمته) : الكتاب والرّسول ، أو بعض أسباب التّوفيق ممّا استغنى عنه الخاصّة دون العامّة كانشقاق القمر والفتح ، فعلى (٨) هذا (القليل) مستثنى من المتّبعين للشّيطان ، فإنّ عمرو (٩) بن زيد وزريبا وقسّا آمنوا من غير كتاب ورسول ، وأبو بكر وعليّ وزيد بن حارثة آمنوا قبل انشقاق القمر ، والمهاجرون والأنصار آمنوا قبل الفتح.

٨٤ ـ (فَقُتِلَ) : الفاء جواب الشّرط وهو قوله : (وَمَنْ تَوَلَّى) [النّساء : ٨٠] ، ويحتمل لتعقيب هذا الأمر الأمر (١٠) بالتّوكّل تقديره : وتوكّل على الله فقاتل ، أو لتعقيب الكلام الكلام والآية الآية (١١).

(لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) : يعني التّكليف عنه ، تقديره : إنّك لا تكلّف إلّا فعل نفسك (١٢) ، حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، أي : لا تؤخذ (١٣) بتخلّف غيرك وإن كانوا مكلّفين مثلك. وقيل : لا تكلّف نفس إلّا نفسك (١٤) ، وهذا بعيد ؛ لأنّه لو كان كذلك لضمّ

__________________

(١) في ع وب : فقوله.

(٢) النسخ الأربع : أذاعوه ، والتصويب من المصحف. وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٩ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٢٢ ، وتفسير الطبري ٥ / ٢٤٦.

(٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٩ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٩٩ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٩١.

(٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٧٣ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٦ ، وزاد المسير ٢ / ١٦١.

(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٣٢ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٦ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٩٩.

(٦) في الأصل وك وب : أنباط. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٨٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٣١٥.

(٧) (وقيل من المستنبطين) ساقطة من ع. وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٨٤.

(٨) النسخ الثلاث : فعل.

(٩) في ك : عمر. وينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٥٦ ، ومجمع البيان ٣ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.

(١٠) ساقطة من ك ، وبعدها في ك وب : بالتوكيل ، بدل (بالتوكل).

(١١) ينظر في توجيه الفاء : المجيد ٤٠٧ ـ ٤٠٨ (تحقيق : د. عطية أحمد) ، والبحر المحيط ٣ / ٣٢١ ، والدر المصون ٤ / ٥٤.

(١٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧٥ ، ومجمع البيان ٣ / ١٤٤.

(١٣) في ك : تؤاخذ.

(١٤) ينظر : الدر المصون ٤ / ٥٤.

٥١١

(نفسك). ثمّ حملناه على التّكليف الضّروريّ دون الشّرعيّ.

(وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) : حثّهم على القتال (١).

(عَسَى) : من الله إيجاب منه ؛ لأنّ الكريم يصدق في التّطميع ، ولأنّه تقوية لأحد الموهومين المختلفين على الآخر بالقول فصار كالأمر باعتقاد أحدهما وذلك لا يكون إلّا بالواجب (٢).

(بَأْسَ) : شدّة الإصابة أو (٣) الامتناع. (٨٤ ظ)

(تَنْكِيلاً) : فعل النّكال (٤).

٨٥ ـ (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً) : أراد تشفيع العمل ، وهو أن يقرن (٥) بين فعل الماضي وبين فعل الحال ، فيضم الحسنة إلى حسنه أو سيّئة (٦) إلى سيّئه. وعن الضّحّاك ومحمّد بن جرير أنّ الشّفاعة الحسنة موالاة المؤمنين بتشفيع وتوهم ، والشّفاعة السّيّئة موالاة الكفّار بتشفيع وتوهم (٧). وعن مجاهد وابن زيد هي دعاء الرّجل لأخيه المؤمن وعليه. وقيل : شفاعة بعض الصّحابة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للفقراء والمحتاجين (٨) إلى الزّاد والرّاحلة ، ولأصحاب الأعذار ، وشفاعة بعضهم للمنافقين وللذين وجبت عليهم الحدود (٩).

(يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) : من ثوابها (١٠).

(كِفْلٌ) : نصيب من وزرها (١١).

(مُقِيتاً) : «مقتدرا» (١٢).

