غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٣

الحديث السابق بعينه (١).

الحديث الثالث عشر : أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالى (طه) قال : قال جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام : (طه) أي طهارة أهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من الرجس ثم قرأ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)» (٢).

الحديث الرابع عشر : قال : روى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال : «في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش : احدهما بيضاء ، والأخرى صفراء في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد ، فالبيضاء لمحمد وأهل بيته والصفراء لإبراهيم وأهل بيته» (٣).

الحديث الخامس عشر : ومن تفسير الثعلبي قال : أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني أخبرنا المعافي بن زكريا البغدادي أخبرنا محمد بن حرير حدثني المثنى حدثني أبو بكر بن يحيى بن ريّان العنزي حدّثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ وفي علي وفي حسن وحسين وفاطمة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)» (٤).

الحديث السادس عشر : الثعلبي قال : أخبرنا أبو عبد الله ابن فنجويه حدّثنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدّثنا عبد الله بن نمير حدّثنا عبد الملك يعني بن سليمان عن عبد الله بن أبي رياح حدثني من سمع أم سلمة ـ رض الله عنها : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : كان في بيتها فأتته فاطمة صلوات الله عليها ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها : «ادعي لي زوجك وابنيك» قالت فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو وهم على منام له على دكان تحته كساء خيبري قالت : وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت: فأخذ فضل الكساء فتغشّاهم به ثم اخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : «هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي اللهم فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت : فادخلت رأسي في البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ قال : «إنك إلى خير» (٥).

__________________

(١) صحيح مسلم : ٦ / ١٤٥.

(٢) تأويل الآيات : ١ / ٣٠٩ ح ١ عن الثعلبي.

(٣) تأويل الآيات : ١ / ١٤٦ ح ٤.

(٤) بحار الأنوار : ٣١ / ٢٢٢ ح ٣٠ عن الثعلبي.

(٥) بحار الأنوار : ٣١ / ٢٢٠ ح ٢٧ عن الثعلبي.

١٨١

الحديث السابع عشر : الثعلبي قال أخبرني الحسين بن محمد الثقفي حدّثنا عمر بن الخطاب حدّثنا عبد الله بن الفضل حدّثنا الحسن بن علي حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب حدثني ابن عم لي من بني الحرث بن تيم الله يقال له : (مجمع) قال : دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت : أرأيت خروجك يوم الجمل قالت : إنه كان قدرا من الله تعالى ، فسألتها عن علي فقالت : سألتني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقد جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يغدف عليهم ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت : قلت يا رسول الله أنا من أهلك؟ فقال: «تنحّي فإنّك على خير» (١).

الحديث الثامن عشر : الثعلبي قال : أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا ابن حبش المقري حدّثنا أبو ذرعة حدثني عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني أبو نديك حدثني ابن أبي ملائكة عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه قال : لما نظر رسول الله إلى الرحمة هابطة من السماء قال : «من يدعو» مرتين قالت زينب : أنا يا رسول الله فقال : «ادعي لي عليا وفاطمة والحسن والحسين» قال فجعل حسنا عن يمينه وحسينا عن شماله وعليا وفاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء خيبريا ثم قال : «اللهم إن لكلّ نبي أهلا وهؤلاء أهل بيتي» فأنزل الله عزوجل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقالت زينب : يا رسول الله ألا أدخل معكم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله» (٢).

الحديث التاسع عشر : الثعلبي قال : أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا عمر بن الخطاب حدّثنا عبد الله بن الفضل حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد بن عمار قال : دخلت على وأيلة بن الأصقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمه معهم فلما قاموا قال لي لم شتمت هذا الرجل قلت رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم فقال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة صلوات الله عليها اسألها عن علي فقالت : «توجه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» فجلست انتظر حتى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه علي وحسن وحسين اخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل وأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لفّ عليهم ثوبه أو قال : كساه ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي» (٣).

__________________

(١) الطرائف : ٣٠ عن الثعلبي.

(٢) بحار الأنوار : ٣١ / ٢٢٢ ح ٣٠ عن الثعلبي.

(٣) بحار الأنوار : ٣١ / ٢١٧ ح ٢٤ عن الثعلبي.

١٨٢

الحديث العشرون : الثعلبي أبو عبد الله حدّثنا أبو سعيد أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم السناني أبو عبد الرّحمن حدّثنا أبو نويب حدّثنا هشام بن يونس عن أبي إسحاق عن نفيع عن أبي داود وعن أبي الحمراء قال : اقمت بالمدينة تسعة اشهر كيوم واحد وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء كل غداة فيقوم على باب علي وفاطمة عليهما‌السلام فيقول : «الصلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)»(١).

الحديث الحادي والعشرون : الثعلبي قال : أخبرني أبو عبد الله حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد حدّثنا الحرث بن عبد الله الحارثي حدّثنا قيس ابن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربيعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «قسم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالى : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) ، فأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلثا فذلك قوله تعالى : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) فأنا من السابقين وأنا من خير السابقين ، ثم جعل إلا ثلاث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة ، فذلك قوله تعالى (شُعُوباً وَقَبائِلَ) فانا أتقى ولد آدم واكرمهم على الله ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا فذلك قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)» (٢).

