مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري

مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار النشر : فرانز اشتاينر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٤

هذا ذكر (١) اختلاف الناس فى الدقيق

اختلف المتكلمون فى الجسم ما هو على اثنتى عشرة مقالة :

فقال قائلون : الجسم هو ما احتمل الاعراض كالحركات والسكون وما اشبه ذلك فلا جسم الا ما احتمل الاعراض (٢) ولا ما يحتمل ان تحلّ الاعراض فيه الا جسم ، وزعموا ان الجزء الّذي لا يتجزّأ جسم يحتمل الاعراض وكذلك معنى الجوهر انه يحتمل الاعراض ، وهذا قول «ابى الحسين الصالحى» ، وزعم صاحب هذا القول ان الجزء محتمل لجميع اجناس الاعراض غير ان التأليف لا يسمّى حتى يكون تأليف آخر ولكنّ احدهما قد يجوز على الجزء ولا نسمّيه تأليفا اتّباعا للّغة ، قالوا : وذلك ان اهل اللغة لم يجيزوا مماسّة (٣) لا شيء قالوا فانما سمّى ذلك عند مجامعة الآخر له والا فحظّه من ذلك قد يقدر الله سبحانه ان يحدثه فيه وان لم يكن آخر معه اذا كان يقوم به ولا يقوم بأخيه ، وشبّهوا ذلك بالانسان (٤) يحرّك اسنانه فان كان فى فيه شيء فذلك مضغ وان لم يكن فى فيه شيء لم يسمّ ذلك مضغا

__________________

(١) هذا ذكر : ذكر ق

(٢) الاعراض : هذا آخر القطعة الساقطة من د

(٣) مماسة : كذا صحح فى ح بين السطرين وفيها بالمتن ماسسه وكذا فى ق وفى س ما سنه وفى د ما بسبب

(٤) بالانسان : بان الانسان ح مقالات الاسلاميين ـ ٢٠

٣٠١

وقال قائلون : الجسم انما كان جسما للتأليف والاجتماع ، وزعم هؤلاء ان الجزء الّذي لا يتجزّأ اذا جامع جزءا آخر لا يتجزّأ فكل واحد منهما (١) جسم فى حال الاجتماع لأنه مؤتلف بالآخر فاذا افترقا لم يكونا ولا واحد منهما جسما ، وهذا قول بعض البغداذيين واظنّه «عيسى الصوفى» وقال قائلون : معنى الجسم انه مؤتلف واقلّ الاجسام جزءان ، (٢) ويزعمون ان الجزءين اذا تألّفا فليس كل واحد منهما جسما ولكن الجسم هو الجزءان جميعا وانه يستحيل ان يكون التركيب فى واحد والواحد يحتمل اللون والطعم والرائحة وجميع الاعراض الا التركيب ، واحسب (٣) هذا القول «للاسكافى (٤)»

وزعموا ان قول القائل : يجوز ان يجمع إليهما ثالث خطأ محال لأن كل واحد منهما مشغل (٥) لصاحبه (٦) واذا اشغله لم يكن للآخر مكان (٧) لأنه ان كان جزءان مكانهما واحد فقد ماسّ الشيء اكثر من قدره ولو جاز ذلك جاز ان تكون الدنيا تدخل فى قبضة فلهذا قال : لا يماسّ الشيء اكثر من قدره ، وهذا قول «ابى بشر صالح بن ابى صالح» ومن وافقه

وقال «ابو الهذيل» الجسم هو ما له يمين وشمال وظهر وبطن وأعلى

__________________

(١) منهما : منها ق

(٢) جزءان : حزين د ق س

(٣) واحتسب س

(٤) الاسكافى س

(٥) مشغل د مشتغل ق س ح

(٦) فصاحبه ق

(٧) مكان :

فى الاصول مكانا

٣٠٢

(١) واسفل ، واقلّ ما يكون الجسم ستة اجزاء احدهما (٢) يمين والآخر شمال وأحدهما (٣) ظهر والآخر بطن وأحدهما اعلى والآخر اسفل ، وان الجزء الواحد الّذي لا يتجزّأ [يماسّ] ستة امثاله وانه يتحرّك ويسكن ويجامع غيره ويجوز عليه الكون والمماسّة ولا يحتمل اللون والطعم والرائحة ولا شيئا من الاعراض غير ما ذكرنا حتى تجتمع هذه الستة الاجزاء فاذا اجتمعت فهى الجسم وحينئذ (٤) يحتمل ما وصفنا

وزعم بعض المتكلمين ان الجزءين اللذين لا يتجزّءان يحلّهما (٥) جميعا التأليف وان التأليف الواحد يكون فى مكانين ، وهذا قول «الجبّائى»

وقال «معمّر» : (٦) هو الطويل العريض العميق واقلّ الاجسام ثمانية اجزاء فاذا (٧) اجتمعت الاجزاء وجبت الاعراض (٨) وهى تفعلها بايجاب الطبع وان كل جزء يفعل فى نفسه ما يحلّه من الاعراض ، وزعم انه اذا انضمّ جزء الى جزء حدث طول وان العرض يكون بانضمام جزءين إليهما وان العمق يحدث بأن يطبق على أربعة اجزاء (٩) أربعة اجزاء فتكون الثمانية الاجزاء جسما عريضا طويلا عميقا

