شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ١

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ١

المؤلف:

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤

[٥٠] وفيها [نزل أيضا] قوله جل ذكره :

(يا أَيُّهَا النَّبِيُ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [٦٤ / الآنفال : ٨]

٣٠٥ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُ (١) [قَالَ :] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْقَيْسِيُ (٢) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام.

٣٠٦ ـ وَبِهِ وَقَرَأْتُهُ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَيْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ وَعَبْدُ اللهِ ابْنَا الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى] : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام (٣).

__________________

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ هُوَ الصَّوَابُ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «أَبُو الْحَسَنِ الْأَصَمُّ [الْأَهْوَازِيُّ «خ»].

(٢) كَذَا فِي أَصْلَيَّ كِلَيْهِمَا فِيهِ وَفِي الْحَدِيثِ التَّالِي مَعاً ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ : «الْعَبْسِيُّ ...».

(٣) مِنْ قَوْلِهِ : «بْنِ أَبِي طَالِبٍ» إِلَى آخِرِهِ لَمْ يَكُنْ فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ وَأَخَذْنَاهُ مِنَ النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، ، وَهَكَذَا أَلْفَاظُ : «بْنِ أَبِي طَالِبٍ» فِي الْحَدِيثِ : (٣٠٥) كَانَتْ سَاقِطَةً مِنَ النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ وَأَخَذْنَاهَا مِنَ الْيَمَنِيَّةِ.

٣٠١

وَالْحَدِيثَانِ رَوَاهُمَا أَيْضاً أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ : «مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ» ـ وَرَوَاهُمَا عَنْهُ يَحْيَى بْنُ الْبِطْرِيقِ فِي الْفَصْلِ : (١٤) مِنْ كِتَابِ خَصَائِصِ الْوَحْيِ الْمُبِينِ صلي الله عليه وآله وسلم ١١١ ، ط ١ ، وَفِي ط ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٧٥ قَالَ :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْعَبْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ [عَنْ أَبِيهِ] فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

[وَ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ [قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ وَعَبْدُ اللهِ ابْنَا الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.

٣٠٢

[٥١] ومن سورة التوبة[نزل أيضا] فيها قوله تعالى :

(وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[التوبة: ٩](١)

٣٠٧ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي (٢) بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي دَارِي مِنْ أَصْلِهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ النَّجَّارِ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ (٣) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ (٤) عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ :

__________________

(١) وذكرها أيضا البحراني في الباب (٧) من المقصد الثاني من كتاب غاية المرام صلي الله عليه وآله وسلم ٤٦٢ ، وكذلك في الباب (٦٥) صلي الله عليه وآله وسلم ٣٦٤ منه.

(٢) وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ هُوَ الْفَامِيُّ الشَّاذَيَاخِيُّ الَّذِي ذَكَرَهُ صَاحِبُ مُنْتَخَبِ السِّيَاقِ تَحْتَ الرقم : (٥٣) فِي صلي الله عليه وآله وسلم ٣٤ مِنْهُ قَالَ :

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَاكِمُ الْعَدْلُ الْمُزَكِّي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْفَامِيُّ الشَّاذَيَاخِيُّ جَلِيلٌ ثِقَةٌ عَدْلٌ مِنْ وُجُوهِ الْمَشَايِخِ بِنَيْسَابُورَ ، سَمِعَ بِخُرَاسَانَ وَمَكَّةَ.

حَدَّثَ عَنْ زَاهِرٍ السَّرَخْسِيِّ وَالْحَدَّادِيِّ وَأَبِي الْهَيْثَمِ الْكُشْمَيْهَنِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ الصِّبْغِيِّ وَالْجَوْزَقِيِّ وَأَبِي طَاهِرٍ ابْنِ خُزَيْمَةَ وَأَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدَوِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ فِرَاسٍ الْمَكِّيِّ وَابْنِ جَهْضَمٍ وَطَبَقَتِهِمْ.

أَمْلَى قَرِيباً مِنْ عَشْرِ سِنِينَ فِي مَسْجِدِ عَقِيلٍ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ بِنَاحِيَةِ أَرْغِيَانَ وَدُفِنَ بِهَا.

(٣) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «مَرْوَانَ بْنِ زِيَادٍ الْعَطَّارُ» وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْأَوَّلَ هُوَ الصَّوَابُ ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣٧٥.

إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ الْقَطَّانُ أَخُو جَعْفَرٍ ... قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ حَمَّادٍ الْحَافِظُ الْكُوفِيُّ : مَاتَ سَنَةَ : (٣١٨) ...

(٤) كَذَا فِي أَصْلَيَّ كِلَيْهِمَا ، وَلَعَلَّ الصَّوَابَ : «إِسْحَاقُ بْنُ بُرَيْدٍ».

٣٠٣

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ إِنَّ لِعَلِيٍّ أَسْمَاءً فِي كِتَابِ اللهِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ. قُلْتُ : وَمَا هُوَ قَالَ: (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) عَلِيٌّ وَاللهِ هُوَ الْأَذَانُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (١).

ـ ورواه عن حكيم بن قيس بن الربيع وحسين الأشقر ، وأبو الجارود (٢) ـ ورواه ابن أبي ذيب عن الزهري عن زين العابدين مثله (٣) والأخبار متظاهرة بأن هذا المبلغ هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

٣٠٨ ـ أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ الْوَالِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بِبَغْدَادَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

__________________

(١) وَرَوَاهُ فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِسَنَدٍ آخَرَ «عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْحَكَمِ [كَذَا] عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ ...» فِي الْحَدِيثِ :

«١٧٦» مِنْ تَفْسِيرِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٥٣.

وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنَ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ : [وَ] أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حُمَيْدٍ [كَذَا] قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ لِعَلِيٍّ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ فِي كِتَابِ اللهِ اسْماً وَلَكِنْ لَا يَعْرِفُونَهُ. قُلْتُ : مَا هُوَ قَالَ : أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللهِ : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) هُوَ وَاللهِ الْأَذَانُ.

أَقُولُ : وَتَقَدَّمَ مَا بِمَعْنَاهُ بِسَنَدٍ آخَرَ فِي الْحَدِيثِ : (٢٦١) فِي صلي الله عليه وآله وسلم ٢٠٢ ط ١.

(٢) هذا هو الظاهر المذكور في النسخة الكرمانية ، وفي النسخة اليمنية : «ورواه حكيم بن قيس بن الربيع ...».

(٣) كذا في النسخة الكرمانية ، وفي النسخة اليمنية : «ابن أبي دويب ...».

وقد رواه أيضا أبو نعيم الأصبهاني بسنده عن الزهري في كتابه : «ما نزل من القرآن في علي ما رواه ابن بطريق في الفصل : (١٠) من كتاب خصائص الوحي المبين صلي الله عليه وآله وسلم ٨٩ ط ١ قال :

حدثنا محمد بن المظفر إملاء ، قال : حدثنا جعفر بن الصقر ، قال : حدثنا حميد بن داود بن إسحاق بن إبراهيم الرملي قال : حدثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء ، قال : حدثني الوليد بن محمد :

عن الزهري عن أنس بن مالك قال : أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ب «براءة» يقرؤها على أهل مكة فنزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد لا يبلغ عن الله إلا أنت أو رجل منك. فلحقه علي عليه السلام فأخذها منه.

٣٠٤

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ بَيْنَ نَبِيِّ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم وَبَيْنَ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ عَهْدٌ ، فَأَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَنْبِذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ ـ إِلَّا مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَالزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، فَبَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِتِسْعِ آيَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ ـ مِنْ أَوَّلِ بَرَاءَةَ ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم أَنْ يُنَادِيَ بِهِنَّ يَوْمَ النَّحْرِ ، وَهُوَ يَوْمُ (الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) ، وَأَنْ يُبْرِئَ ذِمَّةَ رَسُولِ اللهِ مِنْ أَهْلِ كُلِّ عَهْدٍ ، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى فَنَادَى بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ.

٣٠٩ ـ أَخْبَرَنَا جَدِّي الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ رَحِمَهُ اللهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْمُزَكِّي قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَا الْحُلَيْفَةِ بَعَثَ إِلَيْهِ فَرَدَّهُ وَقَالَ : لَا يَذْهَبْ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ـ فَبَعَثَ عَلِيّاً [كَذَا].

ـ رواه جماعة عن حماد بن سلمة كذلك (١).

__________________

(١) منهم أبو بكر بن أبي شيبة في الحديث : (٧٢) من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم: (١٢١٨٤) من كتاب المصنف : ج ٧ ـ الورق ١٦١ ـ ٤ ـ وفي ط : ج ١٢ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٨٤ ط الهند قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك :

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة [مع] أبي بكر إلى [أهل] مكة ، فدعاه فبعث عليا فقال : لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي.

ورواه أيضا ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ : ج ٢ ـ الورق ١٥٥ ـ أو ٢٢٠ ـ ب ـ قال : وحدثنا علي [بن سهل] أنبأنا عفان ، أنبأنا حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث براءة مع أبي بكر الصديق إلى أهل مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ردوه. فردوه فقال أبو بكر رضي الله عنه : ما لي أنزل في شيء قال : لا ولكني أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني. فدفعها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ورواه أيضا القطيعي في الحديث : (٦٩ و٢١٢) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل ـ لأحمد بن حنبل صلي الله عليه وآله وسلم ٤٣ و١٤٦ ، ط ١ ، قال :

حدثنا الفضل ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب :

٣٠٥

٣١٠ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْجُرْجَانِيُّ [قَالَ : أَخْبَرَنَا] أَبُو طَاهِرٍ السُّلَمِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ جَدِّي قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ :

عَنْ أَنَسٍ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وآله وسلم بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (١) ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ : لَا يَنْبَغِي أَنْ يُبَلِّغَ هَذَا إِلَّا رَجُلٌ مِنِّي مِنْ أَهْلِي. فَدَعَا عَلِيّاً فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا (٢).

__________________

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده وقال : لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي. فبعث عليا عليه السلام.

ورواه ابن عساكر بأسانيد في الحديث : (٨٧٨) وما بعده من ترجمته عليه السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٧٦ ـ ٣٨٨ ط ٢ وصرح فيه برجوع أبي بكر.

ورواه أيضا الترمذي في تفسير آية البراءة من كتاب التفسير تحت الرقم : (٥٠٨٥) من سننه :

ج ٤ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٣٩ ط دار الفكر قال :

حدثنا بندار ، أخبرنا عفان بن مسلم وعبد الصمد ، قالا : أخبرنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب:

عن أنس بن مالك قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم ب «براءة» مع أبي بكر ثم دعاه فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي. فدعا عليا فأعطاه إياها.

ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من حديث أنس.

أقول : ورواه عنه ابن كثير في تفسير سورة براءة من تفسيره : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٢٢ ط بيروت.

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَالْكَلِمُ الْأَرْبَعُ : «الصَّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ» غَيْرُ مَوْجُودَةٍ فِي الْيَمَنِيَّةِ.

هَذَا وَرَوَاهُ أَيْضاً النَّسَائِيُّ فِي الْحَدِيثِ : (٧٥) مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ صلي الله عليه وآله وسلم ٩١ ، وَفِي ط صلي الله عليه وآله وسلم ٢٠ وَقَالَ :

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ ...