الحديث الثاني والعشرون : الحميدي قال : الرابع والستون من المتفق عليه من الصحيحين عن البخاري ومسلم من مسند عائشة عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليّ فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أوليس لمصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة في مسند من الصحيحين غير هذا (٣).

الحديث الثالث والعشرون : ومن الجمع بين الصحاح الستة من موطأ مالك بن أنس الأصبحي وصحيح مسلم والبخاري وسنن أبي داود السجستاني وصحيح الترمذي والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي من جمع الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي من

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣١ / ٢٢٣ ح ٣٠ عن الثعلبي.

(٢) العمدة : ٤٢ / ٢٨ عن الثعلبي.

(٣) الجمع بين الصحيحين : ٤ / ٢٢٤ ح ٣٤٣٥.

١٨٣

صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : وعن أمّ سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن هذه الآية نزلت في بيتها (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟

فقال : «إنك إلى خير إنك من أزواج رسول الله» قالت : وفي البيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم‌السلام فجللهم بكساء وقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» (١).

الحديث الرابع والعشرون : في سنن أبي داود وموطا مالك عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمرّ بباب فاطمة إذ خرج إلى صلاة الفجر حين نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر يقول : «الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)»(٢).

الحديث الخامس والعشرون : ومن الجزء الثالث من الكتاب ـ اعني جمع رزين ـ أيضا في باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام من صحيح أبي داود وهو السنن بالإسناد المقدم عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي عليه‌السلام فادخله ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣).

الحديث السادس والعشرون : مسلم بن الحجاج في صحيحه قال : حدثني زهير بن حرب حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطيبا بماء يدعي خمّا بين مكّة والمدينة فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : «أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغّب فيه ـ ثم قال ـ : وأهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي».

فقال : حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل

__________________

(١) سنن ابي داود : ٢ / ٢٥٥ ح ٤٠٣٢ والعمدة : ٤٤ / ٣١ عن الجمع.

(٢) العمدة : ٤٥ / ٣٢ عن الجمع.

(٣) العمدة : ٤٥ / ٣٣ عن الجمع.

١٨٤

بيته من حرم الصدقة بعده (١).

الحديث السابع والعشرون : مسلم بن الحجاج أيضا في صحيحه قال : حدّثنا يزيد بن الريان حدّثنا حسان ـ يعني إبراهيم بن سعيد هو ابن مسروق ـ عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إني تارك فيكم الثقلين : احدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة» فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أهلها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة من بعده (٢).

الحديث الثامن والعشرون : موفق ابن أحمد صدر الأئمة عند المخالفين خطيب الخطباء في كتابه (فضائل امير المؤمنين عليه‌السلام) قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصفهاني أخبرنا بكير بن أحمد بن سهل الصوفي بمكة حدّثنا موسى ابن هارون قال : حدّثنا إبراهيم بن حبيب حدّثنا عبد الله بن سالم الملائي عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جاء إلى باب علي عليه‌السلام أربعين صباحا بعد ما دخل على فاطمة فيقول : «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)» (٣).

الحديث التاسع والعشرون : موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتابه هذا عن أبي سعيد الخدري أنه قال : لما نزل قوله : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) (٤) وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي باب فاطمة وعلي عليهم‌السلام تسعة أشهر في كل صلاة فيقول : الصلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٥).

الحديث الثلاثون : موفق بن أحمد هذا بالاسناد المتقدم عن أحمد بن الحسين عن البيهقي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي وأبو عبد الرّحمن السلمي قالوا : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدّثنا الحسن بن مكرم حدّثنا عثمان بن عمر حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطا بن يسار عن أم سلمة ـ رضي الله

__________________

(١) صحيح مسلم : ٧ / ١٢٣.

(٢) صحيح مسلم : ٧ / ١٢٣.

(٣) المناقب : ٦٠ / ٢٨.

(٤) طه : ١٣٢.

(٥) المناقب : ٦٠ / ٢٩.

١٨٥

عنها ـ قالت : في بيتي نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت : فارسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : «هؤلاء أهلي» فقلت : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ فقال : «بلى إن شاء الله» (١).

الحديث الحادي والثلاثون : إبراهيم بن محمد الحميويني اعيان علماء المخالفين في كتاب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين عليهم‌السلام) قال : حدثني الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمر عثمان بن الموفق بقراءتي عليه بأسفرايين أواخر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستمائة والمشايخ الأئمة فريد الدين داود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي وكمال الدين محمد بن عمر بن المظفر أبو المكارم المروزي ، وقدوة الحكماء محمد بن عثمان بن أبي بكر بن الحاحي الخورشاهي المتطيب الخوريدي إجازة بروايتهم عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء والمحققين سعد الحق والدين محمد بن المؤيد بن أبي بكر الحمويني رضي الله عنه وارضاه إجازة بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الحق والدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الصوفي الخيوقي المعروف بكبرى إجازة إن لم يكن سماعا قال : أنبأنا محمد بن عمر بن علي الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل السّعاني أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأنصاري بدمشق نبأنا أبو عبد الله أحمد بن عطار الروذباري حدثني علي بن محمد بن عبيد حدّثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي حدّثنا يحيى بن معين حدّثنا أبو عبيدة نبأنا طريف بن عيسى حدثني يوسف بن عبد الحميد قال : قال لي ثوبان مولى رسول الله : أجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين على فخذيه وفاطمة في حجره واعتنق عليا عليه‌السلام ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي» (٢).

