فرائد السمطين - ج ٢

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ٢

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي تنزّه جناب جلاله عمّا لا يليق بكبريائه ، وتبارك وتوحّد في قدّوسيّته وتعاليه عن أن يكون له ندّ أو ضدّ (١) أو مماثل أو مشارك ، وتلاقى لطفه ما أفسده عبيده من أحوالهم بالمعاصي والطغيان وتدارك ، وهتف هاتف كرمه على كلّ غاو هوى في هويّ هواه (٢) هلمّ إلينا واغتنم بدارك ، فقد توالى مدد العناية الأزليّة ودارك ، وجعل الإحسان بذلك (٣) والجنان منزلك ودارك.

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، محمد الذي واظب على طاعة الله سبحانه والشفقة على خلقه وهدايتهم إلى سواء الطريق وبارك ، فشرح الله له صدره ووضع عنه وزره وشدّ بعليّ أزره ورفع له ذكره ، ونودي من سرادق الغيب : قد أعلينا معالمك ومنارك ، وأ علينا مراتبك وأقدارك ، وصفّينا ضمائرك وأسرارك ، وكفينا مطالبك وأوطارك (٤) وأروينا بالبرّ والإحسان أقطارك ، وأبدينا رفعتك وأخطارك وأدنينا منزلك ومزارك ، وجعلنا الوسيلة العليّة الرفيعة محلّك وقرارك (٥) وبسطنا في الأولى والآخرة أنوارك ، وحسّنّا في إيداع المكارم وأوضاع الحنيفيّة السهلة السمحة آثارك ـ ، فإنّ الله لمّا اجتباك واصطفاك [وأحبّك] واختارك ، كلأ القلوب والأرواح محبّتك والابتهاج بك والإسماع بسنّتك وأخبارك ، ووقف على تحرّي (٦) مرضاته ؛

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «وتعالى [عن] أن يكون له ندّ أو ضدّ ...».

وليعلم أنّا شرعنا في كتابة ما هاهنا في (٢٠) من شهر رمضان المبارك من سنة (١٣٩٧).

(٢) الهويّ ـ بضم الهاء وكسر الواو ـ : ما انخفض من الأرض. واستعاره هاهنا للساقط في أسفل أمنياته الفاسدة ، والهالك في قعر هواه ، والغريق في لجّة غوايته.

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «وتدارك ما هتف هاتف كرمه على كل غاو هوى في هواه ، واغتنم بدارك ، فقد توالى مدد العناية الأزليّة ودارك ، وجعل الإحسان نزلك ...».

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «وكفينا خطابك وأوطارك ...».

(٥) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «وجعلنا الوسيلة العالية ...».

(٦) كذا في نسخة السيّد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ووقف على مجرى مرضاته ...».

٥

والترقّي في معارج التحيّر في ذاته وصفاته همتك (١) وعلى استماع كلمة الحقّ والنظر في عجائب ملكه وملكوته سمعك وأبصارك ، عزّزك بنصره وعزّرك بعونه ، وأيّدك بملائكة السماء وجعلهم جنودك وأعوانك وأنصارك ، وكما حسّن خلقك حسّن خلقك ، وجعل الزهد والتقوى شعارك ودثارك ، وعمّر بتضاعف البركات وتوالي إمداد الخيرات منازلك وديارك (٢) وجعل زينة الأكوان وحلية الوجود نورك ونسلك المبارك ، وطهّرك وأهل بيتك المكرّمين وصلّى وبارك عليهم كما صلّى عليك وبارك (٣) فصلوات الله سبحانه عليه وعلى آله وأصحابه الذين من حالفهم ووالاهم نجا في الدارين وتمالك ، ومن خالفهم وناواهم جذب إلى نفسه دواعي الشقاوة وتهالك ، صلاة دائمة الأشواق ، قائمة الأسواق ، عالية الرواق زاكية الأعراق ، ما تبارز معشر في حومة الوغى وتماحك (٤) وسلامه وتحيّاته الزاكيات الناميات الساميات وحنانه ورحمته الفائحات الغاديات (٥) الرائحات عليه وعليهم ما تباهج روض ببكاء الغمام وتضاحك (٦).

