فرائد السمطين - ج ١

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ١

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥١
الجزء ١ الجزء ٢

أذلّ الله من أهان أهل بيت نبي الله ، أذلّ الله من أعان الظالمين على ظلم المخلوقين (١).

وعلى الباب الخامس منها مكتوب ثلاث كلمات : لا تتبع الهوى فإنّ الهوى يجانب الإيمان ، ولا تكثر منطقك فيما لا يعنيك فتسقط عن عين ربك ، ولا تكن عونا للظالمين ، فإن الجنة لم تخلق للظالمين.

وعلى الباب السادس منها مكتوب ثلاث كلمات : أنا حرام على المجتهدين ، أنا حرام على المتصدّقين ، أنا حرام على الصائمين.

وعلى الباب السابع منها مكتوب ثلاث كلمات : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، [و] وبّخوا أنفسكم قبل أن توبّخوا ، وادعوا الله عزوجل قبل أن تردوا عليه ولا تقدرون على ذلك.

__________________

(١) وقال السمهودي في كتاب جواهر العقدين : وأخرج الصدر إبراهيم بن المؤيد الحموي في [كتاب] فضل أهل البيت ـ فيما نقله [عنه] الجمال الزرندي ـ عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه حديثا يتضمن وصف ما أراه جبرئيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ليلة الإسراء مكتوبا على أبواب الجنة والنار ، قال فيه :

وعلى [الباب] الرابع منها ـ أي من أبواب النار ـ مكتوب [ثلاث كلمات] أذل الله من أهان الإسلام ، اذل الله من أهان أهل بيت نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أذل الله من أعان الظالمين على المظلومين.

هكذا نقله عنه في حديث الطير من عبقات الأنوار ، ص ٤٠٧ ط ١.

٢٤١

فضيلة

أخرى مثلها ممدود ظلّها ، ومنقبة تنمو لها الفضائل كلّها (١).

١٨٧ ـ أخبرني الشيخ الإمام كمال الدين أحمد ابن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدخميسي الحمويني كتابة من كرمان ، قال : أنبأنا الشيخ العدل الرضا الصدوق أبو علي الحسن بن الصبا [ح] المصري الحميري قراءة عليه (٢) قال : أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن عدير السعدي الفرصي (٣) أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى وعشرة وأربع مائة ، حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري حدثنا أبو عبد الله محمد بن رزين بن جامع المديني [سنة سبع وسبعين ومأتين] (٤) حدثنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي حدثنا علي بن هاشم الزيدي (٥) عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع ، عن عبد الرحمن بن سعيد مولى أبي أيّوب (٦) وعن عبد الله ابن عبد الرحمن الحزمي عن أبيه عن أبي أيّوب قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لقد صلّت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين ، لأنّا كنّا نصلّي وليس معنا أحد يصلي غيرنا.

__________________

(١) كذا.

(٢) كلمة : «الحميري» غير موجودة في مخطوطة طهران ، وإنما أخذناها من نسخة السيد علي نقي.

(٣) كذا.

(٤) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة طهران ، وإنما هو من نسخة السيد علي نقي. ورواه أيضا ابن سيد الناس في عيون الأثر : ج ١ ، ص ٩٢ وفيه : رزيق بن جامع المديني سنة سبع وتسعين ومأتين ...» وقد علقناه على الحديث : (٧٢) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٣٩ ط ١.

(٥) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومثله في الحديث : (١١٤) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٦٩ ولا يوجد فيه لفظ : «الزيدي». وفي نسخة طهران : «هشام الزيدي». ولعل الصواب : «هاشم بن البريد».

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لما في الحديث : (١٧) من مناقب ابن المغازلي ص ١٤ ، والحديث (١١٥) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٧٠ وما ذكرناه في تعليقه عن كتاب المتفق والمفترق. وفي أصلي من فرائد السمطين : «عن سعيد بن عبد الرحمن بن أيوب ...».

٢٤٢

فضيلة أخرى

هي بالتدوين والذكر أولى وأحرى :

١٨٨ ـ وبالإسناد [المتقدم في الحديث السالف] إلى محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع (١) قال :

صلّى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أوّل يوم الأثنين ، وصلّت خديجة آخر يوم الإثنين وصلّى عليّ عليه‌السلام يوم الثلاثاء في الغد [من] يوم صلّى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) صلّى مستخفيا قبل أن يصلّي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد سبع سنين وأشهرا (٣).