الحديث الثاني والثلاثون : إبراهيم بن محمد الحمويني قال : أخبرنا الإمام المفتي جلال الدين أحمد بن محمد عبد الجبار البكراني الأبهري بقراءتي عليه بداره في السابع عشر من شوال سنة سبع وثمانين وستمائة قال : أخبرني الإمام والدي نجم الدين محمد بن محمد وأخبرني الإمام نجد الدين أبو الفضائل محمد بن عبد الله بن الحسن الخراطي الآملي مشافهة بمدينة آمل طبرستان سنة ست وستين وستمائة قال : أنبأنا والدي الإمام مظهر الدين أبو الفضائل عبد الله بن الحسن إجازة وأخبرني إمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرخي إجازة بهمدان في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة قالوا : أخبرنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن الحسين الطالقاني القزويني

__________________

(١) المناقب : ٦١ / ٣٠.

(٢) فرائد السمطين : ٢ / ١٤ / ب ٢ / ح ٣٦٠.

١٨٦

إجازة قال : أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي وأبو محمد محمد ابن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي قالا : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا ابن حبش المقري نبأنا أبو زرعة حدثني عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني ابن أبي فديك حدثني ابن أبي ملائكة عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال : لما نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرحمة هابطة من السماء قال : «من يدعو» مرتين ، قالت زينب : أنا يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لي : «ادعي إلي عليا وفاطمة والحسن والحسين» قال : فجعل حسنا عن يمناه وحسينا عن يسراه وعليا وفاطمة وجاهه ثم غشّاهم كساء خيبريا ثم قال : «اللهم إن لكل نبي أهل بيت وهؤلاء أهلي فأنزل الله عزوجل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)» فقالت زينب : يا رسول الله ألا داخل معك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله تعالى» (١).

الحديث الثالث والثلاثون : إبراهيم بن محمد الحمويني هذا أخبرني الإمامان ابن عمي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن علي بن المؤيد الحمويني والقاضي نصير الدين محمد بن علي البناكتي ثم الأسفرائيني إجازة بروايتهما عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء والمحققين سعد الحق والدين محمد بن المؤيد الحمويني رضي الله عنه قال : البناكتي قراءة عليه بأسفرايين قال : أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد السلام بمدينة رها قال أنبأنا أبي شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الحسن بن محمد بن حمويه قال أنبأنا الإمام الأجل قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري قال : أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري قال : أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال : أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة قال : نبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال : نبأنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال : نبأنا جعفر يعني ابن عون ويعلى عن أبي حيان التيمي عن يزيد بن حيان قال : سمعت زيد بن أرقم قال : قام فينا ذات يوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال : «أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول الله فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به فحث على كتاب الله عزوجل ورغّب فيه ثم قال : وأهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات» فقال له حصين : يا زيد من أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى إن نسائه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرّم الصدقة بعده قال : ومن هم؟

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ١٨ / ب ٣ / ح ٣٦٢.

١٨٧

قال آل علي وآل جعفر وآل العباس وآل عقيل فقال : كل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال : نعم.

قال : الشيخ أحمد البيهقي قلت قد بيّن زيد بن أرقم أن نسائه من أهل بيته واسم أهل البيت للنساء تحقيق وهو متناول الآل واسم لآل لكل من حرم الصدقة من أولاد هاشم وأولاد المطلب لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد» واعطاؤه الخمس الذي عوّضهم من الصدقة بني هاشم وبني عبد المطلب وقد يسمّي أزواجه آلّا بمعنى التشبيه فاراد تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر ولفظ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الوصية بهم عامة يتناول الآل والأزواج وقد أمرنا بالصلاة على جميعهم (١).

الحديث الرابع والثلاثون : الحمويني هذا : قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ ، نبأنا محمد بن يحيى بن منده نبأنا حميد بن سعد ، نبأنا حيّان الكرماني عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان قال : دخلنا على زيد بن أرقم فقال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إني تارك فيكم الثقلين : احدهما كتاب الله عزوجل من معه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة ثم أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي» ثلاث مرات قلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، أهل بيته عصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل (٢).

الحديث الخامس والثلاثون : الحمويني هذا باسانيد إلى الحافظ أبي بكر البيهقي قال : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صاحب كتاب النسب ببغداد قال : أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : حدثني علي بن جعفر بن محمد بن علي عليهم‌السلام قال : حدثني الحسين بن زيد بن علي عن عمّه عمر بن علي ابن الحسين عن أبيه عليهم‌السلام قال : خطب الحسن بن علي عليهما‌السلام حين قتل عليعليه‌السلام فقال : «لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون وما ترك على ظهر الأرض صفرا ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم قال «ألا يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا ابن النبي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير وانا ابن الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل عليه‌السلام ينزل فينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ٢٣٣ / ب ٤٦ / ح ٥١٣.

