درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ١

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٣٢
الجزء ١ الجزء ٢

والألف واللام للجنس (١).

(رَبِّ الْعالَمِينَ) : الرّبّ : السيّد والمولى ، قال يوسف عليه‌السلام : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) [يوسف : ٤٢] ، وقال (٢) : (ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ) [يوسف : ٥٠]. وربما يراد به المالك ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) : (أربّ إبل أنت أم ربّ غنم ، فقال : من كلّ آتاني الله فأكثر وأطيب). ويدلّ على نوع تصرّف وتدبير وتعهّد ، يقال للقائم بالعلم : ربّانيّا ، ويقال : رببت الأديم والعودة (٤). فالله سيّد عباده ، ومالك جميع الأشياء ، ومدبّرها ومقدّرها (٥).

العالمون : الإنس والجنّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما ، لقوله : (لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) [الفرقان : ١] ، وهو جمع الجمع ، ولا واحد له من لفظه (٦). وقيل (٧) : العالم ما حواه (٨) الفلك ، ثمّ كلّ جنس منه عالم على حدة عند التفصيل ، وبيانه أنّ الجنّ عالم ، والإنس عالم ، والطير عالم ، والمواشي عالم ، ثمّ كلّ جماعة كثيرة من كلّ جنس عالم ، وبيانه أنّ العرب عالم ، والعجم عالم ، (٢ و) وأهل كلّ عصر عالم ، وأنشد العجّاج (٩) : [من الرّجز]

وخندف هامة هذا (١٠) العالم

وإنّما جمع جمع العقلاء لتغليب العقلاء على غيرهم (١١) ، كقوله : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) الآية [النور : ٤٥] ، وهذه الآية تعليم (١٢) من الله عباده كيف يدعونه.

و (قولوا) مقدّر في الابتداء (١٣) ، لما أشرنا إليه.

٤ ـ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) : «قاضي يوم الجزاء» (١٤). وتخصيص ذلك اليوم لتعظيم

__________________

(١) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ٦٦ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٣٣.

(٢) في ب : فقال ، وهو تحريف.

(٣) في الأصل : علهم ، بدل صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو اختصار من الناسخ لهذه العبارة. والحديث في مسند الحميدي ٢ / ٣٩٠ ـ ٣٩١ ، وغريب الحديث لابن قتيبة ١ / ١٦٦.

(٤) العود : الجمل المسنّ وفيه بقية ، ويقال للفرس : العودة ، ينظر : لسان العرب ٣ / ٣٢١ (عود).

(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٢٨ ، والنكت والعيون ١ / ٥٥ ، ولسان العرب ١ / ٣٩٩ (ربب).

(٦) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٠ ، والمحرر الوجيز ١ / ٦٧ ، وتفسير الخازن ١ / ١٩.

(٧) ينظر : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ١ / ١٣.

(٨) في ب : حوله.

(٩) ديوانه ٢٩٩ ، ورصف المباني ٥٦.

(١٠) في ب : ذا.

(١١) ينظر : إرشاد العقل السليم ١ / ١٤.

(١٢) في ب : تعلمهم.

(١٣) ينظر : زاد المسير ١ / ٨.

(١٤) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ١ / ٨٨.

١٠١

شأنه (١) ، كما يقال : ربّ الكعبة ، وإله إبراهيم.

٥ ـ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) : تقديره : نعبدك ونستعينك ، فلمّا قدّم الضمير لكون (٢) ذكره أهمّ من ذكر (٣) العبادة قيل كذلك ، مثاله قولهم : [إيّاه](٤) ضربت.

وإنّما حسن العدول عن المغايبة إلى المخاطبة لدلالة الحال أنّ المعنى واحد ، كقوله : (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً [مِمَّا رَزَقْناهُمْ] (٥) تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) [النحل : ٥٦].

و (العبادة) : الدّيانة ، وهو التمسك بالطاعة في تذلّل وخضوع ، منه قولهم : دانت له الرّقاب ، ولا يعبد الله إلا من يطيعه (٦).

و (الاستعانة) : طلب العون ، وهو في الأصل : نستعون ، فنقلت كسرة الواو إلى الساكن قبلها (٧) فانكسر ما قبل الواو فانقلبت ياء ، نحو : ميعاد وميزان (٨).

٦ ـ (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ): أي : أرشدنا الطريق الواضح الذي لا ينثني ولا يضطرب ، ويؤدّيك إلى مقصدك (٩). وهو شريعة نوح ، وملّة إبراهيم ، وعلومهما عليهما (١٠) السّلام. والمراد بهذا السؤال التثبّت والاستدامة (١١) دون الاستئناف ، كقولك للقائم (١٢) : قم حتى أرجع.

٧ ـ (صِراطَ) : «بدل عن الصراط الأول» (١٣).

(الَّذِينَ) : اسم ناقص يحتاج إلى الصلة (١٤).

والإنعام ههنا التوفيق والتثبيت والختم بالسعادة.

(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) : وهم اليهود لقوله تعالى في شأنهم : (فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى

__________________

(١) ينظر : تفسير البيضاوي ١ / ٥٩ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ١٦.

(٢) في ع : ليكون.

(٣) في ع : ذلك. وينظر : تفسير البيضاوي ١ / ٦٧ ـ ٦٨.

(٤) يقتضيها السياق.

(٥) من المصحف.

(٦) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٨ ، وإعراب ثلاثين سورة ٣٧ ، والنكت والعيون ١ / ٥٨.

(٧) في ع : قبلهما.

(٨) ينظر : إعراب القرآن ١ / ١٧٣ ، وإعراب ثلاثين سورة ٣٨ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٧٠.

(٩) ينظر : النكت والعيون ١ / ٥٨ ، ومجمع البيان ١ / ٦٥.

(١٠) في ب : عليه.

(١١) في الأصل وب : والاستدانة ، وفي ك وع : والاسدالة ، والصواب ما أثبت. وينظر : النكت والعيون ١ / ٥٩.

(١٢) ساقطة من ب. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٤١ ، وزاد المسير ١ / ١١.

(١٣) مشكل إعراب القرآن ١ / ٧١ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٣٩ ، وشرح جمل الزجاجي لابن هشام ١٢١.

(١٤) في ب : صلة. وينظر : إعراب ثلاثين سورة ٤١ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٧١ ، والمحرر الوجيز ١ / ٧٥.

١٠٢

غَضَبٍ) [البقرة : ٩٠]. (وَلَا الضَّالِّينَ) : النصارى لقوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا (١) عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) [المائدة : ٧٧](٢).

ويجوز أن يكون المراد بالآية جميع من لم ينعم عليهم بالهداية ، لحصول الإجماع أنّ اليهود ضالّون مع كونهم مغضوبا عليهم ، وأنّ (٣) النصارى مغضوب عليهم مع كونهم ضالّين.

وقوله : (آمين) ، قال الزجّاج (٤) : معناه : اللهمّ اسمع واستجب. وفيه لغتان : المدّ والقصر ، كلاهما بالتخفيف (٥).

__________________

(١) في ب : وأضلوا ، وهو خطأ.

(٢) ينظر : مسند أحمد ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٤٢ ، والمحرر الوجيز ١ / ٧٧.

(٣) في ع : دون.

(٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٥٤.

(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٢ ـ ١٣ ، وإعراب ثلاثين سورة ٤٥ ـ ٤٦ ، وتهذيب إصلاح المنطق ٤٣٩.