وَرَوَاهُ أَيْضاً أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ : ج ٣ ـ ٢٨٣ وَرَوَاهُ أَيْضاً السُّيُوطِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ، وَقَالَ : أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ ـ وَحَسَّنَهُ ـ وَأَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَنَسٍ.

وَرَوَاهُ أَيْضاً عَنْهُمُ الْفَيْرُوزَآبَادِيُّ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْخَمْسَةِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٤٣.

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَقَدْ سَقَطَتْ لَفْظَةُ : «مِنِّي» عَنِ النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ.

٣٠٦

٣١١ ـ أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو عُثْمَانَ الصَّفَّارُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ :

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ ، دَعَاهُ وَأَرْسَلَ عَلِيّاً وَقَالَ : لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي.

٣١٢ ـ حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً وَأَمْلَاهُ (١) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ السِّجِسْتَانِيُ (٢) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمَكَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ :

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، فَلَمَّا أَنْ قَفَاهُ دَعَاهُ فَبَعَثَ عَلِيّاً وَقَالَ : لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي.

[وساقاه] لفظا واحدا إلا ما غيرت.

قال الحاكم : تفرد به حماد عن سماك وعنه ضويمرة (٣).

__________________

(١) وَفِي الْأَصْلِ : وَ «أمليه» وَلَعَلَّ الصَّوَابَ : «وَإِمْلَاءً».

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «أَبُو عَبْدِ اللهِ السِّجِسْتَانِيُّ».

(٣) كذا في النسخة اليمنية ، وفي النسخة الكرمانية : «قال الحاكم يقول به حماد عن سماك ، وعنه ضيق بمرة».

٣٠٧

٣١٤ ـ أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، ثُمَّ دَعَاهُ فَبَعَثَ عَلِيّاً فَقَالَ : لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي.

ـ وقال عفان : أحسبه قال : أخبرنا سماك قال : سمعت أنس بن مالك.

٣١٥ ـ حَدَّثَنِي الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَآبَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَ سُورَةَ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ (٢) ثُمَّ أَرْسَلَ [إِلَيْهِ] فَأَخَذَهَا وَدَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ وَقَالَ : لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

__________________

(١) قَالَ فِي تَرْجَمَتِهِ تَحْتَ الرقم : (١٧) مِنْ كِتَابِ مُنْتَخَبِ السِّيَاقِ ذَيْلِ تَارِيخِ نَيْسَابُورَ الْوَرَقِ ٤ ـ أوَفِي ط ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ١٥ :

مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ أَبُو سَعِيدٍ النَّيْسَابُورِيُّ [الْحَافِظُ] الثِّقَةُ الرَّضِيُّ الْمَشْهُورُ بِالصِّدْقِ وَالْإِسْنَادِ الْعَالِي الصُّوفِيُّ حَالاً ، سَمِعَ الْكَثِيرَ عَنِ الْأَصَمِّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ الْأَصْبَهَانِيِّ وَأَبِي الْعَبَّاسِ الْمَحَامِلِيِّ وَغَيْرِهِمْ ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ تَذْكِرَةُ مَسْمُوعَاتِهِ مَعَ وَالِدِهِ أَبِي عَمْرٍو ، لِأَكْثَرِ كُتُبِهِ إِلَّا أَنَّ أُصُولَهُ قَدْ ضَاعَتْ وَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْأُصُولِ إِلَّا قَلِيلٌ ، وَكَانَ يَرْوِي مِمَّا وَقَعَ فِي أَيْدِي النَّاسِ مِنْ أُصُولِ سَمَاعِهِ وَهُوَ كَثِيرُ الِاحْتِيَاطِ فِيهِ.

تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.

وَلَاحِظْ مَا ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي كِتَابِ الْعِبَرِ : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ١٤٤.

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «بَعَثَ بِسُورَةِ بَرَاءَةَ ...».

٣٠٨

٣١٦ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السُّلَمِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ سِمَاكٍ :

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَا الْحُلَيْفَةِ قَالَ : لَا يُؤَذِّنُ بِهَا إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي. فَبَعَثَ بِهَا عَلِيّاً.

٣١٧ ـ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَالَوِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ سِمَاكٍ:

عَنْ أَنَسٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ بِسُورَةِ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا بَلَغَ ذَا الْحُلَيْفَةِ أَرْسَلَ [إِلَيْهِ] فَرَدَّهُ وَأَخَذَهَا مِنْهُ ـ فَدَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ وَقَالَ : لَا يُقِيمُ بِهَا إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

٣١٨ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَنْصُورُ بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِي (٢) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا

__________________

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَلَا تُوجَدُ فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ لَفْظَيْ : «مُحَمَّدِ بْنِ» بَلْ فِيهَا : «[حَدَّثَنَا] عَبْدُ الصَّمَدِ ...» وَلْيُلَاحَظْ تَرْجَمَةُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ نَجِيحٍ الْإِسْكَافِ مِنْ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ : ج ٢ ، صلي الله عليه وآله وسلم ١١ ، وَص ٢٠.

(٢) كَذَا فِي صَرِيحِ رَسْمِ الْخَطِّ مِنَ النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ هَاهُنَا ، وَظَاهِرِ رَسْمِ خَطِّهَا فِي الْحَدِيثِ (٤٤٠) الْآتِي فِي صلي الله عليه وآله وسلم ٣٢٠ ط ١ ، وَلَكِنْ فِي الْحَدِيثِ : (٤٤٠) يَحْتَمِلُ رَسْمُ خَطِّهَا ضَعِيفاً أَنْ يُقْرَأَ «الْمَغْرِبِيَّ» وَلَفْظَةُ «الْمُقْرِئِ» غَيْرُ مَذْكُورَةٍ هَاهُنَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِيهَا بِالصَّرَاحَةِ فِي الْحَدِيثِ : (٤٤٠) الْآتِي وَصَرِيحُ رَسْمِ خَطِّ الْيَمَنِيَّةِ هُنَاكَ : «الْمُقْرِي».

