درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٣٢
الجزء ١ الجزء ٢

(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) : يدلّ أنّهم كانوا بهذه الخصال محسنين (١).

١٤٩ ـ لمّا حذّر الله المؤمنين الانقلاب على أعقابهم إن مات رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو قتل ذكر السّبب الدّاعي إلى ذلك ليحذروه ، وهو طاعة الكفّار (٢).

١٥٠ ـ (بَلِ اللهُ) : (بل) : للإضراب عن الأوّل والإقبال على الثاني (٣) ، أي : بل الله هو أهل لأن يطاع لا الذين كفروا (٤).

١٥١ ـ (سَنُلْقِي) : قيل : لمّا انصرف أبو سفيان عن أحد قال : أين الموعد؟ فأمر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يقول : بدر الصّغرى ، فرجع على ذلك ، فلمّا كان وقت ذلك (٥) ألقى الله (فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ)(٦) فلم يحضروا ، وأرسلوا نعيم بن مسعود الثّقفيّ يخوّف المسلمين لئلا يخرجوا ، وفي ذلك أنزل الله : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) [آل عمران : ١٧٣].

و (الرُّعْبَ) : «الخوف» (٧).

(بِما أَشْرَكُوا) : الباء للسّبب (٨).

(بِاللهِ) : الباء بمعنى (مع).

(بِهِ) : أي : بعبادته وإشراكه.

«و (السّلطان) : الحجّة والبرهان» (٩) ، قال الله : (لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ) [الرّحمن : ٣٣] ، وقال : (لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ) [الكهف : ١٥]. وكلّ معبود دون الله لم ينزّل الله به سلطانا قطّ.

و (المثوى) : موضع اللبث والثواء (١٠).

١٥٢ ـ (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ) : أنزل الله تثبيتا للمؤمنين وحسما للخواطر الفاسدة ، وبيّن

__________________

(١) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٦٣ ، والتفسير الكبير ٩ / ٢٩.

(٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ١٤.

(٣) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ١٥ ، ومجمع البيان ٢ / ٤١٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٨٢.

(٤) ينظر : زاد المسير ٢ / ٣٩ ، والتفسير الكبير ٩ / ٣١ ، والبحر المحيط ٣ / ٨٢.

(٥) (فلما كان وقت ذلك) ساقطة من ب.

(٦) في الأصل وع : في قلوب الكفار الرعب ، وفي ب : في قلوب الرعب الكفار.

(٧) الوجيز ١ / ٢٣٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦١ ، وزاد المسير ٢ / ٣٩.

(٨) ينظر : الكشاف ١ / ٤٢٥ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٢٣ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٠١.

(٩) التبيان في تفسير القرآن ٣ / ١٦ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٢٣ ، والتفسير الكبير ٩ / ٣٣.

(١٠) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ١٧ ، وزاد المسير ٢ / ٣٩ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٣٣.

٤٤١

أنّه (١) صدق وعده بالتّمكين من أصحاب الألوية وأبي عزّة الجمحيّ وأمثاله وردّ (٢) الكفّار أجمعين يوم أحد من أوّل الالتقاء إلى أن عصت الرّماة بتركهم المركز بعد ما أراهم الله ما يحبّون من النصرة والظّفر ، وتنازعوا واختلفوا فيما بينهم ، وفشلوا بما سمعوا من الإرجاف (٧٦ ظ) أنّ محمّدا قد قتل ، ثمّ صرفهم بعد ذلك عن الكفّار بما كسبوا ، وأدالهم منهم ليمتحنهم بالقتل والشّدائد عقوبة لتركهم المركز ، وإنّما عفا عنهم كما عفا عن بني إسرائيل بعد الموت وقتل الأنفس (٣).

(تَحُسُّونَهُمْ) : تهلكونهم بمشيئته وأمره ، يقال : البرد محسّة للنّبت (٤).

وقوله : (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا) ، الآية ، قيل (٥) : عارض. وقيل : بيان لحالهم عند تركهم المركز فإنّ بعضهم (٦) ترك للغنيمة وبعضهم للجهاد ومباشرة القتال والوقت (٧).

١٥٣ ـ والمراد بقوله : (إِذْ تُصْعِدُونَ) وقت صرفهم وابتلائهم.

و (الإصعاد) : هو الذهاب في الصّعود وهو الارتقاء (٨) ، وقيل (٩) : الإصعاد : الإبعاد في الأرض ، وقيل (١٠) : أن تذهب على وجهك (١١) ولا تميل.

(وَلا تَلْوُونَ) : لا تثنون ولا تعرّجون (١٢).

(فِي أُخْراكُمْ) : أي : «من ورائكم : (١٣) ، يقول : إليّ عباد الله ، [إليّ](١٤) يا أهل سورة البقرة وآل عمران.

(غَمًّا بِغَمٍّ) : أي : على (١٥) غمّ. فالأوّل الهزيمة ، والثاني ما ذكره ابن جريج أنّ أبا سفيان لمّا توسّط الشّعب وقف فظنّ المسلمون أنّه سوف يميل عليهم فأنساهم ذلك الغمّ الأوّل (١٦).

__________________

(١) في ب : الله.

(٢) مكررة في ب.

(٣) في ب : النفس. وينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٦٦ ـ ١٦٩.

(٤) ينظر : مجمل اللغة ٢ / ١٠ ـ ١١ ، ومفردات ألفاظ القرآن ٢٣١ ـ ٢٣٢ (حسّ) ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٣٥.

(٥) ينظر : المجيد ٢١٦ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٦) في ب : بعض.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٧٣ ـ ١٧٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٧٨ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ١٨٢.

(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٧٨ ـ ٤٧٩ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ١٨٣.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٣٩ ، وتفسير الطبري ٤ / ١٧٧ ، والقرطبي ٤ / ٢٣٩.

(١٠) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ١٨٣.

(١١) في ب : وجهه.

(١٢) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٤٩٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢١ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٢.

(١٣) تفسير البغوي ١ / ٣٦٢.

(١٤) من ع وب. وينظر : الوجيز ١ / ٢٣٨ ، والكشاف ١ / ٤٢٧.

(١٥) في ك : غما. وينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ٤٢٤ ، وتفسير الطبري ٤ / ١٧٩ ـ ١٨٠ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٢٦.

(١٦) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٨١ ـ ١٨٤ ، والبغوي ١ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣.

٤٤٢

وقيل (١) : غمّكم مكان ما غممتم نبيّه لترك إجابته.

(لِكَيْلا) : أي : إنّما أثابكم غمّا لئلا (تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ) من الغنائم (وَلا ما أَصابَكُمْ) من العناء والمشقّة والجراح (٢) ، قيل : هذا الغمّ الثاني (٣) الذي أنساكم الغمّ الأوّل مخافة الاستئصال.

و (الغمّ) : حزن كأنّه يغشى القلب ويستره لما يشغله عن كلّ شيء (٤).

١٥٤ ـ (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ) : والقصّة أنّ أبا سفيان لمّا وعدهم الرّجوع تهيّأ المسلمون للقتال ، وطارت قلوب المنافقين ، فأنزل الله (أَمَنَةً) على المسلمين حتى غشيهم النّعاس وامتازوا عن المنافقين (٥). وذلك أدلّ دليل على وفور الأمن وزوال الخوف ، ولذلك قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (النّعاس في الحرب من الرّحمن وفي الصلاة من الشّيطان) (٦). روى أنس عن أبي طلحة قال : أغشانا (٧) النّعاس يوم أحد ونحن في مصافّنا (٨).

(أَهَمَّتْهُمْ) : شغلتهم (أَنْفُسُهُمْ) عن كلّ شيء حتى لم يهتمّوا إلا لأنفسهم (٩).

و (غَيْرَ الْحَقِّ) : هو الباطل (ظَنَ) أهل (الْجاهِلِيَّةِ)(١٠).