٨٦ ـ (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) : إن حملنا الشّفاعة على الدّعاء والتّحيّة على التّسليم فاتّصالها بها ظاهر ، وإلّا فالأمر بالتّحيّة مرتّب على الشّفاعة الحسنة.

__________________

(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧٥ ، ومجمع البيان ٣ / ١٤٥.

(٢) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٤٧٦ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٩٤.

(٣) في ع : و. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٨٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧٦.

(٤) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧٦.

(٥) في ع : يفرق.

(٦) في ب : والسيئة ، بدل (أو سيئة) ، وبعدها : (إلى سيئة) ساقطة من ك.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٥٣.

(٨) في ب : أو المحتاجين.

(٩) ينظر في هذه الأقوال : مجمع البيان ٣ / ١٤٦ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٩٥ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(١٠) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٣٢.

(١١) ينظر : اللغات في القرآن ٢٢ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٢٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٨٥.

(١٢) اللغات في القرآن ٢٢ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٢٢ ، وتفسير غريب القرآن ١٣٢.

٥١٢

والتّحيّة على وزن التّفعيل من الحياة ، وأصله بثلاث ياءات حذفت التي هي لام (١) الفعل وعوّض منها هاء وأدغمت إحدى الباقيتين في الأخرى كالتّوصية (٢).

وقولك : التّحيّات لله ، قيل : الإحياء لله تعالى ، تقول : حيّاك الله ، أي : أحياك الله ، وقيل : أوصاف الحياة لله ، فكأنّك وصفته بالحياة ، كما أنّك إذا كبّرته وصفته (٣) بالكبرياء ، وقيل : الممالك لله ، وهذا هو الأظهر ؛ لأنّ التّحيّة اسم للملك ، وسمى الهديّة تحيّة لما فيها من حقيقة التّمليك (٤) أو لمجاورتها السّلام في العادة.

والمراد بالتّحيّة ههنا التّسليم ، والتّسليم سنّة وردّه فريضة (٥). قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تبدؤوا اليهوديّ (٦) بالسّلام فإن سلّم ردّوا عليه (٧). وقال رجل للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : السّلام عليك يا رسول الله ، فقال : عليك السّلام ورحمة الله ، فقال آخر : السّلام عليك ورحمة الله ، فقال : وعليك (٨) السّلام ورحمة الله وبركاته ، وقال آخر : السّلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال : وعليك (٩) ؛ لأنّه بلغ غاية السّلام ، فلم يترك شيئا ليزيده في الجواب (١٠). وقيل : التّحيّة : الهديّة والهبة (١١) ، وردّها مستحقّ ما لم يعوض إلّا أن يكون ذا محرم.

(حَسِيباً) : مدركا للحساب ، وقيل : كافيه ، قال الله : (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ (١٢) حَسِيباً) [الإسراء : ١٤].

٨٧ ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : تسلية للمؤمنين وزجر لغيرهم.

و (إِلى) : لاعتبار معنى الجمع ، وهو الحشر والإرجاء والتّأخير ، أو يكون (١٣) يوم القيامة من المجموع كما (١٤) تقول : جمعت الخيل إلى الإبل ، أي : ضممت (١٥).

__________________

(١) في ب : ياء.

(٢) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ٢٠٩.

(٣) (بالحياة ... وصفته) ساقطة من ب.

(٤) ساقطة من ع. وينظر : تفسير القرطبي ٥ / ٢٩٧.

(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٧٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٨ ، والقرطبي ٥ / ٢٩٨.

(٦) في ع وب : اليهود.

(٧) روى البخاري قريبا منه في الأدب المفرد ٢٧٧ باب لا يبدأ أهل الذّمّة بالسلام ، وينظر : الكشاف ١ / ٥٤٥.

(٨) في ب : عليك.

(٩) بعدها في ك : السّلام ، وهي مقحمة.

(١٠) ينظر : المعجم الكبير ٦ / ٢٤٦ ، والعلل المتناهية ٢ / ٧١٩ ، ومجمع الزوائد ٨ / ٣٣.

(١١) في ك : والهدية. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٧٩ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٩٨ ، وفيض القدير ٦ / ٢٤.

