نهاية المرام في علم الكلام - المقدمة

نهاية المرام في علم الكلام - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٢
الصفحات: ٦٤٦

حضور بديهية وقوّة حججه.

إنّ الرجل كان في بداية أمره من تلاميذ أبي شاكر الديصاني ، صاحب النزعة الإلحادية في الإسلام ، ثم تبع الجهم بن صفوان ، الجبري المتطرّف المقتول بترمذ ، عام ١٢٨ ه‍ ، ثمّ لحق بالإمام الصادق عليه‌السلام ودان بمذهب الإمامية ، وما تنقل منه من الآراء التي لا توافق أصول الإمامية ، فإنّما هي راجعة إلى العصرين اللّذين كان فيهما على النزعة الإلحادية أو الجهمية ، وأمّا بعد ما لحق بالإمام الصادق عليه‌السلام ، فقد انطبعت عقليّته بمعارف أهل البيت إلى حدّ كبير ، حتى صار أحد المناضلين عن عقائد الشيعة الإمامية (١).

٤. قيس بن الماصر :

أحد أعلام المتكلّمين ، تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، روى الكليني أنّه أتى شامي إلى أبي عبد الله الصادق ليناظر أصحابه ، فقال عليه‌السلام ليونس بن يعقوب : انظر من ترى بالباب من المتكلّمين ... إلى أن قال يونس : فأدخلت زرارة بن أعين وكان يحسن الكلام ، وأدخلت الأحول وكان يحسن الكلام ، وأدخلت هشام بن الحكم وهو يحسن الكلام ، وأدخلت قيس بن الماصر ، وكان عندي أحسنهم كلاما وقد تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليهما‌السلام (٢).

٥. عيسى بن روضة حاجب المنصور :

كان متكلّما ، جيّد الكلام ، وله كتاب في الإمامة وقد وصفه أحمد بن أبي طاهر

__________________

(١) إنّ للعلامة الحجة الشيخ عبد الله نعمة كتابا في حياة هشام بن الحكم ، فقد أغرق نزعا في التحقيق وأغنانا عن كل بحث وتنقيب.

(٢) الكليني : الكافي : ١ / ١٧١.

٤١

في كتاب بغداد ، وذكر أنّه رأى الكتاب وقال بعض أصحابنا رحمهم‌الله : إنّه رأى هذا الكتاب ، وقرأت في بعض الكتب : أنّ المنصور لما كان بالحيرة ، تسمّع على عيسى بن روضة ، وكان مولاه وهو يتكلّم في الإمامة ، فأعجب به واستجاد كلامه (١) وبما أنّ المنصور توفي عام ١٥٨ ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني.

٦. الضحّاك ، أبو مالك الحضرمي :

كوفيّ ، عربيّ ، أدرك أبا عبد الله عليه‌السلام ، وقال قوم من أصحابنا : روى عنه ، وقال آخرون : لم يرو عنه ، روى عن أبي الحسن ، وكان متكلّما ، ثقة ثقة في الحديث ، وله كتاب في التوحيد رواه عنه علي بن الحسين الطاطري (٢) ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني ، وقال ابن النديم : من متكلّمي الشيعة ، وله مع أبي عليّ الجبائي مجلس في الإمامة وتثبيتها بحضرة أبي محمّد القاسم بن محمّد الكرخي ، وله من الكتب : كتاب الإمامة ، نقض الإمامة على أبي عليّ ولم يتمّه (٣).

٧. علي بن الحسن بن محمّد الطائي :

المعروف ب «الطاطري» كان فقيها ، ثقة في حديثه ، له كتب ، منها : التوحيد ، الإمامة ، الفطرة ، المعرفة ، الولاية (٤) وغيرها. وعدّه ابن النديم من متكلّمي الإمامية وقال : «ومن القدماء : الطاطري وكان شيعيّا واسمه ... وتنقّل في التشيّع وله من الكتب كتاب الإمامة حسن (٥) وبما أنّه من أصحاب الإمام الكاظم فهو من متكلّمي القرن الثاني.

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ٢ / ١٤٥ برقم ٧٩٤.

(٢) النجاشي : الرجال : ١ / ٤٥١ برقم ٥٤٤.

(٣) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٦.

(٤) النجاشي : الرجال : ٢ / ٧٧ برقم ٦٦٥.

(٥) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٦.

٤٢

٨. الحسن بن عليّ بن يقطين بن موسى :

مولى بني هاشم ، وقيل مولى بني أسد ، كان فقيها متكلّما روى عن أبي الحسن والرضا عليهما‌السلام ، وله كتاب مسائل أبي الحسن موسى عليه‌السلام (١) وبما أنّ أبا الحسن الأوّل توفي عام ١٨٣ ، والثاني توفي عام ٢٠٣ ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني وأوائل القرن الثالث ؛ وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (٢) وهو الذي سأل الإمام الرضا عليه‌السلام بأنّه لا يقدر على لقائه في كل وقت فعمّن يأخذ معالم دينه؟ فأجاب الإمام عليه‌السلام : «خذ عن يونس بن عبد الرحمن» (٣).