وَصَرِيحُ النُّسْخَتَيْنِ فِي الْحَدِيثِ : (١٤٦) الْمُتَقَدِّمِ فِي صلي الله عليه وآله وسلم ١٥٠ ، ط ١ هُوَ «الْمَغْرِبِيُّ» وَهُوَ الصَّوَابُ فِي جَمِيعِ الْأَحَادِيثِ الْمَذْكُورَةِ ، وَالرَّجُلُ مُتَرْجَمٌ تَحْتَ الرقم : (١٤٨٦) مُنْتَخَبِ السِّيَاقِ صلي الله عليه وآله وسلم ٦٧١ ط ١ ، أَوِ الْوَرَقِ ١٢٩ ـ أ ـ مِنَ الْمَخْطُوطَةِ قَالَ :

٣٠٩

إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْكِرْمَانِيُّ بْنُ عَمْرٍو (١) قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سِمَاكٍ:

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَ بِالْبَرَاءَةِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : لَا يَخْطُبُ بِهَا إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي. فَبَعَثَ بِهَا مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام.

__________________

مَنْصُورُ بْنُ خَلَفِ بْنِ حَمُّودٍ أَبُو الْقَاسِمِ الصُّوفِيُّ الْمَغْرِبِيُّ الْمَالِكِيُّ ، شَيْخٌ كَبِيرٌ مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ وَأَهْلِ الْمَعْرِفَةِ ، لَقِيَ الْمَشَايِخَ وَطَافَ الْبِلَادَ ، وَزَارَ الْمَشَاهِدَ وَسَمِعَ ثُمَّ وَرَدَ نَيْسَابُورَ وَاسْتَوْطَنَهَا وَتَأَهَّل وَوُلِدَ لَهُ الْأَوْلَادُ ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، وَدُفِنَ بِالْحِيرَةِ فِي مَقْبَرَةِ نُوحٍ.

حَدَّثَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَحْرٍ الْمِنْقَرِيِّ وَأَبِي أَحْمَدَ الْعَبْدِيِّ وَأَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارِ ، وَالْحَاكِمِ أَبِي أَحْمَدَ الْحَافِظِ وَأَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ الْعَدْلِ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي وَأَبِي الْحَسَنِ الصِّبْغِيِّ وَأَبِي طَاهِرِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَأَقرَانِهِمْ. رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَلَفٍ الْمَغْرِبِيُّ.

(١) قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي عُنْوَانِ : «الْكِرْمَانِيِّ» مِنَ اللُّبَابِ ـ وَمِثْلُهُ فِي أَنْسَابِ السَّمْعَانِيِّ ـ : وَهُوَ [أَيِ الْكِرْمَانِيُ] اسْمُ رَجُلٍ يُشْبِهُ النِّسْبَةَ وَهُوَ الْكِرْمَانِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُهَلَّبِ الْمَعْنَى أَخُو مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ. يَرْوِي عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.

رَوَى عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ وَغَيْرُهُ.

٣١٠

٣١٩ ـ وَ [رُوِيَ] فِي الْبَابِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ [عليه السلام].

أَخْبَرَنِيهِ الْحَاكِمُ الْوَالِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ بِبَغْدَادَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنْ سِمَاكٍ :

عَنْ حَنَشٍ (١) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وآله وسلم حِينَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي لَسْتُ بِاللَّسِنِ وَلَا بِالْخَطِيبِ. قَالَ : مَا بُدٌّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِهَا أَنَا أَوْ تَذْهَبَ بِهَا أَنْتَ. قَالَ : فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَسَأَذْهَبُ أَنَا. فَقَالَ : انْطَلِقْ ـ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُثَبِّتُ لِسَانَكَ وَيَهْدِي قَلْبَكَ. ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَمِي ـ وَقَالَ : انْطَلِقْ فَاقْرَأْهَا عَلَى النَّاسِ (٢).

__________________

(١) هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الْمُوَافِقُ لِمَا فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ ، وَابْنِ عَسَاكِرَ الْآتِيَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ تَحْتَ الرقم : (٨٨٨) وَفِي الْأَصْلِ : «عَنْ جيش».

(٢) وَرَوَاهُ أَيْضاً عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْحَدِيثِ : (٣٢١) مِنْ بَابِ فَضَائِلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ كِتَابِ الْفَضَائِلِ صلي الله عليه وآله وسلم ... وَفِي الْحَدِيثِ : (١٢٩٦) مِنْ مُسْنَدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ كِتَابِ الْمُسْنَدِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ١٥١ ، ط ١ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ حَنَشٍ :

عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ عَشْرُ آيَاتٍ مِنْ بَرَاءَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا أَبَا بَكْرٍ فَبَعَثَهُ بِهَا يَسْتَقْرِئُهَا عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ لِي أَدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ فَحَيْثُمَا لَحِقْتَهُ فَخُذِ الْكِتَابَ مِنْهُ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَاقْرَأْهُ عَلَيْهِمْ.

قَالَ : فَلَحِقْتُهُ بِالْجُحْفَةِ فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنْهُ وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ فَقَاَ : يَا رَسُولَ اللهِ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ : لَا وَلَكِنَّ جَبْرَئِيلَ جَاءَنِي فَقَالَ : لَنْ يُؤَدِّيَ عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ. وَرَوَاهُ فِي كَنْزِ الْعُمَّالِ : ج ١ ـ ٣٤٦ وَقَالَ : أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ كَثِيرٍ حَرْفِيّاً عَنْ عَبْدِ اللهِ وَلَكِنْ قَالَ : عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ حُبْشِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ [عَلَيْهِ السَّلَامُ] ...