(١٢) ليس في ب. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٨٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٨ ، والقرطبي ٥ / ٣٠٥.

(١٣) (وزجر لغيرهم ... أو يكون) ليس في ب.

(١٤) مكررة في ك.

(١٥) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ٢١٦ ـ ٢١٧.

٥١٣

(يَوْمِ الْقِيامَةِ) : يوم يقوم الناس لربّ العالمين (١).

(فِيهِ) : الهاء عائدة إلى الخبر ، أو اليوم (٢).

(وَمَنْ أَصْدَقُ) : استفهام بمعنى النّفي ، أي : لا أحد كلامه أصدق من كلام الله ؛ لأنّ الكذب غير متصوّر فيه (٣).

٨٨ ـ (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ) : قال ابن عبّاس : نزلت في جماعة من قريش هاجروا منافقين ثمّ اجتووا المدينة (٤) ، واستأذنوا في الرّجوع إلى مكّة ، فرجعوا ثمّ خرجوا إلى الشّام تجّارا ، واستبضعتهم قريش بضائع وقالوا : إنّ محمّدا لا يتعرّض لكم فإنّكم تظهرون دينه ، فلمّا خرجوا انتهى الخبر إلى المدينة ، قال (٨٥ و) بعض الصّحابة : نخرج إليهم ونغير عليهم ، وقال بعضهم : كيف نخرج إلى قوم مسلمين (٥). وعن زيد بن ثابت : نزلت في المتخلفين يوم أحد (٦). وعن ابن زيد أنّها في أهل الإفك (٧).

(فِئَتَيْنِ) : نصب على الحال (٨).

(أَرْكَسَهُمْ) : نكسهم في الكفر (٩) ، والكفر مشبّه بالعمق (١٠) ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ) ، الآية [الحجّ : ٣١] ، وليس الإركاس (١١) بردّ ، وقال الله تعالى : (كُلَّما رُدُّوا (١٢) إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا [فِيها] (١٣)) [النّساء : ٩١] بسبب ما اجترموا من إفساد الهجرة ، أو التّخلّف (١٤) أو غيره.

(أَتُرِيدُونَ) : على وجه التّعجّب والإنكار على إرادتهم صرف القضاء والقدر دون هداية

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٨٧ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ١٥١ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٩.

(٢) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٧٧ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٢٥ ، والدر المصون ٤ / ٥٩.

(٣) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٨٠ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٣٠٥ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٢٥.

(٤) «أي أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها. واجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة» ، لسان العرب ١٤ / ١٥٨ (جوا).

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ ، والبغوي ١ / ٤٥٩.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ١٥٢ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٩.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٨٢ ، وزاد المسير ٢ / ١٦٦.

(٨) ينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ٤٥١ ، وإعراب القرآن ١ / ٤٧٨ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٥.

(٩) ينظر : مجاز القرآن ١ / ١٣٦ ، وتفسير غريب القرآن ١٣٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٨٨.

(١٠) في ب : شبه العمق ، بدل (مشبه بالعمق).

(١١) في ب : الإنكاس ، وهو تحريف ، وبعدها في ع : ترد ، بدل (برد).

(١٢) في ب : أرادوا ، وهو خطأ.

(١٣) من ك.

(١٤) في ب : الخلف.

٥١٤

الكفّار (١).

(فَلَنْ تَجِدَ لَهُ (٢) سَبِيلاً) : من الدين (٣) تيسيرا عليهم سلوكه.

٨٩ ـ (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) : يدلّ على أنّ الآية الأولى في المنافقين من أهل مكّة دون المنافقين من أهل المدينة ، وفيهم قوله : (الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) [النّساء : ٩٧].

(فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ) : لا توالوهم (٤) موالاة المسلمين فيما بينهم ، ولا موالاة الحلفاء (٥).

(فَإِنْ تَوَلَّوْا) : أعرضوا عن الهجرة ، أو هاجروا ثمّ أفسدوا الهجرة (٦).