٩. حديد بن حكيم :

أبو علي الأزدي المدائني ، ثقة ، وجه ، متكلّم ، روى عن أبي عبد الله ، وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب يرويه محمد بن خالد (٤).

وبما أنّه من تلاميذ الصادق والكاظم عليهما‌السلام فالرجل من متكلّمي الشيعة في القرن الثاني.

١٠. فضال بن الحسن بن فضال :

وهو من متكلّمي عصر الصادق عليه‌السلام ، وذكر الطبرسي في احتجاجه مناظرته مع أبي حنيفة ، فلاحظ (٥).

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ١ / ١٤٨ برقم ٩.

(٢) الشيخ الطوسي : الرجال : برقم ٧.

(٣) النجاشي : ٢ / ٤٢١ برقم ١٢٠٩.

(٤) النجاشي : الرجال : ١ / ٣٧٧ برقم ٣٨٣ ، وذكره الخطيب في تاريخه : ج ٨ برقم ٤٣٧٧.

(٥) التستري : قاموس الرجال : ٤ / ٣١٣.

٤٣

وما ذكرناه نماذج من مشاهير المتكلّمين في عصر الصادقين والكاظم عليهم‌السلام ، وهناك من لم نذكرهم ولهم مناظرات واحتجاجات احتلفت بها الكتب التاريخية والكلامية ، كحمران بن أعين الشيباني ، وهشام بن سالم الجواليقي ، والسيّد الحميري ، والكميت الأسدي (١).

متكلّمو الشيعة في القرن الثالث :

١. الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الأزدي النيشابوري :

كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل الرضا عليهما‌السلام ، وكان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء ، والمتكلّمين ، وله جلالة في هذه الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه ، وذكر الكنجي أنّه صنّف مائة وثمانين كتابا.

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الهادي والعسكري عليهما‌السلام ، وقد توفي عام ٢٦٠ ه‍ ، فهو من متكلّمي القرن الثالث ، وقد ذكر النجاشي فهرس كتبه نقتبس منه ما يلي :

النقض على الاسكافي في تقوية الجسم ، الوعيد ، الردّ على أهل التعطيل ، الاستطاعة ، مسائل في العلم ، الاعراض والجواهر ، العلل ، الإيمان ، الردّ على الثنوية ، إثبات الرجعة ، الردّ على الغالية المحمدية ، تبيان أصل الضلالة ، الردّ على محمد بن كرام ، التوحيد في كتاب الله ، الردّ على أحمد بن الحسين ، الردّ على الأصم ، كتاب في الوعد والوعيد آخر ، الردّ على بيان ايمان ابن رباب (الخارجي) ، الردّ على الفلاسفة ، محنة الإسلام ، أربع مسائل في الإمامة ، الردّ على المنّانية ، الردّ على المرجئة ، الردّ على القرامطة ، الردّ على البائسة ، اللطيف ، القائم عليه‌السلام ، كتاب الإمامة

__________________

(١) لاحظ أعيان الشيعة : ١ / ١٣٤ ـ ١٣٥.

٤٤

الكبير ، كتاب حذوا النعل بالنعل ، فضل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، معرفة الهدى والضلالة ، التعرّي والحاصل ، الخصال في الإمامة ، المعيار والموازنة ، الردّ على الحشوية ، الردّ على الحسن البصري في التفضيل ، النسبة بين الجبرية والبترية (١).

٢. حكم بن هشام بن الحكم :

أبو محمّد ، مولى كندة ، سكن البصرة ، وكان مشهورا بالكلام ، كلّم الناس ، وحكي عنه مجالس كثيرة ، ذكر بعض أصحابنا أنّه رأى له كتابا في الإمامة (٢) ، وقد توفّي والده ٢٠٠ أو ١٩٩ ، فهو من متكلّمي أواخر القرن الثاني ، وأوائل القرن الثالث.

٣. داود بن أسد بن أعفر :

أبو الأحوص البصري (رحمه‌الله) شيخ جليل ، فقيه متكلّم ، من أصحاب الحديث ، ثقة ثقة ، وأبوه من شيوخ أصحاب الحديث الثقات ، له كتب منها كتاب في الإمامة على سائر من خالفه من الأمم ، والآخر مجرّد الدلائل والبراهين ، وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست في باب الكنى وقال : إنّه من جملة متكلّمي الإمامية ، لقيه الحسن بن موسى النوبختي ، وأخذ عنه ، واجتمع معه في الحائر على ساكنه السلام ، وكان ورد للزيارة فبما أنّه من مشايخ الحسن بن موسى النوبختي المعاصر للجبائي (ت ٣٠٣) فهو من متكلّمي القرن الثالث (٣).

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ٢ / ١٦٨ برقم ٨٣٨ ، والطوسي : الرجال : برقم ١ و ٢ في أصحاب الهادي والعسكري ، والكشي : الرجال : برقم ٤١٦.

(٢) النجاشي : الرجال : ٢ / ٣٢٨ برقم ٣٤٩.

(٣) النجاشي : الرجال : ١ / ٣٦٤ ، وفهرست الشيخ : ٢٢١.

