فرائد السمطين - ج ١

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ١

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥١
الجزء ١ الجزء ٢

رأيت ابن عمّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عليا عليه‌السلام (١) صعد منبر الكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متقلدا سيف رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] متعمّما بعمامة رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] وفي إصبعه خاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) فقعد على المنبر وكشف عن بطنه فقال : سلوني قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جمّ هذا سفط العلم (٣) هذا لعاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذا ما زقّني رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] زقّا (٤) من غير وحي أوحي إليّ.

فو الله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بانجيلهم (٥) حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقول (٦) : صدق عليّ قد أفتاكم بما أنزل فيّ!!! وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون [قوله تعالى] : «ويتلوه شاهد منه» (٧).

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي مناقب الخوارزمي : «رأيت عليا ـ عليه‌السلام ـ صعد المنبر بالكوفة ...».

(٢) كذا في مناقب الخوارزمي ـ وهو الظاهر ـ غير أن ما بين المعقوفات كان فيه هكذا : (ص).

وفي نسخة طهران : «ومتقلدا بسيفه متعمما بعمامته وفي إصبعه خاتمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...».

(٣) الجم : الكثير. والسفط : ما يعبأ فيه الطيب ، ويستعار لكل ظرف أي إن صدري مخزن للعلوم الطيبة المطيبة.

(٤) ما بين المعقوفين مأخوذ من مناقب الخوارزمي ولكن كان فيه هكذا : (ص).

(٥) كذا في المناقب ، وفي أصلي من فرائد السمطين : «وأهل الإنجيل».

(٦) أي فيقول كل واحد منهما.

(٧) ما بين المعقوفين زيادة منا ، وهو وما بعده غير موجود في مناقب الخوارزمي.

٣٤١

الباب الرابع والستون

٢٦٤ ـ أخبرني العدل ظهير الدين علي بن محمد بن محمود الكازروني ثم البغدادي والعدل شمس الدين عليّ بن عثمان بن محمود ، أنبأنا الشيخ أبو سعد ثابت بن مشرف بن أسعد بن إبراهيم الخبّاز ، قال : أنبأنا أبو القاسم مقبل بن أحمد بن بركة بن الصدر سماعا عليه في يوم الثلاثاء السادس عشر من ذي القعدة سنة اثنين وخمس مائة ، قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي سماعا عليه بقراءة عبد الوهاب ابن الأنماطي في ربيع الأول سنة خمس مائة ، قال : أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، قيل له : حدثكم أبو جعفر ابن محمد بن عمرو بن البختري الرزاز إملاء وأنت تسمع من لفظه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا عبد الملك ، قال : حدثنا محمد بن الزبير (١) قال :

دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التفّت ترقوتاه من الكبر فقلت له : يا شيخ من أدركت؟ قال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قلت : فما غزوت؟ قال : اليرموك. قلت : حدثني بشيء سمعته. قال : خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجّاجا فأصبنا بيض نعام وقد أحرمنا ، فلمّا قضينا نسكنّا وقع في أنفسنا منه شيء فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فأدبر [و] قال : اتّبعوني [فمضينا معه] حتى انتهى إلى حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضرب في حجرة منها (٢) فأجابته امرأة فقال [لها] : أثمّ أبو الحسن؟ قالت : لا مرّ في المقتاة.

__________________

(١) وقد رواه أيضا ابن عساكر ، في ترجمة محمد بن الزبير هذا من تاريخ دمشق : ج ٤٩ ص ٨٣ أو ٤٩٨. وعلقناه على الحديث : (١٠٧٣) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٤٢ ط ١.

ورواه أيضا العلامة الأميني تحت الرقم : (٩١) من نوادر الأثر من الغدير : ج ٦ ص ٤٣ ط ٢ نقلا عن الرياض النضرة : ج ٢ ص ٥٠ و ١٩٥ ، وعن ذخائر العقبى ص ٨٢ وعن كفاية الشنقيطي ص ٥٧.

ورواه أيضا في إحقاق الحق : ج ٨ ص ٢٠٧ نقلا عن ذخائر العقبى وفرائد السمطين.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي وتاريخ دمشق ، وجملة : فضرب في حجرة منها» قد سقطت من مخطوطة طهران.

٣٤٢

فأدبر [عمر] وقال : اتبعوني [فسرنا معه] حتى انتهى إليه فإذا معه غلامان أسودان وهو يسوّي التراب بيده فقال : مرحبا بأمير المؤمنين. فقال [عمر] : إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون. قال : ألا أرسلت إليّ؟ قال : أنا أحقّ بإتيانك!!! قال : يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما نتج منها أهدوه. قال عمر : فإن الإبل تخدج (١) قال علي عليه‌السلام : والبيض يمرق. فلما أدبر قال عمر : اللهم لا تنزلنّ [بي] شديدة إلّا وأبو الحسن إلى جنبي.

فضيلة

[أقرّ المناءون لحائزها والمنحلّي بها بكمال] السيادة [فاعترفوا باشتراك

علي عليه‌السلام في فضائل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

واختصاصه بالزيادة]

٢٦٥ ـ أخبرني شيخنا أبو عمرو [عثمان] بن الموفق ، والأمير الفاضل الموفق ابن محمد بن الموفق الأذكانيان ، والشيخ علي بن محمد بن أحمد الثعلبي (٢) يعرف بابن الحبولي الدمشقي ـ إجازة ، قالوا : أخبرتنا الشيخة زينب بنت أبي القاسم الشعري الجرجاني بروايتها عن العلامة جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري رحمه‌الله (٣) قال : أنبأنا الأستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين [بن] مزدك (٤) الرازي أنبأنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين السمان الرازي أنبأنا أبو القاسم علي

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي وتاريخ دمشق ، وفي نسخة طهران : «تخدع».

يقال : «خدجت الناقة ولدها ـ من باب ضرب ونصر ـ خداجا ، وأخدجته إخداجا ، وخدجته تخديجا» : ألقته ناقص الخلق أو قبل تمام الأيام ، فهي خادج ومخدج.