ثُمَّ قَالَ : وَقَدْ رَوَاهُ كَثِيرٌ النَّوَّاءُ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِنَحْوِهِ.

هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي أَوَاخِرِ عُنْوَانِ : «ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» مِنْ تَارِيخِ الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ : ج ٤ ـ أَوْ ٧ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٥٦ ط بيروت.

وَرَوَاهُ أَيْضاً مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِسَنَدِهِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِي الْحَدِيثِ : (٣٦٣) مِنْ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ الْوَرَقِ ٩٩ ـ أ ـ.

٣١١

٣٢٠ ـ أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْإِمَامُ (١) قَالَ : أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ :

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ لَمَّا بَعَثَهُ [كَذَا] رَسُولُ اللهِ حِينَ أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، قَالَ عَلِيٌّ : أَلَا لَا يَحُجُّ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ ـ أَلَا وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، أَلَا وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُسْلِمٌ وَمَنْ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ ذِمَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ ، وَاللهُ (بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).

__________________

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ آخَرَ فِي الْحَدِيثِ : (٧٦) مِنَ الْخَصَائِصِ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٩١ ، وَفِي ط بيروت صلي الله عليه وآله وسلم ١٤٦ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ :

عَنْ عَلِيٍّ [قَالَ] : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِبَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِعَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ : خُذِ الْكِتَابَ [مِنْهُ] فَامْضِ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ. قَالَ : فَلَحِقْتُهُ وَأَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنْهُ ، فَانْصَرَفَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ كَئِيبٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ : لَا إِلَّا أَنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُبَلِّغَهُ أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

وَرَوَاهُ أَيْضاً الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ : ج ١٠ ـ ٦٤ قَالَ :

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ قَالَ : نَزَلَتْ بَرَاءَةُ فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ أَرْسَلَ عَلِيّاً فَأَخَذَهَا مِنْهُ ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ : هَلْ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ : لَا وَلَكِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُبَلِّغَهَا أَنَا [أَ] وْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

وَرَوَاهُ أَيْضاً أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ : (٢٢٤) فِي الْحَدِيثِ : (٤٥٧) مِنْ كِتَابِ الْأَمْوَالِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢١٥ قَالَ :

وَحَدَّثَنِي أَبُو نُوحٍ [قُرَادٌ] عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ :

[عَنْ عَلِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ] قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ عَلِيّاً فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ كَئِيباً فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ : لَا وَلَكِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُبَلِّغَهَا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي. فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ : إِنِّي [رَسُولُ] رَسُولِ اللهِ إِلَيْكُمْ وَقَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ بِأَرْبَعٍ.

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْبَلاذِرِيُّ فِي الْحَدِيثِ : (١٦٤) مِنْ تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ كِتَابِ أَنْسَابِ الْأَشْرَافِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٥٥ ، ط ١.

(١) ذَكَرَهُ صَاحِبُ مُنْتَخَبِ السِّيَاقِ تَحْتَ الرقم : (١٦٢٥) مِنْهُ فِي الْوَرِقِ ١٤٠ ـ ب ـ وَفِي ط ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٧٣١ قَالَ :

٣١٢

٣٢١ ـ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ [أَخْبَرَنَا] مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ الْعُصْفُرِيُ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ [بْنُ مَخْلَدِ] بْنِ زَنْجَوَيْهِ قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ :

عَنِ الْمُحْرِزِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلي الله عليه وآله وسلم بِالْبَرَاءَةِ فَكُنْتُ أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي (٢).

٣٢٢ ـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (٣) قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ :

__________________

الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ عُتْبَةُ بْنُ خَيْثَمَةَ التَّمِيمِيُّ الْقَاضِي أَبُو سَعِيدٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَنَفِيُّ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ مِنْ بَيْتِ الْعِلْمِ وَالْقَضَاءِ وَالْإِمَامَةِ وَالْحَدِيثِ ، تَقَدَّمَ ذِكْرُ أَبِيهِ. سَمِعَ عَنْ أَبِيهِ الْقَاضِي أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ بِشْرٍ الْأَسْفَرَايِينِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبُخَارِيِّ وَأَبِي عَمْرِو بْنِ حَمْدَانَ وَطَبَقَتِهِمْ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.

رَوَى عَنْهُ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ.

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «الْعُصَيْفِرِيُّ».

(٢) يُقَالُ : صَحِلَ صَوْتُ فُلَانٍ صَحَلاً ـ عَلَى زِنَةِ عَلِمَ وَبَابُهَا ـ : بَحَّ وَخَشُنَ فَهُوَ صَحِلٌ وَأَصْحَلُ. ٣٢١ ـ وَرَوَاهُ أَيْضاً أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ فِي الْحَدِيثِ : (٤٥٦) مِنْ كِتَابِ الْأَمْوَالِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢١٥ قَالَ :

وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :

كُنْتُ مُؤَذِّنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِ «بَرَاءَةَ» إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ـ قَالَ : فَنَادَيْتُ حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي. قَالَ : قُلْتُ : بِمَ نَادَيْتَهُمْ قَالَ : نَادَيْتُهُمْ أَنْ لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ ، وَ [أَنْ] لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ ، وَلَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَ [أَنَ] مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَهْدٌ فَأَجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ فَ (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْبَلاذِرِيُّ فِي الْحَدِيثِ (١٦٣) مِنْ تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ كِتَابِ أَنْسَابِ الْأَشْرَافِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ١٥٤ ، ط ١.