٩٠ ـ (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ) : نزلت في المتّصلين بسراقة بن جعشم المدلجيّ وهلال بن عويمر الأسلميّ وسائر بني مدلج وأسلم (٧) ، كان بعضهم صالح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يكون له ولا عليه ، وبعضهم آمن به وصدّقه ولم يهاجر ولم يدعهم رسول الله إلى الهجرة ، وكان هذا حين هاجر ومعه أبو بكر وعامر بن فهير وعبد الله بن أريقط ، وكانوا يستقبلونه في الطّريق ليلا ونهارا أفواجا وفرادى ، ويشاهدون منه الآيات ، فيتّخذون (٨) لأنفسهم وعشائرهم عنده عهدا يأمنون بها عند ظهوره على قومه.

والمراد بالمتّصلين المنضمّون من قريش وسائر أهل الحرب إلى هؤلاء ليكونوا على حكمهم ، أمر الله أن يسالمهم أيضا (٩). وقال أبو عبيدة (١٠) : والمراد بالمتّصلين من رجع إلى هؤلاء في النسبة ؛ لأنّهم دخلوا في عموم أمانه لعشائرهم.

والمراد بقوله : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) جماعة من المستأمنين الذين قدموا المدينة أن يجيرهم (١١) ، كما قال : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) [التّوبة : ٦].

__________________

(١) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ٢٢٠ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧.

(٢) في الأصل وك وب : تجدوا ، بدل (تجد له) ، وهو خطأ.

(٣) في الأصل وك : الذين. وينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٦٦ ، ومجمع البيان ٢ / ١٥١.

(٤) في الأصل وع : لا توالاهم ، وهو تحريف.

(٥) في ب : الخلفاء. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٢.

(٦) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٢ ، والكشاف ١ / ٥٤٧ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٢٢٢.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٦٨ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٨٥.

(٨) في ب : فيأخذون.

(٩) ينظر : تفسير القرطبي ٥ / ٣٠٩.

(١٠) ينظر : مجاز القرآن ١ / ١٣٦.

(١١) في ك وع : يجرهم ، وفي ب : يجريهم. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٨٦.

٥١٥

(حصرت صدورهم) : «ضاقت» (١) ، ونوت (٢) الإمساك والكفّ عن قتال الفريقين.

و «(الحصر) : البخيل» (٣).

وقوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ) : يذكر نعمة الدفع إيّاهم ليشكروا وليسارعوا في الإجارة (٤). و (التّسليط) : التّخلية بين القادر والمقدور (٥).

(فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ) : اجتنبوكم (٦).

(فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ) : بيان لاعتزالهم.

(وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) : أي : سالموا وأسلموا غير مهاجرين (٧).

(فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ) : جواب. بهذه الشّرائط لم يجعل الله لكم عليهم (٨) حجّة في قتالهم ونهب أموالهم.

٩١ ـ (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ) : نزلت في أمثال نعيم بن مسعود الأشجعيّ وأشباهه ، كانوا يظهرون الصّلح مكرا (٩) وحيلة.

ويحتمل أنّها في الذين نافقوا وأظهروا الإسلام ، لا هاجروا ولا اتّصلوا بأصحاب (١٠) المواثيق ولكن أقاموا بين ظهراني قريش معتذرين بأنّهم مستضعفون (١١) وهم كاذبون ، فأمر الله بأسرهم وقتلهم حيث ثقفوا.

ويجوز قتل المنافق إذا اطّلع على كفره (٨٥ ظ) لقوله تعالى في المنافقين : (أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) [الأحزاب : ٦١] ، وإنّما لم يقتل ابن أبيّ بن سلول وأصحابه لنوع من المصلحة ، ألا ترى أنّه لم ينكر على المستأذن في قتله.

٩٢ ـ (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً) : نزلت في عياش بن ربيعة المخزوميّ ، كان قد خرج مهاجرا ، فتبعه أبو جهل أخوه من أمّه والحارث بن زيد وردّاه إلى مكّة وعذّباه على

__________________

(١) اللغات في القرآن ٢٢ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٢٣ ، وتفسير غريب القرآن ١٣٤.

(٢) في ب : وتوقيك.

(٣) لسان العرب ٤ / ١٩٤ (حصر).

(٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٦١.

(٥) ينظر : لسان العرب ٧ / ٣٢١ (سلط).

(٦) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ١٥٧ ، والكشاف ١ / ٥٤٨ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٢٢٥.

(٧) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٨٧ ، وزاد المسير ٢ / ١٦٩ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٣١.