ثم إن ما وضعناه بين المعقوفات زيادات توضيحية منا.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «التغلبي»؟

(٣) وعنه إلى آخر السند رواه أيضا الخوارزمي في الفصل (٧) من مناقبه ص ٥٢ والفصل (٤) من مقتله ص ٤٥ ط الغري.

ورواه أيضا بسند آخر قبيل الفصل : (١٩) من مناقبه ص ٢٣٧ ط الغري قال :

وأخبرني تاج الدين شمس الأدباء أفضل الحفاظ محمد بن سليمان بن يوسف الهمداني فيما كتب إلي من همدان ، حدثني الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع بن المظفر بن شجاع العدل في ذي الحجة سنة (٤٩٤) أخبرني الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن بلال ، حدثني محمد بن مسرور بن العطار ، حدثني يحيى بن عبيد الله بن ماهان ، حدثني جندل بن الفرج ، حدثني محمود بن عمر المازني الكلبي (كذا) ...

(٤) كذا بالزاء المعجمة ذكرها في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «مروة». وفي الفصل (٧) من مناقب الخوارزمي : «مروك» وفي الفصل (٤) من مقتل الخوارزمي : «الحسين بن مزدك».

٣٤٣

ابن محمد البزاز بقراءتي عليه (١) حدثنا عبد الباقي بن قانع ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا جندل بن والق ، حدثنا محمد بن عمر المازني عن عبّاد الكلبي (٢).

عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جابر قال : قال عمر (رض) كانت لأصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمانية عشر سابقة فخصّ منها عليّ بثلاثة عشر ، وشركنا في الخمس.

٢٦٦ ـ وبالإسناد [المتقدم] إلى أبي سعد السمان قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسن ابن علي بن الحسين القاضي (٣) حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سالم الجعابي حدثني أبو يزيد خالد بن النضر القرشي [بالبصرة] حدثنا محمد بن [أبي] صفوان الثقفي حدثنا مؤمّل بن إسماعيل (٤) عن ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد (٥) :

عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عمر «رض» يقول : اللهمّ لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حيّا :!!

فضيلة

حلوة الحشى ومنقبة هي حلوة المنى [في استعاذة عمر بن الخطاب بالله من ابتلائه بالمعضلات وعلي غائب عنه لا يجده بالركض وراه من هناك ومن هنا (٦)]

٢٦٧ ـ أخبرني الإمام أبو الفضل ابن أبي الثناء بن مودود الحنفي إجازة قال : أخبرني أبو الفتح ابن عبد المنعم ابن أبي البركات ابن محمد إجازة قال : أنبأنا جدّ

__________________

(١) ومثله في الفصل (٤) من مقتل الخوارزمي ، وفي مناقب الخوارزمي : «أخبرني أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز الحضرمي بقراءتي عليه ، حدثني عبد الباقي بن قانع بن مرزوق القاضي ...».

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لرواية الخوارزمي في الفصل (٧ و ١٩) من مناقبه والفصل (٤) من مقتله.

وهاهنا كان في أحد أصلي من فرائد السمطين : «الكليني». وفي الآخر : «الحلبي».

(٣) ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل (٧) من مناقبه ص ٥١ ط الغري عن الزمخشري عن أبي سعد السمان (قال) أخبرني أبو عبد الله الحسن بن يحيى بن الحسين القاضي في جامع قزوين بقراءتي عليه ...».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما كرره في الباب (٦٥) من نسختي بعد الرقم : (٢٧٤) وما رواه الخوارزمي في الباب (٧) من مناقبه ص ٥١ ، وفي الأصل هاهنا : «حدثنا مؤيد بن إسماعيل».

(٥) قوله : «عن يحيى بن سعيد» قد سقط هاهنا من نسخة طهران ، وهو موجود في نسخة السيد علي نقي وكان موجودا أيضا بعينه في آخر الباب : (٦٥) بعد الرقم : (٢٧٤) من هذا الكتاب ، ولكنا حذفناه لكونه مكررا عما ذكر هاهنا. وأيضا لفظتا : «عن يحيى بن سعيد» موجودتان في رواية الخوارزمي الموجودة في الفصل الرابع من مقتله والفصل (٧) من مناقبه ص ٥١.

(٦) ما بين المعقوفين زيادة منا.

٣٤٤

والدي محمد بن الفضل أبو عبد الله الفراوي إجازة قال : أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي سماعا عليه ، قال : أنبأنا أبو سعيد يحيى بن محمّد الأسفرائني (١) قال : أنبأنا أبو بحر محمد بن الحسين بن كوثر ، قال : حدّثنا بشر بن موسى قال : حدّثنا الحميدي قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد :

عن سعيد بن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب «رض» : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

٢٦٨ ـ وبالإسناد [المتقدم] (٢) إلى الحافظ أبي بكر البيهقي قال : أنبأنا محمد ابن عبد الله الحافظ (٣) قال : أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرائني قال : حدثنا أبو الحسن ابن محمد بن أحمد بن البرار (٤) قال : حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني قال : حدثني أبي قال : أخبرني سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه :

عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب «رض» : لقد أعطي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من [أن] أعطي حمر النعم!!! قيل : وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوّجه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسكناه مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحلّ له فيه ما يحلّ له ، والراية يوم خيبر.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «يحيى بن يحيى الأسفرائني».

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «وبهذا الإسناد إلى الحافظ أبي بكر البيهقي». والحديث رواه أيضا الخوارزمي في آخر الفصل : (٥) من مناقبه ص ٢٣ عن علي بن أحمد العاصمي عن إسماعيل بن أحمد ، عن أبيه ...

(٣) وهو الحاكم النيسابوري والحديث رواه في المستدرك : ج ٣ ص ١٢٥ ، ط ١ ، ورواه عنه العلامة الأميني في الغدير : ج ٣ ص ٢٠٤ ورواه أيضا عن أبي يعلى في الكبير ، وابن السمان في الموافقة وأسنى المطالب ص ١٢ ، والرياض النضرة : ج ٢ ص ١٩٢ ، ومجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٢٠ ، ط ١ ، وتاريخ الخلفاء ، ص ١١٦ ، والخصائص الكبرى : ج ٢ ص ٢٤٣ والصواعق المحرقة ص ٧٦ ومناقب الخوارزمي ص ٢٦١ ـ

أقول : ورواه أيضا تحت الرقم : (٢٤٥) من كتاب الفضائل قال : حدثنا علي بن طيفور ، حدثنا قتيبة ، حدثنا يعقوب ، عن سهيل بن أبي صالح ...

