مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري

مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار النشر : فرانز اشتاينر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٤

المجاز ، قال : فاذا (١) قلنا ان البارئ عالم والانسان عالم والانسان قادر والبارئ قادر وكذلك حىّ وحىّ فليس (٢) هذا واقعا عليهما لاشتباه ذاتيهما ولا لاشتباه ما احتملته الذاتان ولا لمضاف اضيفا إليه وميّزا منه وانما يقع ذلك عليهما وهو فى البارئ سبحانه بالحقيقة وفى الانسان بالمجاز ، وكان يقول ان (٣) البارئ سبحانه غير المحدثات فى الحقيقة وهى غيره فى الحقيقة وهذا نقض دليله هذا ، وكان لا يقول ان الانسان فاعل فى الحقيقة ولا محدث فى الحقيقة ولا يقول ان البارئ سبحانه احدث كسبه وفعله

واما «ابو الحسين محمد بن مسلم المعروف بالصالحى» فانه كان يقول ان (٤) البارئ (٥) سبحانه لم يزل عالما بمعلومات واجسام مؤلّفات ومخلوقات فى اوقاتها ولم يزل يعلم موجودا (٦) فى وقت كذا ولم يزل عالما بأن اذا كان (٧) وقت كذا فالمخلوق مخلوق فيه ، ولا يثبت المعلومات قبل كونها معلومات ولا مقدورات ولا اشياء قبل كونها

وكان (٨) ينفى العلم والقدرة وسائر الصفات ويقول : معنى ان البارئ شيء لا كالاشياء انه قادر لا كالقادرين ومعنى انه حىّ لا كالاحياء هو معنى انه عالم (٩) لا كالعلماء ، وكذلك (١٠) كان يقول فى سائر الاسماء والصفات للذات وانما هذا (١١) بمنزلة قول القائل اقبل وهلمّ وتعال والمعنى واحد

__________________

(١) فاذا د واذا ق س ح

(٢) وليس ح

(٣) البارئ ... ان : ساقطة من س

(٤) بأن : لعله بأن

(٥) ان البارئ د البارئ ق س ح

(٦) موجود د

(٧) وقت كذا ... اذا كان : ساقطة من ح

(٩) انه عالم : عالم ح

(١٠) كذلك : فى ق بعد قوله والصفات

(١١) هذا : هو ق

(٨) (١٣ ـ ١٥) راجع ص ١٦٨ : ٣ ـ ٨

٥٠١

وبلغنى ان «ابن النجرانى (١)» كان يقول : لا معلوم الا موجود فقيل له : فكيف (٢) تقول فى المقدور؟ فقال : لا اقول ان مقدورا فى الحقيقة لانه (٣) كان يحيل القدرة على الموجود ، وكان «الصالحى» يقول : القدرة على الشيء فى وقته وقبل وقته ومعه ، وكان يثبّته مقدورا موجودا فى حال كونه

وكان «ابن الراوندى» يقول ان المعلومات معلومات قبل كونها وانه لا شيء الا موجود وان المأمور به والمنهىّ عنه وكذلك كل ما تعلّق (٤) بغيره يوصف به الشيء قبل كونه وكل ما كان رجوعا الى نفس الشيء لم يسمّ ولم يوصف (٥) به قبل كونه

وكان «الصالحى» يخطّئ من قال : اذا ثبّتّ الله (٦) عالما نفيت جهلا واذا ثبّتّه قادرا نفيت عجزا

وكان (٧) يجيز ان يقدر الله عزوجل الميّت فيفعل وهو ميّت غير حىّ واذا جاز ان يقدر منّا من ليس بحىّ ويظهر الفعل منّا (٨) ممن ليس بحى فقد بطلت دلالة افعال البارئ على انه حىّ وبطل ان يدلّ انه حىّ على انه (٩) قادر اذا جاز ان يقدر عنده من ليس بحىّ

__________________

(١) النجرانى د ح البحرانى س البحرانى ق

(٢) فكيف : كيف د

(٤) تعلق : لعله يتعلق

(٥) يوصف : كذا فى ح وفى موضعها اثر حك وفى د ق س نصف

(٦) الله : ان الله س

(٨) منا (بالموضعين) : مينا ق س

(٩) حي على انه : ساقطة من ق س ح

(٣) (٦ ـ ٩) راجع ص ١٥٩ ـ ١٦٠

(٧) (١٢) راجع اصول الدين ص ٢٩

٥٠٢

وبلغنى ان سائلا (١) سأله مرّة فقال : من اين علمت ان البارئ حىّ (٢)؟ فلم يأت بجواب مقنع ، وان سائلا سأله فقال : اذا كان معنى اسماء الله لذاته انه شيء لا كالاشياء فهل يجوز ان يسمّى نفسه جاهلا بدلا من تسميته عالما واللغة بحالها (٣) اذا كان لا يرجع بقوله لا كالعلماء الا الى معنى انه شيء لا كالاشياء؟ فاجاز ذلك ، فقال له : وكذلك يسمّى نفسه عاجزا ومواتا ويسمّى نفسه انسانا ويسمّى نفسه (٤) حمارا ويسمّى نفسه فرسا ومعنى ذلك انه لا كالاشياء؟ فاجاز ذلك ـ نعوذ بالله من الخذلان المهوّر ومن الحور بعد الكور ومن الكفر بعد الايمان