وبعد حمد الله الذي خصّ نبيّه محمدا وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم [با] لاجتباء (٧) والاصطفاء والتطهير والتكريم ، وأمر بالصلاة عليه وعليهم كما أمر بالصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم (٨) وجعل معرفتهم براءة من النار ، ومحبّتهم جوازا على الصراط ، وولايتهم أمنا من العذاب الأليم.

__________________

(١) كذا.

(٢) كذا في مخطوطة السيد علي نقي. وفي مخطوطة طهران : «معارك وديارك».

(٣) إشارة إلى ما نلوّح إليه في التعليق (٨) الآتي فلاحظه.

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي ظاهر رسم الخطّ من نسخة السيد علي نقي : «الوعى» بالعين المهملة.

(٥) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «وحنا فيه وراحة». وفي نسخة السيد علي نقي : «وحنانه وراقه ...».

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «الغمائم».

(٧) هذا هو الظاهر ، وفي أصليّ : «والاجتباء ...».

(٨) إشارة إلى ما رواه جماعة كثيرة بطرق عديدة من أنّه لما نزل قوله تعالى في الآية (٥٦) من سورة الأحزاب : (٣٣) : «إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما». سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقالوا : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد ...

والحديث متواتر وسنده ينتهي إلى جماعة كثيرة من الصحابة منهم : كعب بن عجرة ، وأبو مسعود الأنصاري ، وزيد بن خارجة ، وأبو سعيد الخدري ، والإمام أمير المؤمنين ، وأبو هريرة ، وأبو حميد الساعدي ، وبريدة الخزاعي ، وابن عباس ، وحارث بن الخزرج ، وخالد بن سلمة ، وطلحة بن عبيد الله ، وأم المؤمنين أم سلمة ، وواثلة بن الأسقع ، وابن مسعود ، ومحمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري ، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

٦

__________________

ـ وقد رواه بسندهم عن كعب بن عجرة جماعة كثيرة منهم الطبراني ورواه عنه في ترجمة أحمد بن محمد المروزي من المعجم الصغير : ج ١. ص ٧٤ قال :

حدثنا أحمد بن محمد بن عمر أبو بشر ببغداد [بأصبهان] حدثنا محمود بن آدم المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى السيناني ، عن أبي هانئ عمرو بن بشير ، حدثنا الحكم بن عتيبة :

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة : أن رجلا سأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أما السلام [عليك] فقد عرفت فكيف الصلاة؟ فعلّمه أن يقول : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

قال الطبراني : لم يروه عن أبي هانئ إلا الفضل بن موسى.

أقول : ورواه أيضا أبو نعيم في ترجمة أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن الحسن بن فضالة ابن عبد الله بن راشد الفقيه المروزي من كتاب أخبار أصبهان : ج ١ ، ص ١٣ ، نقلا عن الطبراني ...

وأيضا رواه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن عبد الله النصيبي من المعجم الكبير : ج ١ ، ص ٨٥ ، قال :

حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النصيبي ، حدثنا ميمون بن الأصبغ ، حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا مسعر بن كدام ، عن سلمة بن كهيل :

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، قال : قال رجل : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ فقال : قولوا : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

ثم قال الطبراني : لم يروه عن سلمة بن كهيل إلا مسعر ، ولا عن مسعر إلا أبو بكر الحنفي ، تفرّد به ميمون بن الأصبغ ، ولا كتبناه إلا عن إبراهيم بن عبد الله.

وقد رواه أيضا عبد بن حميد الكشي في مسنده / الورق ٥٥ / ب / قال :

حدثنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأجلح ، عن الحكم بن عتيبة [ظ] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى :

عن كعب بن عجرة ، قال : لمّا نزلت : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [٥٦ / الأحزاب : ٣٣]. قمت إليه فقلت التسليم [عليك] قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال : قل : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

ورواه البخاري بأسانيد في تفسير الآية الكريمة من كتاب التفسير من صحيحه : ج ٦ ص ١٥١ ، وعنه وعن غيره رواه في الحديث : (٩ و ٢٠) وتواليه من تفسير البرهان : ج ٤ ص ٣٣٥.