(٣) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، فِي جَمِيعِ مَوَارِدِ الرِّوَايَةِ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ

٣١٣

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ عَلِيّاً فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ ، فَبَيْنَا أَبُو بَكْرٍ فِي الطَّرِيقِ ـ إِذْ سَمِعَ رُغَاءَ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ الْقُصْوَى (١) فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَزِعاً وَظَنَّ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، فَإِذَا [هُوَ] عَلِيٌّ فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم فَأَمَّرَهُ عَلَى الْمَوْسِمِ وَأَمَرَ عَلِيّاً أَنْ يُنَادِيَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ، فَانْطَلَقَا فَحَجَّا فَقَامَ عَلِيٌّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فَنَادَى : ذِمَّةُ اللهِ وَرَسُولِهِ بَرِيئَةٌ مِنْ كُلِّ مُشْرِكٍ ، (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) ، وَلَا يَحُجَّنَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ.

فَكَانَ عَلِيٌّ يُنَادِي بِهَا ـ فَإِذَا بَحَّ قَامَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَنَادَى بِهَا.

٣٢٣ ـ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُطَيِّنٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ (٢) عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ:

عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى ضَجْنَانَ تَبِعَهُ عَلِيٌّ ، فَلَمَّا سَمِعَ [أَبُو بَكْرٍ] وَقْعَ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم ظَنَّ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ فَخَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِعَلِيٍّ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ بَرَاءَةَ فَكَانَ هُوَ الَّذِي يُنَادِي بِهَا (٣).

__________________

هَاهُنَا : «أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ ...».

وَانْظُرْ فِهْرِسَ أَعْلَامِ مَشَايِخِ الْمُصَنَّفِ ، وَمَا تَقَدَّمَ مِنَّا فِي تَعْلِيقِ الْحَدِيثِ (٦) صلي الله عليه وآله وسلم ١٨.

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «فَبَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَسَمِعَ رُغَاءَ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْقُصْوَى ...».

(٢) الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ مِنْ رِجَالِ الصِّحَاحِ السِّتِّ الْمُتَرْجَمِ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٤٣٢. وَفِي أَصْلَيَّ : «حَدَّثَنِي الْحَاكِمُ ...».

(٣) وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ ـ فِي الْحَدِيثِ : (٧٧) مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٩١ ط النَّجَفِ ، وَفِي ط بيروت صلي الله عليه وآله وسلم ١٤٧ ، قَالَ

٣١٤

٣٢٤ ـ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى أَبُو مَالِكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ إِمَّا أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِمَّا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ ضَجْنَانَ سَمِعَ رُغَاءَ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ فَعَرَفَهُ فَأَتَاهُ ـ فَقَالَ : مَا شَأْنِي قَالَ : خَيْرٌ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم بَعَثَنِي بِبَرَاءَةَ وَجَعَلَكَ عَلَى الْمَوْسِمِ. فَأَقَامَا حَتَّى فَرَغَا ، فَلَمَّا رَجَعَا (٢) انْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا لِي قَالَ : خَيْرٌ ـ أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ وَصَاحِبِي عَلَى الْحَوْضِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي (٣).

٣٢٥ ـ أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

__________________

أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرَّقِيمِ :

عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَرْسَلَ عَلِيّاً ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ فَأَخَذَهَا مِنْهُ ثُمَّ سَارَ بِهَا ، فَوَجَدَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفْسِهِ ، قَالَ : فَقَالَ [لَهُ] رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي.

وَقَرِيباً مِنْهُ ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ «(بَراءَةٌ مِنَ اللهِ) ...» مِنَ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ، وَقَالَ : أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، «عُبَيْدَةَ ...».

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ «فَأَقَامَ حَتَّى فَرَغَا ، فَلَمَّا رَجَعَا».

(٣) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ [إِلَّا] أَنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي.

وَالْحَدِيثُ ضَعِيفٌ سَنَداً وَمَتْناً وَمُعَارَضٌ بِمَا هُوَ الْحُجَّةُ دُونَهُ.

٣١٥

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (١) وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ ضَجْنَانَ سَمِعَ ثُغَاءَ نَاقَةِ عَلِيٍّ فَعَرَفَهُ فَأَتَاهُ ـ فَقَالَ : مَا شَأْنِي فَقَالَ : خَيْرٌ ، إِنَّ النَّبِيَّ بَعَثَنِي بِبَرَاءَةَ عَلَى الْمَوْسِمِ. فَلَمَّا رَجَعَ انْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا لِي قَالَ : خَيْرٌ ـ أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ وَالْحَوْضِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي يَعْنِي عَلِيّاً (٢).

٣٢٦ ـ أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ (٣) قَرَأْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ طَارِقٍ الْيَمَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ (٤).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وآله وسلم حِينَ رَجَعَ مِنْ عُمْرَةِ جِعْرَانَةَ ، بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ ، فَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ ثَوَى بِالصُّبْحِ (٥)

__________________

(١) وَرَوَاهُ عَنْهُ السُّيُوطِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) مِنَ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ، قَالَ : وَأَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ يُؤَدِّي عَنْهُ بَرَاءَةَ ، فَلَمَّا أَرْسَلَهُ بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ أَنْتَ ، فَحَمَلَهُ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ فَسَارَ حَتَّى لَحِقَ بِأَبِي بَكْرٍ فَأَخَذَ مِنْهُ بَرَاءَةَ ، فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أُنْزِلَ فِيهِ شَيْءٌ ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ : مَا لِي يَا رَسُولَ اللهِ ...

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي يَعْنِي عَلِيّاً».

(٣) مِنْ قَوْلِهِ : «قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ـ إِلَى قَوْلِهِ : ـ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ» مَأْخُوذٌ مِنَ النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ وَقَدْ سَقَطَ عَنِ النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ. وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ شَيْخُ الْمُصَنِّفِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ ابْنُ مَنْجَوَيْهِ ، وَأَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَهُوَ وَمَنْ بَعْدَهُ مُتَرْجَمُونَ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ.