١٠٣

سورة البقرة

وهي مئتان وخمس (١) وثمانون آية عند أهل المدينة

بسم الله الرحمن الرحيم [ربّ يسّر](٢)

١ ـ (الم) : قال ابن عبّاس رضي الله عنهما (٣) : الألف : الله ، واللام : جبريل ، والميم :محمّد ، أي : بعث الله جبريل إلى محمّد بالقرآن. وعنه قال (٤) : (٢ ظ) معناه : أنا الله أعلم. وقيل (٥) : الألف من أنا (٦) ، واللام من لي ، والميم من منّي ، أي : أنا الإله ولي الخلق والأمر ومنّي النّعمة والخير. وقيل (٧) : الألف : آلاء الله ، واللام : لطفه ، والميم : مجده ، فكأنّه أقسم بآلائه ولطفه ومجده. وقيل (٨) : معناه : أنا الله اللطيف المجيد. وطريق الاختصار (٩) على حرف من الكلمة مشهورة في لغة (١٠) العرب ، قال الشاعر (١١) : [من الرّجز]

نادوهم أن ألحموا ألا تا

قالوا جميعا كلّهم ألا فا

وقال آخر (١٢) : [من الرّجز]

بالخير خيرات وإن شرّا فا

ولا أريد الشّرّ إلّا أن تا

٢ ـ (ذلِكَ الْكِتابُ) : أي : هذا القرآن ، عن ابن عبّاس ومجاهد وعكرمة والسّدّي وابن جريج ومحمد بن جرير الطبري (١٣).

__________________

(١) ساقطة من ع.

(٢) من ب.

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٤٨ ، وزاد المسير ١ / ١٧ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٢١.

(٤) ينظر : تفسير غريب القرآن ٥٧١ ، وتفسير الطبري ١ / ١٣١ ، والقطع والائتناف ١١٠ ـ ١١١.

(٥) ينظر : التفسير الكبير ٢ / ٦.

(٦) (من أنا) ساقطة من ع.

(٧) ينظر : النكت والعيون ١ / ٦١ ، والتفسير الكبير ٢ / ٦ ، والدر المنثور ١ / ٢٣.

(٨) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، وزاد المسير ١ / ١٨.

(٩) في ك وب : وطريقة الاقتصار.

(١٠) بعدها في ب : من ، وهي مقحمة.

(١١) أراد : ألا تركبون ، قالوا : ألا فاركبوا. والبيت بلا عزو في زاد المسير ١ / ١٧ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٥٦ ، وشرح شواهد الشافية ٢٦٤.

(١٢) يريد : إن شرّا فشرّ ، ولا يريد الشّرّ إلّا أن تشاء ، والبيت بلا عزو في الكامل في اللغة والأدب ١ / ٢٤٥ ، وعزي إلى زهير في شفاء العليل ٣ / ١١٣٤ ولم أقف عليه في شرح ديوانه ، وعزي إلى لقيم بن أوس في شرح شواهد الشافية ٢٦٤.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٤٢ ، والمحرر الوجيز ١ / ٨٣.

١٠٤

وإنّما سمّي القرآن كتابا لما جمع (١) فيه من الأمر والنّهي والقصص والمواعظ والوعد والوعيد ، وكلّ شيء جمعته فقد كتبته (٢).

(لا رَيْبَ فِيهِ) : لا شكّ فيه (٣).

و (لا) مع ما بعدها جعلا كشيء واحد فبنيا على الفتحة ك (خمسة عشر) (٤).

و (لا) النفي (٥) تدخل على الاسم بمعنى (ليس) ، وعلى الفعل الماضي (٦) بمعنى (لم) ، وعلى المضارع بمعنى (ما).

(هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) : رشدا لهم (٧).

و (هدى) مصدر مثل التّقى والسّرى (٨) ، يتعدّى إلى مفعولين (٩) بغير حرف ، كقوله : (وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الصافات : ١١٨].

(المتّقين) الذين يحذرون عن الشّرك والكفر والفواحش بالتّوحيد والإيمان والأعمال الصّالحة (١٠).

٣ ـ (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) : يقرّون ويصدّقون بالله تعالى بظهر الغيب قبل المشاهدة والإلجاء (١١) لقوله : (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) [ق : ٣٣]. وقيل (١٢) : الغيب ما جاء به النبيّ من أخبار ما لم يشاهد.

ونقيض الإيمان : الإنكار ، ونقيض الغيب : الشهادة.

(وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) : إذا لم يعطّلوها (١٣).

والصّلاة (١٤) في اللغة : الدّعاء. وفي الشّرع : اسم لعبادة معروفة ، تشتمل على أفعال وأركان

__________________

(١) ساقطة من ب ، وفي ع : جيء.

(٢) ينظر : التفسير الكبير ٢ / ١٤.

(٣) ساقطة من ب. تفسير القرآن ١ / ٣٩ ، وغريب القرآن وتفسيره ٦٤ ، وتفسير غريب القرآن ٣٩.

(٤) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٧٤ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٤٤ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ١٥.

(٥) في ك : للنفي. وينظر في أحكام (لا) النافية : مغني اللبيب ٣١٣ ـ ٣٢٣.

(٦) بعدها في ب : بمعنى ليس وعلى الفعل الماضي ، وهي مقحمة.

(٧) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٥٤.

(٨) ينظر : الكشّاف ١ / ٣٥.

(٩) في ب : للمفعولين ، بدل (إلى مفعولين) ، وبعدها : بلا ، بدل (بغير).

(١٠) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٥٤ ، وتفسير البيضاوي ١ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٢٨.

(١١) في ب : والالتجاء. وينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٥٥.

(١٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٧٢ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٦٣ ، والنسفي ١ / ١٣.

(١٣) ينظر : الكشاف ١ / ٣٩ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٦٤.

(١٤) في ك : الصلاة ، والواو ساقطة. وينظر : تفسير الطبري ١ / ١٥٣ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٦٨.

١٠٥

معهودة ، مقترنة بشرائط (١).

(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) : أعطيناهم (٢).

(يُنْفِقُونَ): " يتصدّقون" (٣) ، والمراد به الزّكاة عن ابن عبّاس ، وقيل : جميع ما يحمد (٤).

٤ ـ (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) : يعني القرآن والسّنّة (٥) لقوله : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) [النجم : ٣] ، وقوله : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) [الحشر : ٧] ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (أوتيت القرآن ومثله مرّتين) (٦).

(وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) : ما أتى به النّبيون من قبل (٧).

(وَبِالْآخِرَةِ) : أي : الحياة الآخرة (٨).

(هُمْ يُوقِنُونَ) : يستيقنون (٩) ، وضدّ الإيقان الشّك.

٥ ـ (أُولئِكَ) : أهل هذه الصفة (١٠)(عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ).

(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : [المفلحون](١١) الناجون السعداء الباقون في الجنّة (١٢) ، قال ابن عبّاس رضي الله عنهما : هم الذين وجدوا ما طلبوا ، ونجوا من شرّ ما منه هربوا (١٣).

وقيل (١٤) : المفلح : الظافر ببغيته المنجح بطلبته.

وقيل (١٥) : كلّ من أصاب خيرا فهو مفلح.

__________________

(١) ينظر : التعريفات ١٧٥ ، والتوقيف على مهمات التعاريف ٤٦١ ـ ٤٦٢.

(٢) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ١ / ٩١ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٧ ، والخازن ١ / ٢٥.

(٣) تفسير غريب القرآن ٣٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٧٣ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٨٤.

(٤) في الأصل : يحمده ، والهاء مقحمة. وينظر : تفسير الطبري ١ / ١٥٤ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٧٩.