(٤) كذا في النسخة ، ورواه الخوارزمي قبيل الفصل : (١٩) من مناقبه ص ٢٣٨ ط الغري وفيه : «حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن النواء»؟

٣٤٥

الباب الخامس والستون

[في خصيصة الولاية ، وخصيلة الإمامة ، وهي استغناء الإمام

عن الناس واحتياجهم إليه]

٢٦٩ ـ أخبرني المشيخة الجلّة نجم الدين عثمان بن الموفّق ، وتاج الدين علي بن أنجب ، ومجد الدين عبد الله بن محمود ، وأمين الدين أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب (١) وغيرهم بروايتهم عن أمّ المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الشعري الجرجاني إجازة بروايتها عن العلامة أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري إجازة قال : أنبأنا الأستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين [بن] المردل الرازي (٢) أنبأنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين السمان ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن محمد بن زكريا التستري (٣) بقراءتي عليه ، حدثنا محمد ابن أحمد بن عمر الدبيعي (٤) حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأنا أبو بدر ، عن سعيد ابن أبي عروبة ، عن داوود ابن أبي القصاب (٥) عن أبي حرب بن [أبي] الأسود [عن أبيه أبي الأسود قال] (٦) :

إن عمر «رض» أتي بامرأة وضعت لستة أشهر فهمّ برجمها فبلغ ذلك عليّا [ف] قال : ليس عليها رجم. فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأله فقال علي عليه‌السلام :

__________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما ذكره في الباب : (١) ص ٣٩ ، و (٢٢) ص ١٣٤ ، و (٣٥) ص ١٧٠ ، و (٤٨) ص ٢٥١ ، و (٥٣) ص ٢٧٤ ، و (٦٨) ص ٣٦١ ، وهاهنا في أصلي كان هكذا : «أبو اليمن عبد الوهاب بن عبد الصمد ...».

(٢) كذا في مخطوطة طهران هاهنا ، وفي نسخة السيد علي نقي : «مروة». وفي الفصل (٧) من مناقب الخوارزمي : «علي بن مروك الرازي» وانظر الحديث (٢٧٥) الآتي في ص. ٣٥ والفصل (٤) من مقتل الخوارزمي ص ٤٥.

(٣) كذا في نسخة طهران ومناقب الخوارزمي ، وفي نسخة السيد علي نقي : «القشري».

(٤) كذا في الأصل ، وفي مناقب الخوارزمي : الزيبقي.

(٥) كذا في الأصل ، وفي مناقب الخوارزمي : «عن سعد بن أبي عروبة ، عن داود أبي القصاف».

(٦) ما بين المعقوفات قد سقط من الأصل. وفي مناقب الخوارزمي «عن أبي حرب ، عن أبي الأسود ، قال : أتى عمر ...».

٣٤٦

(وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) [٢٣٣ / البقرة] (و) قال عزوجل : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [١٥ / الأحقاف : ٤٦] فستة أشهر حمله ، وحولين تمام الرضاع لا حدّ عليها. قال : فخلّي عنها ثمّ ولدت [بعد ذلك نساء] لستة أشهر (١).

٢٧٠ ـ وبهذا الإسناد [المتقدم آنفا] عن أبي سعد السمان هذا أخبرنا أحمد بن الحسين الموسى آبادي (٢) بقراءتي عليه ، حدّثنا أبو عليّ الفلاس وأبو عبد الله القطان ، وأبو سعيد أحمد بن علي البيع ، قال : حدثنا علي بن موسى القمي حدثنا ابن أبي طالب ، حدثنا معلي بن زائدة (٣) حدّثنا أشعب ، عن عامر عن مسروق (شناخ وحدثنا ابن أبي زائدة ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر ، عن مسروق) (٤) قال :

أتي [عمر] بامرأة أنكحت في عدّتها ففرّق بينهما وجعل صداقها في بيت المال وقال : لا أجيز مهرا أردّ نكاحه وقال : لا يجتمعان أبدا. ـ زاد الشعبي ـ فبلغ ذلك عليا عليه‌السلام فقال : وإن كانوا جهلوا السنة (ف) لها المهر بما استحلّ من فرجها ، ويفرّق بينهما فإذا انقضت عدّتها فهو خاطب من الخطّاب. فخطب عمر الناس فقال : ردّوا الجهالات إلى السنّة. ورجع عمر إلى قول علي (٥).

٢٧١ ـ وبهذا الإسناد [الذي قد سبق آنفا] عن أبي سعد السمّان ، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن عثمان العثماني بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقراءتي

__________________

(١) ما بين المعقوفين عدا كلمة «نسأ» من نسخة السيد علي نقي.

ورواه تحت الرقم : (٣) من نوادر الأثر من الغدير : ج ٦ ص ٩٣ عن السنن الكبرى ج ٧ ص ٤٤٢ وجامع العلم ص ١٥٠ ، والرياض النضرة ج ٢ : ص ١٩٤ ، وذخائر العقبى ص ٨٢ وتفسير الرازي ج ٧ ص ٤٨٤ وأربعين الرازي ص ٤٦٦ وتفسير سورة الأحقاف من تفسير النيسابوري والدر المنثور : ج ١ ، ص ٢٨٨ وج ٦ ص ٤٠ وكنز العمال : ج ٣ ص ٩٦ و ٢٢٨ وغيرها.

(٢) ومثلهما في الفصل : (٧) من مناقب الخوارزمي ص ٥٠. وفي نسخة السيد علي نقي : «يعلى بن زائدة».

(٣) ومثلهما في الفصل : (٧) من مناقب الخوارزمي ص ٥٠. وفي نسخة السيد علي نقي : «يعلى بن زائدة».

(٤) ما بين القوسين مأخوذ من مناقب الخوارزمي ولكن اللفظ الأول منه مصحف قطعا.