__________________

(١) ورواه أيضا الحافظ الطبراني في ترجمة أبي رافع إبراهيم مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ٥١ / قال : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا يحيى الحماني حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده ...

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي عدا ما بين المعقوفين ، وفي مخطوطة طهران : «حين صلّى النبي ...». والحديث رواه ابن عساكر تحت الرقم : (٧٢) من ترجمة الإمام أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٣٩.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية : (٦) من سورة غافر ، تحت الرقم : (٨٢٠) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٢٦ ، ورويناه في تعليقهما عن مصادر.

وأيضا ذكر أبو عمر في أول ترجمته عليه‌السلام من كتاب الإستيعاب بهامش الإصابة : ج ٣ ص ٢٧ أحاديث كثيرة في انه عليه‌السلام أول من أسلم وأول من صلّى.

(٣) ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل الرابع من مناقبه ص ٢١ ط الغري قال :

أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرني القاضي زين الإسلام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أخبرني أبو الحسين ابن الفضل ، أخبرني عبد الله بن جعفر ، حدثني يعقوب بن سفيان ، حدثني يحيى بن عبد الحميد ، حدثني علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه عن جده أبي رافع ...

٢٤٣

فضيلة

سبق إلى الإسلام ، ومنقبة لا تطمح إليها عين طمع ولا مرام.

١٨٩ ـ أخبرني الشيخ العدل علي بن أنجب الخازن إجازة وكتابة ، قال : أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة ، قال : أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الواحد القزّاز ، قال : حدثنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت بن مهدي الخطيب التبريزي من لفظه (١) في محرّم سنة ثلاث وستين وأربع مائة ، قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة ، حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي حدثنا أحمد بن حازم ابن أبي غرزة ، حدثنا علي بن قادم ، أنبأنا علي بن عابس ، عن مسلم [الملائي الأعور] عن أنس [بن مالك قال] :

استنبئ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الاثنين ، وأسلم عليّ يوم الثلاثاء.

__________________

(١) كذا في الأصل ، والظاهر أن لفظة : «التبريزي» من خطاء الناسخين ، والصواب : «الخطيب البغدادي» والحديث رواه الخطيب في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ١٣٤ ، ورواه عنه ابن عساكر تحت الرقم : (٧٨) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٤٢ ، ورواه أيضا قاله وبعده بأسانيد أخر.

٢٤٤

فضيلة

سبق فاق بها على المصلّين ، ومنقبة سعادة وكرامة سبق بها المحلين.

١٩٠ ـ وأنبأني المشايخ ناصر الدين عمر بن عبد المنعم القواس ، وعماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان ، وأبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد النجار المعروف بابن المريخ رحمهم‌الله ، قالوا : أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل [ابن] أبي القاسم الحرستاني إجازة ، قال : أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي المستملي كتابة بروايته كتاب تاريخ نيسابور للحاكم أبي عبد الله البيّع ، عن المشايخ الأربعة أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ومحمد ابن عبد العزيز الحيري وأبو عثمان عبد الرحمن بن إسماعيل ، وسعيد بن أحمد بن محمد البحيري إجازة قالوا : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ رحمه‌الله سماعا منه ، قال : حدثني عمر بن أحمد ، حدثنا أبو القاسم عمر بن أحمد ابن حمدان النسوي حدثنا أبو جعفر الشامي حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، حدثنا شعبة ، عن أبي بلج [يحيى بن سليم] عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس [قال] :

إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنّ أوّل من صلّى معي علي (١).

__________________

(١) وللحديث طرق ومصادر كثيرة ، وقد رواه الترمذي في باب مناقب علي عليه‌السلام تحت الرقم :

(٣٧٣٤) من سننه : ج ٥ ص ٦٤٢ ورواه أيضا الطبري في سيرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تاريخه : ج ٢ ص ٣١٠ ورواه أيضا ابن عساكر تحت الرقم : (٩٧) وما حوله من ترجمة علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق.