ثمّ بيّن ظنّهم فقال (١١) : (يَقُولُونَ) ، أي : في أنفسهم (هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ (١٢) شَيْءٍ) : على وجه الإنكار ، أي : ما لنا من الخير والظّفر والفلاح من شيء في متابعة هذا الرجل وفي هذه الحروب (١٣).

وقوله : (لَوْ كانَ) : استدلالهم الفاسد واعتبارهم الباطل ، فبيّن الله تعالى أنّ المعلوم المقدّر كائن لا محالة (١٤) ، وذلك وحده لا يدلّ على حقّ وباطل إذ هو علم في جميع الحيوان.

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٧٩ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٤٩٦ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٣.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٨٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٧٩ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٤٩٧.

(٣) ساقطة من ك.

(٤) ينظر : تفسير القرطبي ٤ / ٢٤٠.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٨٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٩٢.

(٦) ينظر : مصنف عبد الرزاق ٢ / ٤٩٩ ، ومصنف ابن أبي شيبة ٤ / ٢١١ ، ومجمع الزوائد ٦ / ٣٢٨.

(٧) في ب : غشينا.

(٨) ينظر : مسند أحمد ٤ / ٢٩ ، وسنن الترمذي ٥ / ٢٢٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٣. والمصافّ : جمع مصفّ وهو الموقف في الحرب ، ينظر : تحفة الأحوذي ٨ / ٢٨٥.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٨٩ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٢١ ، والتفسير الكبير ٩ / ٤٥ ـ ٤٦.

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٩٠ ، والبغوي ١ / ٣٦٤ ، والكشاف ١ / ٤٢٨.

(١١) في الأصل وع وب : فقالوا.

(١٢) ليس في ب.

(١٣) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٦٤ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٢١ ، وزاد المسير ٢ / ٤٣ ـ ٤٤.

(١٤) ينظر : التفسير الكبير ٩ / ٤٩.

٤٤٣

(كُتِبَ) : قدّر وقضي (١).

و (المضجع) : موضع الإضجاع (٢). والمراد بالمضاجع ههنا المصارع (٣).

١٥٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ) : نزلت في المنهزمين يوم أحد ، منهم من انهزم ساعة ، ومنهم من رجع إلى المدينة ، (٧٧ و) ومنهم من خرج إلى جلعب (٤) ، جبل بالمدينة ، فلم يرجع إلا (٥) بعد ثلاث.

(اسْتَزَلَّهُمُ) : بأن خوّفهم أن يقتلوهم قبل التوبة والإقلاع عن الذّنوب والمظالم. وإنّما توصّل إلى تخويفهم بشؤم (٦) تركهم المركز ، فعفا الله عنهم أجمعين (٧).

١٥٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : نزلت في المؤمنين تحذيرا أن يكونوا كالمنافقين (٨).

وإنّما قال : (إِذا ضَرَبُوا) ولم يقل : إذ ضربوا ؛ لأنّ المراد هو الإخبار عن عادتهم في الحال والماضي والمستقبل دون الإخبار عن فعلة واحدة فيما مضى (٩).

و (غُزًّى) : جمع (غازي) ، كركّع وسجّد جمع راكع وساجد (١٠).

و (الغزو) : الخروج إلى القتال (١١).

(لِيَجْعَلَ اللهُ) : «لام العاقبة» (١٢).

وإنّما يصير (ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ) لافتضاحهم في الدنيا وخسرانهم في الآخرة (١٣).

والله هو المحيي والمميت في الحقيقة لا (١٤) هذه الأسباب الموهمة للموت (١٥).

__________________

(١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ١٨٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٤ ، والبحر المحيط ٣ / ٩٦.

(٢) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٨٧.

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ١٨٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٤ ، والكشاف ١ / ٤٢٩.

(٤) في ب : جدحب. وينظر : معجم البلدان ٢ / ١٥٤ ، ولسان العرب ١ / ٢٧٥ (جلعب) ، والضّبط منه.

(٥) في ع وب : إلى. وينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٩٣ ـ ١٩٤ ، والبحر المحيط ٣ / ٩٧.

(٦) في ك : لشؤم.

(٧) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٥٠٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٤.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٩٥ ـ ١٩٦ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٦.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، وتفسير الطبري ٤ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٥.

(١٠) ينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ٤٢٦ ، وتفسير غريب القرآن ١١٤ ، وإعراب القرآن ١ / ٤١٤.

(١١) ينظر : التفسير الكبير ٩ / ٥٥.

(١٢) التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٧ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٢٤ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٢٧.

(١٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ١٩٠ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٤٧.

(١٤) في ع وب : لأن.

(١٥) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ١٩٨ ، والتفسير الكبير ٩ / ٥٦ ، والبحر المحيط ٣ / ١٠١ ـ ١٠٢.

٤٤٤

١٥٧ ـ واللام في قوله : (لَمَغْفِرَةٌ) جواب (لئن) (١).

(خَيْرٌ) : لكم. وذلك لأنّ القتيل والميّت محتاجان إلى مغفرة ورحمة من الله ، مستغنيان من حطام الدنيا ، فما يحتاجان إليه أبدا هو (خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ممّا يستغنيان عنه (٢).

١٥٨ ـ (وَلَئِنْ مُتُّمْ) : بشرى للعارفين وتطميع (٣) للمحسنين وتنبيه للمذنبين وتقريع للكافرين (٤).

١٥٩ ـ (فَبِما رَحْمَةٍ) : (ما) : صلة عند الكوفيّين (٥) ، وقائم مقام (شيء) عند البصريّين والرّحمة كالبدل والبيان (٦).

و (اللّين) : ضدّ الخشونة والفظاظة ، ورجل ليّن الجانب إذا كان رقيقا سهل المأخذ (٧).

و (الفظّ) في الأصل : ما في الكرش من الفرث ، ورجل فظّ : سيّئ العشرة والخلق (٨).

وإنّما زاد (غلظ القلب) في الوصف للتّأكيد ؛ لأنّ من الناس من يكون رقيق القلب سريع الرّضا حسن المرجع مع (٩) سوء الخلق والعشرة.

و (الانفضاض) : التّفرّق والانتشار (١٠).

(فَاعْفُ عَنْهُمْ) : يقتضي إباحة العفو (١١).

(وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) : على الوجوب (١٢).

(وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) : على النّدب والإباحة (١٣). والمعنى فيه استمالة قلوب القوم بالإصغاء إليهم وبإشراكهم في إمضاء الأمر (١٤).

__________________

(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٨ ، والكشاف ١ / ٤٣١ ، والتفسير الكبير ٩ / ٥٨.

(٢) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٩.

(٣) في ع : وتطييع.

(٤) (وتقريع للكافرين) ساقطة من ب. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٣٠.

(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٤٤ ، وللأخفش ١ / ٤٢٧ ، وتفسير غريب القرآن ١١٤.

(٦) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ١٧٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٠٥ ، والفريد ١ / ٦٥٢.

(٧) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٦٥.

(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٣ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٣١ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧.

(٩) ساقطة من ع. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٣١ ، وزاد المسير ٢ / ٤٧ ، والتفسير الكبير ٩ / ٦٣ ـ ٦٤.

(١٠) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١١١ ، وتفسير غريب القرآن ١١٤ ، والكشاف ١ / ٤٣١.

(١١) ينظر : مجمع البيان ٢ / ٤٢٩.

(١٢) ينظر : التفسير الكبير ٩ / ٦٥.

(١٣) وهو قول الشافعي ، ينظر : التفسير الكبير ٩ / ٦٧ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٥٠.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٠٣ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ١٩٣ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٣٢.

٤٤٥

(فَتَوَكَّلْ) : فرض لازم لا يسع تركه (١).

١٦٠ ـ في قوله : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ) بيان المعنى الموجب للتّوكّل (٢).

وخذلانك صاحبك : وكولك (٣) إيّاه إلى قدر نفسه بلا إعانة ولا توفيق إرادة منك هوانه ، يقال : ظبية خذول ، إذا قعدت عن تعهّد ولدها (٤). وقالت (٥) الأشعرية : الخذلان نسخ قدرة الخير بقدرة الشّرّ.