(٥) وفي مناقب الخوارزمي : «فخطب عمر الناس فقال : ردوا الجهالات إلى السنة ، وردوا قول عمر إلى علي عليه‌السلام».

ورواه بأوضح منه الجصاص في أحكام القرآن : ج ١ ، ص ٥٠٤ كما رواه أيضا البيهقي في السنن الكبرى : ج ٧ ص ص ٤٤١ وأبو عمر في كتاب العلم : ج ٢ ص ١٨٧ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص ٨٧ ورواه أيضا في الرياض النضرة : ج ٢ ص ١٩ ، وذخائر العقبى ص ٨١ ، ورواه عنهم جميعا العلامة الأميني تحت الرقم : (١٩) من نوادر الأثر من الغدير : ج ٦ ص ١١٣.

٣٤٧

عليه ، حدثنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، حدثنا الحسن ومحمّد ابنا علي بن عثمان ، قالا : حدثنا الحسن بن عطية القرشي عن الحسن بن صالح بن حيّ ، حدثنا أبو المغيرة الثقفي عن رجل عن ابن سيرين [قال] :

إنّ عمر سأل الناس كم يتزوّج المملوك؟ وقال لعلي : إيّاك أعني يا صاحب المغافري ـ رداء كان عليه ـ فقال : اثنتين (١).

٢٧٢ ـ وبهذا الإسناد [الذي قد سبق] عن أبي سعد السمان هذا حدثنا أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الأيادي ببغداد لفظا ، حدثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن الفزّاز ، حدثنا عمر بن حفص السدوسي حدثنا أبو بلال الأشعري (٢) حدثنا عيسى ابن مسلم القرشي عن عبد الله بن عمرو بن كهيل (٣) عن ابن عباس قال :

كنّا في جنازة (ف) قال علي بن أبي طالب لزوج أمّ الغلام : أمسك عن امرأتك. فقال عمر : ولم يمسك عن امرأته؟ أخرج [عن] ما جئت به. قال : نعم يا أمير المؤمنين يزيد أن يستبرئ رحمها لا يلقى فيه شيئا فيستوجب به الميراث من أخيه ولا ميراث له. فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها.

٢٧٣ ـ وبهذا الإسناد [الذي قد تقدم] عن أبي سعد السمان هذا أنبأنا أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي بمعرّة النعمان بقراءتي عليه ، وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن عليّ الخطيب بحلب بقراءتي عليه ، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم ، حدثنا محمد بن الحنبلي (٤) قال : المؤيد المعروف بالمصري بحلب ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن المعروف بابن أبي فضلة (٥) الشيخ الصالح ، قال : حدثني أبي (٦) حدثنا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش عن أبي صالح :

__________________

(١) ورواه أيضا الخوارزمي عن الزمخشري بالسند المذكور هاهنا في الباب (٧) من مناقبه ص ٥٠ ط الغري.

(٢) كذا في نسخة طهران والباب (٧) من مناقب الخوارزمي ص ٥١ ط الغري بروايته عن الزمخشري بسنده عن أبي سعد السمان ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أبو هلال الأشعري».

(٣) كذا في كلي أصلي من فرائد السمطين ، وفي الفصل السابع من مناقب الخوارزمي «عمرو بن نهيك».

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي ومثلها في الباب (٧) من مناقب الخوارزمي ص ٥١ بروايته عن الزمخشري إلى آخر السند : «الحلبي».

(٥) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ويعرف باين ...». وفي مناقب الخوارزمي : «المعروف بابن أبي نضلة».

(٦) ومثله في مناقب الخوارزمي ، وفي نسخة السيد علي نقي : حدثني أبي يعلى».

٣٤٨

عن عبد الله بن عباس قال : استعدى رجل على عليّ بن أبي طالب إلى عمر بن الخطّاب وكان علي جالسا في مجلسه فالتفت عمر إلى علي فقال له : يا أبا الحسن ـ وقال المؤيد : قم يا أبا الحسن ـ فاجلس مع خصمك. فقام علي عليه‌السلام فجلس مع خصمه متناظرا وانصرف الرجل ورجع علي إلى مجلسه فجلس فيه ، فتبيّن عمر التغيّر في وجه علي فقال له : يا أبا الحسن مالي أراك متغيرا؟ أكرهت ما كان؟ قال : نعم. قال عمر : لم ذاك؟ قال : لأنك كنّيتني بحضرة خصمي فألّا قلت : قم يا علي فاجلس مع خصمك (١) فأخذ عمر برأس علي وقبّل بين عينيه ثم قال : [بأبي] أنتم (٢) بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور.

٢٧٤ ـ وبهذا الإسناد [الذي سلف] عن أبي سعد [السمان] هذا حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن محمّد البغدادي السرابي حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد ، حدّثنا محمد بن عثمان العبسي حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا يونس بن بكير ، عن عنبسة بن الأزهر ، عن يحيى بن عقيل قال :

كان عمر بن الخطّاب يقول لعلي عليه‌السلام ـ فيما كان يسأله عنه فيفرّج عنه ـ : لا أبقاني الله بعدك يا علي (٣).

٢٧٥ ـ أنبأنا العدل أبو طالب [علي] بن أنجب المعروف بابن الساعي ـ فيما رواه عن الحافظ محبّ الدين محمود بن محمد بن الحسن ابن النجار البغدادي بإجازته له ـ قال : أنبأنا الإمام برهان الدين أبو الفتح ناصر الدين أبو المكارم المطرّزي الخوارزمي إجازة بروايته عن أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (٤) إجازة إن لم يكن سماعا [قال] أنبأنا الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي أنبأنا الأستاذ الأمين أبو الحسن علي

__________________

(١) كذا في أصلي من فرائد السمطين ، وفي مناقب الخوارزمي ص ٥٢ : «أفلا قلت قم يا علي»؟.

(٢) ما بين المعقوفين مأخوذ من مناقب الخوارزمي.

(٣) ورواه أيضا الخوارزمي عن الزمخشري بالسند المذكور في الباب السابع من مناقبه ص ٥٤ ط الغري.

