فرائد السمطين - ج ١

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ١

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥١
الجزء ١ الجزء ٢

٧٠ ـ أنبأني الإمام السيد العالم شرف الدين الأشرف بن محمد العلوي المدائني ببغداد ، قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد إجازة ، قال : أنبأنا الحافظ أحمد ابن عبد الله بن أحمد بن إسحاق ، قال : أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم العطار ببغداد (١) أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك (٢) أنبأنا إسماعيل بن عالية البلخي أنبأنا عبد الرحمن بن الأسود ، عن الأجلح أبي حجيّة :

عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : علّمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألف باب ، كل باب يفتح لي ألف باب.

قال : الحافظ أحمد بن عبد الله [الأصبهاني : هذا] حديث غريب المتن والإسناد جميعا.

__________________

(١) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران : «حدثنا أحمد بن إبراهيم العطار ...». وفي نسخة السيد علي نقي : «حدثنا محمد بن إبراهيم العطار ...».

(٢) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران : «حدثنا زهر بن الحسن بن عبد الملك ...». وفي نسخة السيد علي نقي : «الحسين بن عبد الملك».

١٠١

فضيلة

مغشية الأكتاف ، ومنقبة رفيعة الأعراف :

٧١ ـ أخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس ، والشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن محمد النجار ، والإمام علم الدين أحمد بن عبد الرحمن المالكي الثرساحي (١) إجازة ، بروايتهم عن أبي القاسم عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل الأنصاري إذنا ، بروايته عن أبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي إجازة.

حيلولة : وأخبرني الشيخ الإمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي إجازة سنة إحدى وسبعين وستمائة ، والشيخ الإمام العلامة أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم محمود السديدي إجازة ـ في رجب سنة أربع وستين وستمائة ـ بروايتهما عن الإمام محي الدين بن نبهان الأبهري إجازة ، قال : أنبأنا الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم القشيري إجازة ، قالا : أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين ابن علي قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ النيسابوري قال : أنبأنا أبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى الجامعي المصاحفي حدثني أبي أنبأنا أحمد ابن الوجيه الجوزجاني أنبأنا أبو مغفل يزيد بن مغفل ، عن عقبة بن موسى :

عن سالم ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا فقصرى وقصر إبراهيم في الجنة متقابلان ، وقصر علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه بين قصري وقصر إبراهيم ، فيا له من حبيب بين خليلين.

٧٢ ـ أخبرني عبد الحميد [بن فخار] عن شرف الدين [عبد الرّحمن بن]

__________________

(١) كذا في الأصل المطبوع ، وذكره في نسخة السيد علي نقي بالمثناة الفوقانية : «الترساحي»؟ وذكره في نسخة طهران : «السرماحي ـ أو ـ السرحاحي».

١٠٢

عبد السميع الهاشمي قراءة عليه [عن شاذان القمي] (١) عن محمد بن عبد العزيز ، أنبأنا محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، قال : أنبأنا أبو الفتح بن سملويه (٢) قال : أنبأنا أبو محمد الأزدي قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثنا محمد بن حسّان ، حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي قال : حدثنا مسعر ابن كدام :

عن جميع بن عمير الشيباني ، عن ابن عمر قال : سأل رجل عمر بن الخطاب عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : هذا منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا منزل علي وهذا المنزل فيه صاحبه (٣).

٧٣ ـ أخبرني أبو عبد الله [محمد] بن يعقوب بن أبي الفرج إجازة ، عن أبي طالب الهاشمي إجازة ، عن شاذان القمي بقراءته عليه ، عن محمد بن عبد العزيز القمي ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال : أنبأنا الأديب أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الحلال ، قال : أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمد الحافظ ، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن حامد الهمداني قال : أنبأنا أبو يعقوب ، قال : أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب قال : حدثنا الحسن بن الصباح ، قال : أنبأنا محمد بن محمد ابن جعفر ، قال : أنبأنا المحادي (٤) عن عامر بن رشيد الضي :

عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن أبي أوفي قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه أجمع ما كانوا فقال : يا أصحاب محمد لقد رأيت الليلة منازلكم في الجنة وقرب منازلكم من منزلي فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي فقال : يا علي أما ترضى أن يكون منزلك في الجنة مقابل منزلي؟ فقال : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال : فإن منزلك في الجنة مقابل منزلي.

__________________

(١) ما بين المعقوفات مأخوذ من موارد روايات المصنف.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي وطهران ، وفي الأصل المطبوع : «شلمويه ...».

(٣) كذا.

(٤) كذا في الأصل المطبوع ، وذكره في بعض النسخ بالراء : «المحاري».

١٠٣

فضيلة

منقبة [منبئة] عن موجبات السعادة ، ومأثرة معطية كمال السيادة :

٧٤ ـ أخبرني القاضي بهاء الدين عبد الغفّار بن عبد الحميد بن وهسوذان الرباني (١) الزنجاني بقراءتي عليه ، قال : أنبأني الإمام ضياء الدين أبو حامد محمد ابن الحسن بن محمد الفراوي الأصل إجازة.