١٦١ ـ (وَما كانَ لِنَبِيٍّ) : نزلت في يوم بدر ، فقدوا قطيفة حمراء فاتّهم بعض المنافقين أو الجهّال رسول الله (٦).

و (الغلول) : الخيانة (٧) ، وأصله من انغلال (٨) الماء بين الأشجار (٩).

وتواترت الأخبار في تعظيم شأن غلول الغزاة في الغنيمة (١٠).

١٦٢ ـ اتّباع رضوان الله : اتّباع ما يرضاه من الأفعال كالأمانة ، والذي (باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ) هو الغالّ ونحوه (١١). و (السخط) : إرادة الخذلان والشّرّ (١٢).

١٦٣ ـ معنى (هُمْ دَرَجاتٌ) : أنّ المتّبعين رضوان الله والذين باؤوا بسخط منه (٧٧ ظ) ليسوا في درجة واحدة ولكنّهم ذوو درجات ومدارج (١٣). وأمّا أهل الجنّة فأمرهم معروف وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ أهل الجنّة ليتراءون (١٤) أهل علّيّين كما ترون الكوكب الدّرّيّ في أفق السماء وإنّ أبا بكر وعمر منهم وأنعما (١٥). وأمّا أهل النار فإنّ لهم دركات لا محالة بعضها أسفل من بعض ،

__________________

(١) ينظر : التفسير الكبير ٩ / ٦٧ ـ ٦٨ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٥٢.

(٢) ينظر : البحر المحيط ٣ / ١٠٥.

(٣) في ب : وكفلك ، وهو تحريف.

(٤) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٥٠٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٨٨.

(٥) في الأصل وك وع : وقالنا.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، والوجيز ١ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٦.

(٧) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١١١ ، وتفسير غريب القرآن ١١٤ ، والعمدة في غريب القرآن ١٠٣.

(٨) في ب : الغلال.

(٩) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٤ ـ ٤٨٥ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٥٠٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٣٥.

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢١٠ ـ ٢١٤ ، والبغوي ١ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، والقرطبي ٤ / ٢٥٨.

(١١) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢١٥ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ١٩٦ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٣٦.

(١٢) ينظر : لسان العرب ٧ / ٣١٢ ـ ٣١٣ (سخط).

(١٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٦ ـ ٤٨٧ ، وتلخيص البيان ٢٢ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٨.

(١٤) في ب : يتراءون.

(١٥) ينظر : مسند الحميدي ٢ / ٣٣٣ ، والمعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي ٢ / ٦٠٣ ، والفردوس بمأثور الخطاب ١ / ٢٣٠. وأنعما : أي : زادا فضلا ، وقيل : صارا إلى النعيم ودخلا فيه كما يقال : أشمل إذا دخل في الشّمال ، ينظر : فيض القدير ٢ / ٤٣٦ ، وتحفة الأحوذي ١٠ / ٩٨.

٤٤٦

ولا يكون بعضها أسفل إلا وبعضها أعلى ، فالأعلى درجة بمقابلة الأسفل (١).

١٦٤ ـ (لَقَدْ مَنَّ اللهُ) : اتّصالها بما قبلها من حيث ذكر المنن في قوله : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) [آل عمران : ١٥٩](٢). ووجه المنّة ههنا أنّه لو كان من غير العرب لمنعتهم النّخوة العربيّة عن الإيمان به ، ولما فهموا كلامه ، ولا نالوا به شرفا ومجدا ، فأرسل إليهم (رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) عرفوه وامتحنوه وسمّوه أمينا قبل دعوته ليزيدهم أسباب الإيمان. وإن أجرينا على العموم فهو من أنفسنا ؛ لأنّه آدميّ مثلنا من ذرّيّة نوح تمكننا متابعته في هديه وسمته ، ولا تنفر عنه طباعنا (٣).

(وَإِنْ كانُوا) : ما كانوا إلا في ضلالة (٤) ، كقوله : (وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) [الشّعراء : ١٨٦] ، واللام مكان الاستثناء (٥). وقيل : المبالغة ، أي : يرشدهم وإن كانوا غير راشدين ، لنوع تأكيد.

١٦٥ ـ (أَوَلَمَّا) : استفهام بمعنى الإنكار (٦). وهو داخل على الفعل العامل في (لمّا) ، أعني قوله : (قُلْتُمْ) ، والواو للعطف على مضمر ، فكأنّه قال : أعصيتم أمر نبيّكم وقلتم (٧).

(قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها) : عارض ، وهو كالوصف لهذه المصيبة المذكورة (٨).

والمراد ب (مِثْلَيْها) ما أصابوا يوم بدر ووجه النّهار (٩) من يوم أحد إلى أن صرفهم الله عنهم بما كسبوا (١٠).

(قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) : قال الكلبيّ (١١) : هو من عند أنفسهم بتركهم المركز. وعن قتادة بخروجهم من (١٢) المدينة ، وكان من رأيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتحصّن بالمدينة ، وبذلك عبر رؤياه ، وأشار

__________________

(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٣٧ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٣٤ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٦٣.

(٢) ينظر : البحر المحيط ٣ / ١٠٨.

(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٧ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٣٥.

(٤) في ب : ضلال.

(٥) ينظر : تفسير القرطبي ٤ / ٢٦٤ ، والمجيد ٢٣٨ (تحقيق : د. عطية أحمد) ، والبحر المحيط ٣ / ١١٠.

(٦) ينظر : المجيد ٢٣٩ (تحقيق : د. عطية أحمد) ، البحر المحيط ٣ / ١١١ ، والدر المصون ٣ / ٤٧٣.

(٧) ينظر : الكشاف ١ / ٤٣٦ ، والمجيد ٢٣٩ (تحقيق : د. عطية أحمد) ، والبحر المحيط ٣ / ١١١.

(٨) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٠٧.

(٩) في ك : النار.

(١٠) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٨ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٠ ، والتفسير الكبير ٩ / ٨١.

(١١) (قل هو ... الكلبي) مكررة في ك. وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٤٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ١٩٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤١.

(١٢) ساقطة من ع.

٤٤٧

عليه ابن أبيّ بن سلول (١). وعن عليّ بأخذهم الفداء يوم بدر ، ولو قتلوا الأسارى لما بقيت للكفّار شوكة ، وقد عاتبهم الله على أخذ الفداء يومئذ حيث قال : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) [الأنفال : ٦٧](٢) ، وفيه بعد وغموض.

١٦٦ ـ (فَبِإِذْنِ اللهِ) : بمشيئته وتقديره (٣). والفاء لكونه (٤) مشبها بجواب الشّرط ؛ لأنّ (ما) مناسب (٥) للشّرط.

١٦٧ ـ (الَّذِينَ نافَقُوا) : خالفوا ظاهر أمرهم ، أراد ابن أبيّ بن سلول وأصحابه حين انخزلوا (٦).

وإنّما سمّي المنافق منافقا تشبيها باليربوع (٧) ، وذلك أنّ له جحرين يقال لأحدهما القاصعاء والآخر النّافقاء ، فإذا طلب من أحدهما خرج من الآخر ، وقيل : اليربوع يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض أرق (٨) التراب ، فإذا أرابه (٩) ريب رفع التّراب برأسه فخرج ، و (النّفق) : السرب ، ونفق الشّيء ، إذا دخل في السرب ، وتنفّقته إذا استخرجته (١٠).

(أَوِ ادْفَعُوا) : قاتلوا دفعا عن حريمكم إن لم تقاتلوا (١١) حسبة. وقيل (١٢) : كثّروا الجيش بخيلكم إن لم تقاتلوا ؛ لأنّ تكثير الجيش يؤثّر في قلوب الأعداء. (٧٨ و)

(لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً) : أي : لا يكون اليوم قتال ولو (١٣) علمنا أنّ اليوم قتال لكنّا معكم (١٤).