(٤) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ ، وَفِي أَصْلَيَّ كِلَيْهِمَا : «عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ». وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ أَيْضاً النَّسَائِيُّ تَحْتَ الرقم (٧٨) مِنَ الْخَصَائِصِ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٩٢ قَالَ :

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ..

(٥) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «ثوب بالصبج».

٣١٦

فَلَمَّا اسْتَوَى لِيُكَبِّرَ [إِذْ] سَمِعَ الرَّغْوَةَ خَلْفَ ظَهْرِهِ [فَ] وَقَفَ عِنْدَ التَّكْبِيرِ فَقَالَ : هَذِهِ رَغْوَةُ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم الْجَدْعَاءِ ، لَقَدْ بَدَا لِرَسُولِ اللهِ فِي الْحَجِّ ـ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم فَنُصَلِّيَ مَعَهُ ـ فَإِذَا عَلِيٌّ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : أَأَمِيرٌ أَمْ رَسُولٌ فَقَالَ : لَا بَلْ رَسُولٌ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ بِبَرَاءَةَ أَقْرَؤُهَا عَلَى النَّاسِ فِي مَوَاقِفِ الْحَجِّ [قَالَ :] فَقَدِمْنَا مَكَّةَ ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ ـ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ وَحَدَّثَهُمْ عَنْ مَنَاسِكِهِمْ ـ حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَامَ عَلِيٌّ عليه السلام فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ بَرَاءَةَ حَتَّى خَتَمَهَا ، وَكَذَلِكَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ ، وَيَوْمَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ.

[والحديث طويل] أنا اختصرته.

٣٢٧ ـ حَدَّثَنِي الْحَاكِمُ الْوَالِدُ ، عَنْ أَبِي حَفْصِ [بْنِ شَاهِينَ] قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَزَّازُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ وَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم بِالْآيَاتِ ـ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهَا عَلَى النَّاسِ ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ : إِنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ عَلِيٌّ فَبَعَثَ عَلِيّاً فِي أَثَرِهِ ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ رُغَاءَ النَّاقَةِ ـ فَقَالَ : مَا وَرَاءَكَ يَا عَلِيُّ أَنَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ : لَا ـ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ : لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ. فَدَفَعَ [أَبُو بَكْرٍ] إِلَيْهِ الْآيَاتِ ، وَقَرَأَهَا عَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ (١).

__________________

(١) وَلِابْنِ عَبَّاسٍ رِوَايَةٌ أُخْرَى طَوِيلَةٌ بَدِيعَةٌ قَدْ ذَكَرَ فِيهَا الْقِصَّةَ مَعَ مَزَايَا أُخَرَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَهِيَ مَشْهُورَةٌ :

وَقَدْ رَوَاهَا الْبَلاذِرِيُّ فِي الْحَدِيثِ : (٤١) مِنْ تَرْجَمَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَنْسَابِ الْأَشْرَافِ : ج ١ ـ ٣١٦.

٣١٧

وَذَكَرَهَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي الْحَدِيثِ : (٢٩١) مِنْ بَابِ فَضَائِلِ عَلِيٍّ مِنْ كِتَابِ الْفَضَائِلِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢١١ ط ١ ، وَفِي مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ كِتَابِ الْمُسْنَدِ : ج ١ ـ ٣٣١.

وَرَوَاهَا الْحَاكِمُ بِسَنَدِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي بَابِ مَنَاقِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ١٣٢. وَرَوَاهَا أَيْضاً الطَّبَرَانِيُّ فِي مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ كِتَابِهِ الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ : ج ٣ ـ الْوَرَقِ ـ ١٦٨ ـ .. ـ. وَرَوَاهَا ابْنُ عَسَاكِرَ فِي الْحَدِيثِ (٢٤٨) وَتَوَالِيهِ مِنْ تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تَارِيخِ دِمَشْقَ وَفِي كِتَابِ الْمُوَافَقَاتِ وَالْأَرْبَعِينَ الطِّوَالِ ـ عَلَى مَا حُكِيَ عَنْهُمَا ـ.

وَرَوَاهَا أَيْضاً النَّسَائِيُّ فِي الْحَدِيثِ : (٢٣) مِنْ كِتَابِ خَصَائِصِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ صلي الله عليه وآله وسلم ٦٩ ط بيروت. وَعَنْ بَعْضِ هَذِهِ الْمَصَادِرِ رَوَاهَا جُلُّ الْمُتَأَخِّرِينَ.

وَلْنَخْتِمِ الْمَقَامَ بِرِوَايَتَيْنِ :

الْأُولَى : قَالَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ كِتَابِ الْمُسْنَدِ : ج ١ ـ ٣ ط ١ :

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ قَالَ إِسْرَائِيلُ : قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ :

عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ لِأَهْلِ مَكَّةَ [أَنْ] لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَلَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ [وَ] مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ ، وَاللهُ (بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).

قَالَ : فَسَارَ [أَبُو بَكْرٍ] بِهَا ثَلَاثاً ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ : الْحَقْهُ فَرُدَّ عَلَيَّ أَبَا بَكْرٍ وَبَلِّغْهَا أَنْتَ. قَالَ : فَفَعَلَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَبُو بَكْرٍ بَكَى وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ حَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ : مَا حَدَثَ فِيكَ إِلَّا خَيْرٌ ، وَلَكِنْ أُمِرْتُ أَنْ لَا يُبَلِّغَهُ إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي.

