إعراب القراءات الشّواذ - ج ٢

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

إعراب القراءات الشّواذ - ج ٢

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد السيّد محمّد عبد الحميد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٠
الجزء ١ الجزء ٢

٩ ـ قوله تعالى : (وَاقْصِدْ).

قرأ ـ بقطع الهمزة ، مفتوحة ـ وهو من «أقصده الرامى ، وأقصده النعاس» إذا : أصابه.

فكأنه أراد : وأصب فى مشيك القصد ، ولا يجوز أن تكون «في» زائدة أى : وأقصد مشيك (١).

١٠ ـ قوله تعالى : (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ).

يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ والتقدير : واغضض من صوتك ؛ لأن أنكر الأصوات (٢).

١١ ـ قوله تعالى : (وَأَسْبَغَ).

يقرأ ـ بصاد ، مكان السين ـ وذلك : أنه أبدل السين صادا ؛ لتناسب الغين فى صفتها من الجهر ، كما قالوا : «صقر ، وسقر ، وزقر» وكذلك مع الطاء فى «الصراط» (٣).

١٢ ـ قوله تعالى : (ظاهِرَةً وَباطِنَةً).

يقرأ ـ بضم الراء ، والنون ـ والهاء : ضمير ، والتقدير : الذى هو فى السماوات ، ثم أبدل : وظاهره ، وباطنه» من عائد «الّذى» وجرى طول الكلام مجرى التوكيد (٤).

__________________

(١) فى الكشاف : «وقرئ ، وأقصد» ـ بقطع الهمزة ، أى : سدد فى مشيك ، من أقصد الرامى ، : إذا سدد سهمه نحو الرمية». ٣ / ٤٩٨.

وانظر ٧ / ١٨٩ البحر المحيط.

(٢) والقراءة بفتح الهمزة ، لتقدير اللام قبل «إن» من مواضع فتح همزة «إن» انظر شرح ألفية ابن مالك ، لابن الناظم بتحقيقنا ، ص ١٦٢ ، ....

(٣) قال أبو الفتح : ومن ذلك قراءة يحيى بن عمارة : «وأصبغ عليكم نعمه ظاهرة ، وباطنة ، ...».

٢ / ١٦٨ المحتسب. وانظر ٧ / ١٩٠ البحر المحيط.

(٤) يقول أبو البقاء : «وظاهرة» حال ، أو صفة». ٢ / ١٠٤٥ التبيان.

وانظر ٧ / ٢٩٠ البحر المحيط.

١٤١

١٣ ـ قوله تعالى : (يُسْلِمْ وَجْهَهُ).

يقرأ ـ بفتح السين ، مشدّدا ـ يسلم عبادته إلى أمر الله ، فيتعبد بما أمر (١).

١٤ ـ قوله تعالى : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ).

يقرأ ـ بالتاء ـ لأن الفاعل مؤنث ، وهو (سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)(٢).

١٥ ـ قوله تعالى : (كَلِماتُ)(٣).

يقرأ ـ بالجمع ، والتوحيد.

١٦ ـ قوله تعالى : (الْفُلْكَ).

يقرأ ـ بضم اللام (٤) ـ وقد سبق (٥) [فى سورة البقرة الآية ١٦٤].

١٧ ـ قوله تعالى : (بِنِعْمَتِ).

يقرأ ـ بالألف ، والتاء ـ على الجمع ، وفيه ثلاث قراءات : سكون العين ، وكسرها ، وفتحها ـ وهى لغات معروفة (٦).

١٨ ـ قوله تعالى : (كَالظُّلَلِ).

يقرأ ـ بكسر الظاء ، وألف بعد اللام ـ واحده «ظلّة» يقال : ظلّة ، وظلل ،

__________________

(١) قال جار الله : «قرأ على بن أبى طالب» (رضى الله عنه) «ومن يسلّم» بالتشديد ، يقال : سلم أمرك ، وأسلم أمرك إلى الله.» ٣ / ٤٩٩ االكشاف ، وانظر ٧ / ١٩٠ البحر المحيط.

(٢) انظر ٧ / ١٩١ البحر المحيط.

(٣) قال أبو حيان : وقرأ الجمهور : «ما نفدت كلمات الله» بالألف ، والتاء ، وقرأ زيد بن على «كلمة الله على التوحيد». ٧ / ١٩٢ البحر المحيط.

(٤) فى المحتسب : «ومن ذلك قراءة موسى بن الزبير «الفلك» ـ بضم اللام ..» ٢ / ١٧٠.

(٥) انظر ١ / ١٣٣ التبيان.

(٦) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور «بنعمة الله» على الإفراد اللفظى ، وقرأ الأعرج ، .... «بنعمات الله» ـ بكسر النون وسكون العين ، وجمعا بالألف والتاء ، وقرأ ابن أبى عبلة ـ بفتح النون ، «وكسر العين ، وبالألف ، والتاء ...» ٧ / ١٩٣.

١٤٢

وظلال» مثل : «حقّة ، وحقاق ، وقبّة ، وقباب» (١).

١٩ ـ قوله تعالى : (يَجْزِي).

يقرأ ـ بهمزة مكان الياء ، مضمومة ـ أى : لا يستغنى والد عن ولده من قولهم : «جزأت الماشية عن الماء» أى : استغنت عنه بالرّطب.

ويقرأ ـ بضم الياء ، والهمزة ـ من قولهم : «أجزأه كذا ، أى : قضى عنه» (٢).

٢٠ ـ قوله تعالى : (الْغَرُورُ).

يقرأ ـ بضم الغين ـ وهو مصدر «غرّه غرورا» والفتح : اسم للغارّ ، وهو : اسم للشيطان (٣).

٢١ ـ قوله تعالى : (بِأَيِّ أَرْضٍ).

يقرأ «بأيّة» ـ بالتاء ـ على تأنيث الأرض (٤).

__________________

(١) قال جار الله : «وقرئ «كالظلال» : جمع ظلّة ، كقلّة ، وقلال». ٣ / ٥٠٣ الكشاف. وفى البحر المحيط : «وقرأ محمد ابن الحنفية «كالظلال» وهما جمع ظلة ، نحو : «قلة ، وقلل ، وقلال» ٧ / ١٩٣.

