تفسير الراغب الأصفهاني - ج ١

الحسين بن محمّد بن المفضّل أبوالقاسم الأصفهاني [ الراغب الأصفهاني ]

تفسير الراغب الأصفهاني - ج ١

المؤلف:

الحسين بن محمّد بن المفضّل أبوالقاسم الأصفهاني [ الراغب الأصفهاني ]


المحقق: د. عادل بن علي الشدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدار الوطن للنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٣٩
الجزء ١ الجزء ٢

١

٢

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(١). (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(٢). (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً)(٣).

أما بعد :

فإن كلام الباري ـ جلّ وعزّ ـ هو أشرف كلام عنيت بتدبره العقول ، وبذلت في تفهّمه ومعرفة مدلولات خطابه الأعمار والأوقات. وقد أنزل الله ـ عزوجل ـ كتابه ليتدبّر ، وليكون ذكرى لأولي الألباب : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ)(٤).

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٢.

(٢) سورة النساء ، الآية : ١.

(٣) سورة الأحزاب ، الآيتان : ٧٠ ، ٧١.

(٤) سورة ص ، الآية : ٢٩.

٣

وإن من توفيق الله ـ عزوجل ـ وحسن تقديره أن هيّأ لي أسباب دراسة العلم الشرعي ، ولا سيما العلوم المتصلة بالقرآن الكريم ، ومن أجلّها وأعظمها نفعا علم التفسير.

وقد يسّر الله لي الحصول على مخطوط لتفسير الراغب الأصفهاني أثناء زيارتي للمكتبة السليمانية بتركيا في أوائل عام ١٤١٦ ه‍ ، فشرعت في قراءته ، فألفيته تفسيرا نافعا غزير الفوائد مشبعا بالنكات والتقريرات ، ولا سيّما في مجال المعاني والمترادفات والتراكيب اللغوية والصيغ البلاغية. وبعد الاستخارة والاستشارة عزمت على التقدم بدراسة وتحقيق جزء من هذا التفسير ؛ لنيل درجة الدكتوراه من قسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى تحت عنوان :

تفسير الراغب الأصفهاني

من أول سورة آل عمران وحتى الآية ١١٣ من سورة النساء دراسة وتحقيقا.

أسباب اختياري لتفسير الراغب الأصفهاني :

١ ـ أنّه لم يسبق أن حقق هذا الجزء من المخطوط وأخرج لطلاب العلم ، بل ظل حبيس مكتبات المخطوطات ، فرأيت أنّ إخراجه محققا عمل يستحق بذل الجهد والوقت فيه.

٤

٢ ـ تبحّر الراغب الأصفهاني في علوم البلاغة والنحو والاشتقاق والمعاني والبيان ، حتى إن كتابه [مفردات ألفاظ القرآن] لا يكاد يستغني عنه متخصص في التفسير وعلوم القرآن. وقد توسّع ـ رحمه‌الله ـ في تفسيره المخطوط في استخدام هذه العلوم للتوصل من خلالها إلى فهم آي القرآن والاستدلال على مراد الله ـ سبحانه وتعالى ـ حسب الطاقة ، محاولا استنباط بعض اللطائف التفسيريّة ، التي لا تكاد توجد عند غيره من المفسرين بالرأي مدعومة بقوة حجته وسعة اطلاعه ورسوخ قدمه في علوم اللغة العربية.

٣ ـ أنّ العمل على تحقيق تفسير الراغب الأصفهاني يستلزم البحث في مجموعة متنوعة من العلوم ، وهذا ما يوفّر للباحث فرصة عظيمة لتنمية معارفه بعلوم : العقيدة ؛ والتفسير وأصوله ، والحديث وعلومه ، والفقه وأصوله ، واللغة ، والقراءات ، والنحو والصرف ، والبلاغة ، والمعاني ، والشعر ؛ وكل هذه العلوم استعان بها الراغب أثناء تفسيره لآي كتاب الله. وبالتالي فإن رجوع الباحث إلى أمهات الكتب في هذه الفنون والنهل منها يقوّي بناءه العلمي ، ويزيده رسوخا ، ولا سيّما في مقتبل حياته العلمية.

