إعراب القراءات الشّواذ - ج ٢

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

إعراب القراءات الشّواذ - ج ٢

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد السيّد محمّد عبد الحميد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٠
الجزء ١ الجزء ٢

١٣ ـ قوله تعالى : (سَقْفاً مَحْفُوظاً).

يقرأ «محفوظة» بالتاء ؛ لأن السقف هو السماء ، فأنث على المعنى (١)

١٤ ـ قوله تعالى : (عَنْ آياتِها).

يقرأ «آيتها» على الإفراد ، وإنما أفرد على معنى الجنس. (٢)

١٥ ـ قوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسانُ).

يقرأ بالفتح على تسمية الفاعل ، و «الإنسان» ـ بالنصب ـ (٣)

١٦ ـ قوله تعالى : (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً ، فَتَبْهَتُهُمْ).

يقرأ بالياء ـ بمعنى العذاب ـ والتأنيث على النار. (٤)

١٧ ـ قوله تعالى : (يَكْلَؤُكُمْ).

يقرأ بألف من غير همز ، وذلك : على إبدال الهمزة ألفا. (٥)

١٨ ـ قوله تعالى : (مِثْقالَ حَبَّةٍ).

يقرأ بالرفع على أن «كان» تامة ، أى : حدث مثقال (٦)

١٩ ـ قوله تعالى : (أتينا).

يقرأ بالمدّ ، أى : أعطينا بها الثواب ، والعقاب ، ويقرأ «أثبنا» من الثواب. (٧)

__________________

(١) التوجيه ظاهر.

(٢) فى الكشاف : «وقرئ من «آيتها» على التوحيد ، اكتفاء بالواحدة فى الدلالة على الجنس ...» ٣ / ١١٥.

(٣) فى الكشاف : «وقرئ» خلق الإنسان.» ٣ / ١١٧ ، وانظر ٦ / ٣١٣ البحر المحيط.

(٤) قال جار الله : «وقرأ الأعمش : «يأتيهم فيبهتهم» على التذكير ، والضمير للوعد ، أو الحين.» ٣ / ١١٨ ، وانظر ٦ / ٣١٤ البحر المحيط.

(٥) انظر ٦ / ٣١٤ البحر المحيط.

(٦) قال جار الله : «وقرئ «مثقال حبة» على كان التامة ...» ٣ / ١٢٠ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٢٠ البحر المحيط. وانظر من ١٩٣ إتحاف فضلاء البشر. وانظر ٥ / ٤٣٣٤ الجامع لأحكام القرآن.

(٧) قال أبو البقاء : «أتينا» بالقصر : جئنا ، ويقرأ بالمد بمعنى : جازينا بها ، فهو يقرب من معنى أعطينا ، لأن

٤١

٢٠ ـ قوله تعالى : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ).

يقرأ «مباركا» ـ بالنصب ، على أن يكون حالا من الهاء فى (أَنْزَلْناهُ) وقد قدم الحال» (١)

٢١ ـ قوله تعالى : (رُشْدَهُ).

يقرأ ـ بفتح الراء ، والشين ـ لغة. (٢)

٢٢ ـ قوله تعالى : (وَتَاللهِ).

يقرأ بالباء ، وهى أصل حروف القسم. (٣)

٢٣ ـ قوله تعالى : (تُوَلُّوا).

يقرأ ـ بفتح التاء ، واللام ـ أى : بعد أن مضوا ، وذهبوا ـ على الغيبة.

والتقدير : قال ذلك ، بعد أن ذهبوا (٤)

٢٤ ـ قوله تعالى : (جُذاذاً).

يقرأ ـ بضم الجيم ، وفتحها ، وكسرها ـ لغات.

ويقرأ «جذاذا» ـ بفتح الجيم من غير ألف ، أى : مجذوذة ، مثل ـ «القبض» بمعنى «المقبوض».

ويقرأ ـ بفتح الذال ، وضم الجيم ـ من غير ألف ، جمع «جذّة» مثل ـ

__________________

الجزاء إعطاء ، وليس منقولا من أتينا ، لأن ذلك لم ينقل عنهم.» ٢ / ٩١٩ التبيان.

وفى الكشاف : «وقرأ حميد «أثبنا بها» من الثواب ، وفى حرف أبى «جئنا بها ....». ٣ / ١٢٠. وانظر ٢ / ٦٣ المحتسب.

(١) قال القرطبى : «وأجاز القراء «وهذا ذكر مباركا أنزلناه» بمعنى : «أنزلناه مباركا» ، ٥ / ٤٣٣٥ الجامع لأحكام القرآن.

(٢) فى البحر المحيط : وقرأ الجمهور «رشده» ـ بضم الراء ، وسكون الشين ، وقرأ عيسى الثقفى «رشده» بفتح الراء ، والشين ...» ٩ / ٣٢٠.

(٣) انظر كتابنا : الباء ص ٢٦١ ...» وانظر ٦ / ٣٢١ البحر المحيط.

(٤) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٢٢.

٤٢

«ظلمة ، وظلم» (١).

٢٥ ـ قوله تعالى : (بَلْ فَعَلَهُ).

يقرأ ـ بتشديد العين ـ للتكثير. (٢)

٢٦ ـ قوله تعالى : (نُكِسُوا).

يقرأ بتشديد الكاف ، للتكثير.

ويقرأ ـ بفتح النون مخففا ـ أى : نكسوا رءوسهم ، و «على» زائدة. (٣)

٢٧ ـ قوله تعالى : (فَفَهَّمْناها).

يقرأ بألف مخففا ، وذلك تعدية له بالهمزة ، كما عدّى فى الأخرى بالتشديد. (٤)

٢٨ ـ قوله تعالى : (لَبُوسٍ).

يقرأ ـ بضم اللام. يجوز أن يكون جمع لبس ، وهو اللباس. (٥)

قال حميد بن ثور الهلالى : (٦)

فلمّا كشفن اللّبس عنه مسحنه

بأطراف طفل زان غيلا موشّما )

فهو مثل «جذع ، وجذع».

ويجوز أن يكون «اللبوس» مصدرا ، مثل «الشكور ، والكفور» ويكون المصدر

__________________

(١) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور «جذاذا» ـ بضم الجيم ، والكسائى ، ... بكسرها ، وابن عباس ، ... بفتحها ، وهى لغات أجودها الضم ...» ٦ / ٣٢٢. وانظر ٢ / ٦٤ المحتسب.