٤٥

٤. محمّد بن عبد الله بن مملك الاصبهاني :

أصله من جرجان ، وسكن اصبهان ، جليل في أصحابنا ، عظيم القدر والمنزلة كان معتزليا ورجع على يد عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه (رحمه‌الله) ، له كتب منها : كتاب الجامع في سائر أبواب الكلام كبير ، وكتاب المسائل والجوابات في الإمامة ، كتاب مواليد الأئمّة عليهم‌السلام ، كتاب مجالسه مع أبي علي الجبائي (٢٣٥ ـ ٣٠٣ ه‍) (١).

٥. ثبيت بن محمّد ، أبو محمّد العسكري :

صاحب أبي عيسى الوراق (محمّد بن هارون) متكلّم حاذق ، من أصحابنا العسكريين ، وكان أيضا له اطّلاع بالحديث والرواية ، والفقه ، له كتب :

١. كتاب توليدات بني أميّة في الحديث ، وذكر الأحاديث الموضوعة.

٢. الكتاب الذي يعزى إلى أبي عيسى الوراق في نقض العثمانية له.

٣. كتاب الأسفار.

٤. دلائل الأئمّة عليهم‌السلام (٢).

وبما أنّه من أصحاب أبي عيسى الوراق ، وقد توفّي هو في ٢٤٧ ، فالرجل من متكلّمي القرن الثالث.

٦. إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن هلال المخزومي :

أبو محمّد ، أحد أصحابنا ، ثقة فيما يرويه ، قدم العراق ، وسمع أصحابنا منه ،

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ٢ / ٢٩٧ برقم ١٠٣٤.

(٢) النجاشي : الرجال : ١ / ٢٩٣ برقم ٢٩٨ ، وثبيت على وزان زبير.

٤٦

مثل أيوب بن نوح ، والحسن بن معاوية ، ومحمّد بن الحسين ، وعلي بن حسن بن فضال ، له كتاب التوحيد ، كتاب المعرفة ، كتاب الإمامة.

وبما أنّ الراوي عنه كعليّ بن حسن بن فضال من أصحاب الهادي والعسكري عليهما‌السلام ، وقد توفي الإمام العسكري عام ٢٦٠ ، فهو في رتبة حسن بن علي بن فضال ، الذي هو من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام فيكون من متكلّمي القرن الثالث (١).

٧. محمّد بن هارون :

أبو عيسى الورّاق : له كتاب الإمامة ، وكتاب السقيفة ، وكتاب الحكم على سورة لم يكن ، وكتاب اختلاف الشيعة والمقالات. وقال ابن حجر : له تصانيف على مذهب المعتزلة. وقال المسعودي : له مصنّفات حسان في الإمامة وغيرها وكانت وفاته سنة ٢٤٧(٢).

٨. إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني ، مولى آل طلحة بن عبيد الله :

أبو إسحاق ، وكان وجه أصحابنا البصريّين في الفقه والكلام والأدب والشعر ، والجاحظ يحكي عنه ، وقال الجاحظ (في البيان والتبيين) : حدّثني إبراهيم ابن داحة عن محمد بن أبي عمير (٣).

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ١ / ١٢٠ برقم ٦٦.

(٢) النجاشي : الرجال : ٢ / ٢٨٠ برقم ١٠١٧ ، ابن حجر : لسان الميزان : ج ٥ برقم ١٣٦٠ ، المحقق الداماد : الرواشح السماوية : ٥٥ ومرّ ذكره في ترجمة ثبيت ، وما في كلام ابن حجر من عدّه من المعتزلة ، ناش عن الخلط بين المعتزلة والإمامية.

(٣) النجاشي : الرجال : ١ / ٨٧ ، برقم ١٣ ؛ و ٢ / ٢٠٥ برقم ٨٨٨ ؛ البيان والتبيين : ١ / ٦١.

٤٧

وبما أنّ استاذه ابن أبي عمير توفي عام ٢١٧ ، والجاحظ ، الراوي عنه توفّي عام ٢٥٥ ، فهو من متكلّمي القرن الثالث.

٩. الشّكّال :

قال ابن النديم : صاحب هشام بن الحكم وخالفه في أشياء إلّا في أصل الإمامة ، وله من الكتب : كتاب المعرفة ، كتاب في الاستطاعة ، كتاب الإمامة ، كتاب على من أبى وجوب الإمامة بالنص (١) ، وبما أنّ هشاما توفّي عام ١٩٩ ، فالرجل من متكلّمي أوائل القرن الثالث.

١٠. الحسين بن اشكيب :

شيخ لنا ، خراساني ثقة مقدّم ، ذكره أبو عمرو في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن ، صاحب العسكر عليه‌السلام ، وصفه بأنّه عالم متكلّم مؤلف للكتب ، المقيم بسمرقند وكش ، وله من الكتب : كتاب الردّ على من زعم أنّ النبي كان على دين قومه ، والردّ على الزيدية ، وبما أنّه من أصحاب أبي الحسن المتوفّى عام ٢٦٠ ، فهو من متكلّمي القرن الثالث(٢).

وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام (٣).

١١. عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه ، أبو محمّد العسكري :

متكلّم من أصحابنا ، حسن التصنيف ، جيّد الكلام ، وعلى يده رجع محمد

__________________

(١) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٤.