(٥) ينظر : زاد المسير ١ / ٢١ ، وتفسير البيضاوي ١ / ١٢٥ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٣٣.

(٦) ينظر : جزء أشيب ٧٣ ، ومسند أحمد ٤ / ١٣١ ، ومسند الشاميين ٢ / ١٣٧ ، وفيها جميعا : ومثله معه.

(٧) في ب : قبله. وينظر : تفسير الطبري ١ / ١٥٥ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٥٨ ، وتفسير الخازن ١ / ٢٥.

(٨) ينظر : الوجيز ١ / ٩١ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٨ ، والبحر المحيط ١ / ١٦٧.

(٩) النسخ الأربع : يتقون. وما أثبته من تفسير البغوي ١ / ٤٨ ، والخازن ١ / ٢٥.

(١٠) تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٥٩ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٨.

(١١) من ك.

(١٢) ينظر : النكت والعيون ١ / ٦٦ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٨.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٥٨ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٠.

(١٤) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٩ / ٥٥٧ ، والمحرر الوجيز ١ / ٨٦.

(١٥) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ٦٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٧٥ ، ولسان العرب ٢ / ٥٤٧ (فلح).

١٠٦

وقيل (١) : الفلاح : البقاء ثمّ أخذ منه القطع.

وقيل (٢) : أصله القطع (٣) (٣ و) من قولهم : الحديد بالحديد يفلح (٤) ، ويقال للأكّار والمكاري (٥) فلاحا ثمّ أخذ منه البقاء.

٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) : نزلت في شأن شيبة وعتبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة الذين قتلهم يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب (٦). وقيل (٧) : نزلت في شأن سبعة نفر من اليهود ؛ كعب بن الأشرف وحيي وجدي ابني أخطب وسعيد بن عمرو ومالك بن الصيف وأبي لبابة ابن عبد المنذر وأبي ياسر (٨) بن أخطب.

و (إنّ) حرف إثبات ، وهي أداة (٩) القسم ، واللام أختها تقول : والله إنّ زيدا لمنطلق ، وهي لا تدخل إلا في الأسماء.

و (الكفر) في اللغة : السّتر (١٠) ، وفي الشرع : إنكار ما يجب الإيمان به (١١) ، بدليل أنّ عليّا كرّم الله وجهه سمّى أهل الشام مؤمنين في كتاب القضية مع إنكارهم حقّه ، وكفرانهم بعض نعم الله تعالى.

و (سَواءٌ) : مصدر أقيم مقام الصفة ، أي : مستو عندهم إنذارك إيّاهم وتركك إنذارهم (١٢) ، كقوله : (سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) [الشعراء : ١٣٦] ، وقوله : (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا) [إبراهيم : ٢١].

والإنذار إعلام فيه تخويف (١٣) ، ويتعدّى إلى مفعولين.

(لا يُؤْمِنُونَ) : البتة إن أجرينا على الثلاثة ، وإن أجرينا على السبعة لا يؤمنون (١٤) في الحال ؛ لأنّ بعضهم آمن من بعد.

__________________

(١) ينظر : جمهرة الأمثال ١ / ٣٤٥ ، والبحر المحيط ١ / ١٦٨.

(٢) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٩ ، والصحاح ١ / ٣٩٣ (فلح) ، والنكت والعيون ١ / ٦٦.

(٣) في ع وب : للقطع.

(٤) ينظر : جمهرة الأمثال ١ / ٣٤٥ ، ومجمع الأمثال ١ / ١١ ، والمستقصى في أمثال العرب ١ / ٤٠٣.

(٥) الذي يفلح الأرض ، ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٧٦ ، وتاج العروس ٢ / ١٩٩ (فلح).

(٦) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٦٠ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٨٤ ، وفتح القدير ١ / ٣٩.

(٧) ينظر : الجواهر الحسان ١ / ١٨٥ ، وبحار الأنوار ٩ / ١٧٤.

(٨) في ب : ناصر. وفي تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦١ : قال الكلبي : وليس هو بأخي حيي. وقال بعضهم : هو أخو حيي.

(٩) في ك وع : أدلة. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٧٧ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٠ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٣٥.

(١٠) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٨ ، والمحرر الوجيز ١ / ٨٧ ، ولسان العرب ٥ / ١٤٤ (كفر).

(١١) ينظر : التوقيف على مهمات التعاريف ٦٠٦.

(١٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٧٧ ، وجوامع الجامع ١ / ٦٨ ، وتفسير النسفي ١ / ١٥.

(١٣) ينظر : زاد المسير ١ / ٢١ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٨٤ ، والجواهر الحسان ١ / ١٨٥.

(١٤) (البتة ... لا يؤمنون) ساقطة من ك.

١٠٧

٧ ـ (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) : طبع الله على قلوبهم ، والختم والطبع : الاستيثاق من المختوم حتى لا يخرج منه شيء ولا يدخله شيء ، من ذلك (١) ختم الصّرّة والكتاب.

والقلوب جمع قلب ، وهو أول الأعضاء الرئيسة (٢) ، سمّي قلبا لكثرة تقلّبه بالخواطر والمعاني (٣).

(وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) : أراد (٤) بالسمع الأذن ، وبالأبصار العيون ، إذ العرب تسمّي الشيء باسم الشيء إذا كان قريبا منه ، وإنّما لم يقل : على أسماعهم ؛ لأنّ العرب تكتفي من جمع المضاف بجمع المضاف إليه (٥).

(غشاوة): " غطاء" (٦). وهذه الغشاوة تمنع رؤية الاعتبار لا رؤية الاختيار (٧).

(وَلَهُمْ عَذابٌ) : إيذاء مستمر (٨).

(عَظِيمٌ) : يعظم عليهم ، فيصغر (٩) عندهم بجنبه كلّ عذاب. والمراد به في الآخرة (١٠) ، وقيل (١١) : المراد به قتلهم وأسرهم يوم بدر.

٨ ـ (وَمِنَ النَّاسِ) : نزلت (١٢) في المنافقين : عبد الله بن أبيّ بن (١٣) سلول وجدّ بن قيس ومعتب ابن قشير ومن تابعهم (١٤).

وسمّي الإنس إنسا لظهورهم (١٥) ، وهم ضدّ الجنّ. وأنست السر ، بغير مد إذا أظهرته.

وإنّما وحّد الفعل في أول الآية وجمع الضمير في آخرها ؛ لأنّ (من) لفظه [لفظ](١٦)

__________________

(١) (من ذلك) مكررة في ب. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٨٢ ، والنكت والعيون ١ / ٦٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٩.

(٢) في ك وع : الرئيسية.

(٣) ينظر : النكت والعيون ١ / ٦٧ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٥٥ ، وروح المعاني ١ / ١٣٤ ـ ١٣٥.

(٤) في ك وع : وأراد ، وفي ب : فأراد. وينظر : البحر المحيط ١ / ١٧٢ ، وتفسير البيضاوي ١ / ١٥٥.

(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٥ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٥٢ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٩٠.

(٦) غريب القرآن وتفسيره ٦٤ ، وتفسير غريب القرآن ٤٠ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ٨٨.

(٧) ذكر هذا المعنى السمرقندي في تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦.

(٨) ينظر : زاد المسير ١ / ٢٢ ، والبحر المحيط ١ / ١٧٢.

(٩) النسخ الثلاث : ويصغر.

(١٠) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٩ ، والخازن ١ / ٢٦.