وانظر ٢ / ٩٢٠ التبيان. وانظر ٣ / ١٢٣.

(٢) قال جار الله : «وقرأ محمد بن السميفع «فعلّه كبيرهم» يعنى : فلعله ، أي : فلعل الفاعل كبيرهم.» ٣ / ١٢٤ الكشاف.

(٣) قال جار الله : «وقرئ «نكّسوا» بالتشديد ، ونكثوا» على لفظ ما سمى فاعله ، أي : نكسوا أنفسهم على رؤوسهم ، قرأ به رضوان بن عبد المعبود» ٣ / ١٣٥ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٢٥ البحر المحيط.

(٤) قال أبو حيان : «وقرأ عكرمة ، فأفهمناها» عدّى بالهمزة ، كما عدى فى قراءة الجمهور بالتضعيف ....» ٦ / ٣٣١) البحر المحيط.

(٥) فى البحر المحيط : «وقرىء «لبوس» ـ بضم اللام ، والجمهور بفتحها». ٦ / ٣٣٢.

(٦) حميد بن ثور الهلالى : «.. من بنى عامر بن صعصعة ، إسلامى مجيد ....» ١ / ٣٩٧.

الشعر والشعراء ، وانظر ٢ / ٥٩. أسد الغابة.

(٧) البيت من بحر الطويل : يصف الشاعر فرسا كرمته حسان الحى ، ومسحته بأصابع جميلة ، ناعمة ، كأطراف أصابع أطفال فى رقة ، ونعومة ، ونقش بديع ....

٤٣

بمعنى المفعول ، أى : الملبوس. (١)

٢٩ ـ قوله تعالى : (لِتُحْصِنَكُمْ) (٢).

فيها قراءات فى السبعة (*).

ويقرأ «لتحصنكم» ـ بتاء مفتوحة ، وفتح الحاء ، وتشديد الصاد.

والأصل : «تحتصنكم» فقلبت التاء صادا ، وأدغمها ، وهو مثل قوله تعالى :

«وهم يخصّمون (٣)» ومثل «لا يهدّى (٤)».

٣٠ ـ قوله تعالى : (الرِّيحَ عاصِفَةً).

يقرأ بالرفع فيهما ، على أنه مبتدأ ، وخبر ، واللام فى (لِسُلَيْمانَ) تتعلق «بعاصفة».

ويقرأ «الريح» ـ بالرفع : مبتدأ ، و «لسليمان» الخبر ، و «عاصفة» على الحال (٥).

٣١ ـ قوله تعالى : (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ).

يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ ؛ لأن «نادى» بمعنى «قال» ويجوز أن يكون التقدير :

__________________

(١) وقد سجل البيت صاحب لسان العرب فى مادة (لبس) وشرحه ـ فى إيجاز ...

(٢) قال أبو البقاء : «ويحصنكم» بالياء ، على أن الفاعل الله (عز وجل) أو داوود (عليه السلام) أو الصنع ، أو التعليم ، أو اللبوس ، وبالتاء ، أى : الصنعة ، أو الدروع ، وبالنون لله تعالى على التعظيم ، ويقرأ بالتشديد ، والتخفيف» ٢ / ٩٢٤ التبيان ، وانظر ٦ / ٣٣٢ البحر المحيط. وانظر ٧ / ١٢٩ الكشاف. وانظر ٥ / ٤٣٦٠ ، ٤٣٦١ الجامع لأحكام القرآن.

(*) قال الدكتور محمد محيسن فى المهذب فى القراءات العشر من طريق الطيبة : «لتحصنكم» قرأ ابن عامر ، وحفص ، وأبو جعفر بالتاء على التأنيث ، على أنه مضارع مسند إلى ضمير الصنعة ، وهى مؤنثة أو إلى ضمير اللبوس ، وأنث الفعل لتأويل اللبوس بالدروع ، وهي مؤنثة تأنيثا مجازيّا ، وإسناد الفعل إلى الصنعة أو اللبوس إسناد مجازى من إسناد الفعل إلى سببه ... وقرأ شعبة ، ورويس بالنون على أن الفعل مسند إلى ضمير العظمة مناسبة لقوله تعالى : «وَعَلَّمْناهُ» * وهو إسناد حقيقى ... وقرأ الباقون بالياء من تحت على أن الفعل مسند إلى ضمير اللبوس ، وهو إسناد مجازى من إسناد الفعل إلى سببه ..

قال ابن الجزرى : يحصن نون صف أنث علن ... كفؤثنا .......]

(٣) من الآية ٤٩ من سورة يس.

(٤) من الآية ٣٥ من سورة يونس.

(٥) انظر ٦ / ٣٣٢ البحر المحيط. وانظر ٥ ، ٤٣٦٢ الجامع لأحكام القرآن ، وانظر ٢ / ٩٢٤ التبيان.

٤٤

نادى ، فقال ، وحذف القول. (١)

٣٢ ـ قوله تعالى : (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ).

ـ بالنون ـ مخففا ، ومشدّدا ، وبالياء كذلك ، والفاعل : الله (عز وجل).

ويقرأ ـ بضم الياء ـ على ترك التسمية ـ مخففا ، ومشدّدا. (٢)

٣٣ ـ قوله تعالى : (نُنْجِي).

يقرأ بنون واحدة ، وتشديد الجيم ، وفيه وجهان :

أحدهما : أن النون أبدلت جيما ، وأدغمت ، والفعل ـ على هذا ـ مستقبل.

والثانى : أن يكون ماضيا ، وقد سكن الياء تخفيفا ، والقائم مقام الفاعل «النجاء». وكلا الوجهين ضعيف (٣).

٣٤ ـ قوله تعالى : (وَيَدْعُونَنا).

يقرأ بنون واحدة على الإدغام ، وعلى هذا : يزاد مدّ الواو. (٤)

٣٥ ـ قوله تعالى : (رَغَباً ، وَرَهَباً).

يقرأ بسكون الغين ، والهاء ، مع فتح الأول ، وبضمتين ، وبضمة واحدة. ـ وهى أربع لغات ـ (٥)

٣٦ ـ قوله تعالى : (أُمَّتُكُمْ).

يقرأ بالنصب ، على أنه وصف «لهذه» وعلى هذا يرفع «أمة» على أنه الخبر ، وواحدة رفع ـ أيضا ـ صفة.

