مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري

مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار النشر : فرانز اشتاينر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٤

هى المدركة من هذه الفتوح (١) ومن هذه الطرق وانما اختلفت فصار واحد منها سمعا وآخر بصرا وآخر شمّا (٢) على قدر ما مازجها (٣) من الموانع ، فاما جوهر (٤) الحسّاس فلا يختلف ولو اختلف جوهر الحسّاس لتمانع ولتفاسد كتمانع المختلف وتفاسد المتضادّ ، وزعم ان اختلاف المحسوس من اللون والصوت (٥) فى جنسهما وانفسهما ولو (٦) كان يدلّ على اختلاف جنس البصر والسمع لكان ينبغى ان يكون بعض البصر اشدّ خلافا لبعض من السمع للبصر لأن السواد وان كان مرئيّا فهو اشدّ مخالفة لجنس البياض من جنس الحموضة للسواد قال فلما كان ذلك فاسدا لم يجب ان تختلف الحواسّ لاختلاف المحسوسات ، وقال الجاحظ : فالحسّاس ضرب واحد (٧) والحسّ ضرب واحد والمحسوسات ثلاثة اضرب : مختلف (٨) كالطعم واللون ومتّفق [ك ...] ومتضادّ كالسواد والبياض ، وكان يجيب عن (٩) قول من قال : هل يقدر الله سبحانه ان يخلق حاسّة سادسة لا تعقل كيفيتها لمحسوس سادس لا تعلم كيفيته؟ بأنه (١٠) وان (١١) كان لا تعلم كيفية ذلك المحسوس فقد علم انه لا يخلو من ان يدرك بالمجاورة او بالمداخلة او بالاتصال ولا بدّ لتلك الحاسّة من ان

__________________

(١) الفتوح : الفروج س ح

(٢) شما : شاما د [ق]

(٣) مازجها : مزجها س ح

(٤) فاما جوهر : فى الاصول كلها : فاما جواهر

(٥) والصوت [ق] والضرب د س ح

(٦) ولو : لو د س ح

(٧) والحس ضرب واحد : ساقطة من [ق]

(٨) مختلف : مختلفة س ح

(٩) يجيب عن : فى الاصول : يجب على

(١٠) بانه : وانه [ق]

(١١) وان : ان س ح

٣٤١

تكون من جنس الحواسّ الخمس كما ان حاسّة البصر من جنس حاسّة السمع

وزعم الجاحظ ان اصحابه اختلفوا فى اختلاف طرق الحواسّ وشوائبها ومن اىّ شيء موانعها :

فزعم قوم (١) ان الّذي منع السمع من وجود اللون انّ شائبه (٢) ومانعه من جنس الظلام (٣) الّذي يمنع من درك اللون ولا يمنع من درك الصوت وان الّذي منع البصر من وجود الاصوات ان شائبه (٤) من جنس الزجاج الّذي يمنع من درك الصوت ولا يمنع من درك اللون ، قال وعلى مثل هذا رتّبوا اختلاف موانع الحواسّ وشوائب هذه الطرق والفتوح

قال وزعم آخرون انه انما صار الفم يجد الطعوم (٥) دون الأراييح والاصوات والالوان لأن الغالب على شوائبه (٦) الطعوم دون غيرها ، وان كل شيء منها من سوى (٧) الطعوم فقليل ممنوع ومستفرغ القوى مشغول ، وكذلك الغالب على شوائب الاسماع الاصوات (٨) وعلى شوائب الانوف الأراييح

قال وزعم آخرون ان البصر انما ادرك الالوان (٩) دون الطعوم والأراييح والاصوات لقلّة (١٠) الالوان فيه ولو كانت كثيرة لكان منعها

__________________

(١) قوم : بعضهم [ق]

(٢) شائبه : فى النسخ كلها : سامعه

(٣) الظلام : كذا صححنا وفى الاصول كلها : الكام

(٤) شائبه : د س [ق] بيانه ح

(٥) الطعوم : الطعوم ح

(٦) شوائبه : س شوبه ح

(٧) سوى : سواس شق ح

(٨) الاصوات : والاصوات د س [ق]

(٩) الأراييح ... الالوان : ساقطة من س

(١٠) لقلة : لعله د س [ق]

٣٤٢

اشدّ ولو افرطت عليه لما وجد لونا رأسا لأن الالوان هى التى تمنع من الالوان فلقلّة (١) الموانع (٢) من (٣) اللون ادرك اللون ، وكذلك الذائق والشامّ والسامع ، وزعم «الجاحظ» ان هذا هو القياس على اصول «النظّام» وان النظّام كان يعتلّ للقولين الاولين

واختلف الناس هل الشمّ والذوق واللمس ادرك (٤) للمشموم والمذوق والملموس أم لا على مقالتين

