شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ١

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ١

المؤلف:

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤

[٥٥] وفيها [نزل أيضا] قوله عز وجل : (١)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا] اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [١١٩ / التوبة : ٩]

٣٥٠ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجِعَابِيِ (٢) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَرْثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَجَّاجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي :

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قَالَ : [يَعْنِي مَعَ] مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ.

٣٥١ ـ أَخْبَرُونَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَالِحٍ السَّبِيعِيِ (٣) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّهَّانُ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَصَّاصُ قَالا : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي النسخة الكرمانية : «عز قوله» وفي النسخة اليمنية : «قوله سبحانه».

(٢) هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الْمُوَافِقُ لِلنُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «الجفاني».

وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ أَيْضاً أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِهِ : «مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي عَلِيٍّ». كَمَا فِي الْفَصْلِ : (٢٣) مِنْ كِتَابِ خَصَائِصِ الْوَحْيِ الْمُبِينِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٣٨ ، قَالَ :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَالِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ...

وَرَوَاهُ أَيْضاً الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ فِي تَرْجَمَةِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ كِتَابِهِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ : ج ٥ صلي الله عليه وآله وسلم ٨٤ ط ١ ، قَالَ :

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قَالَ : [مَعَ] مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ.

(٣) هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الْمُوَافِقُ لِلنُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ وَلِجَمِيعِ مَوَارِدِ نَقْلِ الْمُصَنِّفِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ السَّبِيعِيِّ هَذَا ، وَهَاهُنَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ...».

٣٤١

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [قَالَ :] نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ خَاصَّةً (١)

٣٥٢ ـ وَرَوَاهُ (٢) بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). قَالَ : مَعَ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِ عَلِيٍّ.

__________________

(١) وَهُوَ ذَيْلُ الْحَدِيثِ : (١٧) مِنْ تَفْسِيرِ الْحِبَرِيِّ بِرِوَايَةِ الْمَرْزُبَانِيِّ الْوَرَقِ ١٤ ـ أَ.

وَرَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِعِدَّةِ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا فِي كَشْفِ الْغُمَّةِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣١٥.

وَرَوَاهُ الْحَمُّوئِيُّ فِي الْحَدِيثِ : (٣١١) وَفِي الْبَابِ : (٦٨) مِنْ فَرَائِدِ السِّمْطَيْنِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣٧٠ قَالَ :

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْكَرَجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قُلْتُ لَهُ : أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ إِجَازَةً ، قَالَ : أَنْبَأَنَا جَدِّي لِأُمِّي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَصَّارِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَازِنِيُّ ، حَدَّثَنَا الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ.

وَبِهِ أَخْبَرَنَا الثَّعْلَبِيُّ قَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَامِدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ الْمُقَانِعِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ صَبِيحٍ الْأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي قَوْلِهِ [تَعَالَى] : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [قَالَ : يَعْنِي] مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَأَيْضاً رَوَاهُ عَنِ الثَّعْلَبِيِّ السَّيِّدُ الْبَحْرَانِيُّ فِي الْبَابِ : (٧٧) مِنْ كِتَابِ غَايَةِ الْمَرَامِ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٧٥.

وَرَوَاهُ أَيْضاً الْبَحْرَانِيُّ فِي الْبَابِ : (٤٢) مِنْ غَايَةِ الْمَرَامِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٤٨ بِتِسْعَةِ طُرُقٍ.

(٢) ظَاهِرُ سِيَاقِ الْكَلَامِ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ «رَوَاهُ» عَائِدٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ السَّبِيعِيِّ. وَيَحْتَمِلُ أَيْضاً أَنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَكَمِ وَهُوَ الْحِبَرِيُّ وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ فِيمَا وَصَلَنَا مِنْ تَفْسِيرِهِ الْحَدِيثَ عَلَى هَذَا السِّيَاقِ بَلِ الْمَذْكُورُ فِيهِ هُوَ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ أَيْ (٣٥١) فَقَطْ.

٣٤٢

وله طرق عن الكلبي في [التفسير] العتيق (١).

٣٥٣ ـ وَقَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُقَانِعِيُّ [قَالَ :] حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَبِيحٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [وَ] هُوَ الْبَاقِرُ عليه السلام فِي قَوْلِهِ : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قَالَ : مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ عليه السلام (٢).

٣٥٤ ـ وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :

وَعَظَ قَوْماً (٣) مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَكُونُوا مَعَ عَلِيٍّ فِي الْحَرْبِ كَيْلَا يُغْتَالَ ، وَيَتَأَدَّبُوا بِأَدَبِهِ وَنَصِيحَتِهِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، فَأَخْبَرَهُمْ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم

__________________

(١) ورواه أبو نعيم بسندين عن الكلبي في تفسير الآية الكريمة أو شأن نزولها من كتابه «ما نزل من القرآن في علي» كما رواه عنه ابن البطريق في الفصل (٢٣) من كتابه خصائص الوحي المبين صلي الله عليه وآله وسلم ١٣٦ ، ط ١.