__________________

(١) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور «أنى» بفتح الهمزة ، وعيسى بن عمر بكسرها ...» ٦ / ٣٣٤ وانظر ٣ / ١٣٠ الكشاف.

(٢) انظر ٦ ، ٣٣٥ البحر المحيط. وانظر ٣ / ١٣١ الكشاف.

(٣) بسط القول أبو البقاء ٢ / ٩٢٥ ، وانظر ٣ / ١٣٢ الكشاف ، انظر ٦ / ٣٣٥ البحر المحيط.

(٤) قال أبو حيان : «وقرأت فرقة «يدعونا» حذفت نون الرفع ، وطلحة بنون مشددة ، وأدغم نون الرفع فى «نا» ضمير النصب.» ٦ / ٢٣٦ البحر المحيط.

(٥) قال جار الله : وقرئ «رغبا ، ورهبا» بالإسكان ...» ٣ / ١٣٣ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٣٦ البحر المحيط.

٤٥

ويقرأ بالرفع فى الثلاثة :

فالأولى : خبر «إنّ» والثانية : بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف (١)

٣٧ ـ قوله تعالى : (وَحَرامٌ).

يقرأ ـ بكسر الحاء ، وسكون الراء ـ مرفوعا ، منونا ، وهى لغة فى «حرام».

ويقرأ ـ بفتح الحاء ، وكسر الراء ـ وهو مصدر «حرم ، يحرم» مثل نصب ينصب.

ويقرأ ـ بفتح الحاء ، وكسر الراء ، وفتح الميم ـ ، على أنه فعل ماض ، مثل علم.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بضم الراء ، أي : صار حراما.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بفتح الراء ، مثل منع.

ويقرأ ـ بضم الحاء ، وكسر الراء ، وتشديدها على ما لم يسم فاعله. (٢)

٣٨ ـ قوله تعالى : (حَدَبٍ).

يقرأ «جدث» ـ بالجيم ، والثاء ـ وهو : «القبر». (٣)

__________________

(١) قال جار الله : «ونصب الحسن» أمتكم» على البدل من «هذه» ورفع «أمة» خبرا ، وعنه رفعهما جميعا خبرين «لهذه» أو نوى للثانى مبتدأ ، والخطاب للناس كافة». ٣ / ١٣٤ الكشاف. وانظر ٥ / ٤٣٦٩ الجامع لأحكام القرآن ، وانظر المحتسب ٢ / ٦٥.

(٢) قال أبو البقاء : «وحرام» يقرأ بالألف ، وبكسر الحاء ، وسكون الراء من غير ألف ، وبفتح الحاء ، وكسر الراء من غير ألف ، وهو فى ذلك كله مرفوع بالابتداء ، وفى الخبر وجهان :

أحدهما : هو «أنهم لا يرجعون» و «لا» زائدة ، أى : مجتمع رجوعهم إلى الدنيا ، وقيل : ليست زائدة ، أى ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم ، والجيد : أن يكون فاعلا سدّ مسدّ الخبر.

والثانى : الخبر محذوف ، تقديره : توبتهم ..... ، ...» ٢ / ٩٢٧ التبيان.

وانظر ٣ / ١٣٤ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٣٨ البحر المحيط ، وانظر ٥ / ٣٤٨٠ الجامع لأحكام القرآن.

(٣) قال أبو البقاء : «ويقرأ «من كل جدث» بالجيم ، والثاء ، وهو بمعنى «الحدب» ٢ / ٩٢٧ التبيان.

وذكر جار الله : أن «الثاء حجازية» والفاء تميمية.» ٣٢٢ / ١٣٥ الكشاف ، وانظر ٢ / ٦٦ المحتسب ، وانظر ٦ / ٣٣٩ البحر المحيط.

٤٦

٣٩ ـ قوله تعالى : (يَنْسِلُونَ).

يقرأ ـ بضم السين ـ وهى لغة (١).

٤٠ ـ قوله تعالى : (حَصَبُ).

يقرأ ـ بسكون الصاد ـ ، وهو مصدر «حصبته» : رميته ، والمصدر بمعنى المفعول كالمفتوح.

ويقرأ بالضاد المعجمة على ثلاثة أوجه : فتح الحاء ، وسكون الضاد ، وفتحهما ، وهو بمعنى الصاد ، وبكسر الحاء ، وسكون الضاد ، وهو فى الأصل : الحية ، شبّهوا فى النار بها.

ويقرأ بالطاء ، أى : توقد النار بهم (٢).

٤١ ـ قوله تعالى : (نَطْوِي).

يقرأ بالتاء ، و «السماء» ـ بالرفع ـ على ما لم يسم فاعله. (٣)

٤٢ ـ قوله تعالى : (السِّجِلِّ).

يقرأ ـ بفتح السين ، وسكون الجيم ـ وبكسر الجيم ، وبكسر الأول ، وإسكان الثانى ، وبفتحهما ، واللام مخففة فى ذلك كله.

ويقرأ ـ بضم السين ، والجيم ، مشددة اللام.

ـ وكل ذلك لغات.

__________________

(١) قال أبو البقاء «وينسلون» ـ بكسر السين ، وضمها ـ لغتان» ٢ / ٩٢٧ التبيان. وانظر ٣ / ١٣٥ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٣٩ البحر المحيط.

(٢) فى التبيان : «حَصَبُ جَهَنَّمَ» يقرأ ـ بفتح الصاد ، وهو ما توقد به ، وبسكونها ، وهو مصدر «حصبتها» : أوقدتها ، فيكون بمعنى المحصوب.

ويقرأ بالضاد : محركة ، وساكنة ، وبالطاء ، وهما بمعنى». ٢ / ٩٢٨ ، وانظر ٢ / ٦٦ المحتسب ، وانظر ٦ / ٣٤٠ البحر المحيط ، وانظر ٣ / ١٣٦ الكشاف.

(٣) قال أبو البقاء : «ونَطْوِي» بالنون ـ على التعظيم ، وبالياء على الغيبة ، وبالفاء وترك تسمية الفاعل.

«٢ / ٩٢٨ التبيان. وانظر ٣ / ١٣٧ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٤٣ البحر المحيط.

قال أبو البقاء : «.... ويقرأ بكسر السين ، وسكون الجيم ، وتخفيف اللام ، وبضم السين والجيم مخففا ، ومشددا» وهى لغات فيه.» ٢ / ٩٢٩ التبيان. وانظر المحتسب ٢ / ٦٧.