(٢) فى الكشاف :

«وقرئ «لا يجزئ» : لا يغنى ، يقال : أجزأت عنك فجزأ فلان ، والمعنى : لا يجزئ فيه ، فحذف». ٣ / ٥٠٤.

والمعنى : لا يجزئ فيه ، حذف». ٣ / ٥٠٤.

وقال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «لا يجزى» مضارع «جزى» ، وعكرمة بضم الياء ، وفتح الزاى ، مبنيا للمفعول ، وأبو السّمال ، ... لا يجزئ بضم الياء ، وكسر الزاى ، مهموزا ، ومعناه : لا يغنى ، يقال : أجزأت عنك جزاء فلان ، أى : أغنيت». ٧ / ١٩٤ البحر المحيط.

(٣) قال أبو الفتح :

ومن ذلك قراءة سماك بن حرب «ولا يغرنكم بالله الغرور» بضم الغين ..» ٢ / ١٧٢ المحتسب. وانظر ٧ / ١٩٤ المحتسب.

(٤) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور «بأى أرض» وقرأ موسى الأسوارى ، وابن أبى عبلة ، بأية أرض» بتاء التأنيث ، بإضافتها إلى الموت ، وهى لغة قليلة.» ٧ / ١٩٤ ، ١٩٥ البحر المحيط.

١٤٣

سورة السّجدة

١ ـ قوله تعالى : (يَعْرُجُ).

يقرأ ـ بكسر الراء ـ وهى لغة.

ويقرأ بياء مضمومة ، وفتح الراء ـ على ما لم يسم فاعله.

ويقرأ ـ بياء مفتوحة ، وبضم الراء ـ على التذكير ، لأن تأنيث «الملائكة» غير حقيقى (١).

٢ ـ قوله تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ).

يقرأ ـ بكسر الميم ـ والوجه فيه : أن يجعل ذلك بدلا من (رَبِّ الْعالَمِينَ) و «عالم» بدل من ذلك ، و «العزيز الرحيم» صفة «لعالم» (٢).

٣ ـ قوله تعالى : (وَبَدَأَ).

يقرأ ـ بغير همز ـ وقد ذكر (٣) [فى سورة الأعراف الآية ٢٩].

٤ ـ قوله تعالى : (ضَلَلْنا).

يقرأ ـ بضاد معجمة ، وكسر اللام ـ وهى لغة.

ويقرأ ـ بصاد غير معجمة [غير منقوطة] ـ وبكسر اللام ، وفتحها ـ من «صلّ اللّحم» إذا : أنتن ، والفتح ، والكسر لغتان.

__________________

(١) قال جار الله : «وقرأ ابن أبى عبلة» «يعرج» على البناء للمفعول ..» ٣ / ٥٠٨ الكشاف.

وقال أبو حيان : «وقرأ ابن أبى عبلة «يعرج» مبنيا للمفعول ، والجمهور : مبنيا للفاعل» ٧ / ١٩٨ البحر المحيط.

(٢) فى البحر المحيط : «وقرأ زيد بن على «عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم» بخفض الأوصاف الثلاثة ، وأبو زيد النحوى بخفض «العزيز ، الرحيم» وقرأ الجمهور برفع الثلاثة ، على أنها أخبار لذلك». أو الأول خبر ، والاثنان وصفان ...» ٧ / ١٩٩.

(٣) وذلك على تخفيف الهمزة بإبدالها من جنس حركة ما قبلها ، وقد تقدم ذلك ، وانظر ٢ / ٧٩١ التبيان.

١٤٤

ويقرأ ـ بضاد معجمة ، مرفوعة ، مشددة اللام ، مكسورة ـ أى : أهلكنا (١).

٥ ـ قوله تعالى : (أُخْفِيَ).

يقرأ ـ بسكون الياء ـ على أنه فعل مضارع ، أى : أخفى لهم أنا.

ويقرأ ـ بفتح الهمزة ، وألف بعد الفاء ، على أنه فعل ماض ، أى : أخفى الله لهم.

ويقرأ «يخفى» ـ بالنون ـ وهو ظاهر ، ويقرأ «أخفين» والضمير للنعم (٢).

٦ ـ قوله تعالى : (قُرَّةِ).

يقرأ ـ بألف ـ على الجمع ، لاختلاف أنواعها ، وإضافتها إلى الجمع (٣).

٧ ـ قوله تعالى : (نُزُلاً).

يقرأ ـ بسكون الزاى ـ وهو من باب تخفيف المضموم ، أى : لأجل صبرهم.

٨ ـ قوله تعالى : (يَهْدِ لَهُمْ).(٤)

يقرأ ـ بالنون ، وهو ظاهر (٥).

٩ ـ قوله تعالى : (يَمْشُونَ).

يقرأ ـ بالضم ، والتشديد ـ وقد ذكر فى «طه» (٦) [الآية ١٢٨].

__________________

(١) فى التبيان : «أئذا ضللنا» بالضاد أى : ذهبنا ، وهلكنا ، وبالصاد ، أى أنتنا من قولك ، صل اللحم : إذا أنتن.» ٢ / ١٠٤٨ وانظر ٣ / ٥٠٩ الكشاف. والمحتسب ٢ / ١٧٢ والبحر المحيط ٧ / ٢٠٠.

(٢) انظر ٢ / ١٠٤٩ التبيان ، وانظر ٧ / ٢٠٢ البحر المحيط.

(٣) قال أبو الفتح :

«ومن ذلك قراءة النبى (صلّى الله عليه وسلم) وأبى هريرة ، وأبى الدرداء ، وابن مسعود ، وعون العقيلى «قرّات أعين» ... ٢ / ١٧٤ ، ١٧٥ المحتسب. وانظر ٧ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ البحر المحيط.

(٤) انظر ٧ / ٢٠٣ البحر المحيط. فقد أثبت قراءة الضم ، والإسكان وانظر ١ / ٣٢٢ التبيان.

(٥) قال جار الله : «وقرئ بالنون ، والياء ، والفاعل ما دل عليه.» ٣ / ٥١٦ الكشاف.