٢٤٥

الباب الثامن والأربعون

في البشارة بفضيلة فاخرة ، وخصال تنفع في الدنيا والآخرة (١) :

١٩١ ـ أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر ابن أبي الحسن البغدادي قال : أنبأنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن علي ابن المذهب ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، قال : حدثني يحيى بن سلمة ـ يعني ابن كهيل ـ قال : سمعت أبي يحدّث عن حبّة العرني قال :

رأيت عليا عليه‌السلام ضحك على المنبر ـ لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه (٢) ثم قال : ذكرت قول أبي طالب ، ظهر علينا أبو طالب وأنا

__________________

(١) لعل هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «البشارة في فضيلة فاخرة ...».

(٢) النواجذ : جمع ناجذ : الضرس.

والحديث رواه أحمد في مسند علي عليه‌السلام تحت الرقم : (٧٧٦) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ٩٩ ط ١ ، وفي ط ج ٢ ص ١١٩ ، ورواه عنه ابن عساكر ، في الحديث (١٥) من ترجمة أبي طالب من تاريخ دمشق : ج ١٩ ، ص ٤٦ من النسخة الظاهرية ، وفي نسخة العلامة الأميني : ج ٦٣ ص ١٨٠ ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، أنبأنا أبو محمد الجوهري.

وأخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، أنبأنا أبو علي الكاتب قال : أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله [بن أحمد] حدثني أبي حدثنا أبو سعيد ...

ثم رواه بسند آخر ، عن أبي داوود الطيالسي وقد علقناهما على الحديث : (٨٨ و ٨٩) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٥٠ ط ١.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٨٧) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل قال :

حدثنا عبد الله [بن أحمد] قال : حدثنا أبو الجهم الأزرق بن علي وداوود بن عمرو ، قالا : حدثنا حسان بن إبراهيم ، عن محمد [بن] يحيى بن سلمة [ابن كهيل] عن ابيه [عن جده] عن حبة ...

أقول : وقد علقناه حرفيا مع روايات أخر عن مصادر وأسانيد أخر على الحديث. (٨٨) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ٤٩ وما بعدها.

٢٤٦

مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن نصلّي ببطن نخلة فقال : ما ذا تصنعان يا ابن أخي؟ فدعاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [الى الصلاة] (١) فقال : ما بالذي تصنعان بأس أو بالذي تقولان بأس ولكن والله ما يعلوني استي أبدا!!!

[قال حبّة] وضحك [علي] تعجّبا لقول أبيه ثم قال :

اللهم [إني] لا اعترف أن عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّك ـ ثلاث مرات (٢) ـ لقد صلّيت قبل أن يصلي الناس سبعا (٣).

__________________

(١) هذا هو الظاهر المستفاد من قوله : «ما يعلوني استي». وفي المسند : «إلى الإسلام». والظاهر انها من تصحيفات رواتهم.

(٢) كذا في كتاب المسند ، وفي مخطوطي كليهما من فرائد السمطين : «ثلاث مرار».

(٣) كلمة : «سبعا» مأخوذة من المسند ، وقد سقطت من نسختي من فرائد السمطين.

٢٤٧

فضيلة

سبق إلى الإسلام سابغة الظل ، ومنقبة مفخرة فاز بها على الكلّ

١٩٢ ـ أخبرنا العدل محمد ابن أبي القاسم ابن عمر ابن أبي القاسم المقرئ الحنبلي بقراءتي عليه ببغداد ، قال : أنبأنا الشيخ عبد اللطيف ابن أبي القسطي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ وشيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي إجازة الا : أنبأنا أبو زرعة طاهر ابن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (أنبأنا أبو منصور محمد) أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقرئ القزويني أنبأنا أبو طلحة القاسم ابن أبي البدر الخطيب ، حدثنا أبو الحسين علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ، أنبأنا الإمام ابن ماجة القزويني (١) حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي أنبأنا عبيد الله بن موسى أنبأنا العلاء بن صالح ، عن المنهال ، عن عبّاد بن عبد الله [الأسدي] قال :

قال علي عليه‌السلام : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا بقولها بعدي إلّا كاذب ، صلّيت قبل الناس سبع سنين.

__________________

(١) رواه في باب فضائل علي عليه‌السلام في الحديث : (١٢٠) من سننه : ج ١ ، ص ٤٤ ، وبهذا السند رواه أيضا النسائي في الحديث : (٦) من كتاب الخصائص ، ومثله رواه الحاكم في باب فضائل علي عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١١١.

ورواه أيضا ابن أبي شيبة في باب فضائل علي عليه‌السلام من المصنف ج ٦ الورق ١٥٥ / أ/ عن عبد الله ابن نمير عن العلاء بن صالح ...