(٢) فرائد السمطين : ٢ / ٢٥٠ / ب ٤٨ / ح ٥٢٠.

١٨٨

الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ثم قرأ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت» (١).

الحديث السادس والثلاثون : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المعتزلة قال : قد بيّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عترته من هي لما قال : «أنا تارك فيكم الثقلين» فقال : «وعترتي أهل بيتي» وبيّن في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم الكساء وقال حين نزل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس» ثم قال ابن أبي الحديد : فإن قلت فمن هي العترة التي عناها أمير المؤمنين بهذا الكلام؟ قلت : نفسه وولديه.

والأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه تابعان له ونسبتهما إليه مع وجوده كنسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس المشرقة ، وقد نبّه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك بقوله : «وأبوكما خير منكما» قوله : «وهم أزمّة الحق» جمع زمام كأنه جعل الحق دائرا معهم حيث ما دارو ذاهبا معهم حيث ذهبوا كما أن الناقة طوع زمامها وقد نبّه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله على صدق هذه القضية بقوله : «وادر الحق معه حيث دار» قوله : «وألسنة الصدق من الألفاظ الشريفة القرآنية قال الله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)» لما كان لا يصدر عنهم حكم ولا قول إلا وهو موافق للحق والصواب جعلهم الله كأنهم ألسنة الصدق لا يصدر عنها قول كاذب أصلا ، بل هي كالمطبوعة على الصدق قوله : «فانزلوهم باحسن منازل القرآن» تحته سر عظيم وذاك أنه أمر المكلفين بأن يجروا العترة في إجلالها وإعظامها والانقياد لها والطاعة لأوامرها مجرى القرآن ثم قال ابن أبي الحديد : فإن قلت : فهذا القول منه صلى‌الله‌عليه‌وآله يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم في ذلك قلت : نصّ أبو محمد بن مويه قدس‌سره في كتاب (الكفاية) على أن عليا عليه‌السلام معصوم ، وأن لم يكن واجبا العصمة ولا العصمة شرط في الإمامة لكن أدلة النصوص قد دلت على عصمته والقطع على باطنه ومغيبه وإن ذلك أمر اختص هو عليه‌السلام به دون غيره من الصحابة والفرق ظاهر بين قولنا : زيد معصوم وبين قولنا : زيد واجب العصمة لأنه إمام ومن شرط الإمام أن يكوم معصوما ، فالاعتبار الأول مذهبنا والاعتبار الثاني مذهب الإمامية (٢).

الحديث السابع والثلاثون : المالكي في كتاب الفصول المهمة عن الواحدي في كتابه المسمّى ب (أسباب النزول) يرفعه بسنده إلى أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : كان النبي في بيتها يوما

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ١٢٠ / ب ٢٦ / ح ٤٢١.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٦ / ٣٧٥.

١٨٩

فأتته فاطمة ببرمة فيها عصيدة (١) فدخلت بها عليه فقال لها : «ادع لي زوجك وأبيك» فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا فجلسوا يأكلون والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس على دكة تحته كساء خيبري قالت : وأنا في الحجرة قريبا منهم فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الكساء فغشاهم به ثم قال : «اللهم أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت : فأدخلت رأسي [في] البيت وقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ قال : «إنك إلى خير» فأنزل الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢).

الحديث الثامن والثلاثون : المالكي أيضا قال : ذكر الترمذي في جامعه أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان وقت نزول هذه الآية إلى قرب ستة أشهر إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب فاطمة ثم يقول : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣).

الحديث التاسع والثلاثون : أبو المؤيد موفق بن أحمد العامي المتقدم في كتاب (فضائل علي) عليه‌السلام قال : انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة أخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز أخبرني أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز أخبرني هلال بن محمد بن جعفر حدّثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن موسى الجزاز من كتابه حدثني الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان حدثني أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال : قال أبي دفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ففتح الله تعالى على يده وأوفقه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال : له : «أنت مني وأنا منك» وقال له : «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل» ، وقال له : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» وقال له «أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت» ، وقال له «أنت العروة الوثقى» ، وقال له : «أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي» ، وقال له : «أنت إمام كلّ مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي» ، وقال له : «أنت الذي أنزل الله فيك (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (٤)» ، وقال له : «أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي» ، وقال له : «أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي» ، وقال له : «أنا عند الحوض وأنت

__________________

(١) العصيدة : دقيق يلت بالسمن ويطبخ.

(٢) أسباب النزول للواحدي : ٢٦٧ ط. مصر ، والفصول المهمة : ٢٤ ـ ١٥٢.

(٣) الفصول المهمة : ١٥٢ ـ ٥٢٤ ، وسنن الترمذي : ٥ / ٣١ ح ٣٢٥٩.