(٦) فى الكشاف : «وقرئ «يمشون» بالتشديد.» ٣ / ٥١٦ وانظر ٢ / ٩٠٨ التبيان.

١٤٥

١٠ ـ قوله تعالى : (تَأْكُلُ).

يقرأ ـ بالياء ـ لأن تأنيث الأنعام غير حقيقى ، ولأجل الفصل (١).

١١ ـ قوله تعالى : (مُنْتَظِرُونَ).

يقرأ ـ بفتح الظاء ، أى : مؤخرون (٢).

__________________

(١) فى البحر المحيط : «وقرأ أبو حيوة ، وأبو بكر فى رواية «يأكل» بالياء.» ٧ / ٢٠٥.

(٢) قال أبو حيان : وقرأ اليمانى : «منتظرون» ـ بفتح الظاء : اسم مفعول ، والجمهور : بكسرها : اسم فاعل ، أى : منتظر هلاكهم.» ٧ / ٢٠٦ البحر المحيط.

١٤٦

سورة الأحزاب

١ ـ قوله تعالى : (اتَّقِ اللهَ).

يقرأ «تق الله» بغير همزة ، وتخفيف التاء ـ يقال : «اتّقاه يتقيه ، وتقاه يتقيه» قال الشاعر (١) :

زيادتنا لقمان لا تنسينّها

تق الله فينا ، والكتاب الذى تتلو

٢ ـ قوله تعالى : (تُظاهِرُونَ).

يقرأ ـ بتشديد الظاء ، من غير ألف ـ على التكثير.

ويقرأ ـ بالتخفيف ، والألف ـ وهو لازم ، يقال : «ظاهر من امرأته ، وتظاهر»

ويقرأ ـ بضم التاء ، وكسر الهاء ، مشدّدا ، يجعل التشديد فيه عوضا عن الألف.

ويقرأ ـ بضم التاء ، وألف ، مخففا ـ وماضيه «ظاهر».

ويقرأ ـ بفتح التاء ، وألف مشددا ـ أى : تتظاهرون. (٢).

٣ ـ قوله تعالى : (يَهْدِي).

يقرأ ـ بضم الياء ، وفتح الدال ـ على ما لم يسمّ فاعله ، والضمير للإنسان المهدى (٣).

__________________

(١) الشاعر : عبد الله بن همام السلولى ، وقال أبو الفتح : وقد حذفت الفاء ، وجاءت تاء «افتعل» عوضا منها ، وذلك قولهم : «تقى ، يتقى» والأصل : اتقى ، يتقى ، فحذفت التاء ، فبقى «تقى» ... ثم قال : وآنشد أبو الحسن : ـ يريد الأخفش ـ وذكر البيت ٢ / ٢٧٦ الخصائص ، وانظر لسان العرب ، مادة (وق ى).

(٢) قال جار الله : «تظاهرون ، من ظاهر ، وتظاهرون من ظاهر ، بمعنى تظاهر وتظهرون : من أظهر بمعنى «تظهر ، وتظهرون من ظهر بمعنى ظاهر ، كعقد بمعنى عاقد وتظهرون من ظهر بلفظ فعل من الظهور ، ومعنى ظاهر من امرأته قال لها : أنت على كظهر أمى» ٣ / ٥٢١ الكشاف ، وانظر ١ / ٨٦ ، ٨٧ التبيان. وانظر ٧ / ٢١١ البحر المحيط.

(٣) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور «يهدى» مضارع «هدى» وقتادة ـ بضم الياء ، وفتح الهاء وشد الدال» ٧ / ٢١٢.

١٤٧

٤ ـ قوله تعالى : (أُمَّهاتُهُمْ).

يقرأ ـ «أمهاته» ـ بغير ميم ـ وإنما أفرد الضمير ؛ لأنه ذهب مذهب الجنس ، كقوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً)(١) ، أراد : الذين يدل على ذلك قوله : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ)(٢) وتقول العرب : «هذا أجمل النّاس ، وأحسنه (٣).

٥ ـ قوله تعالى : (لِيَسْئَلَ).

يقرأ ـ بفتح السين ، من غير همز ـ والوجه فيه : أنه ألقى حركة الهمزة على السين ، وحذفها (٤).

٦ ـ قوله تعالى : (لَمْ تَرَوْها)(٥).

يقرأ ـ بالياء ـ يشير إلى الكفار.

٧ ـ قوله تعالى : (وَزُلْزِلُوا).

يقرأ ـ بكسر الزاى الأولى ـ إتباعا لكسرة الزاى الثانية ، ولم يعتد بالحاجز ، لسكونه (٦).

٨ ـ قوله تعالى : (زِلْزالاً).

يقرأ ـ بفتح الزاى ـ وهو مصدر «زلزل» وبالكسر الاسم (٧).

__________________

(١ ، ٢) من الآية ١٧ من سورة البقرة.

(٣) المراد : أن عود الضمير المذكر ، المفرد على الناس ، ينصب على الجنس.

(٤) وقد تقدم أشباه لذلك.

(٥) فى البحر المحيط : «وهى قراءة أبو عمرو فى رواية ، ...» ٧ / ٢١٦.

(٦) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور : «وزلزلوا» ـ بضم الزاى» ، وقرأ أحمد بن موسى ... بكسر الزاى.» ٧ / ٢١٧.

(٧) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور» «زلزالا» ـ بكسر الزاى ، والحجدرى ، وعيسى بفتحها ...» ٧ / ٢١٧.

١٤٨

٩ ـ قوله تعالى : (مُقامَ).

يقرأ ـ بضم الميم ـ أى لا إقامة (١).

١٠ ـ قوله تعالى : (عَوْرَةٌ ـ بِعَوْرَةٍ).

يقرأ فيهما ـ بكسر الواو ـ وهو من : «عور البلد» إذا صارت له عورة.

فبنى الاسم على الفعل ، ونظيره من الصحيح : «نصب فهو نصب» (٢).

١١ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ سُئِلُوا).

يقرأ ـ برفع السين ، وواو مكان الهمزة ، على إبدال الهمزة واوا للضمة التى قبلها.