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في الحديث : (١١٧) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل قال : حدثني ابن نمير وأبو أحمد ، قالا : حدثنا العلاء بن صالح ...

وقد رويناه عن مصادر كثيرة بطرق شتى في تعليق الحديث : (٨١) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٤٤ ط ١.

٢٤٨

١٩٣ ـ أنبأني الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس بروايته عن عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل الحرستاني إذنا فأقرّ به ، قال : أنبأنا محمد بن الفضل أبو عبد الله إجازة ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ (١) قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن كامل ابن خلف بن شجرة القاضي إملاء ، قال : أنبأنا عبد الله بن روح المدائني قال : أنبأنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنا نعيم بن حكيم (٢) قال : أنبأنا أبو مريم [الثقفي المدائني] :

عن علي بن أبي طالب قال : انطلق بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى أتى بي الكعبة فقال لي : اجلس. فجلست إلى جنب الكعبة فصعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على منكبي فقال لي : انهض. فنهضت فلمّا رأى ضعفي تحته فقال [لي] اجلس. فجلست فقال : يا علي اصعد منكبي. فصعدت على منكبيه ثم نهض بي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لي : [اذهب] إلى صنمهم الأكبر صنم قريش ـ وكان من نحاس موتّدا بأوتاد من حديد إلى الأرض ـ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عالجه والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ايه ايه (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ، إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) [٨١ / الإسراء : ١٧]. ولم أزل أعالجه حتى استمكنت منه ، فقال

__________________

(١) ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل : (١١) من مناقبه ص ٧١ ط الغري بسنده عنه ، قال :

أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرني شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أخبرني أبو عبد الله الحافظ ...

(٢) ورواه أيضا أحمد بن حنبل تحت الرقم : (٦٤٤) في مسند علي عليه‌السلام من كتاب المسند : ج ٢ ص ٥٧ قال : حدثنا أسباط بن محمد ، حدثنا نعيم بن حكيم المدائني عن أبي مريم ...

قال أحمد محمد شاكر في تعليقه : إسناده صحيح ، نعيم بن حكيم المدائني وثقة ابن معين وغيره ، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير : ج ٤ / ٢ / ٩٩ فلم يذكر فيه جرحا. أبو مريم هو الثقفي المدائني وهو ثقة وترجم له البخاري أيضا في ج ٤ / ١ / ١٥١ ، فلم يذكر فيه جرحا.

أقول ورواه أيضا أحمد تحت الرقم : (١٣٠١) من المسند ج ٢ ص ٣٢٥. باختصار.

والحديث ذكره في مجمع الزوائد : ج ٦ ص ٢٣ ونسبه لأحمد وابنه وأبي يعلى والبزار ، وقال : ورجال الجميع ثقات.

٢٤٩

لي : اقذفه. فقذفت [به] وتكسّر ونزوت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم فقال علي : فما صعدته حتى الساعة (١).

__________________

(١) وهذا الحديث قد سقط عن نسخة السيد علي نقي. وقد رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق : ج ٢ ص ٤٣٢ والحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٣٧ وج ٣ ص ٥.

ورواه عنهم جميعا في باب فضائل علي عليه‌السلام تحت الرقم : (٤٣١) من كنز العمال : ج ١٥ ، ص ١٥١ ، ط ٢. ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٢٤٠) من مناقبه ص ٢٠٢.

ورواه أيضا الكلابي في الحديث : (٥) من مناقبه المطبوع في خاتمة مناقب ابن المغازلي ص ٤٢٩ ط ١.

وللحديث مصادر أخر ذكرها ابن شهر اشوب في ترجمة أمير المؤمنين من مناقب آل أبي طالب : ج ١ ، ص ٣٢٧ ، ورواه عنه في الباب : (٦٠) من تاريخ أمير المؤمنين من بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ٧٦ ط ٢ ، ورواه أيضا العلامة الأميني في الغدير : ج ٧ ص ٩ ـ ١٣.

٢٥٠

فضيلة

هي بالتدوين والذكر أولى وأحرى

١٩٤ ـ أنبأني السيد الشريف بهاء الدين الحسن بن الشريف مودود الحسني العلوي التبريزي والإمام علم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المالكي رحمهم‌الله.

وأخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران المقرئ بقراءتي عليه بمدينة نابلس يوم الجمعة منتصف صفر من شهور سنة خمس وتسعين وست مائة ، بروايتهم عن عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل.

حيلولة : وأخبرني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد ابن عساكر بقراءتي عليه بدمشق في شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وستّ مائة ، بروايته عن زينب بنت أبي القاسم ابن الحسن.

وأنبأني المشايخ عزّ الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الحرّاني الأصل البغدادي المولد ، وأمين الدين أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن عساكر ، وأمّ العرب فاطمة بنت علي ابن أبي محمد القاسم بن علي بن عساكر الدمشقي إجازة قالوا : أنبأنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم [بن] عبد [الله] بن أبي عبد الله ابن محمد بن الفضل الفراوي إجازة قالوا : أنبأنا أبو عبد الله [محمد بن الفضل الصاعدي] إجازة قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن ماني السبيعي بالكوفة ، قال : حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال : حدثنا حسن بن حسين العرني قال : حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب قال :

٢٥١

أتى جبرئيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ صنما في اليمن معفّرا في الحديد فابعث إليه فادققه وخذ الحديد. قال : فدعاني وبعثني إليه ، فذهبت إليه فدققت الصنم وأخذت الحديد فجئت به إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستضرب منه سيفين فسمّى واحدا ذا الفقار ، والآخر مخذما فتقلّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذا الفقار وأعطاني مخذما ثم أعطاني بعد ذا الفقار ، ورآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أقاتل دونه يوم أحد فقال : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (٢).

قال الإمام الحافظ أحمد البيهقي : «رض» : كذا روي في هذا الإسناد [انه] أمر بصنعته ، ورويناه بإسناد صحيح عن ابن عباس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تنفّل سيفه ذا الفقار يوم بدر ، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد والله أعلم.

١٩٥ ـ [قال أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي] : وبه أخبرنا الحافظ الإمام أبو بكر البيهقي [قال :] أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا [أبو العباس محمد بن يعقوب حدثني أحمد بن عبد الجبار حدثني يونس بن] بكير ، عن محمد بن إسحاق [بن يسار] قال (١) :

وقال علي بن أبي طالب حين ناول [سيفه] فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أفاطم هاك السيف غير ذميم

فلست بر عديد ولا بلئيم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد

ومرضاة ربّ بالعباد رحيم

قال ابن إسحاق : وسمع في ذلك اليوم ـ وهاجت ريح فسمع ـ مناد يقول :

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلا عليّ

فإذا ندبتم هالكا

فابكوا الوفيّ وأخو الوفيّ

__________________

(٢) ـ ورواه أيضا في كتاب بشارة المصطفى قبل ختامه بثلاثة أحاديث ص ٣٤٦ قال : قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا بشر بن بكر ، عن محمد بن إسحاق عن مشيخته قال :

لما رجع علي بن أبي طالب [عليه‌السلام] من أحد ناول فاطمة (عليها‌السلام) سيفه وقال :

أفاطم هاك السيف غير ذميم

فلست بر عديد ولا بلئيم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد

ومرضاة رب للعباد رحيم

قال (ابن إسحاق) : وسمع في يوم أحد ـ وقد هاجت ريح عاصف ـ كلام هاتف يهتف وهو يقول :

لا سيف إلّا ذو الفقار

[و] لا فتى إلا علي

وإذا ندبتم هالكا

فابكوا الوفي أخا الوفي

(١) الأول مما وضعناه بين المعقوفين زيادة منا ، والثاني مأخوذ من الفصل : (٦) من مناقب الخوارزمي ص ١٠٧.

٢٥٢

فضيلة

ذات فناء فسيح ، وجناب حسيب ومربع مريع ، ومرتع خصيب :

١٩٦ ـ أخبرنا الشيخ الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفق الأذكاني رحمه‌الله بقراءتي عليه بأسفرايين في صفر سنة أربع وستين وستّ مائة ، قال : أنبأنا الإمام جمال الدين محمد (١) بن أبي المعالي النطنزي قراءة عليه وأنا أسمع في جمادي الآخرة سنة ثلاث وستّ مائة ، قال : أنبأنا الإمام تاج الدين مسعود بن محمود بن حسان المنيعي قال : أنبأنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الرحمن بن عبد الله المروروذي قال : أنبأنا الإمام محيى السنّة أبو محمد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي قدس الله روحه ، قال : أنبأنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل (٢) حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم ، أخبرني سهل بن سعد [قال] :

إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : لأعطينّ هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله. قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلّهم يرجون أن يعطاها!!! فقال : أين علي بن أبي طالب؟ قالوا : يا رسول الله هو يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا إليه. فأتي به فبصق في عينه

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أحمد بن أبي المعالي».