وأيضا رواه الخوارزمي بسنده عن أبي نعيم عن الكلبي في آخر الفصل (١٧) من كتاب مناقب علي عليه السلام صلي الله عليه وآله وسلم ١٩٨.

(٢) وَرَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ عَسَاكِرَ فِي الْحَدِيثِ : (٩٣٠) مِنْ تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تَارِيخِ دِمَشْقَ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٤٢١ قَالَ :

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ ، أَنْبَأَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ ، أَنْبَأَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي قَوْلِهِ [تَعَالَى] : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قَالَ : مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْكَنْجِيُّ الشَّافِعِيُّ فِي الْبَابِ (٦٢) مِنْ كِفَايَةِ الطَّالِبِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٣٦.

وَرَوَاهُ أَيْضاً السُّيُوطِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنَ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ : ج ٣ ـ ٢٩٠ ، عَنِ ابْنِ عَسَاكِرَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَعَنِ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [قَالَ : يَعْنِي] مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وَرَوَاهُ الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ حَرْفِيّاً فِي أَحَادِيثِ أَبِي عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ فِي آخِرِ الْجُزْءِ التَّاسِعِ مِنْ أَمَالِيهِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٢٦١.

(٣) كَذَا.

٣٤٣

بِأَسْمَائِهِمْ.

ـ [رواه] في [التفسير] العتيق.

٣٥٥ ـ [وَقَالَ] فُرَاتٌ (١) حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هُبَيْرَةُ بْنُ الْحَرْثِ بْنِ عَمْرٍو الْعَبْسَمِيُ (٢) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ[فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قَالَ : مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

٣٥٦ ـ فُرَاتُ [بْنُ إِبْرَاهِيمَ] (٣) قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ ذَلِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْخَزَّازُ ، عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَنْزِيِّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قَالَ : مَعَ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِ عَلِيٍّ.

و [رواه أيضا] عتاب بن حوشب عن مقاتل بن سليمان مثله.

__________________

(١) رَوَاهُ فُرَاتٌ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٥٢.

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْبَحْرَانِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٨٣ ، ط ٢.

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «زُهَيْرُ بْنُ الْحَرْثِ بْنِ عَمْرٍو الْقَيِّمِيُّ» وَيَحْتَمِلُ رَسْمُ الْخَطِّ بَعِيداً «الْقَيْسِيَّ» بَدَلاً عَنِ «الْقَيِّمِيِّ».

(٣) وَهَذَا هُوَ الْحَدِيثُ (١٧٣) مِنْ تَفْسِيرِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٥٣ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ التَّوْبَةِ ، وَبَعْدَهُ أَيْضاً حَدِيثٌ آخَرُ فِي هَذَا الْمَعْنَى وَكَذَلِكَ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِ السُّورَةِ.

٣٤٤

٣٥٧ ـ أَخْبَرَنَا عَقِيلٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ بِالْبَصْرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ نَافِعٍ :

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ[فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (اتَّقُوا اللهَ) قَالَ : أَمَرَ اللهُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ بِأَجْمَعِهِمْ أَنْ يَخَافُوا اللهَ ـ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). يَعْنِي مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ (١).

__________________

(١) وَرَوَاهُ أَيْضاً الْحَافِظُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ ، عَنْ تَفْسِيرِ أَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ... كَمَا فِي عُنْوَانِ : «إِنَّ عَلِيّاً هُوَ الصِّدْقُ وَالصَّادِقُ» مِنْ كِتَابِ مَنَاقِبِ آلِ أَبِي طَالِبٍ : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ٩٢ ط قُمْ.

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْبَحْرَانِيُّ فِي الْحَدِيثِ : (١١) مِنْ تَفْسِيرِ الْآيَةِ الشَّرِيفَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ ـ ١٧٠.

٣٤٥

[٥٦] ومن سورة يونس [أيضا نزل] فيها قوله جل ذكره :

(وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الأية :[٢٥ / يونس : ١٠]

٣٥٨ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْحَسَنِيُّ كِتَابَةً (١) قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عُرْوَةُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ النَّهْرَوَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زَكَرِيَّا ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّمَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمَأْمُونُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمَهْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمَنْصُورُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ :

عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) يَعْنِي بِهِ الْجَنَّةَ ، (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يَعْنِي بِهِ وَلَايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام (٢).