٤٧

وقيل : المراد به الصحيفة ، وقيل اسم ملك ، وقيل كاتب من كتاب الرسول ـ وهو خطأ (١)

٤٣ ـ قوله تعالى : (عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).

يقرأ «الصالحين» ـ بالياء.

والتقدير : أعنى الصالحين ، وهو للمدح ، والتعظيم (٢)

٤٤ ـ قوله تعالى : (أَنَّما إِلهُكُمْ).

يقرأ ـ بكسر الهمزة.

والتقدير : يوحى إلى ، فيقال ، أو يحمل يوحى على يقال : (٣)

٤٥ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي).

يقرأ ـ بفتح الياء ـ وكذلك «الأخرى» : شبه ياء الأصل بياء الإضافة فى نحو : «غلامى» (٤)

٤٦ ـ قوله تعالى : (رَبِّ احْكُمْ).

يقرأ ـ بضم الباء ـ أى : يا ربّ ، كما تقول : «يا رجل» ـ وهو ضعيف : ـ ؛ لأن النكرة لا تحذف معها «يا» وقد أجازه. الكوفيون (٥)

__________________

(١) انظر ٢ / ٩٢٩ التبيان ، وانظر ٣ / ١٣٧ الكشاف ، وانظر ٥ / ٤٣٨٧ الجامع لأحكام القرآن.

(٢) التعليل ظاهر ، وأن الناصب فعل محذوف ، تقديره : أعنى ، أو أمدح ، ....

(٣) قال أبو البقاء :

«أن» مصدرية ، و «ما» الكافة ، لا تمنع من ذلك ، والتقدير : يوحى إلى وحدانية إلهى». ٢ / ٩٢٩ التبيان. وانظر ٣ / ١٣٩ الكشاف.

(٤) قال أبو البقاء : «وإن أدرى» بإسكان الياء ، وهو الأصل ، وقد حكى فى الشاذ فتحها ، قال أبو الفتح : هو غلط ؛ لأن «إن» بمعنى «ما».

وقال غيره : ألقيت حركة الهمزة على الياء ، فتحركت ، وبقيت الهمزة ساكنة. فأبدلت ألفا ؛ لانفتاح ما قبلها ، ثم أبدلت همزة متحركة ؛ لأنها فى حكم المبتدأ بها ، والابتداء بالساكن محال». ٢ / ٩٣٠ التبيان ، وانظر ٢ / ٩٨ المحتسب.

(٥) «يقرأ على لفظ الأمر ، وعلى لفظ الماضى ، و «احكم» على الأمر ، ويقرأ «ربّى أحكم» على الابتداء ، والخبر». ٢ / ٩٣٠ التبيان ، وانظر ٢ / ٦٩ المحتسب.

٤٨

ويقرأ «ربّى» بياء ، «احكم» ـ بالرفع ـ على أنه مبتدأ ، وخبر.

ويقرأ ـ بفتح الكاف ، والميم ـ على أنه فعل ماض ، أى : أحكم الأشياء بالحق.

٤٧ ـ قوله تعالى : (تَصِفُونَ).

يقرأ بالياء ، والتاء ـ وهو ظاهر (١).

__________________

وانظر القراءات فى ٦ / ٣٤٥ البحر المحيط. وانظر شرح الرضى على الكافية ، ١ / ١٤٨.

وانظر شرح الأشمونى على الألفية ـ بتحقيقنا ٣ / ٢٥٣.

(١) قال أبو البقاء :

«تصفون» بالتاء ، والياء ، وهو ظاهر». ٢ / ٩٣٠ التبيان.

وانظر ٥ / ٤٣٩١ الجامع لأحكام القرآن. وانظر ٦ / ٣٤٥ البحر المحيط.

٤٩

سورة الحجّ

١ ـ قوله تعالى : (تَذْهَلُ).

يقرأ ـ بضم التاء ، وكسر الهاء ـ «كلّ» ـ بالنصب ، والفاعل ضمير الزلزلة (١)

٢ ـ قوله تعالى : (وَتَرَى النَّاسَ).

يقرأ ـ بضم التاء ، والسين ـ والتأنيث ـ هنا ـ للناس ، ومن حيث هو جماعة مثل القوم ، والرّجال.

ويقرأ كذلك ، إلّا أنه بالياء ـ وهو ظاهر.

ويقرأ «ترى» ـ بضم الياء (النَّاسُ) ـ بالنصب ، والفاعل ضمير المخاطب ، أى : ترى أنت يا محمد ، أو يا إنسان ، وهو يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل.

الأول : هو القائم مقام الفاعل ، و (النَّاسَ) الثانى ، و (سُكارى) الثالث (٢).

٣ ـ قوله تعالى : (سُكارى).

يقرأ ـ بضم السين ـ مثل «كسالى» وبفتحها ، مثل «حيارى». وعلى الوجهين يمال ، ويفخم. ويقرأ ـ بضم ـ السين ـ من غير ألف ، مثل «حبلى» ، وهو واحد فى اللفظ ، واقع على الجمع ، أو هو صفة للجماعة.

ويقرأ ـ بفتح السين ـ مثل «مرضى» ؛ لأن السكر آفة كالمرض (٣).

__________________

(١) قال جار الله : «وقرئ «تذهل» على البناء للمفعول ...» ٣ / ١٤٢ الكشاف.

وانظر ٦ / ٣٥٠ البحر المحيط.

(٢) قال أبو البقاء : «ويقرأ بضم التاء ، أى : وترى أنت أيها المخاطب ، أو يا محمد (صلّى الله عليه وسلم» ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه برفع الناس ، والتأنيث على معنى الجماعة ، ويقرأ بالياء ، أى : ويرى الناس ، أى : يبصرون».

٢ / ٩٣١ التبيان.

وانظر ٣ / ١٤٢ الكشاف. وانظر ٦ / ٣٥٠ البحر المحيط.

(٣) فى التبيان : «سكارى» حال على الأوجه كلها ، والضم ، والفتح فيه لغتان ، قد قرى بهما ، و «سكرى»

٥٠

٤ ـ قوله تعالى : (وَيَتَّبِعُ).

يقرأ ـ بالتخفيف ـ وهو فى معنى المشدّد (١).

٥ ـ قوله تعالى : (كُتِبَ).

يقرأ ـ بفتح التاء ، والكاف ـ على تسمية الفاعل ، أى : كتب الله (٢).

٦ ـ قوله تعالى : (أَنَّهُ ، فَأَنَّهُ).

