فرائد السمطين - ج ١

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ١

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥١
الجزء ١ الجزء ٢

الباب السادس والخمسون

فضيلة

فاقت على الفضائل كلّها ، ومنقبة [تتضمّن جميع المعالي أو جلّها :

[في أنّ من سبّ عليا فقد سبّ رسول الله صلّى الله عليه» آله وسلّم ومن سبّه فقد كفر] :

٢٤٠ ـ أنبأني قاضي القضاة بالديار المصرية صاحب المناقب السنيّة ، والمراتب العليّة فخر الدين عبد العزيز بن عبد الرحمن السكري كتابة ، بروايته عن الإمام رضيّ الدين أبي الحسن محمد بن علي إجازة ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي إجازة ، قال : أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين الخسروجردي (١) قال : أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ (٢) قال : حدثنا أحمد بن كامل القاضي قال : حدثنا محمد بن سعد العوفي قال : حدثنا يحيى ابن أبي بكير ، قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق :

__________________

(١) هذا هو الصواب ، وهو أبو بكر البيهقي. وفي الأصل : «الجرجرائي».

(٢) وهو الحاكم النيسابوري وهذا رواه في الحديث : (٤٦) من باب مناقب أمير المؤمنين من المستدرك : ج ٣ ص ١٢١ ، وصححه وأقره الذهبي.

ورواه أيضا النسائي في الحديث : (٨٥) من كتاب الخصائص ص ٩٩ ط الغري قال :

أخبرنا العباس بن محمد الدوري حدثنا يحيى بن (أبي) بكير ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي قال ...

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في آخر مسند أم سلمة من كتاب المسند : ج ٦ ص ٣٢٣ قال :

حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله ...

ورواه بسنده عنه في الحديث : (٣٩) من أمالي الطوسي ص ٥٢ ، ورواه عنه في الباب : (٨٨) من البحار : ج ٣٩ ص ٣١٢ ط ٢.

ورواه أيضا عنه ابن عساكر تحت الرقم : (٦٦٠) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ١٨٣ ، ط ١. ورواه أيضا في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٣٠ ، وقال : رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة.

وأيضا رواه الحاكم ـ بعد ذكر ما في المتن ـ في المستدرك : ج ٣ ص ١٢١ ، قال :

٣٠١

عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة فقالت : أيسبّ رسول الله فيكم؟ فقلت : معاذ الله ـ أو سبحان الله أو كلمة نحوها ـ فقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من سبّ عليا فقد سبّني.

٢٤١ ـ أنبأني النسّابة عبد الحميد بن فخار الموسوي عن نقيب العباسيّين بواسط أبي طالب ابن عبد السميع إجازة ، أنبأنا شاذان بن جبرئيل قراءة عليه ، أنبأنا محمد ابن عبد العزيز ، أنبأنا محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال : أنبأنا بختكين بن عروبة التركي قال : حدثنا الحافظ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي العطار ، قال : حدثنا القاضي أبو عمرو الهاشمي : حدثنا أحمد بن داوود الهاشمي قال : حدثنا أبو أسامة [قال : حدثنا] جندل ، قال : حدثنا علي بن حمّاد ، عن المنقري عن من حدّثه عن ابن عباس ، قال :

مرّ ابن عباس ـ بعد ما حجب بصره ـ بمجلس من مجالس قريش وهم يسبّون عليا عليه‌السلام!! [ف] قال لقائده : ما سمعت هؤلاء يقولون؟ قال : سبّوا عليا عليه‌السلام!!! قال : فردّني إليهم. فردّه فقال : أيّكم الساب الله عزوجل؟ قالوا : سبحان الله من سبّ الله فقد أشرك. قال : فأيّكم السابّ رسول الله عزوجل؟ قالوا : سبحان الله من سبّ رسول الله فقد كفر. قال [ظ] : فأيّكم السابّ علي بن أبي طالب؟ قالوا : أمّا هذا فقد كان!!! قال : فأنا أشهد بالله أني سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من سبّ عليّا فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله عزوجل ، ومن سبّ الله أكبّه الله على منخريه في النار.

ثم ولّى عنهم وقال لقائده : ما سمعتهم يقولون؟ قال : ما قالوا : شيئا. [قال :] فكيف رأيت وجوههم إذ قلت ما قلت؟ قال :

__________________

حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ، حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي حدثنا جندل ابن والق ، حدثنا بكير بن عثمان البجلي قال : سمعت أبا إسحاق التميمي يقول : سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة ، وإذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعتها تقول : يا شبث بن ربعي [ظ] فأجابها رجل ـ جلف جاف ـ لبيك يا أمتاه. قالت : (أ) يسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ناديكم؟ قال : وأنى ذلك؟

قالت : فعلي بن أبي طالب؟ قال : إنا لنقول : أشياء نريد [به] عرض الدنيا!!! قالت : فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى.