__________________

(١) وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الْآمُلِيُّ الْمَذْكُورُ فِي فِهْرِسِ مُنْتَجَبِ الدِّينِ وَذَكَرَهُ أَيْضاً الْحُرُّ الْعَامِلِيُّ عَنْهُ تَحْتَ الرقم : (٥١٦) مِنْ كِتَابِ أَمَلِ الْآمِلِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٧٣. وَيَحْتَمِلُ أَيْضاً أَنَّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْبَلْخِيُّ الْمُتَرْجَمُ فِي الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ مِنْ كِتَابِ الدَّرَجَاتِ الرَّفِيعَةِ صلي الله عليه وآله وسلم ٤٩٤ ط ٢.

(٢) وَرَوَاهُ أَيْضاً الْحَافِظُ السَّرَوِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ.

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْبَحْرَانِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٨٣ ، ط ٢.

٣٤٦

٣٥٩ ـ فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَامِرٌ السَّرَّاجُ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ الزُّبَيْرِ [قَالَ] :

قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) قَالَ : إِلَى وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

٣٦٠ ـ فرات [بن إبراهيم] قال : حدثني الحسين بن سعيد ، قال : حدثنا هشام بن يونس اللؤلؤي قال : حدثنا عامر السراج به سواء.

__________________

(١) رَوَاهُ فُرَاتٌ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ سُورَةِ يُونُسَ مِنْ تَفْسِيرِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٦١.

٣٤٧

[٥٧] وفيها [نزل أيضا قوله جل اسمه :

(أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [٣٥ / يونس : ١٠]

٣٦١ ـ [قَالَ] فِي [التَّفْسِيرِ] الْعَتِيقِ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الضَّحَّاكِ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : اخْتَصَمَ قَوْمٌ إِلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله وسلم فَأَمَرَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ فَحَكَمَ فَلَمْ يَرْضَوْا بِهِ ، فَأَمَرَ عَلِيّاً [أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ] فَحَكَمَ بَيْنَهُمْ فَرَضُوا بِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ :

حَكَمَ عَلَيْكُمْ فُلَانٌ فَلَمْ تَرْضَوْا بِهِ ، وَحَكَمَ عَلَيْكُمْ عَلِيٌّ فَرَضِيتُمْ بِهِ بِئْسَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِي عَلِيٍّ : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ عَلِيّاً كَانَ يُوَفَّقُ لِحَقِيقَةِ الْقَضَاءِ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَلَّمَ.

٣٦٢ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّاجِرُ (١) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ ، [أَخْبَرَنَا] رُزَيْقٌ ، عَنْ جَامِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ بِشْرٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ (٢) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَيَّانَ :

__________________

(١) الظَّاهِرُ أَنَّهُ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو بَكْرٍ التَّاجِرُ الْبَيِّعُ الْمُزَكِّي الْحَنِيفِيُّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ : (٤٤٢) كَمَا فِي تَرْجَمَتِهِ تَحْتَ الرقم : (٧٩ :) مِنْ كِتَابِ مُنْتَخَبِ السِّيَاقِ صلي الله عليه وآله وسلم ٤٦ ط ١.

وَانْظُرِ الْحَدِيثَ : (٧٨٠) الْآتِيَ فِي ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٠٠ ، ط ١ ، وَوَفِّقْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا.

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ هُوَ الصَّوَابُ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «عَلِيُّ بْنُ هِشَامٍ ...».

٣٤٨

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ أَمَرَ عُمَرُ عَلِيّاً أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَضَى بَيْنَهُمَا (١) فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: هَذَا الَّذِي يَقْضِي بَيْنَنَا وَكَأَنَّهُ ازْدَرَى عَلِيّاً ، فَأَخَذَ عُمَرُ بِتَلْبِيبِهِ ـ فَقَالَ : وَيْلَكَ (٢) وَمَا تَدْرِي مَنْ هَذَا هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، هَذَا مَوْلَايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ ـ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَوْلَاهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ!!!

__________________

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَقَضَى بَيْنَهُمَا».

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «فَأَخَذَ عُمَرُ بِتَلَابِيبِهِ فَقَالَ : وَيْحَكَ».

وَقَرِيباً مِنْهُ رَوَاهُ الْخُوَارِزْمِيُّ بِأَسَانِيدَ فِي أَوَاخِرِ الْفَصْلِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ كِتَابِهِ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ صلي الله عليه وآله وسلم ٩٧ ط الْغَرِيِّ قَالَ. وَأَخْبَرَنَا الْعَلَّامَةُ فَخْرُ خُوَارِزْمَ أَبُو الْقَاسِمِ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ الْخُوَارِزْمِيُّ [قَالَ :] أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ الْأَمِينُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَرْوَكَ الرَّازِيُّ أَخْبَرَنِي الْحَافِظُ أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَّانُ أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ الصَّبَّاغُ بِالْكُوفَةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّكُونِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْمُحَارِبِيُّ حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ :

عَنْ سَالِمٍ قَالَ : قِيلَ لِعُمَرَ : نَرَاكَ تَصْنَعُ بِعَلِيٍّ شَيْئاً لَا نَرَاكَ تَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّهُ مَوْلَايَ.