حيلولة : وأخبرني الإمام إمام الدين يحيى بن حسن الكرخي إجازة (٢) قال : أنبأنا رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني (٣) قال : أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني إذنا ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا محمد بن يزيد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعيد ابن المروزي البورقي بنيسابور (٤) أنبأنا حسن بن يحيى الفارسي أنبأنا داوود بن سليمان حدثنا المغيرة بن جرير ، عن سليمان التيمي :

عن أبي عثمان ، عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة ضربت لي قبّة حمراء عن يمين العرش وضربت لإبراهيم قبّة من ياقوتة خضراء عن يسار العرش وضربت فيما بيننا لعلي بن أبي طالب قبّة من لؤلؤة بيضاء فما ظنكم بحبيب بين خليلين.

قال الحاكم : هذا البورقي قد وضع من المناكير على الثقات ما لا يحصى (٥).

__________________

(١) نسخ فرائد السمطين مضطربة في ترسيم هذه الأسماء ، ففي بعضها كنسخة السيد علي نقي : «عبد الحميد ابن وهودان الزياني ...». وفي أغلب الموارد من نسخة طهران : «عبد المجيد بن وهسوذان الزياتي ...». وانظر موارد النقل عنه في فهرس الأعلام.

(٢) كذا هاهنا ، وانظر ما تقدم في الحديث : (٥٥ و ٦١ و ٧١) في الباب (١٧) وهذا الباب وغيره من موارد النقل عنه.

(٣) ذكر الحديث في الباب : (٣٦) من كتابه : «الأربعون المنتقى».

(٤) هذا هو الصواب ، وفي الأصل المطبوع هاهنا تصحيف.

(٥) كذا في الأصل ، فإن صح ولم يكن فيه تصحيف ولا حذف ، كان على المصنف أن يرد على الحاكم إن يرى صدق الحديث ، او لا يرويه إن كان يرى ما قاله الحاكم. والمظنون أنه يرى صدق الحديث وأنه ذكر هذا الذيل ليرد عليه ، ولكن غفل عنه أو اخترمه الأجل قبل أن يرد عليه ، أو أن رده سقط من أصولنا؟!

١٠٤

فضيلة

هي أكمل الفضائل ووسيلة هي أفضل الوسائل

٧٥ ـ أخبرنا الإمام شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري إجازة كتبها إليّ من دمشق ، أنبأنا شيخ الشيوخ ركن الدين أبو سعيد محمد بن الشيخ الإمام زين الدين أبي عبد الرّحمن أحمد بن الشيخ الإمام زين الإسلام أبي سعيد عبد الصمد بن حمويه بن محمد الجويني إجازة بروايته عن حافد (١) عمّ والده شيخ الاسلام صدر المشايخ معين الدين أبي بكر عبد الله بن أبي الحسن علي بن شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد بن حمويه بن محمد رضي‌الله‌عنهم إجازة ، قال : أنبأنا الإمام عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر الصيرفي قال : أنبأنا الشيخان عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.

حيلولة : وأخبرنا الشيخ المسند شرف الدين أحمد بن هبة الله بن أحمد أبو الفضل الشافعي بسماعي عليه بدمشق ، قال : قلت له (٢) : أخبرتك الشيخة الصالحة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني الشعري إجازة؟ فأقرّ به ، قالت : أنبأنا الإمام محدث خراسان أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إجازة ، قالا : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي قال : أنبأنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد (٣) العباس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي في سنة ستين ومائتين ، قال :

حدّثنا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام سنة أربع وتسعين ومائة (٤) قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر [صلوات الله عليهما] حدثني أبي جعفر بن محمد

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي الأصل المطبوع : «عن خاور ...» ومن قوله الآتي ـ : «صدر المشايخ ـ إلى قوله : ـ شيخ الإسلام» قد سقط من الأصل المطبوع.

(٢) كذا في الأصل المطبوع ، وفي بعض النسخ : «قال قيل له : أخبرتك الشيخة ...».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي وطهران ، وفي المطبوع : «حفدة العباس ...».

وقد تقدم مثله في الباب (١٦) في الحديث : (٥٦) ص ٨٧.

(٤) قال في الأصل المطبوع : وفي نسخة السماوي : «سنة اثنين ومأتين».

١٠٥

[عليهما‌السلام] حدثني أبي محمد بن علي [عليهما‌السلام] حدثني أبي علي بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن علي [صلوات الله عليه] حدثني أبي علي بن أبي طالب [صلوات الله عليه وعليهم] قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إني سألت ربي (١) فيك خمس خصال فأعطاني :

أما أولهنّ : فسألت ربي أن تنشقّ عنّي الأرض فأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني.

وأما الثانية : فسألت ربي أن يوقفني عند كفّة الميزان وأنت معي فأعطاني.

وأما الثالثة : فسألت ربي أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله عزوجل الأكبر ، عليه المفلحون والفائزون في الجنّة فأعطاني.

وأمّا الرابعة : فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني ،

وأما الخامسة : فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني ، والحمد لله الذي منّ عليّ بذلك.

٧٦ ـ وأنبأني الشيخ الشريف عبد الحميد بن الإمام فخار العلوي بالسند المتقدم إلى محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثني (٢) أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : أنبأنا سعد ابن عبد الله ، قال : أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : أنبأنا العباس بن معروف ، أنبأنا عبد الله بن المغيرة ، قال : أنبأنا أبو حفص العبدي :

عن أبي هارون العيدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سألتم الله عزوجل فاسألوه لي الوسيلة.

[قال أبو سعيد :] فسألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الوسيلة؟ فقال : هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا ، وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد ، ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة

__________________

(١) قال في هامش الأصل المطبوع : وفي نسخة السماوي : «إني سألت الله فيك ...».