فزعم زاعمون ان ذلك ادراك للملموس (٥) والمذوق والمشموم ، وقال آخرون ان ذلك ليس بادراك للملموس والمذوق (٦) (٧) والمشموم وان الادراك للملموس والمذوق والمشموم (٨) غير الذوق واللمس والشمّ (٩) منهم «الجبّائى» وغيره

واختلف الناس فى الحركات والسكون والافعال

فقال «الاصمّ» : (١٠) لا اثبت الا الجسم الطويل العريض (١١) العميق ، ولم يثبت حركة غير الجسم (١٢) ولا يثبت سكونا غيره ولا فعلا غيره ولا قياما غيره ولا قعودا غيره ولا افتراقا (١٣) ولا اجتماعا ولا حركة ولا سكونا ولا لونا غيره (١٤) ولا صوتا ولا طعما غيره ولا رائحة غيره

__________________

(١) فلقلة : فلعله د س فلعل [ق]

(٢) الموانع : التوابع د

(٣) من : فى ح

(٤) ادراك : ادرك س

(٥) ادرك الملموس س

(٦) والمشموم ... والمذوق : ساقطة من س

(٧) للمذوق والملموس ح

(٨) والمشموم والمذوق د [ق]

(٩) واللمس والشم : والمشموم والذوق س

(١١) العريض الطويل د [ق]

(١٢) الجسم : الجسم فسا [ق]

(١٣) ولا افتراقا : ساقطة من د [ق] س

(١٤) لونا غيره : لونا ولا غيره [ق] لوناس ح

(١٠) قول الاصم : راجع ص ٣٣١ و ٣٣٥ والفرق ص ٩٦ واصول الدين ص ٣٦ ـ ٣٧ والملل ص ٥٣

٣٤٣

فاما بعض اهل النظر ممن يزعم ان «الاصمّ» قد علم الحركات والسكون والالوان ضرورة وان لم يعلم انها غير الجسم فانه يحكى عنه انه كان لا يثبت الحركة والسكون وسائر الافعال غير الجسم ولا يحكى عنه انه كان لا يثبت حركة ولا سكونا ولا قياما ولا قعودا ولا فعلا

فاما من زعم ان «الاصمّ» كان لا يعلم الاعراض على وجه من الوجوه فانه (١) يحكى عنه انه كان لا يثبت حركة ولا سكونا ولا قياما ولا قعودا ولا اجتماعا ولا افتراقا على وجه من الوجوه وكذلك يقول فى سائر الاعراض

وقال «هشام بن الحكم» : (٢) الحركات وسائر الافعال من القيام والقعود والإرادة والكراهة والطاعة والمعصية وسائر ما يثبت المثبتون الاعراض (٣) اعراضا انها صفات الاجسام (٤) لا هى الاجسام ولا غيرها (٥) انها (٦) (؟) ليست باجسام فيقع عليها التغاير

وقد حكى هذا عن بعض المتقدمين وانه كان يقول كما حكينا عن «هشام» وانه لم يكن يثبت اعراضا غير الاجسام

وحكى عن هشام انه كان لا يزعم ان صفات الانسان اشياء

__________________

(١) يحكى ... فانه : ساقطة من د س ح

(٣) الاعراض : محذوفة فى س ح

(٤) صفات الاجسام : لعله صفات للاجسام

(٥) غيرها : عرضا [ق]

(٦) انها : لعله لانها او وانها

(٢) (٩ ـ ص ٣٤٥ : ٥) قابل ص ٤٤ ـ ٤٥ والفصل ٥ ص ٥٦

٣٤٤

لان الاشياء هى الاجسام عنده ، (١) وكان يزعم (٢) انها معان وليست باشياء

وحكى «زرقان» عن هشام بن الحكم انه كان يزعم ان الحركة معنى (٣) وان السكون ليس بمعنى ، فان لم يكن ما حكاه من ذلك صحيحا فقد كان بعض المتقدمين يزعم ان العالم كان ساكنا متحركا وان الحركة معنى وان السكون ليس بمعنى حكاه «ابو عيسى» عن اصحاب الطبائع

وقال قائلون منهم «ابو الهذيل» و «هشام» و «بشر بن المعتمر» و «جعفر بن حرب» و «الاسكافى» وغيرهم : الحركات والسكون والقيام والقعود والاجتماع والافتراق والطول والعرض والالوان والطعوم والأراييح والاصوات والكلام والسكوت (٤) والطاعة والمعصية والكفر والايمان وسائر افعال الانسان والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة واللين والخشونة اعراض غير الاجسام

وقال «ضرار بن عمرو» : الالوان والطعوم والأراييح والحرارة والبرودة والرطوبة (٥) واليبوسة والزنة ابعاض الاجسام وانها متجاورة ، وحكى عنه مثل ذلك فى الاستطاعة والحياة ، وزعم ان الحركات والسكون وسائر الافعال التى تكون من الاجسام اعراض لا اجسام ، وحكى عنه فى التأليف (٦) انه كان يثبته بعض الجسم ، فاما غيره ممن كان