(٢) النجاشي : الرجال : ١ / ١٤٦ برقم ٨٧.

(٣) الشيخ الطوسي : الرجال : برقم ١٨.

٤٨

ابن عبد الله بن مملك الاصبهاني عن مذهب المعتزلة ، وقد كلّم عباد بن سليمان ومن كان في طبقته ، وقع إلينا من كتبه : كتاب الكامل في الإمامة ، كتاب حسن (١).

وبما أنّ محمد بن عبد الله معاصر للجبائي (٢٣٥ ـ ٣٠٣ ه‍) وله مجالس معه (٢) ، فالرجل من متكلّمي القرن الثالث ، ولعله أدرك أوائل القرن الرابع.

١٢. علي بن منصور :

أبو الحسن ، كوفيّ سكن بغداد ، متكلّم من أصحاب هشام ، له كتب ، منها : كتاب التدبير في التوحيد والإمامة (٣) ، وقال النجاشي في ترجمة هشام بن الحكم ، كتاب التدبير في الإمامة ، وهو جمع علي بن منصور من كلامه (٤) ، وبما أنّ هشام توفّي عام ١٩٩ ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني ، وأوائل القرن الثالث.

١٣. علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التمّار :

أبو الحسن ، مولى بني أسد ، كوفيّ ، سكن البصرة ، وكان من وجوه المتكلّمين من أصحابنا ، كلّم أبا الهذيل (١٣٥ ـ ٢٣٥ ه‍) والنظام (١٦٠ ـ ٢٣١ ه‍) له مجالس وكتب منها : كتاب الإمامة ، كتاب مجالس هشام بن الحكم ، وكتاب المتعة. (٥) وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا برقم ٥٢ ، فهو من متكلّمي القرن الثالث.

وقال ابن النديم : أوّل من تكلّم في مذهب الإمامة علي بن إسماعيل بن ميثم

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ٢ / ٤٧ برقم ٦٢٣.

(٢) النجاشي : الرجال : ٢ / ٢٩٧ برقم ١٠٣٤

(٣) النجاشي : الرجال : ٢ / ٧١ برقم ٦٥٦.

(٤) النجاشي : الرجال : ٢ / ٣٩٧ برقم ١١٦٥.

(٥) النجاشي : الرجال : ٢ / ٧٢ برقم ٦٥٩.

٤٩

التمّار ، وميثم (جدّه) من جلّة أصحاب علي رضي الله عنه ، ولعليّ من الكتب : كتاب الإمامة ، كتاب الاستحقاق (١).

متكلّمو الشيعة في القرن الرابع :

١. الحسن بن عليّ بن أبي عقيل :

أبو محمد العماني ، الحذاء ، فقيه متكلّم ثقة ، له كتب في الفقه والكلام منها : كتاب «المتمسّك بحبل آل الرسول» ، قال النجاشي : وقرأت كتابه المسمّى : الكرّ والفرّ ، على شيخنا أبي عبد الله المفيد (رحمه‌الله) ، وهو كتاب في الإمامة ، مليح الوضع.

وذكره الشيخ في الفهرست والرجال (٢) ، وبما أنّه من مشايخ أبي القاسم جعفر بن محمد المتوفّى عام ٣٦٨ ه‍ ، فالرجل من أعيان القرن الرابع ، المعاصر للكليني ، المتوفّى عام ٣٢٩ ه‍.

٢. إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت :

كان شيخ المتكلّمين من أصحابنا وغيرهم ، له جلالة في الدنيا والدين ، يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب ، صنّف كتبا كثيرة ، منها : كتاب الاستيفاء في الإمامة ، التنبيه في الإمامة ـ قال النجاشي : قرأته على شيخنا أبي عبد الله المفيد (رحمه‌الله) ـ كتاب الجمل في الإمامة ، كتاب الردّ على محمد بن الأزهر في الإمامة ،

__________________

(١) الفهرست لابن النديم : ٢٦٣.

(٢) النجاشي : الرجال : ١ / ١٥٣ برقم ٩٩ ، ولاحظ فهرست الشيخ : رقم ٢٠٤ ، ورجاله في باب من لم يرو عنهم عليهم‌السلام برقم ٥٣.

٥٠

كتاب الردّ على اليهود ، كتاب في الصفات للردّ على أبي العتاهية (١٣٠ ـ ٢١١ ه‍) في التوحيد في شعره ، كتاب الخصوص والعموم والأسماء والأحكام ، كتاب الإنسان والردّ على ابن الراوندي ، كتاب التوحيد ، كتاب الارجاء ، كتاب النفي والإثبات ، مجالسه مع أبي علي الجبائي (٢٣٥ ـ ٣٠٣ ه‍) بالأهواز ، كتاب في استحالة رؤية القديم ، كتاب الردّ على المجبرة في المخلوق ، مجالس ثابت بن أبي قرّة (٢٢١ ـ ٢٨٨ ه‍) ، كتاب النقض على عيسى بن أبان في الاجتهاد ، نقض مسألة أبي عيسى الوراق في قدم الأجسام ، كتاب الاحتجاج لنبوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كتاب حدوث العالم (١).