(٢) وهو البخاري والحديث رواه في باب مناقب علي عليه‌السلام من صحيحه : ج ٥ ص ٢٢ بهذا السند ، ثم رواه أيضا عن طريق سلمة بن الأكوع.

ورواه أيضا مسلم في باب مناقب علي عليه‌السلام من صحيحه : ج ٧ ص ١٢١.

ورواه أيضا النسائي في الحديث : (١٦) من كتاب الخصائص ص ٥٥ وقد رويناه عنهم وعن غيرهم حرفيا وعلقناه على الحديث : (٢٢٧) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١٦٣ ، وما بعدها من ط ١.

٢٥٣

ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الرابة ، فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

قال الإمام محيى السنة [الحسين بن مسعود البغوي] : هذا حديث صحيح متّفق على صحته ، أخرجه مسلم أيضا عن قتيبة بن سعيد ،

[و] قوله : «يدوكون» أي يخوضون ، يقال : الناس في دوكة أي في اختلاط وخوض ، وأصله من الدوك وهو السحق ، ويسمى صلابة الطيب مداكا.

شبّه الأمر فيه بمن دقّ شيئا ليستخرج لبّه ويعلم باطنه.

وأراد بحمر النعم حمر الأبل وهي أعزّها وأنفسها ، يريد لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك أجرا وثوابا من أن يكون لك حمر النعم فتتصدّق بها.

٢٥٤

الباب التاسع والأربعون (١)

[في أنّ مبارزة علي في يوم الخندق أفضل من جهاد جميع الأمّة وعملها إلى يوم القيامة!!!]

١٩٧ ـ أنبأني شيخنا أبو عمرو عثمان بن الموفق رحمه‌الله ، عن المؤيد بن محمد المقرئ إذنا ، عن عبد الجبّار بن محمد الخواري قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري المفسّر رحمه‌الله (٢) قال : أنبأنا عبد الرحمن بن حمدان السعدي حدثنا لؤلؤ القصري (٣) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خضر الصوفي

__________________

(١) هذا العنوان كان ساقطا من كلي أصلي من فرائد السمطين ، والظاهر ان موضعه هاهنا دون ما تقدم ، كما أن ما وضعناه ما بين المعقوفين التاليين أيضا زيادة منا وليس من الأصل.

(٢) والظاهر أنه رواه في تفسير الآية : (٢٥) من سورة الأحزاب من تفسيره.

ورواه بسنده عنه الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتله : ج ١ ، ص ٤٥ ط ١ ، وكذا في الفصل (٩) من مناقبه ص ٥٨ قال :

أخبرنا الإمام الحافظ أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقرجي أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد الجويني قال : قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ...

(٣) كذا في الأصل ، وفي رواية الخطيب وابن عساكر الآتية : «القيصري».

والحديث رواه أيضا الحاكم في كتاب المغازي من المستدرك : ج ٣ ص ٣٢ قال :

حدثنا لؤلؤ بن عبد الله المقتدري في قصر الخليفة ببغداد ، حدثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب المصري بدمشق ، حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب بتنيس ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، حدثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم ، عن أبيه عن جده قال :

قال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة.

ورواه أيضا الحاكم الحسكاني في الحديث : (٦٣٦) في تفسير الآية : (٢٥) من سورة الأحزاب من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٨ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو محمد ابن عبد الله [أخبرنا] أبو سعد السعدي قراءة [عليه] غير مرة [أخبرنا] لؤلؤ المقتدري (ظ) ببغداد سنة سبع وستين [وثلاث مائة] [أخبرنا] أبو إسحاق إبراهيم بن محمد النصيبي [أخبرنا] أبو عبد الله الحسين بن [الحسن] بن شداد بالعسكر ، قال : حدثني محمد بن سنان الحنظلي قال : حدثني إسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم ، عن أبيه عن جده ...

٢٥٥

بالموصل ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن شدّاد ، حدثني محمد بن سنان (١) الحنظلي حدثنا إسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه :

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لمبارزة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة!!!