ويقرأ ـ بكسر السين ، وياء ساكنة ، مكان الهمزة ، لأنه أبدل الهمزة ياء ؛ لانكسارها ، ثم أبدل من ضمة السين كسرة ، فصارت مثل «قيل».

ويقرأ ـ بضم السين ، وتخفيف الهمزة ، فتقرب من الياء ، وقوم يخلصونها ياء.

ويقرأ ـ بضم السين ، وواو ، وتخفيف الهمزة ، فيقرب من الياء ، وقوم يخلصونها ياء. واو بعدها همزة على «فوعلوا» كما تقول : «سألته».

ويقرأ ـ بضم السين ، وواو بعدها همزة على «فوعلوا» كما تقول : سألته.

ويقرأ بضم السين وواو ساكنة من غير همز ، والوجه فيه : أنه سكن الهمزة ، وقلبها واوا للضمة قبلها (٣).

١٢ ـ قوله تعالى : (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ).

يقرأ ـ بالرفع ـ وفيه وجهان

أحدهما : هو بدل من الضمير فى (سَلَقُوكُمْ) ، أو تكون الواو علامة للجمع ، لا ضميرا ، مثل «أكلونى البراغيث».

__________________

(١) انظر ص ٤٥٢ الإتحاف ، وانظر ٧ / ٢١٨ البحر المحيط.

(٢) قال أبو الفتح فى : «إن بيوتنا عورة ، وما هى بعورة» بكسر الواو ...» ٢ / ١٧٦ المحتسب وانظر ٧ / ٢١٨ البحر المحيط وانظر ٢ / ١٠٥٣ التبيان.

(٣) يقول أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة الحسن ثم سولوا الفتنة» ـ مرفوعة السين «ولا يجعل فيها ياء ، ولا يمدها ..» ٢ / ١٧٧ المحتسب ، وانظر ٧ / ٢١٨ ، ٢١٩.

١٤٩

الثانى : تقديره : هم أشحة (١).

١٣ ـ قوله تعالى : (سَلَقُوكُمْ).

يقرأ ـ بالصاد ، وهو لغة (٢).

١٤ ـ قوله تعالى : (بادُونَ).

يقرأ «بدّا» ـ بضم الباء ، وتشديد الدال ، وألف بعدها ، تسقط فى الوصل بالتنوين ، وهو جمع «باد» مثل «فاعل» ، وفعّل» ومثله «غاز ، وغزّى» ـ وقد ذكر (٣) فى آل عمران (٤) [الآية ١٥٦].

١٥ ـ قوله تعالى : (يَسْئَلُونَ).

يقرأ ـ بفتح السين ، من غير همز ـ وذلك على الإلقاء.

ويقرأ ـ بتشديد السين ، وألف بينها ، وبين الهمزة ، وأصله «يتساءلون» فأبدلت التاء سينا (٥).

١٦ ـ قوله تعالى : (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ).

يقرأ ـ بضم التاء ، مشدّدا ـ للتكثير.

ويقرأ ـ بالتاء ـ تأسرون كذلك ، ومنهم من يضم السين ، وهى لغة : «أسر يأسر ، ويأسر» (٦).

__________________

(١) فى التبيان : «أشحة» «هو جمع» «شحيح ، وانتصابه على الحال من الضمير فى «يأتون». و «أشحة» الثانى : حال من الضمير المرفوع فى «سلقوكم». ٢ / ١٠٥٤.

وفى البحر المحيط : «وقرأ ابن أبى عبلة «أشحة» بالرفع ، أى : هم أشحة ، والجمهور بالنّصب على الحال فى «سلقوكم ..» ٧ / ٢٢٠ وانظر ٣ / ٥٣٠ الكشاف.

(٢) وقد قرأ بها ابن أبى عبلة : انظر ٧ / ٢٢٠ البحر المحيط.

(٣) قال أبو البقاء : «وبادون» : جمع «باد» وقرئ «بدا» مثل «غاز ، وغزّى» وانظر ٣ / ٥٣٠ الكشاف. ٢ / ١٠٥٤ التبيان.

(٤) وانظر ١ / ٣٠٤ التبيان.

(٥) انظر ٣ / ٥٣٠ الكشاف ، وانظر ٧ / ٢٢١ البحر المحيط.

(٦) فى البحر المحيط : وقرأ الجمهور «وتأسرون» بتاء الخطاب ، وكسر السين ، وأبو حيوة بضمها ، واليمانى بياء الغيبة ، وابن أنس عن ابن ذكوان بياء الغيبة فى «تقتلون ، وتأسرون.» ٧ / ٢٢٥.

١٥٠

١٧ ـ قوله تعالى : (تَطَؤُها).

يقرأ ـ بتليين الهمزة ، وبحذفها.

والوجه : أنه أبدلها ألفا ، ثم حذفها بالواو ، التى بعدها ، مثل «علوها» (١).

١٨ ـ قوله تعالى : (أُمَتِّعْكُنَّ).

يقرأ ـ بضم العين ـ لم يجعله جواب الشرط ، والتقدير : أنا أمتعكنّ» وكذلك «أسرّحكنّ» ـ بضم الحاء ـ.

ويقرأ ـ بالتخفيف ، وسكون العين ـ مثل «أمتع» وهو بمعنى المشدد (٢).

١٩ ـ قوله تعالى : (يَأْتِ).

يقرأ ـ بالتاء ـ وهو مؤنث على «من» كما جاء فى «تقنت ، وتعمل ... (٣).

٢٠ ـ قوله تعالى : (يُضاعَفْ).

يقرأ ـ بياء مرفوعة ، وفتح العين ـ على ما لم يسم فاعله ، و (الْعَذابُ) ـ بالرفع ـ.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالنون ، مكسورة العين ، مخففا ، «العذاب» بالنّصب.

ويقرأ ـ بتشديد العين ، وإسناد الفعل إلى الله ، بالنون تارة ، وبالياء أخرى (٤).

٢١ ـ قوله تعالى : (فَيَطْمَعَ).

__________________

(١) فى البحر المحيط : وقرأ الجمهور» تطئوها» بهمزة مضمومة ، بعدها واو ، وقرأ زيد بن على «لم تطوها» بحذف الهمزة ، أبدل همزة «تطأ» ألفا.» ٧ / ٢٢٥.