(٨) ساقطة من ك. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٣٨٣.

(٩) في ب : بكرا ، وهو تحريف. وينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٧٤ ، وزاد المسير ٢ / ١٦٩ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٣١١.

(١٠) في ب : بإضمار ، وهو تحريف. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٣١.

(١١) في ب : مستضعفين ، وهو خطأ ، وبعدها في ك : كافرون ، بدل (كاذبون).

٥١٦

إسلامه ، ثمّ تخلّص منهما وهاجر ، وحلف بالله أن يقتل الحارث حيثما يراه ، ثمّ أسلم الحارث ولم يعلم به عيّاش فرآه ذات يوم وحده (١) في ظهر فناء فقتله ، ثمّ سمع بإسلامه فندم ، فأنزل الله الآية (٢).

(ما كان) : ما جاز (٣) لمؤمن أن يقتل مؤمنا عمدا ، المستثنى والمستثنى (٤) منه أحد اسمي الباقي ، وليس على هذا التّقدير دليل إباحة القتل خطأ ؛ لأنّه كالمسكوت (٥) عنه ، وإثبات الشّيء بالذّكر لا يدلّ على نفي ما عداه. ويحتمل أنّ معناه قتل المؤمن المؤمن منهيّ عنه معاقب عليه إلّا في الخطأ ؛ لأنّ النّهي لا يتصوّر مع عدم القصد ، والعقاب على الفعل لا يثبت مع الخطأ والنّسيان. ويحتمل ما جاز لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلّا خطأ ، فإنّ ذلك جائز مباح إذا كان غالب ظنّه أنّه كافر وأنّه (٦) يريد القتل.

(فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) : عتق عبد أو أمة ، ويجزئ في ذلك الرّضيع الذي أحد أبويه مسلم (٧).

و (الدّية) : قيمة الدّم ، وهي مئة من الإبل : عشرون بنت مخاض ، وعشرون ابن مخاض ، وعشرون بنت لبون ، وعشرون حقة ، وعشرون جذعة ، لما روي عن خشف بن مالك الطّائيّ عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى بالدّية في الخطأ أخماسا (٨). وعن عبيدة السّلمانيّ أنّ عمر جعل الدّية على أهل الذّهب ألف دينار ، وعلى أهل الورق عشرة آلاف درهم (٩).

(إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا) : أي (١٠) : يتصدّقوا الدّية دون الرّقبة ؛ لأنّ الرّقبة خالص (١١) حقّ الله تعالى.

(فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) : أسلم في دار الحرب وأقام به ، هكذا روي (١٢) عن عطاء بن السائب عن أبي عياض.

__________________

(١) في ع : وجده.

(٢) ينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٦٩ ـ ١٧٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٦٢.

(٣) في ب : جاوز ، والواو مقحمة. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٤.

(٤) ساقطة من ب.

(٥) في ب : كالسكوت.

(٦) في ك : فإنه.

(٧) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ٢٣١ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٣١٤.

(٨) ينظر : المبسوط للشيباني ٤ / ٤٤٤ ـ ٤٤٩ ، والمعجم الكبير ٩ / ٣٤٨ ، وسنن الدارقطني ٣ / ١٧٢.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ ، والقرطبي ٥ / ٣١٦.

(١٠) في ع : أن.

(١١) في ك : خاص.

(١٢) ساقطة من ك ، وبعدها : من ، بدل (عن). ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ١٦٢ ، وفتح القدير ١ / ٥٠٠.

٥١٧

(وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ) : المقتول من جملة المعاهدين ، وهو معاهد غير مؤمن فالواجب عليكم دية (مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ) كما في المسلم (١) ، أبو داود عن الزهريّ عن سعيد بن المسيب أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى في كلّ ذي عهد في عهده يقتل بديته ألف دينار (٢).

(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) : أي : الرّقبة (٣).

(تَوْبَةً) : نصب ؛ لأنّه مفعول له (٤).