٤ ـ مكانة الراغب الأصفهاني وشهرته العلمية ، ولا سيّما من خلال كتابيه : [مفردات ألفاظ القرآن] و [الذريعة إلى مكارم

٥

الشريعة] فإذا أضفنا إلى ذلك أن وفاته تقدمت على وفاة كثير من المفسرين بالرأي كالزمخشري (ت ٥٢٨ ه‍) ، وابن عطية (٥٤١ ه‍) ، والقرطبي (٦٧١ ه‍) ، وأبي حيّان (٧٧٤ ه‍) وغيرهم مما يعطي لتفسيره قيمة علميّة تشجع أي باحث على تحقيقه والعمل فيه.

٥ ـ الحرص على الارتباط بكتاب الله ـ عزوجل ـ لعظم أجر تلاوته وتدبره وتفهّم معانيه ، فكان الاشتغال بمخطوط يتعلق بتفسير القرآن الكريم لأربع سنوات متصلة فرصة مباركة للنهل من علومه ومحاولة الانتظام في سلك أهله ، الذين هم أهل الله وخاصته ، وتلك أمنيّة كانت تراودني ، وكان لها دور كبير في اختياري لموضوع هذه الرسالة.

٦

خطة البحث :

قسمت البحث في هذه الرسالة إلى قسمين :

أولا : قسم الدراسة :

ويشتمل على ثلاثة فصول

الفصل الأول : حياته الشخصية :

وفيه ثلاثة مطالب

المطلب الأول : عصره.

المطلب الثاني : ولادته ونشأته.

المطلب الثالث : وفاته.

الفصل الثاني : حياته العلمية :

وفيه أربعة مطالب

المطلب الأول : طلبه للعلم وشيوخه.

المطلب الثاني : تلامذته.

المطلب الثالث : آثاره العلمية.

وفيه ثلاثة مباحث

المبحث الأول : آثاره العلمية المطبوعة.

المبحث الثاني : آثاره العلمية المخطوطة.

المبحث الثالث : آثاره العلمية المفقودة.

المطلب الرابع : ثناء العلماء عليه.

٧

الفصل الثالث : دراسة تحليلية للكتاب المحقق :

وفيه خمسة مطالب

المطلب الأول : نسبته.

المطلب الثاني : أهميته.

المطلب الثالث : منهجه في كتابه (من خلال الجزء المحقق).

وفيه ثلاثة مباحث

المبحث الأول : مصادر الراغب الأصفهاني في تفسيره.

أولا : المصادر العامة.

ثانيا : المصادر الخاصة.

المبحث الثاني : تحديد نوعية تفسير الراغب الأصفهاني.

المبحث الثالث : محاور منهج الراغب الأصفهاني في التفسير.

وفيه سبعة محاور

المحور الأول : تفسير القرآن بالقرآن.

المحور الثاني : السنة النبوية في تفسيره.

المحور الثالث : أقوال الصحابة والتابعين في تفسيره.

المحور الرابع : العربية في تفسيره.

المحور الخامس : مجالات النظر في تفسيره.

المحور السادس : مسائل العقيدة في تفسيره.

المحور السابع : مسائل الفقه في تفسيره.

٨

المطلب الرابع : موضوعاته ، ودراسة تحليلية مقارنة بكتب التفسير

المشابهة (من خلال الجزء المحقق).

وفيه تمهيد وثلاثة مباحث

المبحث الأول : مقارنة بين منهج الزمخشري والراغب في التفسير.

المبحث الثاني : مقارنة بين منهج ابن عطية والراغب في التفسير.

المبحث الثالث : مقارنة بين منهج البغوي والراغب في التفسير.

المطلب الخامس : النسخ الخطية وتوصيفها.

* * *

وقد كان في تقديري أن تكون الدراسة التحليلية المقارنة بكتب التفسير المشابهة قبل المطلب المتعلق بمنهجه في كتابه ، لكنّي عدلت عن ذلك ، فقدمت المطلب المتعلق بمنهجه قبل المطلب المتعلق بالدراسة التحليلية المقارنة مع كتب التفسير المشابهة ، لكثرة الإحالة على المطلب المتعلق بمنهجه في المطلب المتعلق بالمقارنة مع كتب التفسير المشابهة ، ولرغبتي في تحاشي التكرار بذكر الأمثلة في أكثر من موضع.

