شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ١

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ١

المؤلف:

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤

أَقُولُ : وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي رَافِعٍ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَلِأَجْلِ إِغْنَاءِ هَذَا السِّفْرِ الْجَلِيلِ عَنْ غَيْرِهِ رَأَيْنَا أَنْ نَذْكُرَ حَدِيثَ أَبِي رَافِعٍ فِي تَعْلِيقِهِ بِرِوَايَةِ الثِّقَةِ الْجَلِيلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْمَاهْيَارِ عَلَى مَا رَوَاهُ عَنْهُ السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ الطَّرَائِفِ صلي الله عليه وآله وسلم ٩٦ ط ١ ، قَالَ :

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ : [وَ] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ : عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ نَائِمٌ ـ أَوْ يُوحَى إِلَيْهِ ـ فَإِذَا حَيَّةٌ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهَا فَأُوقِظَهُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ ، فَاضْطَجَعْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَيَّةِ لَئِنْ كَانَ مِنْهَا سُوءٌ يَكُونُ إِلَيَّ دُونَهُ ـ قَالَ : ـ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَكْمَلَ لِعَلِيٍّ نِعَمَهُ وَهَنِيئاً لِعَلِيٍّ بِتَفْضِيلِ اللهِ [إِيَّاهُ].

قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : مَا يُضْجِعُكَ هَاهُنَا فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لِي : قُمْ إِلَيْهَا فَاقْتُلْهَا. قَالَ : فَقَتَلْتُهَا ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِي فَقَالَ : يَا أَبَا رَافِعٍ لِيَكُونَنَّ عَلِيٌّ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِي غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي إِنَّهُ سَيُقَاتِلُهُ قَوْمٌ يَكُونُ حَقّاً فِي اللهِ جِهَادُهُمْ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ جِهَادَهُمْ بِيَدِهِ فَجَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَجَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيْءٌ ، وَهُوَ عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ.

قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ وَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَمِينِي فَهَذَا أَمِينِي يَعْنِي أَبَا رَافِعٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ : فَلَمَّا بُويِعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَسَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَخَالَفَهُ مُعَاوِيَةُ وَأَهْلُ الشَّامِ قَالَ أَبُو رَافِعٍ : هَذَا قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : إِنَّهُ سَيُقَاتِلُ عَلِيّاً قَوْمٌ يَكُونُ حَقّاً فِي اللهِ جِهَادُهُمْ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ جِهَادَهُمْ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيْءٌ.

فَبَاعَ أَبُو رَافِعٍ دَارَهُ وَأَرْضَهُ بِخَيْبَرَ ثُمَّ خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ بِقَبِيلَتِهِ وَعِيَالِهِ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً.

ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَمَا أَعْلَمُ أَحَداً بِمَنْزِلَتِي لَقَدْ بَايَعْتُ الْبَيْعَتَيْنِ بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ وَبَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَلَقَدْ صَلَّيْتُ الْقِبْلَتَيْنِ وَهَاجَرْتُ الْهِجَرَ الثَّلَاثَ.

فَقِيلَ لَهُ : مَا الْهِجَرُ الثَّلَاثُ قَالَ : هِجْرَةٌ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ إِذْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ ، وَهِجْرَةٌ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهَذِهِ هِجْرَةٌ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْكُوفَةِ.

ثُمَّ لَمْ يَزَلْ [كَانَ أَبُو رَافِعٍ] مَعَهُ حَتَّى اسْتُشْهِدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَرَجَعَ أَبُو رَافِعٍ مَعَ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَا دَارَ لَهُ وَلَا أَرْضَ فَقَسَمَ لَهُ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَارَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ نِصْفَيْنِ وَأَعْطَاهُ بِ «يَنْبُعَ» أَرْضاً أَقْطَعَهَا إِيَّاهُ فَبَاعَهَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ بَعْدَ [هُ] مِنْ مُعَاوِيَةَ بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَسِتِّينَ أَلْفاً.

٢٤١

وَرَوَاهُ عَنْهُ الْمَجْلِسِيُّ الْعَظِيمُ فِي الْحَدِيثِ : (٢٤) مِنَ الْبَابِ الرَّابِعِ مِنْ بَابِ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ كِتَابِ بِحَارِ الْأَنْوَارِ : ج ٣٥ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٠١ ط الْحَدِيثَ.

وَأَيْضاً رَوَاهُ الْمَجْلِسِيُّ فِي الْحَدِيثِ الثَّالِثِ مِنَ الْبَابِ صلي الله عليه وآله وسلم ١٨٤ ، نَقْلاً عَنْ أَمَالِي الطُّوسِيِّ وَالْمُسْتَدْرَكِ لِابْنِ الْبِطْرِيقِ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ ، وَعَنِ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ عَنِ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ وَالطَّبَرَانِيِّ وَأَبِي نُعَيْمٍ.

وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضاً مَعَ أَسَانِيدَ أُخَرَ السَّيِّدُ الْأَجَلُّ الْمُرْشِدُ بِاللهِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ فِي الْحَدِيثِ : (٢٠) وَمَا بَعْدَهُ مِمَّا ذَكَرَهُ فِي فَضَائِلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا فِي تَرْتِيبِ أَمَالِيهِ صلي الله عليه وآله وسلم ١٣٧ ، قَالَ :

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِيذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ الْقَزَّازُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ :

دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ ـ أَوْ يُوحَى إِلَيْهِ ـ وَإِذَا حَيَّةٌ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهَا فَأُوقِظَهُ فَاضْطَجَعْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَيَّةِ فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ كَانَ بِي دُونَهُ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الْآيَةَ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ فَرَآنِي إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ : مَا أَضْجَعَكَ هَاهُنَا فَقُلْتُ : لِمَكَانِ هَذِهِ الْحَيَّةِ ، قَالَ : قُمْ إِلَيْهَا فَاقْتُلْهَا. فَقَتَلْتُهَا فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ : يَا أَبَا رَافِعٍ سَيَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ يُقَاتِلُونَ عَلِيّاً حَقٌّ عَلَى اللهِ جِهَادُهُمْ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ جِهَادَهُمْ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيْءٌ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْجُوزْدَانِيُّ الْمُقْرِئُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَهْدَلٍ الْمَدِينِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ وَهُوَ رَاكِعٌ فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).

وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْإِمَامِ الشَّهِيدِ أَبِي الْحُسَيْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ مِثْلَ ذَلِكَ.

٢٤٢

وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مُخَارِقٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ مُحَمَّدٍ وَزَيْدٍ ابْنَيْ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِمَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الرَّافِعِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَهُ.

وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَبِي جَعْفَرٍ مِثْلَهُ.

وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.

وَقَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكْفُوفُ الْمُؤَدِّبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الزُّهْرِيُّ قَالا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى :](إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَكْفُوفُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَقْبَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ مِمَّنْ قَدْ آمَنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ مَنَازِلَنَا بَعِيدَةٌ وَلَيْسَ لَنَا مَجْلِسٌ وَلَا مُتَحَدَّثٌ دُونَ هَذَا الْمَجْلِسِ ، وَإِنَّ قَوْمَنَا لَمَّا رَأَوْنَا آمَنَّا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَصَدَّقْنَاهُ رَفَضُونَا وَآلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنْ لَا يُجَالِسُونَا وَلَا يُنَاكِحُونَا وَلَا يُكَلِّمُونَا فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ بَيْنَ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَبَصُرَ بِسَائِلٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : «هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَيْئاً» فَقَالَ : نَعَمْ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلِمَ : مَنْ أَعْطَاكَهُ قَالَ : ذَاكَ الْقَائِمُ. وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : عَلَى أَيِّ حَالٍ أَعْطَاكَ فَقَالَ : أَعْطَانِي وَهُوَ رَاكِعٌ. فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَرَأَ (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ).

٢٤٣

فَأَنْشَأَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ :

أَبَا حَسَنٍ تَفْدِيكَ نَفْسِي وَمُهْجَتِي

وَكُلُّ بَطِيءٍ فِي الْهَوَى وَمُسَارِعٌ

أَيَذْهَبُ مَدْحِي وَالْمُحَبَّرُ ضَائِعاً

وَمَا الْمَدْحُ فِي جَنْبِ الْإِلَهِ بِضَائِعٍ

فَأَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ إِذْ كُنْتُ رَاكِعاً

زَكَاةً فَدَتْكَ النَّفْسُ يَا خَيْرَ رَاكِعٍ

فَأَنْزَلَ فِيكَ اللهُ خَيْرَ وَلَايَةٍ

وَبَيَّنَهَا فِي مُحْكَمَاتِ الشَّرَائِعِ

وَقِيلَ فِي ذَلِكَ :

أَوْفَى الزَّكَاةَ مَعَ الصَّلَاةِ مَقَامَهَا

وَاللهُ يَرْحَمُ عَبْدَهُ الصَّبَّارَا

مَنْ ذَا الَّذِي بِخَاتَمِهِ تَصَدَّقَ رَاكِعاً

وَأَسَرَّهُ فِي نَفْسِهِ إِسْرَارَا

مَنْ كَانَ بَاتَ عَلَى فِرَاشِ مُحَمَّدٍ

وَمُحَمَّدٌ أَسْرَى يَؤُمُّ الْغَارَا

مَنْ كَانَ جِبْرِيلُ يَقُومُ يَمِينَهُ

فِيهَا وَمِيْكَالُ يَقُومُ يَسَاراً

مَنْ كَانَ فِي الْقُرْآنِ سُمِّيَ مُؤْمِناً

فِي تِسْعِ آيَاتٍ جُعِلْنَ كِبَارَا

٢٤٤

أَقُولُ : وَمِمَّنْ نَظَمَ مِنَ الصَّحَابَةِ قِصَّةَ التَّصَدُّقِ بِالْخَاتَمِ وَيُعَدُّ مِنْ رُوَاتِهَا هُوَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ الشَّهِيدُ بِصِفِّينَ قَالَ الْمَرْزُبَانِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ كِتَابِ أَخْبَارِ شُعَرَاءِ الشِّيعَةِ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٧ : وَلَهُ (ره) :

فَدَيْتُ عَلِيّاً إِمَامَ الْوَرَى

سِرَاجَ الْبَرِيَّةِ مَأْوَى الْتُّقَى

وَصِيُّ الرَّسُولِ وَزَوْجُ الْبَتُولِ

إِمَامُ الْبَرِيَّةِ شَمْسُ الضُّحَى

تَصَدَّقَ خَاتَمَهُ رَاكِعاً

وَأَحْسَنَ بِفِعْلٍ إِمَامُ الْوَرَى

فَفَضَّلَهُ اللهُ رَبُّ الْعِبَادِ

وَأَنْزَلَ فِي شَأْنِهِ هَلْ أَتَى

أَقُولُ : وَرَوَاهُ أَيْضاً عَنْهُ الْحَافِظُ السَّرَوِيُّ فِي عُنْوَانِ «بَابِ النُّصُوصِ عَلَى إِمَامَتِهِ» مِنْ كِتَابِ مَنَاقِبِ آلِ أَبِي طَالِبٍ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٠٨ ط الْغَرِيِّ ، وَفِي ط : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ٦.