وإنّما جعلهم يومئذ إلى الكفر أقرب ؛ لأنّ المراد ظاهرهم ، كانوا قبل ذلك إلى الإيمان أقرب بما يظهرون من موالاة المؤمنين ، فصاروا يومئذ إلى الكفر أقرب لإظهارهم العداوة والخذلان ، ولو كان باطنهم مرادا لكانوا يومئذ وقبله وبعده سواء في كونهم كفّارا على الحقيقة عند الله (١٥).

__________________

(١) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٠ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٦٥.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٠ ـ ٤١ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٩.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٢٢ ، والوجيز ١ / ٢٤٢ ، وزاد المسير ٢ / ٥٣.

(٤) في ب : لكونها.

(٥) في ب : ناسب ، والميم ساقطة. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٢ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٣٨ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٦٥.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٢٣ ، والكشاف ١ / ٤٣٧ ، وزاد المسير ٢ / ٥٣.

(٧) في ع : لليربوع.

(٨) في ع : أراق.

(٩) مكانها في ك وب : أراد به.

(١٠) ينظر : زاد المسير ٢ / ٥٣ ، ولسان العرب ١٠ / ٣٥٨ ـ ٣٥٩ (نفق).

(١١) في ع وب : يقاتلوا ، وكذا ترد قريبا ، وكلاهما تصحيف. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٠٠ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٦٩ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٣٧.

(١٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٤٦ ، وتفسير الطبري ٤ / ٢٢٤ ، والكشاف ١ / ٤٣٧.

(١٣) في ك : وإن.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٢٣ ، والوجيز ١ / ٢٤٢ ، وزاد المسير ٢ / ٥٤.

(١٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٣ ـ ٤٤ ، والكشاف ١ / ٤٣٧ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٣٨.

٤٤٨

١٦٨ ـ (الَّذِينَ) : نصب ، بدل عن الأوّل (١).

(لِإِخْوانِهِمْ) : في النّسبة ، وبنو أعمامهم (٢). وقيل (٣) : إخوانهم في النّفاق الذين قاتلوا رياء لا جهادا فقتلوا.

و (القعود) : الجلوس ، ومجازه التّخلّف عن السّعي في الأمور (٤).

(قُلْ فَادْرَؤُا) : «ادفعوا» (٥)(الْمَوْتَ) : المكتوب عليكم عن (٦) أنفسكم.

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) : أنّهم لو قعدوا لصرفوا القتل المكتوب عليهم عن (٧) أنفسهم.

١٦٩ ـ (أَحْياءٌ) : رفع ؛ لأنّه خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : بل هم أحياء (٨). وقال الزّجّاج (٩) : لو كان منصوبا على تقدير : احسبهم أحياء ، لكان جائزا ، وليس كذلك ؛ لأنّ الأمر من الحسبان غير جائز (١٠).

١٧٠ ـ و (الفرح) : السّرور (١١). و (الفرح) (١٢) : ذو الفرح ، كالورع والوجل.

(وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ) : أي : كما يفرحون بأحوال أنفسهم فكذلك يفرحون بما يبشّرهم الله به من الوعد لإخوانهم (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(١٣).

١٧٢ ـ (الَّذِينَ اسْتَجابُوا) : نعت للمؤمنين (١٤).

واستجابتهم حين ندبهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قتال قريش ببدر الصّغرى ، وهو ماء لبني كنانة عليها بطن منهم (١٥). وقيل : إنّ قريشا لمّا رجعوا من أحد وكانوا (١٦) بالروحاء قال بعضهم

__________________

(١) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ١٧٨ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٤ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٦٩ ، والكشاف ١ / ٤٣٨ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٦٧.

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٠١ ، والكشاف ١ / ٤٣٨ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٦٧.

(٤) ينظر : لسان العرب ٣ / ٣٥٧ (قعد).

(٥) غريب القرآن وتفسيره ١١١ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٥٠٨ ، والعمدة في غريب القرآن ١٠٣.

(٦) في ك : من.

(٧) ساقطة من ب. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٥ ، والكشاف ١ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩.

(٨) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٤٠ ، والبحر المحيط ٣ / ١١٨.

(٩) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٨.

(١٠) ينظر : الإغفال ١ / ٥٨٩ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٤٠ ، والبحر المحيط ٣ / ١١٨.

(١١) ينظر : زاد المسير ٢ / ٥٦ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٧٥.

(١٢) مكررة في الأصل وع.

(١٣) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٧٢ ، والقرطبي ٤ / ٢٧٥.

(١٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٥ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٤٢.

(١٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٤ ، والقرطبي ٤ / ٢٧٩.

(١٦) في ك : وكان.

٤٤٩

لبعض : بئس ما صنعتم ، لا محمّدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم ، فبلغ ذلك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فندب المؤمنين إلى الخروج إليهم (١) ، فأجابوه بالسّمع والطّاعة ، ولمّا بلغ ذلك قريشا مضوا ولم يرجعوا (٢).

١٧٣ ـ (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) : القائل : نعيم بن مسعود الأشجعيّ وحده ، وذلك أنّه (٣) أراد المدينة فأتاه أبو سفيان وقال : إنّي واعدت محمّدا أن نلتقي ببدر الصّغرى وليس يتأتّى (٤) لي ذلك الآن ، وأكره أن يخرج هو وأصحابه ولا تخرج نحن فيزيده ذلك جرأة (٥) ، فثبّطه عن الخروج ولك عشرة من الإبل ، فقدم نعيم بن مسعود وخوّف المؤمنين فلم يصغوا إليه (٦).

(وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ) : «كافينا الله» (٧). أحسبك الشّيء ، إذا كفاك ، وأحسبك فلان ، إذا أعطاك حتى قلت : حسبي (٨).

و (الْوَكِيلُ) : الذي يوكل الأمر إليه (٩).

١٧٤ ـ (فَانْقَلَبُوا) : القصّة فيه (١٠) أنّهم لمّا وافوا بدرا الصّغرى سنة أربع من الهجرة أصابوا سوقا وربحوا ربحا كثيرا وكسبوا أجرا عظيما باستجابتهم (١١)

(لَمْ يَمْسَسْهُمْ) : قتال ولا شرّ (١٢). وعن عثمان قال : والله ربحت دينارا بدينار.

١٧٥ ـ (إِنَّما ذلِكُمُ) : الإشارة إليه كقوله : (ذلِكَ الْكِتابُ) [البقرة : ٢] ، و (الشَّيْطانُ) كالبيان للمشار (١٣) إليه.

(يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) : لأنّ قوله إنّما ينجع في قلوب أوليائه من الكفّار والمنافقين دون أولياء الله من المؤمنين ، (٧٨ ظ) إذ المؤمن لا يخاف غير الله (١٤).

__________________

(١) مكررة في ب.

(٢) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٥٠٩ ـ ٥١٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٥٠ ـ ٥١ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٣.

(٣) النسخ الأربع : لو ، والسياق يقتضي ما أثبت.

(٤) في ب : يأتي.

(٥) في ع : جمرات.

(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨٩ ـ ٤٩٠ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥.

(٧) معاني القرآن الكريم ١ / ٥١١ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٥٣ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٥.

(٨) ينظر : الكشاف ١ / ٤٤٢ ، ولسان العرب ١ / ٣١١ ـ ٣١٢ (حسب).

(٩) ينظر : الوجيز ١ / ٢٤٤ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٥ ، والكشاف ١ / ٤٤٢.

(١٠) في ك : فيهم.

(١١) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٤١ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٠ ، والوجيز ١ / ٢٤٤.

(١٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٠٨ ، والوجيز ١ / ٢٤٤ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٧٨.

(١٣) في ع : المشار. وينظر : الكشاف ١ / ٤٤٣ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٠٢.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٤٤ ، وزاد المسير ٢ / ٥٩ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٠٣.

٤٥٠

وقيل (١) : يخوّف بأوليائه ، كقوله : (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) [غافر : ١٥].