وبلغنى ان أبا الحسين سأله سائل فقال له : اذا قلت ان البارئ متكلّم بكلام فى غيره فقل : يسكت بسكوت فى غيره! فقال : كذلك اقول فوصف الله سبحانه بالسكوت

واما «البغداذيون» فيقولون ان البارئ لم يزل عالما كبيرا قادرا حيّا سميعا بصيرا إلها قديما عزيزا عظيما غنيّا جليلا (٥) واحدا احدا فردا سيّدا مالكا ربّا قاهرا رفيعا عاليا (٦) كائنا موجودا أوّلا باقيا (٧) رائيا مدركا سامعا مبصرا بنفسه لا بعلم وحياة وقدرة وسمع وبصر وإلهيّة وقدم وعزّة وعظم ولا بجلال وكبرياء وغنى ولا سودد وقهر وربوبية

__________________

(١) سائلا : انسانا س

(٣) بحالها : يجوز ان يسمّى نفسه جاهلا بحالها س

(٤) عاجزا ... انسانا ويسمى نفسه : ساقطة من ق س ح

(٥) جليلا : جليلا كبيرا د

(٦) عاليا : فى د «عالما» وهى محذوفة فى ق س ح

(٧) باقيا أولا ح

(٢) (٢ ـ ٨) راجع ص ١٩٨ : ٨ ـ ٩

٥٠٣

وبقاء وكذلك سائر صفات الذات ، وهم ينفون صفات الذات اجمع ، ويقولون البارئ شيء لا كالاشياء ، وانه لم يزل عالما بالاشياء قبل كونها اجساما (١) واعراضها ، وان الجسم جسم قبل كونه مؤلّف (٢) قبل كونه

وغلا (٣) بعضهم حتى قال : مؤمن فى الصفة قبل كونه (٤) كافر (٥) فى الصفة وانه ملعون (٦) فى الصفة ومثاب فى الصفة ومعاقب فى الصفة قبل كونه وانه يصرخ ويستغيث من العذاب فى الصفات وان فى الصفات مثل هذا العالم عوالم لا يحصيها الا الله تتحرك وتسكن

وبلغنى ان بعضهم اجاب الى ان المخلوق مخلوق قبل كونه ، وهذا من غريب التجاهل

وقال بعض الحوادث منهم ان المعلوم معلوم قبل كونه وكذلك المقدور وكل ما كان متعلّقا بغيره كالمأمور به والمنهىّ عنه ، وانه لا شيء الا موجود ولا جسم الا موجود

ومن (٧) «البغداذيين» من يقول ان المعلومات معلومات قبل كونها والاشياء اشياء قبل كونها ويمنع اجساما وجواهر واعراضا

وبعض (٨) «البصريين» وهو «الشحّام» وطوائف من «البغداذيين»

__________________

(١) واجسامها ق

(٢) مؤلفا ح

(٤) قبل كونه : ساقطة من ق س ح

(٦) فى الصفة قبل ... ملعون : ساقطة من س

(٥) كافر : كافرا ح

(٣) (٥ ـ ١٠) راجع ص ١٦٣

(٧) (١٤ ـ ١٥) راجع ص ١٦٠ : ١٢ ـ ١٤

(٨) (١٦ ـ ص ٥٠٥ : ٤) راجع ص ١٦٢

٥٠٤

يقولون : ما استحال ان يوصف (١) الشيء به فى حال وجوده فمستحيل ان يوصف به قبل كونه كالقول متحرّك ومؤمن وكافر فاما جسم مؤلّف فقد يوصف به فى حال كونه ، فالزم هؤلاء ان يقولوا موجود قبل كونه فأبوا ذلك

وانكروا ان يكون البارئ سبحانه لم يزل مريدا متكلّما راضيا ساخطا مواليا معاديا جوادا حكيما عادلا محسنا صادقا خالقا رازقا وزعموا ان هذا اجمع من صفات الافعال وزعموا ان الصفات على وجوه فمنها ما يوصف به البارئ لنفسه كالقول عالم قادر حىّ سميع بصير وشيء (٢) يوصف به لفعله كالقول خالق رازق محسن (٣) منعم متفضّل عادل جواد حكيم (٤) متكلم صادق آمر ناه مادح ذامّ محى مميت ممرض مصحّ (٥) وما اشبه ذلك وشيء يوصف به البارئ لذاته وقد (٦) يوصف به لفعله كالقول (٧) حكيم بمعنى عليم من صفات النفس والقول حكيم على طريق الاشتقاق من فعله الحكمة من صفات الفعل وكالقول صمد بمعنى سيّد يوصف به لذاته وقد يوصف به بمعنى انه مصمود إليه فى النوائب فيوصف به من طريق الاشتقاق من الفعل ، ومعنى ان الله عالم عندهم

__________________

(١) ان يوصف : ساقطة من د ق س

(٢) وشيء : شى ود

(٣) محسن : ساقطة من ح

(٤) حكيم : حليم د

(٥) مصحح ح مصحح د ق س

(٦) وقد وصف به ح

(٧) كالقول حكيم : كالقول ق

٥٠٥

انه متبيّن للاشياء وانه لا يخفى عليه شيء ، ومعنى انه قادر انه يمكنه الفعل ويجوز منه