(٢) من قوله : «وأنبأني الشيخ الشريف ـ إلى قوله : ـ حدثني» مأخوذ من نسخة السيد علي نقي والسماوي. وهذا الحديث غير موجود في نسخة طهران.

والحديث رواه الشيخ الصدوق في الباب : (٢٥) وهو «باب معنى الوسيلة» من كتاب معاني الأخبار ، ص ١١٥.

١٠٦

فضّة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنتصب مع درجة النبيين ، فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقي يومئذ نبي ولا صدّيق ولا شهيد إلّا قال : طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته.

فيأتي النداء من عند الله عزوجل يسمع النبيين وجميع الخلائق : هذه درجة محمد. فأقبل أنا يومئذ متزر بريطة من نور الجنّة ، وعليّ تاج الملك وإكليل الكرامة ، وعلي ابن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه : لا إله إلّا الله ، المفلحون الفائزون بالله.

فإذا مررنا بالنبيّين قالوا : هذان ملكان مقربان لم نعرفهما ولم نرهما! وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيّان مرسلان ، حتى أعلوا الدرجة وعلي يتبعني حتى صرت في أعلا درجة منها ، وعلي أسفل مني بدرجة ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال طوبى لهذين العبدين ، ما أكرمهما على الله. فيأتي النداء من قبل الله جلّ جلاله يسمع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد وهذا وليّي علي ، طوبى لمن أحبّه وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلا يبقى يومئذ أحد ـ يا علي ـ إلا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه ، وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حربا إلا اسودّ وجهه ، واضطربت قدمه.

فبينما أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا عليّ أمّا أحدها فرضوان خازن الجنّة ، وأمّا الآخر فمالك خازن النار ، فيدنو رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد. فأقول : السلام عليك يا ملك من أنت؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك؟ فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة ، وهذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك رب العزّة ، فخذها يا أحمد. فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضّلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب.

ثم يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد. فأقول : السلام عليك أيها الملك من أنت؟ ما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك. فيقول : أنا مالك خازن النار ، وهذه مقاليد النار بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد. فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب.

ثم يرجع مالك فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجرة (١)

__________________

(١) كذا في الأصل بالراء المهملة ، ولعلها بمعنى موضع انعطافها.

١٠٧

جهنم ، وقد تطاير شرارها وعلا زفيرها واشتدّ حرها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول له جهنم : جزني يا علي ، فقد أطفأ نورك لهبي. فيقول لها علي عليه‌السلام : قرّي يا جهنم ، خذي هذا واتركي هذا ، خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي.

فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، فإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشدّ مطاوعة لعلي في ما يأمرها به من جميع الخلائق. وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمد وآله الطاهرين.

١٠٨

الباب العشرون

فضيلة

كزهر رياض باكرتها السحائب ، ومنقبة كزهر سماء وهي غرّ ثواقب :

٧٧ ـ أنبأني الشيخان الأخوان سراج الدين عبد الله ، وعلم الدين أبو العباس أحمد ابنا عبد الرحمن بن عمر السرماحي والشيخة عائشة بنت عيسى بن الشيخ موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي وشامية بنت الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري ، بروايتهم عن القاضي جمال الدين أبي القاسم محمد بن أبي الفضل إجازة بروايته عن الإمام محدّث خراسان أبي القاسم ابن أبي عبد الرحمن ابن أبي بكر الشّحامي إجازة بروايته عن الإمام أحمد بن الحسين الحافظ إذنا ، قال أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد ابن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عيسى المزكي أنبأنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المطوعي أنبأنا عبد الله بن حماد الآملي أنبأنا عثمان بن عبد الله ، أنبأنا محمّد بن جعفر الطالبي :

عن أبي جعفر [عليه‌السلام] عن أبيه [قال :] حدّثني أبي عن جدّي عن علي بن أبي طالب [صلوات الله عليهم أجمعين] قال : لما أسرى بالنبي صلّى الله وآله قال : رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور ، فأوعز إليّ الجبّار بما شاء ، فلما انقلبت من عنده نادى مناد من وراء الحجب : يا محمّد نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي فاستوص به خيرا.

١٠٩

فضيلة

كاملة العيار آهلة الديار

٧٨ ـ أنبأني الإمام مجد الدين أبو الفضائل محمد بن المظهر بن عبد الله بن الحسن الآملي (١) قال أخبرني أبي مظهر الدّين إجازة ، قال : أنبأنا الإمام أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني (٢) إجازة قال : أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وغيره ، قالوا : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ، قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن داوود بن سليمان ، أنبأنا علي بن الحسين ابن حيان المروزي الأصل ببغداد ، أنبأنا عمرو بن نصر بن عبد الله النيسابوري أنبأنا عثمان بن عبد الله المغربي أنبأنا مسلم بن خالد ، قال :

سمعت جعفر بن محمد [عليهما‌السلام] يحدث عن أبيه عن جدّه عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أسرى بي إلى السماء الرابعة (٣) قال لي جبرائيل : تقدم يا محمّد فو الله ما نال هذه الكرامة ملك مقرّب ولا نبي مرسل ، فوعز إليّ (٤) ربي بما شاء ، فلمّا أن رجعت ناداني مناد من وراء الحجب (٥) نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي فاستوص به خيرا.

__________________

(١) لفظ : «الآملي» من نسخة طهران ، وفي المحكي من نسخة السماوي : «عبد الله بن الحسن الحراطي» ولا يوجد فيها : «الآملي».