وَرَوَاهُ فِي كَنْزِ الْعُمَّالِ : ج ١ ـ ٢٤٦ وَقَالَ : أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ وَالْدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ. وَقَرِيباً مِنْهُ ذَكَرَهُ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ فِي ذَخَائِرِ الْعُقْبَى صلي الله عليه وآله وسلم ٦٩ وَقَالَ : أَخْرَجَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

الثَّانِيَةُ : رَوَى الْحَاكِمُ فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْمَغَازِي مِنَ الْمُسْتَدْرَكِ : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ٥١ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ :

أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَانْتَهَرَنِي ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ عَلِيٍّ هَذَا بَيْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ، وَهَذَا بَيْتُ عَلِيٍّ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِبَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، فَانْطَلَقَا فَإِذَا هُمَا بِرَاكِبٍ فَقَالا : مَنْ هَذَا قَالَ : أَنَا عَلِيٌّ يَا أَبَا بَكْرٍ هَاتِ الْكِتَابَ الَّذِي مَعَكَ. قَالَ : وَمَا لِي قَالَ : وَاللهِ مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْراً ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ الْكِتَابَ فَذَهَبَ بِهِ ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالا : مَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : مَا لَكُمَا إِلَّا خَيْرٌ ، وَلَكِنْ قِيلَ لِي : إِنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ. وَرَوَاهُ عَنْهُ الْفَيْرُوزَآبَادِيُّ فِي كِتَابِهِ فَضَائِلِ الْخَمْسَةِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٤٤.

قَالَ الْحَاكِمُ فِي ذَيْلِ الْحَدِيثِ : هَذَا حَدِيثٌ شَاذٌّ وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى جُمَيْعٍ وَبَعْدَهُ عَلَى إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ.

٣١٨

أَقُولُ : أَمَّا جُمَيْعٌ فَإِنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَرْبَعَةٍ مِنْ صِحَاحِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَوَثَّقَهُ الْأَكْثَرُونَ مِنْهُمْ وَمَنْ تَكَلَّمَ مِنْهُمْ فِيهِ فَإِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ مِنْ رَفَضَةِ الْبَاطِلِ ، وَلَعَلَّ تَكَلُّمَهُمْ فِي إِسْحَاقَ أَيْضاً مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ وَالْحَدِيثُ فِي جَمِيعِ مَضْمُونِهِ مُؤَيَّدٌ بِشَوَاهِدَ قَطْعِيَّةٍ عَدَا كَوْنِ عُمَرَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي تَبْلِيغِ الْبَرَاءَةِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ نَظَرَ الْحَاكِمِ إِلَى هَذَا.

وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ أَيْضاً مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ تَحْتَ الرقم : (٣٦٣) مِنْ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ الْوَرَقِ ٩٩ ـ أ ـ.

تعقيب : فلنعززهما بثالثة ورابعة :

قَالَ النَّسَائِيُّ ـ فِي الْحَدِيثِ : (٦٩) مِنَ الْخَصَائِصِ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٩٠ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ.

وَرَوَاهُ أَيْضاً أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ فِي كِتَابِ مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ الْوَرَقِ ـ ٣٨ ـ أ ـ قَالَ :

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ أَنْبَأَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ الْأَنْطَاكِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : مَرَّ بِي حُبْشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي بِالْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ [فَ] قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ وَلَا يُبَلِّغُ عَنِّي إِلَّا عَلِيٌّ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ. وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ [.........] أَنْبَأَنَا مِنْجَابٌ جَمِيعاً عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ نَحْوَهُ.

ثُمَّ إِنَّ مَا أَبْقَيْنَاهُ بَيَاضاً كَانَ فِي الْأَصْلِ كَذَلِكَ.

وَرَوَاهُ أَيْضاً أَحْمَدُ فِي الْحَدِيثِ : (١٣٢) مِنْ كِتَابِ الْفَضَائِلِ بَابِ فَضَائِلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

وَرَوَاهُ مُحَقِّقُهُ الْحَدِيثَ فِي تَعْلِيقِهِ بِأَسَانِيدَ عَنْ مَصَادِرَ.

وَأَيْضاً رَوَاهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ فِي مُسْنَدِ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ مِنْ كِتَابِ الْمُسْنَدِ : ج ٤ صلي الله عليه وآله وسلم ١٦٤ ـ ١٦٥.

وَرَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي عُنْوَانِ : بَابِ ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ...» مِنَ الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ : ج ٤ ـ أَوْ ٧ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٥٦ ط دَارِ الْفِكْرِ بيروت.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِأَسَانِيدَ كَثِيرَةٍ بِحَذْفِ ذَيْلِ الْحَدِيثِ ـ عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ تَحْتَ الرقم : (٥٠٨٧) مِنْ سُنَنِهِ : ج ٤ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٤٠ ط دَارِ الْفِكْرِ.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي أَوَائِلِ الْبَابِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٧٢ :

وَرَوَيْتُ حَدِيثَ بَرَاءَةَ وَوَلَايَةِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِهَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ بِأَسَانِيدَ فِي كِتَابِهِ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ طَرِيقاً.

٣١٩

[٥٢] وفيها [نزل أيضا] قوله سبحانه :

(أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)[الآية ١٩ / التوبة : ٩]

٣٢٨ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الْمُفَسِّرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْمُفَسِّرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجَوَيْهِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ تَكَلَّمَا فِي ذَلِكَ.

٣٢٩ ـ [وَ] قَالَ [أَيْضاً] : وَحَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ :

عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) الْآيَةَ ، فِي عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ(١).

__________________

(١) هذا هو الظاهر المذكور في النسخة اليمنية ، وها هنا في النسخة الكرمانية تصحيف.

(٢) وَرَوَاهُ أَيْضاً السُّيُوطِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنَ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ، قَالَ : وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : كَانَتْ بَيْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالْعَبَّاسِ مُنَازَعَةٌ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنَا عَمُّ النَّبِيِّ وَأَنْتَ ابْنُ عَمِّهِ ، وَإِلَيَّ سِقَايَةُ الْحَاجِّ وَعِمَارَةُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ!! فَأَنْزَلَ اللهُ : أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ..

٣٢٠