يقرآن ـ بفتح الهمزة ، وهو المشهور –

ويقرأ ـ بكسر هما ـ على تقدير «قال» ؛ لأن «كتب ، و «قال» بمعنى (٣).

٧ ـ قوله تعالى : (الْبَعْثِ).

يقرأ ـ بفتح العين ـ لغة ، مثل «الشعر ، والشّعر».

ويجوز أن يكون الساكن مصدرا ، والمتحرك اسم المصدر (٤).

٨ ـ قوله تعالى : (مُخَلَّقَةٍ).

يقرأ ـ بالنّصب ـ على موضع الجار والمجرور ، وكذلك «غير» (٥).

__________________

مثل «مرضى» الواحد «سكران» أو «سكر» مثل «زمن ، وزمنى» ويقرأ «سكرى» مثل «حبلى» قيل : هو محذوف من سكارى ، وقيل : هو واحد ، مثل «حبلى» كأنه قال : ترى الأمة سكرى.» ٢ / ٩٣٢ وانظر ٣ / ١٤٢ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٥٠ البحر المحيط ، وانظر ٢ / ٧٢ .. المحتسب ، وانظر ٥ / ٤٣٩٧ الجامع لأحكام القرآن».

(١) فى (ب) «من» مكان «فى».

وقال أبو حيان : «وقرأ زيد بن على «ويتبع» خفيفا ...» ٦ / ٣٥١ البحر المحيط.

(٢) فى البحر المحيط : وقرأ الجمهور «كتب» مبنيا للمفعول ...» ٦ / ٣٥١.

(٣) قال أبو البقاء : «هى ، وما عملت فيه فى موضع رفع «يكتب» ويقرأ «كتب» ـ بالفتح ـ أى : كتب الله ، فيكون فى موضع نصب ...» ٢ / ٩٣٢ التبيان» ، وانظر ٣ / ١٤٣ ، ١٤٤ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٥١ البحر المحيط.

(٤) قال أبو البقاء : «وقرأ الحسن «البعث» ـ بفتح العين ـ وهى لغة.» ٢ / ٩٣٣ التبيان وانظر البحر المحيط ٦ / ٣٥٢.

(٥) فى البحر المحيط : «وقرأ ابن أبى عبلة «مخلقة» بالنصب ، و «غير» بالنصب ـ أيضا ـ نصبا على الحال من النكرة المتقدمة ، وهو قليل ، وقاسه سيبويه.» ٦ / ٣٥٢.

٥١

٩ ـ قوله تعالى : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ).

يقرأ بالياء ، أى : يبين الله ، وكذلك «نقر ، ونخرج» (١).

١٠ ـ قوله تعالى : (وَنُقِرُّ)

يقرأ ـ بفتح الراء ـ عطف على (لِنُبَيِّنَ) وكذلك ـ ثم نخرج».

ويقرأ ـ بفتح النون ، وضم القاف ، من قولك : «قررت الشىء» إذا أقررته (٢).

١١ ـ قوله تعالى : (يُتَوَفَّى).

يقرأ ـ بفتح الياء ـ على تسمية الفاعل ، والمفعول محذوف ، أى : يستوفى أجله (٣).

١٢ ـ قوله تعالى : (رَبَتْ).

يقرأ ـ ربأت» ـ بالهمز ـ على إبدال ألف «ربا» همزة ، إلا أن الألف حذفت مع التاء ؛ لسكونها ، ولم تحذف الهمزة ، لتحركها ، وقيل : هو ـ لغة.

وقيل : من «ربأ» : إذا ارتفع ، فكأن الأرض ترتفع للنبت (٤).

١٣ ـ قوله تعالى : (ثانِيَ عِطْفِهِ).

يقرأ : بسكون الياء ، وفتح العين ـ فالتسكين علامة الرفع ، تقديره : هو ثانى ، والعطف : فى الأصل مصدر ، أى : تكرر انعطافه ، ومن فتح جعله

__________________

(١) انظر ٦ / ٣٥٢ البحر المحيط.

(٢) «الجمهور بالضم على الاستئناف ... وقرى بفتح النون ، وضم القاف ، والراء ، أى : نسكن» ٢ / ٩٣٣ التبيان ، وانظر ٩ / ٣٥٢ البحر المحيط.

(٣) قال أبو حيان : «وقرئ يتوفّى» ـ بفتح الياء ـ أى : يستوفى أجله ، والجمهور بالضم ..» ٦ / ٣٥٣ البحر المحيط.

(٤) قال أبو البقاء : «وربت» بغير همز ، من «ربا يربو» إذا زاد ، وقرئ بالهمز ، وهو من «ربأ للقوم» وهو «الربيئة» : إذا ارتفع على موضع عال ، لينظر لهم ، فالمعنى : ارتفعت» ٢ / ٩٣٣ التبيان ، وانظر ٢ / ٧٤ المحتسب ، وانظر ٦ / ٣٥٣ البحر المحيط.

٥٢

حالا ، وفتح عين «عطفه» على ما ذكرنا ، والإضافة غير محضة (١).

١٤ ـ قوله تعالى : (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ).

يقرأ ـ بكسر «التاء من الآخرة ـ و «خسر» على هذا : اسم فاعل ، مثل «نصب ، وتعب».

ويقرأ «خاسر» ـ بالألف ـ على الحال ، و «الآخرة» جرّ ـ أيضا (٢).

١٥ ـ قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرْ).

يقرأ بفتح اللام ، وفيه وجهان :

أحدهما : أنه لغة ، مثل ما جاء فى لام «كى» ؛ لأن لام الأمر نظيرة لام «كى».

والثانى : أنه أتبع اللام الفاء.

ويجوز أن تكون لام القسم ، ويكون التقدير : فلينظر ، وكان القياس ضم الراء ، ولكن سكن ، إما على نية الوقف ، أو ليشاكل ما قبلها (٣).

١٦ ـ قوله تعالى : (وَالدَّوَابُّ).

يقرأ ـ بالتخفيف ـ استثقالا للتشديد ، وهو : نظير قولهم : «ظلت ، ومست» (٤).

__________________

(١) فى التبيان : «ثانى عطفه» حال ، والإضافة غير محضة ، أى : معرضا.» ٢ / ٩٣٤ وانظر ٣ / ١٤٦ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٥٤ البحر المحيط.