أقول : وهذا رواه أيضا ابن عساكر تحت الرقم : (١٣٣٧) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٢٦١ ط ١ ، ولكن رواه بسند آخر ، ولم يذكر فيه أبا عبد الله الجدلي وقال : «عن أبي إسحاق السبيعي قال : حججت وأنا غلام ...» ولعل ذكر أبي عبد الله الجدلي قد سقط عن قلم الكاتب؟

٣٠٢

نظروا إليك بأعين محمّرة

نظر التيوس إلى شفار الجازر

قال : زدني فداك أبوك. قال :

خزر العيون نواكس أبصارهم

نظر الذليل إلى العزيز القاهر

قال : زدني فداك أبوك. قال : ما عندي غير هذا. قال : لكن عندي :

أحياؤهم عار على أمواتهم

والميّتون فضيحة للغابر (١)

__________________

(١) وللحديث طرق ومصادر ، ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤٥٧) من مناقبه قال :

أخبرنا أبو الحسن محمد بن مخلد البزاز ، وأبو الفرج محمد بن هارون بن الحسين الفقيه المالكي قالا : حدثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، حدثنا أبي وأعمامي [ظ] أبو القاسم وأبو الحسن وأبو عبد الله جعفر بن محمد ، ومحمد ومحمد ، قالوا : قرء على جدنا العباس بن عبد الواحد ـ ونحن حضور نسمع ـ :

قال : حدثني عمي يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي قال : حدثني أبي عن أبيه قال : كنت مع عبد الله بن عباس وسعيد بن جبير يقوده فمر على ضفة زمزم فإذا بقوم من أهل الشام يسبون عليا ...

ورواه أيضا ابن عساكر ، في حرف الطاء تحت الرقم (١٠٠) من معجم الشيوخ قال :

أخبرنا طلحة بن أحمد بن الحسين أبو العز البصري المالكي القتاملي إجازة كتب بها إلي من البصرة ، أنبأنا أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل العباداني أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي حدثنا أبو العباس أحمد بن داوود بن علي الهاشمي حدثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة المطلبي حدثنا جندل ابن والق ، حدثنا علي بن حماد ، عن المنقري عن من حدثه عن ابن عباس ...

ورواه في هامش مناقب ابن المغازلي عن الباب : (١٠) من كفاية الطالب ص ٨٢ والرياض النضرة : ج ٢ ص ١٦٦ من طريق الملا في سيرته. ورواه في هامش الكفاية عن أخبار شعراء الشيعة للمرزباني ص ٣٠.

ورواه أيضا الخوارزمي في الحديث (٧) من الفصل (١٤) من مناقبه ص ٨١ قال :

وأخبرني الإمام الأجل شمس الأئمة أخي أبو الفرج محمد بن أحمد المكي أخبرني الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل ، حدثني السيد الإمام الأجل الرشيد أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله ، أخبرني أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المكفوف ، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان ، حدثني أبو سعيد الثقفي عن جندل بن والق ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن جبير : قال :

بلغ ابن عباس أن قوما يقعون في علي عليه‌السلام!!! فقال لابنه علي بن عبد الله : خذ بيدي فاذهب بي إليهم. فأخذ ولده بيده حتى انتهى إليهم فقال : أيكم الساب ...

ورواه أيضا المسعودي في آخر ترجمة أمير المؤمنين من مروج الذهب : ج ٣ ص ٤٢٣.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث : (٢) من المجلس : (٢١) من أماليه ص ١٠ ، ورواه عنه في الباب : (٨٨) من البحار : ج ٣٩ ص ٣١١.

ورواه أيضا الطبري في الولاية ، والعكبري في الإبانة ، كما في أواخر عنوان : «فصل : في ظالميه ومقاتليه» من مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ص ٢١٥.

ورواه أيضا في الغدير : ج ٢ ص ٢١٩. وفي مسند عبد الله بن العباس من مخطوطه.

٣٠٣

الباب السابع والخمسون

فضيلة

٢٤٢ ـ كتب إليّ الإمام خطيب بيت المقدس الشريف عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري أنه أخبره الشريف أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة [قال :] أنبأنا شاذان بن جبرئيل قراءة عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي أنبأنا محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال : أنبأنا إسحاق بن أحمد ، قال : أنبأنا أبو القاسم ابن أبي بكر ، قال : أنبأنا أبو الشيخ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ابن يعقوب ، قال : حدثنا يحيى بن عبدل ، قال : أنبأنا علي بن إبراهيم ، قال :حدثنا سعيد بن أبي عروبة :

عن قتادة (١) : عن سعد بن مالك انّه رأى قوما قد ازدحموا على رجل فقال : ما هذا؟ فقالوا : [إنّه] يشتم عليا عليه‌السلام!!! فقال : افرجوا [عنه] حتى انتهي إليه. [فأفرجوا له عنه حتى انتهى إليه ف] قال : اللهم إن كان كاذبا فخذه. قال : فما وصل إلى منزله حتى أتي فقيل له : الرجل الّذي دعوت عليه أتاه بختي فخبطه فكسره وقتله (٢).