(٤) التوبة : ٣.

١٩٠

معي» ، وقال له : «أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي تدخلها أنت والحسن والحسين وفاطمة» وقال له : «إن الله تعالى أوحى إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه» وقال له : «اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلّا بعد موتى أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون» ثم بكى صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له : ممن بكاؤك يا رسول الله؟.

قال : «أخبرني جبرائيل عليه‌السلام أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده وأخبرني جبرائيل عليه‌السلام عن الله عزوجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الامة على محبتهم وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم ، وذلك حين تغيّر البلاد وتضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم» قال لنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله «اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي يظهر الله الحق بهم ، ويخمد الباطل باسيافهم ويتبعهم الناس راغبا إليهم وخائف منهم» قال : وسكن البكاء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : «معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يردّ وهو الحكيم الخبير ، وإن فتح الله قريب ، اللهمّ إنهم أهلي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهمّ اكلاهم وارعهم وكن لهم وانصرهم واعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير» (١).

الحديث الأربعون : موفق بن أحمد هذا قال : أخبرني سيد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلى من همدان أخبرني أبو علي قال : أخبرني أبو نعيم أخبرني علي بن أحمد المصيصي حدّثنا أحمد بن خليد الحلبي أخبرني أبي توبة الربيع بن نافع حدثني يزيد بن ربيعة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي الأزهر عن واثلة بن الأسقع قال : لما جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام تحت ثوبه قال : «اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم ، اللهمّ إنهم منّي وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم» قال واثلة : كنت واقفا بالباب فقلت وعليّ يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال : «اللهم وعلى واثلة» (٢).

الحديث الحادي والأربعون : ومن كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) (٣) حدث عبد الكريم بن روح عن عباد بن صهيب عن سعد بن أويس بن يحيى عن شريك بن عبد الله قال : رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات يوم وهو قائم وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جلوس وهو يقول لهم :

__________________

(١) المناقب : ٦١ / ٣١.

(٢) المناقب : ٦٣ / ح ٣٢.

(٣) للسيد الرضي ينقل عنه في مدينة المعاجز كثيرا.

١٩١

«أنشدكم الذي لا أعظم منه أفيكم أخ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيري»؟ قالوا : لا ، قال : «أنشدكم الله أفيكم من آمن بالله ورسوله قبلي؟» فقالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله أفيكم أحد صلّى القبلتين وبايع البيعتين قبلي» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله أفيكم من له عمّ كعمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيّد الشهداء وغسيل الملائكة» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله أفيكم أحد له زوجة تشبه زوجتي سليلة المصطفى ونبعة العلى ومريم الكبرى وفاطمة الزهراء وسيّدة نساء العالمين؟» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله أفيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن والحسين سيد شباب أهل الجنة؟» فقالوا : لا ، فقال : «أنشدكم الله أفيكم أحد أقرب من محمد رسول الله غيري؟» قالوا : لا قال : «فأنشدكم الله هل فيكم أحد غسله غيري؟» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله هل فيكم أحد غمض عيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيري؟» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله فيكم أحد فدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه ونام على فراشه وبذل مهجته دونه غيري؟» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله أفيكم أحد كان إذا قاتل كان جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله غيري؟» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله هل فيكم أحد أمر الله بمودته حيث قال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) غيري؟» قالوا : لا.

قال : «فأنشدكم ألا هل فيكم من طهره الله تعالى في كتابه حيث قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) غيري وأهل بيتي؟» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله هل فيكم أحد أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده يوم غدير خم وقال : من كنت مولاه فعلى مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه غيري؟» قالوا : لا ، قال : «فأنشدكم الله هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم : سهم القرابة وسهم الخاصة وسهم الهجرة غيري؟».

قالوا : لا.

قال : «فأنشدكم الله هل فيكم من أمر الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتح بابه حيث سدّت الأبواب غيري ، حتى قام عمي وقال : يا رسول الله أمرت بسد أبوابنا وفتحت باب علي؟ فقال : والله ما أسكنت عليا بل الله أسكنه وأخرجكم».

فقالوا : صدقت ، فقال : «اللهم اشهد وكفى بالله شهيدا» (١).

__________________

(١) لم نجده في المصادر ، نعم في البحار ما يقرب منه : ٣١ / ٣٦٢ ح ١٧ ، والروضة في المعجزات : ١٣٧.

١٩٢

الباب الثاني

في قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١)

نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي والحسن والحسين وبنيه التسعة والأئمة عليهم‌السلام

من طريق الخاصة وفيه أربعة وثلاثون حديثا

الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) يعني الأئمة عليهم‌السلام وولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

الحديث الثاني : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن ابن مسكان عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فقال «نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين» فقلت له : إن الناس يقولون فما له لم يسم عليّا وأهل بيته في كتاب الله عزوجل؟ فقال : «قولوا لهم : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا سبعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسّر ذلك لهم ونزلت (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) نزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عزوجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك وقال : لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، وقال : إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يبين من أهل بيته لادّعاها آل فلان وآل فلان ولكن الله عزوجل أنزله في كتابه تصديقا لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فكان

__________________

(١) الاحزاب : ٣٣.