ورواه أيضا ابن عساكر في ترجمة أبي يعلى حمزة بن محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق : ج ١٣ ، ص ١١٦ ـ وفي تهذيبه : ج ٤ ص ٤٥٠ ـ قال :

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي ، وهبة الله بن أحمد ابن الأكفاني ، قالا : أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي بدمشق ، أنبأنا الشريف أبو يعلى حمزة بن محمد بن حمزة الزيدي القزويني ، قدم علينا دمشق سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة ، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد ابن الهيثم الأنصاري ، أنبأنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، أنبأنا قبيصة بن عقبة ، أنبأنا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن الحكم :

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، قال : لمّا نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، جاء رجل إلى النبيّ فقال : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال : قل : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنّك حميد مجيد. ـ

٧

والصلاة والسلام على محمد النبيّ الأميّ الذي هو على خلق عظيم ؛ وبالمؤمنين رءوف رحيم ، وعلى أخيه إمام الأولياء و [على] أولاده الحنفاء الشرفاء ، و [على] المهديّ الإمام سميّ (١) خاتم الأنبياء ، و [على] أزواجه أمّهات المؤمنين وذرّيّته [و] أهل بيته وعترته وصحابته منابع الإحسان العميم ، ومعادن المنّ والإفضال الجسيم ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أهل الصفاء والوفاء واليقين ، صلاة تزري نفحاتها بروائح الفاغرة وتجمع لقائلها من سعادتي الدنيا والآخرة ، ما هبّ نسيم وفاح شميم (٢) واستعذب كوثر وتسنيم.

فهذا هو السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين (٣) يشتمل على اثنين وسبعين بابا من أحاديث وردت من سيّد الثقلين ـ الذي ما نطق عن الهوى ـ في فضائل المرتضى والبتول والحسنين أهل الكرامة والتقوى [و] خلاصة الأنام ونقاوة البشر ، الذين بذكرهم يستدفع نوازل البلاء والضرر ، ويستعاذ من سوء القضاء وشرّ القدر ، ويستنزل في المحول نوافع المطر ، ويستقضي [على] غلبات اليأس جوامع الوطر (٤) شعر (٥) :

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم

بعد الممات جمال الكتب والسير

__________________

ـ ورواه أيضا في ترجمة زيد بن جارية الأنصاري من الإستيعاب بهامش الإصابة : ج ١ ، ص ٥٥٦ قال :

قال أبو يحيى الساجي : حدثني زياد بن عبيد الله المزني ، قال : حدثني مروان بن معاوية ، قال :

حدثني عثمان بن حكيم ، عن خالد بن سلمة القرشي ، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : حدثني زيد بن جارية أخو بني الحرث ابن الخزرج ، قال : قلت : يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلّي عليك؟ قال : صلّوا عليّ وقولوا : اللهمّ بارك على آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

هكذا رواه خالد بن سلمة ، عن موسى بن طلحة ، ورواه إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ـ وربما قال فيه : أراه عن أبيه ـ قلت : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك. فذكره.

أقول : وقد تقدّم الحديث بطرق جمّة في الفاتحة من مقدمة هذا الكتاب : ج ١ ، ص ٢٤.

ورواه أيضا عن مصادر كثيرة في إحقاق الحقّ : ج ٣ ص ٢٥٢ وج ٥ ص ٥٢٤.

(١) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «يسعى».

(٢) الشميم : الرائحة الطيّبة. و «فاح شميم» أي ما انتشرت وأذيعت الروائح الطيّبة.

(٣) الفرائد تأتي جمعا للفريد : المتفرد الذي لا نظير له. الشذرة تفصل من الذهب. والدرّ أو اللؤلؤ إذا نظم وفصل بغيره. الجوهرة النفيسة.

وأيضا تأتي الفرائد جمعا للفريدة ـ مؤنّث الفريد ـ : الجوهرة النفيسة ، يقال : فلان أتى بالفرائد ، أي بألفاظ تدل على عظم فصاحته ، وجزالة منطقه ، وأصالة عربيّته.

والسمط ـ كحبر ـ : الخيط ما دام اللؤلؤ ـ أو الخرز ـ منتظما فيه.

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ويستقصي عنده عليات الناس جوامع العطر».

(٥) لفظة : «شعر» غير موجودة في نسخة طهران.