(٢) انظر ٢ / ٩٣٤ التبيان ، وانظر ٣ / ١٤٧ الكشاف. وانظر ٢ / ٧٥ المحتسب ، وانظر ٣ / ٣٥٥ البحر المحيط.

(٣) الجدير بالقبول الإتباع ؛ إذا الحمل على القسم فيه بعد.

(٤) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٥٩.

ويعلل أبو البقاء للقراءة فيقول : «... ووجهها : أنه حذف الياء كراهية التضعيف ، والجمع بين الساكنين.» ٢ / ٩٣٦ التبيان.

٥٣

١٧ ـ قوله تعالى : (وَكَثِيرٌ).

يقرأ بالباء ، أى : جمع كبير (١).

١٨ ـ قوله تعالى : (حَقَّ).

يقرأ حقّا ـ بالتنوين ـ وهو منصوب على المصدر ، أى : حق عليه حقّا.

و (الْعَذابُ) مرفوع بالفعل المقدّر ، لا بالمصدر ؛ لأن المصدر المؤكد لا يعمل (٢).

١٩ ـ قوله تعالى : (مِنْ مُكْرِمٍ).

يقرأ ـ بفتح الراء ـ وهو مصدر بمعنى الإكرام ، مثل «مدخل ، ومخرج».

ويجوز أن يكون مكان الإكرام ، أى : ما له من موضع يكرم فيه (٣).

٢٠ ـ قوله تعالى : (هذانِ).

يقرأ ـ بتشديد النون ـ وقد ذكرناه فى «طه» (٤).

٢١ ـ قوله تعالى : (يُصْهَرُ).

يقرأ ـ بالتشديد ـ للتكثير (٥).

٢٢ ـ قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ).

يقرأ ـ بتخفيف اللام ، وفتح الياء ، واللام ، وهو من قولك : «حليت بكذا ، أى : ظفرت به ، فعلى هذا يكون من بدل الباء ، لأنك تقول : حليت بكذا ، ويجوز أن يكون مفعوله ، محذوفا ، أى : يحلّون بشىء من أساور ، أو (٦)

__________________

(١) قال أبو حيان : «وقرأ جناح بن حبيش «وكبير حق» بالباء ...» ٦ / ٣٥٩ البحر المحيط.

(٢) انظر ٣ / ٣٥٩ البحر المحيط.

(٣) قال أبو البقاء : «من مكرم» ـ بكسر الراء ، ويقرأ بفتح الراء ، وهو مصدر بمعنى الإكرام ..» ٢ / ٩٣٧ التبيان ، وانظر ٣ / ١٤٩ الكشاف. وانظر ٦ / ٣٥٩ البحر المحيط.

(٤) انظر ٢ / ٨٩٤ ، ٨٩٥ التبيان ، وفى الإتحاف «وقرأ هذان» بتشديد النون ابن كثير.» ص ٣٩٧.

(٥) انظر ٦ / ٣٦٠ البحر المحيط. وانظر ٣ / ١٥٠ الكشاف.

(٦) فى التبيان : يقرأ بالتشديد من التحلية بالحلى ، ويقرأ بالتخفيف من قولك : أحلى : ألبس الحلى ...» ٢ / ٩٣٨ وانظر ٢ / ٧٧ المحتسب.

٥٤

بحلية ، كما قال سيبويه فى (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ)(١).

ويجوز أن يكون من «حلى» بالحلية ، مثل «نعم» بكسر العين.

٢٣ ـ قوله تعالى : (أَساوِرَ).

يقرأ «أسور» من غير ألف ، ولا تاء ، يريد : أسورة ، فرخّم فى غير النداء ـ وهو ضعيف جدا (٢).

٢٤ ـ قوله تعالى : (وَلُؤْلُؤاً).

يقرأ بالواو ، مكان الهمزة الأولى ، وهو من تخفيف الهمزة ، المضموم ما قبلها ـ بإبدالها واوا ـ.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه منصوب ، أى : يحلّون لؤلؤا ، فهى على موضع الجار ، والمجرور.

ويقرأ بالجر ، أى : من ذهب ، ومن لؤلؤ.

فإن قيل الأساور لا تكون من لؤلؤ ، قيل : يجوز أن يكون فى الجنة ذلك ، ويجوز أن يرصّع السوار به ، ويجوز أن يكون التقدير : وبلؤلؤ ، فحذف حرف الجر ، لظهور معناه.

ويقرأ وليلى ـ بكسر اللامين ، وقلب الهمزة فيهما ياء ، وحذف الثانية للتنوين ، مثل «قاض».

والوجه فيه : «أنه فر من ثقل الضمات ، والهمزتين ، فكسر (٣) ؛ لتصير الهمزة ياء ، كما قالوا فى جمع «دلو» أدل.

__________________

(١) من الآية ٣١ من سورة الأحقاف.

وانظر كتاب سيبويه ١ / ١٧.

(٢) فى البحر المحيط : «وقرأ ابن عباس من أسور» ـ بفتح الراء ، من غير ألف ، ولا هاء ، وكان قياسه أن يصرفه ؛ لأنه نقص بناؤه ، فصار «كجندل» لكنه قدر المحذوف ، فمنعه من الصرف.» ٦ / ٣٦١.

(٣) فى (ب)» «فكسر».

٥٥

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بضم اللام الأولى ، وإبدال الهمزة الثانية ياء ، والوجه فيه ما تقدم (١).

٢٥ ـ قوله تعالى : (سَواءً).

يقرأ ـ بالنصب ـ : على أنه مفعول ثان ب «جعلنا» وبرفع (الْعاكِفُ) به ، أى : صيرناه للناس ، يستوى فيه العاكف (٢).

٢٦ ـ قوله تعالى : (الْعاكِفُ ، والبادى).

يقرآن بالجر ، وهما بدلان من الناس (٣).

٢٧ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ).

يقرأ ـ بفتح الياء ، وهو مستقبل «ورد» أى : من دخل فيه ، والأكثر ورد إليه ، ولكن هذا جائز (٤).

٢٨ ـ قوله تعالى : (وَأَذِّنْ).

يقرأ ـ بتخفيف الذال ، وسكون النون.

والأشبه : أنه مخفف من المفتوح ، والأولى : أن يكون أجرى الوصل مجرى الوقف. وقد قرئ بفتحها ، وهو أصل هذه القراءة ، وقد جعله فعلا ماضيا ، معطوفا على (بَوَّأْنا) (٥).