وزعم (١) اكثرهم ان معنى القول انه حىّ انه قادر ومعنى انه سميع (٢) انه لا يخفى عليه الاصوات والكلام ومعنى انه بصير (٣) انه لا يخفى عليه المبصرات ومعنى ان الله راء عندهم انه عالم

وكان «الاسكافى» يقول ان الله لم يزل سامعا مبصرا ببصر وسمع وانه لم يزل مدركا

واختلف البغداذيون فى القول ان الله كريم هل هو من صفات الذات او من صفات الفعل

فقال «عيسى (٤) الصوفى» : الوصف لله بأنه كريم من صفات الفعل والكرم هو الجود ، وكان اذا قيل له : فتقول ان القديم لم يزل غير كريم؟ قال : هذا لا يلزمنى كما لا يلزمنى اذا كان الاحسان والعدل (٥) من صفات الفعل ان اقول : لم يزل البارئ غير صادق ولا عادل ولا محسن لأن ذلك يوهم الذمّ فكذلك وان كان الكرم (٦) فعلا فانّى لا اقول ان الله لم يزل غير كريم

وكان (٧) «الاسكافى» يقول : كريم يحتمل وجهين : احدهما صفة

__________________

(٢) سميع : سامع ق

(٣) انه لا يخفى ... بصير : ساقطة من د

(٥) العدل والاحسان ح

(٦) الكرم : الذم ق

(١) (٣ ـ ٧) راجع ص ١٧٥ : ٩ ـ ١٢

(٤) فقال عيسى الخ : راجع ص ١٧٨ : ١٠ ـ ١٣

(٧) (١٦ ـ ص ٥٠٧ : ٣) وكان الاسكافى الخ : راجع ص ١٧٨ : ١٤ ـ ١٦

٥٠٦

فعل اذا كان الكرم (١) بمعنى الجود (٢) والآخر صفة نفس اذا اريد به الرفيع العالى على الاشياء بنفسه ، (٣) وحجّته فى ذلك انه يقال : ارض كريمة يراد بذلك اى هى (٤) ارفع الارضين ويقال : فرس رافع كريم (٥)

وكان «الجبّائى» (٦) يقول : كريم بمعنى عزيز من صفات الله لذاته وكريم بمعنى انه جواد معط من صفات الفعل ، وكان اذا قيل له : اذا قلت ان الاحسان فعل فقل ان الله سبحانه لم يزل غير محسن! قال : اقول غير محسن ولا مسىء حتى يزول الايهام ولم يزل غير عادل ولا جائر ولم يزل غير صادق ولا كاذب وكذلك لم يزل غير حليم ولا سفيه وكذلك يقول : لم يزل لا خالق ولا رازق

والمعتزلة كلها الا «عبّادا» (٧) يقولون ان الوصف لله (٨) بأنه رحمان وانه رحيم من صفات الفعل ، وكان «عبّاد» (٩) يقول : لم يزل الله رحمانا

وكان «حسين النجّار» (١٠) يزعم (١١) ان الله لم يزل جوادا بنفى البخل عنه لا على انه اثبت جوادا (١٢)

وكافّة (١٣) «المعتزلة» يقولون ان الوصف لله بأنه حليم (١٤) جواد كريم (١٥)

__________________

(١) الكرم : الكريم ق ح

(٢) الجود : الجواد ح

(٣) بنفسه : لنفسه ص ١٧٨ : ١٦

(٤) اى هى : هى ق

(٥) رافع كريم : كريم ق

(٧) عبادا : عباد د ق س

(٨) الوصف لله : الوصف له ح

(١١) يزعم : يقول ح

(١٢) جودا : جوادا د

(١٣) وكافة : وكانت د

(١٤) حليم : حكيم س ح

(١٥) كريم : محذوفة فى ق س ح

(٦) (٤ ـ ٩) وكان الجبائى الخ : راجع ص ١٧٩ : ١ ـ ٣ وص ١٨٧

(٩) (١١) وكان عباد : راجع ص ٤٩٩ : ٩

(١٠) (١٢ ـ ١٣) وكان حسين النجار الخ : راجع ص ١٨٢ : ٩ ـ ١٠

٥٠٧

محسن صادق خالق رازق من صفات الفعل ، و «البغداذيون» يقولون ان الوصف لله بأنه حليم معناه انه ناه عن السفه كاره له

وكثير من «البغداذيين» يعبّرون فى الصفات وفى معنى القول ان الله عالم قادر بعبارة ، وكذلك قول «النظّام»

وفى (١) (٢) البغداذيين من يقول : لله علم بمعنى انه (٣) عالم وله قدرة بمعنى انه قادر ولا يقولون له حياة بمعنى انه حىّ وله سمع بمعنى انه سميع (٤) لأن الله سبحانه اطلق العلم والقوّة ولم يطلق الحياة والسمع

ومنهم (٥) من يقول : لله علم بمعنى معلوم كما قال : (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ) (٢ : ٢٥٥) اى من معلومه وله قدرة بمعنى مقدور كما يقول المسلمون اذا رأوا المطر : هذه (٦) قدرة الله بمعنى مقدوره