__________________

(١) ورواه البلاذري باختصار في الحديث : (٢٠٤) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من أنساب الأشراف : ج ٢ ص ١٧٧ ، ط ١ ، عن المدائني عن أبي محمد الناجي عن قتادة ...

ورواه أيضا الحافظ السروي في فصل : «من غير الله حالهم وأهلكهم ببغضه أو سبه» من مناقب آل أبي طالب : ج ٢ ص ٣٤٣ ، وفي ط : ج ١ ، ص ٤٧٨ نقلا عن البلاذري والسمعاني والمامطيري والنطنزي والفلكي.

ورواه عنه في الباب : (٨٨) من تاريخ أمير المؤمنين من بحار الأنوار : ج ٣٩ ص ٣١٨ ط ٢.

وقريبا منه جدا رواه الخوارزمي بسند آخر في الفصل : (٢٥) من مناقبه ص ٢٧٤.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «ابن يحيى فخبطه ...».

٣٠٤

٢٤٣ ـ أنبأني أبو عبد الله [محمد] بن يعقوب الأزجي عن أبي طالب الهاشمي الواسطي إجازة ، عن شاذان القمي قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي قال : أنبأنا أبو عبد الله الهيثم بن محمد بن الهيثم المعدل ، قال : حدثنا أبو منصور محمد بن زكريا بن الحسن ، قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ملة الفقيه ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي قال : حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى بن علي الكسائي قال : حدثنا أحمد بن موسى الأسدي قال : حدثنا أبو يحيى التيمي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن سيف بن هارون :

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : أصاب رجل منّا صداع شديد ، فأتى به أبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأجلسه [رسول الله] صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومدّ جدرة ما بين عينيه حتى سمع لها تنقص وسكن عن الرجل الصداع ، ونبت مواضع أصابع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شعرات مثل شعرات القنفذ ، فلما كان من أمر علي عليه‌السلام ما كان من أمر صفّين والخوارج همّ الرجل بالخروج على عليّ عليه‌السلام ، قال : فسقطت الشعرات من بين عينيه!!! قال : فجزع من ذلك جزعا شديدا وجزع أهله ، فقيل له : هذا مما هممت بالخروج على علي عليه‌السلام. فاستغفر الله فتاب وجلس قال : فرجعت الشعرات إلى بين عينيه ونبتت (١).

قال أبو الطفيل : رأيتها حين سقطت ورأيتها حين رجعت.

٢٤٤ ـ أخبرني الإمام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى المقدسي كناية ، أنبأنا أبو طالب الشريف الهاشمي ابن عبد السميع إجازة ، أنبأنا شاذان القمي قراءة عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز ، أنبأنا محمد بن أحمد بن علي قال : أنبأنا أبو إسحاق ابن أحمد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم ، قال : حدثنا أبو زرعة ، قال :

__________________

(١) وهذا المعنى رواه بسند آخر ووجه آخر في الجزء (٨) من كتاب بشارة المصطفى ص ٣٠١.

٣٠٥

حدثنا عمرو بن طلحة القنّاد ، قال : حدثنا أسباط (١).

عن السّدي قال : بينا أنا ألعب وأنا غلام بالمدينة عند أحجار الزيت إذ أقبل رجل راكب بعير فوقف يسبّ عليا عليه‌السلام فحفّ به الناس ينظرون إليه!!! فبينا هو كذلك إذ طلع سعد فقال : اللهم إن كان يسبّ عبدا صالحا فأر المسلمين خزيه.

[قال السدّي] فما لبث أن نفر به بعيره فسقط فاندقّت عنقه.

٢٤٥ ـ أخبرنا الشيخ الإمام علاء الدين عمر بن محمد بن الحاكم الأرغياني رحمه‌الله بقراءتي عليه ببحرآباد ـ في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستّين وستّ مائة ـ والأمير المجاهد المرابط عماد الدين أبو القاسم داوود بن محمّد ابن أبي القاسم [الهكّاري] مناولة بمدينة القدس الشريف ، قال كلّ واحد منهما أنبأنا الشيخ عزّ الدين أبو القاسم عبد الله بن داوود بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحمويني سماعا عليه بمدينة حلب ، قال : أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصفهاني رحمه‌الله سماعا عليه ، قال : أنبأنا الشيخ الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي قال : حدثنا هلال بن محمد ابن جعفر البغدادي حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي بواسط ، حدثنا أبي علي بن علي :

حدثنا علي بن موسى الرضا أبو الحسن بطوس ، حدثنا أبي موسى بن جعفر ، حدثنا أبي جعفر بن محمد ، حدثنا أبي محمد بن علي ، حدثنا أبي علي بن الحسين ، حدثنا أبي الحسين بن علي ، حدثنا أبي علي بن أبي طالب قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يقول الله تعالى : من آمن بي وبنبيّي وبوليّي أدخلته الجنّة على ما كان من عمله.