وَقَدْ نَظَمَ شُعَرَاءُ أَهْلِ الْبَيْتِ الْقِصَّةَ قَدِيماً وَحَدِيثاً كَمَا رَوَى عَنْ كَثِيرٍ مِنْهُمْ السَّرَوِيُّ فِي الْعُنْوَانِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ وَنُورِدُ هُنَا بَعْضَ مَا رَوَاهُ عَنِ السَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ وَدِعْبِلٍ ، وَمَنْ أَرَادَ الْمَزِيدَ فَعَلَيْهِ بِالْكِتَابِ قَالَ الْحِمْيَرِيُّ :

مَنْ كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَصَدَّقَ رَاكِعاً

يَوْماً بِخَاتَمِهِ وَكَانَ مُشِيرَا

مِنْ ذَاكَ قَوْلُ اللهِ : «إِنَّ وَلِيَّكُمْ»

بَعْدَ الرَّسُولِ لِيُعْلِمَ الْجُمْهُورَا

وَقَالَ أَيْضاً :

نَفْسِي الْفِدَاءُ لِرَاكِعٍ مُتَصَدِّقٍ

يَوْماً بِخَاتَمِهِ فَآبَ سَعِيداً

أَعْنِي الْمُوَحِّدَ قَبْلَ كُلِّ مُوَحِّدٍ

لَا عَابِداً صَنَماً وَلَا جُلْمُوداً

أَعْنِي الَّذِي نَصَرَ النَّبِيَّ مُحَمَّداً

وَوَقَاهُ كَيْدَ مُعَاصِرٍ وَمَكِيداً

سَبَقَ الْأَنَامَ إِلَى الْفَضَائِلِ كُلِّهَا

سَبْقَ الْجَوَادِ لِذِي الرِّهَانِ بَلِيداً

وَقَالَ أَيْضاً :

وَأَنْزَلَ فِيهِ رَبُّ النَّاسِ آياً

أَقَرَّتْ مِنْ مَوَالِيهِ الْعُيُونَا

بِأَنِّي وَالنَّبِيَّ لَكُمْ وَلِيٌ

وَمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَرَاكِعُونَا

وَقَالَ دِعْبِلٌ الْخُزَاعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ :

نَطَقَ الْقُرْآنُ بِفَضْلِ آلِ مُحَمَّدٍ

وَوَلَايَةٍ لِعَلِيِّهِ لَمْ يَجْحَدِ

بِوَلَايَةِ الْمُخْتَارِ مِنْ خَيْرِ الَّذِي

بَعْدَ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْمُتَوَدِّدِ

إِذْ جَاءَهُ الْمِسْكِينُ حَالَ صَلَاتِهِ

فَامْتَدَّ طَوْعاً بِالذِّرَاعِ وَبِالْيَدِ

فَتَنَاوَلَ الْمِسْكِينُ مِنْهُ خَاتَماً

هَبَطَ الْكَرِيمُ الْأَجْوَدِيُّ الْأَجْوَدُ

فَاخْتَصَّهُ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ

مَنْ حَازَ مِثْلَ فَخَارِهِ فَلْيَعْدُدِ

إن الإله وليكم ورَسُولَهُ

وَالْمُؤْمِنِينَ فَمَنْ يَشَأْ فَلْيَجْحَدِ

٢٤٥

[٣٤] وفيها [نزل أيضا] قوله تعالى ذكره :

(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) [٥٥ / المائدة]

٢٤١ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُحَمَّدِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الدَّقَّاقُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَابِتٍ الْمُقْرِئُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ ، عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ) يَعْنِي يُحِبُّ اللهَ (وَرَسُولَهُ) يَعْنِي مُحَمَّداً (وَالَّذِينَ آمَنُوا) يَعْنِي وَيُحِبُّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) يَعْنِي شِيعَةَ اللهِ وَشِيعَةَ مُحَمَّدٍ وَشِيعَةَ عَلِيٍّ هُمُ الْغَالِبُونَ ـ يَعْنِي الْعَالُونَ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ ـ الظَّاهِرُونَ عَلَى الْمُخَالِفِينَ لَهُمْ ـ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَبَدَأَ اللهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِنَفْسِهِ ـ ثُمَّ ثَنَّى بِمُحَمَّدٍ ، ثُمَّ ثَلَّثَ بِعَلِيٍّ [ثُمَّ قَالَ] : فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ـ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم : رَحِمَ اللهُ عَلِيّاً اللهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ. قال ابن مؤمن : (٢) لا خلاف بين المفسرين ـ أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين [عليه السلام].

__________________

(١) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ ، وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ : «مَعْرُوفٌ بِابْنِ السَّمَّانِ» وَانْظُرْ مَا تَقَدَّمَ فِي تَعْلِيقِ الْحَدِيثِ : (١٠٦) صلي الله عليه وآله وسلم ٦٧.

(٢) وهو الشيرازي وليعلم أن متن هذا الحديث وسند الحديث التالي مأخوذان من النسخة اليمنية وقد كانا سقطا عن النسخة الكرمانية.

٢٤٦

٢٤٢ ـ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ حُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خُشْنَامٍ (١) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرِيرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ وَرَهْطٌ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ نَبِيَّ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ ـ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ [إِنَ] بُيُوتَنَا قَاصِيَةٌ ـ وَلَا نَجِدُ مَسْجِداً دُونَ هَذَا الْمَسْجِدِ ، وَإِنَّ قَوْمَنَا لَمَّا رَأَوْنَا قَدْ صَدَّقْنَا اللهَ وَرَسُولَهُ وَتَرَكْنَا دِينَهُمْ أَظْهَرُوا لَنَا الْعَدَاوَةَ ـ وَأَقْسَمُوا أَنْ لَا يُخَالِطُونَا وَلَا يُجَالِسُونَا وَلَا يُكَلِّمُونَا ـ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا ـ فَبَيْنَمَا هُمْ يَشْكُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم إِذْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الْآيَةَ ـ إِلَى قَوْلِهِ : (الْغالِبُونَ). فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَيْهِمْ قَالُوا : رَضِينَا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. فَأَذَّنَ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ ـ وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بَيْنَ رَاكِعٍ وَسَاجِدٍ وَقَائِمٍ وَقَاعِدٍ ، وَإِذَا مِسْكِينٌ يَسْأَلُ ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ [لَهُ] هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَيْئاً قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : مَا ذَا قَالَ : خَاتَمٌ مِنْ فِضَّةٍ. قَالَ : مَنْ أَعْطَاكَهُ قَالَ : ذَاكَ الرَّجُلُ الْقَائِمُ. فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : عَلَى أَيِّ حَالٍ أَعْطَاكَهُ قَالَ: أَعْطَانِيهِ وَهُوَ رَاكِعٌ. فَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ [صلي الله عليه وآله وسلم] كَبَّرَ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : يَقُولُ اللهُ تَعَالَى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ)