والمعتزلة (٧) تفرق بين صفات الذات وصفات الافعال بأن صفات الذات لا يجوز ان يوصف البارئ بأضدادها ولا بالقدرة على اضدادها كالقول عالم لا يوصف بالجهل ولا بالقدرة على ان يجهل وصفات الافعال يجوز ان يوصف البارئ سبحانه باضدادها وبالقدرة على اضدادها كالارادة يوصف البارئ بضدّها (٨) من الكراهة وبالقدرة على

__________________

(١) وفى : لعله ومن

(٣) بمعنى انه : بانه ق

(٤) سميع : يسمع ح

(٦) هذه : هو ح

(٨) وبالقدرة ... بضدها : ساقطة من ح

(٢) (٥ ـ ٧) راجع ص ١٦٤ ـ ١٦٥ و ١٨٧ ـ ١٨٨

(٥) (٨ ـ ١٠) راجع ص ١٦٥ : ٣ ـ ٤ وص ١٨٨ : ٧ ـ ١٠

(٧) والمعتزلة الخ : راجع ص ١٨٦ : ٤ ـ ١٠

٥٠٨

ان يكره وكذلك الحبّ يوصف البارئ بضدّه من البغض وكذلك الرضى والسخط والامر والنهى والصدق قد يوصف البارئ بالقدرة على ضدّه من الكذب (١) وان لم يوصف بالكذب وقد يوصف بالمتضادّ من كلامه كالأمر والنهى ، وكل اسم اشتقّ للبارئ من فعله كالقول متفضّل منعم محسن خالق رازق عادل جواد وما اشبه ذلك فهو من صفات الفعل وكذلك كل اسم اشتقّ للبارئ (٢) من فعل غيره (٣) كالقول معبود من العبادة وكالقول مدعوّ من دعاء غيره اياه فليس من صفات الذات ، وكل ما جاز ان يرغب الى البارئ فيه ليس من صفات الذات

وقالت المعتزلة بأسرها ان الوصف لله سبحانه بأنه مريد من صفات الفعل الا «بشر بن المعتمر» (٤) فانه زعم ان الله لم يزل مريدا لطاعته دون معصيته

وزعم (٥) جماعة من «البغداذيين» من المعتزلة ان الوصف لله بأنه مريد قد يكون بمعنى انه كوّن الشيء والإرادة لتكوين الشيء هى الشيء ، وقد يكون الوصف لله (٦) بأنه مريد للشىء بمعنى انه امر بالشيء كنحو (٧) (؟) الوصف له بأنه مريد بمعنى انه حاكم بالشيء مخبر عنه وكنحو (؟)

__________________

(١) الكذب : الكف ح

(٢) للبارئ : محذوفة فى ق س ح

(٣) من فعل غيره : من غيره ح

(٦) لله : له ح

(٧) كنحو : لعله ويكون وكنحو : لعله كنحو

(٤) (١٠ ـ ١١) بشر بن المعتمر : راجع ص ١٩٠ : ٧ ـ ٨

(٥) (١٢ ـ ص ٥١٠ : ٢) راجع ص ١٩٠ ـ ١٩١ و ٣٦٥ : ١ ـ ٦ مقالات الاسلاميين ـ ٣٣

٥٠٩

ارادته الساعة ان تقوم القيامة فى وقتها ومعنى ذلك انه حاكم (١) بذلك مخبر (٢) عنه ، وهذا قول «إبراهيم النظّام»

وقال «ابو الهذيل» : (٣) إرادة الله سبحانه لكون الشيء هى غير الشيء المكوّن وهى توجد لا فى مكان (٤) وارادته للايمان غيره وغير الامر به وهى (٥) (؟) مخلوقة ولم يجعل الإرادة امرا ولا حكما ولا خبرا ، والى هذا القول كان يذهب (٦) «محمد بن عبد الوهّاب الجبّائى» الا (٧) ان «أبا الهذيل» كان يزعم ان الإرادة لتكوين الشيء والقول له كن خلق للشىء وكان «الجبّائى» يقول ان الإرادة لتكوين الشيء هى غيره وليست بخلق له ولا جائز ان يقول الله سبحانه للشىء كن ، وكان يزعم ان الخلق هو المخلوق ، وكان «ابو الهذيل» لا يثبت الخلق مخلوقا

وكان «بشر (٨) بن المعتمر» يقول : خلق الشيء غيره ويجعل الإرادة خلقا له وينكر قول «ابى الهذيل» ان الخلق إرادة وقول وكان ينكر القول

__________________

(١) حاكم : بذلك حاكم س

(٢) مخبر د ومخبر ق س ح

(٤) فى المكان ح

(٥) وهى : لعله وغير او وهى غير

(٦) كان يذهب د يذهب ق س ح

(٧) الا : غير د

(٣) وقال ابو الهذيل الخ : راجع ص ١٨٩ ـ ١٩٠ و ٣٦٣ ـ ٣٦٤

(٨) (١٢ ـ ١٤) وكان بشر الخ : راجع ص ٣٦٤ : ١٦ ـ ١٧

٥١٠

وكان «ابو الهذيل» (١) يقول ان الخلق الّذي هو إرادة وقول لا يقال انه مخلوق الا (٢) على المجاز وخلق الله سبحانه للشىء مؤلّفا الّذي هو تأليف وخلقه للشىء ملوّنا الّذي هو لون وخلقه للشىء طويلا الّذي هو طول مخلوق فى الحقيقة