١٧٦ ـ (وَلا يَحْزُنْكَ) : نزلت في المنافقين ، عن مجاهد وابن إسحق (٢). وقيل : في رؤساء اليهود الذين كتموا نعت (٣) النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والنّهي مصروف إلى غير المنهيّ ، كقولك (٤) : لا أرينّك ههنا ، ولا يرينّك أحد.

والحزن لكفر الكافرين طاعة ما لم يجاوز الحدّ ، فالنّهي (٥) ههنا عن مجاوزة الحدّ في الحزن دون الحزن القليل ، كقوله : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) [فاطر : ٨] ، وقوله : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) [الكهف : ٦](٦).

و (مسارعتهم في الكفر) : مسابقتهم فيما بينهم (٧).

(إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ) : بيان لغير النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذ هو كان عالما بذلك قبل هذا البيان بإذن الله عزوجل ، كقوله : (وَما ظَلَمُونا) [البقرة : ٥٧].

ثمّ بيّن موجب مسارعتهم في الكفر ، وهو إرادته سبحانه وتعالى أن لا يجعل لهم نصيبا في الآخرة (٨).

١٧٨ ـ (الَّذِينَ كَفَرُوا) : في محلّ الرّفع بإسناد الفعل إليه إذا قرأت بالياء ، وفي محلّ النّصب إذا قرأت بالتّاء (٩).

(أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ) : مفعول قائم مقام مفعولين إذا قرأت بالياء ، كقولك : لا يظنّنّ زيد أنّه منطلق ، وهو المفعول الثاني لفظا إذا (١٠) قرأت بالتّاء ، كقولك : لا تظنّنّ زيدا أنّه منطلق ، وفي الحقيقة (١١) المفعول الثاني هو المفعول حقيقة فقط ؛ لأنّك تنهى عن ظنّ الانطلاق لا عن زيد نفسه.

__________________

(١) ينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٣٩ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ٢٤٨ ، وتفسير غريب القرآن ١١٦.

(٢) ينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٣٩ ، والطبري ٤ / ٢٤٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٥٦.

(٣) في ع : بعث. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٠٩ ـ ٢١٠ ، وزاد المسير ٢ / ٦٠ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٠٤.

(٤) في ك : كقوله.

(٥) في ب : فالذي.

(٦) عزي إلى القشيري في تفسير القرطبي ٤ / ٢٨٥ ، وفتح القدير ١ / ٤٠٣ ، وينظر : التفسير الكبير ٩ / ١٠٤.

(٧) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٥٧ ، والكشاف ١ / ٤٤٣ ، والتسهيل ١٢٥.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، والبغوي ١ / ٣٧٦ ، والبحر المحيط ٣ / ١٢٧.

(٩) وهي قراءة حمزة ، ينظر : إعراب القراءات السبع وعللها ١ / ١٢٣ ، والحجة للقراء السبعة ٣ / ١٠١ ، والعنوان ٨١. وينظر في توجيه الإعراب : إعراب القرآن ١ / ٤٢١ ـ ٤٢٢ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ١٧٩ ـ ١٨٠ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣١٢ ـ ٣١٣.

(١٠) في ع : أو.

(١١) بعدها في النسخ الأربع : هو ، وهي مقحمة.

٤٥١

و (الإملاء) : «الإمهال» (١).

١٧٩ ـ (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ) : نزلت في الفرق بين المخلصين والمنافقين ، عن ابن جريج ومجاهد وابن إسحق (٢) ، وذلك أنّ القوم تمنّوا أن يعطوا علامة يعرفون بها أحد الفريقين من الآخر (٣). ومعناه : ما الله (٤) بتارك للمؤمنين.

واللام لام الجحد ، وإنّما تنصب لأنّها في الحقيقة لام (كي) (٥).

(عَلى (٦) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) : من حال الالتباس والاختلاط (٧).

(حَتَّى) : غاية لمجال (٨) الالتباس ، كقولك : لست أدعك على ما أنت عليه حتى (٩) أعزّك وأكرمك.

(وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) : أي : لا يعطيكم ما تمنّيتم من العلامة ، ولكنّ الله يلهم ويعطي العلامة من اجتباه من رسله ، كقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ [أَحَداً] (٢٦))(١٠) الآية [الجنّ : ٢٦].

و (الاجتباء) : الاختيار (١١) ، أصله من اجتبيت الماء ، إذا حصّلته لنفسك (١٢).

١٨٠ ـ (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) : نزلت في اليهود ، بخلوا بإظهار نعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن ابن عبّاس (١٣). وقيل (١٤) : مانعي الزّكاة. وقيل (١٥) : في الذين امتنعوا عن الإنفاق من الجهاد. و (البخل) : الشّحّ ، وضدّه : السّخاوة (١٦) ، وفي الحديث أنّ البخل والجبن لا يجتمعان في قلب مؤمن (١٧).

__________________

(١) تفسير غريب القرآن ١١٦ ، والوجيز ١ / ٢٤٥ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٦.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٤٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٦٢ ، والبحر المحيط ٣ / ١٣٠.

(٣) ينظر : زاد المسير ٢ / ٦٢ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٨٨.

(٤) ليس في ك.

(٥) وهو قول الكوفيين ، ينظر : المجيد ٢٥٨ (تحقيق : د. عطية أحمد) ، والبحر المحيط ٣ / ١٣١ ، والدر المصون ٣ / ٥٠٧.

(٦) ليس في ع ، وفي ب : الذي.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٤٩ ، والبغوي ١ / ٣٧٧ ، والكشاف ١ / ٤٤٥.

(٨) في ب : لمحل ، وبعدها في ك : كقوله ، بدل (كقولك).

(٩) في ك : على.

(١٠) من ب. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٢ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٧ ، والكشاف ١ / ٤٤٥.

(١١) ينظر : العمدة في غريب القرآن ١٠٤ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٥٧ ، وزاد المسير ٢ / ٦٣.

(١٢) ينظر : لسان العرب ١٤ / ١٢٨ (جبي) ، والبحر المحيط ٣ / ١٢١.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٥٣ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٦٤ ، وزاد المسير ٢ / ٦٣.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٥٣ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٦٤ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٨.

(١٥) ينظر : التفسير الكبير ٩ / ١١٢ و ١١٣ ، والبحر المحيط ٣ / ١٣٣.

(١٦) ينظر : تفسير القرطبي ٤ / ٢٩٣.

(١٧) ينظر : الأدب المفرد ١٠٦ ، والفردوس بمأثور الخطاب ٢ / ١٩٩ ، وكشف الخفاء ١ / ٤٥٤ ، واللفظ فيها جميعا : «خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق».

٤٥٢

(سَيُطَوَّقُونَ) : أي : يجعل ذلك طوقا في أعناقهم ، جاء في التّفسير أنّه يجعل شجاعا أقرع فيطوّق به البخيل الذي يمنع الواجبات (١).

و (الميراث) : اسم من ورث ، كالميزان من وزن (٢).

١٨١ ـ (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ) : نزلت في فنحاص بن عازور اليهوديّ من بني قينقاع ، وذلك أنّ أبا بكر الصّدّيق رضي الله عنه قرأ ذات يوم : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً (٧٩ و) حَسَناً) [البقرة : ٢٤٥] ، فقال اليهوديّ على وجه الاستهزاء : لئن كنت صادقا فإنّ الله إذا لفقير ، فلطم أبو (٣) بكر وجهه ، فرفع اليهوديّ ذلك إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنكر قول نفسه ، فأنزل الله تصديقا للصّدّيق وتقريعا لليهوديّ (٤).

والآية تدلّ [على](٥) أنّه لا يجوز أن (٦) يوصف الله بما لا يليق به جدّا ولا هزلا ولا على وجه التّشنيع ، تعظيما له.

(سَنَكْتُبُ ما قالُوا) : في نسخ أعمالهم (٧).

و (القتل) : معطوف على (ما قالوا) (٨).

(وَنَقُولُ) : عند إدخالهم النار ، أو عند استصراخهم فيها : (ذُوقُوا)(٩).

(الْحَرِيقِ) : اسم (١٠) من الإحراق.