(٢) الكافي : ١ / ٤٢٣ ح ٥٤.

١٩٣

علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام فادخلهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت : أم سلمة ألست من أهلك؟ فقال : إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ، فلما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واقامته للناس وأخذ بيده فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا أحد من ولده اذا لقال الحسن والحسين : إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلغ فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما بلغ فيك واذهب عنا الرجس كما اذهبه عنك ، فلما مضى علي عليه‌السلام كان الحسن أولى بها لكبره فلما تولى لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عزوجل يقول : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه‌السلام : أمر الله تبارك وتعالى بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلغ فيّ رسول الله كما بلغ فيك وفي أبيك واذهب الله عنّي الرجس كما اذهب عنك وعن أبيك ، فلما صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدّعى على أخيه وعلى أبيه ، ولو أراد أن يصرفا الأمر عنه ، ولم يكن ليفعلا ثم صارت حين افضت إلى الحسين عليه‌السلام فجرى تأويل هذه الآية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ، ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ، ثم صارت من بعد علي ابن الحسين إلى محمد بن علي، وقال : (الرِّجْسَ) هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا» (١).

الحديث الثالث : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر وعمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثل ذلك (٢).

الحديث الرابع : محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «الرجس هو الشك ولا نشك في ديننا أبدا» (٣).

الحديث الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قالا : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدّثنا النضر بن

__________________

(١) الكافي : ١ / ٢٨٧ ح ١.

(٢) الكافي : ١ / ٢٨٨ ذيل ح ١.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٠٦ / ١٣.

١٩٤

شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : «الرجس هو الشك» (١).

الحديث السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال : حدّثنا هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسر من رأى قال : حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن علي عليه‌السلام قال : دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت أم سلمة وقد نزلت عليه هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقال ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي هذه الآية فيك وفي سبطيّ والأئمة من ولدك فقلت : يا رسول الله وكم الأئمة بعدك؟ قال : أنت يا علي ثم الحسن والحسين وبعد الحسين علي ابنه وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد جعفر ابنه وبعد جعفر موسى ابنه موسى علي ابنه وبعد وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه والحجة من ولد الحسن هكذا اسماؤهم مكتوبة على ساق العرش فسألت الله تعالى عن ذلك فقال : يا محمد هذه الأئمة مطهرون معصومون وأعداؤهم ملعونون».

الحديث السابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قال : حدثني سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشّاب عن علي بن حسان الواسطي عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما عنى الله عزوجل بقوله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟ قال : «نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام فلما قبض الله عزوجل نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمير المؤمنين ثم الحسن والحسين ، ثم وقع تأويل هذه الآية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وكان علي بن الحسين عليه‌السلام إماما ثم جرت في الأئمة من ولد الأوصياء عليهم‌السلام فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزوجل» (٢).

الحديث الثامن : ابن بابويه عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قالا : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت عن الرضا عليه‌السلام في حديث المأمون والعلماء وسؤالهم الرضا في الفرق بين آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأمة فكان في الحديث قال عليه‌السلام : «فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم» فقال المأمون : من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليه‌السلام «الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال جل وعز: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، وهم الذين قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني

__________________

(١) معاني الأخبار : ١٣٨ / ح ١.

(٢) علل الشرائع : ١ / ٢٠٥ / ح ٢ / ب ١٥٦.

١٩٥

فيهما يا أيها الناس لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم».

وفي الحديث قالت العلماء فأخبرنا هل فسّر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا وموطنا فأول ذلك قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود ، وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله بذلك الآل فذكره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه واحدة ، والآية الثانية في الاصطفاء قول الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهذا الفضل الذي لا يجهله احد معاندا أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر» وهذه الثانية وساق الحديث بذكر الاثني عشر (١).

الحديث التاسع : ابن بابويه قال : حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن أبي الجارود وهشام أبي ساسان وأبي طارق السرّاج عن عامر بن واثلة قال : كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا عليه‌السلام وهو يقول : «استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالأمر وأولى به منه ، واستخلف أبو بكر عمر وأنا والله أحق بالأمر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضلا ولو شاء لا احتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك».

ثم ذكر عليه‌السلام ما احتج به على أهل الشورى فقال في ذلك : «نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كساء خيبريا فضمّني فيه وفاطمة والحسن والحسين ثم قال : يا رب إن هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالوا : اللهم لا (٢).

الحديث العاشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال : حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال : حدثني أحمد بن التغلبي قال : حدثني محمد بن عبد الحميد قال : حدثني حفص بن منصور العطّار قال : حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليه‌السلام قال : لما كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه انقباضا فكبر ذلك على أبي بكر فاحب لقاءه واستخراج ما عنده والمعذرة لما

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٦١٦ / مجلس ٧٩ / ح ١.

(٢) الخصال : ٥٥٣ / ح ٣١.