قال الثقفي : هذا حديث عال من حديث السيّد أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن سلفه الطيبين بعضهم عن بعض.

__________________

(١) ورواه أيضا ابن المغازلي تحت الرقم : (١٠٩) من مناقبه ص ٧٤ قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي إجازة أن أبا القاسم علي بن طلحة النحوي أخبرهم قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح ، قال : حدثنا محمد بن القاسم ، حدثنا محمد بن الحسين ، حدثنا جندل بن والق الثعلبي حدثنا عمر (و) بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ...

ورواه في هامشه عن شرح النهج ـ لابن أبي الحديد ـ : ج ٣ ص ٢٥٥ ونظم درر السمطين ص ١٠٦ ، وسيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية : ج ٣ ص ١٨٢.

٣٠٦

[فضيلة]

مأثرة للشيعة شائعة ، ومفخرة نفحاتها ضائعة ، ومنقبة على مرّ الأيام ذائعة ، ومساعي حسّادها خائبة خاسئة ضائعة (في أنّ من جمع بين الإيمان برسول الله وأهل بيته وعمل الصالحات سيدخل الجنة وله جزاء الحسني) (١) :

٢٤٦ ـ أخبرني المشايخ الثلاثة : بهاء الدين أبو محمد الحسن ابن الشريف مودود الحسني العلوي التبريزي رحمه‌الله إجازة عن كتاب القاضي جمال الدين (٢) أبي القاسم محمد ابن أبي الفضل ، والإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي إجازة عن عمر بن محمّد بن محمد بن طبرزد الدارفري له (٣) والشيخ أبو الفضل [أحمد] بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر قراءة عليه وأنا أسمع ـ بمجروسة دمشق في سميساطينها ـ بروايته عن أمّ المؤيد زينب بنت عبد الرحمن ابن أبي الحسن الشعرية إجازة بروايتهم عن أبي القاسم ابن أبي عبد الرحمن ابن أبي بكر ابن أبي نصر المستملي إجازة ، قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي أنبأنا الأستاذ أبو علي الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة ـ سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي ـ في سنة ستّ وثمانين ومأتين (٤) ـ قال :

حدثنا علي بن موسى الرضا ـ سنة أربع وأربعين ومأتين ـ حدثني أبي موسى ابن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي ابن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال :

__________________

(١) ما بين القوسين والمعقوفين زيادة منا.

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «كمال الدين ...».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عن عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد الدارفري ...».

وانظر الحديث (٥٠) و (١٥٧) من السمط الثاني.

(٤) لفظة : «مأتين» غير موجودة في نسخة طهران.

٣٠٧

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاني جبرئيل عن ربّي عزوجل وهو يقول : ربي يقرؤك السلام ويقول لك : بشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنّة ، فلهم عندي الجزاء الحسنى وسيدخلون الجنّة.

٢٤٧ ـ أخبرني الإمام العالم المرتضى شرف الدين الأشرف بن محمّد الحسيني المدائني بهذه الرواية وبهذا الإسناد العالي والعنعنة الشريفة والبيّنة الشريقة على التعاقب والتوالي إلى السيّد الكرّار قسيم الجنّة والنار أسد الله الغالب علي بن أبي طالب قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عليّ إنّ الله غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك ومحبّي محبّي شيعتك فأبشر فإنّك الأنزع البطين ، منزوع من الشرك ، بطين من العلم (١).

__________________

(١) ورواه أيضا الخوارزمي في الحديث : (٦) من الفصل : (١٦) من مناقبه ص ٢٠٨ قال :

وأخبرني الشيخ الفقيه الحافظ العدل أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني حدثني أبو الحسين محمد بن إسحاق ، عن إبراهيم بن مخلد الباقرجي حدثني أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار ، حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال : حدثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان ، حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا ...

ورواه أيضا في الجزء السادس من كتاب بشارة المصطفى ص ٢٢٧ ط الغري.

٣٠٨

فضيلة

للمحبّين شاملة ، ومنقبة سحائب جودها هاملة :

٢٤٨ ـ [أخبرني] السيد السند الثقة النقيب ـ الأطهر الأزهر الأفضل الأكمل الحسيب النسيب شرف العترة الممجّدة الطاهرة ، غرّة جبين عنزة الطهارة ، والأسرة العلوية الزاهرة الذي شرّفني بمواخاته في الله فأفتخر بإخائه ، وأعدّها ذخرا ليوم العرض على الله تعالى ولقائه ـ جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني الحلي الخلي الجلي شريف أخلاقه من كلّ ما يتطرق إليها به ذامّه وعاب الجلي أنوار فضائله وآثار بركاته التي يتجلى بها الزمان وبميامنها يتجلى غيوم وتنجاب أفاض الله تعالى عليه وعلى سلفه سحائب لطفه ورضوانه ، وأسكنه وذريته الكريمة [من] واسع فضله غرف جنانه ، قراءة عليه وأنا أسمع بداره بمحلة عجلان بالحلّة السيفية المزيدية يوم الخميس في ثاني عشر [من] شهر ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وستّ مائة (١) قال : أنبأنا الشيخ نجيب الدين محمد ابن أبي غالب ، عن أبي محمد جعفر بن الفضل بن سعدة ، عن نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي ـ وعاش مائة وثمان عشرة سنة ـ عن عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن موسى بن بابويه القمي (٢) ـ وكانت وفاته رحمه‌الله في سنة اثنين وثمانين وثلاث مائة ـ قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، أنبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصفهاني حدثنا علي بن عبد الله الإسكندراني حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرقي حدثنا أبي :