وقال ابن النديم : أبو سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار الشيعة وكان أبو الحسن الناشئ يقول : إنّه أستاذه وكان فاضلا ، عالما ، متكلّما ، وله مجالس بحضرة جماعة من المتكلّمين ... وذكر فهرس كتبه (٢).

٣. الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه :

أخو الصدوق القمي أبو عبد الله ، ثقة روى عن أبيه إجازة ، وله كتب ، منها : كتاب التوحيد ونفي التشبيه ، وكتاب عمله للصاحب أبي القاسم بن عبّاد (٣٢٦ ـ ٣٨٥ ه‍) وقد توفّي أخوه عام ٣٨١ ه‍ ، فهو من أعيان القرن الرابع ، وهو وأخوه ولدا بدعوة صاحب الأمر ، ترجمه ابن حجر في لسان الميزان (٣).

٤. محمّد بن بشر الحمدوني «أبو الحسن السوسنجردي» :

متكلّم جيّد الكلام ، صحيح الاعتقاد ، كان يقول بالوعيد ، له كتب منها :

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ١ / ١٢١ برقم ٦٧ (وهو خال الحسن بن موسى مؤلف فرق الشيعة).

(٢) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٥.

(٣) النجاشي : الرجال : ١ / ١٨٩ برقم ١٦١ ، ابن حجر : لسان الميزان : ٢ / ٣٠٦ برقم ١٢٦٠.

٥١

كتاب المقنع في الإمامة ، كتاب المنقذ في الإمامة (١).

وقال ابن النديم : السوسنجردي من غلمان أبي سهل النوبختي ، يكنّى أبا الحسن ، ويعرف بالحمدوني منسوبا إلى آل حمدون ، وله من الكتب : كتاب الإنقاذ في الإمامة (٢).

وقال ابن حجر : كان زاهدا ورعا متكلّما ، على مذهب الإمامية ، وله مصنّفات في نصرة مذهبه (٣).

٥. يحيى أبو محمّد العلويّ من بني زيارة :

علويّ ، سيّد ، متكلّم ، فقيه ، من أهل نيشابور ، قال الشيخ الطوسي : جليل القدر ، عظيم الرئاسة ، متكلّم ، حاذق ، زاهد ، ورع ، لقيت جماعة ممّن لقوه وقرءوا عليه ، له كتاب إبطال القياس ، وكتاب في التوحيد (٤) ، وعلى هذا فالرجل في درجة شيخ مشايخ الطوسي ، فهو من متكلّمي القرن الرابع.

٦. محمّد بن القاسم ، أبو بكر :

بغداديّ ، متكلّم ، عاصر ابن همام ، له كتاب في الغيبة ، كلام (٥) وابن همام هو محمّد بن أبي بكر بن سهيل الكاتب الاسكافي الذي ترجم له النجاشي في

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ٢ / ٢٩٧ برقم ١٠٣٧.

(٢) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٦.

(٣) ابن حجر : لسان الميزان : ٥ / ٩٣ برقم ٣٠٤.

(٤) النجاشي : الرجال : ٢ / ٤١٣ برقم ١١٩٢ ، وقد جاءت ترجمته أيضا برقم ١١٩٥ ؛ الشيخ الطوسي : الفهرست : برقم ٨٠٣.

(٥) النجاشي : الرجال : ٢ / ٢٩٨ برقم ١٠٣٦.

٥٢

رجاله برقم ١٠٣٣.

وذكره الخطيب في تاريخه (٣ / ٣٦٥) ، وقال : أحد شيوخ الشيعة ، ولد عام ٢٥٨ ه‍ ، وتوفّي عام ٣٣٨. وعلى هذا فالمترجم من متكلّمي أوائل القرن الرابع.

٧. محمّد بن عبد الملك بن محمّد التبّان :

يكنّى أبا عبد الله ، كان معتزليا ، ثم أظهر الانتقال ، ولم يكن ساكنا له كتاب في تكليف من علم الله أنّه يكفر ، وله كتاب في المعدوم ، ومات لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ٤١٩ ه‍ (١). وعلى هذا فهو من متكلّمي القرن الرابع وأوائل الخامس.

٨. محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي أبو جعفر :

متكلّم ، عظم القدرة ، حسن العقيدة ، قويّ في الكلام ، كان قديما من المعتزلة ، وتبصّر وانتقل ، له كتب في الكلام ، وقد سمع الحديث ، وأخذ عنه ابن بطّة وذكره في فهرسته الذي يذكر فيه من سمع منه فقال : وسمعت من محمّد بن عبد الرحمن بن قبة.

له كتاب الانصاف في الإمامة ، وكتاب المستثبت نقض كتاب أبي القاسم البلخي (ت ٣١٩ ه‍) ، وكتاب الرد على الزيدية ، وكتاب الردّ على أبي علي الجبائي ، المسألة المفردة في الإمامة.

قال النجاشي : سمعت أبا الحسين السوسنجردي (رحمه‌الله) وكان من عيون أصحابنا وصالحيهم المتكلّمين ، وله كتاب في الإمامة معروف به ، وقد كان حجّ على قدميه خمسين حجّة ، يقول : مضيت إلى أبي القاسم البلخي إلى بلخ بعد زيارتي الرضا عليه‌السلام بطوس فسلّمت عليه وكان عارفا بي ومعي كتاب أبي جعفر بن

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ٢ / ٣٣٣ برقم ١٠٧٠.