__________________

(١) هى الاجسام عنده : عنده هى الاجسام لا

(٢) يزعم : فى النسخ كلها : لا يزعم ، راجع ص ٤٤ : ١١ ـ ١٢

(٣) معنى ـ بمعنى : فيما مر فى ص ٤٤ فعل ـ بفعل فتأمل

(٤) والسكوت : فى الاصول : والسكون ثم صححت فى ح

(٥) واليبوسة ... والرطوبة : ساقطة من ح

(٦) التأليف : هنا يعود الحط القديم فى ق

٣٤٥

يذهب الى قوله فى الاجسام فانه يثبت التأليف والاجتماع والافتراق والاستطاعة غير الاجسام

وقال قائلون : السواد هو غير الاسود وكذلك الحلاوة هى غير الحلو وكذلك الحموضة هى غير الشيء الحامض ولم يثبتوا اللون غير الملوّن ولا يثبتون طعم الشيء غيره

وحكى (١) «زرقان» عن «جهم بن صفوان» انه كان يزعم ان الحركة جسم ومحال ان تكون غير جسم (٢) لأن غير الجسم هو الله سبحانه فلا يكون شيء يشبهه (٣)

وحكى (٤) عن «الجواليقية» (٥) و «شيطان الطاق» ان الحركات هى افعال الخلق لأن الله عزوجل امرهم بالفعل ولا يكون مفعولا (٦) الا ما كان طويلا عريضا عميقا وما كان غير طويل ولا عريض ولا عميق فليس بمفعول

وقال «ابراهيم النظّام» : (٧) افاعيل الانسان كلها حركات وهى (٨) اعراض وانما يقال سكون فى اللغة : اذا اعتمد الجسم فى المكان وقتين قيل سكن فى المكان لا ان (٩) السكون معنى غير اعتماده ، وزعم ان الاعتمادات

__________________

(٢) غير جسم : غير الجسم ق

(٣) يشبهه : تشبهه د ق شبهه ح

(٥) الجواليقى ح

(٦) مفعول د س ح

(٨) وهى د هى ق س ح

(٩) لا ان : فى الاصول كلها : لان

(١) (٦ ـ ٧) راجع الفصل ٥ ص ٥٦

(٤) (٩ ـ ١٢) راجع ص ٤٤ ـ ٤٥ والفرق ص ٥٢ و ٥٣

(٧) (١٣ ـ ص ٣٤٧ : ٨) راجع ص ٣٢٤ ـ ٣٢٥ والفرق ص ١١٤ و ١٢١ ـ ١٢٢ واصول الدين ص ٤٧ وكتاب الانتصار ص ٢٨ والملل ص ٣٨

٣٤٦

والاكوان (١) هى الحركات وان الحركات على ضربين : حركة اعتماد فى المكان وحركة نقلة عن المكان ، وزعم ان الحركات كلها جنس واحد وانه محال ان يفعل الذات (٢) فعلين مختلفين

وكان (٣) «النظّام» فيما حكى عنه يزعم ان الطول هو الطويل وان العرض هو العريض وكان يثبت الالوان والطعوم والأراييح والاصوات والآلام والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة اجساما لطافا ، ويزعم ان حيّز اللون هو حيّز الطعم والرائحة وان الاجسام اللطاف قد تحلّ فى حيّز واحد ، وكان لا يثبت عرضا الا الحركة فقط

وقال «معمّر» : (٤) الاكوان كلها سكون وانما يقال لبعضها حركات فى اللغة وهى كلها سكون فى الحقيقة ، وكان يثبت الالوان والطعوم والأراييح والاصوات والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة غير الاجسام

وكان «عبّاد بن سليمان» يثبت الاعراض غير الاجسام فاذا قيل له : تقول الحركة غير المتحرّك والاسود غير السواد؟ امتنع من ذلك وقال : قولى فى الجسم متحرّك (٥) اخبار (٦) عن جسم (٧) وحركة

__________________

(١) والاكوان : فى الاصول : والالوان

(٢) الذات : فى الفرق ص ١٢٢ : ولا يفعل الحيوان عنده فعلين مختلفين

(٣) وكان : وقال س

(٥) متحرك : انه متحرك ح متحركا د ق س

(٦) اخبارا ق

(٧) جسم : الجسم ح

(٤) (٩ ـ ١٢) راجع ص ٣٢٥

٣٤٧

فلا يجوز ان اقول الحركة غير المتحرّك اذا (١) كان قولى متحرّك اخبارا (٢) عن جسم (٣) وحركة ولكن اقول الحركة غير الجسم (٤)

وقال قائلون من اصحاب الطبائع ان الاجسام كلها من اربع طبائع حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وان (٥) الطبائع الاربع اجسام ولم يثبتوا اشياء الا هذه الطبائع الاربع ، وانكروا الحركات وزعموا ان الالوان والطعوم والأراييح هى (٦) الطبائع الاربع