ثم إن في الأصل كان هاهنا كرر عين ما تقدم تحت الرقم : (٢٦٦) في الباب (٦٤) ص ٢٧٧ من مخطوطي ، وفي هذه الطبعة ص ٣٤٤ وأسقطناه لزيادته وللاستغناء عنه بما تقدم في الباب (٦٤).

ثم إنه كان هاهنا قيل هذا الحديث عنوانا تشاهده في صدر الحديث : (٢٧٧) ، وإنما أخرناه إلى هناك لما بين هذا الحديث وتاليه مع ما تقدمهما من شدة الاتصال والالتصاق.

(٤) رواه مع الحديث التالي في أول الفصل السابع من مناقبه ص ٣٨ ط الغري.

وقريب منه جدا رواه أحمد في الحديث : (٢٢٧) من باب فضائل علي من كتاب الفضائل ، وتحت الرقم : (١٣٢٧) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ١٥٤ ، ط ١.

٣٤٩

ابن الحسين بن مردك الرازي أنبأنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسن بن علي بن الحسين السمان ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن الصباح بقراءتي عليه ، حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم البزاز (١) عن السري ابن سهل الجنديسابوري (٢) حدثنا عبد الله بن رشيد ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد :

عن عمرو ، عن الحسن : أنّ عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلى قد زنت فأراد أن يرجمها فقال له علي عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين أما سمعت ما قال رسول الله (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : وما قال؟ قال : [قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم] (٤) : رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يبرأ ، وعن الغلام حتى يدرك ، وعن النائم حتى يستيقظ. قال : فخلّى عنها [عمر].

٢٧٦ ـ وبهذا الإسناد [الذي تقدّم آنفا] عن أبي سعد السمان هذا ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن هارون القاضي (٥) الضبي إملاء لفظا ، أنبأنا [أبو] القاسم عبد العزيز بن إسحاق سنة ثلاثين وثلاث مائة ، أنّ علي بن محمد النخعي حدثه (٦) قال : حدثنا سليمان (٧) ابن إبراهيم المحاربي حدثني نصر بن مزاحم بن نصر المنقري (٨) حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي حدثني أبو خالد :

حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جدّه عن علي عليه‌السلام [قال] : لمّا كان في ولاية عمر أتي بامرأة حامل فسألها عمر فاعترفت بالفجور ، فأمر بها عمر أن ترجم فلقيها علي بن أبي طالب فقال : ما بال هذه؟ قالوا : أمر بها أمير المؤمنين أن ترجم. فردّها إلى عمر فقال : يا عمر أمرت بها أن ترجم؟ قال : نعم اعترفت عندي بالفجور. قال : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟

__________________

(١) ومثله في مناقب الخوارزمي ، وفي نسخة السيد علي نقي : «علي بن أحمد بن مكرم البزاز»؟.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ومناقب الخوارزمي ، وفي مخطوطة طهران : «عن السري بن سهل الجنيد النيشابوري».

(٣) كذا في مناقب الخوارزمي ، وفي نسخة طهران : «النبي».

(٤) ما بين المعقوفين مأخوذ من مناقب الخوارزمي.

(٥) كذا في مخطوطة طهران ومناقب الخوارزمي ص ٣٩ ، وفي نسخة السيد علي نقي : «المعاصمي؟».

(٦) كذا في نسخة طهران ومناقب الخوارزمي ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أن علي بن محمد الثقفي النخعي حدثه».

(٧) كذا في أصلي من نسخة طهران ، ومثله في مناقب الخوارزمي ، وفي نسخة السيد علي نقي : «سلمان».

(٨) كذا في أصلي ، وفي مناقب الخوارزمي : «المقري».؟

٣٥٠

[ثم] قال [له] علي : فلعلك انتهرتها أو خوّفتها؟ فقال عمر : قد كان ذلك (١). قال : أو ما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا حدّ على معترف بعد بلاء (٢) إنّه من قيدت أو حبست أو تهدّدت (٣) فلا إقرار له. فخلى عمر سبيلها ثم قال : عجزت النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب!!! ولو لا علي لهلك عمر.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لما في طبعة الغري من مناقب الخوارزمي ، وفي الأصل : «قال علي فلعلك انتهرتها أي خوفتها؟ فقال : لو كان ذاك».

(٢) كذا في الأصل ، وفي مناقب الخوارزمي : «بعد البلاء».

(٣) جملة : «أو تهددت» قد سقطت عن مخطوطة طهران.

٣٥١

الباب السادس والستون

[في] زواهر مناقب (١) [وثواقب فضائل للأدلّاء إلى الله

وهي الزهد في الدنيا وعلمهم بالحقائق على ما هي عليها]

٢٧٧ ـ قال الشيخ الإمام تاج الدين علي بن أنجب بن عبد الله المعروف بابن الساعي البغدادي قال (٢) : أخبرني الشيخ الإمام أبو المظفر ناصر ابن أبي المكارم المطرزي قال : أخبرنا أخطب خوارزم الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي رحمه‌الله (٣) قال : أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أنبأنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

حيلولة : وأخبرني الإمام أبو المفاخر محمد ابن أبي القاسم محمود السديدي إجازة ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي إجازة ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر ابن أبي نصر الدابروي بمرو (٤) حدثنا موسى بن يوسف ، حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة ، حدثنا عبد الرحمن ابن مغرى (٥) حدثنا أبو سعيد البقال ، عن عمران بن مسلم :

عن سويد بن غفلة قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليه‌السلام القصر فوجدته جالسا (و) بين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدّة حموضته (٦)

__________________

(١) هذا الباب والعنوان كان في صدر الحديث : (٢٧٤) والظاهر أن محله هاهنا دون ما أشير إليه.

(٢) كذا في أصلي.

(٣) رواه في الحديث : (٥) من الفصل : (١٠) من مناقبه ص ٦٧.

(٤) كذا في مناقب الخوارزمي ، وفي الأصل : «الدار يزدي بمدد».

(٥) كذا في مناقب الخوارزمي ، ورسم الخط من الأصل غير واضح وهو إلى «مقري» أقرب منه إلى «مغرى».