٥٣

قبة في الإمامة المعروف بالانصاف ، فوقف ونقضه بالمسترشد في الإمامة فعدت إلى الريّ ، فدفعت الكتاب إلى ابن قبة فنقضه بالمستثبت في الإمامة ، فحملته إلى أبي القاسم فنقضه بنقض المستثبت ، فعدت إلى الريّ فوجدت أبا جعفر قد مات رحمه‌الله (١).

وقال ابن النديم : أبو جعفر بن محمد بن قبة من متكلّمي الشيعة وحذاقهم ، وله من الكتب : كتاب الانصاف في الإمامة ، كتاب الإمامة (٢).

وقال العلامة : وكان حاذقا شيخ الإمامية في عصره (٣).

٩. عليّ بن وصيف ، أبو الحسن الناشئ (٢٧١ ـ ٣٦٥ ه‍):

الشاعر المتكلّم ، ذكر شيخنا (رضي الله عنه) أنّ له كتابا في الإمامة (٤).

قال الطوسي : وكان شاعرا مجوّدا في أهل البيت عليهم‌السلام ، ومتكلّما بارعا ، وله من الكتب ... (٥).

قال ابن خلّكان : من الشعراء المحبّين ، وله في أهل البيت قصائد كثيرة ، وكان متكلّما بارعا ، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن عليّ بن نوبخت المتكلّم ، وكان من كبار الشيعة ، وله تصانيف كثيرة ، وقال ابن كثيرة : إنّه كان متكلّما ، بارعا ، من كبار الشيعة ، فهو من متكلّمي القرن الرابع (٦).

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ٢ / ٢٨٨ برقم ١٠٢٤.

(٢) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٢.

(٣) العلامة : الخلاصة : ١٦٣ ، القسم الأوّل.

(٤) النجاشي : الرجال : ٢ / ١٠٥ برقم ٧٠٧.

(٥) الطوسي : الفهرست : ٢٣٣ ، طبع ليدن.

(٦) المامقاني : تنقيح المقال : ٢ / ٣١٣ برقم ٨٥٤٩.

٥٤

١٠. الحسن بن موسى ، أبو محمد النوبختي :

شيخنا المبرّز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها ، له على الأوائل كتب كثيرة ، منها : ١. كتاب الآراء والديانات ، يقول النجاشي : كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله المفيد ـ رحمه‌الله ـ ٢. كتاب فرق الشيعة ٣. كتاب الردّ على فرق الشيعة ما خلا الإمامية ٤. كتاب الجامع في الإمامة ٥. كتاب الموضح في حروب أمير المؤمنين ٦. كتاب التوحيد الكبير ٧. كتاب التوحيد الصغير ٨. كتاب الخصوص والعموم ٩. كتاب الأرزاق والآجال والأسعار ١٠. كتاب كبير في الجبر ١١. مختصر الكلام في الجبر ١٢. كتاب الردّ على المنجمين ١٣. كتاب الردّ على أبي علي الجبائي في ردّه على المنجّمين ١٤. كتاب النكت على ابن الراوندي ١٥. كتاب الردّ على من أكثر المنازلة ١٦. كتاب الردّ على أبي الهذيل العلّاف في أنّ نعيم أهل الجنّة منقطع ١٧. كتاب الانسان غير هذه الجملة ١٨. كتاب الردّ على الواقفة ١٩. كتاب الردّ على أهل المنطق ٢٠. كتاب الردّ على ثابت بن قرّة ٢١. الردّ على يحيى بن أصفح في الإمامة ٢٢. جواباته لأبي جعفر بن قبة ٢٣. جوابات أخر لأبي جعفر ٢٤. شرح مجالسه مع أبي عبد الله بن مملك ٢٥. حجج طبيعية مستخرجة من كتب ارسطاطاليس في الردّ على من زعم أنّ الفلك حيّ ناطق ٢٦. كتاب في المرايا وجهة الرؤية فيها ٢٧. كتاب في خبر الواحد والعمل به ٢٨. كتاب في الاستطاعة على مذهب هشام وكان يقول به ٢٩. كتاب في الردّ على من قال بالرؤية للباري عزوجل ٣٠. كتاب الاعتبار والتمييز والانتصار ٣١. كتاب النقض على أبي الهذيل في المعرفة ٣٢. كتاب الردّ على أهل التعجيز ، وهو نقض كتاب أبي عيسى الوراق ٣٣. كتاب الحجج في الإمامة ٣٤. كتاب النقض على جعفر بن حرب (١٧٧ ـ ٢٣٦ ه‍) في الإمامة ٣٥. مجالسه مع أبي القاسم البلخي (المتوفّى ٣١٩ ه‍) ٣٦. كتاب التنزيه

٥٥

وذكر متشابه القرآن ٣٧. الردّ على أصحاب المنزلة بين المنزلتين في الوعيد ٣٨. الردّ على أصحاب التناسخ ٣٩. الردّ على المجسّمة ٤٠. الردّ على الغلاة ٤١. مسائله للجبائي في مسائل شتّى (١).