وقال قائلون منهم ان الاجسام من اربع طبائع واثبتوا (٧) الحركات ولم يثبتوا عرضا غيرها وثبّتوا الالوان والأراييح من هذه الطبائع

وقال قائلون : الاجسام من اربع طبائع وروح سابحة فيها وانهم لا يعقلون جسما الا هذه الخمسة الاشياء ، واثبتوا الحركات اعراضا

وقال قائلون بابطال الاعراض والحركات والسكون واثبتوا السواد وهو عين (٨) الشيء الاسود لا غيره (٩) وكذلك البياض وسائر الالوان وكذلك الحلاوة والحموضة وسائر الطعوم ، وكذلك قولهم فى الأراييح وفى الحرارة انها عين الشيء الحارّ لا غيره وكذلك قولهم فى الرطوبة والبرودة واليبوسة (١٠) وكذلك قولهم فى الحياة انها هى الحىّ ،

__________________

(١) اذ : فى الاصول : اذا

(٢) اخبارا : فى الاصول : اخبار

(٣) جسم : الجسم ح

(٤) غير الجسم : غير المتحرك ق غير س ح

(٥) وان : فان س الاربع : محذوفة فى ح

(٦) هى : هو س ح

(٧) واثبتوا : فاثبتوا ح

(٨) عين : فى الاصول : غير والكلمة مضروب عليها فى ق

(٩) لا غيره : محذوفة فى ق س ح

(١٠) الرطوبة واليبوسة والبرودة ح

٣٤٨

وهؤلاء منهم من يثبت حركة الجسم وفعله غيره ومنهم من لا يثبت عرضا غير الجسم على وجه من الوجوه

وحكى عن بعض اهل التثنية من «المنانية» انهم يزعمون ان الاجسام من اصلين وان كل واحد من الاصلين من خمسة اجناس : من سواد وبياض وصفرة وخضرة وحمرة وانهم لا يعقلون جسما الا ما كان كذلك وانهم دانوا بابطال الاعراض

وحكى عن بعض اهل التثنية من «الديصانية» ا (١) نهم ثبّتوا الاجسام من اصلين وانهم زعموا ان احد الاصلين سواد كله والآخر بياض كله وان النور هو البياض وان الظلام هو السواد وان سائر الالوان من هذين اللونين وانما اختلفت (٢) الالوان فصار منها صفرة وحمرة وخضرة لاختلاف امتزاج هذين اللونين وانهم انكروا الاعراض

فاما «ابو عيسى الورّاق» فانه حكى ان من اهل التثنية من يثبت الاعراض من الحركات والسكون وسائر الافعال غير الاجسام ، وان منهم من يزعم انها صفات الاجسام لا هى الاجسام ولا غيرها ، وان منهم (٣) من نفاها وابطلها وزعم انه لا حركة ولا سكون ولا فعل غير الاصلين

واختلفوا فى اللون هل هو الطعم أم غيره وهل الطعم هو الرائحة أم هو (٤) غيرها

__________________

(١) الديصانية : اهل الديصانية س

(٢) اختلف ق س ح

(٣) وان منهم : ومنهم ق

(٤) أم هو د أم ق س ح مقالات الاسلاميين ـ ٢٣

٣٤٩

فقال قائلون : اللون هو الطعم وهو الرائحة وهو الصوت (١) والجوّ (٢) وكذلك قولهم فى السمع والبصر والذائق والشامّ ، وهؤلاء هم «الديصانية»

وقال قائلون : اللون غير الطعم و [الطعم] غير الرائحة والرائحة غير الجوّ والجوّ غير الصوت ، وهذا قول اكثر اهل النظر

واختلف الذين اثبتوا الحركات اعراضا غير الاجسام فى الحركات هل هى مشتبهة أم لا وهل هى جنس واحد أم اجناس كثيرة أم ليست باجناس

فقال «ابو الهذيل» : الحركة لا يجوز ان تشبه الحركة وكذلك العرض لا يجوز ان يشبه العرض لأن المشتبهين (٣) يشتبهان باشتباه ولكن قد يقال (٤) ان الحركة شبه الحركة ، وزعم ان الانسان يقدر على حركه وسكون فان فعل الحركة فى الوقت الثانى من وقت قدره (٥) (؟) وفعل معها كونا يمنة (٦) فهى حركة يمنة وان فعل معها كونا يسرة (٧) فهى حركة يسرة ، وكذلك القول فى سائر الجهات لأنّا اذا قلنا : حركة يمنة فقد ذكرنا الحركة وكونا (٨) يمنة ، وكذلك اذا قلنا الحركة يسرة فانما ثبّتنا (٩) الحركة [و] كونا يسرة