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ هَذَا أَخْبَرَنِي طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِمْعَانَ الْجَوَالِيقِيُّ ـ بِعَسْكَرِ مُكْرِمٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ [قَالَ :] حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمْرٌو حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الزُّبَيْدِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَيَّانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى عُمَرَ يَخْتَصِمَانِ [إِلَيْهِ] فَقَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا الْحَسَنِ اقْضِ بَيْنَهُمَا. فَقَضَى عَلِيٌّ عَلَى أَحَدِهِمَا فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا يَقْضِي بَيْنَنَا! فَوَثَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَأَخَذَ بِتَلَابِيبِهِ ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ مَا تَدْرِي مَنْ هَذَا هَذَا مَوْلَايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَوْلَاهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ!! وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ هَذَا أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ [قَالَ :] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ :

نَازَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَجُلاً فِي مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ هَذَا الْجَالِسُ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ فَقَالَ الرَّجُلُ : مَنْ هَذَا الهن! فَنَهَضَ عُمَرُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَأَخَذَ بِأُذُنَيْهِ حَتَّى أَشَالَهُ مِنَ الْأَرْضِ وَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ أَتَدْرِي مَنْ صَغَّرْتَ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَوْلَايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.

٣٤٩

وَقَالَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ فِي فَضَائِلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ كِتَابِ الرِّيَاضِ النَّضِرَةِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٧٠ ، وَفِي ذَخَائِرِ الْعُقْبَى صلي الله عليه وآله وسلم ٦٨ قَالَ :

وَأَخْرَجَ الْحَافِظُ السَّمَّانُ عَنِ الْحَافِظِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ عُمَرَ وَقَدْ جَاءَهُ أَعْرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فَقَالَ [عُمَرُ] لِعَلِيٍّ: اقْضِ بَيْنَهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا : هَذَا يَقْضِي بَيْنَنَا! فَوَثَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ وَقَالَ : وَيْحَكَ مَا تَدْرِي مَنْ هَذَا هَذَا مَوْلَايَ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَوْلَاهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ!!

وَعَنْهُ وَقَدْ نَازَعَهُ رَجُلٌ فِي مَسْأَلَةٍ فَقَالَ [لَهُ] : بَيْنِي وَبَيْنَكَ هَذَا الْجَالِسُ ـ وَأَشَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ الرَّجُلُ : هَذَا الْأَبْطَنُ! فَنَهَضَ عُمَرُ عَنْ مَجْلِسِهِ وَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ حَتَّى شَالَهُ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ [لَهُ] : أَتَدْرِي مَنْ صَغَّرْتَ هَذَا مَوْلَايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُسْلِمٍ!

وَرَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْثَمِيُّ فِي كِتَابِ الصَّوَاعِقِ صلي الله عليه وآله وسلم ١٠٧ ، وَالشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ بَاكَثِيرٍ الْمَكِّيُّ فِي كِتَابِ وَسِيلَةِ الْمَآلِ كَمَا فِي الْغَدِيرِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣٨٢ ط ٢.

وَلْيُلَاحَظْ مَا رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ تَحْتَ الرقم : (٥٨٤ ـ ٥٨٥) مِنْ تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تَارِيخِ دِمَشْقَ: ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٨٢ ط ٢.

٣٥٠

[٥٨] وفيها [نزل أيضا] قوله جل ذكره :

(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [٥٣ / يونس : ١٠]

٣٦٣ ـ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمَعْمَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْقُمِّيُ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ :

عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) قَالَ : يَسْتَنْبِئُكَ يَا مُحَمَّدُ أَهْلُ مَكَّةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَإِمَامٌ! (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ).

٣٦٤ ـ وأخرجه العياشي في تفسيره عن علي بن محمد القاشاني الفارسي عن القاسم بن محمد القرشي الأصبهاني ، عن سليمان المنقري كذلك.

__________________

(١) وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ رَوَى الْحَدِيثَ فِي الْحَدِيثِ : (٧) مِنَ الْمَجْلِسِ :

(٩٦) مِنْ أَمَالِيهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٦٠١ ، وَفِيهِ : «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ» وَكَلِمَتَا : «بْنِ أَحْمَدَ» لَا تُوجَدَانِ فِيهِ.

وَرَوَاهُ عَنْهُ السَّيِّدُ الْبَحْرَانِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ ـ ١٨٧ ، ط ٢.