__________________

(٢) احدهما : احدها ق

(٣) واحدهما : (فى الموضعين) واحدها ق

(٤) فحينئذ س

(٥) يحلهما : محلهما د س ق وكذا كان فى ح ثم صحح

(٨) للاعراض س ق

(٩) أربعة اجزاء : ساقطة من س ق

(١) (١ ـ ٢) راجع شرح المواقف ٦ ص ٢٩٤

(٦) (٩ ـ ١٠ و ١٢ و ١٤) نسب الايجى هذا القول الى الجبائى (شرح المواقف ٦ ص ٢٩٣ ـ ٢٩٤) ونسبه البغدادى الى ابن المعتمر (اصول الدين ص ٥٧) وهو ظاهر التحريف

(٧) (١٠ ـ ١١) راجع كتاب الانتصار ص ٥٣ ـ ٥٤ والفرق ص ١٣٦ والملل ص ٤٦

٣٠٣

وقال «هشام بن عمرو الفوطى (١)» ان الجسم ستة (٢) وثلثون جزءا لا يتجزّأ وذلك انه جعله ستة اركان وجعل كل ركن منه ستة اجزاء فالذى قال ابو الهذيل انه جزء جعله هشام ركنا وزعم ان الاجزاء (٣) لا تجوز عليها (٤) المماسّة وان المماسّات للاركان وان الاركان التى كل ركن منها ستة اجزاء ليست الستة الاجزاء (٥) مماسّة ولا مباينة ولا يجوز ذلك الا على الاركان ، فاذا كان كذلك فهو محتمل لجميع (٦) الاعراض من اللون والطعم والرائحة والخشونة واللين والبرودة وما اشبه ذلك

وقال قائلون : الجسم الّذي سمّاه اهل اللغة جسما هو ما كان طويلا عريضا عميقا ولم يحدّوا فى ذلك عددا من الاجزاء وان كان لاجزاء الجسم عدد معلوم

وقال «هشام بن الحكم» : (٧) معنى الجسم انه موجود ، وكان يقول انما اريد بقولى جسم انه موجود وانه شيء وانه قائم بنفسه

وقال «النظّام» : (٨) الجسم هو الطويل العريض العميق وليس لاجزائه عدد يوقف عليه وانه لا نصف (٩) الا وله نصف ولا جزء الا وله جزء ، وكانت الفلاسفة تجعل حدّ الجسم انه العريض (١٠) العميق

وقال «عبّاد بن سليمان» : الجسم هو الجوهر والاعراض التى

__________________

(١) الفوطى : القرطى د

(٢) ستة : ستة اجزاء ح

(٣) الاجزاء س الآخر د ق ح

(٤) عليها : فى الاصول عليه

(٥) الاجزاء : اجزاء ح

(٦) لجميع : ساقطة من س

(٩) لا نصف : لا يوصف س

(١٠) العريض : لعله الطويل العريض (؟)

(٧) (١١ ـ ١٢) راجع ص ٥٩ وص ٢٠٨

(٨) (١٣ ـ ١٥) راجع كتاب الانتصار ص ٣٣ ـ ٣٥ والفرق ص ١٢٣ ـ ١٢٤ واصول الدين ص ٣٦ والملل ص ٣٨ وشرح الواقف ٧ ص ٩ ـ ١٠

٣٠٤

لا ينفكّ منها وما كان قد ينفكّ منها من الاعراض فليس ذلك من الجسم بل ذلك غير الجسم ، وكان يقول : الجسم هو المكان ويعتلّ فى البارئ تعالى انه ليس بجسم بأنه (١) لو كان جسما لكان مكانا ويعتلّ أيضا بأنه لو كان جسما لكان له نصف

وقال «ضرار بن عمرو» : (٢) الجسم اعراض ألّفت وجمعت فقامت وثبتت فصارت (٣) جسما يحتمل الاعراض اذا حلّ (٤) (؟) والتغيير من حال الى حال وتلك الاعراض هى ما لا تخلو الاجسام منه او من ضدّه نحو الحياة والموت اللذين لا يخلو الجسم من واحد منهما والالوان والطعوم التى لا ينفكّ من واحد من جنسها وكذلك الزنة كالثقل والخفّة وكذلك الخشونة واللين والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وكذلك الصمد (٥) فاما ما ينفكّ منه [و] من ضدّه فليس ببعض له عنده وذلك كالقدرة والألم والعلم والجهل ، وليس (٦) يجوز عنده ان تجتمع هذه الاعراض وتصير اجسادا بعد وجودها ومحال ان يفعل بها ذلك الا فى حال ابتدائها لأنها لا تخرج الى الوجود الا مجتمعة ، وقد يمكن ان يجتمع عنده كلها وهى موجودة ومحال ان يفترق كلها وهى موجودة لأنها لو افترقت مع الوجود لكان اللون (٧) موجودا لا لملوّن والحياة موجودة