(١١) ينظر : تفسير الخازن ١ / ٢٦.

(١٢) ساقطة من ك.

(١٣) ساقطة من ك.

(١٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٩ ، ومجمع البيان ١ / ٩٨.

(١٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢١ ، والكشاف ١ / ٥٤ ، ومجمع البيان ١ / ٩٧ ـ ٩٨.

(١٦) يقتضيها السياق.

١٠٨

الوحدان ، ولإبهامه يصلح أن يكون اسما للمذكّر والمؤنّث والاثنين (١) والجماعة ، يعدل تارة إلى اللفظ وتارة إلى المعنى ، كقوله : (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً) [الأحزاب : ٣١](٢).

(واليوم الآخر) : الذي لا زمان بعده لعدم انتهائه ، وسمّي يوما لأنّ الليل معدوم فيه ، وهو يشمل على الساعة (٣).

والباء في قوله : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) لتأكيد النفي (٤).

وفي الآية دليل أنّ مفرد الإقرار ليس بمؤمن عند الله تعالى ، لما في قلبه من المرض والشك (٥).

٩ ـ (يُخادِعُونَ اللهَ) : يظنون أنهم يخادعون (٦). والمخادعة فعل الخدع من اثنين على وجه المقابلة (٧). وهو إظهار المحبوب مع إبطان المكروه (٨).

(وَما يَشْعُرُونَ) : بأنّ خداعهم راجع إلى أنفسهم (٩). والشعر هو العلم الدقيق الذي يتولّد من الفطنة ، وهو من شعار القلب ، ومنه سمّي الشاعر شاعرا (١٠).

١٠ ـ (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) : والمرض في القلب ظلمة فيه ، وقال ابن عرفة : مرض القلب فتوره عن الحق (١١) ، وقيل : علّة فيه تمنعه عن الصواب.

(فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً): " على مرضهم" (١٢). وإنّما نكّر الثاني (١٣) لأنّه غير الأوّل.

(أَلِيمٌ) : مؤلم (١٤) ، وقال ابن عرفة : ذو الألم.

__________________

(١) ساقطة من ك. وينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ١٨٨ ـ ١٩٠ ، والمحرر الوجيز ١ / ٩٠ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٢٤.

(٢) ينظر : البحر المحيط ١ / ٥٤ ـ ٥٥.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٧١.

(٤) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٧٧ ، ومجمع البيان ١ / ٩٨ ، والبحر المحيط ١ / ١٨٣.

(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٧ ، والوجيز ١ / ٩٢.

(٦) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٧ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٩٥ ، والنسفي ١ / ١٧.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٧٣.

(٨) ينظر : الكشاف ١ / ٥٦ ، والبحر المحيط ١ / ١٨٠ ، وروح المعاني ١ / ١٤٥.

(٩) ينظر : معاني القرآن الكريم ١ / ٨٩ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٦٩ ، والمحرر الوجيز ١ / ٩٢.

(١٠) ينظر : مجمع البيان ١ / ٩٩ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٩٧.

(١١) ينظر : البحر المحيط ١ / ١٨١ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٥٧.

(١٢) تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٠.

(١٣) ساقطة من ع.

(١٤) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ٦٥ ، وتأويل مشكل القرآن ٢٩٧ ، وتفسير الطبري ١ / ١٧٩.

١٠٩

(بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) : أي : بسبب كونهم كاذبين ، أو مكذّبين (١).

١١ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) : نزلت في المنافقين عند أكثر العلماء (٢).

(وإذا) للتوقيت في المستقبل يحلّ محلّ الظرف (٣). وقيل : لا يليها (٤) إلّا فعل على صيغة الماضي.

(لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) : أي : لا تعملوا (٥) بالعمل الفاسد فيها. وفساد الشيء تغيّره عن استقامة الحال (٦).

و (الأرض) مأخوذة من الإراض وهو البساط ، والإراض (٧) مأخوذ منهما.

(قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) : بأن نأتي (٨) كلّ قوم بوجه ونتذبذب فيما بينهم بقية (٩) على أنفسنا.

و (ما) في (إنّما) (ما) الكافّة (١٠) ، ولو لاها لنصب (إنّ) الضمير بعدها ، فلمّا دخلت هي قبض (إنّ) عن العمل ، تقول : إنّك ، وإنّما أنت.

و (نحن) جمع (أنا) من غير لفظه ؛ لأنّ (أنا) لمّا لم يجمع مفكوكا لم (١١) يجمع مسبوكا بخلاف (أنت) (١٢) و (هو).

١٢ ـ (أَلا) : كلمة وضعت للتنبيه والإعلام قبل الكلام. وهي مركّبة من ألف الاستفهام و (لا) النفي (١٣).

(وَلكِنْ) : حرف عطف خصّت لاستدراك بعد نفي ، أو ترك جملة إلى جملة (١٤).

__________________

(١) ينظر : إرشاد العقل السليم ١ / ٤٢.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٨٣ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٢ والنكت والعيون ١ / ٦٩.

(٣) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٥٥.

(٤) في ع : لما يليهما ، وبعدها في الأصل وك وع : الأفعال ، بدل (إلا فعل).

(٥) في ب : تعلموا ، وفي ك : تعمدوا.

(٦) ينظر : الكشاف ١ / ٦٢ ، وتفسير النسفي ١ / ١٨.

(٧) في ب : والأراضي. والإراض : العراض ، يقال : أرض أريضة أي عريضة ، لسان العرب ٧ / ١١٤ (أرض).

(٨) في ع وب : يأتي ، وهو تصحيف.

(٩) في ب : تقية. وينظر : مجمع البيان ١ / ١٠٥.

(١٠) في ك : الكافية. وينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٥٦ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٢٨ ، والبحر المحيط ١ / ١٩١.

(١١) في ع : ثم ، وهو تحريف.

(١٢) في ك : ليت.

(١٣) ينظر : الكشاف ١ / ٦٢ ، وجوامع الجامع ١ / ٧٤ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٤٤.

(١٤) ينظر : تفسير القرطبي ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

١١٠

وإنّما جمع بين حرفي (١) العطف لأنّ الواو أمّ حروف العطف فجاز إدخالها على حرف عطف لقوّتها ، كما أنّ الألف أمّ حروف (٢) الاستفهام ، فجاز أن يقال : أهل رأيت زيدا؟

١٣ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) : نزلت في المنافقين الذين سبق ذكرهم (٣).

(آمِنُوا) : أي : أيقنوا. الإيمان ههنا هو الإيقان دون الإقرار (٤).

(كَما آمَنَ النَّاسُ) : أبو بكر مع المهاجرين والأنصار (٥).

(قالُوا أَنُؤْمِنُ) : على وجه التعجّب والإنكار (٦) ، كقوله : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ) [الشعراء : ١٦٥].

(كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) : الجهّال (٧). والسّفيه : الخفيف (٨) العقل ، يقال : تسفّهت الرّياح الشّيء (٩) إذا استخفّته وحرّكته (١٠). وقيل : نزلت الآية في كعب بن الأشرف وأصحابه ، والمراد بالناس عبد الله بن سلام وأصحابه (١١).