٣٥١

[٥٩] وفيها [نزل أيضا] قوله تبارك وتعالى :

(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [٥٨ / يونس : ١٠]

٣٦٥ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيرَازِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجَرْجَرَائِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ.

قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَسَعِ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ) الْآيَةَ قَالَ : (بِفَضْلِ اللهِ): النَّبِيِّ. (وَبِرَحْمَتِهِ) : عَلِيٍّ.

وَ [رَوَاهُ] عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام مِثْلَهُ (١).

__________________

(١) وَرَوَاهُ الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَخِيرِ ، مِنَ الْمَجْلِسِ (٧٤) مِنْ أَمَالِيهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٤٤٣ قَالَ :

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْفَارِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ. ثُمَّ سَاقَ كَلَاماً طَوِيلاً ذَكَرَ فِيهِ مَا هُنَا.

وَرَوَاهُ أَيْضاً فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْحَدِيثِ : (١٩٣ ـ وَ١٩٧) فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٦١ ـ ٦٢.

وَرَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ رَحِمَهُ اللهُ مُرْسَلاً فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِ مَجْمَعِ الْبَيَانِ كَمَا رَوَاهُ عَنْهُ الْبَحْرَانِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٨٨.

٣٥٢

أَقُولُ : وَرَوَاهُ أَيْضاً الْخَطِيبُ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ عُقْدَةَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ مِنْ تَارِيخِ بَغْدَادَ : ج ٥ ـ ١٥.

وَرَوَاهُ أَيْضاً عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ ـ فِي الْحَدِيثِ (٩٣٤) مِنْ تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تَارِيخِ دِمَشْقَ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٤٢٦ ط ٢ قَالَ :

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قُبَيْسٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونَ [أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ] الْخَطِيبُ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالا : أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ أَنْبَأَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ) [قَالَ : هُوَ] النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(وَبِرَحْمَتِهِ) عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَقُولُ : وَرَوَاهُ أَيْضاً الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي الْحَدِيثِ (٤٩) مِنَ الْجُزْءِ التَّاسِعِ مِنْ أَمَالِيهِ عَنْ أَبِي عُمَرَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ إلخ.

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْبَحْرَانِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الشَّرِيفَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٨٨ ، وَمِثْلُهُ مُرْسَلاً رَوَاهُ أَيْضاً عَنْ رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ.

وَرَوَاهُ أَيْضاً مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي الْحَدِيثِ : (٧٥) مِنْ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْوَرَقِ ٣٢ ـ أ ـ قَالَ :

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْمَرْزُبَانِيِّ الْفَارِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ رَاكِبٌ وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَمْشِي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : يَا عَلِيُّ إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ وَإِمَّا أَنْ تَنْصَرِفَ فَإِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ تَرْكَبَ إِذَا رَكِبْتُ وَتَمْشِيَ إِذَا مَشَيْتُ وَتَجْلِسَ إِذَا جَلَسْتُ إِلَّا أَنْ يَكُونُ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ اللهِ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الْقِيَامِ وَالْقُعُودِ فِيهِ لَا تَجْهَرُنِي [لَا تَحْضُرُنِي].

وَمَا أَكْرَمَنِي اللهُ بِكَرَامَةٍ إِلَّا وَقَدْ أَكْرَمَكَ بِمِثْلِهَا خَصَّنِي بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ وَجَعَلَكَ وَلِيَّ ذَلِكَ فِي صَعْبِ أُمُورِهِ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا آمَنَ بِي مَنْ كَفَرَكَ وَلَا آمَنَ بِي مَنْ جَحَدَكَ وَلَا آمَنَ بِاللهِ مَنْ أَنْكَرَكَ ، وَإِنَّ فَضْلَكَ مِنْ فَضْلِي وَفَضْلِي لَكَ فَضْلٌ وَهُوَ قَوْلُ رَبِّي : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). وَاللهِ مَا خُلِقْتَ يَا عَلِيُّ إِلَّا لِتُعْلَمَ بِكَ مَعَالِمُ الدِّينِ وَدَارِسُ السُّبُلِ ، وَلَقَدْ ضَلَّ مَنْ ضَلَّ عَنْكَ وَلَمْ يَهْتَدِ إِلَى اللهِ وَلَا إِلَيَّ مَنْ لَمْ يَهْتَدِ إِلَيْكَ وَهَذَا قَوْلُ رَبِّي : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) إِلَى وَلَايَتِكَ. وَلَقَدْ أَمَرَنِي [اللهُ] أَنْ أَفْتَرِضَ مِنْ حَقِّكَ مَا أَمَرَنِي أَنْ أَفْتَرِضَهُ مِنْ حَقِّي فَحَقُّكَ مَفْرُوضٌ عَلَى مَنْ آمَنَ بِي كَافْتِرَاضِ حَقِّي وَلَوْ لَمْ يَلْقَوْهُ بِوَلَايَتِكَ مَا لَقُوهُ بِشَيْءٍ وَإِنَّ مَكَانِي لَأَعْظَمُ مِنْ مَكَانِ مَنْ مَعِي وَلَقَدْ أَوْحَى [اللهُ إِلَيَ] فَقَالَ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) [٦٧ ـ الْمَائِدَةَ : ٥] فَلَوْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أُمِرْتُ بِهِ لَحَبِطَ عَمَلِي ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ

٣٥٣

[٦٠] وفيها [نزل أيضا] قوله [تعالى] :

(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [٦٢ / يونس ١٠]

٣٦٦ ـ أَخْبَرَنَا عَقِيلٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْجُمَحِيِ (١) بِمَكَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (٢) :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ إِنَّ مِنَ الْعِبَادِ عِبَاداً يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ ـ تَحَابُّوا بِرَوْحِ اللهِ عَلَى غَيْرِ مَالٍ وَلَا عَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنُوا ، أَتَدْرُونَ مَنْ هُمْ قُلْنَا : لَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ : [هُمْ] عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَجَعْفَرٌ وَعَقِيلٌ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).

__________________

بِغَيْرِ وَلَايَتِكَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ مِنْ عَوَذٍ [مَا] قَوْلِي مَا أَقُولُ إِلَّا بِقَوْلِ رَبِّي وَإِنَّ الَّذِي أَقُولُ لَمِنَ اللهِ نَزَلَ فِيكَ ، فَإِلَى اللهِ أَشْكُو تَظَاهُرَ أُمَّتِي عَلَيْكَ وَإِلَى اللهِ أَشْكُو مَا يَرْكَبُونَكَ مِنْ بَعْدِي. أَمَا إِنَّهُ يَا عَلِيُّ مَا تَرَكَ قِتَالِي مَنْ قَاتَلَكَ وَلَا سَلَّمَ لِي مَنْ نَصَبَ لَكَ وَإِنَّكَ لَصَاحِبُ الْإِقْرَارِ وَصَاحِبُ الْمَوَاقِفِ الْمَحْمُودَةِ حَيْثُمَا كُنْتَ ، حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَدِّقْ قَوْلِي فِيكَ ، وَحَقَّتِ الرَّحْمَةُ لِمَنْ صَدَّقَنِي وَمَا تَرْكَبُ بِأَمْرٍ إِلَّا وَقَدْ كُنْتُ بِمِثْلِهِ ، وَمَا اغْتَابَكَ مُغْتَابٌ وَلَا أَعَانَ عَلَيْكَ إِلَّا مَنْ هُوَ فِي حَيِّزِ إِبْلِيسَ ، وَمَنْ وَالاكَ وَوَالَى مَنْ هُوَ مِنْكَ مِنْ بَعْدِكَ كَانَ مِنْ حِزْبِ اللهِ وَحِزْبُ اللهِ (هُمُ الْغالِبُونَ).

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ».

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ...».

٣٥٤

[٦١] ومن سورة هود [أيضا نزل] فيها قوله تعالى :

(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [٣ / هود : ١١]

٣٦٧ ـ فِي كِتَابِ فَهْمِ الْقُرْآنِ ، عَنِ [الْإِمَامِ] جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) قَالَ : [قَالَ] الْبَاقِرُ : هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام (١).

__________________

(١) وَرَوَاهُ أَيْضاً الْحَافِظُ السَّرَوِيُّ بِرِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنِ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. كَمَا رَوَاهُ أَيْضاً عَنِ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

رَوَاهُ عَنْهُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الشَّرِيفَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ ـ ٢٠٦.

وَرَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ مَرْدَوَيْهِ كَمَا فِي عُنْوَانِ : «مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ» مِنْ كِتَابِ كَشْفِ الْغُمَّةِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣١٧ ط بيروت.

٣٥٥

[٦٢] وفيها [نزل أيضا] قوله عز اسمه :

(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [١٢ / هود : ١١]

٣٦٨ ـ أَبُو النَّضْرِ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَادَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَدَّادُ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ الْمِصْرِيِ (١) :