والرجل من أكابر متكلّمي الشيعة ، عاصر الجبائي (ت ٣٠٣) ، والبلخي (ت ٣١٩) ، وأبا جعفر بن قبة المتوفّى قبل البلخي فهو من أعيان متكلّمي الشيعة في أواخر القرن الثالث ، وأوائل القرن الرابع.

وقال ابن النديم : أبو محمد الحسن بن موسى بن أخت بن سهل بن نوبخت ، متكلّم ، فيلسوف كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة ، مثل : أبي عثمان الدمشقي ، وإسحاق ، وثابت وغيرهم وكانت المعتزلة تدعيه ، والشيعة تدعيه ، ولكنه إلى حيّز الشيعة ما هو (كذا) لأنّ آل نوبخت معروفون بولاية عليّ وولده عليهم‌السلام في الظاهر ، فلذلك ذكرناه في هذا الموضع ... وله مصنّفات وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها ، ثم ذكر فهرس كتبه ولم يذكر إلّا القليل من الكثير (٢).

إنّ بيت «نوبخت» من أرفع البيوتات الشيعية خرج منه فلاسفة كبار ، ومتكلّمون عظام ، وقد أشرنا بالاختصار ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الكتب المؤلفة حول هذا البيت.

متكلّمو الشيعة في القرن الخامس :

بلغ علم الكلام في أوائل القرن الخامس إلى ذروة الكمال ، وظهر في الأوساط الشيعية روّاد كبار ، نشير إلى ثلة منهم :

__________________

(١) النجاشي : الرجال : ١ / ١٧٩ برقم ١٤٦ ، ترجمه ابن حجر في لسان الميزان : ٢ / ٢٥٨ برقم ١٠٧٥ ، وترجمه هبة الدين الشهرستاني في مقدمة فرق الشيعة.

(٢) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ : الفن الثاني من المقالة الخامسة.

٥٦

١. الشيخ المفيد (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه‍)

وهو محمد بن محمد بن النعمان الذي أذعن بفضله وعلمه كلّ موافق ومخالف ، وأثنوا عليه ثناء بالغا منقطع النظير ، وها نحن نأتي ببعض إطراءاتهم في ذلك المقام.

١. هذا هو ابن النديم (المتوفّى ٣٨٨ ه‍) معاصره يعرفه في الفهرست بقوله : «ابن المعلّم ، أبو عبد الله ، في عصرنا انتهت رئاسة متكلّمي الشيعة إليه ، مقدّم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطرة شاهدته ، فرأيته بارعا ...» (١).

والمعروف أنّه ألّف الفهرست عام ٣٧٧ ه‍ ، وتوفي حوالي ٣٨٨ ه‍ ، وعلى ضوء هذا فالمفيد انتهت إليه رئاسة متكلّمي الشيعة وله من العمر ما لا يجاوز الخمسين.

٢. وقال الحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي (المتوفّى ٤٦٣ ه‍) :

«أبو عبد الله المعروف بابن المعلّم ، شيخ الرافضة ، والمتعلّم على مذهبهم ، صنّف كتبا كثيرة» (٢).

٣. وقال عبد الرحمن ابن الجوزي (المتوفّى ٥٩٧ ه‍) :

«شيخ الإمامية وعالمها ، صنّف على مذهبه ، ومن أصحابه المرتضى ، كان لابن المعلّم مجلس نظر بداره ، بدرب رياح ، يحضره كافة العلماء له منزلة عند أمراء الأطراف ، لميلهم إلى مذهبهم» (٣).

__________________

(١) ابن النديم : الفهرست : ٢٦٦ ، في فصل أخبار متكلمي الشيعة.

(٢) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد : ٣ / ٣٣١ برقم ١٧٩٩.

(٣) ابن الجوزي : المنتظم : ١٥ / ١٥٧.

٥٧

٤. وقال أبو السعادات عبد الله بن أسعد اليافعي (المتوفّى ٧٦٨ ه‍) :

«وفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة توفي عالم الشيعة ، وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخهم المعروف بالمفيد ، وابن المعلّم أيضا ، البارع في الكلام ، والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية ، قال ابن أبي طيّ : وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس ، وقال غيره : كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد ، وكان شيخا ربعة نحيفا أسمر ، عاش ستا وسبعين سنة وله أكثر من مائتي مصنّف وكانت جنازته مشهودة وشيّعه ثمانون ألفا من الرافضة والشيعة» (١).

٥. ووصفه أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي (المتوفّى ٧٧٤ ه‍) بقوله :

«شيخ الإمامية الروافض ، والمصنّف لهم ، والمحامي عن حوزتهم ، وكان يحضر مجلسه خلق كثير من العلماء وسائر الطوائف» (٢).