١٩٦

اجتمع الناس عليه وتقليدهم إياه أمر الأمة وقلّة رغبته في ذلك وزهده فيه أتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة وقال له : والله يا أبا الحسن ما كان هذا الأمر مواطاة منّي ولا رغبة فيما وقعت فيه ولا حرصا عليه ولا ثقة بنفسي فيما يحتاج إليه الامة لا قوة إلى بمال ولا كثرة العشيرة ولا ابتزاز له دون غيري فما لك أن تضمر لي ما لا استحق منك وتظهر لي الكراهة فيما صرت إليه وتنظر إلي بعين السأمة مني قال : فقال له علي عليه‌السلام : «فاحملك عليه إذا لم ترغب فيه ، ولا حرصت عليه ولا وثقت بنفسك في القيام به وبما يحتاج منك فيه» فقال أبو بكر بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «إن الله لا يجمع أمتي على ضلال» ولما رأيت اجتماعهم اتبعت حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحلت أن يكون اجتماعهم على خلاف الهدى وأعطيتهم قود الإجابة ولو علمت أن أحدا يختلف لامتنعت قال : فقال علي عليه‌السلام : «إما قولك ما ذكرت من حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تجتمع أمتي على ضلال أفكنت من الأمة أو لم اكن»؟ قال : بلى وكذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان وعمار وأبي ذر والمقداد وابن عبادة ومن معه من الأنصار قال : كل من الامة فقال علي عليه‌السلام : «فكيف تحتج بحديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك وليس في الأمة فيهم طعن ولا في صحبة الرسول ونصيحته منهم تقصير» قال : ما علمت بتخلفهم إلّا من بعد إبرام الأمر وخفت إن دفعت عني الأمر أن يتفاقم إلى أن يرجع الناس مرتدين عن الدين وكان ممارستهم إلي أن اجبتهم اهون مئونة على الدين وابقى له من ضرب الناس بعضه بعضهم فيرجعون كفارا وعلمت أنك لست بدوني في الابقاء عليهم وعلى أديانهم قال علي عليه‌السلام : «اجل ولكن أخبرني عن الذي يستحق الأمر بما يستحقه؟» فقال أبو بكر : بالنصيحة والوفاء ورفع المداهنة والمحاباة وحسن السيرة واظهار العدل والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب مع الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها وانصاف المظلوم من الظالم القريب والبعيد ثم سكت فقال علي عليه‌السلام : «انشدتك الله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟» قال : بل فيك مما جاء فيه عن الله سبحانه وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي كل ذلك يعترف له أبو بكر بذلك إلى أن قال علي عليه‌السلام فيما احتج به عليه : «فانشدتك الله إليّ ولأهل بيتي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك؟» قال : بل لك ولأهل بيتك ، قال : «فانشدتك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله وأهلي وولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار أم أنت؟» قال بل : أنت وأهلك وولدك.

وذكر له علي عليه‌السلام سبعين منقبة ثم ذكر في الحديث بعد السبعين المنقبة فلم يزل عليه‌السلام يعدّ مناقبه التي جعلها الله عزوجل له دونه ودون غير فقال له أبو بكر : بهذا وشبهه يستحق القيام بأمور أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له علي عليه‌السلام : «فما الذي غرك عن الله وعن رسوله وعن دينه وأنت خلو مما يحتاج

١٩٧

إليه أهل دينه» قال : فبكى أبو بكر وقال : صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي هذا فأدبّر ما أنا فيه وما سمعت منك قال : فقال له علي عليه‌السلام : «لك ذلك يا أبا بكر» فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه ولم يأذن لأحد إلى الليل وعمر يتردّد في الناس لما بلغه خلوته بعلي عليه‌السلام فبات في ليلته فرأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه متمثلا له في مجلسه فقام إليه أبو بكر ليسلم عليه فولّى وجهه فقال أبو بكر : يا رسول الله هل أمرت بأمر فلم أفعل فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أردّ السلام عليك وقد عاديت الله ورسوله وعاديت من ولاه الله ورسوله رد الحق إلى أهله» قال : فقلت من أهله؟ قال: «من عاتبك عليه وهو علي» قال فقد رددت عليه يا رسول الله بامرك قال : فاصبح وبكى وقال لعلي عليه‌السلام أبسط يدك فبايعه وسلم إليه الأمر وقال له : أخرج إلى مسجد رسول الله فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي وما جرى بيني وبينك فأخرج نفسي من هذا الأمر وأسلم عليك بالإمرة قال فقال له علي عليه‌السلام : «نعم» فخرج من عنده متغيرا لونه فصادفه عمر وهو في طلبه فقال له : ما حالك يا خليفة رسول الله؟ فأخبره بما كان منه وما رأى وما جرى بينه وبين علي عليه‌السلام فقال له عمر : انشدك بالله خليفة رسول الله أن تغترّ بسحر بني هاشم فليس بأول سحر منهم ، فما زال به حتى ردّه عن رأيه وصرفه عن عزمه ورغّبه فيما هو فيه وأمره بالثبات عليه والقيام به؟! قال : فأتى علي عليه‌السلام المسجد للميعاد فلم ير فيه أحد فأحس بالشر منهم فقعد إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمرّ به عمر فقال له : يا علي دون ما ترومه خرط القتاد فعلم بالأمر وقام ورجع إلى بيته (١).