(٢) روى الحديث في الباب : (٣١) من كتابه : «الأربعون المنتقى».

(٣) وفي المحكي عن نسخة السماوي : «السماء الثامنة».

(٤) يقال : «وعز إليه في الأمر ـ من باب وعد ـ وعزا» : تقدم وأشار إليه. ومثله : «أوعز إليه إيعازا ووعز إليه توعيزا» أي عهد إليه وأمره به.

(٥) وفي المحكي عن بعض النسخ : «الحجاب».

١١٠

فضيلة

منيرة الأزهار ، ومنقبة فائحة الانوار

٧٩ ـ أخبرنا الشيخ تاج الدين علي بن أنجب بن عثمان الخازن رحمه‌الله بقراءتي عليه ببغداد ـ في يوم الجمعة السادس والعشرين من سنة اثنين وسبعين وستمائة ـ قلت له : ـ أخبرك الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف بابن سكينة إجازة؟ فاقرّ به.

حيلولة : وأخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر ابن أبي الحبيش ببغداد ـ بقراءتي عليه يوم الخميس سابع شهر ربيع الأول سنة اثنين وسبعين وستمائة ـ قلت له : أخبرك الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن علي ابن محمد بن الجوزي إجازة ، قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني (١) قال : أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم ابن غيلان البزار ـ قراءة عليه وأنا أسمع في ذي حجة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ـ قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزار ـ إملاء في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة ـ قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الثقفي أنبأنا العلاء بن عمرو الحنفي :

أنبأنا أيّوب بن مدرك ، عن مكحول ، عن أبي أمامة قال : لما آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بين الناس آخى بينه وبين علي [صلوات الله عليه وآله].

__________________

(١) وعنه رواه أيضا ابن عساكر حرفيا في ترجمة أيوب بن مدرك من تاريخ دمشق : ج ٧ ص ١٣٤ ، ورواه أيضا بسندين آخرين ينتهيان إلى العلاء بن عمرو ... في الحديث (٤١) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١٠٤ ، ط ١.

والحديث موجود أيضا في الجزء الثاني من الغيلانيات الموجود في المجموعة (٤٩) من مجاميع الظاهرية.

١١١

فضيلة

مصافاة مبرمة الأواصر والأواخي ومنقبة مؤاخاة ما شانها ـ بل زانها ـ التأخير والتراخي.

٨٠ ـ أخبرنا الشيخ محيي الدين عمر بن محمد بن أبي سعد بن أبي عصرون (١) والإمام عزّ الدين محمد ابن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي رحمهما‌الله إجازة والشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس عن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة قال : أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي إجازة ، قال : أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي (٢) قال : أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني قال : أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ قال : أنبأنا البغوي قال : أنبأنا الحسين بن محمد الذارع سنة إحدى وثلاثين ومائتين قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة ، قال : أنبأنا عبد المؤمن بن عبّاد العبدي قال أنبأنا يزيد بن معن.

عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى [ظ] قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مسجده فقال ، : أين فلان؟ أين فلان؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقد هم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده فلمّا توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني محدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا من بعدكم :

إن اصطفى من خلقه خلقا ـ ثم تلا : «اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ

__________________

(١) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران : «عصروي».

(٢) ورواه أيضا الخوارزمي بسنده عنه في الفصل : (١٠) من مناقبه ص ٨٨ قال :

أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن الخليل الماليني ...

وللرواية مصادر أخر سنثير إليها في ختام تعليقاتها ، ومن أجل عدم ذكر التفاصيل في أكثرها ، ومن أجل ضعف بعض رواتها الحسين بن محمد الذارع ، وعبد المؤمن بن عباد ، ومن جهة جهالة آخرين منهم ، ومن جهة قيام القرينة على مجعولية بعض فقراتها فالمتبع منها ما تشهد الشواهد الخارجية على صدقه كأصل الأخوة بهم والمؤاخاة بينه وبين علي ، وقوله لعمار : «تقتلك الفئة الباغية» وقوله لسلمان : «أنت منا أهل البيت ...».

١١٢

النَّاسِ» [٧٥ الحج ٣٣] ـ خلقا يدخلهم الجنّة (١) واصطفى منكم من أحبّ أن يصطفى وإني مواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة فقم يا أبا بكر فاجث بين يديّ فإن لك عندي يد الله يجزيك بها ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا ، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي (٢) فتنحّى أبو بكر ثمّ قال : ادن يا عمر ، فدنا منه ، فقال : كنت شديد الشغب علينا يا أبا حفص فدعوت الله عزوجل أن يعزّ الإسلام بك أو بأبي جهل بن هشام ففعل الله ذلك بك ، وكنت أحبّهما إلى الله عزوجل فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة (٣) ثم تنحّى عمر ، ثمّ آخى بينه وبين أبي بكر ثمّ دعى عثمان فقال : ادن يا أبا عمرو فلم يزل يدنو منه حتّى ألصق ركبته بركبته فنظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء ، وقال سبحان الله العظيم. ثلاث مرّات.!

ثم نظر إلى عثمان وكانت أزراره محلولة فزرّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده ، ثم قال اجمع عطفي ردائك على نحرك.

__________________

(١) كذا في الأصل المطبوع ، فإن صح ولم يكن فيه زيادة فلفظة : «خلقا» الثانية بدل عن الأولى.