__________________

(١) بأنه : فى الاصول فانه

(٣) فصارت : وصارت د

(٤) حل : كذا فى الاصول كلها ولعله حلت

(٥) الصمد : كذا فى ق س ح وفى د الصحة

(٦) فليس د

(٧) لملون : للون د

(٢) وقال ضرار الخ : راجع الفرق ص ٢٠١ واصول الدين ص ٤٦ ـ ٤٧ والفصل ٥ ص ٦٦ وشرح المواقف ٧ ص ٢

٣٠٥

لا لحى ، فاذا قلت له : فليس يجوز على هذا القياس عليها الافتراق؟ قال مرّة : افتراقها فناؤها وقال مرّة : الافتراق يجوز على الجسمين فاما ابعاض الجسم مع الوجود فلا ، وقد يجوز عنده ان يفنى بعض الجسم (١) وهو موجود على ان يجعل مكانه ضدّه فان لم يختلف الضدّان يفن (٢) مع البعض ، وليس يجوز عنده ان يفنى الاكثر ولا النصف على هذه الشريطة لأن الحكم فيما زعم للاغلب (٣) فاذا كان الاغلب باقيا كانت سمة الجسم باقية واذا ارتفع الاغلب لم تبق السمة على الأقلّ ، وقد يجوز عنده ان يفنى الله بعضه ويحدث ضدّه وهو متحرّك فيكون الكل الّذي منه البعض الحادث فى حال وجود الحركة متحرّكا بتلك الحركة وكذلك لو كان ساكنا ، ومحال ان تقع الحركة (٤) عنده على شيء من الاعراض وانما تقع على الجسم الّذي هو اعراض مجتمعة

وزعم «سليمان بن جرير» (٥) ان الاستطاعة هى احد ابعاض الجسم كاللون والطعم وانها مجاورة للجسم

واختلف الناس فى الجوهر وفى معناه على أربعة اقاويل :

فقالت النصارى : الجوهر هو القائم بذاته وكل قائم بذاته فجوهر (٦) وكل جوهر فقائم بذاته

__________________

(١) الجسم : الاجسام س

(٢) يفن : كذا صححنا وفى الاصول كلها تقع

(٣) للاغلب : فى الاصول الاغلب

(٤) تقع الحركة : فى د يقال الحزين وفى ق س ح تقع الجزان

(٦) فجوهر : فهو جوهر ح

(٥) (١٢ ـ ١٣) راجع ص ٧٣

٣٠٦

وقال بعض المتفلسفة : الجوهر هو القائم بالذات القابل للمتضادّات

وقال قائلون : الجوهر ما اذا وجد كان حاملا للاعراض ، وزعم صاحب هذا القول ان الجواهر جواهر بأنفسها وانها تعلم (١) جواهر قبل ان تكون ، والقائل بهذا القول هو «الجبّائى»

وقال «الصالحى» : الجوهر هو ما احتمل الاعراض وقد يجوز (٢) عنده ان يوجد الجوهر ولا يخلق الله فيه عرضا ولا يكون محلّا للاعراض الا انه محتمل لها

واختلفوا فى الجواهر هل هى كلها اجسام او قد يجوز وجود جواهر ليست باجسام على ثلاثة اقاويل :

فقال قائلون : (٣) ليس كل جوهر جسما (٤) والجوهر الواحد الّذي لا ينقسم محال ان يكون جسما لأن الجسم هو الطويل العريض العميق وليس الجواهر الواحد (٥) كذلك ، وهذا قول «ابى الهذيل» و «معمّر» والى هذا القول يذهب «الجبّائى»

وقال قائلون : لا جوهر الا (٦) جسم ، وهذا قول «الصالحى»

وقال قائلون : الجواهر (٧) على ضربين : جواهر مركّبة وجواهر

__________________

(١) تعلم : تعلم بعلم س ق

(٣) فقال قائلون : ساقطة من د

(٤) جسما : جسم ق

(٥) الجوهر الواحد : الجواهر ق

(٦) الا : الا الا ق

(٧) الجواهر : الجواهر ق

(٢) وقد يجوز الخ : راجع كتاب اصول الدين ص ٥٧

٣٠٧

بسيطة (١) غير مركّبة فما ليس بمركّب من الجواهر فليس بجسم وما هو مركّب منها فجسم

واختلف الناس هل الجواهر (٢) جنس واحد وهل جوهر العالم جوهر واحد على سبعة اقاويل:

فقال قائلون : جوهر العالم جوهر واحد وان الجواهر انما تختلف وتتّفق بما فيها من الاعراض وكذلك تغايرها بالاعراض انما تتغاير بغيريّة يجوز ارتفاعها فتكون الجواهر عينا واحدة شيئا واحدا ، وهذا قول اصحاب «ارسطاطاليس»