__________________

(١) وهى الصوت ل ولعله الصواب

(٢) والجو : ساقطة من س

(٣) المشتبهين د الشبيهين ق س الشبهين ح

(٥) قدره : كذا فى النسخ كلها ولعله قدرته

(٦) كونا يمنة : فى الاصول كونها يمنة

(٧) كونا يسرة : كونها يسرة ق

(٨) وكونا : وكونها ق

(٩) ثبتنا : نثبت ح

(٤) (١١ ـ ١٦) راجع ص ٢٣٧ : ٤

٣٥٠

والحركات عنده غير (١) الاكوان والمماسّات وكذلك السكون عنده غير الاكوان والمماسّات ، ولم يكن يزعم انه قادر ان يفعل فى الوقت الاوّل حركات فى الثانى وانما يقدر على حركة وسكون فأىّ (٢) الاكوان فعله وهى (٣) (؟) الثانى فالحركة حركة فى تلك الجهة مع الكون ، ولم يكن يجعل حركة خلافا لحركة وكان أيضا لا يزعم ان الاعراض لا تختلف لان المختلف باختلاف يختلف عنده ، وكان لا يزعم ان الخلاف ما كان الشيئان به مختلفين وكذلك الوفاق ما كانا به متّفقين ، وكان يزعم ان شيئا يخالف شيئا (٤) بنفسه او يشبهه ويوافقه بنفسه وكان لا يقول البارئ مخالف للعالم (٥)

وقال «إبراهيم النظّام» : (٦) حركات الانسان وافعاله كلها جنس واحد وان الحركات هى الاكوان وان الجنس الواحد لا يفعل شيئين متضادّين كما لا يكون بالنار تبريد وتسخين ، (٧) وزعم (٨) ان التصاعد من جنس الانحدار والتيامن من جنس التياسر والطاعة من جنس المعصية والكفر من جنس الايمان والصدق من جنس الكذب

__________________

(١) غير : عين ح

(٢) فاى د فان ق س ح

(٣) وهى : كذا فى الاصول كلها ولعل الصواب «فى» او ان شيئا ساقط من المتن

(٤) يخالف شيئا : يخالف شيء س ق

(٥) مخالف للعالم : يخالف العالم س

(٧) وتسخين : ولا تسخين س ق ح

(٨) فزعم د

(٦) (١٠ ـ ١٥) راجع ص ٣٤٦ ـ ٣٤٧ وكتاب الانتصار ص ٢٨

٣٥١

وقال قائلون : (١) الحركات اجناس وانها متضادّات والتيامن ضدّ التياسر والقيام ضدّ القعود والتقدّم ضدّ التأخّر والتصاعد ضدّ الانحدار ، وان (٢) هذه المتضادّات من الاعراض مختلفة فمنها ما يختلف بنفسه كالسواد والبياض ومنها ما يختلف (٣) [لعلة هى غيره ك ... ومنها ما يختلف] (٤) لا لنفسه (٥) ولا لعلّة هى غيره كالتيامن والتياسر وما اشبه ذلك ، وان الحركة والسكون هى الاكوان (٦) وان الانسان (٧) يقدر ان يفعل السكون فى الثانى وحركات مختلفات متضادات على البدل

وقد تكون الطاعة عند هؤلاء القائلين من جنس المعصية كالحركتين فى الجهة الواحدة يؤمر باحداهما (٨) فتكون طاعة وينهى عن الاخرى فتكون معصية فقد تكون الطاعة من جنس المعصية وقد تكون ضدّها كالحركتين فى جهتين مختلفين ، وقد يفعل الفاعل الواحد افعالا متضادّة كالحركة والسكون

وزعم صاحب هذا القول ان الاعراض تشتبه بانفسها كالسوادين والبياضين وانها تتفق بانفسها وان الجواهر مشتبهة بانفسها وكذلك الاعراض المختلفة تختلف بانفسها كالسواد والبياض (٩)

__________________

(٢) وان : فان س ح فمنها : فقيها د ق ح والكلمة ساقطة من س

(٣) ما يختلف : ما لا يختلف د

(٤) : قابل ص ٣٥٧ : ١٢ ـ ١٤

(٥) لنفسه : بنفسه د

(٦) هى الاكوان د والاكوان ق س ح ولعله هما الاكوان (؟)

(٧) وان الانسان : فان الانسان ق س فان الانسان يقدر ان يفعل السكون والاكوان وان الانسان ح

(٨) باحدهما ق س

(٩) وانها ... والبياض : ساقطة من ق

(١) (١ ـ ٢) راجع ص ٢٣٧ : ٥ ـ ٧

٣٥٢

وكان يزعم مرّة ان الذهاب يمنة من جنس (١) الذهاب يمنة (٢) ثم رجع عن هذا وزعم ان الذهاب يمنة اذا كان فى مكان فهو ضدّ الذهاب يمنة فى مكان آخر لأن الكون فى مكان يضادّ الكون فى غيره ، وكان لا يثبت متّفقين مشتبهين يتّفقان بغيرهما وانما يتفق المتّفقان بانفسهما وكذلك المشتبهان ، وهذا قول «محمد بن عبد الوهّاب الجبّائى»