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لما في مناقب الخوارزمي ، وفي الأصل هاهنا تصحيف وحذف. والصحفة ـ بفتح الصاد ـ : القصعة الكبيرة ، والجمع : الصحاف. وقال في المناقب : الحازر : اللبن الحامض جدا ، وفي المثل : عدى القارص محرز (٥) أي جاوز القارص حده فحذف المفعول ، يضرب في تفاقم الأمر ، لأن القارص بحذاء اللسان ، والحازر فوقه.

٣٥٢

وفي يديه رغيف أرى قشار الشعير في وجهه وهو يكسره بيده أحيانا فإذا أعي عليه كسره بركبتيه وطرحه في اللبن (١) فقال : أدن فأصب من طعامنا هذا. فقلت : إني صائم. فقال (٢) : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقا على الله أن يطعمه من طعام الجنّة ويسقيه من شرابها». قال : فقلت لجاريته ـ وهي قائمة [بقرب] منه ـ : ويحك يا فضّة ألا تتقين الله (٣) في هذا الشيخ؟ ألا تنخلون له طعاما مما أرى فيه من النخالة؟ فقالت : لقد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاما. قال [فقال لي علي] : ما قلت لها؟ فأخبرته فقال : بأبي وأمّي من لم ينخل له طعام ولم يشبع من خبز البرّ ثلاثة أيّام حتى قبضه الله تعالى!! (٤).

٢٧٨ ـ وبهذا الإسناد [الذي قد سلف آنفا] عن أحمد بن الحسين هذا أنبأنا أبو بكر زكريا بن أبي إسحاق ، أنبأنا أبو عبد الله ابن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأنا جعفر بن عون ، أنبأنا مسعر ، عن عثمان بن المغيرة (٥) عن علي بن ربيعة قال :

رأيت عليا يأتزر فرأيت عليه تبّانا.

[قال : و] التبّان ـ بالضمّ والتشديد ـ : سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة ، المغلظة [منها] فقط يكون للملاحين (٦).

٢٧٩ ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا القاسم بن مالك ، عن ليث ، عن معاوية ، عن رجل من بني كاهل قال :

__________________

(١) كذا في مناقب الخوارزمي ، وفي نسخة طهران من فرائد السمطين : «فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه ...».

(٢) كذا في مناقب الخوارزمي ، وفي الأصل : قلت : إني صائم. قال : سمعت ...».

(٣) كذا في الأصل ، وفي مناقب الخوارزمي : «ألا تتقون الله».

(٤) وفي مناقب الخوارزمي : «قبضه الله عزوجل».

(٥) كذا في الفصل (١٠) من مناقب الخوارزمي ولعله الصواب ، وفي نسخة طهران : «أنبأنا جعفر بن عوف ، أنبأنا مشعر بن عثمان ...».

وفي نسخة السيد علي نقي : «أنبأنا معشر بن عثمان ...».

(٦) وفي مناقب الخوارزمي : التبان سراويل الملاح وهو سروال قصير صغير. وتبنه : ألبسه إياه.

٣٥٣

رأيت عليّا وعليه تبّان وقال : نعم الثوب ما أستره للعورة وأكفّه للأذى.

٢٨٠ ـ أخبرني الشيخ الإمام العلّامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي رحمة الله عليه كتابة ـ في شهور سنة إحدى وسبعين وستّ مائة ـ بروايته عن السيّد النسّابة فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرئيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدثني محمد بن علي (ما) جيلويه رحمه‌الله ، قال : حدثنا محمد ابن أبي القاسم ، عن أحمد بن خالد (١) عن أبيه عن عبد الله بن القاسم ، عن حيّان السراج ، عن داوود بن سليمان الكسائي عن أبي الطفيل قال :

شهدت جنازة أبي بكر يوم مات وشهدت عمر حين بويع وعلي عليه‌السلام جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي ـ عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون ـ حتى قام على رأس عمر فقال : يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمّة بكتابهم وأمر نبيهم؟ قال فطأطأ عمر رأسه ، فقال [له الغلام] : إيّاك أعني وأعاد عليه القول ، فقال له عمر : ما ذاك؟ قال : إني جئتك مرتادا لنفسي شاكّا في ديني. فقال : دونك هذا الشابّ. قال : ومن هذا الشابّ؟ قال (٢) : هذا علي بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو أبو الحسن والحسين وزوج فاطمة بنت رسول الله عليهما‌السلام. فأقبل اليهودي على عليّ بن أبي طالب فقال : أكذلك أنت؟ قال : نعم. قال فإني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة. قال : فتبسّم علي عليه‌السلام (و) قال : يا هاروني ما منعك أن تقول : سبعا؟ قال : أسألك عن ثلاث فإن علمتهنّ سألت عما بعدهنّ ، وإن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس فيكم علم. قال علي عليه‌السلام ألا فإني أسألك بالذي تعبد لئن أنا أجبتك في كلّ ما تريد لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني؟ قال : ما جئت إلّا لذلك. قال : فاسأل. قال : فأخبرني عن أول قطرة [وقعت] على وجه الأرض أي قطرة هي؟ وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأول شيء اهتزّ على وجه الأرض أيّ شيء هو؟ فأجابه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : فأخبرني عن الثلاث الأخر ، أخبرني عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم كم بعده من إمام عدل؟ وفي أيّ جنة يكون؟ ومن يساكنه معه في جنته؟ فقال : يا هاروني إن لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الخلفاء اثنا عشر إماما عادلا

__________________

(١) كذا.

(٢) جمل : «قال : ومن هذا الشاب؟ قال» مأخوذة من نسخة السيد علي نقي ، وقد سقطت من مخطوطة طهران.