١٨٢ ـ (ذلِكَ) : إشارة إلى كتابة (١١) قولهم وقتلهم ، وإلى القول لهم : ذوقوا (١٢).

وإنّما أسند الفعل إلى (اليد) ؛ لأنّ أكثر العمل إنّما يكون بها (١٣).

(وَأَنَّ اللهَ) : «بأنّ الله» (١٤). وإنّما جعله سببا ؛ لأنّ (١٥) كتابة قتل الأنبياء بغير حقّ عدل منه ، ولو لم يكتب ذلك لكان ظلما على الأنبياء ، تعالى الله عن ذلك ، وإبدال المؤمنين عنهم فدا

__________________

(١) ينظر : تفسير سفيان الثوري ١ / ٨٢ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ٢٤٩ ، وتفسير القرآن ١ / ١٤١.

(٢) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣١٥ ، والمجيد ٢٦١ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٣) في ك : أبا ، وهو خطأ.

(٤) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٥٨ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٩ ، والكشاف ١ / ٤٤٧.

(٥) من ك وع.

(٦) (يجوز أن) ساقطة من ك.

(٧) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢١٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٦٥ ـ ٦٦ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٧٩.

(٨) ينظر : مجمع البيان ٢ / ٤٥٩ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٣٣ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣١٥.

(٩) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢١٩ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٩٥.

(١٠) ساقطة من ب.

(١١) في الأصل وع : كناية.

(١٢) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦١ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٦٦.

(١٣) ينظر : الكشاف ١ / ٤٤٧ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٤٩ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٦١.

(١٤) التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٦٧ ، والوجيز ١ / ٢٤٦ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٦٠.

(١٥) في ك : لا.

٤٥٣

ظلم (١) ، والله (لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ، فبقوا (٢) في النار غير معذبين ، أو لأنّه بتعذيبهم غير ظالم فلذلك يعذّبهم ، ولو كان تعذيبهم ظلما لما عذّبهم (٣).

١٨٣ ـ ثمّ وصف العبيد الذين تقدّم ذكرهم (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا) : تأويلا (٤) ، قال (٥) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من جاءكم كلام (٦) ما أتيتكم به فلا تقبلوه. فأخطؤوا في التأويل ولم يعلموا أنّ كلّ ما يقع به الإعجاز شيء واحد ، فتعلّقوا (٧) بالصّورة وطالبوا بالكيفيّة الظاهرة جهلا. وقيل : إنّهم قالوا ذلك اختلاقا وافتراء ، لم يكن عندهم شيء ممّا يحتمل هذا المعنى بوجه من الوجوه ، ألا ترى نقض الله تعالى عليهم علّتهم بقوله : (قُلْ قَدْ (٨) جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي). وقيل : إنّ في التّوراة : من جاءكم يزعم أنّه رسول نبيّ فلا تصدّقوه حتى يأتيكم بقربان تأكله نار منزلة من السماء حتى يأتيكم المسيح وخاتم النّبيّين ، فأظهروا بعضا وكتموا بعضا (٩) ، فكذّبهم الله في ادّعائهم التّمسّك بالعهد (١٠).

و (القربان) (١١) : اسم لما يتقرّب (١٢) به إلى الله تعالى من المال ، كالنهبان (١٣). وهو مخصوص بالنعم الأهلي (١٤) في الأحكام. وكان بنو إسرائيل قبل أن غيّر الله عليهم يذبحون القرابين ويضعونها في بيت لا سقف له ، فتنزل نار بها صوت فتأكلها إن كانت طيّبة متقبّلة ، وكذلك قربان هابيل (١٥).

١٨٤ ـ (فَإِنْ كَذَّبُوكَ) : تسلية للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١٦).

__________________

(١) ساقطة من ك ، وفي ع : قد أظلم ، بدل (فدا ظلم).

(٢) في ب : فيقول.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦١.

(٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٤.

(٥) في الأصل وع : قول ، وفي ب : قوله.

(٦) لعل الصواب : بكلام.

(٧) في ب : فتعلقوه.

(٨) ليس في ع.

(٩) (وكتموا بعضا) ساقطة من ب.

(١٠) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٨٠ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٦٣ ، وبحار الأنوار ٩ / ٧٣.

(١١) ساقطة من ب.

(١٢) في ع : تتقرب.

(١٣) كذا في النسخ الأربع ولعل الصواب : البرهان ، ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٢ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٦٢ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٩٦.

(١٤) في ب : الأصلي.

(١٥) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٢ ، والبغوي ١ / ٣٨٠ ، والقرطبي ٤ / ٢٩٦.

(١٦) ينظر : الكشاف ١ / ٤٤٨ ، والتسهيل ١٢٦ ، والبحر المحيط ٣ / ١٣٨.

٤٥٤

(وَالزُّبُرِ) : جمع زبور ، والزّبور كلّ كتاب ذي حكمة ، وزبرت الكتاب ، إذا أحكمته (١).

(الْمُنِيرِ) : المبين (٢).

١٨٥ ـ (كُلُّ نَفْسٍ) : [فيه](٣) تسلية للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيضا من حيث إنّ نعيم الدنيا وبؤسها لا يبقيان (٤) ، وأنّ الناس إنّما يوفّون أجورهم يوم القيامة ، فالاعتبار بالحالة الآخرة دون هذه (٥).

و (ما) (٦) في (وَإِنَّما) : كافّة ، إذ لو كانت بمعنى (الذي) لكان (أُجُورَكُمْ)(٧) بالرّفع ، ولكان قوله : (يَوْمَ الْقِيامَةِ) من الصّلة ، والصّلة لا تنفكّ عن الموصول ، كقوله (٨) : (إِنَّما تُنْذِرُ) [يس : ١١] ، (إِنَّما يَخْشَى اللهَ) [فاطر : ٢٨] ، (إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) [النّحل : ٩٢].

و (أُجُورَكُمْ) : هو المفعول الثاني ، (٧٩ ظ) تقول (٩) : وفّيته أجره.

و (يَوْمَ) : نصب على الظّرف.

و (الفوز) : النّجاة. وتسمى المهلكة (١٠) مفازة على وجه التفاؤل.

(إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) : وإنّما شبّهها به ؛ لأنّه يسرّ عاجلا ويسوء آجلا ، وكذلك الدنيا (١١).

و (متاع الغرور) : كلّ ما استمتعت به مغرّا به ، و (الغرور) : قريب من الخداع (١٢).

١٨٦ ـ (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ) : نزلت في النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه ، عن ابن عبّاس (١٣). وهي عامّة في الظاهر ؛ لأنّ المؤمنين ابتلوا بأموالهم وأنفسهم من وجوه كثيرة (١٤).

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٥ ، وزاد المسير ٢ / ٦٦ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٢٣ ـ ١٢٤.

(٢) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٨٠ ، والقرطبي ٤ / ٢٩٦ ، والخازن ١ / ٣٢٨.

(٣) من ك.

(٤) في الأصل وع وب : تبقيان.

(٥) ينظر : التفسير الكبير ٩ / ١٢٤ ، والبحر المحيط ٣ / ١٣٨.

(٦) ساقطة من ك.

(٧) في ك وع : أجورهم. وينظر في توجيه الإعراب : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٥ ، وإعراب القرآن ١ / ٤٢٤ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣١٨.

(٨) النسخ الأربع : قوله ، والصواب ما أثبت.

(٩) ساقطة من ك. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٧٠.

(١٠) النسخ الأربع : المهمة ، والصواب ما أثبت. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٥ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٥١٨ ـ ٥١٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٧٠ ـ ٧١.

(١١) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥.

(١٢) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٧١.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ وعزاه إلى عكرمة ، وزاد المسير ٢ / ٦٧.

(١٤) ينظر : تفسير القرطبي ٤ / ٣٠٣ ، والبحر المحيط ٣ / ١٤١.

٤٥٥

و (سمع الأذى) : ما سمعوا من وصفهم لله (١) بما لا يليق به ، ووقيعتهم في النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتضليلهم المؤمنين (٢).