(٢) ومحصله ـ على فرض صحة الرواية ـ أنه لم يتخذه خليلا ، وأن من شأن القميص أن يقي صاحبه عما يشينه وعما يؤذيه ، وهل صنع أبو بكر ذلك؟ أو كان كذلك؟ وبالمراجعة إلى تخلفه عن جيش أسامة وإسراعه مع صاحبه إلى سقيفة بني ساعدة والنبي ملقى في بيته ووصيه مشغول بتجهيزه ثم استبداده بالأمر من غير مشورة للمسلمين ، ثم دعوته عليا قسرا إلى بيعته وتهديده إياه بالقتل ، ثم غصبه نحلة فاطمة ومجابهته إياها بالمكابرة وهجرها إياهما حتى ماتت وهي مغضبة عليهما وقد أوصت إلى علي أن يدفنها ليلا ولا يؤذنهما في الحضور لتشييعها ودفنها ، مع ما ثبت أن الرجلان سمعا ما تواتر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله : «إن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها». وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ويريبني ما يريبها». وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من آذى عليا فقد آذاني».

وبملاحظة ما ذكرناه وغيرها مما هو في مفاده وبملاحظة قوله تعالى في الآية : (٥٧) من سورة الأحزاب : «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا أليما» يتبين أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يقل لأبي بكر ما هو مذكور في هذه الرواية ، وعلى فرض أنه قال له يكون قوله تحذيرا وتهديدا له!!

(٣) لو كان هذا الكلام صادرا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما كان عمر يتمنّى أن يكون دجاجا ذبحه أهله فأكلوه ولا يكون عليه حسابا!! ولما كان يتمنى ابن الخطاب أن تكون خلافته كفافا لا له ولا عليه؟! ولما كان يسأل حذيفة : هل عهد النبي إليك أني من المنافقين؟!! ولما كان يركض ويسعى إلى أم سلمة كي يسألها هل إنه من أصحاب النبي الذين لا يرون النبي ولا يراهم النبي بعد موته!!!

وجميع ما ذكرناه قد أدرج أولياء عمر في مسند أم سلمة ، وترجمة حذيفة وترجمة عمر ، كما في تاريخ دمشق ومسند أحمد ، وحلية الأولياء ، ويوجد في غيرها أيضا.

١١٣

ثمّ قال : إنّ لك شأنا في أهل السماء وأنت ممن يرد على الحوض وأوداجك تشخب دما ، فأقول : من فعل بك هذا؟ فتقول : فلان بن فلان (١).

فإذا هاتف يهتف من السماء ، يقول : ألا إنّ عثمان أمير علي كلّ مخذول. ثمّ تنحى عثمان ، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف ، فقال : ادن يا أمين الله وتسمى في السماء بالأمين (٢) سلطك الله على مالك بالحق ، أما إنّ لك عند الله دعوة قد دعوت لك بها وقد أصبتها لك (٣).

قال خر لي يا رسول الله.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد حملتني يا عبد الرّحمن أمانة أكثر الله مالك ، وجعل يقول بيده هكذا وهكذا يحشو بيده!!!

ثمّ تنحّى عبد الرحمن فآخى بينه وبين عثمان.

ثم دعا طلحة والزبير فقال لهما : ادنوا مني فدنيا منه فقال لهما : أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم ثمّ آخى بينهما.

ثم دعا عمار بن ياسر وسعدا فقال : يا عمّار ستقتلك الفئة الباغية (٤) ثم آخى بينه وبين سعد.

ثم دعا عويمر بن زيد أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال : يا سلمان أنت منّا أهل البيت ، وقد آتاك الله العلم الأوّل والعلم الآخر والكتاب الأوّل والكتاب الآخر.

ثم قال : ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

__________________

(١) كل من أمعن النظر في سيرة عثمان واتخاذه بني أمية عضدا ، وتقاعد أغلب المهاجرين والأنصار عنه ، وثوران كثير منهم عليه وفي طليعتهم طلحة والزبير وعمار بن ياسر ومحمد بن أبي حذيفة ووو. ثم تشجيع أم المؤمنين عائشة الثائرين عليه وقولها لهم : اقتلوا نعثلا قتله الله ... وكل من عرف ذلك يعلم أن هذا الكلام المذكور في المتن اختلاق على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وضعه الأقلام المستأجرة لتبرير الظلم والانحراف عن جادة الشريعة ، راجع قصة الثوران على عثمان من تاريخ أنساب الأشراف وتاريخ الطبري والكامل لابن الأثير ، والغدير : ج ٨ و ٩ يكشف لك بوضوح أن هذا الكلام لم يصدر عن النبي ، وفرض صدوره منه يستلزم الحكم بشقاء وارتداد جمع كثير من الصحابة ممن بايع النبي تحت الشجرة ، منهم طلحة الزبير وابن أبي حذيفة وأم المؤمنين عائشة ووو.

(٢) وفي المحكي عن نسخة السماوي : «أمينا».

(٣) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران : «وقد اختبيتها لك».

وفي هامشها عن نسخة : «قد أجابها لك».

(٤) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران والمحكي عن نسخة السماوي : «تقتلك الفئة الباغية».

وهذا المعنى في حق عمار مما تواتر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١١٤

قال : إن تنتقد [هم] ينتقدوك ، وإن تتركهم لا يتركوك ، وإن تهرب عنهم أدركوك (١) فاقرضهم عرضهم ليوم فقرك (٢) واعلم أن الجزاء امامك. ثم آخى بينه وبين سليمان.