١٤ ـ (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا) : (٤ و) نزلت في ابن أبي بن سلول (١٢) وأصحابه ، استقبل ذات يوم أبا بكر وعمر وعليّا رضي الله عنهم فأخذ بيد أبي بكر وقال : مرحبا بسيّد بني تيم ، خير الناس بعد رسول الله ، ثاني اثنين معه في الغار ، الباذل نفسه وماله له (١٣) ، ثمّ أخذ بيد عمر فقال : مرحبا بسيّد بني عديّ ، خير الناس بعد رسول الله ، الشديد في دين الله ، القائل بالحقّ ، ثمّ أخذ بيد (١٤) عليّ فقال : مرحبا بسيّد بني هاشم ما خلا رسول الله ، أخيه وابن عمّه وختنه ، فقال له عليّ : يا عبد الله لا تنافق فإنّ المنافقين شرّ خليقة الله في الأرض ، فقال : مه يا علي فإنّي آمنت مثل

__________________

(١) في ع : جره في.

(٢) النسخ الثلاث : حرف.

(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٤ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٠٥.

(٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٥.

(٥) ينظر : النكت والعيون ١ / ٧٠ ، وتفسير البغوي ١ / ٥١.

(٦) ينظر : مجمع البيان ١ / ١٠٦ ، والبحر المحيط ١ / ٢٠٠ ، وتفسير النسفي ١ / ١٩.

(٧) العمدة في غريب القرآن ٧٠.

(٨) في ب : والسفينة الخفيفة ، بدل (والسفيه : الخفيف).

(٩) ساقطة من ع.

(١٠) ينظر : زاد المسير ١ / ٢٦ ، والتفسير الكبير ٢ / ٦٨ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦.

(١١) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥١ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٠٥.

(١٢) في ك : نزلت في أبي بن أبي سلول. و (بن سلول) ساقطة من ع. وبعدها في ب : وأصحاب ، والهاء ساقطة.

(١٣) ساقطة من ب.

(١٤) ساقطة من ب.

١١١

إيمانكم ، ثمّ مضى ومضوا ، فلمّا انفرد بأصحابه قال لهم : كيف رأيتم ودي (١) هؤلاء السفهاء عنكم؟ قالوا : لا نزال بخير ما عشت لنا ، فأنزل الله (٢).

واللقاء رؤية تقتضي مصادفة ومعاينة (٣) ، ويستعار لإصابة الخير والشر ، قال الله تعالى : (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) [الإنسان : ١١].

(وَإِذا خَلَوْا) : مضوا (٤).

(إِلى شَياطِينِهِمْ): كهنتهم (٥) ، قيل : إنّهم كانوا خمسة نفر : كعب بن الأشرف وأبو بردة الأسلميّ وعبد الدار الجهنيّ وعوف بن عامر الأسديّ وابن السوداء (٦).

(إِنَّا): مركّبة من (إنّ) التي هي للإثبات (٧) و (نا) كناية للجمع الذين المتكلّم منهم ، فلمّا اجتمعت النونات اكتفي بنون مشدّدة (٨).

(مَعَكُمْ) : بالقلوب. وقيل : في التكذيب سرّا (٩).

(مُسْتَهْزِؤُنَ) : بأصحاب محمد بإظهار قول : لا إله إلا الله (١٠).

١٥ ـ (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ): " يجازيهم على استهزائهم" (١١) ، كقوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشورى : ٤٠] ، وقوله : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا) [البقرة : ١٩٤] ، وقال الشاعر (١٢) : [من الوافر]

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وفي الخبر [أنّ](١٣) جزاء استهزائهم أنّهم يدعون إلى الجنّة وهم في النّار فيسيحون أحقابا

__________________

(١) لعل الصواب : ردي.

(٢) ينظر : أسباب نزول الآيات ١٢ ، والعجاب في بيان الأسباب ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ، ولباب النقول ٧.

(٣) ينظر : مجمع البيان ١ / ١٠٦ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٤٦.

(٤) ينظر : البحر المحيط ١ / ١٩٣ ، وتفسير القرآن العظيم ١ / ٥٤.

(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٦ ، وزاد المسير ١ / ٢٧ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٠٧.

(٦) في الأصل وك وع : السوط. وينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٥١ ، وروح المعاني ١ / ١٥٧.

(٧) في ع وب : الإثبات.

(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٨٩ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد (ط ليبيا) ١١٩.

(٩) في ب : سدا. وينظر : تفسير القرآن العظيم ١ / ٥٤.

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٩٠ ـ ١٩١ ، وتفسير البغوي ١ / ٥١ ، ومجمع البيان ١ / ١٠٧.

(١١) معاني القرآن الكريم ١ / ٩٦ ، وتلخيص البيان في مجازات القرآن ٥ ، والنكت والعيون ١ / ٧١.

(١٢) عمرو بن كلثوم ، ديوانه ٧٦.

(١٣) من ب.

١١٢

حتى يقتربوا من أبوابها ، فتغلق الأبواب دونهم ، فيرجعون بحسرة (١).

(وَيَمُدُّهُمْ): " يمهلهم" (٢). وفي اللغة قريب من البسط والتطويل (٣).

(طُغْيانِهِمْ) : تماديهم ومجاوزتهم الحدّ (٤).

(يَعْمَهُونَ) : يتردّدون ويتحيّرون (٥).

١٦ ـ (اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) : اختاروا الكفر على الإيمان (٦) ، وقيل (٧) : استبدلوه به ، وقيل (٨) : إنّها في شأن اليهود ، إذ هم قبلوا التحريف ، وتركوا التوراة بعد تحصيلها.

(فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) : أي : " فما ربحوا في تجارتهم" (٩). والرّبح ضدّ الخسران.

(وَما كانُوا) : للجحد والكينونة ، إذا اقتضت جوابا فهي بمعنى الصيرورة كما هي ههنا ، إذ الاهتداء خبر لها.

والاهتداء يقرب من البصارة والإصابة (١٠).

١٧ ـ (مَثَلُهُمْ) : شبه المنافقين (١١).

والمثل صفة يوجد لها المثل على وجه المقاربة والموافقة (١٢) دون المشاكلة والمجانسة ، ثمّ تؤول هي ومثلها جميعا إلى مدح أو ذمّ. والكلام الذي يسمّى مثلا هو قول سائر يتلفّظ به عند شبه حال الثاني بالأوّل (١٣) ، وضرب المثل وضعه (١٤).

(اسْتَوْقَدَ) : أي : أوقد (١٥) ، وهي ضدّ أطفأ.

__________________

(١) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٨ ، ومجمع البيان ١ / ١٠٩ ، وزاد المسير ١ / ٢٧.

(٢) معاني القرآن وإعرابه ١ / ٩١ ، والوجيز ١ / ٩٣ ، والمحرر الوجيز ١ / ٩٧.

(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤١ ، والمحرر الوجيز ١ / ٩٧ ، والبحر المحيط ١ / ١٩٤.

(٤) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٩٦ ، والوجيز ١ / ٩٣ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٠٩.

(٥) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ٦٥ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٩ ، والنكت والعيون ١ / ٧٢.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ١ / ١٩٩ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٧٩ ، ومجمع البيان ١ / ١١١.

(٧) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٢ ، وتلخيص البيان ٦ ، وتذكرة الأريب في تفسير الغريب ٥٢.

(٨) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٣ ، والنسفي ١ / ٢١ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٤٩.

(٩) معاني القرآن للأخفش ١ / ٢٠٧ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٩٢ ، ودلائل الإعجاز ٢٢٧.

(١٠) ينظر : لسان العرب ١٥ / ٣٥٣ (هدي).

(١١) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٢.

(١٢) في ك : الموافقة ، والواو ساقطة ، وفي ب : والمقاربة.

(١٣) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٢ ، ومجمع البيان ١ / ١١١.