وزعم بعض المتكلمين ان الاعراض تشتبه بغيرها وان (٣) الاعراض مختلفة بانفسها والاجسام تختلف (٤) بغيرها ، وهذا قول البغداذيين «الخيّاط» وغيره (٥)

وزعم البغداذيون من المعتزلة ان الطاعة لا تكون من جنس المعصية وان الكفر لا يكون من جنس الايمان وان الحركة لا تكون من جنس السكون

وقال «حسين النجّار» ومن قال بقوله ان الاشياء المحدثات كلها مشتبهة فى باب الحدث متفقة فيه اجسامها واعراضها وانه لا يشبه المخلوق الا مخلوق لأنه لو جاز ان يشبه المخلوق ما ليس بمخلوق لجاز ان يشبه الخالق ما ليس بخالق

واختلف المتكلمون فى معنى الحركة والسكون واين محلّ ذلك فى الجسم هل هو فى المكان الاول او الثانى

__________________

(١) جنس : فى الاصول كلها : جهة

(٢) يمنة : يسرة ق

(٣) الاعراض ... وان : ساقطة من د

(٤) بغيرها ... تختلف : ساقطة من ح

(٥) الحياط وغيره : الحياة وغيرها ق س ح

٣٥٣

فقال قائلون : معنى الحركة معنى الكون والحركات كلها اعتمادات ومنها انتقال ومنها ما ليس بانتقال ، والقائل بهذا القول «النظّام» وزعم ان الجسم اذا تحرّك من مكان الى مكان (١) فالحركة (٢) تحدث فى الاول (٣) وهى اعتماداته التى توجب الكون فى الثانى وان الكون فى الثانى هو حركة الجسم فى الثانى

وكان «محمد بن شبيب» يثبت الحركة والسكون ويزعم انهما الاكوان وان الاكوان منها حركة (٤) ومنها سكون وان الانسان اذا تحرك الى الثانى فاعتماده فى المكان الاول الّذي (٥) يوجب الكون فى الثانى ونقلة (٦) وزوال (؟) اذا صار الجسم الى الثانى لأن اهل اللغة لم يسمّوا الجسم زائلا منتقلا (٧) متحرّكا عن الاول الا اذا صار الى المكان الثانى فالمعنى حدث فيه وهو فى (٨) المكان الاول وسمّى زوالا فى حال كونه فى المكان الثانى لاتّساع اللغة ونتكلّم بكلام الناس على سبيل ما تكلموا به ، وقد يكون الكون فى المكان الثانى حركة ويكون سكونا ، فان كان حركة اوجب كونا فى المكان الثالث وكان سكونا فى الثانى (٩) (؟)

__________________

(١) الى مكان : كذا صححنا وفى الاصول كلها : الحركات

(٣) الاول د اوّل ق س ح

(٤) حركة : حركات ح

(٥) الّذي : للتى د

(٦) فى الثانى ونقلة الخ : لعله فى الثانى حركة ونقله الخ (؟)

(٧) منتقلا د مستقلا س ق ح

(٨) المكان الثانى ... وهو فى : ساقطة من ق س ح

(٩) وكان سكونا فى الثانى : لعله وان كان سكونا كان سكونا فى الثانى (؟)

(٢) فالحركة الخ : راجع الفرق ص ١٤٤

٣٥٤

وقال «معمّر» : معنى السكون انه الكون ولا سكون الا كون ولا كون الا سكون

وقال «ابو الهذيل» : (١) الحركات والسكون غير الاكوان والمماسّات ، وحركة الجسم عن المكان الاول الى الثانى تحدث فيه وهو فى المكان الثانى فى حال كونه فيها (٢) وهى انتقاله عن المكان الاول وخروجه عنه ، وسكون الجسم فى المكان هو لبثه فيه زمانين فلا بدّ فى الحركة عن المكان من مكانين وزمانين ولا بدّ للسكون من زمانين

وقال «عبّاد» : الحركات والسكون مماسّات وزعم ان معنى حركة معنى زوال (٣)

وقال «بشر بن المعتمر» الحركة تحدث لا فى المكان الاول ولا فى الثانى ولكن يتحرّك بها الجسم عن الاول الى الثانى

وكان «الجبّائى» يزعم ان الحركة (٤) والسكون اكوان وان معنى الحركة معنى الزوال فلا حركة الا وهى زوال وانه ليس معنى الحركة معنى الانتقال وان الحركة المعدومة تسمّى زوالا قبل كونها ولا تسمّى انتقالا

فقلت له : فلم لا تثبت كل حركة انتقالا كما تثبت كل حركة زوالا؟ فقال : من قبل انّ حبلا (٥) لو كان معلّقا بسقف فحرّكه انسان

__________________

(٢) فيها : فى الفرق : لانها اوّل كون فى المكان الثانى ، ولعل الصواب : فيه الا ان يكون الضمير راجعا الى الحركة