وقال قائلون : الجواهر على جنس واحد وهى بأنفسها جواهر وهى متغايرة بأنفسها ومتّفقة بأنفسها وليست تختلف فى الحقيقة ، والقائل بهذا هو «الجبّائى»

وقال قائلون : (٣) الجوهر جنسان مختلفان احدهما نور والآخر ظلمة وانهما متضادّان وان النور كله جنس واحد والظلام كله جنس واحد وهم «اهل التثنية» ، وذكر عن بعضهم (٤) ان كل واحد منهما (٥) خمسة اجناس من سواد وبياض وحمرة وصفرة وخضرة

وقال قائلون : الجواهر ثلاثة اجناس مختلفة وهم «المرقونية»

__________________

(١) بسيطة : مبسطه س ح

(٢) الجواهر : الجوهر س

(٤) عن بعضهم : بعضهم ح

(٥) منهما : منها د

(٣) (١٢ ـ ١٦) راجع اصول الدين ص ٥٣ ـ ٥٤

٣٠٨

وقال بعضهم : (١) الجواهر أربعة اجناس متضادّة من حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وهم «اصحاب الطبائع»

وقال بعضهم : الجواهر خمسة اجناس متضادّة اربع طبائع وروح (٢)

وقال قائلون : (٣) الجواهر اجناس متضادّة منها (٤) بياض ومنها (٥) سواد وصفرة وحمرة وخضرة ومنها حرارة ومنها برودة ومنها حلاوة ومنها حموضة ومنها روائح ومنها طعوم (٦) ومنها رطوبة ومنها يبوسة ومنها صور (٧) ومنها (٨) ارواح ، وكان يقول : (٩) الحيوان كله جنس واحد ، وهذا قول (١٠) «النظّام»

واختلفوا فى الجواهر هل يجوز على جميعها ما يجوز على بعضها وهل يجوز ان يحلّ الجوهر الواحد ما يجوز ان يحلّ الجواهر [جميعها] وهل يجوز وجودها ولا اعراض فيها أم يستحيل ذلك

فقال قائلون : يجوز على الواحد (١١) من الجواهر ما يجوز على جميعها من الاعراض من الحياة والقدرة والعلم والسمع والبصر واجازوا (١٢) حلول ذلك اجمع فى الجزء الّذي لا يتجزّأ اذا كان منفردا ، واجازوا

__________________

(٢) وروح : فى اصول الدين والريح

(٤) منها : فى الاصول فيها

(٥) ومنها : فى الاصول وفيها

(٦) ومنها طعوم : كذا فى ح وهى محذوفة فى د ق س

(٧) صور : صوت د

(٩) وكان يقول : وقال ح

(١٠) وهذا قول : وهو ح

(١١) الواحد ق واحد د س ح

(١٢) واجازوا : اجازوا س ح

(١) (١ ـ ٣) راجع اصول الدين ص ٥٣

(٣) (٤ ـ ٧) راجع الفرق ص ١٢١ واصول الدين ص ٤٦ والملل ص ٣٩

(٨) راجع الفرق ص ١٢٠ واصول الدين ص ٤٧ و ٤٨

٣٠٩

حلول القدرة والعلم والسمع والبصر مع الموت ومنعوا حلول الحياة مع الموت فى وقت واحد قالوا لأن الحياة تضادّ الموت ولا تضادّ القدرة الموت لأن القدرة لو ضادّت الموت لضادّ العجز الحياة لأن ما ضادّ (١) شيئا عندهم (٢) فضدّه مضادّ لضدّه ، وزعموا ان الادراك جائز كونه عندهم مع العمى ومنعوا كون البصر مع العمى لأن البصر عندهم مضادّ للعمى ، وزعموا ان الحياة لا تضادّ الجمادية وانه جائز ان يخلق الله (٣) مع الجمادية حياة ، وجوّزوا ان يعرّى الله الجواهر من الاعراض وان يخلقها لا اعراض فيها ، والقائلون بهذا القول اصحاب «ابى الحسين الصالحى» ، وكان ابو الحسين يذهب الى هذا القول ، وجوّز ابو الحسين الصالحى ان يجمع الله بين الحجر الثقيل والجوّ اوقاتا كثيرة ولا يخلق هبوطا ولا ضدّ الهبوط ، وان يجمع (٤) بين القطن والنار وهما على ما هما عليه ولا يخلق احراقا ولا ضدّ الاحراق ، (٥) وان يجمع بين البصر الصحيح والمرئيّ مع عدم الآفات ولا يخلق ادراكا ولا ضدّ الادراك ، (٦) واحالوا ان يجمع الله بين المتضادّات ، وجوّزوا ان يعدم الله قدرة الانسان مع وجود حياته فيكون حيّا غير قادر وان يفنى حياته مع وجود قدرته وعلمه فيكون عالما قادرا ميّتا ، وجوّزوا ان يرفع الله