ثم نظر في وجوه أصحابه ، فقال : أبشروا وأقرّوا عينا ، أنتم أوّل من يرد على حوضي وأنتم في أعلى الغرف (٣) ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ويلبس الضلالة على من يحبّ.

فقال له على عليه‌السلام : لقد ذهب روحي وانقطع ظهري ، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت ، غيري ، فإن كان هذا من سخط علي ، فلك العتبى والكرامة!

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل المطبوع : «إن تنتقد لم ينتقدوك ...». وفي المحكي عن نسخة السماوي : «إن تنتقدهم لا ينتقدوك ...». وفي نسخة طهران : «وإن تركتهم لا يتركوك ، وإن تهرب منهم يدركوك ...».

(٢) كذا هاهنا ، وفي الرواية الآتية : «فاقرضهم عرضك ليوم فقرك ...» وهو الظاهر.

(٣) وفي المحكي عن نسخة السماوي : «أنتم أول من يرد علي الحوض ...».

أقول : وبما أن التخالف والتنازع بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صار بين المذكورين بالمؤاخاة كالشمس الضاحية فلا يمكن أن يقول لهم النبي : أنتم جميعا أول من يرد على الحوض ... إلا أن يحمل على أنهم جميعا يردون على حوضه ولكن يختلج دون النبي بعضهم فيقول النبي : يا رب أصحابي أصحابي! فيقال له : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك! إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري!

والحديث متواتر وهو مقطوع الصدور عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلى كلا التقديرين لا يمكن القول بعظمة جميع المذكورين في حديث المؤاخاة أو نجاتهم ، ومحجة الشريعة واضحة نيرة ، وسيرة القوم ـ مع تلعب أنصارهم بها ـ غير غامضة ، والتغيير والتبديل من أكثرهم وركونهم إلى الدنيا وتركهم أوامر الله ووصايا رسول الله وراء ظهورهم في كثير من المقامات أمر جلي.

ثم أقول : إن لحديث زيد بن أبي أو فى مصادر أخر ، فقد أشار إليه خليفة بن خياط في ترجمة زيد من كتاب الطبقات : ج ١ ، ص ٢٤٢.

وأشار إليه أيضا ابن قانع في ترجمة زيد بن أبي أوفى من معجم الصحابة : ج ٤ / الورق ٤٤ / أ/ نقلا عن الحسين بن سليمان الداري عن نصر بن علي.

وأخرجه أيضا ابن عدى في ترجمة زيد من كتاب الكامل : ج ١ / الورق ٣٦٩ / عن البغوي عن حسين ابن محمد الذارع ، عن عبد المؤمن.

وذكره بطوله ـ ولكن لم يحضرني الآن كتاب الكامل كي ألاحظه ـ ثم قال :

وهذا قد رواه عن عبد المؤمن بن عباد أيضا نصر بن علي بطوله ، وأظن أنه قال : عن عبد الله بن شرحبيل عن رجل عن زيد بن أبي أوفى.

ثم قال ابن عدى : أنبأنا حاجب بن مالك بن دكين ، أنبأنا أحمد بن محمد الصيرفي حدثنا أبو سليمان الجوزجاني أنبأنا القاسم بن معن التنيسي أنبأنا إبراهيم التيمي عن سعد بن شرحبيل ، عن زيد بن أبي أوفى ـ أخي عبد الله بن أبي أوفى ـ قال : خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه ـ في حديث فيه : ـ فدعا عمارا فقال : تقتلك الفئة الباغية.

ثم قال ابن عدي : هكذا حدثناه حاجب مختصرا أو أظن انه كان عنده هذا الحديث بطوله.

وأبو سليمان الجوزجاني [هو] موسى بن سليمان صاحب محمد بن الحسن.

أقول : وفي الأحاديث التالية أيضا تجد للحديث مصادر وأسانيد.

١١٥

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلّا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي.

قال : وما أرث منك يا بني الله؟ قال : ما ورثه الأنبياء قبلي.

قال ما هو؟ قال : كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) [٤٤ الصافات : ٣٧] المتحابين في الله ، ينظر بعضهم إلى بعض (١).

٨١ ـ أخبرني الشيخ عبد الله ابن أبي القاسم ابن علي ابن مكي بن ورخزا (٢) البغدادي ، بسماعي عليه جميع المسند الصحيح للإمام أبي عيسى الترمذي بها في سنة اثنين وسبعين وستمائة ، قال : أنبأنا الشيخ عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر سماعا عليه ، قال : أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي سماعا عليه ، قال : أنبأنا الشيخان القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبو بكر ابن أحمد بن عبد الصمد الفودجي (٣) سماعا عليهما قالا : أنبأنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد بن الجراح ، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، قال : أنبأنا أبو عيسى الترمذي (٤) قال : حدثنا يوسف بن موسى القطّان ، قال : حدّثنا علي بن قادم ، قال : حدثنا علي بن صالح :

عن حكيم بن جبير ، عن جميع بن عمير التيمي عن ابن عمر قال : آخى رسول الله بين أصحابه ، فجاء علي وتدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد؟ فقال له رسول الله : أنت أخي في الدنيا والآخرة.

__________________

(١) قال في هامش المطبوع : وفي سند هذا الحديث عبد المؤمن بن عباد العبدي ، وهو ضعيف ضعفه أبو حاتم وقال البخاري لا يتابع على حديثه لسان الميزان ج ٤ ص ٦٧ وقد خرجه أبو الفرج في الأحاديث الواهية التذكرة ص ٦٧ مضافا إلى أن صدر الحديث يناقض عجزه كما ترى.