وكان «ابو موسى (٣) المردار (٤)» يقول : خلق الشيء غيره وهو مخلوق لا بخلق

وحكى (٥) «زرقان» ان (٦) «بشر بن المعتمر» (٧) قال : خلق الشيء غيره وهو قبله ، وان «معمّرا» قال : خلق الشيء غيره وهو قبله وللخلق خلق الى ما لا نهاية له (٨) وهى كلها معا ، وان «هشام بن الحكم» قال : خلق الشيء صفة له لا هو هو ولا غيره

وقال «الفوطى» : (٩) ابتداء ما يجوز ان يعاد [غيره] وابتداء ما لا (١٠) يجوز ان يعاد هو هو

وقال «عبّاد» : (١١) خلق الشيء غير الشيء وهما معا وخطّأ من قال :

الخلق غير المخلوق ومن قال : خلق الشيء غيره لأن القول مخلوق خبر

__________________

(٢) الا ح لا د ق س

(٤) المردار : الفردان د المردان ق س

(٦) ان : س ق س

(٧) بشر المعتمر ح

(٨) لا نهاية له ح لا نهاية د ق س

(١٠) ما لا : ما ق س

(١) (١ ـ ٤) وكان ابو الهذيل الخ : راجع ص ٣٦٦ : ١ ـ ٤

(٣) (٥ ـ ٦) وكان ابو موسى الخ : راجع ص ١٩٠ : ١٠ ـ ١١ وص ٣٦٥ : ١٥ ـ ١٦

(٥) (٧ ـ ١٠) راجع ص ٣٦٤ : ١٢ ـ ١٧

(٩) (١١ ـ ١٢) وقال الفوطى الخ : راجع ص ٣٦٤ : ٥ ـ ٦

(١١) (١٣ ـ ص ٥١٢ : ٢) وقال عباد الخ : راجع ص ٣٦٤ : ٧ ـ ١١

٥١١

عن شيء وخلق واذا قلت خلق الشيء غيره اوهم هذا الكلام انه غير نفسه

ولم يقل احد (١) ان الخلق إرادة وقول غير «ابى الهذيل»

وقال «عبد الله بن كلّاب» : لا يخلق الله شيئا حتى يقول له كن وليس القول خلقا

وزعمت المعتزلة كلها غير «ابى موسى المردار (٢)» انه لا يجوز ان يكون الله سبحانه مريدا للمعاصى على وجه من الوجوه ان يكون موجودا (٣) (؟) ولا يجوز ان يأمر بما لا يريد ان يكون وان ينهى (٤) عما يريد كونه وان الله سبحانه قد اراد ما لم يكن وكان ما لم يرد وانه قادر على المنع مما لا يريد وان يلجئ الى ما اراد

وقال «ابو موسى» (٥) فيما حكى عنه «ابو الهذيل» ان الله سبحانه اراد المعاصى بمعنى انه خلّى بين العباد وبينها

وقالت (٦) المعتزلة كلها غير «بشر» و «عبّاد» ان الله سبحانه لم يزل غير مريد لما علم انه يكون ثم اراده

وقال «عبّاد» : لا يجوز ان يقال لم يزل مريدا ولا يجوز ان يقال لم يزل غير مريد ، والوصف له بأنه مريد من صفات الفعل عنده

__________________

(١) احد : احدا ق

(٢) المردار : الفردان د المردان ق س

(٣) يكون موجودا : لعله تكون موجودة (؟)

(٤) وان ينهى : وينهى ح

(٦) وقالت : وقال ق س ح

(٥) (١١ ـ ١٢) وقال ابو موسى الخ : راجع ص ١٩٠ : ٨ ـ ١٠

٥١٢

وقال «بشر (١) بن المعتمر» ومن ذهب مذهبه : إرادة الله غير الله والإرادة على ضربين : إرادة وصف بها وهى فعل (٢) من فعل وإرادة وصف بها فى ذاته وانّ ارادته الموصوف بها فى ذاته غير لا حقة بمعاصى (٣) خلقه وجوّز وقوعها على سائر الاشياء

وقالت «الفضلية» وهم اصحاب «فضل الرقاشى» ان افعال العباد لا يقال ان الله سبحانه ارادها اذا لم تكن ولا يقال لم يردها فان كانت جاز القول بأنه ارادها ، (٤) فما كان من فعلهم (٥) طاعة قيل اراده الله (٦) سبحانه فى وقته وان كان معصية قيل لم يرده ، واجاز (٧) القول ان الله يريد امرا فلا يكون وجوّز (٨) ان يكون ما لا يريد وانكر (٩) ان يكون الله سبحانه يريد ان يطيعه الخلق قبل ان يطيعوه او يريد ان لا يعصوه قبل (١٠) ان يعصوه ، وكل ما كان من فعل الله فأنه قد يكون اذا اراده وان لم يرده لم يكن وجوّز (١١) ان يفعل الله الامور وان (١٢) لم يردها ، وقد حكى نحو هذا عن «غيلان» (١٣)