(٢) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «أمتعكن» بالتشديد من «متع» وزيد بن على بالتخفيف ، من «أمتع.» ٧ / ٢٢٧ وانظر ٦ / ٥٢٥٣ الجامع لأحكام القرآن.

(٣) فى المحتسب «ومن ذلك قراءة عمرو بن فائد ... «يا نساء النبى من تأت منكن.» بالتاء» .... ٢ / ١٧٩. وانظر ٧ / ٢٢٧ البحر المحيط.

(٤) قال جار الله : «يضاعف ، ويضعف» على البناء للمفعول ، ويضاعف ، وتضعف ، بالياء والنون.» ٣ / ٥٣٦ الكشاف. وانظر ٧ / ٢٢٨ البحر المحيط.

١٥١

يقرأ ـ بكسر الميم ـ وماضيه «طمع» ـ بفتحها ـ وهى لغة.

ويقرأ ـ بضم الياء ، وكسر الميم ـ أى : فيطمع الخضوع ، الذى فى قلبه «فالذى» مفعول ، ويجوز أن يكون مرفوعا فاعلا ، ويكون المعنى ، فيطمع نفسه (١).

٢٢ ـ قوله تعالى : (وَقَرْنَ).

يقرأ «وأقررن» ـ بقطع الهمزة ، وسكون القاف ، وراءين ـ الأولى مفتوحة ، أى : أقررن أنفسهن.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بكسر الراء الأولى ، وماضيه «أقر» والأمر منه «اقرر» أى : اقررن أنفسكن (٢).

٢٣ ـ قوله تعالى : (يُتْلى).

يقرأ ـ بالتاء ـ والضمير للآيات ، أى : تتلى الآيات من آيات الله (٣).

٢٤ ـ قوله تعالى : (الْخِيَرَةُ).

__________________

(١) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور : فيطمع» بفتح الميم ، ونصب العين ، جوابا للنهى ، وأبان بن عثمان ، وابن هرمز بالجزم ، فكسرت العين ، لالتقاء الساكنين ، نهين عن الخضوع بالقول ، ونهى مريض القلب عن الطمع ...» ٧ / ٢٣٠ البحر المحيط.

وانظر ٦ / ٥٢٥٩ الجامع لأحكام القرآن. وانظر ٣ / ٥٣٧ الكشاف.

(٢) قال أبو البقاء : «وقرن» يقرأ بكسر القاف ، وفيه وجهان :

أحدهما : من وقر يقر : إذا ثبت ، ومنه الوقار ، والفاء محذوفة.

والثانى : هو من «قرّ يقر» ولكن حذفت إحدى الراءين ، كما حذفت إحدى اللامين ، فى «ظلت» فرارا من التكرير.

ويقرأ بالفتح ، وهو من «قرّ» لا غير ، وحذفت إحدى الراءين ، وإنما فتحت ، القاف على لغة فى «قررت أقر» فى المكان ..» ٢ / ١٠٥٦ ، ١٠٥٧ التبيان. وانظر ٣ / ٥٣٧ الكشاف.

وانظر ٦ / ٥٢٦٠ الجامع لأحكام القرآن. وانظر ٢ / ٢٦٨ البيان فى غريب إعراب القرآن ..

(٣) قال أبو حيان : «وقرأ زيد بن على «ما تتلى» بتاء التأنيث ، والجمهور بالياء.» ٧ / ٢٣٢ البحر المحيط.

١٥٢

يقرأ ـ بسكون الياء ـ وهى لغة ، أو التسكين للتخفيف (١).

٢٥ ـ قوله تعالى : (وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ).

يقرأ ـ بضم التاء ـ والوجه : أنه أضمر القول ، أى : وتقول : أنعمت عليه ؛ لأنه (عليه السلام) كان قد أنعم على زيد بالعتق (١).

٢٦ ـ قوله تعالى : (رِسالاتِ)

تقرأ «رسالة» على الإفراد ـ ؛ لأنه جنس ، فالواحد فيه كالجمع (٢).

٢٧ ـ قوله تعالى : (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ)

يقرأ بتشديد النون ـ و «رسول الله» اسمها ، والخبر محذوف ، أى : ولكن رسول الله محمد ، ومن قرأ «ختم النبيين» ـ بغير واو ـ بعلة الخبر (٣).

٢٨ ـ قوله تعالى : (وَخاتَمَ).

يقرأ ـ بفتح الميم ، وضمها ـ فالفتح : على العطف ، والضم على أنه عطفه على قراءة من قرأ رسول الله ـ بالرفع ـ وأن يكون التقدير : ولكنه رسول الله.

ويجوز أن يكون معطوفا على الخبر ، المحذوف : محمد ، وخاتم النبيين.

ويقرأ ـ بفتح التاء ، والميم مفتوحة ، ومضمومة ـ على ما سبق ـ وفتح التاء لغة ، وهو اسم مثل «طابع ، وطابق» وليس هو اسم فاعل ، بل هو مثل «الخاتم» الذى يطبع به.

__________________

فى البحر المحيط «وقرئ بسكون الياء ...» ٧ / ٢٣٣. وانظر المصباح المنير ، مادة (خير).

(١) والمراد بالمنعم عليه : زيد بن حارثة (رضى الله عنه) وانظر ٦ / ٥٢٧٣ ، ٥٢٧٤ الجامع لأحكام القرآن وانظر ٣ / ٥٤٠ ، ٥٤١ الكشاف.

(٢) قال أبو حيان :

وقرأ أبى «رسالة» على التوحيد ، والجمهور «يبلغون رسالات» جمعا» ٧ / ٢٣٦ البحر المحيط.

(٣) قال أبو البقاء : ومن ذلك ما رواه عبد الوهاب عن أبى عمرو «ولكنّ رسول الله» .. ورسول الله «منصوب على اسم «لكن» والخبر محذوف ، أى : ولكن رسول الله محمد ..» ٢ / ١٨١ ، ١٨٢ المحتسب وانظر ٧ / ٢٣٦ البحر المحيط. وانظر ص ٤٥٥ الإتحاف وانظر ٣ / ٥٤٤ الكشاف وانظر ٢ / ٢٧٠ البيان وانظر المصباح المنير ، مادة (ختم).