__________________

(١) لان ما ضاد : لا مضاد س ق

(٢) عندهم : غيره ح وله وجه

(٤) يجمع : يجمع الله ح

(٥) ضد الاحراق ق ضدا للاحراق د ح ضد للاحراق س

(٦) ضد الادراك ح ضدا للادراك د ق س

(٣) (٧ ـ ٨) راجع اصول الدين ص ٥٧ وشرح المواقف ٧ ص ٢٣٤

٣١٠

تعالى ثقل السموات والارضين من غير ان ينقص شيئا (١) من اجزائهما حتى يكونا اخفّ من ريشة ، واحال ان يوجد الله تعالى اعراضا لا فى مكان واحال ان يفنى الله قدرة الانسان مع وجود فعله فيكون فاعلا بقدرة وهى معدومة

وقال قائلون : لا يجوز على الجواهر الواحد الّذي لا ينقسم ما يجوز على الاجسام ولا يجوز ان يتحرّك الجوهر الواحد ولا ان يسكن ولا ان ينفرد ولا ان يماسّ ولا ان يجامع ولا ان يفارق ، وهذا قول «هشام» و «عبّاد» ، واحال «عبّاد» ان (٢) يوجد حىّ لا قادر وان يوجد الجسم مع عدم الاعراض كلها واحال ان يوجد الفعل من الانسان مع العجز بقدرة وقد عدمت

وقال قائلون : يجوز على الجوهر الواحد الّذي لا ينقسم اذا انفرد ما يجوز على الاجسام من الحركة والسكون وما يتولّد عنهما من المجامعة والمفارقة وسائر ما يتولّد عنهما مما يفعل الآدميّون كهيئته فاما الالوان والطعوم والأراييح (٣) والحياة والموت وما اشبه ذلك فلا يجوز حلوله فى الجوهر ولا يجوز حلول ذلك الا فى الاجسام ، وان الجسم اذا تحرّك ففى جميع (٤) اجزائه حركة واحدة تنقسم على الاجزاء ، واحال قائلو (٥) هذا القول ان يعرّى الله الجوهر (٦) من الاعراض ، والقائل بهذا القول

__________________

(١) شيئا : شى ق

(٢) واحال عباد ان : وان ح

(٣) والأراييح : والروائح س

(٤) جميع : الجميع س

(٥) قائلو : فى الاصول قائلون

(٦) الجوهر : الجواهر ح

٣١١

«ابو الهذيل» وكان يقول ان الادراك يحلّ فى القلب لا فى العين وهو علم الاضطرار

وقال قائلون : يجوز على الجوهر الواحد الّذي لا ينقسم ما يجوز على الجسم (١) من الحركة والسكون واللون والطعم والرائحة اذا انفرد واحالوا حلول القدرة والعلم (٢) والحياة فيه اذا انفرد (٣) وجوّزوا ان يخلق الله حيّا لا قدرة فيه واحالوا تعرّى الجوهر من الاعراض ، والقائل بهذا القول «محمد بن عبد الوهّاب الجبّائى»

واحال سائر اهل الكلام غير «صالح» و «الصالحى» ان يجمع الله بين العلم والقدرة والموت والجمادية والحياة والقدرة

فاما الجمع (٤) بين الحجر الثقيل والجوّ اوقاتا كثيرة من غير ان يخلق انحدارا وهبوطا بل يحدث سكونا والجمع بين النار والقطن من غير ان يحدث احتراقا (٥) بل يحدث ضدّ ذلك فقد جوّز ذلك «ابو الهذيل» و «الجبّائى» وكثير من اهل الكلام ، وغلا «ابو الهذيل» (٦) فى هذا الباب غلوّا كبيرا حتى جوّز اجتماع الفعل المباشر والموت واجتماع الادراك والعمى واجتماع الخرس الّذي هو منع عجز عن الكلام

__________________

(١) الجسم : لعله الاجسام

(٢) والرائحة ... والعلم : ساقطة من ح

(٣) انفرد : انفردوا س

(٤) بين .. الجمع : ساقطة من ح

(٥) احتراقا : احتراق د س ح

(٦) وغلا ابو الهذيل الخ : راجع ص ٢٣٢

٣١٢

مع الكلام وجوّز وجود اقلّ قليل المشى مع الزمانة كما جوّز وجود اقلّ قليل الكلام مع الخرس ولم يجوّز وجود العلم مع الموت ولا جوّز وجود القدرة مع الموت ولا جوّز وجود الادراك (١) مع الموت

فاما وجود الادراك مع العمى (٢) فقد جوز ذلك بعض المتكلمين وقد حكى ان «أبا الهذيل» كان ينكر ان توجد الإرادة بقدرة معدومة حتى يكون العجز مجامعا لها

وكان «الاسكافى» (٣) ينكر كل الفعل المباشر الّذي يحل فى الانسان بقوّة معدومة وان يكون مجامعا لعجز (٤) الانسان ويجيز ان يجامع الفعل المتولّد العجز والموت ويجوّز اجتماع النار والحطب اوقاتا من غير ان يحدث الله سبحانه احراقا وان يثبت الحجر اوقاتا كثيرة من غير ان يحدث الله سبحانه فيه هبوطا وينكر اجتماع الادراك مع العمى والكلام والخرس والمشى والزمانة والعلم والموت والقدرة والموت (٥) ويحيل ان يفرد الله الحياة من القدرة حتى يكون الانسان حيّا غير قادر واختلفوا هل يجوز ان يحلّ اليد علم وادراك وقدرة على (٦) العلم أم لا يجوز ذلك : (٧)