واختلفت المعتزلة فقال «جعفر بن حرب» : قد يجوز القول بأن الله سبحانه اراد (١٤) الكفر مخالفا للايمان واراد ان يكون قبيحا غير

__________________

(٢) فعله : لعله افعاله ، راجع ص ١٩٠ : ٧

(٣) لمعاصى د

(٤) فان كانت ... ارادها : ساقطة من د

(٥) من فعلهم : فعلهم س

(٦) اراده الله : اراده ح

(٧) واجاز : واحتمل د

(٨) وجوزوا ق

(٩) وانكروا د

(١٠) فعل ح فضل د ق س

(١١) وجوزوا د ق

(١٢) وان : ان س

(١٤) اراد : فيما مر ص ١٩١ : ٣ ارادا ان يكون

(١) (١ ـ ٤) قال بشر الخ : راجع ص ١٩٠ : ٥ ـ ٨

(١٣) غيلان : راجع كتاب الانتصار ص ٢١٣ ـ ٢١٤ ١٤ ـ ص ٥١٤ : ٢) جعفر بن حرب الخ : راجع ص ١٩١ : ٢ ـ ٤

٥١٣

حسن ويكون المعنى انه حكم بذلك كما قلت انه جعل الكفر مخالفا للايمان وجعله قبيحا

وابى ذلك سائر المعتزلة وقالوا : لم نقل ان الله جعل الكفر مخالفا للايمان قياسا وانما قلناه اتّباعا فليس يلزمنا ان نقيس عليه ، وقول القائل : اراد ان يكون الكفر قبيحا مخالفا للايمان ليس يقع الا على الكفر لأنه ليس هناك مخالفة ولا قبح وهذا اذا كان هكذا (١) فقد اوجب القائل ان الله سبحانه اراد الكفر بوجه من الوجوه

وكل المعتزلة الا «الفضيلة» اصحاب «فضل الراقاشى» يقولون ان الله سبحانه يريد امرا ولا يكون وانه يكون ما لا يريد

وقال «معمر» : إرادة الله سبحانه غير مراده وهى غير الخلق وغيره الامر والاخبار عنه والحكم به

وقال «حسين النجّار» ان الله (٢) لم يزل مريدا ان يكون (٣) ما علم انه يكون (٤) وان لا يكون ما علم انه لا يكون بنفسه (٥) لا بإرادة بل (٦) بمعنى انه لم يزل غير آب (٧) ولا مكره

وقال «سليمان بن جرير» و «عبد الله بن كلّاب» (٨) ان الله سبحانه لم يزل مريدا بإرادة يستحيل ان يقال هى الله او يقال هى غيره

__________________

(١) هكذا : ساقطة من ح

(٢) ان الله د الله ق س ح

(٣) ان يكون : ساقطة من ح

(٥) بنفسه : فى الاصول الدين ص ٩١ : ٢ لنفسه وكذا فى د

(٦) بل : محذوفة فى د ق س

(٧) آب : ابىّ د ابى ق س ح

(٤) راجع اصول الدين ص ٩١ : ٢

(٨) عبد الله بن كلاب : قابل ص ١٧٠ ـ ١٧١

٥١٤

وقال «ضرار بن عمرو» : إرادة الله سبحانه على ضربين : إرادة هى المراد وإرادة هى الامر بالفعل ، وزعم ان ارادته لفعل الخلق هى فعل الخلق وارادته لفعل العباد هى خلق فعل العباد وخلق فعل العباد هو فعل العباد وذلك انه كان يزعم ان خلق الشيء هو الشيء

وقال «بشر المريسى» و «حفص الفرد (١)» ومن قال بقولهما : إرادة الله على ضربين : إرادة هى صفة له فى ذاته وإرادة هى صفة له فى فعله وهى غيره فالإرادة (٢) التى زعموا انها صفة لله سبحانه فى فعله (٣) وانها غيره هى امره بالطاعة والإرادة التى ثبّتوها صفة لله فى ذاته واقعة على كل شيء سوى الله من فعله وفعل خلقه

وقال (٤) «هشام بن الحكم» و «هشام الجواليقى» وغيرهما من الروافض : إرادة الله سبحانه حركة (٥) وهى معنى لا هى الله ولا غيره وانها صفة لله ، وذلك انهم زعموا ان الله اذا اراد الشيء تحرّك فكان ما اراد ـ تعالى الله (٦) عن ذلك علوّا كبيرا

ووصف اكثر «الروافض» ربّهم بالبداء (٧) وانه يريد الشيء ثم يبدو له فيريد خلافه وذلك انه يتحرّك حركة لخلق (٨) شيء ثم يتحرّك

__________________

(١) الفرد : القرد ق س ح

(٢) هى ... وإرادة : ساقطة من س

(٣) فى فعله : من فعله ح

(٥) حركة : حركته ح ، قابل ص ٢١٣ : ١

(٦) تعالى الله ق تعالى د س الله تعالى ح

(٨) لحلق : يخلق ح

(٤) (١٠ ـ ١٣) وقال هشام الخ : راجع ص ٤١ : ١٠ ـ ١٣ وص ٢١٢ ـ ٢١٣ وص ٢٢٠ : ٢ وص ٤٨٩ : ١٢ ـ ١٣