__________________

(١) قَالَ فِي تَلْخِيصِ السِّيَاقِ تَحْتَ الرقم : (٥٦٨) صلي الله عليه وآله وسلم ٢٩٦ ـ أَوِ الْوَرَقِ ٥٦ ب ـ : الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُشْنَامٍ أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُكَتِّبُ الزَّاوِهِيُّ حَاكِمُهَا ، ثِقَةٌ [رَوَى] عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَمْدَانَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الرَّازِيِّ ، انْتَخَبَ عَلَيْهِ الْحَسْكَانِيُّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ.

٢٤٧

٢٤٣ ـ و [رواه أيضا] عن الحماني ، عن محمد بن فضيل مثله في [التفسير] العتيق.

٢٤٨

[٣٥] وفيها [نزل أيضا] قوله جل ذكره :

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[المائدة] (١).

٢٤٤ ـ أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ [عَلِيِّ بْنِ] الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ قِرَاءَةً قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ بِطُوسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِ (٢).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله وسلم قَالَ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ سَمِعْتُ [نِدَاءً مِنْ] تَحْتِ الْعَرْشِ أَنَّ عَلِيّاً رَايَةُ الْهُدَى وَحَبِيبُ مَنْ يُؤْمِنُ بِي (٣) بَلِّغْ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وآله وسلم أَسَرَّ ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).

__________________

(١) والآية الكريمة ذكرها البحراني في الباب : (٣٧) من كتاب غاية المرام صلي الله عليه وآله وسلم ٣٣٤.

(٢) أَبُو مَعْشَرٍ هُوَ نَجِيحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ مِنْ رِجَالِ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الصِّحَاحِ السِّتِّ.

وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ هُوَ أَبُو سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ وَهُوَ أَيْضاً مِنْ رِجَالِ الصِّحَاحِ السِّتِّ.

(٣) كَذَا فِي الْحَدِيثِ : (١٢٠) فِي الْبَابِ : «٣٣» مِنْ كِتَابِ فَرَائِدِ السِّمْطَيْنِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ١٥٨ ، ط بيروت ، وَمَا وَضَعْنَاهُ بَيْنَ الْمَعْقُوفَيْنِ أَيْضاً مَأْخُوذٌ مِنْهُ ، وَفِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ : «بَلِّغْ عَلِيّاً [ذَلِكَ] فَلَمَّا نَزَلَ النَّبِيُّ أُنْسِئَ ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا [عَلَيْهِ] :(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ ...).

وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «وَحَبِيبُ مَنْ يُؤْوِينِي». وَفِي الْيَمَنِيَّةِ : «وَحَبِيبُ مَنْ يَوَدُّنِي ...».

٢٤٩

٢٤٤ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّينَوَرِيُّ قِرَاءَةً [قَالَ :] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ [بْنِ إِبْرَاهِيمَ] السُّنِّيُ (١) قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ (٢) عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ [دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ] عَنْ عَطِيَّةَ :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِ (٣) قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).

__________________

(١) هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الْمَذْكُورُ فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ الْمُوَافِقُ لِمَا فِي تَرْجَمَةِ الرَّجُلِ فِي عُنْوَانِ : «السُّنِّيِّ ـ وَ ـ الْبُدَيْجِيِّ» مِنْ كِتَابِ أَنْسَابِ الْسَّمْعَانِيِّ وَلُبَابِهِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «الْبُسْتِيُّ».

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ غَيْرَ أَنَّ فِيهَا : «قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى عَنِ الْأَعْمَشِ ...» وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ عَنِ الْأَعْمَشِ ...» وَلَكِنَّ رَسْمَ الْخَطِّ فِي قَوْلِهِ : «الْأَعْمَشِ» غَامِضٌ مِنَ النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ.

(٣) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَمِيدِيِّ [الْخُدْرِيِّ «خ»].

وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ أَيْضاً أَبُو الْحَسَنِ الْوَاحِدِيُّ فِي كِتَابِ أَسْبَابِ النُّزُولِ صلي الله عليه وآله وسلم ١٥٠ ، ط ١ ، قَالَ :

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّفَّارُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونِ بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلْوَتِيُّ [كَذَا] حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سِجَادَةُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ عَنِ الْأَعْمَشِ وَأَبِي الْجَحَّافِ [ظ] عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَقُولُ : وَرَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ عَسَاكِرَ فِي الْحَدِيثِ : (٥٨٨) مِنْ تَارِيخِ دِمَشْقَ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٨٥ ط ٢ قَالَ :

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ وَجِيهُ بْنُ طَاهِرٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ الْأَزْهَرِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونٍ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُلْوَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سِجَادَةَ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَأَبِي الْجَحَّافِ ، عَنْ عَطِيَّةَ :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : لَمَّا [كَذَا] نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ [فِي] عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

أَقُولُ : وَرَوَاهُ قَبْلَهُ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنِ الْخُدْرِيِّ بِلَفْظٍ أَصْرَحَ مِنْ هَذَا ، وَرَوَاهُ السُّيُوطِيُّ فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ، عَنِ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ ، وَابْنِ عَسَاكِرَ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : لَمَّا نَصَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيّاً يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَنَادَى لَهُ بِالْوَلَايَةِ ، هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْآيَةِ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ..)