(٢) كذا في الأصل المطبوع ، وحكى في هامشه : عن نسخة السماوي ونسخة أخرى : «ورخر». أقول : وفي جميع الموارد من نسخة طهران : «ورخر».

(٣) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران والمحكى عن نسخة السماوي : «الغورجي».

(٤) رواه في باب مناقب علي عليه‌السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم : (٣٧٢٠) من سننه : ج ٥ ص ٦٣١ ، ثم قال : [وورد أيضا] في الباب عن زيد بن أبي أوفي.

١١٦

فضيلة

تحطّ دونها السماء ، وتروى من ذكرها الظّماء

٨٢ ـ أخبرني الشيخ عفيف الدين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع وغيره إجازة قالوا : أنبأنا الشيخ أبو الحسن علي بن معالي بن أبي عبد الله الرصافي ، قال : أنبأنا الشيخ أبو محمد عبد الخالق بن هبة الله بن القاسم بن البندار قراءة عليه وأنا أسمع ، قال أنبأنا الشيخ الأجل الرئيس أمين الحضرة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني (١) بقراءة أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار ببغداد في سنة خمس وعشرين وخمسمائة في صفر في مسجده قال : أنبأنا الأمين السيد أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله قراءة عليه في داره بالحرم الطاهري في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة (٢) قال : أنبأنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري (٣) المعروف بالأغر ـ وكان مؤذنا له ، إملاء سنة ستّ وخمسين وثلاث مائة ـ قال : حدّثنا الصولي ، قال : حدّثنا أبو علي هشام بن علي العطّار ، قال : حدّثنا عمر بن عبيد الله التيمي قال : حدّثنا حفص بن جميع :

قال : حدّثني سماك بن حرب ، قال : قلت لجابر : إنّ هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم عليّ! قال : وما عسيت أن تشتم به؟ قال : أكنيّه بأبي تراب؟ قال : [فو الله ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب!!] (٤) إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين الناس ولم يواخ بينه وبين أحد ، فخرج مغضبا حتى أتى كثيبا من الرمل فنام عليه ، فأتاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : قم يا أبا تراب. وجعل ينفض التراب عن ظهره وبردته ويقول : قم يا أبا تراب ، أغضبت أن آخيت بين الناس ولم أواخ بينك وبين أحد؟ قال : نعم. قال : أنت أخي وأنا أخوك.

__________________

(١) وعنه رواه بالسند والمتن ابن عساكر تحت الرقم : (٣٠) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج ١ ، ص ٢٣ ط ١ ، ولكن ليس فيه «بقراءة أبي العلاء» وبعض التوضيحات الموجودة هاهنا ، وما وضعناه بعد ذلك بين المعقوفين مأخوذ منه.

ورواه أيضا بسنده عن ابن عساكر في الباب (٤٧) من كفاية الطالب ص ١٣٩ ، وفي ط ص ١٩٢.

(٢) قال في هامش الأصل المطبوع : وفي نسخة السماوي : «سنة ثمان وثمانين ...».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي وتاريخ دمشق ، وفي غير واحد من نسخ فرائد السمطين هاهنا تصحيف.

(٤) ما بين المعقوفين أخذناه من الحديث : (٣٠) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ، وقد سقط عما عندي من نسخ فرائد السمطين.

١١٧

الباب الحادي والعشرون

في فضيلة الإخاء الباهرة في الدنيا والآخرة ، وأنه في قصره مع زوجته الطاهرة (١)

٨٣ ـ أنبأني بمدينة الحلّة فخر مشايخنا الجلّة ، نسّابة عصره وقدوة السادة والنقباء في مصره السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي ، وبمدينة بغداد بقية مسنديها ومشايخ روايتها شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج ، ومجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر الحنبليان ، وبمدينة واسط شيخها المرجوع إليه في جميع أمورها الدينية والدنيوية ذو الفضائل السنية ، والمناقب العليّة عزّ الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي (٢) الواسطي.

وكتب إليّ من مدينة القدس الشريف خطيبها الإمام مسند الشام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم بن علي ـ من ولد عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري رحمهم‌الله ـ فيما أذنوا لي في روايته بكتاب الخصائص العلوية (٣) بروايتهم عن نقيب العباسيين شرف الدين أبي طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة أنبأنا الشيخ سديد الدين أبو عبد الله شاذان بن جبرئيل القمّي بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد ابن عبد العزيز القمّي أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي المصنف رحمه‌الله ، قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد فيما قرأت عليه ، قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب في جمادي الآخرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، قال : أنبأنا القاضي أبو أحمد محمد بن إبراهيم الغسال ، قال : أنبأنا محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ، قال : حدّثنا نصر بن علي الجهضمي القاضي بأصبهان.

__________________

(١) هذا العنوان كان في هامش المطبوع ، ومعلوم أن محله هاهنا ما وضعناه فيه ، لا الهامش.

(٢) وفي المحكي عن نسخة السماوي : «الفاروسي».

(٣) كذا في الأصل المطبوع ، ولعل الصواب : «في رواية الكتاب الخصائص العلوية».

١١٨

وأخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه المعدل قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أنبأنا محمد بن يوسف ، قال : أنبأنا نصر بن علي.