(٤) ان الحركة ح ان الحركات د ق س ، راجع ص ٣٥٢ : ٥ ـ ٦

(٥) حبلا : رحلا ح

(١) (٣ ـ ٤ و ٩ ـ ١٠) راجع الفرق ص ١٤٤

(٣) (٣ ـ ٤ و ٩ ـ ١٠) راجع الفرق ص ١٤٤

٣٥٥

لقلنا : زال واضطرب وتحرّك ولم نقل انه انتقل ، فقلت له : ولم لا يقال انتقل فى الجوّ كما قيل (١) تحرّك وزوال واضطرب؟ فلم يأت بشيء يوجب التفرقة

واختلف المتكلمون فيما يوصف به الشيء : لنفسه يوصف او لعلّة وفى الطاعة حسنت لنفسها او لعلّة

فقال قائلون : كل معصية كان يجوز ان يأمر الله سبحانه بها فهى قبيحة للنهى ، وكل معصية كان لا يجوز (٢) ان يبيحها (٣) الله سبحانه فهى قبيحة لنفسها كالجهل به والاعتقاد بخلافه ، وكذلك كل ما جاز ان لا يأمر الله سبحانه فهو حسن للامر به وكل ما لم يجز الا ان (٤) يأمر به فهو حسن لنفسه ، وهذا قول «النظّام»

وقال «الاسكافى» فى الحسن من الطاعات حسن لنفسه والقبيح أيضا قبيح لنفسه لا لعلّة ، واظنّه كان يقول فى الطاعة انها طاعة لنفسها وفى المعصية انها معصية لنفسها

وقال قائلون : الطاعة انما سمّيت طاعة لله لأنه امر بها لا لنفسها

وقال قائلون : الطاعة لله انما هى طاعة له لانه ارادها والمعصية سمّيت معصية له لانه كرهها

__________________

(١) قيل : يقال ح

(٢) لا يجوز : يجوز ح

(٣) يبيحها : يقبحها ح

(٤) يامر الله ... الا ان : ساقطة من ق س ح

٣٥٦

وقال قائلون : كل ما يوصف (١) به الشيء فلنفسه وصف به وانكروا الاعراض والصفات

وقال قائلون : كل ما وصف به الشيء فانما وصف به لمعنى هو صفة له ، وهو قول «ابن كلّاب» وكان يقول : كل معنى وصف به الشيء فهو صفة له

وقال قائلون : (٢) ما وصف به الشيء قد يكون لنفسه لا لمعنى كالقول سواد وبياض وكالقول فى القديم انه قديم عالم (٣) وقد يكون لعلّة كالقول متحرّك ساكن (٤) من غير ان تكون الحركة صفة له او السكون ، وثبّتوا (٥) ان الصفات هى الاقوال والكلام كقولنا عالم قادر فهى صفات اسماء وكالقول يعلم ويقدر فهذه صفات لا اسماء (٦) وكالقول شيء فهذا اسم لا صفة

وقال قائلون : قد يوصف الشيء بصفة لنفسه كقولنا (٧) سواد وبياض وقد يوصف لعلّة كقولنا (٨) متحرّك ساكن وقد يوصف لا لنفسه ولا (٩) لعلّة كقولنا (١٠) محدّث

__________________

(١) يوصف : كذا فى الاصول ولعله وصف

(٢) ما ... قائلون : ساقطة من ح

(٣) عالم : وعالم ح

(٤) ساكن : وساكن ح

(٥) وثبتوا د ق وينسوا س ويثبتون ح وكذا كان ناسخ د قد كتب ثم ضرب عليها وكتب ما اثبتناه

(٦) وكالقول ... لا اسماء : ساقطة من د

(٧) كقولنا ح كقوله د س ق

(٨) كقولنا ح كقوله د س ق

(١٠) كقولنا ح كقوله د س ق

(٩) لعلة ... ولا : ساقطة من ح

٣٥٧

واختلف (١) الناس فى الاعراض هل تبقى أم لا

فقال قائلون : الاعراض كلها لا تبقى وقتين لأن الباقى انما يكون باقيا بنفسه او ببقاء فيه فلا يجوز ان تكون باقية بانفسها لأن هذا يوجب (٢) بقاءها فى حال حدوثها ولا يجوز ان تبقى ببقاء يحدث (٣) فيها لانها لا تحتمل الاعراض ، والقائل بهذا «احمد بن على الشطوى (٤)» وقال به (٥) «ابو القسم البلخى» و «محمد بن عبد الله بن مملّك الاصبهانى» ، وزعم هؤلاء ان الالوان والطعوم والأراييح والحياة والقدرة والعجز والموت والكلام والاصوات اعراض وانها لا تبقى وقتين وهم يثبتون الاعراض كلها ويزعمون انها لا (٦) تبقى زمانين

وقال قائلون (٧) انه لا عرض الا الحركات وانه لا يجوز ان تبقى ، والقائل بهذا «النظّام»