(٧) (١٤ ـ ص ٥١٦ : ٢) البداء : راجع ص ٣٩ و ٢٢١ و ٤٧٩ و ٤٩١

٥١٥

خلاف تلك الحركة فيكون ضدّ ذلك الشيء ولا يكون الّذي اراده قبل

وقال «ابو ملك (١) الحضرمى» و «على بن ميثم» : إرادة الله غيره وهى حركة يتحرّك بها ـ تعالى الله (٢) عما قالوه

واما القول فى البارئ انه متكلم

فقد (٣) اختلفت المعتزلة فى ذلك فقال «عبّاد بن سليمان» : لا اقول ان البارئ متكلّم واقول انه مكلّم ، وهذا خلاف اجماع المسلمين ، وزعم (٤) ان متكلّم متفعّل فيلزمه ان لا يقول ان البارئ (٥) متفضّل لأن متفضّل متفعّل ولا يقول قيّوم لأن قيّوم (٦) فيعول

و [قال] اكثر المعتزلة الا من قال منها بالطباع ان كلام الله سبحانه فعله وان لله كلاما فعله وانه محال ان يكون الله سبحانه لم يزل متكلّما

وقال بعض مشايخ المعتزلة ان الله سبحانه لم يخلق الكلام الا على معنى انه خلق ما اوجبه وان الله لا يكلّم احدا فى الحقيقة ولا يفعل الكلام على التصحيح (٧) وان كلام الله فعل الجسم بطباعه ، وحقيقة

__________________

(٢) تعالى الله ح تعالى د س ق

(٤) وزعم ان د وزعم انه ق س ح

(٥) ان البارئ : محذوفة فى ح

(٦) قيوم د قيوما ق س ح

(٧) التصحيح : الصحيح ح

(١) وقال ابو ملك الخ : راجع ٤٢ : ١ ـ ٣

(٣) (٦ ـ ٩) راجع ص ١٨٥ : ١٢ ـ ١٤ وص ٤٩٨ : ١٣

٥١٦

قول هؤلاء انه لا كلام لله فى الحقيقة وان الله ليس بمتكلم فى الحقيقة ولا مكلّم ، وهذا قول «معمّر» (١) و «اصحاب الطبائع»

وقالت شرذمة ان الله لم يزل متكلّما بمعنى انه لم يزل مقتدرا على الكلام وان كلام الله محدث ، وافترقوا فرقتين : فقال بعضهم : مخلوق ، وقال بعضهم : غير مخلوق

وقال «ابن كلّاب» (٢) ان الله لم يزل متكلّما والكلام من صفات النفس كالعلم والقدرة ، وسنذكر اختلاف الناس فى القرآن بعد هذا الموضع من كتابنا

واختلف المتكلمون فى معنى القول ان الله (٣) قديم

فقال بعضهم : (٤) معنى ان الله قديم انه لم يزل كائنا لا الى أوّل وانه المتقدّم لجميع المحدثات لا الى غاية ، وهذا قول «الجبّائى»

وقال «عبّاد» : (٥) معنى قديم انه لم يزل ومعنى لم يزل انه قديم

وقال بعضهم : معنى قديم بمعنى إله (٦)

وقال من ثبّت (٧) القديم قديما بقدم : معنى (٨) ان الله قديم اثبات قدم لله (٩) كان به قديما ، وكذلك (١٠) معنى عالم عندهم اثبات علم وكذلك القول فى سائر الصفات

__________________

(٣) القول ان الله : انه ح

(٦) بمعنى إله : لعله معنى أله

(٧) ثبت : بثبت د

(٨) معنى د (؟) بمعنى ق س ح

(٩) لله : الله د

(١٠) فكذلك د

(١) قول معمر : قابل ص ٤٠٥

(٢) (٦ ـ ٧) ابن كلاب : راجع ص ١٦٩ و ٢٩٨

(٤) (١٠ ـ ١١) راجع ص ١٨٠ : ٤ ـ ٥

(٥) (١٢ ـ ١٣) راجع ص ١٨٠ : ٦ ـ ٧ وص ١٨٣ : ١٣ ـ ١٤ وص ٤٩٧ : ٤ ـ ٥ وص ٤٩٨ : ٢

٥١٧

وقد (١) حكى عن (٢) بعض المتفلسفة انه كان لا يقول ان البارئ قديم (٣)

وحكى (٤) عن «معمّر» انه كان لا يقول ان البارئ قديم الا اذا اوجد (٥) المحدثات

واختلف المتكلمون هل يسمّى البارئ شيئا أم لا

فقال (٦) «جهم بن صفوان» ان البارئ لا يقال انه شيء لأن الشيء عنده (٧) هو المخلوق الّذي (٨) له مثل ، وقال اكثر اهل الصلاة ان البارئ شيء

واختلف القائلون انه شيء فى معنى القول انه شيء

فقالت «المشبّهة» : معنى ان الله شيء معنى انه (٩) جسم

وقال قائلون : (١٠) معنى ان الله شيء معنى انه موجود ، وهذا مذهب من قال : لا شيء الا موجود