٩٣ ـ (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً) : على سبيل الاستحلال (٥) ؛ لأنّها نزلت في شأن مقيس بن ضبابة ، وذلك أنّ بني النّجّار قتلوا أخاه هشام بن ضبابة (٦) خطأ ، فذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبعث الفهري معه إلى بني النّجّار ليوفوه دية أخيه ، فذهب الفهريّ معه فأدّى الرّسالة وأخذ له الدّية ورجعا جميعا ، فلمّا كان ببعض الطّريق أنف مقيس (٨٦ و) من الاقتصار على الدّية ، وحدّثته نفسه بقتل الفهريّ رسول (٧) رسول الله فقتله ، قال (٨) : [من الطويل]

قتلت به فهرا وحملت عقله

سراة بني النجار أرباب فارع

فأدركت ثأري واضطجعت موسدا

فكنت إلى الأوثان أوّل راجع

فأنزل الله الآية في شأنه (٩) ، وهذا سبب مرويّ فصار كالمتلوّ فوجب تعليق الحكم به.

و (التّعمّد) تفعّل من العمد ، وهو القصد الصّادق (١٠). وقيل : العمد عندنا ما (١١) يوجد بالسّلاح أو ما يجري مجرى السّلاح في تفريق الأجزاء ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (كلّ شيء خطأ إلّا السّيف) (١٢).

وإن أجرينا على العموم فالمراد بالخلود خلود متناه (١٣).

٩٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) : نزلت في أسامة بن زيد أو

__________________

(١) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٨٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣.

(٢) ينظر : المراسيل ٢١٥ ، والدراية ٢ / ٢٧٥ ، وشرح سن ابن ماجه ١٩٠.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٩١ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٨٨ ، وزاد المسير ٢ / ١٧٢.

(٤) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٤٨١ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٦ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٦٤.

(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٩٠ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٣٣٤.

(٦) (وذلك أن ... ضبابة) مكررة في ب.

(٧) ساقطة من ك.

(٨) بعدها في ك : الشاعر ، وهي مقحمة.

(٩) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٩٠ ـ ٣٩١ ، وأسباب نزول الآيات ١١٤ ـ ١١٥ ، وزاد المسير ٢ / ١٧٣.

(١٠) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٩٤ ، ومجمع البيان ٣ / ١٥٩.

(١١) ساقطة من ع.

(١٢) الديات ٢٧ ، وسنن الدارقطني ٣ / ١٠٦ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٨ / ٤٢.

(١٣) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ٢٣٧ ـ ٢٣٩.

٥١٨

مثله ، عن أبي ظبيان أنّ أسامة بن زيد قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سريّة إلى حرقات (١) من جهينة ، فأتيت على رجل فذهبت لأطعنه فقال : لا إله إلّا الله ، فطعنته وقتلته ، فجئت إلى (٢) النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته وقال : قتلته وقد شهد أن لا إله إلّا الله؟ قلت : يا رسول الله قالها تعوّذا ، قال : ألا شققت عن قلبه.

وعن خالد بن الوليد أنّه سار في قوم (٣) من جذيمة يقولون : صبأنا صبأنا ، أي : أسلمنا (٤) ، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهمّ إنّي أبرأ إليك من (٥) صنع خالد.

وإنّما قال : (إذا ضربتم) ؛ لأنّ هذه الواقعة تقع للمسافرين في الغالب (٦).

(عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) : ما يعرض من المال في الحياة الدنيا ، وجمعه : أعراض ، أي : إنّما تبادرونهم بالقتل لتغنموا أموالهم (٧).

(فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) : صرف لهممهم عن مال المقتول إلى ما عند الله (٨).

(كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ) : مشركين قبل (٩) إسلامكم ، أو مسلمين بين الكفّار (١٠).

(فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ) : أنعم الله (١١) عليكم بصرفكم عن تلك الحالة إلى هذه الحالة.

٩٥ ـ (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ) : نزلت في تفضيل المجاهدين على القاعدين (١٢).

وفيها دليل بأنّ الجهاد فرض على الكفاية ؛ لأنّه وعد القاعد بالحسنى (١٣).

عن قتادة قال : أملى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على زيد بن ثابت : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ

__________________

(١) في ك وع : حرفات ، وفي مصادر التخريج : الحرقات ، ينظر : الديات ١٠ ـ ١١ ، والسنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٧٦ ، وتاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٣٦٦ ، والحرقات من جهينة هم بنو جهيش بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة ، ينظر : فتح الباري ٧ / ٥١٧.