(١٤) ساقطة من ب. وينظر : الكشاف ١ / ١١٤ ، والتفسير الكبير ٢ / ١٣٥ ، والتوقيف ٤٧٢.

(١٥) ينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ٢٠٨ ، وتفسير غريب القرآن ٤٢ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ١٠١.

١١٣

والنار (٤ ظ) هي الجسم اللطيف المحرق (١) ، والنور عرض فيه.

(فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) : و (لمّا) ظرف زمان ماض ؛ لا يتمّ إلا بصلته ، وصلته أوّل العاملين (٢) ، ولا يستقيم إلا بالعامل الثاني ، تقول : لمّا دعوتك أجبتني (٣).

و (حول) الشيء موضع حركته ، ومبدأ تحوّله (٤).

(ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) : أي : أذهب الله نورهم (٥).

(وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ) : شدائد جهنّم (٦).

(لا يُبْصِرُونَ) : لا يرون وجه الرجاء والفرج.

(النور) ما بين المحسوس والمعقول (٧) ، و (الظلمة) عرض ينسخه النور وينافيه (٨).

وتمثيل مثل المنافقين بمثل المستوقد (٩) من حيث إنّ المستوقد [قد](١٠) طفيت ناره ، وحبط عمله لمّا طفيت ، فكذلك المنافقون افتضحوا ، وحبط إظهارهم الإيمان لما ستروا (١١) به نفاقا وتقية.

وقيل (١٢) : إنّها نزلت في أولئك المنافقين الذين أخلصوا ثمّ ارتابوا ، وهذا أقرب من الأوّل.

وقيل (١٣) : نزلت في اليهود ؛ لأنّهم نزلوا يثرب انتظار المبعث ، وكانوا يستنصرون باسم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وقائعهم ، فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به (١٤) ، فإن صحّ هذا القول فإنّها في المنافقين منهم (١٥) دون الكل ؛ لأنّ دلالات النفاق ظاهرة فيما تقدّم.

تقدير (١٦) الآية : فلمّا أضاءت النار ما حول (١٧) المستوقد طفيت ، كقوله : (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ

__________________

(١) ينظر : مجمع البيان ١ / ١١٢ ، والبحر المحيط ١ / ٢٠٨ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٦٠.

(٢) في ع : العالمين ، وفي ب : الكاملين ، وكلاهما تحريف.

(٣) ينظر : المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات ٣٧٦.

(٤) ينظر : مجمع البحرين ١ / ٥٩٩ (حول).

(٥) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٣ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢١٣.

(٦) ينظر : تفسير النسفي ١ / ٢٢ ، والبيضاوي ١ / ١٩٣ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٥١.

(٧) ينظر : روح المعاني ١ / ١٦٦ ـ ١٦٧.

(٨) ينظر : الكشاف ١ / ٧٥ ، والبحر المحيط ١ / ٢٠٨ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٦١.

(٩) في ع وب : المرء توقد ، وهو تحريف ، وكذا ترد مرتين قريبا.

(١٠) من ك.

(١١) في ع : يشتروا ، وفي ب : تستروا. وينظر : مجمع البيان ١ / ١١٢ ـ ١١٣.

(١٢) ينظر : الجواهر الحسان ١ / ١٩١.

(١٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٣ ، ومجمع البيان ١ / ١١٣.

(١٤) (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) ساقطة من ب.

(١٥) مكررة في ع.

(١٦) النسخ الثلاث : تقرير.

(١٧) في ع : ما حوله ، والهاء مقحمة. وينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٢ ـ ٥٣ ، ومجمع البيان ١ / ١١٤ ، والمجيد (ط ليبيا) ١٢٩.

١١٤

أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ) [البقرة : ١٩٦] ، أي : فإذا أمنتم فاقضوا ما أحصرتم عنه.

وقوله : (ذهب (١) الله بنورهم) في المنافقين دون المستوقد (٢) ، وإنّما لم يذكر اقتباسهم النور أوّلا ثمّ الذهاب بنورهم ؛ لأنّ المثل السابق دلّ عليه فاكتفي بتلك الدّلالة. وقيل (٣) : الضمير في قوله (بنورهم) عائد إلى المستوقد وأصحابه والمعتقد في الجملة ما هو عند الله تعالى.

١٨ ـ (صُمٌّ) : من حيث لا يستمعون (٤) إلى الحق.

(بُكْمٌ) : من حيث لا ينطقون بالحق (٥).

(عُمْيٌ) : من حيث لا ينظرون إلى الحق ، ولا يلتفتون إليه (٦).

(فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) : إلى الإخلاص في الحال (٧) ؛ لأنّ بعضهم أخلص بعد ذلك.

١٩ ـ (أَوْ كَصَيِّبٍ) : (أو) ههنا للعطف (٨) ، كقوله : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) [الإنسان : ٢٤] ، قال جرير (٩) : [من البسيط]

نال الخلافة أو كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى على قدر

وقيل (١٠) : (أو) للتخيير كما في كفّارة اليمين ، وكأنّما (١١) خيّر المخاطب بين ضرب المثلين لهؤلاء (١٢) المنافقين ، إذ كلّ واحد منهما يليق بحالهم.

(كصيّب) : كأصحاب صيّب (١٣) ، حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه (١٤) ، كقوله (١٥) :

__________________

(١) النسخ الأربع : وذهب ، والواو مقحمة.

(٢) ينظر : مجمع البيان ١ / ١١٤.

(٣) ينظر : المجيد (ط ليبيا) ١٣٠.

(٤) في ع : لا يسمعون. وينظر : تفسير الطبري ١ / ٢١٢ ، والنكت والعيون ١ / ٧٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ٨٨.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢١٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ٨٨ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٣.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢١٢ ، والنكت والعيون ١ / ٧٥ ، ومجمع البيان ١ / ١١٤.

(٧) (في الحال) ساقطة من ع. وينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٠١ ، والجواهر الحسان ١ / ١٩٢.

(٨) ينظر : زاد المسير ١ / ٣٣ ، والمجيد (ط ليبيا) ١٣٤ ، وتفسير البيضاوي ١ / ١٩٩. وينظر في أحكام (أو) : مغني اللبيب ٦٤ ، ورصف المباني ١٣١ ، ومعاني النحو ٣ / ٢٥٠.

(٩) شرح ديوانه ٢٧٥.

(١٠) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٠١ ، وزاد المسير ١ / ٣٢ ـ ٣٣ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٤.

(١١) في ك وب : فكأنما.

(١٢) في ب : كهؤلاء.

(١٣) في ع : حبيب ، وهو تحريف. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٩٤ ، وزاد المسير ١ / ٣٣ ، والإيضاح في علوم البلاغة ٢٩٩ ـ ٣٠٠.

(١٤) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٦٠.

(١٥) في ع : لقوله.

١١٥

(هُمْ دَرَجاتٌ) [آل عمران : ١٦٣] ، أي : ذوو (١) درجات.

وإنّما سمّي المطر صيّبا لأنّه يصوب من نحو السماء (٢) ، وقال الشاعر (٣) : [من الطويل]

فلست لإنسيّ ولكن لملأك

تنزّل (٤) من جوّ السّماء يصوب

وأصل الصيّب صيوب ، وعند (٥) الفرّاء صويب.

(فِيهِ ظُلُماتٌ) : ظلمة (٦) السحاب والماء والليل.

(وَرَعْدٌ) : صوت يسمع عند المطر من مصوّت تسبيحا لله تعالى (٧).

(وَبَرْقٌ) : نور يلمع من صفاء الماء في الهواء (٨) ، وقيل (٩) : من نار.

(يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) : (٥ و) يصيّرون بنانهم في العضو المختصّ بالسمع (١٠).

والصاعقة صوت فيه نار لا تأتي على شيء إلا أحرقته (١١). وقيل (١٢) : اسم للعذاب على أيّ وجه كان ؛ لأنّ عادا أهلكت بالريح ، وثمود بالرجفة ، ومع ذلك قال الله تعالى : (أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) [فصلت : ١٣].

والمراد بالصواعق ههنا شدّة الظلمة ، وشدّة صوت الرعد ، وشدّة لمعان البرق ، إذ كلّ واحد منها هائل.

(حَذَرَ الْمَوْتِ) : أي : لحذر (١٣) الموت ، كقولك : زرتك طمعا في برّك ، وقال حاتم الطائيّ (١٤) : [من الطويل]

وأغفر عوراء الكريم ادّخاره

وأعرض عن شتم اللئيم تكرّما

__________________

(١) في ك : ذو. وعبارة (أي ذوو درجات) ساقطة من ب.

(٢) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٠١ ، وزاد المسير ١ / ٣٣ ، والجواهر الحسان ١ / ١٩٢.

(٣) علقمة الفحل ، ديوانه ١١٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢٥٩.

(٤) النسخ الثلاث : ينزل.

(٥) في ك وع : عند ، والواو ساقطة. وينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٨١ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٠١ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٦١.

(٦) في ب : ظلمات. وينظر : الكشاف ١ / ٨٣ ، والبحر المحيط ١ / ٢٢٢ ، وتفسير البيضاوي ١ / ٢٠١ ـ ٢٠٢.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢١٨ ، وزاد المسير ١ / ٣٤ ، والبحر المحيط ١ / ٢١٩.

(٨) ينظر : مجمل اللغة ١ / ٢٥٢ (برق) ، وزاد المسير ١ / ٣٤ ، والبحر المحيط ١ / ٢٢٠.

(٩) ينظر : مجمع البيان ١ / ١١٨ ، والبحر المحيط ١ / ٢٢٠.

(١٠) ينظر : الكشاف ١ / ٨٤ ، والإيضاح في علوم البلاغة ٢٥٦ ، ومجمع البحرين ٢ / ٥٨١ (صبع).

(١١) ينظر : الكشاف ١ / ٨٥ ، والتفسير الكبير ٢ / ٨٠ ، والبحر المحيط ١ / ٢٢١.

(١٢) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٣ ، وزاد المسير ١ / ٣٤ ، والبحر المحيط ١ / ٢٢١.

(١٣) في ب : يحذر. وينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٩٧ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٨٦ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٦١.

(١٤) ديوانه ٢٢٤ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٥٢.

١١٦

أي : لادّخاره وللتكرّم. والموت ذهاب الحياة (١).

(مُحِيطٌ) : عالم بأعمالهم (٢). وهذا عارض دخل في أثناء المثل (٣).

٢٠ ـ (يَكادُ) : فعل ليس له مصدر ولا اسم (٤). كاد يكاد إذا أوهم أن يفعل ولمّا يفعل (٥) ، قال الله تعالى : (تَكادُ السَّماواتُ) [مريم : ٩٠]. (وَلا يَكادُ يُبِينُ) [الزخرف : ٥٢] ، (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) [البقرة : ٧١] ، (لَمْ يَكَدْ يَراها) [النور : ٤٠] إذا أوهم أن لا يفعل ثمّ فعل (٦). وقيل (٧) : يكاد يقرب ، إلا أنّه يستعمل بغير حرف (أن) بخلاف (٨) لفظ المقاربة والمداناة.

(يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) : يستلب ويختلس أبصار المنافقين (٩) ، نظيره : (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ) [النور : ٤٣](١٠).

(كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ) : (كلما) ظرف زمان ماض في محلّ النصب ، وعلّة الظرف إضمار (في) في المعنى دون اللفظ كالاسم بنزع الخافض ، وهو مبهم يحتاج إلى الصلة ، وصلته (أضاء) والعامل فيه (مَشَوْا) : مضوا في الضوء (١١).

(وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا) : أي : صار (١٢) ذا ظلمة ، كقولك : ليل مظلم ، وبيت مظلم ، وقوله تعالى : (قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) [يونس : ٢٧] ، وقوله : (فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) [يس : ٣٧] ، أي : يخلصون في الظلمة.

وإنّما قال : (عليهم) ؛ لأنّ وبال الظلمة راجع إليهم.

(وَلَوْ شاءَ اللهُ) : معنى (لو) كمعنى الشرط ، وهو يكون في الماضي والمستقبل (١٣) ، قال الله

__________________

(١) ينظر : تفسير البيضاوي ١ / ٢٠٤ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٥٤ ، وروح المعاني ١ / ١٧٤.

(٢) في ب : بأعمال. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٥ ، ومجمع البيان ١ / ١١٨ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٤.

(٣) في ب : المسألة. وينظر : الكشاف ١ / ٨٥ ـ ٨٦ ، وجوامع الجامع ١ / ٧٩ ، والبحر المحيط ١ / ٢٢٣.

(٤) ينظر في أحكام (كاد) : المغني في النحو ٣ / ٣٥٣ ـ ٣٦٢.

(٥) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٦١ ، وزاد المسير ١ / ٣٥ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٦٤.

(٦) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٨٢.

(٧) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٦ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٦ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٢٢.

(٨) في ك وع : الخلاف.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢٢٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٦ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٤.

(١٠) ينظر : تلخيص البيان ٦.

(١١) في ب : الوضوء. وينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٨٢ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٠٤ ، والبحر المحيط ١ / ٢٢٨.

(١٢) النسخ الأربع : صاروا ، والصواب ما أثبت. وينظر : التبيان في تفسير غريب القرآن ٦٤.

(١٣) ينظر : في أحكام (لو) : مغني اللبيب ٣٣٧ ـ ٣٥٩.

١١٧

تعالى : (لَوْ يَشاءُ (١) اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) [الرعد : ٣١]. وأكثر جوابها باللام (٢). وعدم ما يليها من الفعل لعدم الفعل الذي هو جوابها. والموجب ممّا يليها ومن جوابها (٣) في اللفظ منفيّ في المعنى ، والمنفيّ في اللفظ موجب في المعنى.

والمشيئة إرادة تشتمل (٤) المكروه والمحبوب جميعا.

(لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) : إنّما وحّد السمع اكتفاء بجمع المضاف إليه من جمع المضاف (٥) ، أو أراد الجنس (٦) ، كقوله : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) [الحاقّة : ١٧] ، وقوله : (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) [النور : ٣١].

(عَلى كُلِّ شَيْءٍ) : (كلّ) اسم يتناول آحاد الجماعة على سبيل الإفراد ، يضاف إلى جماعة وواحد منكر (٧).

و (الشيء) اسم عام (٨).

(قَدِيرٌ) : قادر (٩).

وتقرير (١٠) مثل المنافقين من أصحاب الصّيّب من حيث إنّ القرآن نازل عليهم من نحو السماء كالصيّب ، وفيه متشابهات ومحكمات ، (٥ ظ) وبشارة وإنذار ، كما أنّ في الصيّب رعدا وبرقا ، والمنافقون يكرهون ذلك ويعرضون عنه ، ويكبر ذلك عليهم ، وتارة ينظرون إلى مبلّغه نظر المغشيّ عليه من الموت ، كما أنّ أصحاب الصيّب يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ، والقرآن يكاد يهديهم ، أو يكاد يميتهم غيظا كما أنّ البرق يكاد (١١) يخطف أبصار أصحاب الصيّب ، وهم كلّما رأوا دولة أو طمعوا في بشارة قصدوا الإخلاص ، وإذا حدثت نكبة أو نزل تكليف بقوا (١٢) متحيّرين شاكّين ، كما أنّ أصحاب الصيّب كلّما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا (١٣).