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «إحدى وسبعين وست مائة».

(٢) وهو الشيخ الصدوق رضوان الله عليه ، والحديث رواه تحت الرقم : (٢١) من الباب : (٢٦) من كتاب عيون أخبار الرضا : ج ١ ، ص ٢٦١ ، وفي ط ص ٢٠٤ وفيه : (حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ...).

٣٠٩

حدثنا علي بن موسى الرضا ، حدثنا أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي طوبى لمن أحبّك وصدق بك ، وويل لمن أبغضك وكذب بك (١).

يا علي محبّوك معروفون في السماء السابعة ، والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك ، هم أهل اليقين والورع ، والسمت الحسن والتواضع لله تعالى (٢) خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر الله ، وقد عرفوا حقّ ولايتك ، وألسنتهم ناطقة بفضلك ، وأعينهم ساكبة تحننا عليك وعلى الأئمة من ولدك ، يدينون الله بما أمرهم به في كتابه ، وجاءهم به البرهان من سنة نبيّه ، عاملون بما يأمرهم به أولو الأمر منهم ، متواصلون غير متقاطعين ، متحابّون غير متباغضين ، إن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم ، وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة.

٢٤٩ ـ أخبرني شيخنا الإمام نجم الدين أبو عمرو [عثمان] بن الموفّق رحمه‌الله إجازة بروايته عن والدي شيخ الإسلام سعد الدين محمد بن المؤيد الحمويني قدس الله روحه إجازة قال : أنبأنا شيخ الإسلام نجم الدين أبو الجناب أحمد بن عمر بن عبد الله الخيوقي إجازة ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام صدر الحفّاظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن [أحمد بن] محمّد بن إبراهيم السفلقي (٣) ـ سماعا عليه بالمدرسة العادلية بثغر الإسكندرية في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وتسعين وستّ مائة (٤) ـ قال :

__________________

(١) وهذه القطعة رواها أحمد بن حنبل : سند آخر تحت الرقم : (٢٨٤) من باب فضائل علي من كتاب الفضائل. ورواها ابن عساكر مع زيادات بأسانيد في الحديث : (٧٠٥) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٢١٠ وذكرناه في تعليقه عن مصادر.

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل : (٦) من مناقبه ص ٣٠ ط الغري قال :

أخبرنا علي بن أحمد العاصمي أخبرنا إسماعيل بن أحمد الواعظ ، عن والده أحمد بن الحسين البيهقي قال : أخبرني أبو علي الروذباري [ظ] وأبو عبد الله ابن برهان ، وأبو الحسين ابن الفضل القطان ، قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثني الحسن بن عرفة ، قال : حدثني سعيد بن محمد الوراق.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ...

(٢) وفي عيون أخبار الرضا : «محبوك معروفون ... هم أهل الدين والورع ... والتواضع لله عزوجل ...» وقوله : «يا علي» الثاني غير موجود فيه.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي مع ما وضعناه بين المعقوفين ، ـ ولكن لفظة «السعلمي» فيها مهملة غير منقوطة ـ وفي نسخة طهران : «أبو طاهر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم البلقي».

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي «سبعين وخمس مائة».

٣١٠

أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن أحمد بن يحيى بن عاصم بن مهران الفقيه ـ فيما قرء عليه من أصل سماعه في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربع مائة ـ قيل له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن (١) الفضل بن يحيى بن ذكوان المعدل الهمداني قراءة عليه وأنت حاضر ـ في شهر شعبان سنة ستّ عشر وأربع مائة ـ قال فيما أخرجه من حديث ممن حدّثه على حروف المعجم : حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن إبراهيم بن سهل المديني قال : [حدثنا] أحمد بن محمد بن سعد ، حدثني جعفر بن محمد بن سيف الأسدي ، أنبأنا عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحر [كذا] حدثني مفضّل الجعفي :

عن علي بن نزار بن حبان مولى بني هاشم ، عن جدّه قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : لأقولنّ قولا لم يقله أحد قبلي ولا يقوله بعدي إلّا كذّاب ، أنا عبد الله وأخو رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ووزير نبي الرحمة ، ونكحت سيدة نساء هذه الأمة ، وأنا خير الوصيين.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «حفص بن».