٢٥٠

٢٤٥ ـ أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ جُمْلَةً ، [قَالَ : أَخْبَرَنَا] عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى الدِّهْقَانُ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُ (١) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعُرَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) الْآيَةَ، [قَالَ :] نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ ، أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم أَنْ يُبَلِّغَ فِيهِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ـ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

__________________

وَرَوَاهُ أَيْضاً الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ فِي كِتَابِهِ : «مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي عَلِيٍّ» ـ كَمَا رَوَاهُ بِسَنَدِهِ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ فِي الْفَصْلِ : (٢) مِنْ خَصَائِصِ الْوَحْيِ الْمُبِينِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٩ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ ...

(١) وَهَذَا هُوَ الْحَدِيثُ : (١٤) مِنْ تَفْسِيرِ الْحِبَرِيِّ الْوَرَقِ ١١ ـ أ ـ.

وَرَوَاهُ أَيْضاً بِسَنَدِهِ عَنِ الْحِبَرِيِّ السَّيِّدُ الْمُرْشِدُ بِاللهِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ : (٥٣) مِنْ فَضَائِلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تَرْتِيبِ أَمَالِيهِ صلي الله عليه وآله وسلم ١٤٥ ، قَالَ :

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ الْبَزَّازُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاتِي الْكَاتِبُ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ ...

وَقَالَ الطَّبْرِسِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ مَجْمَعِ الْبَيَانِ : ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٢٣ : وَرَوَى الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ...

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالا : أَمَرَ اللهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْصِبَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلنَّاسِ فَيُخْبِرَهُمْ بِوَلَايَتِهِ ، فَتَخَوَّفَ رَسُولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] أَنْ يَقُولُوا : حَابَى ابْنَ عَمِّهِ ، وَأَنْ يَطْعَنُوا فِي ذَلِكَ عَلَيْهِ ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ فَقَامَ بِوَلَايَتِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ.

وَهَذَا الْخَبَرُ بِعَيْنِهِ قَدْ حَدَّثَنَاهُ السَّيِّدُ أَبُو الْحَمْدِ عَنِ الْحَاكِمِ أَبِي الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، فِي كِتَابِ شَوَاهِدِ التَّنْزِيلِ لِقَواعِدِ التَّفْضِيلِ وَالتَّأْوِيلِ.

أَقُولُ : وَهُوَ الْخَبَرُ الْآتِي تَحْتَ الرقم : (٢٤٩) فَرَاجِعْ.

ثُمَّ قَالَ الطَّبْرِسِيُّ : وَفِيهِ [أَيْ فِي شَوَاهِدِ التَّنْزِيلِ] أَيْضاً بِالْإِسْنَادِ الْمَرْفُوعِ إِلَى حِبَّانَ بْنِ عَلِيٍّ الْغَنَوِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] بِيَدِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

٢٥١

٢٤٦ ـ رواه جماعة عن الحبري و ـ أخرجه السبيعي في تفسيره عنه ، فكأني سمعته من السبيعي و ـ رواه جماعة عن الكلبي.

وطرق هذا الحديث مستقصاة ـ في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء (١).

٢٤٧ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْمُقْرِي قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَزْهَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْمَاصِرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَدِّي قَالَ :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (٢) ثُمَّ قَالَ : أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. ثُمَّ قَالَ : اللهُمَّ اشْهَدْ.

__________________

وَقَدْ أَوْرَدَ هَذَا الْخَبَرَ بِعَيْنِهِ أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعاً إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أُمِرَ النَّبِيُّ [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] أَنْ يُبَلِّغَ فِيهِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

(١) والكتاب كان موجودا عند السيد ابن طاوس رحمه الله كما في باب الدال تحت الرقم : (١٩٠) من فهرست مكتبته صلي الله عليه وآله وسلم ٣٥.

وقال في كتاب إقبال الأعمال ٤٥٣ فيمن صنف في حديث الغدير : ومن ذلك ما رواه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب سماه دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة.

وقال في الطرائف : وصنف في حديث يوم الغدير الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني كتابا سماه كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة اثنا عشر كراسا مجلدا.

كذا نقله عنه في حديث الغدير من عبقات الأنوار ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣٧ ط ٢.

(٢) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «حَتَّى نَرَى بَيَاضَ إِبْطَيْهِ». وَالصَّوَابُ : «حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ...».

٢٥٢

٢٤٨ ـ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَدْلُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِ نُسْخَتِهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ (١) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ (٢) :

__________________

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «مِنْ أَصْلِ سَمَاعِ شَيْخِهِ زَاهِدِ بْنِ أَحْمَدَ».

(٢) ٢٤٨ ـ وَرَوَاهُ أَيْضاً مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ فِي أَوَائِلِ الْجُزْءِ السَّابِعِ تَحْتَ الرقم : (٨٩٦) مِنْ كِتَابِ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْوَرَقِ ١٨٨ ـ ب ـ قَالَ :

[حَدَّثَنَا] مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ] فِي قَوْلِهِ [تَعَالَى] : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).

قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : يَا أَبَا الْجَارُودِ هَلْ فِي كِتَابِ اللهِ تَفْسِيرُ الصَّلَاةِ وَكَمْ هِيَ مِنْ رَكْعَةٍ وَفِي أَيِّ وَقْتٍ هِيَ قَالَ :

قُلْتُ : لَا قَالَ : فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَمَرَ بِالصَّلَاةِ قِيلَ لَهُ : أَعْلِمْ أُمَّتَكَ أَنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً [ثُمَّ صَلَاةَ الظُّهْرِ] وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ [كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً]. ثُمَّ كَانَتِ الزَّكَاةُ فَكَانَ الرَّجُلُ يُعْطِي مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ فَلَمَّا نَزَلَتْ ([وَآتُوا الزَّكاةَ]) قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَعْلِمِ النَّاسَ مِنْ زَكَاتِهِمْ مِثْلَ مَا أَعْلَمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ. قَالَ : ثُمَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ صَامَ وَأَرْسَلَ إِلَى مَنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ [فَ] صَامُوا فَلَمَّا نَزَلَ [وُجُوبُ صَوْمِ] شَهْرِ رَمَضَانَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : أَعْلِمْ أُمَّتُكَ مِنْ صِيَامِهِمْ مِثْلَ الَّذِي عَلَّمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَزَكَاتِهِمْ فَفَعَلَ. ثُمَّ نَزَلَ الْحَجُّ فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَعْلِمْ أُمَّتَكَ مِنْ مَنَاسِكِهِمْ مِثْلَ الَّذِي عَلَّمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَزَكَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ فَفَعَلَ. ثُمَّ نَزَلَ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) فَقَالُوا : نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَبَعْضُنَا أَوْلَى بِبَعْضٍ. فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : أَعْلِمْ أُمَّتَكَ مِنْ وَلِيِّهِمْ [ظ] مِثْلَ الَّذِي أَعْلَمْتَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَزَكَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ وَحَجِّهِمْ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَرَفَعَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَانَ بَيَاضُ آبَاطِهِمَا ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ : فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ.

وَكَأَنَّهُ إِلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَشَارَ الْقَاضِي نُعْمَانُ فِي سِيرَةِ عَلِيٍّ فِي أَوَّلِ كِتَابِ شَرْحِ الْأَخْبَارِ.

وَقَدْ رَوَى السَّيِّدُ الْأَجَلُّ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي أَوَائِلِ الْبَابِ الثَّانِي مِنْ سَعْدِ السُّعُودِ صلي الله عليه وآله وسلم ٧٠ نُزُولَ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي عَلِيٍّ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنِ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ نَقْلاً عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيِّ فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ.

٢٥٣

سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْمُنْذِرِ يَقُولُ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ ـ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ : عُثْمَانُ الْأَعْشَى كَانَ يَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ ـ إِنَّ الْحَسَنَ يُخْبِرُنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ بِسَبَبِ رَجُلٍ ـ وَلَا يُخْبِرُنَا مَنِ الرَّجُلُ (١) (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ). فَقَالَ : لَوْ أَرَادَ أَنْ يُخْبِرَ بِهِ لَأَخْبَرَ بِهِ ، وَلَكِنَّهُ يَخَافُ ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ هَبَطَ عَلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله وسلم فَقَالَ لَهُ : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَدُلَّ أُمَّتَكَ عَلَى صَلَاتِهِمْ. فَدُلَّهُمْ عَلَيْهَا ، ثُمَّ هَبَطَ ـ فَقَالَ : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَدُلَّ أُمَّتَكَ عَلَى زَكَاتِهِمْ. فَدُلَّهُمْ عَلَيْهَا ، ثُمَّ هَبَطَ ـ فَقَالَ : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَدُلَّ أُمَّتَكَ عَلَى صِيَامِهِمْ. فَدُلَّهُمْ ، ثُمَّ هَبَطَ ـ فَقَالَ : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَدُلَّ أُمَّتَكَ عَلَى حَجِّهِمْ ـ فَفَعَلَ ، ثُمَّ هَبَطَ فَقَالَ : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ (٢) تَدُلَّ أُمَّتَكَ عَلَى وَلِيِّهِمْ ـ عَلَى مِثْلِ مَا دَلَلْتَهُمْ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَزَكَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ وَحَجِّهِمْ ـ لِيَلْزَمَهُمُ الْحُجَّةُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي قَرِيبُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَفِيهِمْ تَنَافُسٌ وَفَخْرٌ ، وَمَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ وَتَرَهُ وَلِيُّهُمْ وَإِنِّي أَخَافُ ـ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما

__________________

(١) إِذِ الْمِسْكِينُ كَانَ فِي تَقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ ، وَقَدْ كَانَ مَنَعَهُ أَخْبَثُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ الْحَجَّاجُ مِنَ الْحَدِيثَ فِي الْمَسْجِدِ ، حِينَمَا قَرَّضَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي حُضُورِهِ وَأَتَى بِشَوَاهِدَ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَمِمَّا بَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ بِحَيْثُ بَهَتَهُ وَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً!!.

(٢) من قوله : (تَدُلَّ أُمَّتَكَ عَلَى صِيَامِهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ) قَدْ سَقَطَ مِنَ النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ وَأَخَذْنَاهُ مِنَ النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضاً ذَيْلُ الْحَدِيثِ.

٢٥٤

بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) يُرِيدُ فَمَا بَلَّغْتَهَا تَامَّةً (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ). فَلَمَّا ضَمِنَ اللهُ [لَهُ] بِالْعِصْمَةِ وَخَوَّفَهُ (١) أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ (٢) وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ.

قَالَ زِيَادٌ : فَقَالَ عُثْمَانُ : مَا انْصَرَفْتُ إِلَى بَلَدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ.

٢٤٩ ـ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ (٣) عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

__________________

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ : «فَلَمَّا ضَمِنَ اللهُ [لَهُ] الْعِصْمَةَ وَخَوَّفَهُ».

(٢) جُمْلَةُ : «وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ» مَأْخُوذَةٌ مِنَ النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ وَقَدْ سَقَطَتْ عَنِ الْكِرْمَانِيَّةِ.