__________________

(١) وجود الادراك ح الادراك د ق س

(٢) العمى : فى الاصول العجز وفى ح فوق السطر : الجحم (يعنى الجحم)

(٤) لعجز : بعجز س

(٥) والقدرة والموت : والقدرة ح

(٦) فى ق بالهامش : بسملة الجزء الثانى من المقالات الاسلامية

(٧) يجوز ذلك : ساقطة من س

(٣) وكان الاسكافى الخ : راجع ص ٢٣٢

٣١٣

فجوّز ذلك (١) بعض المتكلمين منهم «الاسكافى» وغيره ، وانكره بعضهم واحاله الا ان تنقض بنية اليد وتحوّل عما هى عليه ، منهم «الجبّائى»

وانكر كثير من اهل الكلام ما حكينا من مجامعة الحجر الجوّ اوقاتا من غير ان يحدث الله سبحانه انحدارا ومجامعة النار الحطب (٢) اوقاتا من غير ان يحدث الله احراقا (٣) ، وكذلك انكروا كون الادراك مع العمى والكلام مع الخرس ووقوع الفعل بقدرة معدومة ووجود الزمانة مع المشى ووجود العلم مع الموت ويحيلون ان يفرد (٤) الحياة من القدرة حتى يكون الانسان حيّا غير قادر (٥) ، وهذا قول بعض البغداذيين «الخيّاط» وغيره

واختلف الناس فى الجسم هل يجوز ان يتفرّق او يبطل ما فيه من الاجتماع حتى يصير جزءا لا يتجزّأ أم لا يجوز ذلك وفيما يحلّ فى الجسم على اربع عشرة مقالة :

فقال «ابو الهذيل» ان الجسم يجوز ان يفرّقه الله سبحانه ويبطل ما فيه من الاجتماع حتى يصير جزءا لا يتجزّأ وان الجزء الّذي لا يتجزّأ لا طول له ولا عرض له ولا عمق له ولا اجتماع فيه ولا افتراق ، وانه قد يجوز ان يجامع غيره وان يفارق غيره (٦) وان الخردلة يجوز

__________________

(١) فجوز ذلك د س فاجازه ق ح

(٢) الحطب ح للحطب د ق س

(٣) احراقا س ح احتراقا د وموضع الكلمة مأروض فى ق

(٤) يفرد : يفردوا ق يفرق س ح

(٥) حيا غير قادر : غير حي قادر د غير قادر حي قادر ق س ح ، قابل ص ٣١٣ : ١٣

(٦) يفارق غيره د يفارق ق س ح

٣١٤

ان تتجزّأ نصفين ثم أربعة ثم ثمانية (١) الى ان يصير كل جزء منها لا يتجزّأ ، واجاز ابو الهذيل (٢) على الجزء الّذي لا يتجزّأ الحركة والسكون والانفراد وان يماسّ ستة امثاله بنفسه وان يجامع غيره ويفارق غيره وان يفرده [الله] فتراه العيون ويخلق فينا رؤية له وادراكا له ، ولم يجز عليه اللون والطعم والرائحة والحياة والقدرة والعلم وقال لا يجوز ذلك الا للجسم واجاز عليه من الاعراض ما وصفنا (٣)

وكان «الجبّائى» (٤) يثبت الجزء الّذي لا يتجزّأ ويقول انه يلقى بنفسه ستة امثاله ويجيز عليه الحركة والسكون واللون والكون والمماسّة والطعم (٥) والرائحة اذا كان منفردا وينكر ان يحلّه طول او تأليف (٦) وهو منفرد او يحلّه علم او قدرة او حياة وهو منفرد (٧)

وكان «ابو الهذيل» ينكر ان يكون الجسم طويلا او عريضا او عميقا مؤتلفا ويقول انه يجتمع شيئان ليس كل واحد منهما طويلا فيكون طويلا واحدا

وقال (٨) «هشام الفوطى» (٩) باثبات الجزء الّذي لا يتجزّأ غير انه لم يجز عليه ان يماسّ او يباين او يرى واجاز على اركان الجسم ذلك والركن ستة اجزاء عنده والجسم من ستة اركان (١٠) وقد حكينا ذلك فيما تقدّم عند وصفنا اقاويل الناس فى الجسم