٨

الباب الأول

فضيلة

لها نثار الدرّ والمرجان ؛ ومنقبة بها [تزيّنت] زينة الجنان (١) :

[في أن آية التطهير نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام]

٣٥٦ ـ (٢) أخبرنا الإمام جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه في السابع عشر من شوال سنة سبع وثمانين وست مائة ـ قال : أنبأنا والدي الإمام نجم الدين رحمه‌الله إجازة ، قال : أخبرنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني رحمه‌الله إجازة ، قال أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي وأبو محمد محمد بن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي (٣).

حيلولة : وأنبأنا شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر بقراءتي عليه بمدينة دمشق ، قلت له : أخبرك الإمام رضي الدين المؤيّد بن محمد ابن علي المقرئ الطوسي إجازة ، قال : أنبأنا جدّي لأمي أبو العباس محمد بن العباس

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «ومنقبة رينة بها رينة الجنان».

(٢) هذا الرقم وما يأتي بعده بالتسلسل مرتب على آخر رقم من السمط الأول المرقوم في آخر المجلد الأول ص ٤٢٧ ، ولكن بداية التسلسل من الباب الأول من السمط الأول لا من مقدمة الكتاب ، فإذا أحاديث المقدمة ـ وهي اثنا عشر حديثا ـ خارجة عن هذا العد.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ـ ومثله يأتي في الحديث : (٣٦٢) ـ وفي نسخة طهران : «وأبو محمد محمد بن المنصور بن أحمد بن ...».

٩

العصاري المعروف بعباسة بسماعي عليه ، قالوا : أنبأنا القاضي أبو سعيد (١) محمد ابن سعيد الفرّخزادي قال : أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي رحمه‌الله ، قال : أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني ، أنبأنا المعافى ابن زكريا البغدادي ، أنبأنا محمد بن جرير [الطبري] حدثني [محمد] بن المثنى حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي (٢) حدثنا مندل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نزلت هذه الآية في خمسة ـ : فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة ـ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣/ الأحزاب : ٣٣].

__________________

(١) كذا في مخطوطة السيّد علي نقي ، غير أن فيها : «قال : أنبأنا القاضي ...».

وفي نسخة طهران : «قالوا : أنبأنا القاضي أبو سعيد ابن محمد بن سعيد ...».

(٢) كذا في الحديث الأول من تفسير آية التطهير من تفسير الطبري : ج ٢٢ ص ٦ ، وقد علقناه على الحديث :

(٦٦٤) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٢٧ ط ١ ،.

وهاهنا في كلي أصلي تصحيف فاحش.

١٠

فضيلة

[أبيات منصور الفقيه في مشروطية تزكية الفرائض وقبولها بحبّ أهل البيت عليهم‌السلام ، وأن حبّ أهل البيت عليهم‌السلام وبغض أعدائهم إن كان رفضا فهور افضي]

٣٥٧ ـ وبالإسناد المذكور إلى الثعلبي قال : أنشدني محمد بن القاسم الماوردي أنشدني محمد بن عبد الرحمن الزعفراني ، أنشدني محمد بن إبراهيم الجركاني قال : أنشدني منصور الفقيه لنفسه :

إن كان حبي خمسة زكّت بهنّ (١) فرائضي

وبغض من عاداهم رفضا فإنّي رافضي

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي مخطوطة طهران : «نزلت بهم فرائضي». وفي نسخة السيد علي نقي : «زكتا بهم فرائضي».

والأبيات رواها أيضا الطبري الإمامي في كتاب بشارة المصطفى ص ٣٤٠ قال

أخبرنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسين العلوي ، قال : أنشدني أبو الخير الفارسي ـ فيما أجاز لي وكتب لي بخطه ـ قال : أنشدني كامل بن أحمد ، قال : أنشدني ابن بكران ، قال : أنشدني ابن حلاج ، قال : أنشدني أبو العباس المصري ، قال : أنشدني منصور الفقيه لنفسه :

إن كان حبّي خمسة زكّت بهم فرائضي

وبغض من عاداهم رفضا فإني رافضي

ومثله رواه الطباطبائي ـ دام عزّه ـ مرسلا عن المجلد (٤) من كتاب كنز الدرر وجامع الغرر ، ص ٣٣ تأليف أبي بكر ابن عبد الله بن ايبك صاحب صرخد ، ولكن صحف كلمة : «عاداهم». وفيه أيضا أن الأبيات للخباز البلوي؟