__________________

(١) قال أبو البقاء : «وَلُؤْلُؤاً» معطوف على «أَساوِرَ» ، لا على «ذَهَبٍ» ؛ لأن السوار ، لا يكون من لؤلؤ فى العادة ، ويصح أن يكون حليا ، ويقرأ بالنصب عطفا على موضع «أساور» وقيل : هو منصوب بفعل محذوف ، تقديره : ويعطون لؤلؤا والهمز ، أو تركه لغتان ، قد قرئ بهما ..» ٢ / ٩٣٨ التبيان. وانظر ٢ / ٧٧ المحتسب ، وانظر ٣ / ١٥١ الكشاف. وانظر ٦ / ٣٦١ البحر المحيط.

(٢) قال جار الله : «سواء» بالنصب قراءة حفص ، والباقون على الرفع ، ووجه النصب : أنه ثانى مفعولى «جعلناه.» ٣ / ١٥١ الكشاف. وانظر الإتحاف ص ٣٩٨ ، وانظر ٦ / ٣٦٢ ، ٣٦٣ البحر المحيط.

(٣) انظر ٦ / ٣٦٣ البحر المحيط ، وقال أبو البقاء : «... على أن يكون بدلا من الناس ..» ٢ / ٩٣٩ التبيان ، وانظر ٣ / ١٥١ الكشاف.

(٤) قال جار الله : «وقرئ بفتح الياء من الورود ..» ٣ / ١٥١ وانظر ٦ / ٣٦٣ البحر المحيط.

(٥) قال أبو البقاء : «وأذن» يقرأ بالتشديد ، والتخفيف ، والمد ؛ أى : أعلم الناس بالحج ..» ٢ / ٩٤٠ التبيان وانظر ٢ / ٧٨ المحتسب ، وانظر ٣ / ١٥٢ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٦٤ البحر المحيط.

٥٦

٢٩ ـ قوله تعالى : (رِجالاً).

يقرأ ـ بضم الراء ، وتشديد الجيم ، منونا ـ وهو : جمع «راجل» مثل : «كافر ، وكفّار» ويقرأ كذلك ، إلا أنه غير منوّن ، جعله مقصورا مثل «حوازى».

ويقرأ ـ بالضم ، والتخفيف ـ منونا ، وغير منوّن ، وهو جمع مثل «رخال ، وتؤام» (١).

٣٠ ـ قوله تعالى : (يَأْتِينَ)

يقرأ «يأتون» ـ بالواو ـ وأعاده إلى «الرّجال» (٢).

٣١ ـ قوله تعالى : (حُرُماتِ).

يقرأ ـ بإسكان الراء ـ وهو من تخفيف المضموم ، وهى لغة جيدة ، صحيحة (٣).

٣٢ ـ قوله تعالى : (فَتَخْطَفُهُ).

فيها قراءات ، قد ذكرت فى البقرة ، عند قوله : (يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ)(٤).

إلا أن بعضهم قرأه ـ هنا ـ بفتح الفاء ـ وهو ضعيف.

والوجه فيه : أن يعطفه على موضع (فَكَأَنَّما) وهو جواب «من» وإذا عطف على الجواب جاز النصب بإضمار «أن» والجزم على اللفظ ، والرفع على الاستئناف (٥).

__________________

(١) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «رِجالاً» وابن أبى إسحاق بضم الراء ، والتخفيف ... وعن عكرمة «رجالى» على وزن النعامى بألف التأنيث المقصورة ، وكذلك مع تشديد الجيم .. جمع «راجل» كتاجر ، وتجار.» ٣ / ٣٦٤ البحر المحيط. وانظر ٢ / ٩٤٠ التبيان ، وانظر ٣ / ١٥٢ الكشاف. وانظر ٢ / ٧٩ المحتسب.

(٢) قال أبو البقاء : «وقرئ شاذا «يأتون» على كل ضامر ، وقيل : «يأتون» مستأنف» ٢ / ٩٤٠ التبيان ، وانظر ٣ / ١٥٢ الكشاف. وانظر ٦ / ٣٦٤ البحر المحيط.

(٣) انظر شرح الأشمونى للألفية فى ساكن العين ، .. ٤ / ٢١٣ ، ٢١٤ بتحقيقنا.

(٤) من الآية ٢٠ من سورة البقرة.

(٥) وقد ذكر أبو البقاء ست قراءات ١ / ٣٦ ، ٣٧ التبيان وانظر ٣ / ١٥٦ الكشاف. وانظر ٦ / ٣٦٦ البحر المحيط.

٥٧

مثل هذا : (يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ) بالأوجه الثلاثة (١).

٣٣ ـ قوله تعالى : (أَوْ تَهْوِي).

يقرأ «تهوى» ـ بفتح الواو ، وألف بعدها ، وماضيه «هوى» والمشهور فى : ماضيه «هوى» (٢).

٣٤ ـ قوله تعالى : (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ).

يقرأ ـ بنصب «الصلاة» والنون محذوفة ، للتخفيف ـ : لطول الكلمة (٣) مثل قولهم (٤).

الحافظو عورة العشيرة لا

يأتيهم من ورائهم نطف

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بإثبات النون ـ وهو الأصل (٥).

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بكسر التاء من «الصلاة» : فيجوز أن يكون جرّ بلام مقدرة ، أى : للصلاة ـ وفيه بعد (٦).

ويجوز أن يكون نوى الإضافة ، وأقحم النون ، كما قالوا : يا تيم تيم عدىّ .. (٧).

__________________

(١) ذكر أبو البقاء الأوجه الثلاثة : الرفع على الاستئناف ، والجزم للعطف على جواب الشرط والنصب عطفا على المعنى بإضمار «أن» انظر ١ / ٢٣٣ التبيان.

(٢) انظر المختار ، مادة (ه وا).

(٣) فى التبيان : «الجمهور على الجر بالإضافة ، وقرأ الحسن بالنصب ، والتقدير : والمقيمى تحذف النون تخفيفا ، للإضافة» ٢ / ٩٤٢» وانظر ٢ / ٨٠ المحتسب.

(٤) القائل : قيس بن الخطيم والبيت من المنسرح وهو من شواهد كثير من النحاة ، وفى مقدمتهم : سيبويه ، ويقول لم يحذف النون للإضافة ، ليعقب الاسم النون ، ولكن حذفها كما حذفوها من «اللذين ، والذين» حين طال الكلام ..» ١ / ٩٥ الكتاب. وانظر تحصيل عين الذهب بأسفل ١ / ٩٥ من الكتاب.