١٥٣

٢٩ ـ قوله تعالى : (تَعْتَدُّونَها).

يقرأ ـ بسكون العين ، وسكون الدال ، من غير تاء ـ والأصل المشهور ، ولكنه أدغم ، وقدر الوقف على العين ، وهذا مثل قراءة نافع (لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ)(١) * و (أَمَّنْ لا يَهِدِّي)(٢).

ويقرأ ـ بضم العين ، وتخفيف الدال ـ والوجه فيه : أن يكون حذف إحدى الدالين تخفيفا (٣).

٣٠ ـ قوله تعالى : وامرأة مؤمنة».

يقرأ ـ بالرفع ، والتنوين فيهما ـ على الابتداء ، والخبر «خالصة» بالرفع (٤).

٣١ ـ قوله تعالى : (إِنْ وَهَبَتْ).

يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ أى : لأجل أن وهبت (٥).

٣٢ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَقَرَّ).

يقرأ ـ بضم التاء ، وكسر القاف ـ «أعينهنّ» ـ بالنصب ـ أى : ذلك أقرب أن تقر أنت يا محمد (٦).

__________________

(١) الآية ١٥٤ من سورة النساء.

(٢) من الآية ٣٥ من سورة يونس.

(٣) أبو حيان : وقرأ الجمهور : «تَعْتَدُّونَها» بتشديد الدال «افتعل» من «العدّ» أى : تستوفون عددها .. وعن ابن كثير ، .... بتخفيف الدال ، ونقلها ...» ٧ / ٢٤٠ البحر المحيط.

(٤) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور : «امرأت» بالنصب.» ٧ / ٢٤١.

وقال أبو حيان : «وقرأ أبو حيوة «وامرأة مؤمنة» بالرفع على الابتداء ، والخبر محذوف ، أى : أحللناها لك.» ٧ / ٢٤٢ البحر المحيط.

(٥) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة أبى بن كعب ، والحسن ، والثقفى ، وسلام «أن وهبت نفسها للنبى» ـ بفتح الألف ـ ...» ٢ / ١٨٢ المحتسب. وانظر ٧ / ٢٤٢ البحر المحيط.

(٦) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور «أن تقر أعينهن» مبنيا للفاعل ، من قرت العين ، وابن محيصن «يقر» من أقر أعينهن بالنصب ، وفاعل تقر ضمير الخطاب ، أى : أنت ، وقرئ «تقر» مبنيا للمفعول ، و «أعينهن» بالرفع» ٧ / ٢٤٣.

١٥٤

٣٣ ـ قوله تعالى : (كُلُّهُنَّ).

يقرأ ـ بفتح اللام ـ وهو توكيد للضمير ، المنصوب فى (آتَيْتَهُنَّ)(١).

٣٤ ـ قوله تعالى : (غَيْرَ ناظِرِينَ).

يقرأ ـ بكسر الراء ـ يجعله صفة الطعام.

وهذا مذهب الكوفيين ، يجوز إجراء الصفة على غير من هى له ، ولا يبرزون ضمير الفاعل.

والبصريون : يأبون ذلك ، فلو كان فى الكلام غير ناظريه أنتم أجازه الجميع (٢).

٣٥ ـ قوله تعالى : (إِناهُ).

يقرأ ـ بالإمالة ـ وهو ظاهر ، ويقرأ ـ بالمد ، والهمز ـ وهو اسم للمصدر ، مثل السّراح ، والسّلام» (٣).

٣٦ ـ قوله تعالى : (وَمَلائِكَتَهُ).

يقرأ ـ بالرفع ـ على أنه مبتدأ ، و (يُصَلُّونَ) الخبر ، وخبر (إِنَّ) محذوف ، تقديره : إنّ الله يصلى ، وملائكته يصلون ، وقيل : عطف على موضع اسم (إِنَّ) قبل الخبر ، وهذا قول الكوفيين (٤).

__________________

(١) فى البيان فى غريب إعراب القرآن : يقول أبو البركات الأنبارى «كلّهن» مرفوع ؛ لأنه تأكيد للمضمر فى «يرضيهن» وقد قرئ فى الشواذ : «كلّهن» بالنصب ، تأكيدا للضمير فى «آتيتهن» ، وهو على خلاف ظاهر ما تعطيه الآية من المعنى» ٢ / ١٨٢ ، ١٨٣ المحتسب ، والبحر المحيط ٧ / ١٨٢.

(٢) قال جار الله : «وعن ابن أبى عبلة أنه قرأ «غير ناظرين» مجرورا ، صفة «لطعام ، وليس بالوجه ؛ لأنه جرى على غير ما هو له ، فمن حق ضمير ما هو له أن يبرز إلى اللفظ ، فيقال : غير ناظرين إناه أنتم ...» ٣ / ٥٥٤ الكشاف. وانظر ٧ / ٢٤٦ البحر المحيط فقد سجل رأى الكوفيين الذين يجيزون ذلك ...»

(٣) انظر ٧ / ٢٤٦ البحر المحيط.

(٤) قال جار الله. : «قرىء» وملائكته» بالرفع ، عطفا على محل «إن» واسمها» وهو ظاهر على مذهب الكوفيين ، ووجهه عند البصريين : أن يحذف الخبر ، لدلالة «يصلون» عليه ٢٠ / ٣ / ٥٥٧ الكشاف وانظر ٧ / ٢٤٨ البحر المحيط.

١٥٥

٣٧ ـ قوله تعالى : (تُقَلَّبُ).

يقرأ ـ بتاء واحدة حقيقة ، وبفتح القاف ، واللام (وُجُوهُهُمْ) ـ بالرفع ـ ويحتمل وجهين :

أحدهما : قلب بكسر اللام ، والوجه الرفع.

والثانى : أن يكون أراد التشديد ، وخفف ، وكل ذلك بعيد.

ويقرأ ـ بالفتح ، والتشديد ـ كما ذكرنا ـ و «وجوههم» ـ بالرفع ، أى : تتقلب.

ويقرأ «نقلب» ـ بالنون ـ «وجوههم» ـ بالنصب.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالتاء ، أى : تقلب النار ، أو السعير (١).