وقال قائلون : معنى ان الله شيء هو اثباته ، وقد ذهب الى هذا قوم زعموا (١١) ان الاشياء اشياء قبل وجودها وانها مثبتة اشياء قبل وجودها ، وهذا القول مناقضة لأنه لا فرق بين ان (١٢) تكون ثابتة وبين ان تكون موجودة ، وهذا قول «ابى الحسين الخيّاط»

__________________

(٢) حكى عن : حكى د

(٣) قديم : ساقطة من ق وفى س بياض

(٥) اوجد : وجد د وله وجه ، قابل ص ١٨٠ : ١٣

(٨) الّذي : والّذي س ح

(٩) انه : ان الله ح

(١١) زعموا د وزعموا ق س ح

(١٢) بين ان : ان س

(١) راجع ١٨٠ : ١٤ ـ ١٥

(٤) (٢ ـ ٣) راجع ص ١٨٠ : ١٢ ـ ١٣

(٦) (٥ ـ ٦) راجع ص ١٨١ : ٢ ـ ٣

(٧) (٦ ـ ٧) راجع ص ١٨٨ : ٣ ـ ٤

(١٠) راجع ص ٥٩ : ١٤ ـ ١٥

٥١٨

وقال (١) «عبّاد بن سليمان» : معنى القول ان الله شيء انه غير فلا شيء الا غير ولا غير الا شيء

وقال (٢) «الصالحى» : معنى ان الله شيء لا كالاشياء معنى انه قديم وهو معنى انه عالم لا كالعلماء قادر لا كالقادرين ، وما قال بهذا غيره احد (٣) علمناه

وقال «الجبّائى» : (٤) القول شيء سمة لكل معلوم ولكل ما امكن ذكره والاخبار عنه فلما كان الله عزوجل معلوما يمكن (٥) ذكره والاخبار عنه وجب انه شيء

وكان «الجبّائى» يقول ان البارئ (٦) لم يزل غير الاشياء التى يعلم انها تكون والتى يعلم انها لا تكون وانها (٧) تعلم اغيارا له قبل كونها وان الغيرين لانفسهما كانا غيرين ، ومعنى انه غير الاشياء انه يفرق بينه وبين غيره من (٨) سائر المعلومات وانه (٩) بمنزلة انه ليس بعضا لشيء منها وليس [شيء] منها بعضا له ، وكذلك كان يقول ان البارئ لم يزل غير الاشياء

وزعم «عبّاد بن سليمان» (١٠) ان الله يقال انه (١١) قبل ولا يقال قبل الاشياء

__________________

(٣) احد غيره ح

(٥) ذكره ... يمكن : ساقطة من ح

(٦) البارئ د الله ق س ح

(٧) وانها : وانه ح

(٨) من ح فى د ق س

(٩) وانه ح وان د ق س

(١١) يقال انه : فى الاصول كلها : تعالى له

(١) (١ ـ ٢) راجع ص ١٨١ : ٦ ـ ٨

(٢) (٣ ـ ٤) راجع ص ١٦٨ : ٣ ـ ٨ وص ٥٠١ : ١٣ ـ ١٦

(٤) (٦ ـ ٧) راجع ص ١٦١ : ٩ ـ ١٠

(١٠) (١٥ ـ ص ٥٢٠ : ٢) راجع ص ١٨٠ : ٧ ـ ٨ وص ١٩٦ : ١٠ ـ ١٢ وص ٤٩٦ : ١٢ ـ ١٣

٥١٩

فكان (١) لا يقال (٢) (؟) اوّل الاشياء ولا يقال ان الاشياء كانت بعده ، ولا يقول ان البارئ فرد

واما (٣) «الصالحى» فانه كان يقول ان البارئ لم يزل قبل الاشياء بضمّ اللام من قبل ولا يقول لم يزل قبل الاشياء بنصب (٤) اللام (٥) من قبل لأن ذلك لو قيل بنصب اللام لكان قبل ظرفا

ومن اهل الكلام من لا يقول (٦) ان البارئ غير الاشياء قبل وجودها لأن هذا يوجب انها غيره قبل كونها وذلك يستحيل عنده ، ويزعم هذا القائل ان الغير لا يكون غيرا الا اذا وجد غيره

وكان «الجبّائى» لا يجيز (٧) قول القائل لم يزل البارئ ولا يزال دون ان يصل ذلك بقول آخر فيقول : لم يزل البارئ عالما فاذا وصله بقول يكون خبرا له جاز

واما القول فى البارئ انه موجود

فزعم «الجبّائى» ان القول فى البارئ انه موجود قد يكون بمعنى معلوم (٨) وان البارئ لم يزل واجدا للاشياء بمعنى انه لم يزل عالما وان المعلومات لم تزل موجودات لله معلومات له بمعنى انه لم يزل يعلمها ، وقد يكون موجودا بمعنى لم يزل معلوما وبمعنى لم يزل كائنا

__________________

(١) فكان : كذا فى الاصول ولعله : وكذلك

(٢) ولا يقال : ولا يقول د س

(٤) اللام ... بنصب : ساقطة من ح

(٥) اللام : اللام من قبل ح

(٦) من لا يقول : من يقول ق

(٧) يجيز : يجوز د

(٨) معلوم : المعلوم ح

(٣) (٣ ـ ٥) راجع ص ١٩٦ : ١٣ ـ ١٥

٥٢٠