٣٥٤

لا يضرّهم من خذلهم ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم وإنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض. ويسكن محمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] في جنته مع أولئك الاثنا عشر إماما العدل. قال : صدقت والله الذي لا إله إلّا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى عمي عليهما‌السلام. قال : فأخبرني عن الواحدة أخبرني عن وصي محمدكم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟ قال : يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ثم يضرب ضربة هاهنا ـ يعني قرنه ـ فتخضب هذه من هذا قال : فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

فضيلة

اندرجت فيها حقائق العلوم الظاهرة والباطنة ، وانكشفت بها الرموز الخفية والأسرار الكامنة (في أن عليا هو العالم المحيط بظواهر القرآن وبواطنه بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

٢٨١ ـ أخبرني المشايخ بدر الدين إسكندر بن سعيد (١) بن أحمد بن محمد الطاوسي القزويني وبرهان الدين إبراهيم بن إسماعيل الدرجي وشهاب الدين محمد ابن يعقوب البغدادي بروايتهم عن أمّ هانئ عفيفة بنت أبي أحمد ابن عبد الله الفارقانية ، قالت : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد إجازة قال : أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصفهاني (٢) قال : حدثنا نذير بن جناح أبو القاسم القاضي (٣) حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان (٤) حدثنا أبي حدثنا عباس ابن عبيد الله (٥) حدثنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك ، عن عبيدة ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود قال :

إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف (٦) إلّا له ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران وفي نسخة السيد علي نقي : «سعد».

وليعلم أن ما وضعناه في العنوان بين القوسين زيادة منا.

(٢) رواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من حلية الأولياء : ج ١ ، ص ٦٥ ، ورواه عنه ابن عساكر ، تحت الرقم : (١٠٥٠) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٢٥ ط ١.

(٣) كذا في تاريخ دمشق ، وفي الأصل : «يزيد بن جناح ...».

(٤) كذا في تاريخ دمشق ، وفي الأصل : «محمد بن مردان».

(٥) كذا في تاريخ دمشق ، وفي الأصل : «عبد الله».

(٦) كذا في تاريخ دمشق ، وقد سقط من أصلي قوله : «ما منها حرف».

٣٥٥

فضيلة

عظيمة الآثار ، ومنقبة إنفاق في الليل والنهار

٢٨٢ ـ أنبأني الشهاب محمد بن يعقوب الحنبلي عن أبي طالب ابن عبد السميع الهاشمي إجازة عن شاذان القمي قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي قال : أنبأنا الحسن بن الحسن المقرئ قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا أبو بكر ابن خلاد (قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم) (١) قال : حدثنا أحمد بن علي الخراز ، قال : حدثنا محمود بن الحسن المروزي.

حيلولة : وأخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم ، قال : حدثنا أبو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم ، قال : أنبأنا محمد بن إبراهيم بن علي حدثنا أبو عروبة ، قال : حدثنا سلمة بن حبيب ، قال : أنبأنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه :

عن ابن عباس في قوله عزوجل [في الآية (٢٧٤) من سورة البقرة] : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) [فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون] قال : نزلت في علي بن أبي طالب كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما ، وفي السرّ درهما وفي العلانية درهما (٢).

__________________

(١) كذا في مسودتي ولا يحضرني الآن وجه وضع هاتين الجملتين بين القوسين كما لا يحضرني أيضا أصلاي لتطبيق الميزان العلمي على طبقهما.

(٢) ورواه الخوارزمي بسند آخر في آخر الفصل : (١٧) من مناقبه ص ١٩٨.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني بطرق في الحديث : (١٥٥) وتواليه من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٠٩ ، ط ١.

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٣٢٥) من مناقبه ص ٢٨٠ ط ١.

٣٥٦

فضيلة

بهرت المناقب التي عنده في انّه (عليه‌السلام) عمل بآية ما عمل بها أحد قبله ولا بعده.

٢٨٣ ـ أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني رحمه‌الله بقراءتي عليه ـ أو قراءة (عليه) وأنا أسمع ـ قال : أنبأنا المؤيّد محمد بن علي الطوسي سماعا عليه ، قال : أنبأنا الشيخ عبد الجبّار بن محمد الخواري سماعا عليه ، قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي سماعا عليه ـ رحمة الله عليه ـ قال في قوله تعالى [في الآية : (١٣) من سورة المجادلة : ٥٨] : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) قال ابن عباس في رواية الوالبي (١) : إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى شقّوا عليه ، فأراد الله أن يخفّف عن نبيّه فأنزل الله هذه الآية ، فلمّا نزلت كان كثيرا من الناس كفوا عن المسألة (٢).

[قال الواحدي] قال المفسّرون : إنهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدّقوا ، فلم يناجه أحد إلّا علي بن أبي طالب!!! [فإنّه] تصدّق بدينار [فناجى رسول

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «الوالي».

(٢) المراد من قوله : «كثيرا من الناس» هم المهاجرون والأنصار المخاطبون بقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ ...). وكان ينبغي عليه أن يقول : «فلما نزلت الآية الكريمة كان جميع الصحابة كفوا عن مناجات رسول الله إلا علي ابن أبي طالب ...». وإنما عدل عما ذكرناه سترا على كرامة الصحابة! كي لا ينتقل ذهن القراء إلى يخلهم وهوان المناجاة مع رسول الله وأخذ العلم عنه عليهم فيستنتج من تقاعدهم عن هذا العمل اليسير القليل المؤنة ـ مع اشتماله على الخير الكثير ـ أن ما ينسب إلى بعضهم من الإنفاقات الطائلة كلها كذب واختلاق!!!.

٣٥٧

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] (١).

٢٨٤ ـ [وبالسند المتقدّم] قال الواحدي : أخبرنا أبو بكر ابن الحرث ، أنبأنا أبو محمد ابن حبان (٢) أنبأنا أبو يحيى أنبأنا سهل بن عثمان ، أنبأنا أبو قبيصة ، عن ليث ، عن مجاهد :

عن علي [عليه‌السلام] قال : آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولن يعمل بها أحد بعدي [وهي] آية النجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكلّما أردت أن أناجي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قدمت [بين يدي نجواي] درهما (٣) فنسخته الآية الأخرى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ؟!!) الآية : [١٤ / المجادلة : ٥٨].

٢٨٥ ـ [قال المؤلّف] قلت : الكلمات العشر التي ناجى بها علي رضي‌الله‌عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هي التي أوردها الإمام حسام الدين محمد بن عثمان ابن محمد العلي أبادي رحمه‌الله في مصنفه في التفسير ، وهو الموسوم بكتاب مطلع المعاني.