__________________

أقول : وقريبا منه رواه قبله بسند آخر. كما رواه أيضا العسكري في الأوائل وابن شيرويه في الفردوس ، وصاحب الأربعين في كتاب الأربعين عن الأربعين ، وابن أبي الحديد في شرح المختار : (١٨٥) من نهج البلاغة : ج ٤ ص ١٠٠ كما رواه عنهم جميعا في الباب : (٧٠) من بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٠٠ وفي ط ٢ ج ٣٩ ص ١ ، ورواه أيضا في الباب : (١٠٦) من ج ٩ ص ١١٠ ، وفي ط ٢ ج ٤١ ص ٩١.

ورواه أيضا الخطيب في ترجمة لؤلؤ بن عبد الله القيصري تحت الرقم : (٦٩٧٨) من تاريخ بغداد : ج ١٣ ، ص ١٨ ، وساقه بلقطة إلى أن قال :

سألت البرقاني عن لؤلؤ القيصري فقال : كان خادما حضر مجلس أصحاب الحديث فعلقت عنه أحاديث. فقلت : كيف حاله؟ قال : لا أخبره!!! [ثم قال الخطيب] قلت : ولم أسمع أحدا من شيوخنا يذكره إلا بالجميل.

أقول : ورواه أيضا عنه ابن عساكر في ترجمة لؤلؤ من تاريخ دمشق قال :

أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس حدثنا أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا الطاهري أنبأنا لؤلؤ بن عبد الله القيصري حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد النصيبي الصوفي بالموصل ...

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومثله في رواية الخوارزمي ، وفي نسخة طهران : «محمد بن شباب».

٢٥٦

الباب الخمسون

[في تقريض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا بأنّه منه وهو منه. وقول جبرئيل : وأنا منكما. وصوت الهاتف يوم أحد : لا سيف إلّا ذو الفقار ، ولا فتى إلّا علي].

١٩٨ ـ أنبأني الشيخ محمد بن يعقوب الأزجي أنبأنا شرف الدين عبد الرحمن ابن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز القمي عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال : أنبأنا بختكين بن عروبة ، قال : حدثنا أبو بكر العطّار ، قال : حدثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن داوود بن علي قال : حدثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي قال : حدثنا علي بن عبد الحميد ، عن حبّان (١) عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه قال :

لمّا قتل علي عليه‌السلام أصحاب الألوية [يوم أحد] أبصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي : احمل عليهم. فحمل عليهم وفرّق جماعتهم وقتل هشام بن أميّة المخزومي. ثم أبصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جماعة [أخرى] من مشركي قريش فقال لعلي : احمل عليهم. فحمل عليهم ففرّق جماعتهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي.

ثم أبصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جماعة أو جمعا من مشركي قريش فقال

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه في الحديث : (٢٤١) من باب فضائل علي عليه‌السلام من كتاب الفضائل تأليف أحمد بن حنبل. ولما رواه الطبري في وقعة أحد من تاريخه : ج ٢ ص ٥١٤ ط الحديث بمصر ، ولما رواه الطبراني في ترجمة أبي رافع من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ٥٠ / ولما رواه ابن عساكر تحت الرقم : (٢١٥) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١٤٩.

وفي أصلي من فرائد السمطين : «عن حسان».

٢٥٧

لعلي : احمل عليهم. فحمل عليهم وفرّق جماعتهم وقتل يشكر بن مالك أخا عمرو ابن لؤي.

فأتى جبرئيل عليه‌السلام [النبي] فقال : إن هذه لهي المؤاسات. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنه مني وأنا منه. فقال جبرئيل (١) : وأنا منكما!!! فسمعوا صوتا ينادي :

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا عليّ

١٩٩ ـ أنشدني الشيخ تاج الدين علي بن أنجب الخازن إجازة أنشدني الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة أنشدنا الإمام ضياء الدين أخطب خوارزم الموفق بن أحمد المكي رحمه‌الله لنفسه (٢) :

أسد الإله وسيفه وقناته

كالصّقر يوم صياله والناب (٣)

جاء النداء من السماء وسيفه

بدم الكماة يلحّ في التسكاب

لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى

إلّا عليّ هازم الأحزاب

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصادر المشار إليها آنفا ، وقد علقنا نصوصها على الحديث : (٢١٥) من ترجمة علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق ج ١ ، ص ١٤٩ ، ط ١ ، وفي ط ٢ ص ١٦٠. ومثلها رواه أيضا بسند آخر عن عبيد الله بن أبي رافع تحت الرقم : (٢٤٢) من باب فضائل علي عليه‌السلام من كتاب الفضائل.