٩

ثانيا : قسم التحقيق :

وقد كان عملي فيه على النحو الآتي :

١ ـ قمت بنسخ المخطوط ، وضبط نصّه وفق قواعد الإملاء المتعارف عليها ، حيث كان الناسخ يكتب بعض الكلمات على خلاف تلك القواعد.

وأثناء اشتغالي بنسخ المخطوط قسمت الكلام إلى فقرات وجمل ، مستعينا في ذلك بعلامات الترقيم المعروفة.

٢ ـ وضعت خطّا مائلا هكذا (/) للدلالة على موضع ابتداء الصفحة في المخطوط ، وأضع بحذائه في الهامش رقم اللوحة والوجه منها.

٣ ـ أثبتّ الآيات القرآنية من المصحف الشريف وفق الرسم العثماني ، وجعلت الآية بين قوسين () ، وذكرت اسم السورة ورقم الآية في الهامش.

وقد صوّبت ما أخطأ الناسخ في كتابته من الآيات دون الإشارة إلى ذلك في الهامش.

٤ ـ قمت بتوثيق القراءات المختلفة التي ذكرها الراغب ، وذلك بنسبتها إلى أصحابها بعد الرجوع إلى كتب القراءات المعتمدة ، كما قمت بالرجوع إلى الكتب التي عنيت بأسباب النزول وغيرها من كتب التفسير والحديث طلبا لتوثيق أسباب النزول التي ذكرها الراغب.

٥ ـ خرّجت الأحاديث النبوية الشريفة من مظانها ،

١٠

وذلك بالرجوع إلى المصادر الحديثية الأصلية ، إضافة إلى كتب التفسير المسندة. وقد اجتهدت في تخريج الأحاديث من معظم المصادر المتوفرة لدي ، ولو كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما. وقد ندّ عليّ نزر يسير من الأحاديث لم أقف على تخريجها في المصادر المتوفرة لديّ.

أما بالنسبة للحكم على الأحاديث ، فإذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإنني لا أتعرض للحكم عليه لصحة أحاديث هذين الكتابين وتلقي الأمة لهما بالقبول.

وإذا كان الحديث في غير الصحيحين فإنني أحاول ـ قدر الإمكان ـ إثبات كلام أهل العلم ونقاد الأسانيد حول هذا الحديث من حيث الصحة أو الضعف ، فإذا وجدت كلاما للمتقدمين حول الحديث فإنني أكتفي به ، فإن لم أجد أثبتّ ما أجده من كلام المتأخرين في الحكم على الحديث ، وأحيانا أجمع بينهما زيادة في التوثيق.

وقد لاحظت أثناء النسخ أن الناسخ يغفل التصلية والتسليم أحيانا عند ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد يرمز لها اختصارا ، فكنت أقوم بإثباتها كاملة دون الإشارة في الهامش إلى ذلك.

وقد جعلت الأحاديث النبوية بين حاصرتين : «». وقمتّ بتسويد نصّها لتتميز عن الآثار والنصوص الأخرى التي يذكرها المؤلف في المتن.

٦ ـ خرّجت الآثار الواردة في المخطوط عن الصحابة

١١

والتابعين ، بقدر الطاقة ، وذلك بالرجوع إلى كتب التفسير المسندة : كتفسير : ابن جرير الطبري ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وعبد الرزاق ، وغيرهم ، ثم أذكر تخريج الأثر من كتب الحديث الأصلية ، ثم من كتب التفسير غير المسندة كتفسير ابن كثير ، وابن الجوزي ، والقرطبي ، وغيرهم.

٧ ـ لاحظت أثناء تخريجي للأحاديث والآثار أن الراغب كثيرا ما يوردها بالمعنى دون الالتزام باللفظ الذي وردت به ، فكنت أثبت تخريج هذه الأحاديث والآثار من أقرب الألفاظ ، وإن كان هناك اختلاف في اللفظ مادام المعنى متّفقا.

٨ ـ تتبّعت الأبيات الشعرية والأمثال الوارد ذكرها في المخطوط ، واجتهدت في نسبتها إلى قائليها ، والكتب التي أوردتها بقدر الطاقة ، وربما مرّت عليّ الأيام المتوالية في البحث عن شطر بيت أو عجزه في مظانه ، فلا أعثر عليه إلا بعد قراءة المئات من الصفحات ، وربما لا أعثر عليه بعد ذلك ، والله المستعان.