__________________

(١) ثمانية : فى الاصول ثمان

(٣) وصفناه ح

(٥) والطعم ح واللون والطعم د ق س

(٦) طول او تاليف : تاليف س

(٧) وهو منفرد : ساقطة من ح

(٩) القرطى د

(١٠) اركان : هنا يعود الخط الجديد فى ق مرة اخرى

(٢) (٢ ـ ٦) راجع ص ٣٠٣ : ٢ ـ ٦

(٤) (٧ ـ ١٠) راجع ص ٣١٢ : ٣ ـ ٧

(٨) (١٤ ـ ١٧) راجع ص ٣٠٤ : ١ ـ ٧

٣١٥

وحكى «النظّام» فى كتابه «الجزء» (١) ان زاعمين زعموا ان الجزء الّذي لا يتجزّأ شيء لا طول له ولا عرض ولا عمق وليس بذى جهات ولا مما يشغل الاماكن (٢) ولا مما يسكن ولا مما يتحرّك ولا يجوز عليه ان ينفرد ، وهذا القول يذهب إليه «عبّاد بن سليمان» ويقول ان الجزء لا يجوز عليه الحركة والسكون والكون (٣) والاشغال (٤) للاماكن وليس بذى جهات ولا يجوز عليه الانفراد ويقول معنى الجزء ان له نصفا وان النصف له نصف

وحكى «النظّام» ان قائلين قالوا ان الجزء له (٥) جهة (٦) واحدة وكنحو ما يظهر من الاشياء وهى الصفحة التى تلقاك منها

وحكى «النظّام» أيضا ان قائلين قالوا : الجزء له ستّ جهات هى اعراض فيه وهى غيره (٧) وهو لا يتجزّأ واعراضه غيره وعليه وقع العدد وهو لا يتجزّأ من جهاته الأعلى والاسفل واليمين والشمال والقدّام والخلف

وحكى ان آخرين قالوا ان الجزء قائم الا انه لا يقوم بنفسه ولا يقوم بشيء من (٨) الاشياء اقلّ من ثمانية اجزاء لا تتجزّأ ، فمن سأل عن جزء منها فانما يسأل عن افراده وهو لا ينفرد ولكنه يعلم والكلام على الثمانية وذلك ان الثمانية لها طول وعرض وعمق فالطول جزءان

__________________

(١) كتابه الجزء : كتابه س ح

(٢) يشغل الاماكن : يشتغل الاماكن س يشتغل بالاماكن ح

(٣) والكون : واللون س ح

(٤) والاشغال : والاشتغال س

(٥) الجزء له [ق] الجزء د س للجوهر ح

(٦) جهة : جرمه [ق]

(٧) وهى غيره : وفى غيره [ق]

(٨) بشيء من : شى من د شرف [ق]

٣١٦

والطول (١) الى الطول بسيط (٢) له طول وعرض والبسيط الى البسيط جهة (٣) لها طول وعرض وعمق

وحكى ان آخرين قالوا : تتجزّأ (٤) الاجزاء حتى تنتهى الى جزءين فاذا هئت (٥) لقطعهما افناهما القطع ، وان توهّمت واحدا (٦) منهما لم تجده فى وهمك ومتى فرقت بينهما بالوهم وغير ذلك لم تجد الا فناءهما ـ هذا آخر ما حكاه «النظّام»

وقال «صلح قبّة» (٧) باثبات الجزء الّذي لا يتجزّأ واحال ان يلقى الجزء ستة امثاله او مثليه ، وقال : يستحيل ان يلقى الجزء الواحد جزءين ، وجوّز ان يحلّه جميع الاعراض الا التركيب وحده

وجوّز «ابو الحسين الصالحى» (٨) على الجزء الّذي لا يتجزّأ الاعراض كلها وانه قد يحلّه المعنى الّذي اذا جامع غيره سمّى المعنى تركيبا ولكن لا نسمّيه تركيبا اتّباعا للّغة

وزعم (٩) «ضرار» و «حفص الفرد (١٠)» و «الحسين النجار» ان الاجزاء هى اللون والطعم والحرّ والبرد والخشونة واللين ، وهذه الاشياء المجتمعة هى الجسم وليس للاجزاء معنى غير هذه الاشياء وان قلّ ما يوجد من الاجزاء

__________________

(١) والطول : فالطول [ق]

(٢) بسيط : يبسط [ق]

(٣) جهة : جنه د ولعل الصواب جسم له (؟)

(٤) تتجزى : لا يتجزأ س ح

(٥) هئت : هبت د هبت س ح هيبت [ق]

(٦) واحدا : واحد س

(٧) قبة : فيه د [ق]

(١٠) الفرد : القرد س ح

(٨) (١٠ ـ ١٢) راجع ص ٣٠١

(٩) (١٣ ـ ١٤) راجع ص ٣٠٥ : ٥ ـ ٦ مقالات الاسلاميين ـ ٢١

٣١٧

عشرة اجزاء وهو اقلّ قليل الجسم ، وان هذه الاشياء متجاورة الطف (١) مجاورة (٢) وانكروا المداخلة

وقال «معمّر» ان الانسان جزء لا يتجزّأ واجاز (٣) ان يحلّ فيه العلم والقدرة والحياة والإرادة والكراهة ولم يجز ان يحلّ فيه المماسّة والمباينة والحركة والسكون واللون والطعم والرائحة