وفي أصلي من فرائد السمطين : «قال جبرئيل».

(٢) ذكره الخوارزمي في الحديث الأول من الفصل الأول من مناقبه ص ٦.

(٣) لعل هذا هو الصواب ، وفي الأصل ومثله في مناقب الخوارزمي : كالظفر يوم صباله والناب».

٢٥٨

فضيلة

مرتّبة المعنى من السابقة ، ومنقبة مرمية للمفاخر السامية السامقة [في تقريض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا بمحبة الله ورسوله ، وأنّه في حروب أعداء الله أسد ، ولا يولّيهم دبره كالثّعالب الرّواغة!!!)

٢٠٠ ـ أنبأني الشيخات الصالحات زينب بنت علي بن كامل الحرّانية ، والأختان : خديجة وآسية بنتا أحمد بن عبد الدائم المقدسي كتابة عنهنّ ، بروايتهنّ عن الشيخ الصالح أبي المجد زاهر [بن طاهر الشحامي] قال : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ابن أحمد الجوزدانية إجازة ، قالت : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ريذة الأصبهاني (١) قال : أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب ابن مطير اللخمي الطبراني رحمه‌الله (٢) قال : حدثنا محمد بن الفضل بن جابر

__________________

(١) تقدمت ترجمته في تعليق الحديث : (١٩٢) في آخر الباب : (٤٥) ص ٢٣٣.

(٢) رواه في ترجمة شيخه محمد بن الفضل بن جابر البغدادي من المعجم الصغير : ج ٢ ص ١٠٠.

ورواه أيضا الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٦ ص ١٥١ ، وقال : رواه الطبراني في الصغير ، وفيه خليل بن مرة ، قال أبو زرعة : شيخ صالح.

ثم إن الحديث رواه أيضا الحاكم في المستدرك : ج ٣ ص ٣٨ قال :

حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار إملاء ، حدثنا زكريا بن يحيى بن مروان ، وإبراهيم بن إسماعيل السيوطي قالا : حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن الخليل بن مرة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنهما قال :

لما كان يوم خيبر بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله لم أر كاليوم قط!!! قتل محمود بن سلمة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون [به] معهم وإذا لقيتموهم فقولوا : اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت. ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه ولا يولي الدبر ، يفتح الله على يديه. [قال] فتشرف لها الناس وعلي رضي‌الله‌عنه يومئذ أرمد ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سر. فقال : يا رسول الله ما أبصر موضعا. فتفل في عينيه وعقد له ودفع إليه الراية ، فقال علي : يا رسول الله علام أقاتلهم؟ فقال : على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد حصنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزوجل. قال : فلقيهم ففتح الله عليه.

[ثم قال الحاكم :] وقد اتفق الشيخان على إخراج حديث الراية.

٢٥٩

السقطي البغدادي حدثنا فضيل بن عبد الوهّاب ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن الخليل ابن مرّة :

عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله [الأنصاري] قال : لمّا كان يوم خيبر بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله لم أر كاليوم قطّ قتل محمود بن مسلمة. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تمنّوا لقاء العدوّ ، واسألوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم فإذا لقيتموهم فقولوا : اللهم أنت ربّنا وربّهم ونواصينا ونواصيهم بيدك ، وإنما تقتلهم أنت. ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشّوكم فانهضوا وكبّروا.

ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأبعثنّ غدا رجلا يحبّ الله ورسوله [ويحبّانه] لا يولّي الدبر. فلما كان الغد بعث عليا عليه‌السلام وهو أرمد شديد الرمد فقال [له] : سر. فقال : يا رسول الله ما أبصر موضع قدمي. فتفل في عينيه وعقد له اللواء ودفع له الراية ، فقال : على ما أقاتلهم يا رسول الله؟ فقال : على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأنّي رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دما [ءهم] وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم على الله عزوجل.

قال الطبراني : لم يروه عن عمرو [بن دينار] إلّا الخليل ، و [لا عن] الوليد بن هشام إلّا جعفر ، تفرّد به فضيل بن عبد الوهاب.

٢٦٠