٣١١

الباب الثامن والخمسون

جوامع فضائل متلألئة الأنوار (١) ولوامع مآثر لمعة الآثار :

٢٥٠ ـ أنبأني السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي رحمه‌الله ، قال : أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار الموسوي رحمه‌الله ، إجازة بروايته عن شاذان بن جبرئيل القمي عن جعفر ابن محمّد الدوريستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي (٢) قال : حدثنا أبي [و] محمد بن الحسن رضي‌الله‌عنهما ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش :

عن سليم بن قيس الهلالي (٣) قال : رأيت عليا عليه‌السلام في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خلافة عثمان «رض» وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون العلم والفقه ، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الفضل مثل قوله : الأئمة من قريش. وقوله : الناس تبع لقريش وقريش أئمة العرب. وقوله لا تسبّوا قريشا. وقوله : إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم. وقوله : من أبغض قريشا أبغضه الله. وقوله : من أراد هوان قريش أهانه الله.

وذكروا الأنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله عليهم في كتابه وما

__________________

(١) لعل هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «فضلالة الأنوار ...».

(٢) رواه في الحديث : (٢٥) من باب : «نص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على القائم عليه‌السلام».

وهو الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ٢٧٤ ط عام ١٣٩٠ ، وفي ط ص ٢٦٨.

(٣) ذكر الحديث في أوائل كتابه ص ١١١ ، ط ٣.

٣١٢

قال فيهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكروا ما قال [في] سعد بن عبادة ، وغسيل الملائكة ، فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال : كل حيّ : منّا فلان وفلان.

وقالت قريش : منّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومنّا حمزة ومنّا جعفر ومنّا عبيدة بن الحرث ، وزيد بن حارثة ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان وأبو عبيدة وسالم [مولى أبي حذيفة] (١) وابن عوف.

فلم يدعوا من الحيّين أحدا من أهل السابقة إلّا سمّوه!! وفي الحلقة أكثر من مأتي رجل فيهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة والزبير والمقداد وأبو ذرّ ، وهاشم بن عتبة ، وابن عمر ، والحسن والحسين عليهما‌السلام وابن عباس ومحمد ابن أبي بكر ، وعبد الله بن جعفر.

و [كان في الحلقة] من الأنصار أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو أيّوب الأنصاري وأبو الهيثم ابن التّيّهان ، ومحمّد بن مسلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وزيد بن أرقم وعبد الله بن أبي أوفى وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد ، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة.

قال [سليم] : فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيّهما أجمل غير أنّ الحسن أعظمهما وأطولهما.

فأكثر القوم وذلك من بكرة إلى حين الزوال ، وعثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه ، وعلي بن أبي طالب ساكت لا ينطق [هو] ولا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟ فقال : ما من الحيّين إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا ، فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم؟ قالوا : بل أعطانا الله ومنّ علينا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعشيرته لا بأنفسنا

__________________

(١) ما بين المعقوفين قد سقط عن مخطوطة طهران ، وإنما هو في نسخة السيد علي نقي.

٣١٣

وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا. قال : صدقتم يا معشر قريش والأنصار ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منّا أهل البيت خاصّة دون غيرهم؟ وأن ابن عمّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إني وأهل بيتي كنّا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله تعالى آدم عليه‌السلام بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله تعالى آدم عليه‌السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه‌السلام ، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه‌السلام ، ثم لم يزل الله تعالى عزوجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة (١) إلى الأرحام الطاهرة ، ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمّهات ، لم يلق (٢) واحد منهم على سفاح قطّ». فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد : نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ثم قال [علي] عليه‌السلام : أنشدكم الله أتعلمون أنّ عزوجل فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وأني لم يسبقني إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد من هذه الأمّة؟ [ظ] قالوا : اللهم نعم. قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) [١٠٠ / التوبة : ٩] (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [١٠ / الواقعة ٥٦] سئل عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء. قالوا : اللهم نعم.

قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [٥٩ / النساء : ٤] وحيث نزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) [٥٥ / المائدة : ٥] وحيث نزلت : ([أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ] وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً») [١٦ / التوبة ٩] قال الناس : يا رسول الله خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟ فأمر الله عزوجل نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يعلّمهم ولاة أمرهم وأن يفسّر لهم من الولاية

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ...».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «لم يلتق واحد منهم على سفاح ...».

٣١٤

ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجّهم. فينصبني للناس بغدير خمّ (١) ثم خطب وقال :

أيّها الناس إنّ الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري (٢) وظننت أنّ الناس مكذّبي فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني!!! ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة ثم خطب فقال : أيها الناس أتعلمون أنّ الله عزوجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : قم يا علي. فقمت فقال : من كنت مولاه فعليّ هذا مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاده.

فقام سلمان فقال : يا رسول الله ولاء ولاءكما ذا؟ فقال : ولاء كولايتي من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [٣ / المائدة : ٥] فكبّرا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الله أكبر تمام نبوّتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي.

فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصّة في علي؟ [قال] بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا : يا رسول الله بيّنهم لنا. قال : علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي. ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض.

فقالوا كلّهم : اللهمّ نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء. وقال بعضهم : قد حفظنا جلّ ما قلت [و] لم نحفظه كلّه ، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.

فقال علي عليه‌السلام : صدقتم ليس كلّ الناس يستوون في الحفظ ، أنشد الله عزوجل من حفظ ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا قام فأخبر به.

فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب ، وسلمان وأبو ذرّ والمقداد وعمّار فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول : [يا] أيها الناس إنّ الله عزوجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «فنصبي ...».

(٢) من قوله : «ثم خطب ـ إلى قوله : ـ صدري». قد سقط عن مخطوطة طهران.

٣١٥

والقائم فيكم بعدي ووصيّي وخليفتي والذي فرض الله عزوجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي وأمركم بولايته وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لأبلّغها [ظ] أو ليعذّبني!!!

يا أيها الناس إنّ الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بيّنتها لكم ، و [با] الزكاة والصوم والحجّ فبيّنتها لكم وفسّرتها ، وأمركم بالولاية وإنّي أشهدكم أنّها لهذا خاصّة ـ ووضع يده على عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ ثم لابنيه (١) بعده ثمّ للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا عليّ حوضي.

أيّها الناس قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم (٢) وهو اخي عليّ بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلّدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علّمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلّموا منه ومن أوصيائه بعده ، ولا تعلّموهم ولا تتقدّموهم ولا تخلّفوا عنهم (٣) فإنّهم مع الحقّ والحقّ معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم. ثم جلسوا.

قال سليم : ثمّ قال عليّ عليه‌السلام : أيّها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ ـ الأحزاب : ٣٣] فجمعني وفاطمة وابنيّ الحسن والحسين ثم ألقى علينا كساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم (٤) ويؤذيني ما يؤذيهم ويحرجني ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة : وأنا يا رسول الله. فقال أنت إلى خير إنّما نزلت فيّ [وفي ابنيّ] وفي أخي (٥) عليّ بن أبي طالب وفي ابنيّ وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصّة ليس معنا فيها لأحد شرك [ظ].

فقالوا : كلّهم : نشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحدّثنا كما حدّثتنا أم سلمة.

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «ثم قال لابنه بعده ...».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي «ووليكم ودليلكم».

(٣) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «ولا تخلفوا عليهم».

(٤) جملة : «يؤلمني ما يؤلمهم» موجودة في نسخة السيد علي نقي ، وسقطت عن نسخة طهران.

(٥) ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي كليهما ، كما أن كلمتي : «في أخي» قد سقطتا عن نسخة السيد على نقي.

٣١٦

ثم قال عليّ عليه‌السلام : أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [١١٩ / التوبة ٩] فقال سلمان : يا رسول الله عامّة هذا أم خاصّة؟ قال : أمّا المؤمنون فعامّة المؤمنين أمروا بذلك ، وأما الصادقون فخاصّة لأخي عليّ وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة. قالوا : اللهم نعم.

قال : أنشدكم الله أتعلمون أنّي قلت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة تبوك : لم خلّفتني؟ فقال : إن المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي. قالوا : اللهم نعم.

فقال : أنشدكم الله أتعلمون أنّ الله أنزل في سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ، ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ، فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير] (١) فقام سلمان فقال : [يا رسول الله] من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس؟ الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج [وهم على] ملّة [أبيكم] إبراهيم؟ (٢).

قال : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصّة دون هذه الأمّة. قال سلمان : بيّنهم لنا يا رسول الله. فقال : أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي. قالوا : اللهم نعم.

فقال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال : يا أيّها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لن تضلّوا فإن اللطيف [الخبير] أخبرني (٣) وعهد إليّ أنّهما ان يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض. فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يا رسول الله أكلّ أهل بيتك؟

__________________

(١) الآية : (٧٧ ـ ٧٨) من سورة الحج : (٢٢). وما وضعناه من الآية الكريمة بين المعقوفين لم يكن في أصلي ، وهو مقصود قطعا كما يفصح عنه سؤال سلمان.

وفي إكمال الدين ذكر الآية الكريمة إلى قوله : «تفلحون» ثم قال إلى آخر السورة.

(٢) الأول مما وضعناه بين المعقوفين زيادة توضيحية منا ، والثاني مأخوذ من رواية إكمال الدين.

(٣) كلمة : «الخبير» قد سقطت من أصلي كما يدل عليه وجودها في كتاب إكمال الدين والروايات الواردة في الموضوع.

٣١٧

قال : لا ولكن أوصيائي منهم أوّلهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمّتي ووليّ كل مؤمن بعدي هو أوّلهم ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض [هم] شهداء الله في أرضه (١) وحجّته على خلقه وخزّان علمه ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع الله (٢) ومن عصاهم عصى الله. فقالوا كلّهم : نشهد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ذلك.