الحديث الحادي عشر : ابن بابويه بالإسناد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحارث عن محمد بن الحنفية وعمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي عليه‌السلام في حديث طويل قال عليه‌السلام : «وقد قبض محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن ولاية الامة في يده وفي بيته لأفي يد الاولى تناولوها ولا في بيوتهم ولأهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أولى بالأمر من بعده من غيرهم في جميع الخصال» ثم التفت عليه‌السلام إلى أصحابه فقال : «ا ليس كذلك؟» قالوا : بلى يا أمير المؤمنين (٢).

الحديث الثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن موسى الدقّاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي ابن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا سليمان بن حكيم عن ثور بن يزيد

__________________

(١) الخصال : ٥٤٨ / ح ٣٠.

(٢) الخصال : ٣٧٤ / ح ٥٨ / ب ٧.

١٩٨

عن مكحول قال : قال أمير المؤمنين أبي علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا قد شركته فيها وفضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم» قلت : يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن فذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام المناقب إلى أن قال عليه‌السلام : «وأمّا السبعون فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نام ونومني وزوجني فاطمة وابني الحسن والحسين والقى علينا عباءة قطوانية فأنزل الله تبارك وتعالى فينا (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وقال جبرائيل : أنا منكم يا محمد فكان سادسنا جبرائيلعليه‌السلام» (١).

الحديث الثالث عشر : علي بن ابراهيم قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث فدك قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لأبي بكر : «يا أبا بكر تقرأ الكتاب؟» قال : نعم ، قال : «فأخبرني عن قول الله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فيمن نزلت فينا أم في غيرنا؟» قال : بل فيكم (٢).

الحديث الرابع عشر : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن علي بن بزيع عن إسماعيل بن يسار الهاشمي عن قنبر بن محمد الأعشى عن هاشم بن البريد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت أم سلمة فأتى بحريرة فدعا عليا عليه‌السلام وفاطمة والحسن والحسينعليه‌السلام فأكلوا منها ثم جلل عليهم كساء خيبريا ثم قال : «(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقالت : أمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ قال : «أنت إلى خير» (٣).

الحديث الخامس عشر : محمد بن العباس هذا قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عمارة قال : حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن الله عزوجل فضلنا أهل البيت وكيف لا يكون كذلك والله عزوجل يقول : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقد طهّرنا الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن فنحن على منهاج الحق» (٤).

الحديث السادس عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمد عن علي بن جعفر بن محمد عن الحسين بن يزيد عن عمر بن علي قال : خطب الحسن بن علي عليهما‌السلام الناس حين قتل علي عليه‌السلام فقال : «قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون

__________________

(١) الخصال : ٥٧٢ / ح ١.

(٢) تفسير القمي : ٢ / ١٥٦.

(٣) بحار الانوار : ٢٥ / ٢١٣ ح ٣.

(٤) بحار الأنوار : ٢٥ / ٢١٤ ح ٤.

١٩٩

بعلم ولا يدركه الآخرون ما ترك على ظهر الأرض صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ـ ثم قال ـ أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير ، أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرائيل ويصعد ، وأنا من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» (١).

الحديث السابع عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا مظفر بن يونس بن مبارك عن عبد الأعلى ابن حماد عن محمود بن إبراهيم عن عبد الجبار عن العباس عن عمار الذهبي عن عمرة بنت افعى عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ، وفي البيت سبعة جبرائيل وميكائيل ورسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام قالت : وكنت على الباب فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال : «إنك إلى خير ، إنك من ازواج النبي» وما قال : إنك من أهل البيت(٢).

الحديث الثامن عشر : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ـ يعني المفيد ـ قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر قدس‌سره قال : حدثني أحمد بن عيسى بن أبي موسى بالكوفة قال : حدّثنا عبدوس بن محمد الحضرمي قال : حدّثنا محمد بن فرات عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي عليه‌السلام قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتينا كل غداة فيقول الصلاة رحمكم الله الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)» (٣).

ورواه : الشيخ المفيد في أماليه قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر وساق الحديث بباقي السند والمتن (٤).

الحديث التاسع عشر : الشيخ في أماليه عن أبي عمر قال : أخبرنا أحمد بن محمد قال : حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن بن محمد الأزدي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد النور بن عبد الله بن شيبان قال : حدّثنا سليمان بن قرم قال : حدثني أبو الجحاف وسالم بن أبي حفصة عن نفيع أبي داود عن أبي الحمراء قال : «شهدت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين صباحا يجيء إلى باب علي وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول : «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)» (٥).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٢٥ / ٢١٤ ح ٥.

(٢) بحار الانوار : ٢٥ / ٢١٤ ح ٦.

(٣) أمالي الطوس : ٨٩ / ح ١٣٨.

(٤) أمالي المفيد : ٣١٨ / ح ٤.

(٥) أمالي الطوسي : ٢٥١ / المجلس ٩ / ح ٣٩.

٢٠٠