وَقَرِيباً مِنْ ذَيْلِهِ رَوَاهُ أَيْضاً مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ الصَّنْعَانِيُّ قُبَيْلَ الْجُزْءِ الثَّانِي فِي الْحَدِيثِ (٩٨) مِنْ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ الْوَرَقِ ٣٧ ـ ب ـ قَالَ :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عَبَّادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [عَلَيْهِ السَّلَامُ] قَالَ : لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَا أُمِرَ بِهِ قَالَ : قَوْمِي حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ. إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

وَقَرِيباً مِنْهُ رَوَاهُ أَيْضاً فِي أَوَائِلِ الْجُزْءِ السَّابِعِ فِي الْحَدِيثِ : (٨٥٤) فِي الْوَرَقِ ١٨١ ـ أ ـ قَالَ :

[حَدَّثَنَا] مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبَّادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كَثِيرٍ الثَّوْرِيِّ [كَذَا] :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُمِرَ أَنْ يَقُومَ بِ [وَلَايَةِ] عَلِيٍّ فَضَاقَ بِذَلِكَ ذَرْعاً حَتَّى نَزَلَتْ : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاتِهِ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ : اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

وَرَوَاهُ أَيْضاً حَرْفِيّاً فِي أَوَائِلِ الْجُزْءِ (٧) فِي الْحَدِيثِ : (٨٥٥) فِي الْوَرَقِ ١٨١ ـ ب ـ.

(٣) هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الْمَذْكُورُ فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَالرَّجُلُ مُتَرْجَمٌ فِي فِهْرِسِ النَّجَاشِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «عَنْ عَوْنِ بْنِ أُذَيْنَةَ ...».

٢٥٥

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالا أَمَرَ اللهُ مُحَمَّداً أَنْ يَنْصِبَ عَلِيّاً لِلنَّاسِ ـ لِيُخْبِرَهُمْ بِوَلَايَتِهِ ـ فَتَخَوَّفَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم أَنْ يَقُولُوا حَابَى ابْنَ عَمِّهِ ـ وَأَنْ يَطْعَنُوا فِي ذَلِكَ عَلَيْهِ (١) فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) الْآيَةَ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ بِوَلَايَتِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ.

٢٥٠ ـ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ أَحْمَدَ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ عَمَّارٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ :

__________________

(١) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُوَافِقُ لِمَا رَوَاهُ عَنْهُ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ ـ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْتَ الرقم : (٢٤٥) وَفِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ : «فَتَخَوَّفَ أَنْ يَقُولُوا : جَاءَ بِابْنِ عَمِّهِ وَأَنِ اطْعُنُوا عَلَيْهِ ...».

وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ ـ كَمَا رَوَاهُ عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْإِرْبِلِيُّ فِي عُنْوَانِ : «مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ» مِنْ كَشْفِ الْغُمَّةِ ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣١٧ قَالَ :

وَعَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : لَمَّا جَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَمْرِ الْوَلَايَةِ ضَاقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ ذَرْعاً وَقَالَ : قَوْمِي حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ. فَنَزَلَتْ (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...).

ثُمَّ رَوَى حَدِيثَ رَبَاحِ بْنِ الْحَارِثِ وَأَبِي رُمَيْلَةَ فِي وُرُودِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَنْصَارِ النَّبِيِّ عَلَى عَلِيٍّ وَشَهَادَتِهِمْ لَهُ بِأَنَّ النَّبِيَّ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ : أَيُّهَا النَّاسُ أَلَسْتُ (أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) قَالُوا : بَلَى فَقَالَ : إِنَّ اللهَ مَوْلَايَ وَأَنَا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَعَلِيٌّ مَوْلَى مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ ... ثُمَّ قَالَ :

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا أَمَرَ اللهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُومَ بِعَلِيٍّ فَيَقُولَ لَهُ مَا قَالَ فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ ثُمَّ مَضَى بِحَجِّهِ فَلَمَّا أَقْبَلَ رَاجِعاً [وَ] نَزَلَ بِغَدِيرِ خُمٍّ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) الْآيَةَ فَأَخَذَ بِعَضُدِ عَلِيٍّ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ : اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ.

٢٥٦

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله وسلم [وَسَاقَ] حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ إِلَى أَنْ قَالَ : وَإِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَزِيراً ، وَإِنَّكَ رَسُولُ اللهِ وَإِنَّ عَلِيّاً وَزِيرُكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَهَبَطَ رَسُولُ اللهِ فَكَرِهَ أَنْ يُحَدِّثَ النَّاسَ بِشَيْءٍ مِنْهَا ـ إِذْ كَانُوا حَدِيثِي (١) عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى مَضَى [مِنْ] ذَلِكَ سِتَّةُ أَيَّامٍ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) فَاحْتَمَلَ رَسُولُ اللهِ [صلي الله عليه وآله وسلم] حَتَّى كَانَ يَوْمُ الثَّامِنَ عَشَرَ ، أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم أَمَرَ بِلَالاً حَتَّى يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ ـ أَنْ لَا يَبْقَى غَداً أَحَدٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَى غَدِيرِ

__________________

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَجَبَتْ وَاللهِ فِي رِقَابِ الْقَوْمِ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :

يُنَادِيهِمُ يَوْمَ الْغَدِيرِ نَبِيُّهُمْ

بِخُمٍّ وَأَسْمِعْ بِالرَّسُولِ مُنَادِياً

يَقُولُ : فَمَنْ مَوْلَاكُمُ وَوَلِيُّكُمْ

فَقَالُوا ـ وَلَمْ يُبْدُوا هُنَاكَ التَّعَامِيَا ـ :

إِلَهُكَ مَوْلَانَا وَأَنْتَ وَلِيُّنَا

وَلَمْ تَرَ مِنَّا فِي الْوَلَايَةِ عَاصِياً

فَقَالَ لَهُ : قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي

رَضِيتُكَ مِنْ بَعْدِي إِمَاماً وَهَادِياً

وَعَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ قَالَ : كُنْتُ أَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ لَا رَأْيَ لِي غَيْرُهُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أُمِرَ النَّاسُ بِخَمْسٍ فَعَمِلُوا بِأَرْبَعٍ وَتَرَكُوا وَاحِدَةً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا هَذِهِ الْأَرْبَعُ الَّتِي عَمِلُوا بِهَا قَالَ : الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَالصَّوْمُ [أَعْنِي] صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ.