٦. وقال الذهبي (المتوفّى ٧٤٨ ه‍) :

«محمد بن محمد بن النعمان ، الشيخ المفيد ، عالم الرافضة ، أبو عبد الله ابن المعلّم ، صاحب التصانيف ، وهي مائتا مصنّف» (٣). ويعرّفه في كتاب آخر بقوله :

عالم الشيعة ، وإمام الرافضة وصاحب التصانيف الكثيرة ، قال ابن أبي طيّ في تاريخه (تاريخ الإمامية) : هو شيخ مشايخ الطائفة ، ولسان الإمامية ، ورئيس الكلام والفقه والجدل ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية (٤).

٧. وقال ابن حجر (المتوفّى ٨٥٢ ه‍) ـ بعد نقل ما ذكره الذهبي :

«كان كثير التعقيب والتخشّع والاكباب على العلم ، تخرّج به جماعة ، وبرع

__________________

(١) اليافعي : مرآة الجنان : ٣ / ٢٨ ، طبع الهند.

(٢) ابن كثير : البداية والنهاية : ١١ / ١٥.

(٣) الذهبي : ميزان الاعتدال : ٤ / ٣٠ برقم ٨١٤٣.

(٤) الذهبي : العبر : ٢ / ٢٢٥.

٥٨

في المقالة الإمامية حتى يقال : له على كل إمام منّة ، وكان أبوه معلّما بواسط ، وما كان المفيد ينام من الليل إلّا هجعة ، ثم يقوم يصلّي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن» (١).

٨. وقال ابن العماد الحنبلي (المتوفّى ١٠٨٩ ه‍) في حوادث سنة ٤١٣ ه‍ :

«وفيها (توفّي) المفيد ، ابن المعلّم ، عالم الشيعة ، إمام الرافضة ، وصاحب التصانيف الكثيرة ، قال ابن أبي طيّ في تاريخ الإمامية : هو شيخ مشايخ الطائفة ولسان الإمامية ، رئيس في الكلام ، والفقه والجدل ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية» (٢).

هذا ما قاله علماء السنّة ، وأمّا الشيعة فنقتصر على كلام تلميذيه : الطوسي والنجاشي ، ونترك الباقي لمترجمي حياته :

١. يقول الشيخ الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه‍) في الفهرست :

«المفيد يكنّى أبا عبد الله ، المعروف بابن المعلّم ، من أجلّة متكلّمي الإمامية ، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته في العلم ، وكان مقدّما في صناعة الكلام ، وكان فقيها متقدما فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، وله قريب من مائتي مصنّف كبار وصغار ، وفهرست كتبه معروف ولد سنة ٣٣٨ ، وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ٤١٣ ، وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف» (٣).

٢. ويقول تلميذه الآخر النجاشي (٣٧٢ ـ ٤٥٠ ه‍) :

«شيخنا واستاذنا (رضي الله عنه) فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والوثاقة والعلم» ثم ذكر تصانيفه (٤).

__________________

(١) ابن حجر : لسان الميزان : ٥ / ٣٦٨ برقم ١١٩٦.

(٢) عماد الدين الحنبلي : شذرات الذهب : ٣ / ١٩٩ ، وفي مكان الطائفة الصوفية وهو لحن. وقد نقل ما ذكره في كتابه مما ذكره الذهبي حرفيا.

(٣) الشيخ الطوسي : الفهرست : برقم ٧١٠.

(٤) النجاشي : الرجال : ٢ / ٣٢٧ برقم ١٠٦٨.

٥٩

وهذه الكلم تعرّفنا موقفه من الكلام ، وأنّه لم يكن يوم ذاك للشيعة متكلّم أكبر منه ، وكفى في ذلك أنّه تخرج على يديه لفيف من متكلّمي الشيعة نظير السيد المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه‍) ، والشيخ الطوسي ، وهما كوكبان في سماء الكلام ، وحاميان عظيمان عن حياض التشيّع ، بالبيان والبنان.

٢. علي بن الحسين الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه‍)

تلميذ الشيخ المفيد ، عرّفه تلميذه النجاشي بقوله : حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه ، وسمع من الحديث فأكثر ، وكان متكلما شاعرا ، أديبا ، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا ، ومن كتبه الكلامية : «الشافي» في نقض المغني للقاضي عبد الجبار في قسم الإمامة ، وكتاب «تنزيه الأنبياء والأئمّة» و «الذخيرة» في علم الكلام ، وغيرها من الرسائل (١) وشرح جمل العلم والعمل.

٣. أبو الصلاح التقي بن الحلبي (٣٧٤ ـ ٤٤٧ ه‍)

مؤلف «تقريب المعارف» في الكلام مطبوع.

٤. وأخيرهم لا آخرهم محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه‍)

يعرفه زميله النجاشي بقوله : جليل من أصحابنا ، ثقة ، عين ، من تلاميذ شيخنا أبي عبد الله.

ويعرفه العلّامة بقوله : شيخ الإمامية ورئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول ، والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنتسب إليه ، وله في الكلام كتب كثيرة منها :

الجمل والعقود ، تلخيص الشافي في الإمامة ، ومقدمة في المدخل إلى علم الكلام (٢) ، والاقتصاد ، والرسائل العشر.

__________________

(١) النجاشي : الرجال ، برقم ٧٠٦.

(٢) النجاشي : الرجال ، برقم ١٠٦٩ ، والخلاصة : ١٤٨.

٦٠