وقال «النظّام» : (٤) لا جزء الا وله جزء ولا بعض الا وله بعض ولا نصف الا وله نصف وان الجزء جائز (٥) تجزئته (٦) ابدا ولا غاية له من باب التجزّؤ (٧)

وقال بعض المتفلسفة ان الجزء يتجزّأ ولتجزّئه غاية فى الفعل فاما فى القوّة والامكان فليس لتجزّئه غاية

وشكّ شاكّون فقالوا : لا ندرى أيتجزّأ الجزء أم لا بتجزّؤ (٨)

وقال قائلون ممن اثبت الجزء الّذي لا يتجزّأ : للجزء (٩) طول فى نفسه بقدره ولو لا ذلك لم يجز ان يكون الجسم طويلا ابدا لأنه اذا جمع بين ما لا طول له وبين ما لا طول له لم (١٠) يحدث له طول ابدا

__________________

(١) الطف [ق] اللطف د س ح

(٢) مجاورة : متجاوزه س وهى ساقطة من ح

(٣) واجاز : واجازوا ح

(٥) جائز : كذا فى [ق] وهى محذوفة فى د س ح

(٦) تجزيته [ق] تجزيه د س ح ويحتمل ان يكون تجزؤه

(٧) التجزؤ : فى الاصول التجزى

(٨) لا يتجزأ : لا س

(٩) للجزء : له ح

(١٠) فلم [ق]

(٤) (٦ ـ ٨) راجع ص ٣٠٤ : ١٣ ـ ١٥

٣١٨

واختلفوا فى الجزء الواحد هل يجوز ان يحلّه حركتان م لا وهل يجوز ان يحلّه لونان وقوتان أم لا :

فقال قائلون : لا يجوز ان يحلّ الجزء الواحد حركتان ، وهذا قول «ابى الهذيل» واكثر من يثبت الجزء الّذي لا يتجزّأ

وقال قائلون : (١) الجزء الواحد قد (٢) يجوز ان يحلّه حركتان وذلك اذا دفع الحجر دافعان حلّ كل جزء منه حركتان معا ، والقائل بهذا القول هو «الجبّائى»

وقال «ابو الهذيل» انها حركة واحدة تنقسم على الفاعلين فهى (٣) حركة واحدة لاجزاء كثيرة فعلان متغايران ، وزعم ان الاعراض تنقسم بالمكان او بالزمان او بالفاعلين فزعم ان حركة الجسم تنقسم على عدد اجزائه (٤) وكذلك لونه فما حلّ هذا الجزء من الحركة غير ما حلّ الجزء الآخر ، وان الحركة تنقسم بالزمان (٥) فيكون ما وجد فى هذا الزمان غير ما يوجد فى الآخر ، وان الحركة تنقسم بالفاعلين فيكون فعل (٦) هذا الفاعل غير [فعل] الفاعل الآخر

وانكر «الجبّائى» وغيره من اهل النظر ان تكون الحركة الواحدة تنقسم او تتجزّأ او ان تتبعّض او ان يكون حركة او لون (٧) او [قوة]

__________________

(١) الجزء الواحد ... قائلون : ساقطة من د س ح

(٢) قد : وقد س ح

(٣) فهى د [ق] وهى س ح

(٤) اجزائه : اجزا [ق]

(٥) بالزمان : بالفاعلين ح

(٦) فعل : محذوفة فى ح

(٧) او لون او د او لونا او [ق] س ح

٣١٩

لاحد الاشياء وقال ان الجسم اذا تحرّك ففيه من الحركات بعدد اجزاء المتحرك فى كل جزء حركة ، وكذلك قوله فى اللون وفى سائر الاعراض

وقد انكر قوم ان يحلّ الجزء الواحد حركتان وطولان (١) (؟) وجوّزوا ان يحلّه لونان ، منهم «الاسكافى» وجوّز «الاسكافى» ان يحلّ الجزء الّذي لا يتجزّأ لونان وقوتان (٢) (؟) حتى جوّز ان يحلّ الجزء الّذي لا يتجزّأ لون السماء بكمالها

وقال قائلون : قد يجوز ان يحلّه لونان وقوّتان على ما يحتمل فاما لون السماء فلا يحتمله

وقال قائلون : محال ان يكون عرضان فى موضع واحد وهما فى الجسم على المجاورة ، وزعموا ان القوة والحركة عرضان فى موضع واحد (٣)

وقال قائلون : لا يجوز ان يحلّ الجزء الواحد حركتان ولا يجوز ان بحلّه لونان وكذلك قالوا فى سائر الاعراض ، ولا يجوز ان يحلّ الجزء الواحد الّذي لا يتجزّأ من جنس واحد عرضان

وقال قائلون : يجوز ان يحلّ الجزء الواحد قدرتان على مقدور واحد ، وانكر ذلك غيرهم

__________________

(١) وطولان : لعله وقوتان

(٢) وقوتان : لعلها زائدة

(٣) وهما ... واحد : ساقطة من د س ح

٣٢٠