ثم تمادى لعلي السؤال فما ترك شيئا إلّا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا ، (وكانوا في) كلّ ذلك يصدّقونه ويشهدون أنه حقّ (٣).

__________________

(١) ما بين المعقوفين زيادة توضيحية منا.

(٢) كذا في نسخة طهران ومثلها في إكمال الدين ، وفي نسخة السيد علي نقي : «من أطاعهم فقد أطاع الله ...».

(٣) ما بين المعقوفين زيادة توضيحية منا.

٣١٨

فضيلة

كاملة ومنقبة شاملة

[في احتجاج أمير المؤمنين عليه‌السلام على الذين أرادوا به الغائلة]

٢٥١ ـ أخبرني الشيخ الإمام تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبد الله الخازن البغدادي المعروف بابن الساعي قال : أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرّزي الخوارزمي إجازة ، قال أنبأنا أخطب خوارزم ضياء الدين أبو المؤيد الموفّق ابن أحمد المكي (١) رحمه‌الله إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فبما كتب إليّ من همدان ، أنبأنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصفهان فيما أذن لي في الرواية عنه ، أنبأنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزّاق ابن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة ، أنبأنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصفهاني.

حيلولة : قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني : وأخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصفهاني في كتابه إليّ من أصفهان سنة ثمان وثمانين وأربع مائة ، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، أنبأنا سليمان بن الحرث بن محمّد ، حدثنا أبو يعلى ابن سعيد الرازي حدثنا [محمد بن]

__________________

(١) رواه الخوارزمي في الحديث : (٣٨) من الفصل : (١٩) من مناقبه ص ٢٢٤ ط ٢ ، ورواه عنه في الباب : (٦١) من المقصد الثاني من غاية المرام ص ٥٦٤.

٣١٩

حميد (١) حدثنا زافر بن سليمان ، حدثنا الحارث بن محمد (٢) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال :

كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول :

بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحقّ به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا [يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحقّ به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف] (٣) ثم أتم تريدون أن تبايعوا عثمان؟!! إذا لا أسمع ولا أطيع. [و] إنّ عمر جعلني من خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلّنا فيه شرع سواء (٤) وأيم الله لو أشأ أن أتكلّم ثمّ لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم ولا معاهد منهم (٥) ولا المشرك ردّ خصلة منها [لفعلت] (٦) [ثمّ] قال :

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، غير أن ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي من فرائد السمطين كما يدل عليه ما نذكره بعد ذلك قريبا عن العقيلي. وفي نسخة السيد علي نقي هكذا : أنبأنا سليمان بن محمد بن أحمد ، حدثنا يعلى بن سعيد الرازي حدثنا حميد ، حدثنا زافر بن ...

(٢) قال ابن حبان في الثقات : روى عن أبي الطفيل ... كما رواه عنه في لسان الميزان : ج ٢ ص ١٥٧.

ورواه أيضا العقيلي في ترجمة الحارث بن محمد هذا من ضعفائه الورق ٣٩ قال :

حدثنا محمد بن أحمد الوراميني حدثنا يحيى بن المغيرة الرازي حدثنا زافر ، عن رجل عن الحارث بن محمد ، عن أبي الطفيل ...

وساق الحديث إلى آخره ثم قال : وفيه رجلان مجهولان : رجل لم يسمه زافر و [الثاني] الحارث بن محمد. ثم قال العقيلي :

وحدثني جعفر بن محمد ، حدثنا محمد بن حميد الرازي أنبأنا زافر ، حدثنا الحارث بن محمد ، عن أبي الطفيل ...

ورواه عنه ابن عساكر تحت الرقم : (١١٣٢) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٩١ ط ١.

ورواه أيضا عنه ـ باختصار ـ في ترجمة الحارث بن محمد من ميزان الاعتدال : ج ١ ، ص ٢٠٥ وفي لسان الميزان : ج ٢ ص ١٥٦ ، ط ١.

والمستفاد منهما أن ابن عدي أيضا ذكره أو أشار إليه في ترجمة الحارث بن محمد أو زافر بن سليمان من كتاب الكامل.

ورواه أيضا السيوطي في باب فضائل علي عليه‌السلام من اللآلي المصنوعة ج ١ ، ص ١٨٧ ، عن العقيلي ورواه أيضا عنه وعن ابن الجوزي في كتاب الإمارة تحت الرقم : (٢٤٦١) من كنز العمال.

(٣) ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي من فرائد السمطين.

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما في تاريخ دمشق ولسان الميزان ، وفي أصلي من فرائد السمطين «لا يعرف لي فضل في الصلاح ... كما نحن ...».

(٥) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد منهم ...».

(٦) كلمة : «لفعلت» مأخوذة من رواية ابن عساكر والسيوطي.

٣٢٠