(٥) انظر المحتسب ٦ / ٣٦٩.

(٦) انظر شرح الأشمونى للألفية بتحقيقنا ٢ / ٤٣٥ ...

(٧) البيت لجرير بن عطية ، والبيت من البسيط ، وقد استشهد به كثير من النحاة وفى المقدمة سيبويه ، والبيت بتمامه

٥٨

فإذا أقحم الاسم فالحرف أولى.

فعلى هذه لا تكون هذه النون فى قولك : «مررت بالضّاربين» بل غيرهما.

كما فى قولهم : «يا طلحة» ـ فيمن فتح التاء ـ فإنها زائدة ، وليست تاء التأنيث ، التى فى قولك : «مررت بطلحة».

٣٥ ـ قوله تعالى : (وَالْبُدْنَ).

يقرأ ـ بضمتين ـ وهو الأصل ، والمشهور مخففة منها.

ويقرأ بتشديد النون ، بعد ضمتين.

والأشبه أن يكون ذلك على نية الوقف ، كما قالوا «فرج» : وهو يجفل ، وأجرى الوصل مجرى الوقف (١).

٣٦ ـ قوله تعالى : (صَوافَّ).

يقرأ بالنون مفتوحة ، مخففة الفاء ، وهو جمع ، «صافين» وهو : الذى يقف على ثلاثة ، ويثنى سنبك الرابعة ، وأكثر ما يكون ذلك فى الخيل.

ويقرأ ـ بياء مفتوحة ، غير منونة ، من «صفا يصفو» أى : خوالص لله.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه ، نون ، فكأنهم قاسوه على «سلاسلا» ويذكر فى موضعه (٢) [بسورة الإنسان].

__________________

يا تيم تيم عدى ، لا أبا لكم

لا يلقينكم فى سوأة عمر

والاستشهاد به على إقحام تيم الثانى بين تيم الأول ، وما أضيف إليه .. ١ / ٢٦ تحصيل عين الذهب وقد استشهد به سيبويه فى موضع آخر ١ / ٣١٤.

(١) قال أبو البقاء : «والبدن» هو جمع «بدن» وواحدته «بدنة ، مثل «خشبة ، وخشب» ويقال : هو جمع «بدنة» مثل «ثمرة ، وثمر» ويقرأ بضم الدال مثل «ثمر» والجمهور على النصب بفعل محذوف ، أى : وجعلنا البدن ، ويقرأ بالرفع على الابتداء.» ٢ / ٩٤٢ التبيان.

وانظر ٦ / ٣٦٩ البحر المحيط ، وانظر ٣ / ١٥٨ الكشاف.

(٢) فى التبيان : ويقرأ «صوافن» واحده «صافن» وهو الذى يقوم على ثلاث ، وعلى سنبك الرابعة .. ويقرأ «صوافى» أى : خوالص لله تعالى ، ويقرأ بتسكين الياء ، وهو مما سكن فى موضع النصب من المنقوص.» ٢ / ٩٤٢ ، ٩٤٣ وانظر ٢ / ٨١ المحتسب ، وانظر ٣ / ١٥٨ الكشاف وانظر ٦ / ٣٦٩ البحر المحيط.

٥٩

٣٧ ـ قوله تعالى : (الْقانِعَ).

يقرأ بغير ألف ، حذف الألف تخفيفا ، كما قالوا فى «عارد عرد».

ويجوز أن يكون فعله «قنع ـ بكسر النون ـ فهو «قنع» مثل : «نصب فهو نصب» (١).

٣٨ ـ قوله تعالى : (وَالْمُعْتَرَّ).

يقرأ «المعترى» .. ـ بالياء ، خفيفة الراء ـ والفعل منه «اعترى» و «عرا يعرو القوم» أى : نزل بهم.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بغير ياء ؛ لأنه اكتفى بالكسرة عنها.

ويقرأ ـ بفتح العين ، وكسر التاء ، مشدّدا ، من «عتّر» وكأنه المضطرب الفقر ، من قولهم : «عتر الرّمح ، إذا : اضطرب ، أو من «عتر الشىء» إذا اشتد ، أى : اشتد عليه الفقر ، أو من «عتر» إذا : ذبح ، كأنه ذبحه الفقر (٢).

٣٩ ـ قوله تعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ).

يقرأ بالرفع ، ونصب «اللحوم» و «الدماء» على أنه فاعل ، أى : لن يعتدّ الله بها.

ويقرأ «تنال» بالتاء ـ فى الكلمتين ، و (اللهَ) ـ بالنصب ، و (لُحُومُها) ، و (دِماؤُها) ـ بالرفع ـ على تأنيث الجمع ، والتقوى مؤنثة.

ويقرأ ـ «يناله» ـ بياء مضمومة ـ على ما لم يسم فاعله ، والتقدير : ينال ثواب الله ، فحذف المضاف ، وأضمر اسم الله ، لقيامه مقام المضاف ، و (التَّقْوى) تقديره : بالتقوى ، فحذف حرف الجر ؛ لظهور معناه (٣).

__________________

(١) قال أبو الفتح : ومن ذلك قراءة أبى رجاء «القنع» .. وانظر ما سجله أبو الفتح ٢ / ٨٢ المحتسب.

وانظر ٣ / ١٥٨ الكشاف وانظر ٦ / ٣٧٠ البحر المحيط.

(٢) قال أبو البقاء : «المعتر ، ويقرأ المعترى ـ بفتح التاء ، وهو فى معناه ، يقال : عرهم ، واعترهم ، وعراهم ، واعتراهم ، إذا تعرض لهم للطلب ..» ٢ / ٩٤٣ التبيان.

وانظر ٢ / ٨٢ ، ٨٣ المحتسب ، وانظر ٣ / ١٥٨ الكشاف ، وانظر ٦ / ٣٧٠ البحر المحيط.

(٣) قال أبو البقاء : «الجمهور على الياء ؛ لأن اللحوم ، والدماء جمع تكسير ، فتأنيثه غير حقيقى ، والفصل بينهما حاصل ..» ٢ / ٩٤٣ التبيان ، وقال جار الله : «وقرئ ، لن تنال الله ، ولكن تناله» بالتاء ، والياء ٣ / ١٥٩ الكشاف .. وانظر ٦ / ٣٧٧٠ البحر المحيط ، وانظر ٥ / ٤٤٥٧ الجامع لأحكام القرآن.

٦٠