٩ ـ شرحت كثيرا من الألفاظ الغريبة والمصطلحات التي ذكرها الراغب ، وكان اعتمادي في ذلك على المصادر الأصليّة في اللغة وكتب الغريب في القرآن والسنة. وقد كنت أكتفي أحيانا بشرح الراغب لها في تفسيره إذا كان الشرح وافيا والمعنى قريبا من الأفهام.

١٢

وكنت ـ أحيانا ـ أعلّق على بعض القضايا اللغوية والنحوية والبلاغية ـ حسب الحاجة ـ معتمدا على المصادر الأصلية في كل فن من تلك الفنون.

١٠ ـ قمت بالتعليق على كثير من المواضع التي رأيتها تحتاج إلى تعليق ، وذلك لبيان مشكل ، أو كشف غامض ، أو إزالة لبس ، أو تصويب خطأ ، أو زيادة فائدة ، أو تأييد رأي ذهب إليه الراغب أو مخالفته ، فقمت بنقل آراء من يوافقه أو يخالفه من المفسرين.

ولم ألتزم التعليق على كل قضية في المخطوط خوفا من إثقال الحواشي بما لا يخدم مجال البحث ، كما أشرت في كثير من المواضع إلى الفقرات التي نقلها بعض المفسرين عن تفسير الراغب الأصفهاني زيادة في توثيق النص وبيان مكانة تفسير الراغب لدى من جاء بعده من المفسرين.

١١ ـ ترجمت للأعلام الذين ورد ذكرهم في المخطوط ترجمة مختصرة ، وقد تركت الترجمة لبعض الأعلام لشهرتهم : كالأنبياء والملائكة ، أو لعدم وجود ذكر لهم في كتب التراجم المتوفرة لدي ، وقد اكتفيت بترجمة العلم عند أوّل موضع يرد فيه من التحقيق ، فإذا تكرر ذكر العلم بعد ذلك فإني لا أشير إلى موضع ترجمته السابق ، لكثرة ذكر بعض الأعلام وتوالي ذلك في الورقة الواحدة أكثر من مرة في بعض الأحيان ، ولعدم إثقال الحواشي ، ولوجود فهرس تفصيلي للأعلام في آخر الرسالة يمكن من خلاله العثور على مكان الترجمة بسهولة.

١٣

١٢ ـ تتبّعت ما ذكره الراغب من أقوال عن غيره من العلماء ، فوثّقت معظمها بالرجوع إلى كتب أصحابها إن وجدت ، أو إلى المصادر التي ذكرت تلك النقول عنهم. وقد استغرق منّي ذلك جهدا ووقتا كبيرين بسبب عقلية الراغب الموسوعية وسعة اطلاعه وكثرة نقوله في فنون متعددة من العلم. وفات عليّ شيء يسير من ذلك ، لكون كتب من نقل عنهم مفقودة ، ولعدم إشارة المراجع التي بين يديّ إلى هذه النقول في مظانها.

١٣ ـ وثّقت كثيرا من المسائل الفقهية التي ذكرها الراغب من الكتب المعتمدة لكل مذهب من المذاهب التي أشار إليها ، وقد حرصت على عدم التوسع والاستقصاء في ذلك ، لعدم إطالة الحواشي بما ليس من صلب البحث. وإذا لم يشر إلى مذهب من المذاهب فإنّي لا ألتزم البحث في ذلك.

١٤ ـ ذكرت تعريفا موجزا بالأماكن والقبائل والفرق والمذاهب التي ورد ذكرها في المخطوط ، وذلك بالرجوع إلى الكتب المختصة في ذلك. واستثنيت من ذلك ما كان مشهورا بحيث تغني شهرته عن التعريف به ، وكذا ما لم أقف له على ذكر في المصادر المتوفرة لديّ.

١٥ ـ قمت بعمل اثني عشر فهرسا لتيسير البحث في الرسالة هي :

١ ـ فهرس الآيات القرآنية.

٢ ـ فهرس الأحاديث النبويّة.

١٤

٣ ـ فهرس الآثار.

٤ ـ فهرس الأعلام المترجم لهم.

٥ ـ فهرس الأشعار.

٦ ـ فهرس القبائل والجماعات.

٧ ـ فهرس الأماكن والمواضع والبلدان.

٨ ـ فهرس الفرق والمذاهب والأديان.