١١

[أبيات الصاحب بن عبّاد في قصور عمله وشكره لما أنعم الله عليه فوق ما كان يأمله من المنائح والمواهب وأن أفضل مواهب الله عليه حبّه لأمير المؤمنين علي عليه‌السلام ثم أبيات عزّ الدين الناصر لدين الله في أن من وسيلته إلى الله هو النبي وصهره وابنته وسبطيه سلام الله عليهم]

٣٥٨ ـ أخبرني الصدر الإمام تاج الإسلام نور الدين محمد بن محمد بن محمد ابن طاهر بن إبراهيم بن حمزة البخاري رحمه‌الله فيما كتب إليّ منها في سنة [ستّ] وستين وستّ مائة (١) قال : حدثني الإمام الزاهد الناقد بقيّة الحفّاظ حافظ الأندلس المعروف بابن حولة الغرناطي رحمه‌الله قال :

حكى لنا عزّ الدين نجاح (٢) الناصر لدين الله أمير المؤمنين قال : كنت قائما على حاشية بساطه وحوله سماطان من ندمائه وقد تشعّب به وبهم الحديث وتفنّنت إذ أنشده بعض القائمين للصاحب بن عبّاد [رحمه‌الله] :

منائح الله عندي جاوزت أملي

فليس يدركها شكري ولا عملي

لكن أفضلها عندي وأكملها

محبّتي لأمير المؤمنين عليّ

فهشّ لذلك وبشّ ثمّ فكّر هنيهة وأنشد لنفسه :

يا ذا المعارج إن قصّرت في عملي

وغرّني من زماني كثرة الأمل

وسيلتي أحمد وابناه وابنته

إليك ثمّ أمير المؤمنين عليّ

__________________

(١) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث المتقدم تحت الرقم : (٣٥٢) من الجزء الأول ص ٤٢١ ط ١.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «نجاح خاص الناصر ...».

١٢

الباب الثاني

فضيلة

[أو خصيصة شريفة فاخرة ، ومنقبة كريمة زاهرة [في أن محبة عليّ وفاطمة وولدهما صلوات الله عليهم أجر رسالة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم].

٣٥٩ ـ أخبرنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه أو قراءة عليه وأنا أسمع في [شهر] رجب أو شعبان سنة خمس وستين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ رضي الدين المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي ثمّ النيشابوري والشيخ الإمام شهاب الدين أبو بكر ابن أبي سعيد عبد الله بن الصفّار النيسابوري بسماعه من والده وبإجازته من عبد الجبّار بن محمد الخواري ـ قيل : إن صحّت!! ـ قال : أنبأنا الشيخ الدين عبد الجبّار بن محمد الخواري البيهقي سماعا عليه ، قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي سماعا عليه ، قال : أنبأنا ابن حنّان المزكي (١) أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق ، حدثنا الحسن بن عليّ بن زياد السري ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس ، حدثنا الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [٢٣ / الشورى : ٤٢]. قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين [أمرنا] الله بمودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وولدهما (٢).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أبو حنّان ...».

(٢) وهذا هو الحديث الأول من تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٣٠ ، ط ١ ، قال : حدثني القاضي أبو بكر الحيري ، حدثني أبو العباس الضبعي ، حدثني الحسين بن عليّ بن زياد أالسري ...

ورواه بعده بأسانيد كثيرة ، وعلّقناه عليه أيضا عن مصادر.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة أحمد بن جعفر من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٧٦.

١٣

[حديث ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن النبي أجلس الحسن والحسين عليهما‌السلام على فخذيه ، وفاطمة في حجره واعتنق عليا سلام الله عليه ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي]

٣٦٠ ـ أخبرني الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمر عثمان بن الموفّق رضي‌الله‌عنه ـ بقراءتي عليه بأسفرايين أواخر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستّ مائة ـ والمشايخ فريد الدين داوود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي وكمال الدين محمد بن عمر بن المظفّر أبو المكارم المروزي وقدوة الحكماء شرف الدين محمد بن عثمان بن أبي بكر ابن الحاحي الخورشاهي المتطبّب الخوريدي (١) إجازة بروايتهم ـ رحمهم‌الله ـ عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء والمحقّقين سعد الحقّ والدين محمّد بن المؤيّد ابن أبي بكر الحمويني [رضي‌الله‌عنه] وأرضاه ، إجازة بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الحقّ والدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الصوفي الخيّوقي المعروف بكبرى رضي‌الله‌عنه ، إجازة ـ إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الشعاني (٢) أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأنصاري بدمشق ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد ابن (٣) عطاء الروذباري ، حدّثني عليّ بن محمد بن عبيد ، حدثنا جعفر بن أبي عثمان