وقد أخبرني به الإمام برهان الدين عليّ بن أبي الفتح ابن أبي بكر ابن عبد الجليل المرغيناني رحمة الله عليه إجازة قال : أنبأنا والدي الإمام رحمه‌الله إجازة قال : أنبأنا الإمام حسام الدين محمد بن عثمان بن محمد المصنف رحمه‌الله قال :

__________________

(١) ورواه أيضا الخوارزمي في أواخر الفصل (١٧) من مناقبه ص ١٩٥ ، ط الغري قال :

قيل : سأل الناس رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فأكثروا فأمروا بتقديم الصدقة على المناجاة ، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت رخصة.

ثم قال الخوارزمي : وعن علي (عليه‌السلام) أنه قال : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي؟!! وهي : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً). عملت بها ثم نسخت.

ورواه أيضا السيد أبو طالب ولكن على وجه آخر ، كما في أواخر الباب (٣) من تيسير المطالب ص ٦٩.

قال المحمودي : وعليك بشواهد التنزيل فإنه يغنيك عن غيره ولا يغنيك عنه غيره.

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «أنبأنا أبو محمد «رض» ابن حيان».

(٣) هذا هو الصواب الموافق لما في الحديث : (٩٦٠) من كتاب شواهد التنزيل ج ٢ ص ٢٣٨ غير أن فيه : «فكنت كلما ناجيت الرسول قدمت بين يدي نجواي ...».

وفي الأصل : «فلما أردت ...» ولا ريب أن لفظة : «فلما» مصحفة عن «كلما».

٣٥٨

روي عن علي [رضي‌الله‌عنه أنّه] ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشر مرّات بعشر كلمات قدّمها عشر صدقات فسأل في الأولى ما الوفاء؟ (١) قال : التوحيد وشهادة أن لا إله إلّا الله. ثم قال : وما الفساد؟ قال : الكفر والشرك بالله عزوجل. قال : وما الحقّ؟ قال : الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك. قال : وما الحيلة؟ قال : ترك الحيلة. قال : وما عليّ؟ قال : طاعة الله وطاعة رسوله. قال : وكيف أدعو الله تعالى؟ قال : بالصدق واليقين. قال : وما ذا أسأل الله تعالى؟ قال : العافية. قال : وما ذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال : كل حلالا وقل صدقا. قال : وما السرور؟ قال : الجنّة. قال : وما الراحة؟ قال : لقاء الله تعالى.

فلما فرغ [النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جواب أسئلة علي] نسخ حكم [وجوب] الصّدقة [قبل التناجي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] (٢).

__________________

(١) كذا في الأصل ، ولعل الصواب : «فقال في الأولى : ما السداد؟».

والحديث رواه أيضا إبراهيم بن معقل النسفي الحنفي المتوفى عام : (٢٩٥) في تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل المطبوع بهامش تفسير الخازن : ج ٤ ص ٢٤٢ قال :

قال علي في آية النجوى : هذه آية من كتاب الله ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي كان لي دينار فصرفته فكنت إذا ناجيت النبي تصدقت بدرهم وسألت رسول الله عشر مسائل فأجابني عنها ، قلت يا رسول الله ما الوفاء؟ قال : التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله. قلت : وما الفساد؟ قال : الكفر والشرك.

قلت : وما الحق؟ قال : الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك. قلت : وما الحيلة؟ قال : ترك الحيلة. قلت : وما علي؟ قال : طاعة الله ورسوله. قلت : وكيف أدعو الله؟ قال : بالصدق واليقين. قلت :

وما أسأل الله؟ قال : العافية. قلت : وما أصنع لنجاة نفسي؟ قال : كل حلالا وقل صدقا. قلت. وما السرور قال : الجنة. قلت : وما الراحة؟ قال : لقاء الله تعالى.

(٢) ما بين المعقوفات زيادات توضيحية منا.

٣٥٩

الباب السابع والستون

فضيلة

عهد لم يعهد بمثله قريب ولا بعيد ، ومنقبة فاخرة ليس عليها مزيد (١)

٢٨٦ ـ أخبرنا الشيخان : الخطيب عبد الله ابن أبي السعادات المقري البابصري رحمه‌الله (٢) ـ بقراءتي عليه بجامع المنصور بباب البصرة غربي دجلة [في] مدينة السلام ـ والعادل الزاهد الفاضل محمد ابن أبي القاسم ابن عمر المقرئ بقراءتي عليه بالخان الجديد بباب السور غربي دجلة ، قلت لكل واحد منهما : أخبرك شيخ الإسلام شهاب الحق والدين عمر بن محمد السهروردي قدس الله روحه إجازة ، قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان المعروف بابن البطي قال : أنبأنا الشيخ أبو الفضل حمد بن أحمد الأصفهاني قال : أنبأنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نعيم رحمه‌الله (٣) قال : حدثنا عبد الله

__________________

(١) هذا الباب والعنوان كان في صدر الحديث التالي والظاهر أن محله هاهنا ، ولذا قدمناه.

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي نسخة طهران جعل قوله : «رحمه‌الله» بعد قوله : «بباب البصرة».

وفي نسخة السيد علي نقي : «أبي السعادات المعري».

(٣) رواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين من حلية الأولياء : ج ١ ، ص ٦٨.

ورواه أيضا الكنجي الشافعي في الباب : (٧٣) من كفاية الطالب ص ٢٩١ ط الغري قال :

أخبرنا بقية السلف أبو الحسن ابن أبي عبد الله ابن أبي الحسن الأزجي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة أربع وثلاثين وست مائة ، عن المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا محمد ابن الحسين النيسابوري أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ...

ورواه أيضا أبو نعيم بسند آخر ، في ترجمة محمد بن حماد من تاريخ أصبهان : ج ٢ ص ٢٥٥ ورواه عنه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق : ج ٢ ص ١٣٩ ، ورواه أيضا عنه ابن عساكر تحت الرقم : (١٠٢٠) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٩٩ ط ١.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة محمد بن سهل من المعجم الصغير : ج ٢ ص ٦٩ ط ٢ قال : ـ

٣٦٠