٩ ـ فهرس الكلمات الغريبة المفسّرة.

١٠ ـ فهرس الفوائد النحوية واللغويّة والبلاغيّة.

١١ ـ فهرس المصادر والمراجع.

١٢ ـ فهرس الموضوعات.

ومما تجدر الإشارة إليه أنّ من أهم الصعوبات التي واجهتها في قسم الدراسة أن المصادر التي ترجمت للمؤلف كانت شديدة الاختصار شحيحة المعلومات إلى درجة كبيرة ، وخصوصا فيما يتعلق بحياته الشخصية مما تطلّب مني وقتا طويلا في البحث عن معلومات متناثرة هنا وهناك حول المؤلف ، وأدّى إلى رجوعي إلى العديد من المصادر ، وتصفحها بدقة دون طائل في أغلب الأحيان ، وذلك جهد غير منظور ، لا يدركه إلا من كابده من الباحثين.

ومن الصعوبات التي واجهتها : خوض المؤلف في علوم شتى ، وعدم تقيده بتخصص محدد ـ كعادة العلماء السابقين ذوي الثقافة الموسوعية ـ مما يستلزم الرجوع إلى كتب كل فن خاض فيه ، وتوثيق المعلومات التي يوردها من خلال الكتب المعتمدة في ذلك الفن.

١٥

كما أن من الصعوبات التي واجهتها : نقل المؤلف عن بعض أئمة المعتزلة ، الذين تعتبر كتبهم في التفسير في حكم المفقودة ، مما يتطلب تتبّع هذه الأقوال عند المفسرين ، الذين قد يهتمون بإيراد أقوال أئمة المعتزلة ولو في مواضع وسور أخرى ، غير تلك التي ذكر المؤلف أقوالهم عندها ، وما يتبع ذلك من الجهد طلبا للتوثيق العلمي بقدر الطاقة.

وما عدا ذلك فلم تكن هناك صعوبات تذكر ، ولله الحمد والمنّة.

وفي ختام هذه المقدمة فإنني أشكر الله ـ عزوجل ـ على ما أنعم به عليّ من النعم العظيمة والآلاء الجسيمة ، وما وفق إليه من تيسير إنجاز هذا البحث.

كما أتوجه إلى والدي بالشكر الجزيل على رعايته لي ، وحدبه عليّ ونصحه وتوجيهه وإرشاده ، فقد كان بعد الله سببا رئيسا ، يدفعني دوما إلى مواصلة طلب العلم والنهل منه. فجزاه الله عنّي خير ما جزى والدا عن أبنائه ، وأسأل الله أن يوفّقني إلى برّه والإحسان له فيما بقي من عمري ، وأن يجعلني دوما عند حسن ظنه.

كما أسأل الله أن يغفر لجدّي / أحمد بن علي الشدي الذي توفّي أثناء إعداد هذه الرسالة ، وكم كان ـ رحمه‌الله ـ يدفعني للمضي قدما في المجال العلمي ، ويتساءل عن موعد مناقشة هذه الرسالة ، فرحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه عنّي خير الجزاء.

١٦

ولا يفوتني أن أشكر شيخي وأستاذي الأستاذ الدكتور / سعدي الهاشمي على قبوله الإشراف على هذه الرسالة رغم كثرة مشاغله ، وما غمرني به من حسن الرعاية وكريم التواضع ، فقد فتح لي قلبه ومنزله ومكتبته ، وسارع دوما بالإجابة على استفساراتي ، ولم يتبرم بكثرة اتصالاتي وزياراتي ، التي توالت عليه حتى في أوقات الإجازات الرسمية ، فجزاه الله عنّي خير الجزاء وأوفاه.

والشكر موصول للشيخين الفاضلين والأستاذين الكريمين :

١ ـ فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودي ٢ ـ وفضيلة الشيخ الدكتور / سليمان بن صادق البيرة على قبولهما مناقشة هذه الرسالة ، وإفادتي بتوجيهاتهما وملاحظاتهما القيمة.

كما أشكر كل من قدّم لي نصحا أو توجيها أو مساعدة في الحصول على صور المخطوطات وفي المراجعة والتصحيح ، فلهم منّي جزيل الشكر والتقدير.