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «الخداساهي». وفي نسخة السيد علي نقي : «الخوراشامي».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «أبي الفضل السّعاني».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن عطاء الروزباري».

وللحديث مصادر وأسانيد ، وقد ذكرناه بطرق في تعليق الحديث : (٧٠٢) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٥٣ ط ١.

ورواه أيضا عبد الله بن أحمد بن حنبل كما في الحديث : (٢٠٢) من باب فضائل أمير المؤمنين ، من كتاب الفضائل ص ... ط. قال :

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الجمحي ، حدثنا خالد بن الحارث ، حدثني طريف بن عيسى ـ وهو العنبري ـ حدثني يوسف بن عبد الحميد ، قال :

١٤

الطيالسي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا أبو عبيدة ، حدّثنا طريف بن عيسى [العنبري قال] :

حدّثني يوسف بن عبد الحميد ، قال : قال لي ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسن والحسين على فخذيه [و] فاطمة في حجره واعتنق عليا ، ثمّ قال : اللهمّ إن هؤلاء أهل بيتي.

١٥

الباب الثالث

[في حثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسك به وبعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام].

٣٦١ ـ أخبرني الشيخ عزّ الدين أحمد بن إبراهيم الفاروقي رحمه‌الله ، أنباني نقيب العباسيين أبو طالب ابن عبد السميع الهاشمي ، أنبأنا الشيخ سديد الدين أبو عبد الله شاذان بن جبرئيل القمّي بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي ، أنبأني الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي رحمه‌الله قال : أنبأنا أبو الفتوح (١) المحسن بن أبي طاهر حامد بن محمد بن أبي الصباح الماه آبادي (٢) فيما قرأت عليه من أصل سماعه قال : حدّثنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن جعفر الإمام ، قال : حدّثنا عمر بن عليّ ابن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى البغدادي بالبصرة إملاء سنة سبع وخمسين وثلاث مائة ، قال : أخبرنا القاضي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد ابن درهم ، قال : أخبرنا عمرو بن مرزوق (٣) عن شعبة بن الحجاج ، عن الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أنس بن مالك قال :

__________________

(١) كذا في نسخة السيد عليّ نقي ، وفي نسخة طهران : «أبو الفتح».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «الماهاري».

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير قوله تعالى : «مرج البحرين يلتقيان» في الحديث : (٩٢٢) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٢١١. ورواه أيضا في الحديث : (٩١) منه في ج ١ ، ص ٥٩ ولكن بسند آخر وفي أصليّ من فرائد السمطين : «عمرو بن مراق».

ورواه أيضا الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الباب : (٤٨) من معاني الأخبار ، ص ١١٣ ، ط ٣ بأسانيد أربعة.

ورواه أيضا الشيخ الطوسي في الحديث : (٣٨) من الجزء (١٨) من أمالي الطوسي.

١٦

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اطلبوا الشمس فإذا غابت فاطلبوا القمر ، فإذا غاب فاطلبوا الزهرة ، فإذا غابت فاطلبوا الفرقدين. قلنا يا رسول الله : ومن الشمس؟ قال : أنا. قلنا : ومن القمر؟ قال : عليّ (٤). قلنا : ومن الزهرة؟ قال : فاطمة. قلنا : فمن الفرقدان؟ قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام.

__________________

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي ، فيه وتاليه : «وما».

١٧

[نزول آية التطهير في شأن علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام برواية عبد الله بن جعفر الطيار]

٣٦٢ ـ أخبرنا الإمام المفتي جلال الدين أحمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني الأبهري رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه بداره في السابع عشر من شوال سنة سبع وثمانين وست مائة ـ قال : أخبرني الإمام والدي نجم الدين محمد بن محمد رحمه‌الله.