و (الصّبر) ههنا هو صبر النّفس على مرّ القدر ، والتّسليم لله تعالى ، والرّضا بقضائه ، واحتمال الأذى فيه (٣).

(وَتَتَّقُوا)(٤) : عمّا نهى الله تعالى عنه (٥).

(ذلِكَ) : إشارة إلى كسب الصّبر والاتّقاء (٦).

و (عَزْمِ الْأُمُورِ) : عزيمتها ، وهي الشّروع (٧) فيها بالحزم وابتداؤها بالجدّ. وعن عطاء أنّه حقيقة الإيمان (٨).

١٨٧ ـ (لَتُبَيِّنُنَّهُ) : الهاء عائدة إلى الكتاب (٩).

١٨٨ ـ (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) : في جماعة من أهل خيبر أتوا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وزعموا أنّهم على دين إبراهيم يطلبون بذلك المحمدة فأنزل الله الآية وفضحهم ، فما أتوه هو زعمهم وتلبيسهم (١٠).

(بِمَفازَةٍ) : ببعيد ، والمفازة : موضع الفوز (١١).

١٨٩ ـ (وَلِلَّهِ مُلْكُ) : اتّصالها بما قبلها من حيث نفى فوز القوم من عذاب الله تعالى لاقتداره وسعة ملكه.

١٩٠ ـ عن ابن عبّاس أنّه بات عند خالته ميمونة ، فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في طولها فنام ، حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ ، فجعل يمسح النّوم عن وجهه ، وقرأ العشر الخواتم (١٢) من سورة آل عمران ، الخبر. وعن ابن عبّاس قال : بعثني أبي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحفظ له صلاته ، قال : فهبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) في ب : الله.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٦ ، والكشاف ١ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٢٨.

(٣) ينظر : زاد المسير ٢ / ٦٧ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٢٨.

(٤) في ب : واتقوا ، وهو خطأ.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٦.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٦٦ ، والكشاف ١ / ٤٥٠.

(٧) في ع : الشرع. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٧٢ ـ ٧٣ ، والبحر المحيط ٣ / ١٤٢.

(٨) ينظر : الوجيز ١ / ٢٤٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٨٣.

(٩) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٤٢٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٧٥ ، والكشاف ١ / ٤٥٠.

(١٠) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٤٤ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٦٩ ، وزاد المسير ٢ / ٦٩ ـ ٧٠.

(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٥٠ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٣٣ ، والبحر المحيط ٣ / ١٤٤.

(١٢) في ب : الخواتيم. والخبر في السنن المأثورة ١٥٠ ، وسنن أبي داود ٢ / ٤٧ ، والسنن الصغرى ٤٧٦.

٤٥٦

من الليل فتعارّ (١) ببصره إلى السماء ، ثمّ تلا هؤلاء الآيات من سورة آل عمران : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) حتى انتهى إلى عشر منها (٢).

١٩١ ـ (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ) : عن عمران (٣) بن حصين قال : سألت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن صلاة الرّجل وهو قاعد ، قال : من صلّى قائما فهو أفضل ومن صلّى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلّى نائما فله نصف (٤) أجر القاعد.

(وَعَلى) : حرف ، وإنّما عطفها على الاسم ؛ لأنّها في معناه : قياما وقعودا ومضطجعين (٥).

و (التّفكّر) : هو الاعتبار بتأليفها وتصريفها (٦).

(باطِلاً) : نصب بنزع الخافض (٧) ، أي : حرف الصّفة ، أي : لأمر أو حكم باطل هزل غير حقّ وجد. وقيل : الباطل ههنا بمعنى المبطل ، أي : ما كنت مبطلا في فعلك.

في الحديث لمّا نزلت هذه الآية : ويل لمن لاكها بين فكّيه ولم يتأمّل فيها (٨).

١٩٢ ـ (الإخزاء) : الإلجاء إلى الخزاية ، وهي الاستحياء ، (٧٠ أ) (٩) أو الإيقاع (١٠) في الخزي وهو الفضيحة (١١).

وههنا أقاويل أربعة (١٢) : أحدها : أنّه لا يدخل المؤمنين النّار وإن ارتكبوا الجرائم ، بل يغفر لهم ويشفع فيهم ؛ لأنّه تعالى لا يخزي (النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) [التّحريم : ٨] ، [أي :] والمؤمنين ، وهذا قول فيه مقال. وقال مقاتل : المراد بالإدخال ههنا التّخليد. وقيل : المراد بالإخزاء ههنا الإلجاء إلى الخزاية ، وبقوله : (لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ) ، الآية [التّحريم : ٨] الإيقاع في الخزي ، فالله تعالى يلجئ بعض المؤمنين إلى الخزاية ولكنّه لا يوقعه في الخزي. وقيل : إنّ النار لا تعمّ أعضاء (١٣) المؤمنين ، فلا يكون داخلا فيها وإن مسّته.

__________________

(١) أي : انتبه ، ينظر : فيض القدير ٥ / ٤٩٧.

(٢) ينظر : المعجم الأوسط ١ / ١٦ ، والمعجم الكبير ١ / ٢٧٦.

(٣) في ك : عمر.

(٤) ساقطة من ب. والحديث في سنن الترمذي ٢ / ٢٠٧ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩١.

(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٥٠ ، وتفسير الطبري ٤ / ٢٧٨ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٨ ـ ٤٩٩.

(٦) في ع : وتصويرها. وينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٧٨ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٢٨.

(٧) في الأصل وك وع : الخافضة. وينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٨٥ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٣٩ ، والبحر المحيط ٣ / ١٤٦.

(٨) ينظر : الإحكام للآمدي ٤ / ٢٢٩ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٣١٠.

(٩) من هنا يبدأ النقص في الأصل ، والترقيم من هنا لنسخة ك التي تعدّ أصلا إلى نهاية النقص.

(١٠) في ب : الوقوع.

(١١) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٥٢٦ ـ ٥٢٧ ، والتفسير الكبير ٩ / ١٤١ و ١٤٢ ، والبحر المحيط ٣ / ١٤٧.

(١٢) ينظر في هذه الأقاويل : التفسير الكبير ٩ / ١٤١ ـ ١٤٣ ، والبحر المحيط ٣ / ١٤٧.

(١٣) ساقطة من ب.

٤٥٧

وإنّما يتّصل قوله : (وَما لِلظَّالِمِينَ) بما (١) تقدّم ؛ لأنّ الحال يدلّ على أنّ من يدخله النار إنّما أدخله عقوبة لظلم حصل منه على نفسه أو على غيره.

وإنّما قال : (مِنْ أَنْصارٍ) ، ولم يقل : من ناصر ، لنظم رؤوس الآي ، أو مقابلة للظّالمين.

١٩٣ ـ و (المنادي) (٢) : القرآن ، عن قتادة ومحمّد بن كعب القرظيّ (٣) كقوله : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) [الجاثية : ٢٩]. وعن ابن جريج وابن زيد أنّه (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقوله : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام : ١٩].

ويحتمل أن يكون المراد بالسّمع سمع القلب ، وبالمنادي نذير الله في قلب كلّ مؤمن.

وليس فيها دلالة على نفي وجوب الإيمان قبل السّماع ؛ لأنّ الله أثنى على الذين سمعوا ولم يذكر (٥) غيرهم.

واللام بمعنى (إلى) كقوله : (هَدانا لِهذا) [الأعراف : ٤٣] ، و (أَوْحى لَها) [الزّلزلة : ٥](٦).

(أَنْ آمِنُوا) : ترجمة للنّداء (٧).

(وَتَوَفَّنا) : موافقين للأبرار حاصلين في عدادهم كقوله : (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) [النّساء : ١٤٦](٨).

١٩٤ ـ (رَبَّنا) : تكرار للنّداء (٩).

(وَآتِنا) : عطف على قوله (١٠) : (فَاغْفِرْ لَنا).