وقال «ابو الهذيل» : (٨) الاعراض منها ما يبقى ومنها ما لا يبقى والحركات كلها لا تبقى والسكون منه ما يبقى ومنه ما لا يبقى ، وزعم ان سكون اهل الجنّة سكون باق وكذلك اكوانهم وحركاتهم منقطعة

__________________

(٢) يوجب : ساقطة من د

(٣) ببقاء يحدث ح بحدث د س ق

(٤) الشطوى : الشظوى ح ، راجع كتاب المنية والامل لاحمد بن يحيى بن المرتضى طبع حيدرآباد ص ٥٤

(٥) وقال به ح وقال د س ق

(٦) انها لا : الا ق

(١) راجع اصول الدين ص ٥٠ ـ ٥٢ وشرح المواقف ٥ ص ٣٧ ـ ٥٠ و ٦ ص ١٨٣

(٧) (١٠ ـ ١١) راجع اصول الدين ٥٠

(٨) (١٢ ـ ص ٣٥٩ : ٥) راجع كتاب الانتصار ص ١٢ واصول الدين ص ٥٠ ـ ٥١ والملل ص ٣٥

٣٥٨

مقتضية لها آخر ، وكان يزعم ان الالوان تبقى وكذلك الطعوم والأراييح والحياة والقدرة تبقى [ببقاء] لا فى مكان ، ويزعم ان البقاء هو قول الله عزوجل للشىء ابقه وكذلك فى بقاء الجسم وفى بقاء كل ما يبقى من الاعراض ، وكذلك (١) كان يزعم ان الآلام تبقى وكذلك اللذّات فآلام اهل النار باقية فيهم ولذّات اهل الجنّة باقية فيهم

وكان «محمد بن شبيب» (٢) يزعم ان الحركات لا تبقى وكذلك السكون لا يبقى

وكان «محمد بن عبد الوهّاب الجبّائى» يقول : (٣) الحركات كلها [لا] تبقى والسكون على ضربين : سكون الجماد وسكون الحيوان فسكون الحىّ المباشر الّذي يفعله فى نفسه لا يبقى وسكون الموات يبقى ، وكان يقول ان الالوان والطعوم والأراييح والحياة والقدرة والصحّة تبقى ويقول ببقاء اعراض كثيرة ، وكان يقول ان كل ما فعله الحىّ فى نفسه مباشرا من الاعراض فهو غير باق ، وكذلك يقول ان الباقى من الاعراض يبقى لا ببقاء (٤) وكذلك يقول فى الاجسام انها تبقى لا ببقاء وكذلك يجيز بقاء الكلام

وقال قائلون فى الحركة انها لا يجوز ان تبقى ولا يجوز ان تعاد

وقال (٥) «ضرار بن عمرو» و «الحسين بن محمد النجّار» ان الاعراض

__________________

(١) وكذلك كان : وكان س

(٤) ببقاء : يبقى ق س

(٢) (٦ ـ ٧) راجع اصول الدين ص ٥١

(٣) (٨ ـ ١٥) راجع اصول الدين ص ٥١ وشرح الواقف ٥ ص ٣٨ ـ ٣٩ و ٦ ص ١٨٣ ـ ١٨٥

(٥) (١٦ ـ ٣٦٠ : ٣) فى اصول الدين ص ٥١ : وقال ضرار والنجار الاعراض التى هى ابعاض الجسم عندهما باقية وما سواها من الاعراض يستحيل بقاؤه ، وراجع أيضا ص ٣٠٥ وص ١٠٩ من هذا الكتاب

٣٥٩

التى هى غير الاجسام يستحيل ان تبقى زمانين ، وكان «ضرار» و «الحسين النجّار» يقولان : البقاء للجسم الّذي هو ابعاض منها كذا ومنها كذا

وكان «النجّار» ينكر بقاء الاستطاعة لأنها ليست بداخلة فى جملة الجسم وهى غيره ويستحيل ان يكون فى غيرها لأنه يستحيل ان يبقى الشيء ببقاء فى غيره

وقال «بشر بن المعتمر» : السكون يبقى ولا يتقضّى (١) الا بأن يخرج الساكن منه الى حركه وكذلك السواد يبقى ولا يتقضّى (٢) الا بأن يخرج منه الاسود (٣) الى ضدّه من بياض او غيره وكذلك فى سائر الاعراض على هذا الترتيب

واختلفوا هل تفنى الاعراض أم لا :

فقال قائلون : الاعراض كلها لا يقال انها تفنى لأن ما جاز ان يفنى جاز ان يبقى ، وقال قائلون : هى (٤) تفنى بمعنى تعدم ، (٥) وقال قائلون : ما يجوز ان يبقى منها يجوز ان يفنى وما لا يجوز ان يبقى منها لا يجوز ان يفنى

__________________

(١) يقتضي : د

(٢) يقتضي : د

(٣) الاسود : كذا صححنا وفى الاصول كلها : الانسان

(٤) هى : انها ح

(٥) تعدم : انها تعدم ح

٣٦٠