عَنْ جَابِرِ بْنِ أَرْقَمَ ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَضَاقَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم مَخَافَةَ تَكْذِيبِ أَهْلِ الْإِفْكِ وَالنِّفَاقِ ـ فَدَعَا قَوْماً أَنَا فِيهِمْ ـ فَاسْتَشَارَهُمْ فِي ذَلِكَ لِيَقُومَ بِهِ فِي الْمَوْسِمِ فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ لَهُ ، فَبَكَى [النَّبِيُ] صلي الله عليه وآله وسلم فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ : يَا مُحَمَّدُ أَجَزِعْتَ مِنْ أَمْرِ اللهِ فَقَالَ : كَلَّا يَا جَبْرَئِيلُ وَلَكِنْ قَدْ عَلِمَ رَبِّي مَا لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ لَمْ يُقِرُّوا لِي بِالرِّسَالَةِ حَتَّى أَمَرَنِي بِجِهَادِهِمْ ـ وَأَهْبَطَ إِلَيَّ جُنُوداً مِنَ السَّمَاءِ فَنَصَرُونِي ـ فَكَيْفَ يُقِرُّونَ لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِي ـ فَانْصَرَفَ عَنْهُ جَبْرَئِيلُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (٢).

__________________

٣٦٨ ـ وَهَذَا هُوَ الْحَدِيثُ : (١٠) مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ هُودٍ مِنْ تَفْسِيرِ الْعَيَّاشِيِّ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٤١ ، ط ١.

وَرَوَاهُ الْبَحْرَانِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ : ج ٢ ـ ٢١٠ وَلَمْ يُشِرْ إِلَى مَصْدَرِهِ.

وَأَيْضاً رَوَى الْبَحْرَانِيُّ قَبْلَهُ حَدِيثاً مُطَوَّلاً فِي هَذَا الْمَعْنَى نَقْلاً عَنِ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ.

(١) وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ هَذَا مَعَ مَيْمُونٍ وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ مِنْ رِجَالِ صِحَاحِ أَهْلِ السُّنَّةِ مُتَرْجَمُونَ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ.

٣٥٦

٣٦٩ ـ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ (١) عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّصِيبِيِ (٢) وَقَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ صَالِحٍ السَّبِيعِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عُبَادَةَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (٣) عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم سَأَلْتُ رَبِّي خَلَاصَ قَلْبِ عَلِيٍّ وَمُوَازَرَتَهُ وَمُرَافَقَتَهُ ، فَأُعْطِيتُ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ : لَوْ سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ شَنّاً فِيهِ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ ـ كَانَ خَيْراً لَهُ مِمَّا سَأَلَهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ فَشَقَّ عَلَيْهِ ـ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (٤).

٣٧٠ ـ وَقَرَأْتُ فِي التَّفْسِيرِ الْعَتِيقِ الَّذِي عِنْدِي : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي مُؤَاخَاةَ عَلِيٍّ وَمَوَدَّتَهُ (٥) فَأَعْطَانِي ذَلِكَ رَبِّي فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ : وَاللهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ ، أفَلَا سَأَلَ مَلَكاً يَعْضُدُهُ أَوْ مَلَكاً يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى عَدُوِّهِ ، فَبَلَغَ

__________________

(١) وَلَعَلَّهُ أَبُو الْفَضْلِ الْفَلَكِيُّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ : (٤٢٧) الْمُتَرْجَمُ تَحْتَ الرقم : (١٢٦٣) مِنْ كِتَابِ مُنْتَخَبِ السِّيَاقِ صلي الله عليه وآله وسلم ٥٧٣ وَتَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٠٠٩ ، وَالْعِبَرِ : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ١٦٢.

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ وَمِثْلُهَا فِي تَرْجَمَةِ الرَّجُلِ تَحْتَ الرقم : (٩٩٢) مِنْ تَارِيخِ بَغْدَادَ : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ٥١.

وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّصِيبِيُّ ...».

(٣) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ وَهُوَ الظَّاهِرُ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «عَنْ عُبَادَةَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُبَادَةَ ...».

(٤) وَبَعْدَهُ فِي أَصْلَيَّ كِلَيْهِمَا هَكَذَا : «مِنْ هُودٍ» أَيْ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ سُورَةِ هُودٍ.

(٥) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي مُوَاطَاةَ عَلِيٍّ ...».

٣٥٧

ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم فَشَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ ـ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا : لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ، إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ، وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).

ـ و [رواه] أبو الجارود ، عن أبي جعفر مثله.

فهذا [ما] في تفسير المتقدمين.

وأما مؤاخاته إياه فهو باب كبير جمعته على حدته.

٣٧١ ـ فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ] لُؤْلُؤٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَعْشَى ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم سَأَلْتُ رَبِّي مُؤَاخَاةَ عَلِيٍّ وَمُوَازَرَتَهُ ـ وَإِخْلَاصَ قَلْبِهِ وَنَصِيحَتَهُ فَأَعْطَانِي. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا عَجَباً لِمُحَمَّدٍ وَاللهِ لَشَنَّةٌ بَالِيَةٌ فِيهَا صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ عَمَّا سَأَلَ ، أَلَا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ مَلَكاً يُعِينُهُ أَوْ كَنْزاً يَتَقَوَّى بِهِ عَلَى عَدُوِّهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلي الله عليه وآله وسلم فَضَاقَ مِنْ ذَلِكَ صَدْرُهُ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) الْآيَةَ ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وآله وسلم يُسَلِّي [بِهِ] مَا بِقَلْبِهِ (٢).