٣٨ ـ قوله تعالى : (كَبِيراً).

يقرأ ـ بالثاء ـ أى : مضاعفا ، متكررا (٢).

٣٩ ـ قوله تعالى : (فَبَرَّأَهُ اللهُ).

يقرأ ـ بغير همز ـ والأشبه : أنه أراد الهمزة ، فقلبها ألفا ، مثل «قرأ ، وقرا» (٣).

٤٠ ـ قوله تعالى : (عِنْدَ اللهِ).

يقرأ ـ بالباء ، والتنوين ، و «لله» بزيادة لام ، وعلى هذا : يكون خبر «كان» و «وجيها» صفته (٤).

٤١ ـ قوله تعالى : (وَيَتُوبَ).

يقرأ ـ بالرفع ـ على الاستئناف ، أى : وسيتوب الله (٥).

__________________

(١) فى الكشاف : «وقرئ «تقلب» على البناء للمفعول ، وتقلب : بمعنى «تتقلب» وتقلب ، أى : نقلب نحن ، وتقلب : على أن الفعل للسعير.» ٣ / ٥٦٠ وانظر ٧ / ٢٥٢ البحر المحيط.

(٢) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور كثيرا بالثاء المثلثة ، وقرأ حذيفة .. بالباء.» ٧ / ٢٥٢. وانظر ٣ / ٥٦٠ الكشاف ، وانظر ص ٤٥٦ الإتحاف.

(٣) والوجه : تخفيف الهمزة ، وقد تقدمت نظائر كثيرة لذلك.

(٤) فى المحتسب : «ومن ذلك قراءة ابن مسعود : «وكان عبدا لله وجيها.» .. ٢ / ١٨٥ وانظر / ٢٥٣ البحر ، وانظر ٦ / ٥٣٣٤ الجامع لأحكام القرآن.

(٥) انظر ٧ / ٢٥٥ البحر المحيط فقد أثبت قراءة الرفع ، وهى للحسن.

١٥٦

سورة سبأ

١ ـ قوله تعالى : (يَنْزِلُ).

يقرأ ـ بضم الياء ، وفتح النون ، مشددا ، على ما لم يسمّ فاعله (١).

٢ ـ قوله تعالى : (لَتَأْتِيَنَّكُمْ)

يقرأ ـ بالياء ـ أى : عقاب الساعة ، أو عذابها.

ويجوز أن يعود على معنى الساعة ، وهو : اليوم (٢).

٣ ـ قوله تعالى : (وَلا أَصْغَرُ) .. (وَلا أَكْبَرُ).

يقرأ فيهما ـ بفتح الراء ـ وهو معطوف على «ذرّة».

ويقرأ ـ بكسرهما ـ والأشبه : أنه حذف المضاف إليه ، أى : ولا أصغر شىء من ذلك ، ولا أكبر شىء ، ويجوز : أن تكون «من» زائدة ، أى : ولا أصغر ذلك ، ويجوز أن يريد بالكسر ـ هنا ـ أنه فى موضع جر ، وإن كانت الراء مفتوحة ، لأن الفتحة ـ هنا نائبة عن الكسرة (٣).

٤ ـ قوله تعالى : (هُوَ الْحَقَّ).

يقرأ ـ بالرفع ـ على أن هو مبتدأ ، و «الحق» خبره ، والجملة : فى موضع

__________________

(١) قال أبو حيان : «وقرأ على ، والسلمى» وما ينزل» ـ بضم الياء ، وفتح النون ، وشد الزاى ، أى : الله تعالى.» ٧ / ٢٥٧ البحر المحيط.

(٢) قال أبو الفتح : «هارون عن طليق المعلّم : سمعت أشياخنا يقرءون «ليأتينكم» بالياء ...» ٢ / ١٨٦ المحتسب ، وانظر ٣ / ٥٦٨ الكشاف ، وانظر ٧ / ٢٥٧ البحر المحيط.

(٣) قال أبو البقاء :

«ولا أصغر» بالجر : عطفا على «ذرة» وبالرفع عطف على «مثقال» ٢ / ١٠٦٢ التبيان.

وفى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور ولا أصغر من ذلك ، ولا أكبر ، برفع الراءين ، واحتمل : أن يكون معطوفا على «مثقال» وأن يكون مبتدأ ، والخبر فى قوله : «إلا فى كتاب» .. وقرأ الأعمش ، وقتادة بفتح الراءين ...» ٧ / ٢٥٨.

١٥٧

نصب على أنه المفعول الثانى ، «ليرى» (١).

٥ ـ قوله تعالى : (هَلْ نَدُلُّكُمْ)

يقرأ ـ بإدغام الدال فى النون ، وذلك لقرب مخرجيهما.

٦ ـ قوله تعالى : (يُنَبِّئُكُمْ)

يقرأ ـ بتليين الهمزة ـ وقد تقدم ذكره (٢).

ويقرأ كذلك ، إلا أنه يخفف ، والماضى «أنبأ» (٣).

٧ ـ قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ .. ونُسْقِطْ)

يقرأ ـ بالياء فيهن يعنى الله (٤).

٨ ـ قوله تعالى : (كِسَفاً).

يقرأ ـ بفتح السين ـ وقد تقدم فى الروم (٥) [الآية ٤٨].

٩ ـ قوله تعالى : (غُدُوُّها).

يقرأ ـ بفتح الغين ، وسكون الدال ، وتاء بعد الواو ـ على «فعلة» وكذلك «روحتها» (٦).

__________________

(١) قال أبو حيان : وقرأ الجمهور «الحقّ» بالنصب ، مفعولا ثانيا «ليرى» و «هو» فصل ، وابن أبى عبلة بالرفع ، جعل «هو» مبتدأ ، والحق : خبره والجملة فى موضع المفعول الثانى «ليرى» وهو لغة تميم ..» ٧ / ٢٥٩ البحر المحيط.

(٢) فى الإتحاف : «وأدغم لام» هل ندلكم» الكسائى ، [قال الشاطبى : فأدغمها راو ...].» ص ٤٥٧.