قَالَ : فَمَا الْوَاحِدَةُ الَّتِي تَرَكُوهَا قَالَ : وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ : وَإِنَّهَا مُفْتَرَضَةٌ مَعَهُنَّ قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : فَقَدْ كَفَرَ النَّاسُ. قَالَ : فَمَا ذَنْبِي!!!

وَعَنْ زُرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ أَنَّ عَلِيّاً مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).

وَأَيْضاً يَأْتِي حَدِيثٌ آخَرُ فِي تَعْلِيقِ الْأَخِيرِ مِنَ الْآيَةِ : «٥٨» مِنْ سُورَةِ يُونُسَ فِي صلي الله عليه وآله وسلم ٢٦٨ ط ١

(١) وَفِي النُّسْخَةِ : «إِذْ كَانُوا حَدِيثَ». ثُمَّ إِنَّ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ نَقْلاً عَنْ كِتَابِ مَا نَزَلَ بِسَنَدٍ آخَرَ فِي أَوَائِلِ الْبَابِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٧٠ ط الْغَرِيِّ.

٢٥٧

خُمٍّ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم وَالنَّاسُ مِنَ الْغَدِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ بِرِسَالَةٍ ـ وَإِنِّي ضِقْتُ بِهَا ذَرْعاً مَخَافَةَ أَنْ تَتَّهِمُونِي وَتُكَذِّبُونِي ـ حَتَّى عَاتَبَنِي رَبِّي فِيهَا بِوَعِيدٍ أَنْزَلَهُ عَلَيَّ بَعْدَ وَعِيدٍ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَرَفَعَهَا حَتَّى رَأَى النَّاسُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِمَا [إِبْطِهِمَا] ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اللهُ مَوْلَايَ وَأَنَا مَوْلَاكُمْ ـ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ـ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ـ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ. وَأَنْزَلَ اللهُ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).

__________________

وَقَدْ رَوَى السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي أَوَائِلِ الْبَابِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٧٠ قَالَ :

وَقَدْ رَوَاهُ [أَيْ نُزُولَ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي وَلَايَةِ عَلِيٍ] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَحَدٍ وَثَلَاثِينَ طَرِيقاً.

٢٥٨

[٣٦] ومنها : [أيضا] قوله عز ذكره :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) [٨٧ / المائدة]

٢٥١ ـ أَخْبَرُونَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَالِحٍ السَّبِيعِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّهَّانُ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَصَّاصُ ، قَالا : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) [قَالَ :] نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابٍ لَهُ ـ مِنْهُمْ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ حَرَّمُوا عَلَى أَنْفُسِهِمُ الشَّهَوَاتِ وَهَمُّوا بِالْإِخْصَاءِ (١).

٢٥٢ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّفَّارُ الْمُعَاذِيُ (٢) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْكُهَيْلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَرْثِ التَّيْمِيِ :

__________________

(١) وَهَذَا هُوَ ذَيْلُ الْحَدِيثِ (١٤) مِنْ تَفْسِيرِ الْحِبَريِّ.

(٢) الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ ، وَأَنَّهُ هُوَ مَسْعُودُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُعَاذٍ الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ فِي تَعْلِيقِ الْحَدِيثِ : (١٧) صلي الله عليه وآله وسلم ٢٣ ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْمُصَنِّفُ أَيْضاً الْحَدِيثَ (٥٠ وَ١٠٢ ، وَ٤٩٨) فِي صلي الله عليه وآله وسلم ٣٩ وَ٦٤ وَ٣٦٣ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَصِفْهُ فِيهَا بِالصَّفَّارِ. وَهَاهُنَا فِي أَصْلَيَّ كِلَيْهِمَا : «الْمَعَادِنِيِّ».

٢٥٩

أَنَّ عَلِيّاً وَعُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَنَفَراً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم تَعَاقَدُوا أَنْ يَصُومُوا النَّهَارَ وَيَقُومُوا اللَّيْلَ ـ وَلَا يَأْتُوا النِّسَاءَ وَلَا يَأْكُلُوا اللَّحْمَ فَبَلَغَ [ذَلِكَ] رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ)(١).

٢٥٣ ـ أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) قَالَ : جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ـ فَذَكَّرَ [هُمْ] ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَزِدْهُمْ عَلَى التَّخْوِيفِ فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم وَهُمْ جُلُوسٌ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ : مَا خِفْنَا إِنْ لَمْ نُحْدِثْ عَمَلاً ، فَحَرَّمَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَأْكُلَ اللَّحْمَ وَالْوَدَكَ ، وَأَنْ يَأْكُلَ بِنَهَارٍ ، وَحَرَّمَ بَعْضُهُمُ النَّوْمَ وَحَرَّمَ بَعْضُهُمُ النِّسَاءَ ـ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم : مَا بَالُ قَوْمٍ حَرَّمُوا النِّسَاءَ ـ وَالطَّعَامَ وَالنَّوْمَ ، أَلَا إِنِّي أَنَامُ وَأَقُومُ ، وَأُفْطِرُ وَأَصُومُ وَأَنْكَحُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنِّي فَلَيْسَ مِنِّي.

[والحديث] اختصرته من طول.

__________________

(١) وَقَرِيباً مِنْهُ وَمِنَ التَّالِي رَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. رَوَاهُمَا عَنْهُ الإربلي في عنوان : «ما نزل مِنَ الْقُرْآنِ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ» مِنْ كَشْفِ الْغُمَّةِ : ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣١٩.

٢٦٠