__________________

(١) رَوَاهُ فُرَاتٌ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي الْحَدِيثِ : (٢١٧) مِنْ تَفْسِيرِهِ.

(٢) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمَذْكُورُ فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ سَلَاماً بِقَلْبِهِ».

٣٥٨

[٦٣] وفيها [نزل أيضا] قوله سبحانه :

(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) [١٧ / هود : ١١] (١)

٣٧٢ ـ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ فَنْجَوَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو :

عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيٍ [عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) قَالَ : هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قَالَ : [وَ] أَنَا الشَّاهِدُ مِنْهُ (٢).

__________________

(١) جملة : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) مبتدأ ، وخبرها محذوف ، وتقديره : أفمن كان على بينة من ربه وعلى الأوصاف التي ذكرتها كمن لا بينة له.

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَهَاهُنَا كَانَ فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ اخْتِلَالٌ وَتَكْرَارٌ.

وَهَذَا رَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ ـ فِي الْحَدِيثِ : (٣١٨) مِنْ مَنَاقِبِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٧٠ ط ١ ، قَالَ :

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيِّعُ مُكَاتَبَةً ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ عُقْدَةَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ بْنِ عُمَارَةَ [ظ] حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُولُ : مَا نَزَلَتْ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُ مَتَى نَزَلَتْ وَفِيمَ أُنْزِلَتْ ، وَمَا مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ نَزَلَتْ فِيهِ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ لِتَسُوقَهُ إِلَى جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا نَزَلَ فِيكَ فَقَالَ : لَوْ لَا أَنَّكَ سَأَلْتَنِي عَلَى رُءُوسِ الْمَلَإِ مَا حَدَّثْتُكَ ، أَمَا تَقْرَأُ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رَسُولُ اللهِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَأَنَا الشَّاهِدُ مِنْهُ أَتْلُوهُ وَأَتْبَعُهُ ، وَاللهِ لَئِنْ تَعْلَمُونَ مَا خَصَّنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ ذَهَبَةٍ حَمْرَاءَ أَوْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ وَقَرِيباً مِنْهُ رَوَاهُ الْبَحْرَانِيُّ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ فِي الْبَابِ (٦١) مِنْ غَايَةِ الْمَرَامِ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٦٠.

٣٥٩

٣٧٣ ـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى [كَذَا] قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، [قَالَ : حَدَّثَنَا] عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْكِلَابِيُ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو :

عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ فِي الرَّحْبَةِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فَقَالَ عَلِيٌّ : وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ـ مَا جَرَتِ الْمَوَ [ا] سِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ نَزَلَتْ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللهِ آيَةٌ أَوْ آيَتَانِ ـ وَلَأَنْ تَعْلَمُوا مَا فَرَضَ اللهُ لَنَا عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ فِضَّةً ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الْقَلَمَ قَدْ جَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ.

__________________

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ـ غَيْرَ أَنَّ فِيهَا : «الْمُغِيرَةَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْكِلَابِيَّ ...».

وَهَاهُنَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ اخْتِلَالٌ كَمَا يَتَجَلَّى ذَلِكَ بِمُرَاجَعَةِ الطَّبْعَةِ الْأُولَى.

وَمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ هَذَا وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ تَحْتَ الرقم : (٧١٧٣) مِنْ تَارِيخِ بَغْدَادَ : ج ١٣ ، صلي الله عليه وآله وسلم ١٩٥ ، وَقَالَ :

حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ ... وَعَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِلَابِيِّ.

ثُمَّ قَالَ : وَبَلَغَنِي أَنَّ مُغِيرَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ مَاتَ سَنَةَ (٢٧٨).

وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ كِتَابِ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ الْوَرَقِ ٢٢ ـ ب ـ قَالَ :

حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَائِلَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو :

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ يَقُولُ : مَا أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ نَزَلَتْ فِيهِ آيَةٌ أَوْ آيَتَانِ. فَقَالَ رَجُلٌ : فَمَا نَزَلَ فِيكَ :

قَالَ : فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَاللهِ لَوْ لَمْ تَسْأَلْنِي عَلَى رُءُوسِ الْقَوْمِ مَا حَدَّثْتُكَ ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ ثُمَّ قَرَأَ : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رَسُولُ اللهِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَأَنَا الشَّاهِدُ [مِنْهُ].

٣٦٠