وأخص منهم أخي الشيخ / سعود بن إبراهيم الشريم ، وأخي الدكتور / محمد بن تركي التركي ، وأخي الأستاذ / عبد الله بن عبد الحميد الأثري على دورهم في حصولي على صور المخطوطات ، التي احتجتها أثناء البحث.

كما أشكر الأستاذ الدكتور / أحمد حسن فرحات على سعة صدره وتجاوبه معي أثناء المكالمات الهاتفية التي أجريتها معه والتي أفادتني في قسم الدراسة ، والشكر موصول

١٧

للدكتور / إقبال فرحات ، والدكتور / شلواح المطيري على مبادرتهما بتزويدي بنسخة من رسالتيهما للدكتوراه حول الراغب الأصفهاني بمجرد طلبي ، فجزاهما الله عنّي خيرا.

وأشكر إخواني الكرام الأساتذة : أحمد المزيد ، وعبد الرزاق طاهر ، وجمال صاولي ، ومحمد بن عبد الرحمن ابن محمود ، وعمر السلمي على دورهم في حصولي على مراجع قيمة ومعلومات مفيدة سهّلت لي مهمتي.

والشكر الجزيل لأخي الأستاذ / خالد أبو صالح على دوره في المراجعة والتصحيح بجهد متواصل ونشاط دائم ، وللأخ محمد عوض على قيامه بطباعة هذه الرسالة وإخراجها بهذا الشكل ، فجزاهم الله عنّي خير الجزاء وأوفاه.

كما لا يفوتني أن أشكر زوجتي وأبنائي على ما وفّروه لي من أجواء معينة على البحث العلمي ، وما عانوه معي من السهر والتعب.

وختاما : فلوالدتي حقّ عليّ عظيم ، فقد كانت دوما تلهج بالدعاء لي بالتوفيق والفلاح ، أسأل الله أن يعظم أجرها ويجزل مثوبتها ويجزيها عنّي خيرا.

وبعد : فهذا هو جهد المقل وبضاعة المقصّر ، أقدّمه بعد أربع سنوات من العمل المتواصل ، وحسبي أنّي لم أدّخر جهدا في سبيل إتقان عملي ، وأسأل الله القبول والسداد والهدى والرشاد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

١٨

الفصل الأوّل

حياته الشخصية

وفيه مطالب :

* المطلب الأول : عصره

* المطلب الثاني : ولادته ونشأته

* المطلب الثالث : وفاته

١٩

المطلب الأول

عصره

شهد القرن الرابع الهجري ـ وهو القرن الذي يرجّح أن الراغب الأصفهاني ولد بعد مضي نصفه الأوّل ـ توالي ظهور الدويلات الصغيرة التي تنسلخ عن الخلافة العباسيّة مكرسة حالة الفرقة والانقسام ، التي أضعفت المسلمين سياسيّا وعسكريّا في ذلك العصر.

ويذكر ابن كثير في أحداث سنة ٣٢٤ ه‍ أن : «أمر الخلافة ضعف فيها جدّا .. واستقل نواب الأطراف بالتصرّف فيها ، ولم يبق للخليفة حكم في غير بغداد ومعاملاتها .. وأما بقيّة الأطراف : فالبصرة مع ابن رائق يولّي فيها من شاء ، وخوزستان إلى أبي عبد الله البريدي. وقد غلب ابن ياقوت على مملكة تستر ، وأمر فارس إلى عماد الدولة بن بويه ... وكرمان بيد محمد بن إلياس ، وبلاد الموصل والجزيرة وديار بكر ومضر وربيعة مع بني حمدان ، ومصر والشام في يد محمد بن طغج ، وبلاد أفريقيّة والمغرب في يد القائم بأمر الله بن المهدي الفاطمي ، والأندلس في يد الناصر الأموي ، وخراسان وما وراء النهر في يد السعيد نصر بن أحمد الساماني ، وطبرستان وجرجان في يد الديلم ، والبحرين واليمامة وحجر في يد أبي طاهر القرمطي ..» (١).

وقد كانت العلاقات بين هذه الدويلات الناشئة متوترة وعدائيّة في الغالب ، وظهرت النزاعات العسكريّة بين البويهيين والسامانيين (٢)

__________________

(١) انظر : البداية والنهاية (١١ / ١٩٦) بتصرف يسير.

(٢) انظر : والكامل لابن الأثير (٧ / ١٠٨).

٢٠