حيلولة : وأخبرنا الحافظ أبو نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم (١) إملاء سنة تسع وخمسمائة ، قال : حدثنا الإمام الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم السمرقندي بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو سلمة عبد الصمد بن محمد الحاكم الأزدي ببخارى قال : أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد النسوي (٢) قال : أنبأنا الحسين بن سفيان الشيباني قال : أنبأنا نصر بن علي الجهضمي قال : حدّثنا عبد الله ابن عبّاد بن عمرو العنزي ، قال : حدّثنا يزيد بن نصر (٣) قال :

حدثني عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن [أبي] أو فى (٤) قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمسجد المدينة فجعل يقول : أين فلان؟ أين فلان؟ ولم يزل يتفقّدهم ويبعث خلفهم حتى اجتمعوا عنده فقال إني محدّثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدّثوا من بعدكم : إنّ الله اصطفى من خلقه خلقا ، ثم قال : «الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس» خلقا يدخلهم الجنة وإنّي (مصطف) منكم من أحبّ أن (أصطفيه) ومواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة. قم يا أبا بكر. فقام فجثا بين يديه ، فقال : إنّ لك عندي يد الله يجزيك بها ، فلو كنت متخذا خليلا لاتّخذتك خليلا ، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي. قال : وحرّك قميصه بيده ، ثمّ قال : أدن يا عمر. فدنا فقال : قد كنت شديد الشغب علينا يا أبا حفص ، فدعوت الله أن يعزّ الدين بك أو بأبي جهل ففعل الله عزوجل ذلك بك [وكنت أحب إلى الله عزوجل] (٥) فأنت معي ثالث ثلاثة من هذه الأمّة ، ثمّ تنحّى فآخى بينه وبين أبي بكر ، ثم دعا عثمان بن عفّان ، فقال : ادن يا أبا عمرو فلم يزل يدنو حتى ألصق ركبته بركبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : ثم نظر إلى السماء (٦)

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي والأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران والمحكي عن نسخة السماوي وهامش نسخة البهاري : «الحسن بن محمد بن إبراهيم ...».

(٢) قال في هامش الأصل المطبوع : وفي نسخة : «السوسي».

(٣) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة السيد علي نقي : «زيد بن نصر». وفي نسخة طهران : «يزيد بن مصر»؟

(٤) هذا هو الصواب الموافق للحديث : (٢٥٩) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل ، والحديث : (١٤٨) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١٠٨ ، ط ١ ، وغيرها ، وفي الأصل المطبوع : «زيد بن أرقم».

(٥) ما بين المعقوفين سقط من الأصل المطبوع وأخذناه من نسخة طهران.

(٦) كذا في الأصل المطبوع ، وفي نسخة طهران : «قال : ثم نظر إليه ثم نظر إلى السماء».

١١٩

فقال : سبحان الله العظيم ـ ثلاث مرات ـ ثمّ نظر إلى عثمان فإذا أزراره محلولة فزرّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده عليه ، ثمّ قال : اجمع عطفي ردائك على نحرك فإن لك شأنا في أهل السماء ، أنت ممن يرد على الحوض وأوداجك تشخب دما ، فأقول من فعل بك هذا؟ فتقول فلان وفلان!! فيهتف من السماء ـ وذاك كلام جبرئيل عليه‌السلام ـ : ألا إنّ عثمان أمير على كلّ مخذول؟! (١).

ثم دعا عبد الرحمن بن عوف ، فقال : ادن يا أمين الله ، وتسمى في السماء الأمين ، ويسلطك الله على مالك بالحق!! أما إنّ لك عندي دعوة قد ادّخرتها. قال : اختر لي يا رسول الله. قال : حملتني يا عبد الرحمن أمانة أكثر الله مالك (٢) وجعل يحرك يده ، ثمّ تنحّى وآخى بينه وبين عثمان.

ثم دعا طلحة والزبير فقال : أدنوا مني. فدنوا منه ، فقال : أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم. وآخى بينهما.

ثم دعا سعد بن [أبي] وقاص وعمّار بن ياسر ، فقال : «يا عمّار تقتلك الفئة الباغية» ثمّ آخى بينهما.

ثم دعا عويمر أبا الدرداء وسلمان الفارسي وقال : يا سلمان أنت منّا أهل البيت قد آتاك الله العلم الأوّل والعلم الآخر ، والكتاب الأول والكتاب الآخر.

ثمّ قال : يا أبا الدرداء ألا أرشدك؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال : إن تنقدهم ينقدوك ، وإن تتركهم لا يتركوك ، وإن تهرب منهم يدركوك ، فاقرضهم عرضك ليوم فقرك ، واعلم أنّ الجزاء أمامك. ثم آخى بينهما.

ثمّ نظر في وجوه أصحابه فقال : أبشروا وأقرّوا عينا ، فأنتم أوّل من يرد على الحوض ، وأنتم في أعلى الغرف (٣).

ثم نظر إلى عبد الله بن عمر ، فقال الحمد لله الذي يهدي من الضلال ، ويلبس الضلالة على من أحبّ.

__________________

(١) إن صح صدور هذا التعبير عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يخفى لطف حذف المتعلق!

(٢) لو صح هذا الكلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنسبة إلى عبد الرحمن ففيه سر لطيف يكشف لك مراجعة موارد دعاء الأنبياء وأوصيائهم لأحباء الله وأضدادهم؟!!

(٣) راجع ما علقناه على الحديث : (٩٠) ص ٩٩ ط ١ ، وص ١١٥ ، من هذه الطبعة وما حولها.

١٢٠