__________________

(١) النسخ الأربع : ولو شاء.

(٢) ينظر : أوضح المسالك ٤ / ٢٣١.

(٣) النسخ الثلاث : حولها.

(٤) في ب : تشمله. وينظر : الصحاح ١ / ٥٨ ، ولسان العرب ١ / ١٠٣ (شيأ) ، والتبيان في تفسير القرآن ٦٤.

(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٨٣ و ٩٦.

(٦) (لذهب بسمعهم ... الجنس) ليس في ك.

(٧) ينظر في أحكام (كل) : مغني اللبيب ٢٥٥ ـ ٢٦٨.

(٨) ينظر : الكشاف ١ / ٨٧ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٠٤ ، وروح المعاني ١ / ١٧٨ ، و ١٨٠.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢٣٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٥.

(١٠) في ع وب : وتقدير.

(١١) (يهديهم ... يكاد) ساقطة من ع.

(١٢) في ك : بقول.

(١٣) ينظر : البحر المحيط ١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، وروح المعاني ١ / ١٨١.

١١٨

٢١ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ) : خطاب للجميع (١) ؛ لأنّه ذكر فيه النعمة العامّة ، وهي الخلق (٢) والرّزق. وقيل (٣) : نزلت في المشركين بدليل قوله (٤) : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً).

و (يا) حرف نداء ، تقول : يا زيد (٥).

و (أيّ) اسم مبهم (٦) ، تقول : أعط أيّهم شئت. و (ها) حرف التنبيه (٧).

و (الناس) كالوصف ل (أيّ) (٨) ؛ لأنّك تقول : يا أيّها الفقيه ، ولا تقول : يا أيّها زيد.

(اعْبُدُوا) : وحّدوا وأخلصوا وأطيعوا (٩).

(الَّذِي خَلَقَكُمْ) : ابتدأ تقديركم (١٠) ، وقيل (١١) : الخلق هو الإيجاد مقدرا.

والواو في (وَالَّذِينَ [مِنْ قَبْلِكُمْ])(١٢) واو عطف (١٣) ، و (من) لابتداء الغاية (١٤).

(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) : لكي تتّقوا مخالفة الخالق (١٥). وقال سيبويه : كلمة (لعلّ) للرجاء (١٦) والطمع.

٢٢ ـ (الَّذِي) : أي : هو الذي (١٧) ، ويقال (١٨) : اعبدوا الذي.

(جَعَلَ) : صنع وخلق (١٩) ، وقيل (٢٠) : صيّر.

__________________

(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٨ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٥ ، والبحر المحيط ١ / ٢٣٢.

(٢) في ب : للخلق.

(٣) ينظر : زاد المسير ١ / ٣٧ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٢٥ ، والعجاب في بيان الأسباب ١ / ٢٤٢.

(٤) في الآية التي تليها.

(٥) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٦٢ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٢٥ ، والمجيد (ط ليبيا) ١٤٦.

(٦) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٩٨ ، والكشاف ١ / ٨٩ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٨.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٩٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٨ ، والمجيد (ط ليبيا) ١٤٧.

(٨) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٨٢ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٨ ، والبحر المحيط ١ / ٢٣٣.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢٣٢ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٢٨٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٨.

(١٠) ينظر : الوجيز ١ / ٩٥.

(١١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٨ ، والكشاف ١ / ٩١ ، والبحر المحيط ١ / ٢٣١.

(١٢) من ك.

(١٣) ينظر : المجيد (ط ليبيا) ١٤٧ ـ ١٤٨.

(١٤) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٨ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٥٩.

(١٥) ينظر : الوجيز ١ / ٩٥ ، وزاد المسير ١ / ٣٧ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٢٧.

(١٦) في ب : للرجال ، وهو تحريف. وينظر : الكتاب ١ / ٣٣١ ، وتفسير النسفي ١ / ٢٦. وينظر في (لعل) : الأزهية ٢٢٦ ، والجنى الداني ٥٧٩.

(١٧) البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٦٣ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٨ ، والمجيد (ط ليبيا) ١٤٩.

(١٨) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٠٥.

(١٩) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٥ ، ومجمع البيان ١ / ١٢٣ ، وإرشاد العقل السليم ١ / ٦١.

(٢٠) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٠٥ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٣٩ ، والبحر المحيط ١ / ٢٣٧.

١١٩

(فَرْشاً) : بساطا ووطاء (١).

(وَالسَّماءَ بِناءً) : سقفا (٢) ، مأخوذ (٣) من السموّ ، وأراد به السماء المعروفة ، ذات البروج ، المزيّنة بالكواكب.

(وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ) : من السحاب مطرا (٤).

والماء هو الجسم اللطيف المضادّ للنار بانحداره ورطوبته وبرودته (٥) ، وهو في الأصل : موه ؛ لأنّك تقول في الجمع والتصغير : أمواه ومويه (٦).

(فَأَخْرَجَ بِهِ) : فأنبت وأبرز بالمطر من التراب من ألوان الثمرات (٧) ، كما في قوله : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠].

(رِزْقاً) : طعاما (٨).

(فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) : أي : لا تصفوا لله أمثالا ونظراء (٩).

(وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) : أنّهم مخلوقون ومرزوقون لواحد قديم (١٠).

٢٣ ـ (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) : قال (١١) ابن عبّاس : نزلت في اليهود. وهي تحتمل العموم أيضا (١٢).

وفي ترتيب إثبات النبوّة على إثبات التوحيد دليل على أنّ الرسول يعرف من قبل الله تعالى ، وأنّ وجوب (١٣) معرفة الله تعالى (١٤) مقدّم على وجوب معرفة الرسول.

(إن) حرف شرط (١٥) ، والشرط قوله : (كنتم في ريب) ، ثمّ هذا الشرط معلّق بشرط آخر في آخر الآية وهو قوله : (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ، وجوابهما قوله : (فَأْتُوا) ، وهذا كمن قال لعبده :

__________________

(١) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٥ ، والخازن ١ / ٣٠ ، والبحر المحيط ١ / ٢٣٧.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢٣٥ ، والوجيز ١ / ٩٥ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٥.

(٣) في ك : مأخوذا.

(٤) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٥ ، وزاد المسير ١ / ٣٨ ، وتفسير الخازن ١ / ٣١.

(٥) ينظر : التوقيف على مهمات التعاريف ٦٣١.

(٦) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ١٠٢ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٠٥ ـ ١٠٦ ، ومجمع البيان ١ / ١٢٣.

(٧) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ١٠١ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٢٩.

(٨) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٥٥.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢٣٦ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٣٠ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٦٦.

(١٠) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ١٠٣ ، ومجمع البيان ١ / ١٢٤.

(١١) قبلها في ع وب : كما ، وهي مقحمة. وينظر : زاد المسير ١ / ٣٩ ، والبحر المحيط ١ / ٢٤٣.

(١٢) ينظر : البحر المحيط ١ / ٢٤٣.

(١٣) في ب : وجود.

(١٤) (معرفة الله تعالى) مكررة في ب.

(١٥) ينظر : البحر المحيط ١ / ٢٤٢.

١٢٠