(٣) قال جار الله : «وقرأ زيد بن على (رضى الله عنه) «ينبيكم» ٣ / ٥٦٩ الكشاف وانظر البحر المحيط ٧ / ٢٥٩.

(٤) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «إن نشأ نخسف ، ونسقط» بالنون فى الثلاثة ، وحمزة ، والكسائى [وخلف العاشر] ، .. بالياء فيهن [قال ابن الجزرى : ويا يشا يخسع بهم يسقط شفا] وأدغم الكسائى الفاء فى الباء فى «نخسف بهم ..» ٧ / ٢٦٠ البحر المحيط ، وانظر ص ٤٥٨ الإتحاف [قال الشاطبى : ونخسف بهم راعوا ..].

(٥) انظر ٢ / ١٠٤٢ التبيان.

(٦) البحر المحيط : «وقرأ ابن أبى عبلة» غدوتها ، وروحتها» على وزن «فعلة» وهى المرة الواحدة من «غدا ، وراح.» ٧ / ٢٦٤ وانظر ٣ / ٥٧٢ الكشاف.

١٥٨

١٠ ـ قوله تعالى : (أَوِّبِي).

يقرأ ـ بضم الهمزة ، مخففا ـ من «آب يئوب» إذا رجع (١).

١١ ـ قوله تعالى : (يَزِغْ).

يقرأ ـ بضم الباء ـ من «أزاغ القلب» إذا : صرفه ، والتقدير : من يزغ قلبه عن ذكرنا (٢) كما قال تعالى : (أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ)(٣).

١٢ ـ قوله تعالى : (دَابَّةُ الْأَرْضِ).

يقرأ ـ بفتح الراء ـ يريد : الأرضة ، وهى دويبة تأكل الخشب ، وتجعله تبنا (٤).

١٣ ـ قوله تعالى : (مِنْسَأَتَهُ).

يقرأ ـ بسكون الهمزة ، وفتح التاء والميم فيها زائدة ، والنون أصل من «نسأت البعير» إذا سقته ، والمراد به «العصا».

ومنهم من يقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بفتح الهمزة ، ويبنيه على «مفعلة» مثل «مطرقة».

ومنهم من يجعل الهمزة ألفا ، وذلك على الإبدال.

ويقرأ ـ بالهمزة ، وكسر التاء ـ فعلى هذا تكون «من» حرف جر ، و «سأته» أصلها. «سوأة» ـ على «فعلة» من «ساء يسوء» ولأن العصا تسوء المضروب بها.

__________________

(١) قال أبو حيان : «وقرأ ابن عباس ، والحسن ، ... «أَوِّبِي» أمر من «أوب» أى : رجعى معه فى التسبيح ..» ٧ / ٢٦٣ البحر المحيط.

(٢) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور : «يَزِغْ» مضارع «زاغ» أى : ومن يعدل عن أمرنا ، الذى أمرناه ... وقرئ «يزغ» ـ بضم الياء من «أزاغ ، أى : ومن يمل ...» ٧ / ٢٦٤ ، ٢٦٥.

(٣) من الآية ٥ من سورة الصف.

(٤) قال جار الله : وقرى بفتح الراء ، من أرضت الخشبة أرضا ، وهى من باب «فعلته ففعل» ٣ / ٥٧٣ الكشاف. وانظر ٦ / ٢٦٦ البحر المحيط.

١٥٩

ومنهم من يجعل الهمزة ـ على هذا الوجه ـ ألفا ـ على التخفيف (١).

١٤ ـ قوله تعالى : (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ).

يقرأ ـ بضم التاء ، والباء ، وكسر الياء ـ على ما لم يسم فاعله ، أى : تبيّن أمرهم» (٢).

١٥ ـ قوله تعالى : «مساكنهم».

يقرأ (مَسْكَنِهِمْ) ـ على الإفراد ، بكسر الكاف ، وفتحها ـ لغتان (٣).

١٦ ـ قوله تعالى : (جَنَّتانِ).

يقرأ ـ بياء ، مكان الألف ـ وفيه وجهان :

أحدهما : هو بدل من «مساكنهم» ؛ لأنها من جملة «المساكن».

والثانى : هو منصوب بإضمار أعنى (٤).

١٧ ـ قوله تعالى : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ، وَرَبٌّ غَفُورٌ)

يقرأ ـ بالنصب ـ فينون ، وهو مفعول (اشْكُرُوا) رزق هذه الأشياء ، ونعمتها. ويجوز : أن ينتصب على التعظيم (٥).

__________________

(١) قال أبو البقاء : «الأصل الهمز ؛ لأنه من «نسأت الناقة ، وغيرها ، إذا سقتها ، والمنسأة : العصا ، التى يساق بها ، إلا أن همزتها أبدلت ألفا تخفيفا ، وقرئ فى الشاذ : «من سأته» ـ بكسر التاء ، على أن «من» حرف جر ، وقد قيل : غلط قارؤها ، وقال ابن جنى : سميت العصا «سأة» ؛ لأنها تسوء. فهى «فلة» والعين محذوفة ، وفيه بعد.» ٢ / ١٠٦٥ التبيان ، وانظر ٢ / ١٨٦ المحتسب ، وانظر ٦ / ٥٣٦٠ الجامع لأحكام القرآن. وانظر ٣ / ٥٧٣ الكشاف ، وانظر ٧ / ٢٦٧٧ البحر المحيط.

(٢) انظر ٧ / ٢٦٨ البحر المحيط. وانظر ٢ / ١٠٦٥ التبيان.

(٣) انظر البحر المحيط ٧ / ٢٦٩ : فقد سجل أبو حيان القراءتين.

(٤) قال جار الله : «... جنتين» بالنصب ، على المدح.» ٣ / ٥٧٥ الكشاف. وانظر ٧ / ٢٧٠ البحر المحيط.

(٥) قال أبو البقاء : «بلدة» أى : هذه بلدة ، و «ربّ» أى : وربكم ربّ ، أو لكم «رب» ويقرأ شاذا «بلدة ، وربا» بالنصب على أنه مفعول الشكر.» ٢ / ١٠٦٦ التبيان وانظر ٣ / ٥٧٥ الكشاف ، وانظر ٧ / ٢٧٠ البحر المحيط.

١٦٠