حيلولة : وأخبرني الإمام مجد الدين أبو الفضائل محمد بن عبد الله بن الحسن الخرائطي الآملي رحمه‌الله مشافهة بمدينة آمل (١) [من] طبرستان سنة ستّ وستين وستمائة ، قال : أنبأنا الإمام مظهر الدين أبو الفضائل عبد الله بن الحسن إجازة.

وأخبرني الإمام إمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي رحمه‌الله ـ بهمدان في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة ـ قالوا : أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني رحمه‌الله إجازة قال : أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي ، وأبو محمد محمد بن المنتصر بن أحمد ابن حفص المتولي قال : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي ، أخبر [نا] أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، قال : أخبرني الحسين بن محمد ، حدّثنا ابن حبش المقرئ (٢) حدثنا أبو زرعة ، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ، أخبرني ابن أبي فديك حدثني ابن أبي مليكة :

عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه قال : لمّا نظر رسول الله صلى الله

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «الخراطي ... بمدينة أصل [ـ أو آمل ـ] طبرستان ...».

وكلمة : «أصل» أو «آمل» غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) كذا في الأصل ، والحديث رواه الحافظ الحسكاني تحت الرقم : (٦٧٣) وتواليه من كتاب شواهد التنزيل. ج ٢ ص ٣٢ ط ١ ، بطرق ثلاثة ، وقال في الطريق الثاني منها :

حدثنيه الحسين بن محمد الثقفي ، حدثني الحسين بن محمد بن حاجب المقرئ ، حدثنا أبو القاسم المقرئ ، حدثنا أبو زرعة ، قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبي شيبة ...

١٨

عليه وسلم إلى الرحمة هابطة من السماء قال : من يدعو؟ ـ مرتين ـ قالت زينب : أنا يا رسول الله. فقال : ادعي لي عليّا وفاطمة والحسن والحسين. قال : [فدعاهم فجاءوا] فجعل حسنا عن يمناه وحسينا عن يسراه وعليّا وفاطمة وجاهه ثم غشّاهم كساء خيبريا ثم قال : اللهم [إن] لكل نبيّ أهل بيت وهؤلاء أهلي (٢) فأنزل الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب : ٣٣] فقالت زينب : يا رسول الله [أ] لا أدخل معك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله.

__________________

(٢) كذا في الأصل ، وفي الطريق الأول من طرق الحديث من كتاب شواهد التنزيل : «اللهمّ إن لكل نبيّ أهلا وإن هؤلاء أهلي ...».

١٩

الباب الرابع

[نزول ملك على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتبشيره إياه أن الحسن والحسين عليهما‌السلام سيدا شباب أهل الجنة ، وأمهما سيدة نساء أهل الجنة]

٣٦٣ ـ أخبرني الشيخان الأخوان أصيل الدين عبد الله وشهاب الدين أبو يعلى حيدرة ابنا عبد الأعلى بن محمد بن محمد بن القاسم سبط الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد المشهور بابن القطاب الأصفهاني رحمه‌الله وسلفه ـ فيما كتبا إليّ منها في شهر رجب سنة ستّ وستين وستّ مائة ـ أن الشيخين الإمامين نور الدين محمود ابن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثقفي ، وبدر الدين عبد اللطيف بن محمد ابن ثابت بن عبد الله بن عبد الرحيم الخوارزمي أجاز لهما رواية جميع مسموعاتهما ومستجازاتهما ، قالا : أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الله الحافظ ، قال : حدّثنا أبو الوليد الفقيه ، حدثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، حدّثنا عبد الله بن عبد الله السنجري ، حدّثنا حفص بن عبد الرحمن ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حبيش ، عن حذيفة بن اليمان قال :

رأيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا عليه ثياب بياض قال : وهل رأيته؟ قلت : نعم. قال : ذلك ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض ، استأذن ربّه عزوجل في زيارتي فأذن له فبشّرني (١) أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة (٢).

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «استأذن ربّه عزوجل في زيارتي فأذن [له] يبشرني ...».

وفي نسخة السيد عليّ نقي : «استأذن الله تعالى ...».

(٢) ورواه أيضا أبو بكر القطيعي كما في الحديث : (٥٩) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل ـ

٢٠