(عَلى رُسُلِكَ) : «على ألسن رسلك» (١١) ، أو على نصرة رسلك ، أو على اتّباع رسلك (١٢).

وهذا يدلّ على أنّ خير الآخرة إنّما يستحقّ بوعد الله تعالى لا غير ، أو العبد لا يستحقّ ثوابا إلا بوعد سيّده.

__________________

(١) في ع : مما.

(٢) في الأصل وب : المنادي ، والواو ساقطة.

(٣) ينظر : تفسير سفيان الثوري ١ / ٨٤ ، والطبري ٤ / ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٥٢٧.

(٤) بعدها في النسخ الثلاث : سأل ، وهي مقحمة. وينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٨١ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٨٤ ، وزاد المسير ٢ / ٧٢.

(٥) في ع : يذكروا.

(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٥٠ ، وتفسير الطبري ٤ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٨٤.

(٧) ينظر : الكشاف ١ / ٤٥٥ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٢١ ، والمجيد ٢٧٣ (تحقيق : د. عطية أحمد).

(٨) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٨٦ ، والكشاف ١ / ٤٥٥ ، وزاد المسير ٢ / ٧٣.

(٩) ينظر : البحر المحيط ٣ / ١٥٠.

(١٠) في الآية السابقة.

(١١) تفسير الطبري ٤ / ٢٨٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩٩ ، وإعراب القرآن ١ / ٤٢٧.

(١٢) ينظر : الكشاف ١ / ٤٥٥.

٤٥٨

١٩٥ ـ والسّبب في نزول قوله : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ) أنّ أمّ سلمة قالت : يا رسول الله لم يذكر النّساء في شيء من الهجرة وأنا أوّل من هاجر من النّساء (١).

(مِنْ) : بدل من قوله : (مِنْكُمْ)(٢). وقيل (٣) : هو بيان الجنس العاملين.

(بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) : ابتداء وخبره (٤).

والمراد به اتّفاقهم في صفة الإيمان ، كما نقول لفرق اليهود والنّصارى والرّوافض والمعتزلة : بعضكم من بعض ، أي : يجمعكم أصل واحد من مقالة ، وقريب منه قوله : ([وَالْمُؤْمِنُونَ] وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) [التّوبة : ٧١] ، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات : ١٠](٥). ويحتمل نسبة الأرحام ؛ لأنّ الجميع ذرّيّة رجل واحد (٦).

(وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي) : مجازه : أوحشوا ، وعوملوا (٧) بالمكروه.

و (ثَواباً) : نصب على المصدر (٨) ، وقيل (٩) : على التفسير.

١٩٦ ـ (لا يَغُرَّنَّكَ) : في معنى : ولا يعجبك ، ولا تحسبنّ.

(تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : اختلافهم سالمين غانمين (١٠).

(فِي الْبِلادِ) : الأرض والمواضع (١١) ، جمع بلدة.

١٩٧ ـ (مَتاعٌ) : «أي : ذلك متاع (قَلِيلٌ)» (١٢).

١٩٨ ـ (اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) : وخافوا (٧٠ ب) واتّقوا سخطه (١٣).

(خالِدِينَ) : نصب على الحال (١٤).

__________________

(١) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٤٤ ، وسنن الترمذي ٥ / ٢٣٧ ، والمعجم الكبير ٢٣ / ٢٩٤.

(٢) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٢٢ ، والبحر المحيط ٣ / ١٥٠.

(٣) ينظر : الكشاف ١ / ٤٥٦ ، والفريد ١ / ٦٧٨ ، والتسهيل ١٢٧.

(٤) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٤٢٧ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٧٧.

(٥) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٨٧ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٧٧ ، وزاد المسير ٢ / ٧٤.

(٦) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٨٧ ، وزاد المسير ٢ / ٧٤.

(٧) في ب : وعاملوا. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٣٤.

(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٥٠٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٨٩ ، والمحرر الوجيز ١ / ٥٥٨.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٥١ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٣٥ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ١٨٥.

(١٠) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٥٢٨ ـ ٥٢٩ ، والوجيز ١ / ٢٤٩ ، ومجمع البيان ٢ / ٤٧٩.

(١١) النسختان : والموضع. وينظر : لسان العرب ٣ / ٩٤ (بلد).

(١٢) إعراب القرآن ١ / ٤٢٨ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ١٨٥ ، والكشاف ١ / ٤٥٨.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٨٧.

(١٤) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ١٨٦ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٣٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٢٣.

٤٥٩

و (نُزُلاً) : على التفسير (١). والنّزل والنّزل (٢) بمعنى ، وهو الرّزق يعده المنزل ، وهو المضيف للنزول (٣) ، وهم الضيفان.

(وَما) : أي : والذي (عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ) من المتاع القليل (٤). وقيل (٥) : خير وليس بشرّ ، خلاف ما عنده للفجّار.

١٩٩ ـ (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) : قال (٦) مجاهد : نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه (٧). وعن قتادة وابن جريج أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا بلغه وفاة النّجاشيّ صلّى عليه (٨) ، فعيّرهم المشركون وقالوا : صلّى على علج ، فأنزل الله (٩).

واتّصال (سَرِيعُ الْحِسابِ) بما قبله من حيث إنّ الجزاء بعد الحساب (١٠).

٢٠٠ ـ واتّصال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بما قبله من حيث أطمع الله المؤمنين في ما عنده فلذلك دلّهم على ما يعملون به (١١).

الصّبر) : على أيّ مكروه وعن أيّة شهوة (١٢).

و (المصابرة) : للعدوّ (١٣) وعلى مكروه الحرب وحرّها (١٤).

و (المرابطة) : مقاومة العدوّ بالثّبات على مرّ الأمر. والظاهر من الرّباط ارتباط الخيل ، ولكنّه يستعمل في كلّ ما يلزم ويثبت (١٥). وفي الحديث : ألا أدلّكم (١٦) ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدّرجات؟ قالوا (١٧) : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء في السّبرات (١٨) ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرّباط فذلكم الرّباط فذلكم الرّباط.

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٥١ ، وإعراب القرآن ١ / ٤٢٨ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٨٧.

(٢) في ب : والنزول.

(٣) في ع : النزول. وينظر : لسان العرب ١١ / ٦٥٨ (نزل) ، والبحر المحيط ٣ / ١٥٤ ـ ١٥٥.

(٤) في ع : والقليل ، والواو مقحمة. وينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٢٤ ، والبحر المحيط ٣ / ١٥٥.

(٥) ينظر : البحر المحيط ٣ / ١٥٥.

(٦) بعدها في الأصل : ابن ، وهي مقحمة.

(٧) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٨٨ ، والكشاف ١ / ٤٥٩ ، وزاد المسير ٢ / ٧٥.

(٨) (صلى عليه) ساقطة من ب ، وبعدها : وخيرهم ، بدل (فعيرهم).

(٩) ينظر : تفسير الطبري ٤ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٩٣ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٨٨.

(١٠) ينظر : مجمع البيان ٢ / ٤٨١ ، والبحر المحيط ٣ / ١٥٦.

(١١) ينظر : البحر المحيط ٣ / ١٥٦.

(١٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٣٨ ، وزاد المسير ٢ / ٧٦ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٣٢٢.

(١٣) في ب : العدو. وينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٢٥١ ، وتفسير غريب القرآن ١١٧.

(١٤) ينظر : التسهيل ١٢٨.

(١٥) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٥٣٠.

(١٦) في ع : أداكم ، وفي ب : ألا دلكم. والحديث في سنن الترمذي ١ / ٣٦ ، والسنن الكبرى ١ / ٨٩ ـ ٩٠ ، وكنز العمال ٩ / ٢٨٨.

(١٧) النسختان : وقالوا ، والواو مقحمة.

(١٨) جمع سبرة ، والسّبرة : شدة البرد أو الغداة الباردة ، ينظر : الفائق في غريب الحديث ٢ / ١٤٥ ، والقاموس المحيط ٣٦٤ (سبر).

٤٦٠