(٢) ساقطة من ب.

(٣) في ع : يوم.

(٤) في ك : سلمنا ، وبعدها في النسخ الأربع : سيره أسامة ، بدل (فجعل خالد يقتل منهم ويأسر) ، وما أثبته من صحيح البخاري ٥ / ١٠٧ ، وينظر : سنن النسائي ٨ / ٢٣٧ ، وصحيح ابن حبان ١١ / ٥٤.

(٥) ساقطة من ب.

(٦) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٦٦ ، ومجمع البيان ٣ / ١٦٤.

(٧) ينظر : زاد المسير ٢ / ١٧٥ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠.

(٨) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٩٤ ، ومجمع البيان ٣ / ١٦٤ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٣٤٠.

(٩) النسخ الثلاث : مشركا في ، بدل (مشركين قبل). وهو قول مسروق وقتادة وابن زيد ، ينظر : زاد المسير ٢ / ١٧٦.

(١٠) وهو قول سعيد بن جبير ، ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٧٠ ، وتفسير الطبري ٥ / ٣٠٦ ، وتفسير القرآن العظيم ١ / ٥٥٢.

(١١) ليس في ك.

(١٢) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ٦.

(١٣) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٦٩ ، والتفسير الكبير ١١ / ٩ ، وتحفة الأحوذي ٥ / ٢٥٦.

٥١٩

الْمُؤْمِنِينَ) ، فجاء (١) ابن أمّ مكتوم وهو يمليها قال : يا رسول الله لو استطعت لجاهدت ، قال زيد : فأنزل الله [الآية](٢) على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفخذه على فخذي حتى ظننت أنّه يرضّ فخذي ، ثمّ سرّي عنه ونزل (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) : أصحاب العلل الضّارّة المانعة عن المقاصد سواء كانت في البصر أم غيره (٣).

(دَرَجَةً) : رتبة وشرفا ، أو منازل الجنّة (٤) ، نصب على التفسير.

و (الْحُسْنى) : نعت (٥) للحالة ، أو للخصلة ، ونقيضها : السّوأى.

٩٦ ـ (دَرَجاتٍ) : نصب على التفسير ، وقد يكون التفسير (٦) بلفظ الواحد ، ويكون بلفظ الجمع.

٩٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ) : نزلت في منافقي مكّة (٧).

(ظالِمِي) : نصب على الحال ، تقديره : ظالمين (٨).

(أَنْفُسِهِمْ) : معرّف بمعنى النّكرة.

(فِيمَ) : في ما ذا (كُنْتُمْ) : من الدّين ، والسّؤال (٩) سؤال توبيخ.

٩٨ ـ (لا يَسْتَطِيعُونَ) : حال لهم ، تقديره : غير مستطيعين (١٠).

(حِيلَةً) : احتيالا (٨٦ ظ) في التّخلّص والهجرة ، والحيلة : التّصرّف النّافد اللّطيف (١١).

(وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) : طريقا من مكّة إلى المدينة (١٢) ، أو طريقا في المكايدة والاحتيال (١٣).

٩٩ ـ (أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) : زلّاتهم وذنوبهم لا تخلّفهم عن الهجرة ؛ لأنّ ذلك لم يكن منهم (١٤).

__________________

(١) في ك : قام.

(٢) من ب.

(٣) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٦٩ ، وتفسير الطبري ٥ / ٣١٠ ، والبغوي ١ / ٤٦٧.

(٤) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٤٨٣.

(٥) ساقطة من ك. وينظر : الكشاف ١ / ٥٥٤.

(٦) (وقد يكون التفسير) ساقطة من ب. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٩٣ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٣٤٤.

(٧) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٩٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٦٩ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٤٧.

(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٩٤ ، وإعراب القرآن ١ / ٤٨٤ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٦.

(٩) في ك : فالسؤال. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٦٩ ، والكشاف ١ / ٥٥٥.

(١٠) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٤٨٤ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٠٧ ، والفريد ١ / ٧٨٥.

(١١) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٣٤٩.

(١٢) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٧٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٤٠٠ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٧٠.

(١٣) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٣٤٩.

(١٤) ينظر : تفسير القرطبي ٥ / ٣٤٧ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٤٩.

٥٢٠